عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-12-2020, 05:38 PM
الفجر البعيد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 1415
 تاريخ التسجيل : Mar 2020
 فترة الأقامة : 1511 يوم
 أخر زيارة : 11-15-2020 (11:29 PM)
 المشاركات : 535 [ + ]
 التقييم : 14234
 معدل التقييم : الفجر البعيد has a reputation beyond reputeالفجر البعيد has a reputation beyond reputeالفجر البعيد has a reputation beyond reputeالفجر البعيد has a reputation beyond reputeالفجر البعيد has a reputation beyond reputeالفجر البعيد has a reputation beyond reputeالفجر البعيد has a reputation beyond reputeالفجر البعيد has a reputation beyond reputeالفجر البعيد has a reputation beyond reputeالفجر البعيد has a reputation beyond reputeالفجر البعيد has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الوفــاء لايضيـــع



كان فيما مضى شاب ثري ثراءاً عظيماً،
وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت،
وكان الشاب يؤثر على اصدقائه ايما إيثار، وهم بدورهم يجلّونه

ويحترمونه بشكل ﻻ مثيل له .
ودارت اﻷيام دورتها ويموت الوالد وتفتقر العائلة افتقاراً شديداً
فقلب الشاب أيام الرخاء ليبحث عن اصدقاء الماضي ليلتمس منهم الوفاء
فعلم أن أعز صديق كانيكرمه ويؤثر عليه، وأكثرهم مودةً وقرباً منه قد أثرى ثراء ﻻ يوصف وأصبح من أصحاب القصور واﻷمﻼك واﻷموال،
فتوجه إليه عسى أن يجد عنده عمﻼً أو سبيﻼً لإصﻼح حاله
فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم، فذكر لهم

صلته بصاحب الدار وما كان بينهما من مودة قديمة
فذهبالخدم فأخبروا صديقه بذلك فنظر إليه

ذلك الرجل من خلف ستار ليرى
شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر فلم يرض بلقائه
وأخبر الخدم بأن يخبروه أن صاحب الدار ﻻ يمكنه استقبال أحد.
فخرج الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة
كيفماتت وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيداً عن الوفاء ..
وتساءل عن الضمير كيف يمكن أن يموت وكيف للمروءة أن ﻻ تجد سبيلها في نفوس البعض.
ًعاد منكسرا ذليلا فصادف في طريق عودته ثﻼثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء ،
فقال لهم ما أمر القوم قالوا له نبحث عن رجل يدعى فﻼن ابن فﻼن
وذكروا اسم والده،
فقال لهم أنه أبي وقد مات منذ زمن فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا
أباه بكل خير
وقالوا له أن أباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من
المرجان كان قد تركها عندنا أمانة فاخرجوا كيسا كبيراً قد ملئ مرجانا
فدفعوه إليه ورحلوا والدهشة تعلوه وهو ﻻ يصدق ما يرى ويسمع ..
ولكن تساءل أين اليوم من يشتري المرجان فإن عملية بيعه تحتاج إلى
أثرياء والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة .
مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت صادف إمرأة كبيرة في السن
عليها آثار النعمة والخير،
فقالت له يا بني أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم، فتسمر الرجل
في مكانه ليسألها عن أي نوع من المجوهرات تبحث فقالت أي أحجار
كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها .
فسألها ان كان يعجبها المرجان
فقالت له نعم المطلب فأخرج بضع قطع
من الكيس فاندهشت المرأة لما رأت فابتاعت منه قطعا ووعدته بأن
تعود لتشتري منه المزيد وهكذا عادت الحال إلى يسر بعد عسر
وعادت تجارته تنشط بشكل كبير .
فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق
الذي ما أدى حق الصداقة فبعث له ببيتين من الشعر

بيد صديق يونبه على فعلته المشينة جاء فيهما:
صحبت قوما لئاما ﻻ وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى
وحين افلست عدوني من الجهل
فلما قرأ ذلك الصديق هذه اﻻبيات كتب على ورقة
ثﻼثة أبيات وبعث بها إليه جاء فيها :
أما الثﻼثة قد وافوك من قبلي
ولم تكن سببا اﻻ من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي
وانت أنت أخي بل منتهى املي
وما طردناك من بخل ومن قلل
لكن عليك خشينا وقفة الخجل
كان المرجان والمرأة العجوز من صنيع صديقه ليرد الوفاء

له دون ان يراق ماء وجهه بالسؤال




رد مع اقتباس