منتديات جمانة فلسطين

منتديات جمانة فلسطين (Http://www.jomana.net/vb/index.php)
-   مقتطفات عآمة (Http://www.jomana.net/vb/forumdisplay.php?f=15)
-   -   وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا (Http://www.jomana.net/vb/showthread.php?t=24938)

الغارس 05-27-2020 11:32 AM

وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا
 





من النظائر القرآنية نقرأ الآيات الثلاث التالية:

الآية الأولى: قوله سبحانه: {وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين} (الأنعام:29).

الآية الثانية: قوله عز وجل: {إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين} (المؤمنون:37).

الآية الثالثة: قوله تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} (الجاثية:24).

هذه الآيات الثلاث قد اتحد موضوعها من إنكارهم البعث الأخروي، وأنه لا حياة بعد هذه الحياة الدنيا. ويرد هنا سؤالان اثنان:

الأول: لِمَ خلت آية الأنعام من قوله سبحانه: {نموت ونحيا} في حين أن الآيتين الأُخريين تضمنتا قوله تعالى: {نموت ونحيا}؟

الثاني: لِمَ انفردت آية الجاثية بقوله عز وجل: {وما يهلكنا إلا الدهر} بينما خلت آيتا الأنعام والمؤمنين من قوله سبحانه: {وما يهلكنا إلا الدهر}؟

أجاب ابن الزبير الغرناطي على السؤال الأول بما حاصله: أن آية الأنعام لم يرد فيما تقدمها زيادة على ما أخبروا به من حالهم في إنكارهم البعث الأخروي؛ ذلك أن الآية بُنيت على ما تقدمها من قوله تعالى: {ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} (الأنعام:27) فكأنه قد قيل لهم: إنكم كنتم تنكرون البعث، ووجود هذه الحياة الأخرى، ولم يرد أثناء هذا ما يستدعي زيادة عليه.

أما آية سورة المؤمنين فترتب الوارد فيها من قوله تعالى: {نموت ونحيا} على ما تقدم من دعاء الرسل إياهم، وقد ذكر الإمداد في دنياهم الحامل على عتوهم، وقولهم في المُرْسَل إليهم: {وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون} (المؤمنون:33) فلما طال هذا الكلام بما أغروا به سفهاءهم ناسب هذا الطول زيادة قوله: {نموت ونحيا} أي: طائفة تموت، وطائفة توجد.

وليس يخفى أن شأن ما يرد في الكتاب العزيز مما ظاهره التكرار، زيادة فائدة، أو تتميم معنى، أو لبناء غيره من الكلام عليه، حتى لا يكون تكراراً عند من وفق لاعتباره.

وأما آية الجاثية فقد أفصحت عن مُرْتَكَبِهم الشنيع من إنكارهم فاعلاً مختاراً، حين قالوا: {وما يهلكنا إلا الدهر} فزادوا إلى إنكارهم البعث الأخروي، إنكارهم توقف الموت على آجال محدودة للخلائق، ووقوعه بإرادة وتقدير من الموجد سبحانه، ثم أتبعوا شنيع مُرْتَكَبِهم هذا بقولهم للرسل تحكيماً لإنكارهم البعث: {ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين} (الجاثية:25) أي: إن كنتم صادقين في أنا نحيى بعد الموت، وأن ثمة حياة أخرى غير هذه الحياة التي نعيش فيها، فأرونا دليلاً على ذلك؛ بإحياء من مات من آبائنا، وإعادته إلى هذه الحياة! وبما ورد هنا من هذه الزيادة حصل التعريف بجملة مقالهم الشنيع، واستوفته هذه الآية على أحسن وجه وأتمه.

ثم ها هنا سؤال يتعلق بختام آية الجاثية؛ ذلك أن الآية خُتمت بقوله سبحانه: {وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون} (الجاثية:24) في حين أنه في آية سورة الزخرف التي يقول بها عز وجل: {وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم} خُتمت الآية بقوله تعالى: {إن هم إلا يخرصون} (الزخرف:20).

أجاب الخطيب الإسكافي على اختلاف هذا الختام بما حاصله: إن قبل الآية من سورة الزخرف قوله عز وجل: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون * وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون} (الزخرف:19-20) فأخبر عنهم أنهم قالوا: الملائكة بنات الله، وأن الله أراد أن يعبدوهم، ومدعاهم ذلك غير مستند إلى علم، بل هم كاذبون فيما يدعونه، ويخبرون به، فأبطل خبرهم بالتكذيب لهم، وهو الذي يليق بالموضع.

والذي في سورة الجاثية خبر عن الكفار، الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام بأنهم قالوا: لا بعث لنا، وكل ما في الأمر أن تموت الأسلاف، وتحيى الأخلاف، فكلما أهلك الدهر قوماً فأفناهم، أنشأ فيه آخرين وأحياهم، وهؤلاء لم يقولوا ما قالوا بمعرفة، بل قالوه على سبيل الظن، فكان ختم الآية بقوله سبحانه: {إن هم إلا يظنون} لائقاً بهذا المكان، كما لاق ختم آية الزخرف بقوله: {إن هم إلا يخرصون} فجاء كل ختام بما يناسب المقام ويقتضيه البيان.

الغارس 05-29-2020 11:46 AM

ارجو تشريف الجميع
هنا على صفحات موضوعي
ولكم المحبة

رآنيا 06-01-2020 05:13 AM

جزاك الله خير وبارك الله فيك

~

واثـــ الخطوة ـــــق 06-03-2020 11:23 AM

موضوع جميل و قيم و غني بالفوائد

بارك الله جهودك

و ننتظر منك الجديد و المميز دائما :rose:

الغارس 06-25-2020 11:25 PM

كل الشكر و الامتنا لكم
واثق الخطوة ع المرور

مازن علاء 06-26-2020 07:17 PM

جزاكم الله خيرا


الساعة الآن 10:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.