عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2019, 05:05 PM   #8


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي




المثل الواحد وأربعون



41-
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ
إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي
مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ
مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ.
التحريم - آية:11،12




التفســـير
إن النَّفْس إذا كانت تقيَّة مؤمنة بالله خالصة من الكفر والنِّفاق
فلن تؤثر فيها مخالطة الكفَّار ولا مُجاوَرَتِهم ،
وضَرَب الله لهذا مثلا بامرأة فرعون حيث أَرغمها على اعتقاد
الوثنية التي يدين بها وقومه فأبت وجاهدت في الله حق جهاده
حتى لاقت ربها وهي آمنة مطمئنة قريرة العين بما دخل قلبها
من نور الإِيمان.

ومثل آخر ضربه الله للمؤمنين بحال مريم بنت عمران
وما وهبها من كرامة الدنيا والآخرة حيث اصطفاها الله تعالى
على نساءِ العالمين.
مع أن أكثر قومها كانوا كفارًا فلم يضرها ذلك لأنها آمنت
بشرائع الله المُنزَّلة على أَنبيائه وامتثلت لأوامر الله ونواهيه.
وامتدحها ربُها بنزاهة عِرضها وحفظها لفرجها فأكرمها وشرفها
بأن نفخ جبريل في جيب درعها فحملت بنبي الله
وكلمته عيسى عليه السلام ،
وكان هذا خارقة من الخوارق دلَّت على قدرة الله.



وفى تفسير الطبرى
يقول الله تعالى : وضرب الله مثلا للذين صدقوا الله ووحدوه،
امرأة فرعون التي آمنت بالله ووحدته، وصدّقت رسوله موسى،
وهي تحت عدوّ من أعداء الله كافر، فلم يضرّها كفر زوجها،
إذ كانت مؤمنة بالله،
وكان من قضاء الله في خلقه أن لا تزر وازرة وزر أخرى،
وأن لكلّ نفس ما كسبت،
إذ قالت: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) ،
فاستجاب الله لها فبنى لها بيتًا في الجنة.


وفى تفسير ابن كثير
اطّلع فرعون على إيمان زوجته، فقال للملإ ما تعلمون
من آسية بنت مزاحمٍ؟ فأثنوا عليها،
فقال لهم: إنّها تعبد غيري. فقالوا له: اقتلها.
فأوتد لها أوتادًا فشدّ يديها ورجليها،
فدعت آسية ربّها فقالت: {ربّ ابن لي عندك بيتًا في الجنّة}
فوافق ذلك أن حضرها فرعون،
فضحكت حين رأت بيتها في الجنّة،
فقال فرعون: ألا تعجبون من جنونها، إنّا نعذّبها وهي تضحك،
فقبض اللّه روحها، رضي اللّه عنها.



عن قتادة، قوله: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ )
وكان أعتى أهل الأرض على الله، وأبعده من الله،
فوالله ما ضرّ امرأته كُفر زوجها حين أطاعت ربها،
لتعلموا أن الله حكم عدل، لا يؤاخذ عبده إلا بذنبه.

وقوله: (وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ ) وتقول: وأنقذني من
عذاب فرعون، ومن أن أعمل عمله، وذلك كفره بالله.

وقوله: (وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) تقول: وأخلصني وأنقذني
من عمل القوم الكافرين بك،ومن عذابهم.


وفى تفسير الطبرى
يقول تعالى ذكره: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا
( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا )
يقول: التي منعت جيب درعها جبريل عليه السلام،
وكلّ ما كان في الدرع من خرق أو فتق، فإنه يسمى فَرْجًا،
وكذلك كلّ صدع وشقّ في حائط، أو فرج سقف فهو فرج.

وقوله: ( فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا )
يقول: فنفخنا فيه في جيب درعها، وذلك فرجها،
من روحنا من جبرئيل، وهو الروح.



وفى تفسير ابن كثير
وقوله: {ومريم ابنت عمران الّتي أحصنت فرجها}
أي حفظته وصانته. والإحصان: هو العفاف ،

{فنفخنا فيه من روحنا} أي: بواسطة الملك، وهو جبريل،
فإنّ اللّه بعثه إليها فتمثّل لها في صورة بشرٍ سوي،
وأمره اللّه تعالى أن ينفخ بفيه في جيب درعها،
فنزلت النّفخة فولجت في فرجها،
فكان منه الحمل بعيسى، عليه السّلام.
ولهذا قال: {فنفخنا فيه من روحنا وصدّقت بكلمات ربّها وكتبه}
أي: بقدره وشرعه
{وكانت من القانتين}
أى:
الطائعين المحتسبين إلى الله الممتثلين لأوامره


عن قتادة:

( فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ) فنفخنا في جيبها من روحنا
( وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا ) يقول: آمنت بعيسى، وهو كلمة الله
( وَكُتُبِهِ ) يعني التوراة والإنجيل
( وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) يقول: وكانت من القوم المطيعين.


عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال:
خطّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الأرض أربعة خطوطٍ،
وقال: "أتدرون ما هذا؟ " قالوا: اللّه ورسوله أعلم،
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أفضل نساء أهل الجنّة:
خديجة بنت خويلدٍ، وفاطمة بنت محمّدٍ،
ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحمٍ امرأة فرعون".


وثبت في الصّحيحين من حديث شعبة، عن عمرو بن مرة،
عن أبي موسى الأشعريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال:

"كمل من الرّجال كثيرٌ، ولم يكمل من النّساء إلّا
آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد،
وإنّ فضل عائشة على النّساء كفضل الثّريد على سائر الطّعام".



وبذلك نكون قد انتهينا والحمد لله من النوع الأول
من الأمثال فى القرآن الكريم .. وهى الأمثال الصريحة
وسنبدأ إن شاء الله فى النوع الثانى من الأمثال
وهى الأمثال الكامنة

تابعونا



 
 توقيع :






كل الشكر لابنتي الغالية انثى مختلفة على التوقيع والرمزية



رد مع اقتباس