عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2019, 05:00 PM   #3


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي






الأمثال الصريحة فى سورة الحديد



36-
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ
وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ

الحديد - الآية:20


المثل الســادس والثلاثون


36-
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ
وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ

الحديد - الآية:20


التفســير
لقد ضرب سبحانه في محكم كتابه مثلاً لهذه الحياة،
وهذا المثل ضربه سبحانه لمن يغتر بالدنيا، ويشتد تمسكه بها،
ويقوى إعراضه عن أمر الآخرة، ويترك التأهب لها .

وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة عن الحياة الدنيا،
وأنها عرض زائل في آية أخرى؛
وهي قوله تعالى:
{ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من
السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح }
(الكهف:45).


وأشار إليه في آيتين أُخريين؛ أولهما: قوله سبحانه:
{ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض
ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا
ثم يجعله حطاما }
(الزمر:21)،

وثانيهما: قوله عز وجل:
{ إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات
الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها
وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا
فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم
يتفكرون }
(يونس:24).
وهكذا مثل الحياة الدنيا، تبدو لأهلها وطلابها حلوة تسر الناظرين،
وتغر المغفَّلين، وتفتن المغرورين. ولكن سرعان ما تزول
تلك الحلاوة، وتذبل تلك النضارة؛ إذ من طبيعة هذه الحياة
الدنيا الهرب من طالبها والساعي إليها؛
والطلب للهارب منها والفار عنها .


وقد بيَّن ابن القيم وجه التمثيل في هذا المثل القرآني، فقال:
" شبَّه سبحانه الحياة الدنيا في أنها تتزين في عين الناظر،
فتروقه بزينتها وتعجبه، فيميل إليها ويهواها اغترارًا منه بها،
حتى إذا ظن أنه مالك لها، قادر عليها، سُلِبَها بغتة،
أحوج ما كان إليها، وحيل بينه وبينها " .

هي الدنيا، يتصارع عليها البَشَرُ، صغيرُهم وكبيرُهم،
غنيُّهم وفقيرُهم، قويُّهم وضعيفُهم، الكلُّ يريد أن يكون له
نصيبٌ وافر من لَهْوها وزينتها وشهواتها ومناصبها.
وهكذا تقع الفتنة بينهم؛ بسبب التكبُّر والتفاخر والعُجْب
الذي يبديه بعضُهم لبعضٍ،


وعلى هذا الأساس أراد الله أن يبيِّن صورةَ هذه الحياة الدنيا بشكلٍ
يفهمه كلُّ الناس، فضرب لها مَثَلاً من واقع حياتهم،
فشبَّه الدنيا وكلَّ ما فيها بالمَطَر الغزير، الذي يُبْهج قلبَ المُزارع ـ
وهو الكافر؛ لأنه يستر البَذْرة ـ بما يخرجه من النبات والزَّرْع،
وهما مصدر رزق هذا الفلاّح البسيط. ولكنْ لا يلبث هذا الزَّرْع
الأخضر أن يصيبه اليَباس، وتصدر من جرّاء تحريك الرياح له
الأصوات، ويكون أصفر اللون، ثمَّ يكون هشيماً وهباءً منثوراً،
وكأنَّه لم يكُنْ بالأمس.

هذا بالتمام هو حال دنيا الكافر، الذي قد تراه منعَّماً وثريّاً،
ولدَيْه من العقارات والمؤسَّسات والأولاد والأعوان الشيءَ الكثير،
لكنَّها سرعان ما تزول، ويذهب إلى لقاء الله وحدَه،
فيعرف حينئذٍ أنّه كان في دار خداعٍ وغرور، وقد غرَّتْه بحُسْنها
وجمالها الزائف، ولَهْوها ولعبها، وها هو اليوم في دار الحياة
الحقيقيّة. فماذا أعدَّ لهذه المرحلة؟!


فالآخرةُ هي دار القرار، حيث الخلود الذي لا نهاية لأَمَده،
فإمّا في عذابٍ شديد أو في رحمةٍ ورضوان.
ويتحدَّد ذلك وفق العمل في دار الدنيا؛
فـ «اليومَ عملٌ ولا حساب، وغداً حسابٌ ولا عمل».
فأيُّ عاقلٍ يدَعُ الإعداد لتلك الدار، لينال شيئاً من متاع هذه الدنيا
الفانية، التي ليس لها دوامٌ، والتي تعتريها الشدائد والمصائب
والمصاعب والآلام؟! فالوعيَ الوعيَ لما هو آتٍ.

اللهُمَّ، اجعَلْ الدنيا آخر همِّنا، ولا تخرِجْنا منها حتّى ترضى عنّا.





 
 توقيع :






كل الشكر لابنتي الغالية انثى مختلفة على التوقيع والرمزية



رد مع اقتباس