لا يكن الهدهـد أفقه منك ..!


الهدهـد أفقه

لمَّا تفقَّد نبي الله سليمان – عليه السلام – الطير فلم يجد الهدهد ، ماذا قال ؟
إنه قال :
( مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً
أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِين ) سورة النمل – الآية 20 - 21

فلما جاء الهدهد وعلم بهذا التهديد الشديد من نبي الله سليمان – عليه السلام - ، ماذا حدث ؟
قد واجه نبي الله سليمان – عليه السلام – بكل جراءة قائلاً :
( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِين (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَئٍ
وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيم (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ
فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُون ) سورة النمل الآية 22- 24..

ماذا فعل هذا الهدهد المُوحِّد ؟
ماذا فعل حين رأى بلقيس ملكة سبأ وقومها يعبدون الشمس من دون الله ؟
إنه طائر صغير ، يرى المنكر الكبير ، لأنه ليس هناك منكر أعظم من أن يعبد أحد من دون الله !
لقد تحرك الهدهد لدين الله ، فأنكر عليهم فعلتهم ، وأنكر عليهم كفرهم وشركهم فقال :
( أَلا يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُون ) سورة النمل – الآية 25..

سبحان الله !
هذا هدهد صغير علم وجوب الدعوة .. وفرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،،
فطرة لا إكتساباً .. وبداهة لا تعلماً ،،
وغيره من البشر يناقشك الساعات الطوال ، والأيام العجاف ،
يطلب إليك أن تبرهن له على فرضية الدعوة ، ووجوب التبليغ !!
علم الهدهد هذا وعمل بمقتضاه ، فكافأه الله بأن أنقذه من الذبح .. وجعل إيمان أهل اليمن كلهم على يديه ..
وجعلهم بِحسناتهم في ميزانه .. بل و كرَّمه بأن نُهِيَ عن قتله ..
قال القرطبي :
لمَّا كان الهدهد داعياً إلى الخير وعبادة الله وحده والسجود له ؛ نُهِيَ عن قتله ،
فإنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلم - :
( نهي عن قتل الصرد والضفدع والنملة والهدهد ) ..
رواه ابن ماجه عن أبي هريرة وحسنه الألباني في صحيح الجامع ..

انثى مختلفة ,أحلام منسية معجبون بهذا