06-19-2019, 07:15 AM
|
#74
|
• رونق التـ🌷ـوليب •
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 732
|
تاريخ التسجيل : May 2017
|
أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
|
المشاركات :
38,686 [
+
] |
التقييم : 213224
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Crimson
|
|
الجزء الثاني عشر ••❓
لم أغادر المعهد إلا بعد تأكدي من أن "ريكس" قد أوصل الرسالةَ إليه ، ذلكَ يشعرني بالطمأنينة و الإرتياح ، يمدني بالأمل .. أمل في إمكانية تلقيي رسالة منه غداً!
فعدتُ إلى منزلي بسعادةٍ و ارتياح ، و أمضيته في التفكير فيه ، و كلي يقين بأنه سيجيبني غداً ، كيف سيكون رده يا ترى؟!
و انقضى يومي سريعاً كما تمنيت ، و حل الغد .. استعجلت في استيقاظي باكراً و استعددتُ للذهاب للمعهد بحماس ، و عند الإفطار ، تناولت القليل من الطعام و أنا واقفةً على استعجال ، مما أغضب أخي "ألفريد" ، لكني لم أغادره قبل أن أتركَ قبلتي على خده .. و رأيتُ ابتسامته و سمعته يقول
- اهتمي بنفسك يا عزيزتي .
تجاوزت الشوارع بسعادة و تفاؤل ، ضربات قلبي تسابقني ، تريد أن تصغي إلى كلماته .. متلهفة ، ظمآنة .. تتوق إليه ، و إلى نشوةٍ تغمرها افتقدتها منذ مدة .
أخذتُ نفساً عميقاً عندما وصلتُ إلى المعهد ، فدخلتُ إلى الداخل .. بحثت عن "ريكس" عند المدخل ولم أراه
استغربت و قلتُ في نفسي
- ما الذي أصاب "ريكس" ؟! ، الأمس و اليوم أيضاً لا أجده ينتظرني؟ .. أتراه متحامل علي؟! ، حسناً هذا ليس وقتَ "ريكس" ، إنه وقت المعجب!
و بإبتسامةٍ عريضة صعدت إلى الطابق الأعلى ، دخلتُ إلى القاعة .. و ضربات قلبي في ازديادٍ أكثر .. جلستُ في مقعدي بارتباك ، و أخذتُ نفساً عميقاً .. ثم و بهدوء
انحنيت لألقي نظرةً في درج طاولتي ، و كانت المفاجأة!
عثرتُ أخيراً على رسالةٍ منه! .. أكاد لا أصدق!
ارتسمت على ثغري ابتسامة عريضة ، التقطتُ الظرف و السعادة تكاد تفضحني ، حدقتُ فيه
إنه نفسه ذاك الظرف المورد العطر ، كم اشتقت إليكَ .. و لمَ تحتويه .
و بشوقٍ و لهفةٍ و شغف لتلكَ الكلمات ، فتحتُ الرسالة بيدين مرتعشتين ، و نبضٍ مضطرب ، و عينينٍ متعطشتين لمعانقة حروفها .
فتحتها و أخرجت الرسالة ، و بدأت أقرأ في صمت
(( إلى العزيزة "آماندا"
كيف حالكِ يا ترى ؟! .. أتمنى أن تكوني بأحسنِ حال ، تلقيت رسالتيكِ يا "آماندا" .. و أنا مندهش لما حدث! ، ما الذي طرأَ عليكِ ، لما فجأةً استسلمتِ و اعلنتي انهزامكِ ؟ .. عزيزتي "آماندا" ، حينما مزقتي رسالتي ذلكَ اليوم ، مزقتي قلبي معها ، أضعتي الحبَ الذي كان قابعٌ فيه .. بددتِ كل العشقَ بإصبعينٍ منكِ ، كنتِ قاسية .. متحجرة ، لم تفكري بما قد يخلفه ذلكَ من ألمٍ في قلبي الممزق .. لذا ، قررتُ التخلي عنكِ ، قررتُ أن انسى أو أتناسى حبكِ ، لم أعد أريد الإستمرار معكِ! ، أرجو أن تقدري ذلك و أن تكفي عن مراسلتي .. لينتهي كل ما بدأناه ، و لعله انتهى منذ ذلك اليوم ، أعتذرُ إليكِ .. و أخبركِ في النهاية ، أني لن أستلم أية رسالة أخرى ، فلا تحاولي أبداً مراسلتي .. وداعاً ))
يا إلهي ! ، ما الذي يحدث؟!
هل هذه الرسالةُ حقاً منه!؟ .. نعم إنه نفس الخط! ، نفس الظرف و الورق! .. لكن لماذا؟! ، لماذا يتخلى عني؟!
لم أعد أبصر الحروف جيداً أمامي ، فلقد شكلت دموعي غشاوةً على عيني تحجب رؤيتي بوضوح ، أغمضتُ عيناي و ذرفت الدموع بحرقةٍ و ألم ، كانت هذه مفاجأة غيرُ متوقعة!
بل كانت صدمة! ، كانت صفعة!
نهضتُ من مقعدي و أنا أمسحُ الدموع التي انحدرت على وجنتي ، أحاول تمالك نفسي و مقاومة شهقات البكاء ، كبحتها في صمتٍ ، حتى غصصتُ بها .
غادرتُ القاعة ، و أنا لا أبصرُ دربي .. أصطدمت بأحد التلاميذ ، عذراً .. لا تلمني ، ذلكَ ليسَ ذنبي!
بل ذنبُ قلبي الذي تخبط من هول الصدمة! ، و ذنبُ مآقي التي تفجرت من شدةِ الضربة!
ما عدتُ أبصرُ شيئاً ، حائرة ، متسائلة! .. لما يخذلني الآن بعد آخرِ كلماتٍ عذبة تلقيتها منه؟
قطعَ عليَّ حبلُ أفكاري المشتتة "ريكس" ، حينما استوقفني و هو يشد على ذراعي قائلاً بقلق
- "آماندا" عزيزتي! ، ما بكِ؟ ، أنتِ تبكين ؟!
رفعتُ عيناي الغارقتين في طوفانها إليه ، و همستُ بضعف
- "ريكس" .
و من دون تردد ، ألقيتُ نفسي في حضنه أجهشُ بالبكاء ، بكيتُ كطفلٍ في حضنِ أبيه .. يشكوه الحرمان من لعبةٍ يفضلها منعَ عنها ، تعلقَ قلبه بها ، هكذا كنت! ، لقد حرمني ذلكَ المعجب و منعني عنه بكل بساطة!
ضمني "ريكس" إليه و سمعته يهمس عند رأسي
- هوني عليكِ يا "آماندا" ، كفي عن البكاء .. ما الذي حل بكِ ؟!
لكني لم أستطع التوقف ، فجرحي كبير ، و قلبي عليل ، و الألم و القهر كلما ترددت كلماته أمامي تأججا و اسعراني من جديد .
فلما لم أتوقف عن البكاء ، سار بي و أنا لازلتُ أخفي وجهي في صدره أشده من ثيابه ، أخذني إلى دورة المياه ، و توقف بي عند حوض الغسيل قائلاً
- يكفي يا "آماندا" ، لقد قطعتي قلبي يا عزيزتي ، هي اغسلي وجهكِ الآن ، إهدئي أرجوكِ .
رفعتُ رأسي عن صدره ، و وضعت أصابعي على فمي أحاول أن أمنع شهقاتي من الخروج ، كانت يدي ترتجف ، و عيني لم تكف عن ذرف الدموع .
تنهد "ريكس" و همس بلطفٍ و حنان
- أخبريني يا "آماندا" ، لما كل هذا البكاء ؟! ، من أسكبَ ماء عينيكِ و تسبب في جرح و جنتيكِ الجميلتين؟
رفعتُ بصري ، أنظر إلى عينيه الزرقاوتين ، ماذا أقول لكَ يا "ريكس" ؟! ، ذلكَ الذي فضلته عليك هو من جرحني؟! ، ذلكَ الذي لزم الصمت لمدةٍ قرر الإنسحاب و تركي! ، بينما أنا أهربُ منكَ إليه! .. ماذا أقول؟!
مسحَ "ريكس" على رأسي بحنانٍ ثم قال
- هيا ، اغسلي وجهكِ ، فلقد عبثت به دموعكِ و الحزن بما يكفي .
و فتح صنبور الماء ، تقدمت نحو الماء و غسلت وجهي بهدوء ، و لقد سكنت نفسي قليلاً .. بعد أن انتهيت ، أغلقتُ صنبور الماء ، و التفت إلى "ريكس" قائلة
- شكراً يا "ريكس" ، دائماً تظهر أمامي في ظروفي الحرجة ، أقدرُ لكَ و قفتكَ هذه .
ابتسم إلي و هو يحدقُ في وجهي ، ثم اقترب و قال وهو يربت على كتفي
- يسرني أن أكون قريباً منكِ دائماً يا "آماندا" ، وقوفي معكِ متعة و سعادة .
ابتسمتُ رغماً عني ، و قلتُ بصوتٍ منخفض
- شكراً "ريكس" .
- هيا تعالي لتذهبي للقاعة ، لقد بدأ الدرس على ما يبدو .
- ليس القاعة ، بل في المعمل .. لكن لا رغبةَ لي في حضور الدرس الآن ، إذهب أنت حتى لا يفتك الدرس .
- أ أترككِ و أنتِ بهذا الحال؟! ، لا يمكن .. تعالي معي لنجلس في القاعة طالما أن درسكم في المعمل .
- حسناً .
و ذهبنا إلى القاعة ، و بعدما جلسنا ، وقعَ بصر "ريكس" على الظرف و الرسالة في درج طاولتي ، لاحظته ، ولكني لزمتُ الصمت .. بينما نظر إليّ سائلاً
- دعيني أحزر ، رسالةٌ المعجبِ أبكتكِ ؟!
تنهدت بألمٍ و حرقة ، ثم قلت و أنا أضم ذراعي إلى صدري
- إقرأها إن أحببت ، لتعرف سببَ سوء حالي .
مد يده إلى الرسالةِ و أخذها ، شرعَ في قرأتها بصمت ، و بعد أن انتهى من قرأتها .. نظر إلي قائلاً
- حسناً فعل .
نظرتُ إليه بحدةٍ و الغضب بدأ يجتاحني ، فأعاد الرسالة في درج الطاولة و قال
- هل يستحقُ يا ترى كل هذا الدمعَ منكِ؟! ، شابٌ تخلى عنكِ لما تبكين كل هذا البكاءَ لأجله؟! ، لا يستحقُ أن تأسفي ولا أن تنهاري عليه !
تنهدتُ بحزن ، و قلتُ بصوتٍ متألمٍ و أنا أنظرُ إليه
- لقد كانت صدمةً لي يا "ريكس" ، مفاجأة لم أتوقع حدوثها أبداً! ، كان ذلك آخر ما أفكر به! ، بل شيءٌ لم يخطر على بالي أبداً! .. لو رأيتَ السعادة في عيني عندما وجدتُ رسالته ، الآمال التي بنيتها ، الأحلام التي عشتها .. تبدد كل شيءٍ يا "ريكس" ، هدمَ كل الأمنيات ، خذلني بقسوة ، تخلى عني ببساطة ، ما كنتُ أتخيلُ حدوثَ ذلكَ أبداً !
قال متعاطفاً و قد أحسّ بمدى ألمي
- هوني عليكِ ، هو لا يستحقكِ أساساً .. وربما لم يكن جاداً! ، بل كان يهوى العبثَ معكِ لا أكثر ، يتسلى على حساب مشاعرك .
هززت رأسي يمنةً و يسرة و قلت نافية
- لا بل كان جاداً ، لكن لا أعرفُ لما تخلى عني بهذه السهولة ، هل يجدرُ بي أن أتوقف عن مراسلته كما طلب؟
ابتسم "ريكس" ابتسامةً ساخرة و قال
- عجيبٌ أمرك!
نظرتُ إليه و قلت
- غبيةٌ أنا أ لستُ كذلك ؟ ، سأتخلى عنه ، سأنساه .. لن يهمني أمره ، كلماته أغاظتني بشدة يا "ريكس" ، كانت واثقة و حازمة ، يجب أن أتخلى عنه .
- نعم ، كوني كذلك .
قال ذلك و ابتسم لي ، و بادلته الإبتسامةَ قائلة
- هل هذا يريحك؟
- بل ينشيني و يطربني يا "آماندا" .. تخلصتُ من غريمي!
أصدرتُ ضحكةً أعادت لي الراحة في قلبي ، أعادت لي حيويتي و ابتسامتي .
في الواقع لم أعد أشعر بالآسى و الحزن .. ربما لأن "ريكس" معي ، ذلكَ يريحني و يبعثُ الإطمئنان في قلبي .
==============
بعد عودتي إلى المنزل ، و في غرفتي .. وقفتُ عندَ طاولتي أمسك بالعلبةِ التي تضم رسائلَ المعجب ، كانت كثيرة .
و ضعتُ مع مجموعة الرسائل .. الرسالة الأخيرة التي وصلتني منه اليوم ، لقد حطمت هذه الرسالة كل جميل ، محت كل أثرٍ لتلكَ الرسائل .. تجاهلت كل تلكَ المشاعر التي تحتويها رسائلنا السابقة .. ما عاد شيءٌ من الماضي موجود
هذا ما يجبُ أن يكون .
قلبت الرسائل ، إلى أن وقعت عيني على ظرفٍ كتب عليه
إلى العزيزة "آماندا"
رسالة من معجب
التقطتها و رفعتها أحدق فيها ، كانت هذه الرسالة الأولى التي تلقيتها منه .
فتحت الظرف و أخرجت الرسالة ، فتحتها .. و نظرت ملياً إلى علامة الإستفهام التي رسمت بالخط العريض في وسط الورقة ، و همست قائلة
- استفهام .. انتهى كل شيء ، و مازلت بالنسبة لي لغزاً لم أستطع كشف جوابه بعد .
رميت الظرف و الرسالة في العلبة ، وجلستُ على الكرسي و جعلتُ علبةَ الرسائلِ على ركبتي ، أخذتُ نفساً و قلتُ في داخلي
- كل ذلك ماضٍ كاذب ، زيفٌ من المشاعر .. لا وجود له اليوم ، تخلصي منه يا "آماندا" .
و انهمكت في تمزيق الرسائل بحرقةِ قلب ، فمع كل رسالةٍ أمزقها تجتاح رأسي ذكرى ، تحمل كلماته و همساته
، نكته و ضحكاته .. سيكون صعبٌ علي نسيانه ، لكن يجب علي أن أنساه طالما تخلى عني .. فمن يتخلى عنكِ يا "آماندا" تخلي عنه ، كما قال "ريكس" .. هو الخاسر الأكبر!
ابتسمتُ لنفسي عندما تذكرتُ "ريكس" ، وجود "ريكس" يخفف عني كثيراً .. أدين له بالكثير .
في هذه اللحظة ، رن هاتفي .. فوضعت العلبة على الطاولة و التقطتُ هاتفي .. فتحته و وضعته عند أذني و قلت متسائلة
- ألو ؟
لم يجبني أحد ، فكررت و أنا أعقدُ حاجباي
- ألو؟ ، من معي؟
- مرحباً .
لم أميز الصوت! .. فقلت متسائلة
- مرحباً ، من معي؟
- أ لم تعريفيني يا "آماندا"؟
ابتسمت لأني عرفتُ صاحب الصوت أخيراً ، و قلت ضاحكة
- "ريكس"! ، هذا أنت؟!
ضحكَ هو الآخر و قال
- نعم أنا "ريكس" ، كيف حالُ جميلتي؟
- بخير ، من أينَ حصلتَ على رقم هاتفي؟!
- تسأليني و أنتِ تعرفين الجواب!
قلت بعد تفكير
- من "سارة" ؟!
- نعم ، أشكرها كثيراً لتعاونها .
قلتُ مازحة
- سأقتلعُ عينيها ، ما كان يجبُ عليها أن تعطيكَ رقمي دون أخذِ الإذن مني!
- أفهم من ذلك أنكِ .. لستِ موافقة على إعطائي رقم هاتفك؟!
ضحكتُ و قلت
- على العكس ، كنتُ أمازحكَ فقط .
- جيد .. كنتُ أريدُ الإطمئنانَ عليكِ ، غادرتي المعهدَ دون أن أراكِ ، كيف أنتِ الآن؟
- بحالٍ جيد ، لا تهتم .
و أردفتُ قائلة و أنا أنظر لعلبة الرسائل
- كنتُ أمزقُ الرسائل التي احتفظتُ بها من الفتى المجهول ، أسفي فقط أني لا أعرفُ من يكون .
- حسنٌ تفعلين ، بل من الجيدِ أنكِ لا تعرفين من يكون .. ربما كان صعباً عليكِ نسيانه بعد تخليه عنكِ!
- لو كنتُ أعرفه لما حدثَ ما حدث ، و ما آلت الأمور لهذه النهاية .
- حزينةٌ على كل ما حدث؟!
بعد لحظةِ صمت ، أجبته
- أنا من جعلت الأمور تؤل لهذه النهاية ، لستُ نادمة على أيةِ حال .
- جيد .
- شكراً لاهتمامكَ "ريكس" ، وجودكَ يخففُ عني كثيراً .
- حقاً ؟!
- نعم .. لن أفيكَ حقكَ أبداً ، أقدرُ تضحياتك ، خدماتك ، وقوفكَ الدائم إلى جانبي .. أنتَ صديقٌ جيد .
- هبيني قلبكِ إذاً ، ذلكَ سيكون وافياً!
ضحكتُ بخجلٍ و قلتُ
- هيا "ريكس" ، كف عن ذلك .. سأنهي عملي و أذهب لتناول العشاء ، أراكَ في المعهد .
- حسناً يا عزيزتي ، إلى اللقاء .
أغلقتُ هاتفي ، و احتفظتُ برقم "ريكس" في هاتفي .. حيث اسميته
(( العزيز "ريكس" ))
ثم وضعت الهاتف ، و عدتُ لتمزيقِ الرسائل من جديد .
==============
مرَّ على ما حدث شهر ، كان من الصعبِ عليّ أن أنسى فيه أمر المجهول .. كنتُ كلما سكنتُ إلى نفسي في المساء في غرفتي ، أسترجعُ شيئاً في ذهني من كلماته!
ليسَ من السهل عليكَ أن تطرد شخصاً من ذهنكَ تعلقَ به قلبكَ يوماً ، و مع ذلك .. ومع مرور الأيام شيئاً فشيئاً ، أحسستُ أني تخلصتُ جزئياً منه!
و كان ذلكَ طبعاً بفضل "ريكس"! .. كان يرافقني و "سارة" دائماً ، يحاول بكل قدرته على أن ينسيني ما حدث ، ولعله نجح بعض الشيء ، و لعله احتلَّ جزءً من تفكيري هو الآخر ، فشغلني عن التفكير في صاحب الرسائل و الصدمة التي تسببَ بها لي .. كان يهتم بي كثيراً ، كما هي عادته .. يضحكني بمزاحه ، يغمرني بلطفه ، يرسم الإبتسامة على وجهي بمرحه .. و يجعل قلبي يخفقُ أحياناً .. بحبه .
أعتدت وجود "ريكس" كثيراً في حياتي ، بات بالنسبة لي أكثر من مجرد صديق .
في يومٍ من أيام الإجازة ، كنتُ أمسكُ بهاتفي في غرفتي مساءً أتحدث مع "ريكس" ، و لقد طال بنا الحديثُ كثيراً .. و لم نكف الحديث حتى قطع الخط .
خرجتُ من غرفتي و توجهتُ حينها إلى الصالة حيثُ "ألفريد" ، و جلست بجانبه قائلة
- هل انتهى الفيلم؟!
نظر إليَّ قائلاً
- انتهى منذ مدة! ، من كنتِ تهاتفين كل هذا الوقت؟!
- كنتُ اتحدثُ مع صديقي "ريكس" ، كم استغرقَ بنا الوقت؟
و نظرتُ إلى الساعة في معصمي ، و تفاجأتُ أن الوقتَ قد تقدمَ كثيراً! ، نظرتُ لـ "ألفريد" بدهشة و قلت
- يا إلهي!
ابتسم "ألفريد" قائلاً
- هل هو ذلك المعجب الذي كان يرسلُ إليكِ الرسائل؟!
احسستُ بالدم قد صعد إلى وجهي ، و قلتُ بارتباك
- لا ليس هوَ ، أخبرتكَ أن الأمر بيني وبين صاحبُ الرسائلِ انتهى!
- إذاً معجبٌ آخر؟
لزمتُ الصمت ، و لا أعرفُ مالذي أصابني ، شعرتُ بالتوتر و بحرارة شديدة اشتعلت بوجهي .
ابتسم "ألفريد" و قال
- بل يبدو حبيباً!
قلتُ بخجلٍ شديدٍ و انفعال
- " ألفريد"! ، الأمرُ ليسَ كذلك!
- ماذا إذاً؟
قلتُ و قد اعتدلتُ في جلستي أحاول طرد ارتباكي و خجلي
- حسناً ، هو صديق .. في الواقع ..
- ايه؟
أصابني الإرتباك ثانيةً ، فقلت
- بيننا إعجابٌ لا أكثر!
عادت الإبتسامة لفم "ألفريد" ، و قال
- هناكَ مقولةٌ تقول يا عزيزتي .. ( الإعجاب هو التوأم الوسيم للحب ) .
نظرتُ إليه في صمتٍ و خجل ، و وجنتي لا تزالان تحتفظان بلونهما الوردي ، بينما استأنف قائلاً
- أي أن الإعجاب و الحب ، وجهين لعملةٍ واحدة .. و أعتقد أن ما بينكما قد تخطى الإعجاب!
في هذه اللحظة ، أسعفني رنين جرس باب المنزل ، إذ أنه قطع هذا الحديث الذي أربكني كثيراً !
فنهضتُ فوراً قائلة
- سأرى من على الباب .
أخذتُ نفساً عميقاً و أنا في طريقي لباب المنزل ، و بعد أن فتحتُ الباب .. وجدتُ عزيزتي "سارة" ، التي سرعان ما قالت فور رؤيتها لي
- ما به هاتفكِ مشغولٌ دائماً!؟ ، كنتُ أطلبكِ عليه أكثر من ثلاثِ مرات!
قلتُ لها و أنا أشير لها بيدي للدخول
- كنتُ أتحدثُ مع "ريكس" .
قالت بصوتٍ عالٍ و هي تسير أمامي
- ساعةٌ ونصف! ، ساعةٌ و نصف و أنتما تتحدثان عبر الهاتف؟!
شددتها من ذراعها بانزعاج و قلتُ لها بصوتٍ منخفض
- اخفضي صوتكِ يا "سارة"! ، تتحدثين و كأنكِ تتعمدينَ إسماع "ألفريد"!
استدارت إلي بسعادة و قالت و قد اخفضت صوتها
- "ألفريد" هنا؟!
- نعم هنا ، هيا تفضلي .
و دخلنا إلى الصالة ، و ما أن وقعت عينا "ألفريد" على "سارة" ، حتى اعتدل في جلسته و رحب بها بحرارة
- أهلاً "سارة"! ، كيفَ الحال؟ .. منذُ زمنٍ لم تزورينا ، هل يصحُّ ذلك؟
جلست "سارة" بخجلٍ و ارتباك ، و قالت
- ها أنا قد جئت ، كيف حالكَ يا "ألفريد" ؟
- بخيرٍ طالما أنتِ كذلك .
ثم نظر إليّ قائلاً
- "آماندا" طالما أنتِ واقفة ، حضري الشاي و بعض المكسرات و الحلويات لـ "سارة" ، هيا أسرعي .
قلتُ بضجر
- على رسلكَ يا أخي ، ها هيَ "سارة" أمامك ، لن تطير .. فلا تستعجلني .
يبدو أن كلماتي أشعرت "ألفريد" بالخجل ، حيث صمت و قد بدا عليه الإرتباك .. خصوصاً عندما ضحكت "سارة" .
أما أنا فقد انصرفتُ عنهما إلى المطبخ بسرور ، فلقد أحسستُ أني اقتصصتُ منه بإحراجه كما أخجلني منذُ قليل ، و قلت أتحدث مع نفسي ضاحكة
- يبدو أنكَ أنتَ من تمكن منه الحبَ يا "ألفريد" !
|
|
|