عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2018, 09:13 PM   #9


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي






الحلقه (8) من سلسة هذه هي زوجتي : لا تلهث وراء الدنيا كمثيلاتها من النساء





سلسة هذه هي زوجتي

الصفة الثامنة

لا تلهث وراء الدنيا كمثيلاتها من النساء


لا تلهث وراء الدنيا كمثيلاتها من النساء، فتبحث عن كثرة الملبس أو المطعم أو المشرب أو المتاع أو الذهب أو غير ذلك،

بل هي عاقلة زاهدة، تبحث عن زينة بيتها في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح، وفي الآخرة بالقبول عند ربها.

زوجتي زاهدة عاقلة، يهمها بيت الآخرة قبل بيت الدنيا؛ لذلك فهي مشغولة بإعداده بالإيمان والعمل الصالح عن متاع زائل

في بيت الدنيا.



لا تحرِّم ما أحل الله لها من الطيبات والرزق، ولا تَحْرم نفسها من التمتع بمتاع الدنيا وزينتها، ولكن دون سرف ولا مخيلة،

ودون همة لذلك وعزم، ولكن منهجها الوسطية والاعتدال؛ لذلك فهي ليست ككثير من النساء اللائي يلهثن وراء الدنيا،

هَمهن تغيير أثاث المنزل، وتجديده، والانشغال بتوافه الأمور من المتاع، بل تتمثل قول امرأة فرعون:
]رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ

بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ[
[التحريم: 11]، فبيت الآخرة شَغلها عن بيت الدنيا؛ لذلك فهي زاهدة، ليس عندها تطلعات دنيوية تافهة؛

لأنها تعلم علم اليقين مدى فتنة الدنيا ومدى إغوائها للنساء خاصة، فهي على حذر شديد منها.

قال تعالى:
]وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي

الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ[
[القصص:77].



قال ابن كثير رحمه الله: أي استعمل ما وهبك الله من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة، في طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع

القربات التي يحصل لك بها الثواب في الدنيا والآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا أي مما أباح الله فيها من المآكل

والمشارب والملابس والمساكن والمناكح؛ فإن لربك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، ولزورك عليك حقًا،

فآت كل ذي حق حقه([1]).

وقال تعالى أيضًا:
]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ. إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ

فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[
[فاطر: 5، 6].

وقال : "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" ([2]).

وقال أيضًا:
"الدنيا حلوة خضرة، وإن الله عز وجل مستخلفكم فيها، لينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن

أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"
([3]).

ولذلك فإن شعارها دائمًا: ]وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى[ [الأعلى:17].



وما أجمل الزوجة الصالحة حين تسدد وتقارب وتوازن، وما أعظمها حين تجعل الدنيا مطية الآخرة، وما أكرمها حين تعطي

في الدنيا كل ذي حق حقه، فتعطي حق الله في التوحيد والعبودية والولاء، وحق الإسلام في الالتزام الحقيقي به والدعوة

إليه، وتعطي حق الزوج والأولاد في الطاعة والتربية والرعاية، وتعطي حق نفسها بتمتعها من الطيبات ومتاع الدنيا دون

عبودية لها، وهكذا سائر الحقوق تؤديها بصدق وإخلاص وعزم وقناعة وزهد.



قال بعض الصالحين: يا ابن آدم إذا سلكت سبيل القناعة، فأقل شيء يكفيك، وإلا فإن الدنيا وما فيها لا تكفيك.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ليس الزهد ألا تملك شيئًا، ولكن الزهد ألا يملكك شيء.

وعن وكيع قال: قال سفيان الثوري: الزهد في الدنيا: قصر الأمل ليس بالأكل الغليظ ولا لبس العباء.
وصدق الشاعر وهو يحذرنا الدنيا:

إياك والدنيا الدنيَّة إنها
متاعُ غرور لا يدوم سرورها
فمن أكرمتْ يومًا أهانتْ له غدًا
ومن تُسقه كأسًا من الشهد غُدوةً
ومن تكْسُ تاج المُلك تَنْزعُهُ عاجلاً
ألا إنها للمرء من أكبر العِدَا
فلذاتُها مسمومة ووعودُها
وكم في كتاب الله من ذكر ذمِّها
فدونك في آيات الكتاب تَجدْ



هي السِّحْر في تخييله وافترائه
وأضغاثُ حُلْم خادع بهبَائه
ومن أضحكتْ قد آذنت ببكائه
تُجّرعُه كأس الرَّدى في مسائه
بأيدي المنايا أو بأيدي عدائه
ويحسبُها المغرور من أصدقائه
سرابٌ فما الظَّامي رَوَى من عنائه
وكم ذمَّها الأخيار من أصفيائه
من العلم ما يجْلو الصَّدا بجلائه





([1]) تفسير ابن كثير (3/399).

([2]) رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه.

([3]) أخرجه أحمد في المسند، وقال الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم. الصحيحة 911.


للموضوع بقية


نسأل الله لنا وكم الهدى والتوفيق والسداد




 
 توقيع :






كل الشكر لابنتي الغالية انثى مختلفة على التوقيع والرمزية



رد مع اقتباس