06-16-2019, 02:31 PM
|
#53
|
• رونق التـ🌷ـوليب •
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 732
|
تاريخ التسجيل : May 2017
|
أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
|
المشاركات :
38,686 [
+
] |
التقييم : 213224
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Crimson
|
|
الجزء التاسع ••❓
مرت المحاضرات مرور الكرام ، و عقلي مشوش ، و الألم يغتال مشاعري كلما فكرت في الأذى الذي سببته لـ "ريكس" .. كم أنا متهورة في غضبي ، لا أستطيع تمالك نفسي .
و أخيراً حان وقت الإستراحة ، عندما بدأ التلاميذ بمغادرة القاعة .. شدتني "سارة" من ذراعي و هي تقف قائلة
- هيا بسرعة ، لنبحث عن "ريكس" لتعتذري منه .
نظرتُ إليها و أنا أعقدُ حاجبي
- لما كل هذا الحماس؟! ، لا تستعجليني هكذا .. فأنا متوترةٌ بما يكفي!
- يجبُ أن تتحملي نتيجةَ تصرفك .
تنهدت و قلتُ بهدوء
- أعرف ، أنا محرجة جداً منه .. لا أعرف كيف فعلتُ به ذلك ، إن لم يقبل اعتذاري فلن ألومه .
جلست "سارة" بجانبي و قالت
- كان سعيداً برسالته ، لكنكِ كنتِ فظةً جداً بتمزيقكِ الرسالة و رميها عليه!
- لا تذكريني بفعلي المشين يا "سارة"! ، هيا لنذهب إليه .. لن اسامح نفسي حتى يسامحني .
و غادرنا القاعةَ باحثتين عنه ، ذهبنا إلى المقصف و لم نجده ، بعدها اتجهنا إلى الفناء ، بحثنا عنه حتى وجدناه جالساً عند أحواض الأزهار يمسك بقهوته ، و قد بدا شارداً .
قالت "سارة" بحماس
- هذا هو! ، هيا لنذهب إليه .
تشبثتُ بذراعها و قد أحسست بيداي ترتجفان من شدة توتري
- انتظري "سارة"! ، أشعر بالإرتباك .. لا أعرف كيف اعتذر .
- تعالي معي ، و اتركي الأمر لي .
فمشت "سارة" تتقدمني و أنا أمسك بكفها أسير من خلفها بقلق و خجل .
توقفت "سارة" قبالة "ريكس" الذي رفعَ رأسه نحوها بصمت ، فقالت له
- أهلاً "ريكس" ، كيف أنت الآن؟
صد بوجهه عنها و احتسى من كوبه دون أن ينطق بكلمة ، تشجعتُ أخيراً و اقتربتُ منه و قلت بخجل
- "ريكس" ، في الواقع .. جئتُ لأعتذر منك .
نظر إلي بعينينٍ حزينتين ملؤهما العتب ، فقلت بأسفٍ شديدٍ و أنا أجلسُ أمامه أنظر إلى وجهه
- ما فعلته مخزٍ ، أدرك ذلك .. كنتُ سيئة و وقحة أعترفُ بخطئي .. أرجو أن تسامحني .
تكلم بنبرةٍ هادئة معاتبة
- لم أتوقع أنكِ تكرهيني لهذا الحد يا "آماندا" ، و أنا الذي تعلقتُ بكِ .. صارحتكِ بحبي ، كان يجبُ عليكِ أن تراعي مشاعري على الأقل ، لا أن تمزقي قلبي دون رحمة!
أنكستُ رأسي بخجلٍ و استحياء .. وقلت بهمس
- أنا نادمةٌ حقاً على ما فعلت .. أرجوكَ سامحني .. و لو تطلبَ الأمر أن أعتذرَ منكَ أمام زملائي ، سأعتذر.
أحسست بيده تمتد نحوي ، أزاح غرتي عن وجهي خلف أذني ، رفعت بصري متفاجئةً أنظر في عينيه .. كانتا تلمعان ، كان يبتسم بحنانٍ شديد ، يده الدافئة تمسح على شعري بلطفٍ بالغ .. أحسستُ و أنا أنظر إليه بالدم يصعد إلى وجهي ، فوقفت و أنا أبعدُ بصري عنه .. و لم أعرف ماذا يجبُ عليَّ أن أقولَ بعد!
وقفَ هو الآخر و قال بلطف
- إن لم أسامحكِ يا "آماندا" ، فإني سأعاني الشقاء طيلة عمري .
نظرتُ إليه ، فابتسم ابتسامته الجميلة ، و التي أدركتُ اليوم فقط عمق جمالها و جمال قلبِ "ريكس"!
فأضاف قائلاً
- أحبكِ يا "آماندا" ، أحبُ كلَّ ما فيكِ .. عيناكِ العسليتين تأسراني ، و شعركِ المتبعثر فوق ظهركِ يعبث بي! .. لا أستطيعُ إلا أن أنظرَ إليكِ! ، و قلبكِ .. برغم ما تظهرينه من فطاظةٍ بالغة أحياناً ، إلا أنكِ تحملينَ قلباً أبيض كالثلج .
أحسستُ حينها أن قلبي من شدةِ خفقانه سيقف ، أحسستُ بخجلٍ شديد لم أحس به من قبل .
أنفاسي .. لا أعرف مالذي أصابها! .. حبست نفسها في صدري تأبى الخروج!
بصعوبةٍ أخذت نفساً ، و مازلتُ ألزم الصمت .
قالت "سارة" بمكرٍ وهي ترمق "ريكس"
- كم أنت مغرم أيها المشاكس .. إذاً فأنتَ سامحتها و لم تعد متضايقاً منها ؟
- بالتأكيد .
حينها أمسكت بذراع "سارة" و قلت بهدوء
- لنذهب إذاً .
- حسناً ، إلى اللقاء "ريكس" .
أجابها
- إلى اللقاء ، و اعتني بـ "آماندا" .
استدرنا ، دون أن أنظر إليه ، تجنبتُ النظر إلى عينيه و وجهه ، كنتُ محرجة .. أشعر أن وجهي يتوهج احمراراً و حرارة!
ابتعدنا فتنفست الصعداء ، قالت "سارة" بسرورٍ واضح
- كم هو رائع! ، لطيفٌ جداً و شاعري! .. مغرمٌ بكِ يا مجنونة ، لو كنتُ مكانكِ لارتميت في أحضانه .
نظرتُ إليها بغضبٍ و قلت بانفعال
- ألا تخجلين!؟ ، ما الذي تقولينه يا "سارة"؟ .. يبدو أنكِ لستِ في وعيك!
ضحكت و قالت
- أنا أمزح بالتأكيد .. لكن يجبُ أن تعترفي أن "ريكس" أولى بقلبكِ من ذاك المختبيء .
صمتتُ حينها ، و قلت في نفسي
- ذلكَ مستحيل ، كيف أنساه و أتجاهله بعد كل تلك الرسائل؟ ، كيف أتخلى عنه و هو يقسم أنه يحبني و لن يتخلى عني؟! .. ثم أني أحبه .. أعشقه ، لا أستطيعُ أن أكف عن التفكير فيه ، لا يقبلُ عقلي و قلبي سواه ، فكيفَ أنساه؟ .. ذلك مستحيل ، مستحيل!
============
مضى أسبوعاً آخر ، خالياً من رسائل المعجب ، و رسالتي المنهكة التي أتعبها الإنتظار .. ما زالت مرميةً على طاولة غرفتي .
وضعتها في درج طاولتي في المعهد ليومين متتالين ، علَّ ذاك المعجب يعبر على طاولتي و يلقي نظرةً عليها ، فيرى رسالتي تنتظره .. و لكن ذلك لم يحدث ، فتتوالى الخيبات .. و أحبط .
لا أنكر أنه في بعض الأوقات اجتاحني يأسٌ شديد .. و غضبٌ أشد!
إلى متى يريد مني أن أنتظره؟! .. بت أسأم ، و رغم غضبي و انزعاجي إلا أن شوقي و حنيني يعيدُ لي لهفتي إليه و إلى رسائله ، فيعود إلي الأمل ينتشلني من بؤسي .
في يومِ الأحد و عند مدخل المعهد ، جاءني "ريكس" مبتسماً و مرحباً بي
- صباح الخير ، أهلاً بالجميلة "آماندا" .
بادلته الإبتسامة و قلت
- صباح الخير "ريكس" ، كيف حالك؟
- بخير ، طالما أنَّ عيناي تبصرانك .
ضحكت و مشيتُ ، فمشى بجانبي قائلاً
- جاءت "سارة" منذ قليل ، سبقتكِ هذه المرة .
- بل هي تسبقني في أغلب الأحيان .
ثم نظرتُ إليه و قلت
- منذ أسبوعٍ كاملٍ و أنتَ ترافقني و "سارة" ، أ ليس لديكَ أصدقاء ؟!
أصدرَ ضحكةً خفيفة و أجاب
- بلى ، لكني مستغنٍ عنهم بوجودك .
رفعتُ حاجباي و قلتُ غير مصدقة
- أنتَ تبالغُ كثيراً! ، هل تحبني لهذا الحد؟!
- ستثبتُ الأيام لكِ مدى حبي .
أشحتُ وجهي عنه و قلت بتذمر
- لستَ كذلك ، أنتَ كاذب .
قال مندهشاً
- لماذا تعتقدين ذلك ؟!
توقفت عند السلم و نظرتُ إليه قائلة بعصبية مصطنعه
- لو كنتَ كذلكَ لفعلتَ المستحيل من أجلي .
- أفعل المستحيل ، لكن لا أتخلى عنكِ و أهبكِ غيري!
صمتتُ و أنا أحدقُ في عينيه ، لقد فهمَ ما أرمي إليه و يبدو أنه لا يريد مساعدتي على إيصال الرسالة للمعجب .
فقال بهدوء
- عزيزتي إنسي أمره ، لو كان متمسكاً بكِ لأرسلَ لكِ ، ما كان ليطيق كل هذا الصمت!
تنهدت و قد ظهر الألم على تقاسيم وجهي ، فقلت بحزن
- لا أستطيعُ يا "ريكس"! ، لا أستطيعُ منعَ نفسي عن محاولة الوصول إليه .. أشتاقه كثيراً ، إن كنتَ مغرماً بي حقاً فستدركُ ما أعنيه!
أقتربَ مني وقال بلطفٍ بالغ
- عزيزتي ، أدركُ ذلك و أفهمكِ جيداً .
قلتُ بنبرةٍ حادة
- بل لا تفهم ، أنتَ لا تهتم بي .. بل تفكر بنفسك فقط .
- أنتِ أيضاً لا تهتمين لمشاعري و تفكرين بنفسكِ فقط!
قلت بانفعال
- أنتَ من يزعم أنه يحبني ، أ ليس كذلك؟! ، أذاً أنتَ من يجب عليه أن يضحي .
قال ساخراً
- هه ، مستحيل .. أ أجعلكِ تطيرين من بين يدي إلى يدي شخصٍ آخر! ، لم أفقد عقلي بعد .. إنها فرصتي لأن أكسبَ قلبكِ و لن أفرط بها .
استدرتُ عنه بغضبٍ و صعدت الدرجات دون أن أنطق بكلمة ، ذلكَ الغبي يظن أنه قادرٌ على أن ينسيني عشقي بسهوله .
تابعت سيري حتى وصلتُ إلى القاعة .. جلستُ في مقعدي و ألقيتُ التحيةَ على "سارة" باغتضاب
- صباح الخير .
عقدت حاجبيها و قالت
- صباح الخير! ، خيراً ؟ .. مابكِ منزعجه ؟
أصدرتُ تنهيدةً طويلة ، ثم التفتُ إليها قائلة بحزن
- تعبتُ يا "سارة" .. تعبت! ، أريد أن أصلَ لذاك المعجب .
تأففت "سارة" و قالت بانفعال
- أ لم ننتهي بعدُ منه؟! .. قلتُ لكِ انسي أمره كما نسيكِ .
- لا أستطيع! ، كلما مضى الوقت بصمته ازددتُ لهفةً و شوقاً إليه! ، متألمة جداً يا "سارة" .. أريد أن أصغي إليه من جديد .
- لا أعرف كيفَ أنسيكِ ذاك الأحمق!
- و "ريكس" اللئيم ، إنه لا يريد مساعدتي!
قالت "سارة" بغضب
- أنتِ لا تخجلين؟! ، كيف تريدين منهُ مساعدتكِ و أنتِ تعرفين جيداً أنه متعلقٌ بكِ!؟
- لأنه يحبني يجب عليه مساعدتي .
- أنتِ مجنونة! ، أبقي في حيرتكٍ مع ذلك الوهم الذي تعشش في عقلك .
سمعتُ هذه اللحظة صوتَ "ريكس" يناديني
- "آماندا" .
ألتفت نحوه ، كان واقفاً عند الباب .. تقدم نحوي و جلسَ على طاولتي وهو ينظر في وجهي قائلاً
- أشفقتُ عليكِ .. أنتِ محقه ، من يحب يضحي لأجل محبوبه .
لم أصدق ما سمعت! ، أحسستُ بقلبي ينتفض في صدري ، فقلتُ و الإبتسامة ارتسمت على ثغري
- هل تعني .. أنكَ ستساعدني!؟
قالت "سارة" بعصبية و هي تنظر إلى "ريكس"
- "ريكس" لا تكن مجنوناً و تقدمُ على أمرٍ قد تندمُ عليه!
التفتُ إليها و الغضب يشتط من عيني ، قلت بعصبية
- "سارة" ألزمي الصمت! ، لا تتدخلي رجاءً .
و عدتُ بنظري لـ "ريكس" الذي اتسعت ابتسامته وهو ينظر إلي ، و قلت له بخجل
- ستوصل رسالتي إليه ، صحيح؟!
- نعم يا "آماندا" ، سأدهسُ على قلبي هذه المرة ، لأجل جميلتي "آماندا" ، لكن الويلُ لكِ إن تخليتِ عني و نسيتِ هذا المعروف!
أصدرتُ ضحكةً عالية ، مليئة بالسعادة و الراحة ، أساريري فرجت و البهجة ظهرت جليةً على وجهي .. قلت بسعادة
- أبداً يا "ريكس" ، لن أنسى معروفكَ هذا ما حييت .
ابتسم باطمئنانٍ و قال
- جيدٌ إذاً ، هاتي الرسالة .
قلتُ بحزن
- إنها في المنزل ، لم احضرها .. لكن غداً سأحضرها و أعطيكَ إياها .
قالت "سارة" و الضيق بادٍ على وجهها
- اتمنى أن تضيع .
وكزتها بغضبٍ في ذراعها ، فتأوهت متألمة .
ضحكَ "ريكس" و قال وهو ينهض
- سعادتكِ يا "آماندا" تعني لي الكثير .. كوني بخير ، إلى اللقاء .
أجبته بسعادة
- شكراً لك ، إلى اللقاء .
تحركَ من مكانه و ابتعد مغادراً ، فنظرتُ لـ "سارة" بسعادة و قلت
- أ تعرفين؟ ، بدأتُ أحبُ "ريكس" ، يحملُ قلباً طيباً متفانياً في حبه .
أجابتني بانزعاج
- أما أنتِ فسيئة . تدركين ذلك و تستغلينه .
قلتُ أبريءُ نفسي
- أبداً يا "سارة"! ، ثم أنه مستعدٌ لمساعدتي ، جاء إلي من تلقاء نفسه و عرضَ المساعدة!
- من يدري ، لعلكِ أثرتِ على عاطفته ببعض القول قبل مجيئك .
صددتُ عنها بانزعاج ، ولزمت الصمت ، فقالت بانفعال
- أنا محقة أ ليسَ كذلك؟!
أجبتها بانفعال
- نعم محقة ، و الآن لا تعكري سعادتي و كفي عن مضايقتي .
صَمتَتْ ، و صَمِتْت .. و عادت إليَّ ابتسامتي و سعادتي
ممتنة جداً من "ريكس" ، لم أكن أتخيل أنه سيوافقُ على طلبي في الواقع ، لقد فاجأني!
=============
عندما عدتُ إلى منزلي ، كانت الحماسة مستبدةً بي .. ذهبتُ إلى غرفتي و الإبتسامة على فمي ، اتجهتُ فوراً إلى طاولتي و التقطتُ الرسالة أحدق فيها بسرور .. قلت بفرح
- أخيراً سوف تذهبين إليه ، غداً ستكونين بين يديه .. اسمعيه نبضي و افصحي له عن حبي .. ياه لا أصدق!
و رميت بنفسي على السرير بقوة ، و بكل سعادةٍ و اشتياق ، رفعتها أمام ناظري .. و همست في داخلي
.. إشتقتُ إليك .
عندما حل الغد ، غادرت المنزل على عجلةٍ و سرتُ مهرولةً في الشارع أجتاز الطريق إلى المعهد بكل نشاط .
عندما و صلت .. دخلت وقد أبطأت خطواتي قليلاً و أنفاسي تتلاحق ، ففاجأني "ريكس" كالعادة!
رأيته واقفاً ينتظرني ، نظرتُ إليه مبتسمة ، فبادلني ابتسامته العذبة .. مشيتُ إليه قائلة بحيوية
- صباح الخير .
نظر إليَّ بعينيه اللامعتين مبتسماً
- صباح الخير ، أنتِ مشرقة اليوم بشكلٍ مثير!
ابتسمتُ بخجلٍ و قلت
- طالما أنكَ ستكون طيباً ، و تساعدني .. فستجدني مشرقةً دائماً .
ثم اقتربت منه أكثر و قلت بهدوء
- لم تنسى وعدكَ لي ، أ ليسَ كذلك؟
- لا لم أنسى .
عاودت البسمة شفتي ، فأخرجت الرسالة من حقيبتي و أعطيتها "ريكس" و أنا أقول محذرة .
- لن تقرأ الرسالة! .. مفهوم؟ ، أنا أحذرك!
أصدر ضحكةً خفيفة ثم قال
- في الواقع يتملكني فضولٌ شديد لما في داخلها ، أرجو أن لا تكون كسابقتها!
قلت و قد احتدت نبرتي
- أنا أحذركَ يا "ريكس"!
- حسناً فهمت ، فهمت .. لن أقرأها أبداً ، سأسلمها إليه و حسب .
رفعتُ يدي إلى وجهه و ربتت على وجنته قائلة بغنجٍ و أنا اغمز بعيني
- ممتازٌ يا صغيري .
ثم استدرت بكل راحةٍ و اطمئنان .. و السعادة قد تسللت إلى جسدي كله ، هذا ما أحس به .. أشعر بخفة عجيبة تجعلني أهوى القفز و الركض!
لكني لزمت هدوئي و سرتُ بخطى متأنية حتى وصلت إلى القاعة .
دخلت و ألقيت التحية على التلاميذ ، ثم جلستُ على مقعدي بكل راحةٍ و سكينة .. و أنا أفكر فقط ، بصاحب الرسالة .. و الرسالة التي في طريقها إليه.
يبدو أن الإبتسامة على ثغري تتسع دون أن أشعر! .. فلقد فاجأتني "إليزا" قائلة و هي مقبلة نحوي
- "آماندا"! ، أخبرينا ما سر هذه الإبتسامات! ، أخيراً أشرقَ وجهكِ من جديد .
رفعت بصري إلى السقف و تأففت ، ثم نظرت إليها قائلة
- لم أقابل شخصاً فضولياً مثلكِ في حياتي يا "إليزا"! .. لكن بما أني سعيدة ، فلن أعكر مزاجي بسببك .
قالت وهي تدعي الحزن
- لا تسيئي فهمي يا "آماندا"! ، أنتِ تجرحيني .. أنا سعيدةٌ لأجلكِ فقط ، كلما تذكرتُ وضعكِ الكئيب و ما حدث منذ أسابيع ، تقطع قلبي عليكِ .
- شكراً "إليزا" ، لكن لا تكترثي لي رجاءً!
صدت عني وهي ترفع أنفها كالعادة ، و تابعت سيرها إلى مقعدها ، فقلت في نفسي
- المخادعة تحاول أن تفضحني فقط !
في هذه اللحظة دخلت "سارة" و هي تلقي التحية ، ثم اقتربت مني و استقرت في مقعدها قائلة
- كيفَ الحال يا "آماندا"؟
أجبتها بنظرةٍ و ابتسامة
- وكيفَ عساه يكون!؟ .. حاليِ عالٍ عالٍ عند السحاب!
اتسعت عيني "سارة" دهشةً و هي ترفع حاجبيها وترمقني مبتسمة
- جميل! ، ترى ما السبب؟!
قربتُ وجهي من وجهها و قلت بصوتٍ أقربَ إلى الهمس
- لقد أعطيتُ "ريكس" الرسالة ، و سيوصلها اليوم إلى المعجب!
هزت "سارة" رأسها يمنةً و يسرة ، وقالت
- الغبي "ريكس"!
- لما تنعتينهُ بالغباء؟! .. ها ؟! ، لأنه أراد أن يقدمَ لي خدمة !؟
- لأنه أبلهَ مثلكِ .. غبيٌ من يلبي طلبكِ الغبي!
قلتُ بانفعال
- لا تعكري مزاجي يا "سارة"! ، من الأفضل أن تلزمي الصمت إن لم تجدي قولاً جيداً تقوليه .
رفعت حاجبيها و اتسعت عينيها دهشةً ، ثم قالت بحدة
- بئسَ الصديقة أنتِ!
قالت هذا و أخرجت روايةً كانت قد استعارتها من "فرانك" و وقفت قائلة
- ابتعدي عني ، ذاهبة لـ "فرانك" فهو أوفى منكِ .
ضحكت و قلت وأنا أنظر إليها و هي تسير مغادرة
- عزيزتي ، أحبكِ .
لم تجبني بل تابعت سيرها حتى غادرت القاعة ، فالقيت بظهري على الكرسي و أخذتُ شهيقاً عميقاً لأتنفس الصعداء ، أشعر براحة كبيرة و سعادة لا تسعني ، لقد قلبت موازيني أيها المعجب ، كم أحبك .
=============
عند نهاية دوام المعهد ، ركضت مغادرةً القاعة إلى الفناء باحثةً عن "ريكس" .. لم أكن أستطيع تمالك نفسي حتى الغد ، يجب أن أعرف إن استطاع "ريكس" توصيل رسالتي إلى المعجب .. كنت أبحث عنه دونما توقف .. حتى عثرتُ عليه و هو يحمل حقيبته على كتفه ، ركضتُ إليه منادية
- "ريكس" .
ألتفتَ نحوي و توقف ينظر إليّ مبتسماً ، توقفت أمامه قائلة بارتباك
- هل استطعت أن تعطيها إليه؟!
ابعد عينيه عني و هو يزم شفتيه ، فخفق قلبي و قلت بشيءٍ من الإحباط
- لا تقل أنكَ لم تعثر عليه؟!
نظر إليَّ من جديد و قال
- إن لم أجده اليوم ، أجده غداً .
على الحزن و جهي ، أحسستُ بخيبةٍ كبيرة ، فأنكستُ رأسي بصمت .. ثم قلت
- حسناً ، أرجو أن تعثر عليه غداً .
و ضع سبابته عند ذقني و رفع رأسي إليه قائلاً
- لقد خدعتكِ .
اتسعت عيناي دهشة ، و قلت غير مصدقة
- هل أعطيتها له حقاً ؟!
اتسعت ابتسامته وقال
- نعم ، هي بين يديه .
ضحكت بسعادةٍ شديدة و قفزت في مكاني قائلة
- رائع .. شكراً ! ، شكراً "ريكس" !
ثم ضربته على كتفه و قلت بامتعاض
- لقد صدقتكَ حقاً أيها الكريه !
ضحكَ و قال ساخراً
- تمنيتُ لو معي مرآةً لؤريكِ وجهكِ كيف كان!
قلتُ بانزعاج
- كفَّ عن السخريةِ مني .
قال بهدوء و هو يحملق في وجهي
- كنتِ جميلة ، جميلةٌ أنتِ حتى عندما تحزنين .
أحسستُ بالخجل من نظراته و قوله ، فأبعدتُ بصري عنه و رفعت يدي لشعري أعبثُ به و أنا أعض على شفتي
ثم نظرتُ إليه قائلة
- أعرف ذلك ، أنا جميلةٌ بكل حالاتي!
فاقتربَ مني و همس وهو ينحني برأسه عند رأسي
- و جميلةٌ أكثرَ عندما تخجلين !
صعد الدم في وجهي حينها ، أحسستُ باستحياءٍ شديد ، فقلت له بانفعالٍ و أنا أدفعه بيدي
- لا تقترب مني هكذا ، و لا تتمادى أكثر معي .
قال وهو يرفعُ حاجبيه
- أنتِ تدركين حقيقة مشاعري نحوكِ!
- ومع هذا لا أقبل بأن تتمادى معي ، عن إذنك .
قلتُ هذا و استدرت لأنصرفَ عنه ، كم هو معتوه حتى يتملقني لهذا الحد! ، يعتقدُ أنه سيؤثر علي بحماقاته!؟
ذلكَ مستحيل!
و توقفتُ عند السلم ، و أخذتُ نفساً .. أشعر بنبضاتي تدق بقوةٍ بين أضلعي .. أغمضتُ عيناي و قلت أخاطبُ نفسي في داخلي
- سحقاً لكَ "ريكس" ، ذلكَ كان بسببِ خجلي فقط ، نعم مجرد خجلٍ لا أكثر .
و صعدتُ السلم مسرعةً محاولةً تجاهل هذا النبض السقيم الذي تسبب به "ريكس" في داخلي .
|
|
|