عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2018, 07:14 AM   #18


الصورة الرمزية بعثره
بعثره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 777
 تاريخ التسجيل :  Jul 2017
 أخر زيارة : 10-03-2020 (12:02 PM)
 المشاركات : 128,478 [ + ]
 التقييم :  200459
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Black

اوسمتي

افتراضي



أبَتْ عَبَرَاتُهُ إلاّ انْسِكَابَا


أبَتْ عَبَرَاتُهُ إلاّ انْسِكَابَا
ونارُ ضلوعهِ إلا التهابا
ومنْ حقِّ الطلولِ عليَّ ألا
أُغِبَّ مِنَ الدّموعِ لهَا سَحابَا
وَمَا قَصّرْتُ في تَسْآلِ رَبْعٍ،
ولكني سألتُ فما أجابا
رأيتُ الشيبَ لاحَ فقلتُ: أهلاً !
وودعتُ الغواية َ والشبابا
وَمَا إنْ شِبتُ من كِبَرٍ، وَلكِنْ
رأيتُ منَ الأحبة ِ ما أشابا
بعثنَ منَ الهمومِ إليَّ ركباً
وصيرنَ الصدودَ لها ركابا
ألَمْ تَرَنَا أعَزَّ النّاسِ جَاراً
وأمنعهمْ ؛ وأمرعهمْ جنابا؟!
لَنَا الجَبَلُ المُطِلُّ على نِزَارٍ
حَلَلْنَا النّجْدَ مِنهُ وَالهِضَابَا
تفضلنا الأنامُ ولا نحاشى
ونوصفُ بالجميلِ ؛ ولا نحابى
وقد علمتْ "ربيعة ُ" بلْ "نزارٌ"
بِأنّا الرأسُ والناسَ الذُّنابى
فلما أنْ طغتْ سفهاءُ "كعبٍ"
فَتَحْنَا بَينَنا لِلْحَرْبِ بَابا
مَنَحْنَاها الحَرَائِبَ غَيرَ أنّا
إذا جَارَتْ مَنَحْنَاها الحِرَابَا
ولما ثارَ "سيفُ الدينِ" ثرنا
كَمَا هَيّجْتَ آسَاداً غِضَابَا
أسِنّتُهُ، إذا لاقَى طِعَاناً،
صوارمهُ، إذا لاقى ضرابا
دعانا - والأسنة ُ مشرعاتٌ
فكنا، عندَ دعوتهِ، الجوابا
صَنَائِعُ فَاقَ صَانِعُهَا فَفَاقَتْ،
وَغَرْسٌ طابَ غَارِسُهُ، فَطَابَا
وكنا كالسهامِ؛ إذا أصابتْ
مراميها فراميها أصابا
وجاوزنَ "البدية َ" صادياتٍ؛
يلاحظنَ السرابَ؛ ولا سرابا
عبرنَ "بماسحٍ" والليلُ طفلٌ
وَجِئْنَ إلى سَلَمْيَة َ حِينَ شَابَا
فما شعروا بها إلا ثباتاً
دوينَ الشدِّ نصطخبُ اصطخابا
تنادوا، فانبرتْ، منْ كلٍِّ فجٍ ،
سوابقُ ينتجبنَ لنا انتجابا
وَقادَ نَدي بنُ جَعْفَرَ من عُقيلٍ
شعوباً، قدْ أسلنَ بهِ الشعابا
فما كانوا لنا إلا أسارى
وما كانت لنا إلا نهابا
كأنَّ "ندي بنَ جعفرِ" قادَ منهمْ
هدايا لمْ يرغْ عنها ثوابا
وَشَدّوا رَأيَهُمْ بِبَني قُرَيْعٍ،
فخابوا - لا أبا لهمُ - وخابا
ولما اشتدتِ الهيجاءُ كنا
أشَدَّ مَخَالِباً، وَأحَدَّ نَابَا
وأمنعَ جانباً وأعزَّ جاراً
وأوفى ذمة ً وأقلَّ عابا
سقينا بالرماحِ بني "قشير"
ببطنِ "الغنثرِ" السمَّ المذابا
وسقناهمْ إلى "الحيران" سوقاً
كما نستاقُ آبالاً صعابا
ونكبنا "الفرقلسَ" لمْ نردهً
كَأنّ بِنَا عَنِ المَاءِ اجْتِنَابَا
وَمِلْنَ عَنِ الغُوَيْرِ وَسِرْنَ حتى
وردنَ عيونَ "تدمرَ" و"الحبابا"
وأمطرنَ "الجباة َ" بمرجحنَّ
وَلَكِنْ بِالطِّعَانِ المُرِّ صَابَا
وَجُزْنَ الصَّحصَحانَ يخدِنَ وَخداً
ويجتبنَ الفلاة َ بنا اجتيابا
قرينا "بالسماوة ِ" من "عقيلٍ"
سِبَاعَ الأَرْضِ وَالطّيرَ السِّغَابَا
و"بالصباحِ" و "الصباحُ" عبدٌ
قتلنا، منْ لبابهمُ اللبابا
تركنا في بيوتِ بني "المهنا"
نوادبَ ينتحبنَ بها انتحابا
شَفَتْ فِيهَا بَنُوبَكْرٍ حُقُوداً
وغادرتِ "الضبابَ" بها ضبابا
وَأبْعَدْنَا لِسُوءِ الفِعْلِ كَعْباً
وأدنينا لطاعتها "كلابا"
وَشَرّدْنَا إلى الجَوْلانِ طَيْئاً
وجنبنا "سماوتها" جنابا
سَحَابٌ مَا أنَاخَ عَلى عُقَيْلٍ
وجرَّ على جوارهمُ ذنابا
وَمِلْنَا بِالخُيُولِ إلى نُمَيرٍ
تجاذبنا أعنتها جذابا
وَمَا ضَاقَتْ مَذاهِبُهُ، وَلَكِنْ
يُهَابُ، مِنَ الحَمِيّة ِ، أنْ يُهابَا
ويأمرنا فنكفيهِ الأعادي
هُمَامٌ لَوْ يَشَاءُ كَفَى وَنَابَا
فلما أيقنوا أنْ لا غياثٌ
دعوهُ للمغوثة ِ فاستجابا
وعادَ إلى الجميلِ لهمْ فعادوا
وَقَدْ مَدّوا لِصَارِمِهِ الرّقَابَا
أمَرّ عَلَيْهِمُ خَوْفاً وَأمناً
أذَاقَهُمُ بِهِ أرْياً وَصَابَا
أحَلّهُمُ الجَزِيرَة َ بَعدَ يَأسٍ
أخُوحِلْمٍ إذا مَلَكَ العِقَابَا
وَلَوْ شِئْنَا حَمَيْنَاهَا البَوَادِي
كما تحمي أسودُ الغابِ
غابا أنا ابنُ الضاربينَ الهامَ قدماً
إذا كَرِهَ المُحَامُونَ الضّرَابَا
ألَمْ تَعْلَمْ؟ وَمِثْلُكَ قالَ حَقّاً:
بأني كنتُ أثقبها شهابا‍!

يتبع..


 


رد مع اقتباس