الْمَرْءُ إنْ كَانَ عَاقِلاً وَرِعاً
أشغلهُ عن عيوبِ غيرهِ ورعهْ
كما العليلُ السقيمُ اشغلهُ
عن وجعِ الناسِ كلِّهم وجعِْهْ
.......
حسبي بعلمِ أن نفعْ
ما الذُّلُّ إلا في الطمعْ
مَن رَاقَبَ الله رَجَــــع
عن سوء ما كانَ صنعْ
مَا طَارَ طَيــر فَارتَفَــع
إلا كما طارَ وقعْ
......
ورب ظلوم كفيت بحربه
فَأَوْقَعَهُ الْمَقْدُورُ أيَّ وُقُوعِ
فما كان لي الإسلام إلاتعبدا
وَأدْعِيَة ً لا تُتَّقَى بِدُرُوعِ
وَحَسْبُكَ أنْ يَنْجُو الظَّلُومُ وَخَلْفَهُ
سِهَامُ دُعَاءٍ مِنْ قِسِيٍّ رُكُوعِ
مُرَيِّشَة ً بالْهُدْبِ مِنْ كُلِّ سَاهِر
منهلة أطرافها بدموع
......
تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ
هذا محالٌ في القياس بديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ
إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
في كلِّ يومٍ يبتديكَ بنعمة ٍ
منهُ وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ
.......
العبدُ حرٌّ إن قَنَعْ
والحرُّ عبدٌ إن طمع
فاقنعْ ولا تطمعْ فلاَ
شيءٌ يشينُ سوى الطمع
.......
لقد زان البلادَ ومن عليها
إمَامُ المسْلِمينَ أبُو حَنِيفة
بأحكامِ وآثارِ وفقهٍ
كآيَاتِ الزَّبُورِ عَلَى الصَّحِيفَة
فما بالمشرقين له نظيرٌ
ولا بالمغربين ولا بكوفه
فَرَحْمَة ُ رَبِّنا أبداً عَليْهِ
مَدَى الأَيَّامِ مَا قُرِئَتْ صَحِيفة
....
أكلَ العقابُ بقوة ٍ جيفَ الفلا
وجنى الذبابُ الشُّهدَ وهو ضعيفُ
.....
ارْحَلْ بِنَفْسِكَ مِنْ أَرْضٍ تُضَامُ بِهَا
وَلاَ تَكُنْ مِنْ فِرَاقِ الأَهْلِ فِي حُرَقِ
فالعنبرُ الخامُ روثٌ في مواطنهِ
وَفِي التَّغَرُّبِ مَحْمُولٌ عَلَى الْعُنُقِ
والكحلُ نوعٌ منَ الأحجارِ تنظرهُ
فِي أرضِهِ وَهْوَ مَرْمِيٌّ عَلَى الطُّرُقِ
لمَّا تغرَّبَ حازَ الفضلَ أجمعهُ
فَصَارَ يُحْمَلُ بَيْنَ الْجَفْنِ وَالْحَدَقِ