عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2017, 03:29 PM   #12


الصورة الرمزية منى
منى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 516
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : 06-24-2019 (05:11 PM)
 المشاركات : 28,202 [ + ]
 التقييم :  115704
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



قصة سعد بن أبي وقاص

هو الصحابي الجليل سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي ، و كنيته أبو اسحق ، وهو احد العشرة المبشرين بالجنة ، وأحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب لتكون إمارة المسلمين فيهم

سعد بن أبي وقاص من أشد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في الحق ، وقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن معاذ سيد الأوس


اسلام سعد بن ابي وقاص

أسلم سعد رضي الله عنه وهو ابن سبع عشرة سنة ، وكان من اوائل الذين اعتقدوا عقيدة الإيمان ودخلوا في الإسلام ن ولقد دخل الإسلام عن طريق أبي بكر الصديق رضي الله عنه، إذ كان يتمتع بخلق حسن وعشرة طيبة للناس ، وكان مألوفاً و موثوقاً

لما غضبت أم سعد بإسلامه غضبت غضباً شديداً وحاولت جاهدة أن ترده عن دينه ، إلا أنها لم تفلح أبداً ، روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت*: زعمت ان الله أوصاك بوالديك ، فأنا أمك وأنا آمرك بهذا ، قال*: مكثت ثلاثاً حتى غشي عليها من الجهد ، فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها ، فجعلت تدعو على سعد ، فأنزل الله تعالى الآية الخامسة عشرة من سورة لقمان*: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً)

ولقي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عنتاً شديداً من المشركين بسبب إسلامه، فقوطع هو ومن آمن معه ن فقد قرر المشركون ذلك ، فلم يبيعوهم ولم يبتاعوا منهم ولم ينكحوهم أو ينكحوا منهم ، وأصاب المسلمين حينها حوع شديد

وكانت تمر على سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وعلى المؤمنين بعد الهجرة ظروف قاسية ، لا يجدون ما يأكلون إلا الأعشاب والحشائش وورق الشجر ، وبخاصة في الغزو، فقد روى الإمام البخاري رحمه الله عن سعد قال*: كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وما لنا من طعام إلا ورق الشجر ، حتى إن احدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ماله خلط

و كان سعد بن أبي وقاص نقي السرير خالص القلب لا يحمل في قلبه حقداً على أحد شجاعة سعد بن أبي وقاص
كان سعد بن ابي وقاص من أبطال المسلمين وشجعانهم في مكة المكرمة قبل الهجرة وفي المدينة المنورة بعد الهجرة

قال ابن اسحق(كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا بصلاتهم عن قومهم ، فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في شعب من شعاب مكة ، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون ، فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعونحتى قاتلوهم ، فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلاً من المشركين بلحي(أي فك بعير)فشجه ، فكان اول دم أريق في الإسلام

وبعد أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى المدينة المنورة ، وأقام الدولة الإسلامية وأنشأ المسجد وصارت للمسلمين صولة وجولة ، برز سعد بن أبي وقاص فكان من القادة والأمراء الذين أسهموا في بناء الدولة وخاصة في المجال العسكري والغزو والدفاع عن الإسلام

وقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم سعداً أميراً على بعض السرايا ، كما أنه قد رافق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل غزواته دون أن يتأخر عن أي منها ، وكان سعد أول من رمى بسهم في سبيل الله في اول سرية أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة النبوية ، فقد استطاع سعد أن يحمي المسلمين بنباله وأن يجنبهم الهزيمة ، فرجع المشركون بذلك مقهورين

وقاتل سعد بن أبي وقاص في غزوة بدر الكبرى قتال الأبطال ، وروى سيفه من دماء المشركين ، فقد روي أنه كان يقاتل يوم بدر قتال الفارس بالرجال ، فهو بشجاعته كأنه يركب فرساً تجوس خلال الصفوف ، ويغير على أبطال المشركين فيحصد رؤوس القوم حصدا

وفي غزوة أحد أبلى بلاءً حسناً ، فقد شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم و شهد له الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يناول سعداً السهام ويرمي بها الأعداء ويقول*: ارم سعد فداك أبي وأمي ، وقد كان ماهراً في رميه دقيقاً في إصابته

وفي غزوة الفتح الأعظم ، فتح مكة اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم ليحمل راية من رايات المهاجرين ليدخل بها فاتحاً ، وقد كانت ثلاثاً

جرأة سعد بن ابي وقاص في قول الحق

كان سعد رضي الله تعالى عنه يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم ، ولا ظلم ظالم ولا استبداد مستبد، لأنه يقول ما يرضي الرب ولا يسخطه

فقد دخل سعد على معاوية فقال له: ما لك لم تقاتل معنا؟ فقال: إني مرت بي ريح مظلمة فقلت: أخ أخ. فأنخت راحلتي حتى انجلت عني ثم عرفت الطريق فسرت، فقال معاوية: ليس في كتاب الله: أخ أخ. ولكن قال الله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} فو الله ما كنت مع الباغية على العادلة، ولا مع العادلة على الباغية. فقال سعد: ما كنت لأقاتل رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي".

وأخرج أبو يعلى عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة أتى سعد بن مالك رضي الله عنه فقال*: بلغني أنكم تعرضون على سب علي بالكوفة ، فهل سببته؟قال*: معاذ اللهّوالذي نفس سعد بيده لو وضع المنشار على مفرقي ما سببته أبداً

وقال أبو زرعة الدمشقي: ثنا أحمد بن خالد الذهبي أبو سعيد ثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن أبيه قال: " لما حج معاوية وأخذ بيد سعد بن أبي وقاص فقال يا أبا إسحاق إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك، قال: فما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سريره ثم ذكر علي بن أبي طالب فوقع فيه فقال: أدخلتني دارك واجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه ؟ والله لان يكون في إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولان يكون لي ما قال له حين غز تبوكا " ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ؟ أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولان يكون لي ما قال له يوم خيبر: " لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار " أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ولان أكون صهره على ابنته ولي منها

دعوة سعد بن ابي وقاص المستجابة

لقد جاءت الأخبار الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد دعا لسعد بأن يستجيب الله دعءه إذا دعاه ، فكان بناءً على ذلك مستجاب الدعوة ، ونبه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى ذلك ، فقال صلى الله عليه وسلم*:اتقوا دعوات سعد

والشواهد على استجابة دعوة سعد بن أبي وقاص كثيرة نسوق منها ما يلي

جاء في صحيح البخاري*: حدثنا موسى قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:
شكا أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قـالوا إنًه لا يحسن يصلي
فقال سعد*: أمّـا أنا , فانّي كنت أصلي لهـم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخْرم عنها , أركــد في الأوليين , وأحذف الأخرين .
قال عمر*: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق
ثم بعث رجالآ يسألون عنه في مجــالس الكوفـة , فكانوا لا يأتون مجلسآ إلا أثنو عليه خيــرآ , وقالــوا معروفآ , حتى أتوا مسجدآ من مساجدهـم , فسألوا رجل يقال له أبو سعدة .
فقال*: اللًهم إذا سألتمونا عنه , فإنّه كان لا يعـدل في القضية , ولا يقسم بالسوية , ولا يسير بالسرية .
فقال سعـد*: اللّهم إن كان كذابآ , فأعم بصره , وأطل فقره , وعرضه للفتن ( وكان سعد مستجاب الدعوة ببركة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم له).
قال عبد الملك , يعني ابن عمير الراوي عن جابر:
فأنا رأيته يتعرض للإمـاء في السكك وهو شيخ بلغ من العمر عتيآ , فإذا قيل له*: كيف أنت يا أبو سعدة ؟ قال*: كبير فقير مفتون , أصابتني دعوة سعد

عن عامر بن سعد قال*: بينما سعد يمشي إذ مر برجل وهو يشتم عليا ، وطلحة ، والزبير ، فقال له سعد*: إنك تشتم أقواما قد سبق لهم من الله ما سبق ، والله لتكفن عن شتمهم أو لأدعون الله - عز وجل - عليك . قال*: يخوفني كأنه نبي*!*! فقال سعد*: اللهم إن كان يشتم أقواما قد سبق لهم منك ما سبق فاجعله اليوم نكالا . فجاءت بختية ، فأفرج الناس لها فتخبطته ، فرأيت الناس يتبعون سعدا يقولون*: استجاب الله لك يا أبا إسحاق

قال سفيان بن عيينة*: لما كان يوم القادسية كان سعد على الناس ، وقد أصابته جراح فلم يشهد يوم الفتح ، فقال رجل من بجيلةألم تر أن الله أظكهر دينـــــه وسعد بباب القادسية معصم فأبنا وقد أيمت نساء كثيرة ونسوة سعد ليس فيهن أيـم

فقال سعد*: اللهم اكفنا يده ولسانه ، فجاءه سهم غرب فأصابه فخرس ، ثم خرج سعد فأرى الناس ما به من القروح في ظهره ليعتذر إليهم


 
 توقيع :
دمشقية و في عروقي يجري الياسمين



رد مع اقتباس