06-20-2019, 06:54 AM
|
#79
|
• رونق التـ🌷ـوليب •
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 732
|
تاريخ التسجيل : May 2017
|
أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
|
المشاركات :
38,686 [
+
] |
التقييم : 213224
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Crimson
|
|
الجزء الثالث عشر ••❓
لعلّ ما قاله أخي "ألفريد" صحيح ، أعرفُ جيداً أن "ريكس" يحبني ، و هو لا يتردد أبداً في إظهار حبه لي .
لكن ما لم أكن أعرفه ، أنَّ قلبي بدأ بالتعلق به ، و ربما أحبه حقاً!
في أحد الأيام ، و في المعهدِ بالتحديد ، كنتُ و "سارة" و "فرانك" في القاعة ، كالعادة يتحدثُ الإثنان عن الرواياتِ و الكتب الذين تشاركا في قراءتها .. فيتناقشان فيها ، لا يروقني طبعاً حديثهما .. فلا تستهويني تلكَ الروايات و لا الحديث في شيءٍ أجهله .. و قفتُ من مقعدي قائلة
- أنا ذاهبة .
قالت "سارة"
- إن كنتِ ذاهبة للمقصف فانتظرينا ، سنأتي معكِ .
- لا لن أذهبَ إلى المقصف ، سأذهبُ لـ "ريكس" ، جئتُ متأخرةً هذا الصباح و لم أره .
- حسناً أبلغيه سلامي .
- حسناً .
و غادرتُ القاعة إلى حيثُ قاعة "ريكس" .. و عند باب القاعة ، أستوقفني مشهدٌ أمامي .
كان "ريكس" جالساً في مقعده .. يتبادل الحديث و الضحك مع فتاةٍ واقفة قباله ، بدت لي فتاة مستهترة .. مظهرها يعكس ذلك ، كانت تضع الكثير من المساحيق على وجهها ، كانت كثيرة الضحك ، جريئة جداً في طريقة حديثها معه .. تمايلها و خيلائها .
لم أشعر بالراحةِ أبداً لها ، و ضايقني أن "ريكس" متفاعلٌ جداً مع حديثها ، و كأنها تستهويه!
و لكن ما غاظني أكثر ، حينما انحنت إليه و قبلته على وجنته!
اتسعت عينايَ دهشةً ، و احمر وجهي غضباً و حنقاً منهما ، بل من "ريكس"!
لماذا يسمح لها بأن تلتصقَ منه هكذا ، و أيضاً تقبله!؟
انسحبتُ بهدوء و استندتُ على الجدار بجانبِ باب القاعة ، أقطب جبيني بغيظٍ و غضب .. شعرت بدقات قلبي تتسارع ، و ألمٌ و ضيقٌ شديد في صدري .
بعد دقيقة من الإنتظار ، خرجت الفتاة مبتعدة ، و بعدها خرج "ريكس" .. وقعت عيناه علي فتوقف بقربي و قال بسرور
- "آماندا" أنتِ هنا؟! ، كنتُ أخشى تغيبكِ هذا اليوم ، لم تأتي هذا الصباح .
رفعتُ بصري إليه في صمت ، و مازلتُ مقطبة الجبين .. و الغضبُ واضحٌ على وجهي .
لاحظ "ريكس" غضبي ، فعقد حاجبيه و قال متسائلاً
- عزيزتي ما بكِ ، لستِ بخير .. هل حصلَ أمرٌ ما ؟!
لم أتفوه بكلمة ، لم أعرف ماذا أقول بالتحديد .. كنتُ ؤأنبه بعيناي فقط دون التكلم ، و قد أحس بذلك
فقال بقلق .
- " آماندا" ماذا هناك ، لما ترمقيني هكذا؟!
نطقتُ أخيراً و بحدة
- من تلكَ الفتاة التي كانت تضحكُ معكَ منذُ قليل ؟
- تعنين "جيسي"؟
قلتُ بانفعال
- لا يهمني اسمها ! ، كيف تسمحُ لنفسكَ بالضحكِ مع فتاةٍ مستهترةٍ مثلها؟! ، ثم! ... رأيتها تقبلك! ، كيف تجرؤ؟! ، و كيفَ تسمحُ لها بذلك؟!
قال بهدوءٍ موضحاً
- معكِ حق ، "جيسي" فتاة مستهترة و ليست جيدة ، إنما هي زميلة مقربة ، أرادت التحدث معي فشاركتها الحديث ، هذا كلُّ ما في الأمر!
قلتُ و أنا أرفعُ حاجباي
- زميلة مقربة! ، تقبلك!؟
- هي هكذا دائماً ، تقبلُّ الجميع .
قال هذا و ضحك باستخفاف ، بينما ظلت عيناي تحدقان فيه بلوم .. فاقتربَ مني أكثر و همس قائلاً و البسمةُ في شفتيه
- هل تغارين ؟!
وقعت عليّ هذه الكلمة كالماء البارد المسكوب فوق رأسي ، أحسستُ بقلبي ينقبض ، و الإرتباك أصابني و أخذني الذهول و أنا أحدقُ في عينيه .. قلتُ بامتعاضٍ بعد أن استعدتُ زمامي
- هذا ليسَ وقت الإستظراف .
اتسعت ابتسامة "ريكس" و قال بإلحاح
- أجيبيني حقاً ، هل انتابتكِ الغيرة؟!
اشحتُ وجهي عنه بصمتٍ و خجل .. فقال بسعادةٍ واضحة
- طالما أصابكِ الخجل ، و طالما لزمتِ الصمت .. فالإجابة نعم ، يا إلهي .. لا أصدق! ، كم أنا سعيد!
نظرتُ إليه بتعجبٍ و قلتُ بصوتٍ منخفض
- هل جننتَ يا "ريكس"؟!
قال و قد لمعت عيناه الزرقاوتين
- جننت؟! ، لما لا يصيبني الجنون؟! ، طالما تغارين على "ريكس" فأنتِ مولعةٌ به! ، كنتُ أطمح لسماع ذلك منكِ.
أصدرتُ ضحكةً عالية ، لم استطع منع نفسي عن الضحك ، و قلتُ بعدها
- تفسرُ الأمور على هواك !
قال بهمسٍ هاديء و هو يحدقُ في عيني
- لا أبداً ، لستُ كذلك .. لكن عينيكِ تفضحانك فلا تنكري!
خفقَ قلبي بقوة ، فأبعدتُ بصري عن عينيه للحظات ، ثم نظرتُ إليه باستحياءٍ و قلت بصوتٍ منخفض
- أنا لم أقل شيئاً ، فلا تكن واثقاً .
- عيناكِ سبقتكِ ، همستها في أذني ، سمعتها منها قبل أن تنطقَ بها شفتيكِ .. ترى ، هل يحقُ لي أن أطبع قبلةً على و جنتيكِ الآن؟
اتسعت عيناي دهشةً منه ، صعد الدم إلى وجهي خجلاً ، فقلتُ بانفعال
- هللا تعقلتَ "ريكس"! ، كف عن طيشك !
أصدرَ ضحكةً خفيفةً و قال
- أمازحكِ يا عزيزتي ، هيا بنا ، أشعر بجوعٍ شديد لم أشعر به من قبل .
ابتسمتُ إليه و مددتُ يدي نحو كفه أمسك به قائلة
- هيا بنا .
و سرنا ، و سرتُ معه بنبضٍ في قلبي لم يهدء .. لقد تمكن مني "ريكس" أخيراً ، و لقد سلمتُ إليه قلبي هذا اليوم ، فضحتني غيرتي ، و عيناي التي لم تعد تطيق غيابه عنها .
اهتمام "ريكس" الدائم بي جعلني انسى كل ما حدث ، أشعرني بالراحة و الطمأنينة ، أخذني إلى بر الأمان ، على ضفاف قلبه ، حتى هويت فيه !
=============
في المساء ، كنتُ في غرفتي أهاتف "سارة" و أحدثها عما حصل مع "ريكس" في المعهد ، كنتُ قد سردتُ لها ما حدث .. حتى علقت قائلة
- في الواقع ، سعيدة جداً لأجل "ريكس" .
- لماذا؟!
- لأن قلبكِ العنيد أخيراً حطم قيده و تيّم فيه .
قلتُ معترضة
- تيّم فيه ! ، هذهِ الكلمة أكبر حجماً مما في قلبي ناحية "ريكس" .
- ماذا تعنين؟!
قلتُ بعد تفكير
- اهتم به ، أحب الحديثَ معه ، أحبُ لطفه ، كلامه العذب يثير مشاعري أحياناً .. شخصٌ اعتدته و لا يمكنني الإستغناء عنه ، ربما كان إعجاباً .. ربما ولعاً كما قال "ريكس" ، لكن ليسَ لدرجةِ التيم!
- حسناً طالما وصلَ الحال بقلبكِ عند الولع ، فسيصلُ بالتأكيد عند الهيام و التيم .
عضضتُ على شفتي خجلاً ، و بدأ نبضي يضطرب .. و قلت بهدوء
- هل يمكن؟!
- يمكن!؟ ، بل أجزم!
في هذه اللحظة ، جاءني خطٌ ثانٍ على الهاتف ، فنظرتُ إليه .. فإذا به "ريكس"!
قفز قلبي بين أضلعي ، فقلتُ بسرورٍ و ارتباك
- "ريكس" يطلبني على الخط ، سأغلق الآن و اهاتفكِ فيما بعد .
أجابتني بخبث
- مجرد إعجاب إذاً ها؟ .. لقد تعدى قلبكِ الولع و توقفَ عند العشق .
قالت ذلكَ و انفجرت ضاحكة ، ضحكتُ في داخلي و قلت لها بانزعاج
- غبية ، إلى اللقاء .
و أغلقت منها و حادثتُ "ريكس"
- مساء الخير .
- مساءٌ عسلي كعيني "آماندا" الجميلة .
ابتسمت بخجل ، و قلتُ بهدوء
- كيفَ الحال ؟
- بخير ، ماذا عن فاتنتي ؟
بدون تفكير ، أجبته
- فاتنتكَ هائمة!
- هائمة! ، أين و بصحبةِ من يا ترى؟
صمتت ، و ازدادت ضربات قلبي ، لم أجرؤ على إخبارهِ بأني هائمة فيه و معه! ، فقلتُ محاولةً تغيير مجرى الحديث
- مع "سارة" ، كنتُ أتحدثُ معها منذ لحظات .
- يجب على "سارة" أن تتخلى عنكِ منذ اليوم لأجلي ، حتى لا تسرق مني وقتكِ .
- غيرُ ممكن! ، و إن تخلت فأنا لا أستطيعُ التخلي عنها .
- لندع "سارة" جانباً ، و لنتحدث عن " آماندا" العزيزة ..
وتابع الكلام ، و تابعتُ معه الإصغاء و شاركته الكلام .. و كالعادة ، يؤخذنا الحديث من وقتنا ، ننسى معه الزمن ، فيطول بنا الحديث الممتع .
مما لا شك فيه ، أني حقاً تخطيتُ الإعجاب ، مع مرور الأيام .. بات "ريكس" بالنسبة لي هاجساً محبب .
ازددنا قرباً و تودداً و تلاطفاً ، كنا لا نفارق بعضنا في المعهد إلا في ساعات الدرس ، صار يصطحبني في طريق العودةِ إلى المنزل ، و أنا صرت أحبُ مشاكساته ، حتى جنونه و غباءه .. أراه رائعاً في إسلوبهِ و تصرفاته ، نعم .. لم يعد "ريكس" مجرد صديق .. بل كان أكثرَ من ذلكَ بكثير!
==============
بعد شهرٍ تقريباً و في أحد الأيام ، وبينما كنتُ في المعهد صباحاً .. استقبلني "ريكس" كالعادة ، تبادلنا تحية الصباح .. ثم مضينا إلى القاعة و نحن نتبادلُ أطراف الحديث .. دخلنا القاعة ، و كانت "سارة" جالسةً تنتظرني على مقعدها .
اقتربنا منها و ألقينا عليها التحية ، فأجابت على مضضٍ ، مما أثار قلقي و قلق "ريكس"!
جلستُ بجانبها على مقعدي قائلة
- لا تبدين بخير يا عزيزتي ، ماذا هناك؟!
نظرت إلي ثم إلى "ريكس" باضطراب ، و هي لا تزال تلزم الصمت .
قال "ريكس"
- "سارة" ما الأمر؟! ، ما الذي يقلقك؟
تنهدتْ بصعوبة ، ثم رفعت يدها التي كانت تمسك بظرفٍ مورد ، ظرفٌ أميزهُ جيداً و أعرفه!
اتسعت عيناي حينما وقعت عليه ، و هوى قلبي من شدة المفاجأة! ، إنها رسالة من ذلك المجهول!
ادرتُ رأسي نحو "ريكس" ، الذي نظر إلي بارتباك ، ثم أعدتُ النظر نحو "سارة" ، و ازدردتُ ريقي و قلتُ بصعوبة
- من أينَ جئتِ بها؟!
- وجدتها تطلُ من درج طاولتك عند مجيئي .
- هل قرأتها؟
- لا .
و مدت الرسالة إلي ، حدقتُ في الظرف ملياً .. متردده كثيراً من أخذه .
نظرتُ إلى "ريكس" الذي كان يحدق في الظرف بصمتٍ و هدوء ، لم أفهم نظراته تماماً ، لكن بدى في صمته ضيقٌ و انزعاج ، و ذلك كان يزيد من ترددي و ارتباكي .
بعد تردد ، قررتُ أخذ الرسالة .. فمددت يدي ببطءٍ إليها ، و التقطتها من يد "سارة" بارتباكٍ شديد .
نظرت إليه ، كان مكتوباً على الظرف ، كما اعتاد أن يكتبَ دائماً
إلى العزيزة "آماندا"
رسالة من ..........؟
كان هناكَ فراغٌ و استفهام ، لم يكتب من معجبٍ أو من عاشق ، و هذا ما يؤكد تخليه عني ، لما يرسلُ إليَّ إذاً بعد كل هذا الوقت؟! ، ماذا يريد؟
انتابني فضولٌ شديد لمعرفةِ ما كتبه ، و لما تحتويه تلك الورقة المطوية بداخل هذا الظرف .
هممتُ بفتحها ، و لكني توقفتُ بعدَ أن رأيتُ "ريكس" ينصرفُ بخطى سريعة إلى الخارج .
ناديتهُ بسرعةٍ قائلة
- انتظر "ريكس"!
و أسرعتُ باللحاق به ، لا شكَ أنه تضايقَ لأخذي هذه الرسالة و لرغبتي بفتحها ، لكنني رغبتُ بقراءتها لمجرد إشباع فضولي لا أكثر! ، ليسَ لشوقي إليه!
تبعته بسرعةٍ و استوقفته من ذراعه قائلة
- "ريكس" مابك؟! ، لما غادرتَ هكذا!؟
استدار إلي و هو يقطب جبينه و قال بانفعال
- حتى تقرئيها براحةٍ أكبر ، وجودي يربككِ على ما يبدو .
أخذتُ نفساً محاولةً تبديد توتري ، و قلتُ بهدوء
- أبداً "ريكس" ، وجودكَ بقربي دائماً يقويني .
- ما زلتِ تحملينَ مشاعر لذاك المختبيء .
- ليسَ صحيحاً .
- تهتمين لأمره؟!
قلتُ بنفاذ صبر
- "ريكس" مابك؟! ، كل ما في الأمر أنه يثيرني الفضول لمعرفةِ ما تحتويه رسالته!
قال ساخراً
- تعتقدينَ أنه كتبَ ماذا؟! ، يسألُ عن أخباركِ لمجرد السؤال؟! ، أم يسأل عن دراستكِ كيف تسير؟
حملقتُ في عينيه بغضبٍ ، فقال
- تعرفينَ أنه أكثرَ من ذلكَ صحيح ؟ ، إقرئيها .. لعلكِ تسترجعين أيامكِ الماضية .
استفزتني كلماته كثيراً ، فقلتُ بانفعال
- سأقرأها بالتأكيد ، لأني إن لم أعرف ما بها فلن أتوقفَ عن التفكير .. سوف تستحوذُ على عقلي كله!
حدقّ في عيني بعينينٍ غاضبتين ، ثم استدار ذاهباً دون أن ينطقَ بكلمة!
تنهدتُ بحرقة و ألم ، قلبي عاود يعصف بجنونٍ في داخلي .. لماذا "ريكس" ؟! ، لما تغضبُ مني لأجل رسالةٍ صاحبها لم يعد يعنيني ، لما لا تثقُ بي!؟
و نظرتُ إلى الرسالةَ بيدي بحزن ، و قلت في نفسي متسائلة
- ما الذي جعلكَ تكتبُ لي الآن؟! ، ماذا تريد؟
و عدتُ أدراجي إلى القاعة ، دخلتُ بهدوءٍ و جلستُ على مقعدي بصمت ، فسألت "سارة"
- ماذا حدث؟ ، ما به "ريكس"؟
و ضعت الرسالة في درج الطاولة و قلت
- هو غاضبٌ لأني أفكر في قراءةِ الرسالة ، يعتقد أني أهتم لأمره ، و أنه لا زال بقلبي مشاعر اتجاهه .
قالت "سارة" بانفعال
- أريدُ أن أعرفَ فقط ، لما يرسلُ إليكِ الآن؟! ، ألم يطلب منكِ عدمَ مراسلته؟! .. يجبُ أن تمزقي هذه الرسالةَ و لا تعيريها اهتماماً أبداً أبداً!
- أتساءل مثلك ، و هذا ما يثير فضولي لمعرفةِ ما كتبه !
- "ريكس" لا يستحقُ يا "آماندا"!
نظرتُ إليها باستنكارٍ قائلة
- أنا لن أتخلى عن "ريكس" أبداً! ، و ليسَ لأني أريد قراءة رسالته يعني أني أشتاق إليه! ، لا تضخما الأمر رجاءً ، هو لا يهمني .. يجبُ أن تفهما ذلك جيداً .
رمت "سارة" بظهرها على مسند المقعد قائلة
- هذا جيد .
و رميت بظهري أنا الأخرى على المسند متأففه ، أفكر كيف أتصرف لأجل "ريكس" .
==============
في الإستراحة ، أخذت الرسالة بين يدي و صرتُ أنظر فيها بشرود ، قالت لي "سارة"
- ستقرئين الرسالة الآن؟
نظرت إليها مفكرة ، ثم هززت رأسي قائلة
- لا ، بل سأذهب لرؤيةِ "ريكس" .
- سآتي معكِ .
- هيا .
و نهضنا من مقعدينا ، غادرنا القاعة إلى الفناء .. بحثنا عنه و لم نجده ، فتوجهنا إلى المقصف و بحثنا عنه .. و أيضاً لم نجده! ، فقررنا أخيراً الذهاب إلى قاعته لعلنا نجده ، و فعلاً .. عثرنا عليه هناك ، كان جالساً يقلبُ أحد الكتب ، و بدا عليه الملل و الضيق .
دخلنا و اتجهنا نحوه ، نظر إلينا وهو يقطب جبينه ، فوقفنا أمامه
قالت "سارة"
- هذا أنت؟! ، كنا نبحث عنك منذُ ربع ساعة!
أغلقَ الكتاب أمامه و قال
- ماذا عندكِ ؟
تكلمتُ حينها بلطفٍ قائلة
- "ريكس" ، أما زلتَ غاضباً؟
قال ببرودٍ يكمن فيه الغضب
- ذلكَ لا يعنيكِ ، لا يهمكِ كما أخبرتني .
- أنا لم أقل ذلك!
قلتُ هذا و أخرجتُ تنهيدةً قصيرة ، و أردفت
- أنا لم أقرأ الرسالة ، و لن أقرأها .
- لا ، إقرئها .. إن لم تفعلي فستستحوذ الرسالة على عقلكِ ، و ستفكرين فيها طولَ الوقت و لن يريحكِ ذلك .. عن إذنكما .
يا إلهي! ، هذا هو يحاول استفزازي من جديد!
تضايقت من كلامه و انزعاجه المبالغ فيه ، من المفترض أن يتناسى الأمر طالما أني لن أقرأها !
قال هذا و قام من مقعده ، تجاوزنا ذاهباً للخارج ، لكني لحقتُ به و أمسكتُ بذراعه قائلة
- انتظر أرجوك .
سحبَ ذراعه بقوة من يدي و قال بصوتٍ غاضب
- لا تمسكي بي!
فاجأني صراخه و نظراته الغاضبة ! ، لم أرهُ مسبقاً غاضباً هكذا .
توترتُ كثيراً و أحسستُ بالخوف ، صار صدري يعلو و يهبط سريعاً .. بينما قال بنبرةٍ حادة
- عودي إليه إن أحببتِ .. لكن انسي "ريكس"
لم أصدق ما قاله! ، ما الذي دهاه؟! .. أهكذا ببساطة يخيرني بينه و بين ذاك؟! ، ببساطة يحاول الإنسحاب من حياتي ، هل من السهل عليه أن يتخلى عني بهذه السهولة!؟ ، أهذا هو الحب الذي يدعيه؟
تجمعت دموعي حول حدقتي انظر إليه بذهول! .. بينما تابع سيره مغادراً .
قالت "سارة" بقلق
- ما الذي أصابه؟!
لم أتمالك نفسي ، و لم أنتظر أكثر ، لحقتُ به حتى تقدمته و وقفتُ قبالته قائلة بغضب شديد
- اسمعني!
نظر إليّ و هو يعقد حاجبيه ، فرفعت يدي التي تمسك بالرسالة و ضربتُ بها على صدره ضرباتٍ متتالية و أنا أقول بغضب
- لم أقرأ الرسالةَ حتى الآن لإجلك ، و لن أقرأها كما أخبرتك .. صاحب الرسالة لا يعنيني أمره منذ ذاك اليوم! ، أنتَ و حدكَ من يعنيني ، أمركَ فقط ما يهمني! .. متمسكةٌ أنا بكَ يا "ريكس" لمَ لا تفهمني؟! .
قلتُ ذلكَ ثمَ أمسكتُ بالرسالة بكلتا يدي و مزقتها بقهرٍ شديد ، ثم رميتُ بقصاصات الرسالة أرضاً و نظرتُ إليه بعينينٍ اكتسيتا بالدموع ، و قلت بحدة
- هل هذا يرضيك؟!
لزم الصمت و هو ينظر إلي بدهشة ، مرت أوقاتٌ كثيرة غضبت فيها عليه لكن لم يسبق أن كنتُ مندفعةً في غضبي و انفعالي لهذا الحد!
كانت أنفاسي تتلاحق و دموعي تنحدر على و جنتي ، همستُ قائلة
- أحبكَ يا "ريكس" ، و لا اهتم لأحدٍ سواك .
همس باسمي بهدوء
- "آماندا" .
تقدمتُ إليه و عانقتهُ بحرارةٍ ، كنتُ بحاجةٍ لعناقه ، لأشعره بحبي و اهتمامي به .. كنت بحاجةٍ لدفئه ، للشعور بحبه لعل ذلك يخفف عني قليلاً .
همستُ قائلة
- لا تفعل بي ذلكَ يا "ريكس" ، لا تقسو عليّ أرجوك .
بادلني العناق ، أحسستُ بذراعيه تطبقان علي بكل ما ؤتيت من قوة ، و همس في أذني بدفء
- لم أكن أقصد يا عزيزتي ، أعتذر .
- لا تكرر ذلك ، ثق بي رجاءً .
- أثق بكِ يا حبيبتي ، أثق بكِ .
طال بنا العناق ، و طال انسكاب دموعي بالعتاب ، و طال همسه بالإعتذار .
كان ذلكَ أول عناقٍ و أجمله ، كان متقداً ، جياشاً .. أختلطت فيه الكثير من العواطف و المشاعر .
أذكر أن "سارة" عزيزتي قد شاركتني بذرف الدموع ، و البسمة في شفتيها لأجلنا .
و أنا و "ريكس" ، تبادلنا الإبتسامات و الضحكات ، و افترقنا بجسدينا كلٌ إلى درسه ، وترك كلٌ منا جزءً من قلبهِ عند قلبِ الآخر .
|
|
|