عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2019, 06:07 PM   #8
رونق التـ🌷ـوليب


الصورة الرمزية مَرجانة
مَرجانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 732
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
 المشاركات : 38,686 [ + ]
 التقييم :  213224
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نحنُ لِنحن
لنحن فقط !..
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



الجزء الثاني ••❓

عندما انتهى وقت المعهد ، ودعت "سارة" باستعجالٍ و غادرت مسرعةً إلى المنزل ، كنت متشوقة كثيراً للإختلاء بنفسي مع تلك الرسالة ، كان رأسي مزدحماً بالأفكار والتساؤلات .. يثيرني الفضول كثيراً لمعرفة ما كتب بداخلها .

وصلت إلى المنزل واتجهت فوراً إلى غرفتي ، أوصدت الباب واتخذت مقعدي بارتباك ، أخرجت الظرف من حقيبتي ، وقلبي صار يدق بعنف!
اعتلت الابتسامة وجهي وأنا أنظر للظرف ، إنه أنيق وجميل ، لابد أن المعجب ذو ذوقٍ جميل

فتحت الرسالة وأنا أؤخذ شهيقاً و أصدر زفيراً محاولةً تمالك نفسي ، فتحتها و بدأت أقرأ مافيها ...

(( إلى العزيزة "آماندا"
إلى الجميلة ، والفاتنة .. التي كلما نظرت إليها في الصباح وجدتها فراشةً تتنطط بخفة فوق الورود
خطواتك الخفيفة كالريشة ، تسلبني و أنا أراقبكِ كيف تمشين ، وشعركِ البني الجميل يتبعثر خلفكِ حراً جميلاً ليأسرني مقيداً إياي بخيوطه المخملية ، هكذا أنتِ يا ذات العينين العسليتين ، وعند عينيكِ .. اتمنى لو تلتقي عيناي بعينيكِ ، لأرتشف من منهليهما شهداً يروي عروقي .. بالأمس يا "آماندا" ابتسمت ، عندما كنت أنظر الإحمرار على وجنتيكِ والدهشة في عينيكِ ، كم أثرتني يا جميلة ، وكم جعلتني اتخبط في يومي .. لكن أخبريني .. كيف وجدتي رسالة الأمس؟! ، لابد أنها شغلتكِ بصاحب الرسالة ، هذا ما كنتُ أريده يا عزيزتي ، أريد أن أستحوذ على فكركِ و عقلكِ .. و أن يتعلق بي قلبك ، ولا تلوميني فأنتِ من بدأ اللعب ، حينما قذفتي شباككِ و سحبتني إلى قعر الهوى ، جننت بكِ يا جميلة .. لكنني لا أعرف كيف أقترب منكِ ، فخجلي من الوقوف امامكِ منعني من الإقتراب ، وعيناكِ ستربكاني ، قد لا أستطيع أن أطيل الوقوف أمامهما! ، عزيزتي "آماندا" .. اسمحي لرسالاتي أن تكون الأنيس لكِ ، في كل يومٍ وليلة ، سأشارككِ تفاصيل حياتي ، سأكون رفيقاً لكِ إن لم يكن ذلك يزعجكِ ، سأكون ممتناً وشاكراً لكِ ، طوال العمر .. المخلص ، عاشق "آماندا" ))

ذهلت كثيراً عندما قرأت ما كتب ، احسست بحرارة في داخلي ونبضي في تسارع ، طويت الورقة وأنا شاردة
استرجع تلك الكلمات ، هي ليست مزحه ، إنها حقيقة!
من يكون؟! ، لم يصرح باسمه ولم يشر إلى نفسه بشيء! ، لقد ازداد فضولي .

فتحت الرسالة من جديد وعدت لقراءتها ، وتوقفت عند السطر الرابع ، كان يراقبني وأنا افتح الرسالة بالأمس!؟ ، لم أنتبه ، تباً .. لقد تركتني في حيرةٍ بقلبٍ غاص في عتمة الخوف ، أشعر بالخوف والارتباك حقاً ، رغم حروفه الجميلة و المرهفة .

وضعت الرسالة على الطاولة ، وكررت في داخلي


- عاشق "آماندا" !؟ ، ترى من أنت؟

فقت من شرودي عندما تسلل إلى أذني هذه اللحظة صوت أخي "ألفريد" ، بدا لي أنه يخاطب أحداً .. نهضت من مقعدي وذهبت نحو الباب ، فتحته واتجهت حيث صوت أخي ، وكانت المفاجأة أني وجدته يتحدث مع صديقتي "سارة"!

- "سارة" أنتِ هنا؟!

نظر الإثنان إلي ، قال أخي

- تريد رؤيتك .

ابتسمت باستغرابٍ و أنا أنظر لـ"سارة" وهي تتقدم نحوي ، كانت مهتمةً بمظهرها أكثر من المعتاد وبدت أجمل من أي وقتٍ آخر
وقفت قبالتي قائلة

- أحضرتُ كتابكِ ، لقد ذهبتِ من المعهد مسرعة قبل أن أعيده إليكِ .
- شكراً "سارة" ، لقد نسيتُ أنه معكِ .

قال "ألفريد"

- اجلسا ، سأحضر شراباً لكما .

وانصرف إلى المطبخ ، فأمسكت بيد "سارة" وأخذتها معي إلى غرفتي ، جلسنا وقلت بمكرٍ وأنا أرمق صديقتي بنظراتٍ ذات مغزى

- تبدين جميلة أكثر من المعتاد ، ما السبب؟

وضعت "سارة" يديها على وجنتيها وقالت بخجل

- كنت أتوقع رؤية "ألفريد" ، لكن مفاجأتي كانت أكبر بكثير ، لم أتوقع أن يفتحَ هو الباب!

- تحدثتما ؟
- لا ، سألني عن أخباري فقط ، خذي كتابك .

أخذت منها الكتاب ، ثم نظرت إليها وقلت متردده

- هناك أمرٌ لم اطلعكِ عليه يا "سارة" .
- ما هو؟

ابتسمت رغماً عني ، وقلت بخجل

- هناك من هو مغرمٌ بي .

اتسعت عينا "سارة" وقالت بسعادة

- يا إلهي! ، مغرم! ، من يكون؟ .. ومنذ متى؟!

انكست رأسي بخجل ، وقلت بصوتٍ منخفض

- منذ الأمس ، أما من يكون ... فلستُ أعلم!

ورفعت رأسي لرؤيتها ، كان وجهها مضحكاً وهي تعقد حاجبيها مستغربة ، ضحكت وقلت

- دعيني أريكِ .

نهضت عند الطاولة وأخذت الرسالة ومددتها لها

- إقرئي ، إنها منه .. وجدتها صباحاً في درج طاولتي .

سحبتها "سارة" من يدي بسرعة وفتحتها ، أخذت تقرأ ما فيها ، وعيانها تتسع وابتسامتها كذلك ، بعد دقيقة نظرت إلي قائلة بمرح


- يا خائنة! ، عثرتي على حبيبٍ من دوني .

ضحكت وتقدمت نحوها لأدفع رأسها قائلة

- ألم تفهمي شيئاً مما قال؟ ، هو من سلبَ بي! ، لست أعرف عنه شيئاً وهو لم يذكر حتى اسمه .

ثم جلست بجانبها وقلت وانا أضم يديَّ إلى قلبي وقلت باستعراضٍ وبطريقة حالمة

- أريد أن أكتبَ له! ، لكن كيف؟ ، وأنا لا أعرف عنه شيئاً ، إنه حبيب يختبئ خلف الستار ، يلعب الغميضةَ ، يبرع فيها ويتركني حائرةً لا أعرف السبيل للوصول إليه .

نكزتني "سارة" في خاصرتي قائلة

- اسمعي ، تلقيتي رسالة منه بالأمس أيضاً ، أين هي؟

نظرت إليها بصمت ، فهزت رأسها قائلة

- ماذا؟
- ليس بها شيء .

رفعت حاجبيها وقالت مردده باستغراب

- ليس بها شيء؟! ، بل بها كل شيء .

قلت بانفعال

- من قال لكِ هذا؟! ، لا بها إلا علامة استفهام!

==============


مر أسبوعان ورسائل من المعجب تتوالى علي كل يوم ، ورغم محاولاتي للكشف عنه ، إلا أني لم أفلح ، إنه بارعٌ في الإختباء .. وبارع في تأجيج مشاعري اتجاهه ، رسائله تحمل كل العشق والحب و بعضاً من تفاصيل حياته ، كنت أتشوق لرسائله ، أحضر إلى المعهد بلهفةٍ فقط لأحصل على رسالة منه

حتى ذلك اليوم ، وصلت إلى القاعة بمعنوياتٍ مرتفعة ، والسعادة غامرة ، ألقيت التحية وجلست بجانب "سارة" قائلة بمرح

- وجدتِ لي شيئاً يا شقية؟ ، أعرف طالما أنكِ وصلتي قبلي تملككِ الفضول لتري الرسالة!

ضحكت "سارة" وقالت

- لست أنكر ذلك ، لكن ..

مددت يدي إليها قائلة والإبتسامة على شفتي

- ماذا تنتظرين إذاً هاتها؟ ، ولا تقولي أنكِ فتحتها!

رفعت عينيها إلى عيني ، وقد سكنت ملامحها ، ثم قالت

- للأسف لم أعثر عليها!

تعجبت ! ، وقلت لها غير مصدقة

- كفى لهواً وهاتها يا "سارة"!
- أنا جادة في ذلك ، لم تكن هنا رسالة!

أنزلت يدي والشك يتملكني ، نظرت إلى درج طاولتي وتحسسته بيدي باحثةً عن الرسالة ، ولكني لم أعثر عليها!
أعدت نظري حيث "سارة" وقلت لها بانفعال

- صديقتي لا تعبثي بأعصابي ، إن كانت معكِ هاتها لي فوراً .

ردت بانفعالٍ هي الأخرى


- لما لا تصدقينني؟! ، لم تكن هنا رسالة!

شعرت بالخيبة الشديدة ، حماسي انطفأ ومعنوياتي انخفضت كثيراً ، غلبني حزنٌ شديد ، فقلت معتذرة

- حسناً ، آسفة
- حزنتِ؟

نظرت إليها ، ثم قلت محاولةً ان أبدو طبيعية

- لعله فضل أن يأخذ استراحة اليوم ، ذلك أفضل .

ورغم قولي وتصنعي ، إلا أني لم استطع أن أخفي توجمي ، شردت كثيراً أثناء المحاضرة ، لم استطع التركيز ، كنت أتساءل لما لم يرسل إلي اليوم؟

وللأسف ، لم يكن ذلك هو اليوم الوحيد الذي خلا من رسالته ، بل كانت أيام الأسبوع جميعها خاليةً من رسائله ، مما أثر ذلك علي .. جعلني حزينة ، فاقدةً مرحي وضحكي .. كنت أتساءل عن سبب انقطاع رسائله فجأةً ! ، لقد أدمنت تلك الرسائل ، اعتدت عليه وعلى كلماته .. هكذا اختفى دون أن يقول أو يعلل سبباً لانقطاعه .

=============

في نهاية الأسبوع في يوم الإجازة ، كنت خارجةً مع صديقتي "سارة" في الصباح ، نتمشى في شوارع المدينة ، بدأت أشكي لها همي وسببَ حزني وضيقي

- أفتقد رسائله يا "سارة" ، مر أسبوعٌ كامل! .. لم يرسل شيئاً خلاله ، ولا كلمة ، أنا جداً متضايقة وحزينة ، كيف أصل إليه؟
- لا أعرف يا عزيزتي ، لكن لما تعتقدين سبب توقفه عن الكتابة لكِ؟

فكرت قليلاً ، ثم قلت بعد أن عجزت على العثور عن سببٍ مقنع

- آه وما أدراني؟! ، التفكير في الأمر يربكني ويزعجني

- لعله يريد تأجيج شوقك وحسب .

توقفت عن السير واستدرت نحو "سارة" بعينين متسعتين ، توقفت هي الأخرى قائلة

- ما بكِ؟ ، أنتِ مستغربة؟
- لم يخطر ببالي ذلك! .. هل يفعلها لهذا السبب؟
- لما لا؟ ، فعلها مسبقاً مع ترك علامة استفهام!

تنهدت وتأففت بضجر .. فقالت "سارة"

- مابكِ يا "آماندا" ؟
- لو أنه يفعل ذلك سأخنقه بيدي .

ضحكت "سارة" وقالت

- لما لا تكتبين إليه؟

نظرت إليها باستغراب .. وقلت دون استيعاب

- أنا أكتبُ إليه؟!
- نعم لما لا؟ .. لعله ينتظر منكِ رسالة ، هل تعتقدين أنه مستمتعٌ فقط بترك الرسائل لكِ دون أن يلقى جواباً؟

عقدت حاجباي ثم قلت

- لكن كيف؟ ، أنا لا أعرفه .. كيف سؤصلها إليه؟!
- أكتبي الرسالة وضعيها في درج طاولتك ، عندما يأتي هو لوضع رسالته سيكون قد عثر على رسالتك ، وسيأخذها وتكون قد وصلت إليه!

دهشت من فكرة "سارة" ، فاتسعت عيناي ، وثغري كشف عن ابتسامة كبيرة معبراً عن إعجابي بالفكرة ، وقلت وأنا أمسك بكفي عزيزتي بحماس

- كم أنتِ رائعة يا "سارة"! .. من أين جئتِ بهذه الفكرة؟!

- أنتِ لا تشغلين دماغكِ يا عزيزتي .

قلت بحزن

- لا تلوميني ، تعطل دماغي منذ انقطاع رسائله ، لكن ماذا لو لم يعاود الارسال لي؟! .. هل ستظل رسالتي في الدرج؟ ، ماذا لو اطلع عليها أحد؟!
- أعتقد أن رسالة منه ستصل إليك غداً ، سترين .

لزمت الصمت ، وأصغيت لدقات قلبي المتسارعة بين أضلعي ، ليتها تصل تلك الرسالة ، بت متعطشة لحروفه ، حرمت منها سبعة أيامٍ متتالية ، كم مرت طويلة وثقيلة

ومر هذا اليوم ثقيلاً و مربكاً ، كنت متحمسة كثيراً للغد .. فلقد بثت "سارة" أملاً لي ، و بدوت متيقنه أنني سأتسلم رسالة منه
جلست على مكتبي عند الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل ، أمسكت بورقة وقلم .. كنت اعتزمت أن اكتب له رسالةً ، يجب أن أتشجع .

(( إليكَ .. إيها المعجب الغامض ، تشجعت أخيراً للكتابة إليك ، لست أعرف عنكَ شيئاً .. ويتملكني الفضول ، من أنت؟! .. وكيف تكون؟ ، ماهو اسمك؟ .. يتملكني الفضول حول كل شيءٍ عنك ، بينما أنتَ تعرف كل شيءٍ عني .. رسائلك سرقتني ، أخذتني لعالمك من حيث لا أدري ، اعتدتكَ واعتدتها .. آلمني كثيراً انقطاعك عن الكتابة لي ، هل هناك سبب يا ترى؟ .. أم أنكَ بدأت اللعب؟! ، محاولاً إستدراج قلبي إليكَ كما فعلت في المرة السابقة بإرسالك علامة استفهام؟! .. أريد أن أطلبَ منكَ أمراً .. أريد أن أتعرف عليك ، أريد أن أعرف من هو الشخص الذي يختبيء خلف هذه الرسائل ، ولما تختبيء؟! .. كان سهلاً عليكَ أن تقابلني وتصفحَ لي عن إعجابك ، أتوق للتعرف عليك ، و أرجو أن لا يطول الأمر .. المحبة "آماندا" ))

وضعت قلمي وأمسكت بالرسالة لقراءتها ، قرأتها مرتين ، كنت أحاول التأكد من جودة الرسالة .. إنها مناسبة كثيراً .. أرجو أن تصل إليه ، و أرجو أن يحقق طلبي ويعرفني على نفسه .

طويت الورقة و وضعتها في ظرفٍ أزرق أنيق .. كتبت عليه

رسالة إليك
من "آماندا"

وحملتها فوراً إلى حقيبتي ، وضعتها وأطبقت عليها .. ثم اتجهت نحو فراشي ورميت نفسي عليه ، حدقت في السقف .. وأنا أفكر في الغد ، متمنيةً أن أجد منه رسالةً غداً ، فلم أعد أتحمل هذا الحرمان منه .


 

التعديل الأخير تم بواسطة مَرجانة ; 06-09-2019 الساعة 08:39 PM

رد مع اقتباس