09-08-2019, 05:56 PM
|
|
رجع إيلول ..
مساء سعيد أتمناه لكم
في أيلول تنتهي مظم الأشياء الجميلة .. تنحسر الأعراس و مناسبات النجاح
، تهدم معرشات البطيخ، تتهاوى جلسات آخر النهار أمام البيوت ، يلملم المغتربون الثواني الأخيرة من إجازاتهم ...
يسحبون خيط الفرح من سجادة الليل ، يغلقون جيداً نواف شققهم ، يغذون غرف جلوسهم
يبحثون عن أوانيهم .. أحذية صغارهم .. صورهم ... عن بقاياهم التي أرخوها ذيلة إجازة الصيف هنا و هناك .. يلملمون كل شيء و يرحلون ...
سيارات تستثقل هذا الرحيل .. تسير ببطء و حزن كل نحو وجهته ... محملة بحقائب مشدودة
محشوة برائحة البلد .. رائحة الأحبة ...
أكياس من المؤنة .. ميرمية .. و زعتر .. .. تمر و هال .. علم الوطن الذي أصر الأولاد على حمله
معهم بين أوراقهم و دفاتر رسمهم .. و الهدايا التي تبضعوها ..
أنها تفاصيل الصيف الدقيقة ... نحملها معنا في ذاكرتنا
تلك السهرات التي لامست الفجر، ضحكات عشعشت في حناجرنا رقصات و أهازيج ...
كلها ستكون لنا رفقة نحو غربة .. غربة وطن و غربة جسد
مع انطلاق صوت المحرك و ندى الفجر يترقرق على زجاج النافذة ، كما تترقرق دموع الوداع
على زجاج العين .. تمضي السيارة و يمضي معها الأوقات الجميلة ...
و يبدأ عام جديد من الألو و المسجات و المكالمات ..
تمضي على الطريق كل حين تقفز لافتة مكتوب عليها الحدود 80 كلم ... 60 كلم
و هكذا كلما قرأها ذاك المغترب سأل نفسه ذات السؤال كم بقي من حدود العمر حتى أصل؟
أي وقت سيكفي لأعود ؟
في مبنى المغادرين أدير ظهري متأثرة كلما رأيت معانقة بين أم و ابنها أو ابنتها
بين زوج و زوجته ... بين حبيب و حبيبته ...
أرى بعيني وجه العالم .. أرى حرقة الغياب بادية على الوجوه
مثقل هذا القلب بالوجع .. بالغياب و الألم ...
أيها العائدون لغربتكم هلا أعطيتم قلبي إجازة !
ملكة زماني
قلمي المتواضع
|