عرض مشاركة واحدة
قديم 06-18-2019, 06:40 AM   #66
رونق التـ🌷ـوليب


الصورة الرمزية مَرجانة
مَرجانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 732
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
 المشاركات : 38,686 [ + ]
 التقييم :  213224
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نحنُ لِنحن
لنحن فقط !..
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



الجزء الحادي عشر ••❓


في اليوم التالي و عند العصر بالتحديد ، كنتُ في فراشي أغمضُ عيني .. لم أكن نائمة إنما فقط ارتاح قليلاً ، فالحرارة ما زالت و الصداع لم يغادر رأسي تماماً .

في هذه اللحظة طرق باب المنزل ، لم يكن أخي "ألفريد" موجوداً لينظرَ من خلف الباب ، فاضررتُ للنهوض من الفراش و الذهاب لرؤية الطارق .

فتحتُ الباب ، فإذا بي أرى "سارة" و "ريكس"!
تفاجأتُ عند رؤية "ريكس" .. كان يحمل في يديه علبة حلوى و باقةً لطيفة من الزهور الزهرية و البيضاء .
نظرتُ إليه بخجل .. و لم انطق بكلمة ، فقالت "سارة"

- "آماندا" عزيزتي ، كيف أنتِ الآن؟!

نظرتُ إليها قائلة

- خفَّ الصداع ، و لكن الحرارة ما زالت .

تكلم "ريكس" و قد كان الحزن بادٍ على وجهه

- عزيزتي "آماندا" ، حزنتُ كثيراً لأجلك .. أرجو أن تتعافي سريعاً ، تفضلي .

أخذتُ منه باقة الزهور و الحلوى ، و قلتُ شاكرة

- شكراً "ريكس" ، لم يكن هناكَ داعٍ لذلك ، تفضلا .

دخلا إلى الداخل ، فأعطيتُ الحلوى لـ"سارة" حتى تضعها في طبقٍ و تعد الشاي للضيافة ، فانصرفت "سارة" إلى المطبخ .
بينما أخذتُ "ريكس" معي إلى غرفتي قائلة

- إعذرني ، لكني أفضل الإستلقاء و التمدد ، رأسي مثقل جداً و لا أستطيع الجلوس لفترة .
- لا عليكِ "آماندا" ، كوني حيثُ تحبين .

استندت على السرير و غطيت نفسي ، فجلس "ريكس" بجانبي على السرير قائلاً باهتمام و هو ينظر في عيني

- أصدقيني القول ، بما تشعرين ؟

اربكتني نظراته و قربه الشديد مني ، فانزلتُ بصري و قلت بصوتٍ منخفض

- كما أخبرتك ، رأسي مثقل ، و الحرارة لا تلبث تنخفض إلا وترتفع من جديد .. لكنني أفضلُ من البارحة ، أتحسن .
- جيد ، تتعافين قريباً .. أتعرفين ؟ ، لو أني أعلم أنكِ ستتغيبين اليومَ عن المعهد لتغيبت ، و جئتكِ للإعتناء بكِ بنفسي .

قلتُ غير مصدقة

- أنتَ كاذب!
- لستُ كاذباً! ، ثم أن المعهدَ دونكِ لا روعةَ فيه و لا فائدةً ترجى منه .

ابتسمتُ رغماً عني ، و قلت ساخرة

- منذ متى ذلك؟ ، أتراكَ انضممتَ للمعهدِ لأجلي؟!

ابتسم هو الآخر و قال بهدوءٍ و هو يحدق في عيني

- لا ، لكن عندما أحببتكِ تغيرت نظرتي .. صباحي لم يعد كأي صباحٍ مضى ، ذهابي للمعهد لم يعد الهدف منه الدراسةَ بالمرتبةِ الأولى ، بل الهدفُ منه رؤيتكِ أنتِ .. أنتِ يا "آماندا" .

أحسستُ بالخجل من قوله و نظراته ، نظراته تنفذ إلى داخلي كالسهم! ، تخترق إلى قلبي ، تربكني .
لزمتُ الصمت و أنكستُ رأسي بخجلٍ واضح .. كان قلبي ينبض بقوةٍ بين أضلعي ، و احترتُ ماذا أقول ، و كيف أكسر الصمت .. أو كيف أغير مجرى الحديث!

لكن مجيء "سارة" قد أنقذني ، حينما سمعنا صوتها قائلة عند الباب

- هل تأخرت؟

أجابها "ريكس" ممازحاً

- لا أبداً ، كان من الممكن أن تتأخري قليلاً بعد .

قال هذا وضحك ، فنظرتُ إليه مبتسمةً قائلة في نفسي

- كم أنتَ شديد الدهاء!

جلست "سارة" على الكرسي بالقرب مني و بدأت توزع الحلوى ثم تسكب الشاي ، فقلتُ لها

- لم تقولي يا "سارة" ، هل عثرتي على رسالةٍ لي هذا اليوم؟

نظرت إلي و قالت وهي تهز رأسها

- لا للأسف .

علتني الخيبة ، فرمقت "ريكس" ألمِّحُ لـ "سارة" إن كانت تأكدت من أن "ريكس" أوصلَ رسالتي أم لا .
فقالت تجيبني بمراوغة حتى لا يفهم "ريكس"

- لقد وصلت إليه رسالتكِ لكنه لا يجيبك! ، ماذا ستفعلين ؟

تنهدتُ بضيق و لم أجبها بكلمة ، فقال "ريكس"

- ماذا ستفعل؟! ، عليها أن تنسى ، أن تتخلى عنه .. أن لا تشغلَ عقلها به لأنه لن يكتبَ إليها من جديد!

نظرتُ إليه بغضبٍ و قد استفزتني كلماته ، فبادلني نظرات الإستياء و الحنق .. فقلت بانفعال

- أتعتقدُ أن الأمر سهل؟! ، أن أتخلى عنه بهذه السهولة؟ .. لا أستطيع! ، لقد قلتَ لي مرةً أنه يجبُ علي أن أمنحهُ فرصة ، لذا سأنتظر .
- قلتُ ذلكَ عندما كان يرتجيكِ ، متمسكاً بكِ! ، لكنه الآن تخلى عنكِ .

قلت بعصبية

- و ما أدراكَ أنت؟!
- مر أسبوعان يا "آماندا" ، لم يكتب فيهما لكِ شيئاً!
- بالنسبةِ لي لا يزال الوقتُ مبكراً لأقطعَ منه الرجاء ، سأنتظر حتى يكتبَ لي .

قال بغضب

- أنتِ غبية ، انتظري عبثاً ، لتزدادي خيبةً و ألماً و قهراً .

قلتُ بقهرٍ و قد على صوتي

- لا شأنَ لكَ بي أ تفهم؟ .. أقرر في أمري كما أشاء ، فلا تتدخل!

قالت "سارة" بنفاذ صبر

- هللا هدأتما! ، ما الذي أصابكما؟ ، لقد أزعجتماني .

صمتتُ و أنا لا أزال أعقد حاجباي أنظر إلى "ريكس" بحقد ، بينما هو احتسى من كأسه و الإنفعال لا زال واضحاً على تقاسيم وجهه .

لا يحق له التدخل في شؤوني و لا في علاقتي مع صاحب الرسائل ، يستحيل أن أتخلى عنه الآن .. لا زال الوقتُ مبكراً .. ليتكَ تكتبُ إلي فقط ، تخبرني لو كان قلبكَ لا يزال يحمل حباً لي ، أو أنه تخلى عن ذلكَ الحب ، فقررت تجاهلي و تركي .

===================

اليوم التالي كان يوم إجازة ، صحوتُ فيه بحالٍ أحسنَ مما كنتُ عليه بالأمس ، إختفى الصداع و لكن الحرارة لم تختفي تماماً ، بل كانت مرتفعةً قليلاً ، أخذتُ حماماً و ارتديتُ ثيابي ، جففتُ شعري و تركته مسدولاً على ظهري .. ثم ذهبت حيث أخي "ألفريد"

كان في المطبخِ يعد طعام الفطور ، اقتربت منه قائلة

- صباح الخير .

نظر إليَّ مبتسماً

- أهلا بأختي العزيزة ، كيف حالُ "آماندا" اليوم يا ترى؟

بادلته الإبتسامة و قلت

- أشعر بتحسن ، شكراً لك .
- هيا انتظري على طاولةِ الطعام ، دقائق و سيكون الطعام جاهزاً .
- حسناً .

و ذهبت عند الطاولة ، وما هي إلا دقائقَ قليلة حتى جهز الفطور ، بدأنا بتناول الطعام ، و بعد عشرِ دقائق تقريباً ، نهضت من على الطاولة قائلة

- سلمت يداكَ "ألفريد"
- لا تنسي أخذَ الدواء .
- حسناً .

و بينما كنتُ ذاهبةً إلى المطبخ ، طرقَ باب المنزل!
توقفتُ و نظرتُ إلى أخي متسائلة ، و هو الآخر بادلني نظرات التساؤل ، فنهض من مكانه قائلا

- سأرى من جاء مبكراً في هذا الوقت .

تابعت سيري إلى المطبخ ، و اخذت الدواء و ابتلعته مع الماء .. و بينما كنتُ مغادرةً المطبخ ، وجدت "ألفريد" يقترب مني قائلاً

- هناكَ صديقٌ ينتظركِ على الباب .

قلتُ متسائلة

- تعني "سارة"؟
- قلتُ صديق! ، شاب .. ليست "سارة" ، و لقد رفضَ الدخول إلى الداخل .

قلتُ بصوتٍ منخفض و قد أصابني الإرتباك

- لعله "ريكس" ، سأذهب لرؤيتهِ إذاً .

و ذهبتُ عند الباب ، فوجدته واقفاً ينكس رأسه .. حينما أحس بي رفع رأسه إليَّ ، و قال متهللاً

- صباح الخير .
- صباح الخير ، أهلاً "ريكس" .. لما لا تتفضل؟
- الجو رائعٌ هذا الصباح ، فكرتُ أن أُخرجكِ لنتنزه قليلاً ، لعلَّكِ تستعيدين نشاطكِ ، إن كنتِ تستطيعين!!
- حسناً ، هيا بنا إذاً .

أغلقتُ الباب و وقفتُ بجانبه قائلة

- هيا .

أمسكَ بيدي بفرحٍ و قال

- هيا يا عزيزتي ، تناولتِ طعام الإفطار؟
- نعم منذ قليل .
- ماذا؟! .. و أنا كنتُ أفكر في أن أتناولهُ معكِ!

ضحكتُ و قلت

- لم تخبرني مسبقاً ، لكنتُ انتظرتك .

غادرنا المنزل ، وسرنا في الشارع ، حتى توقفنا عند مطعمٍ ليأخذَ "ريكس" له فطوراً ، و بينما كان ينتظر طعامه سألني

- كيف حالكِ اليوم؟ ، تبدين أفضلَ مما كنتِ عليه بالأمس .
- نعم معكَ حق .

إقتربَ مني أكثر و قال بهمسٍ و هو يحدقُ في عيني

- لستِ غاضبةً مني؟ ، غادرتكِ بالأمس و أنتِ تقطبين جبينكِ بسبب ما قلته لكِ بشأن ذاك المزعج .

نظرتُ إليه بانزعاجٍ و قلت

- لا تقل عنه مزعج ، كنتُ غاضبة نعم .. لكن حضوركَ باكراً فاجأني ، فنسيتُ غضبي!

ضحكَ بهدوء و قال

- تتضايقين حينما أصفه بالمزعج؟ ، أنا أتضايقُ عندما أجدكِ تهتمينَ به بشكلٍ مفرط ، هو لا يستحق !

تأففتُ و قلت بحدة

- إنسى أمره ، لا نجعله محور حديثنا حتى لا يحتد الكلام .
- يا إلهي! ، يبدو أني أغضبتكِ .
- ليتكَ تخرجُ نفسكَ من أمرنا يا "ريكس" .. حسناً؟

قطع حديثنا صاحب المطعم و هو ينادي "ريكس" ، فرمقني "ريكس" بانزعاج و ذهب ليؤخذَ طعامه .. أيضاً أحضرَ لي كأساً من القهوة الساخنة .. فسرنا في صمت ، أنا أحتسي قهوتي و هو يتناول طعامه ..

بعد أن أنهى طعامه ، سألته قائلة

- "ريكس"؟ .. أدركتُ الآن أني لا أعرفُ عنكَ شيئاً .. هل تصدق؟!

قال متضايقاً

- لأنكِ لا تهتمين بي! ، منذُ أن التقيتُ بكِ و أنتِ لا تتحدثين إلا عن صاحبكِ الخفي .

ضحكتُ و قلت معتذرة

- يبدو أني أزعجتكَ بالحديثِ عنه ، حسناً أخبرني .. كم سنةً بقي على تخرجك؟
- بقي سنتي التطبيق .
- جميل! ، لن تكون بالمعهدِ معنا إذا معظم العام المقبل .

نظر إلي مدعي الحزن

- ذلك صحيح .
- كم هو عمرك ؟
- ثلاثةٌ و عشرون .

ثم أضاف مبتسماً

- هل تشرفتِ بمعرفتي ؟

ضحكت قائلة

- نعم ، تشرفت .. "ريكس"؟
- نعم ؟

عضضت على شفتي بخجلٍ واضح ، و نظرتُ إليه بصمت ، ابتسم قائلاً و هو يرفع حاجباً

- ما بالكِ؟! ، ماذا هناك ؟

قلت بخجلٍ بعد تردد

- هل تستطيع .. أن تصفَ لي شكل المعجب؟

انجلت ابتسامته و سكنت تقاسيم و جهه ، ثم ظهر الضيق عليه و قال ساخراً

- هه ، كان من المفترض أن أعرف ، لا ينتابكِ الخجل إلا عندما يتعلق الأمر به .. خيبتِ ظني كثيراً يا "آماندا" .

تشبثت بذراعه و قلت استعطفه بدلال

- أرجوكَ "ريكس" ، صفهُ لي ، كيف يبدو .. طويلٌ أو قصير؟ ، نحيلٌ أو سمين؟ ، شعره .. لون عينيه! ، أرجوك "ريكس" .

قال دون اكتراث

- ليسَ ذا مظهرٍ ملفت ، إنه يشبهني .

حملقتُ فيه و أنا أميل برأسي على كتفي ، فقال مستنكراً

- لا أعجبكِ على ما يبدو!
- لا لم أقصد ذلك ، لكن مؤكد أنتَ تمزح .. لن يكون شبهك تماماً!
- صحيح ، أنا أوسمُ منه .

رمقته بغضب ، و قلت و أنا أبتعدُ عنه

- أنتَ كريه .. حسناً أريد أن أراه .

نظر إليَّ مندهشاً في صمت ، فقلت برجاء

- أرجوكَ "ريكس" ، أريد أن أتحدثَ إليه حتى يفهمني! ، طالما لا يجيبني .

قال بانزعاج

- لو كان يريدكِ أن تريه لجاء إليكِ ، بدلاً من العناء و كتابة الرسائل ، و الآن انسحب بصمت .. دعكِ منه .
- "ريكس" ..

قاطعني قائلاً بانفعال

- قلتِ أن لا نتحدثَ عنه ، أ ليسَ ذلكَ صحيحاً؟! ، لكنكِ لا تستطيعين الصمتَ عنه! ، لا تقدرين إلا أن تذكريه في حديثنا دائماً ، انسي أمره قليلاً .. رجاءً!

لزمتُ الصمت و قد انتابني الخوف من إنفعاله المفاجئ ، أبعدتُ عيني عنه .. ثم همستُ قائلة

- أعتذرُ إن أزعجتك .

تنهد ثم قال بهدوء

- لا عليكِ ، "آماندا"؟ .

نظرتُ إليه و التوتر مازال بي ، فقال بهدوءٍ شديد

- ليتكِ تفهميني ، أحبكِ يا "آماندا" .. و أنتِ لا تأبهين لمشاعري أبداً! .. تتحدثين دائماً عنه ، تظهرينَ اهتمامكِ الشديد بكل ما يتعلقُ فيه .. تمزقينني كثيراً يا "آماندا" حينما تطلبين مني أن أفعلَ شيئاً لأجلكِ متعلقٌ به .. يؤلمني كثيراً أن تتجاهلي مشاعري نحوكِ بهذه الطريقة ، تؤلميني !

أنكستُ رأسي محرجةً منه ، و بدأت نبضاتُ قلبي تتسارعُ خجلاً .. أحسستُ بالحزنِ اتجاهه ، ربما أؤذيه كثيراً دون أن أشعر .. لكن ماذا عساي أفعل؟
بعد لحظةِ صمت ، قال و هو يضع يده على رأسي

- يجب أن نعود الآن ، حتى لا تتعبي .

رفعتُ رأسي نحوه و همست بخجل

- "ريكس" ، أنا ..

قاطعني قائلاً بهمسٍ دافئ

- لا تقولي شيئاً ، إنسي الأمر .. لستُ غاضباً منكِ .

حدقتُ في عينيه الزرقاوتين ، كانت نظراته دافئة ، تنضح حناناً و حباً .
فابتسم قائلاً

- إلا إن كنتِ ستفصحين عن إعجابكِ بي!

أتسعت عيناي دهشةً ، فأشحتُ وجهي عنه وقد عُقدَ لساني .
أصدرَ ضحكةً خفيفةً و قال و هو يتراجع خطوة للوراء

- أ لن تعترفي؟!

نظرتُ إليه بغضبٍ و قلتُ بانفعال

- لا تكن غبياً ! ، هيا لنذهب حتى لا أجن غضباً عليك .

أمسك بكفي و قال بعد أن أخذ نفساً عميقاً

- حسناً يا عزيزتي ، لكن عديني إن مر إسبوعان آخران و لم تتلقي فيهما رسالةً من ذاك المعجب ، تتخلين عنه ، و تلتفتين إلي دون تفكير ، لأني أولى بقلبكِ يا "آماندا" ، صدقيني .

لزمتُ الصمت ، و تجنبتُ النظر إليه .. نعم معجبةٌ بكَ يا "ريكس" ، و لكني لا أستطيعُ أن أتخلى عن صاحب الرسائلِ لأجلك .. لا أستطيع!

=============

عندما عدت إلى المنزل ، توجهت إلى غرفتي و جلستُ على طاولتي أفكر في كلام "ريكس" بشأن المعجب ، لا أستطيع أن أجزمَ أنه محق!
ربما المعجب يتدلل قليلاً ، يريد مني اعتذاراً ، لكن يتخلى عني!؟ .. هذا ما لا أستطيع تصديقه!

بعدَ تفكيرٍ عميق ، قررتُ أن أكتبَ رسالةً أخرى إليه .. أعتذرُ فيها و أحاول أن أستدر عطفه ، لربما غفر لي و كتبَ إلي .

أمسكتُ بالقلمِ و جذبتُ إلي ورقةً بيضاء ، و شرعتُ في الكتابة عليها .

(( إلى من فضل الإختباء ، و لزم الصمت .. إلى من فضلَ إلام محبوبته بعد أن علقها بقلبه ، إلى من تجاهلها ، و تركها خائبةً بدموعها و حزنها ، لا تعرف كيف تتصرف مع صمتك ، و كيف تصل إليك .. تركتني مخذولة ، حائرة .. كم يقتلني تجاهلكَ !
كتبتُ لكَ رسالةً يفترضُ أنها وصلت إليك .. أعلنتُ لكَ عن استسلامي و انهزامي ، اعترفتُ لكَ عن ضعفي أمامك و حبي ، ماذا يجدرُ بي أن أقول أيضاً؟ .. أتريد مني اعتذاراً؟ ، تذللاً و انكساراً؟! ، حسناً .. أنا أعتذرُ إليك ، أخضع لرغبتكَ لكن .. لا تلزم الصمت أكثر ، عاتبني .. أنزل غضبكَ علي إن كان ذلكَ يريحك .. لكن لا تلزم الصمت! ، فصمتكَ يحرقني ، يعذبني .. أرجوكَ إن كنتَ تحبني كما تدعي ، أنقذني بهمسٍ منك ، انتشلني من ألمي برسالةٍ تثلج صدري المستعر .. سأنتظرُ منكَ رداً هذه المرة ، و لن أرضى إلا بجوابٍ منك .. أحبك

المخلصة "آماندا" ))

قرأتها بهدوءٍ و وضعتها في ظرفٍ بعد أن وجدتها جيدة ، الأحد المقبل سأطلبُ من "ريكس" أن يوصلها إليه .
خفقَ قلبي فجأةً !

- "ريكس" !!..

اعتلاني شعورٌ غريب عندما تذكرتُ "ريكس"! ، و تذكرتُ كلماته المتألمة

(( تمزقينني كثيراً يا "آماندا" حينما تطلبين مني أن أفعلَ شيئاً لأجلكِ متعلقٌ به .. يؤلمني كثيراً أن تتجاهلي مشاعري نحوكِ بهذه الطريقة ، تؤلميني ! ))

فهمست كما لو أني أخاطبه

- لا بأس عزيزي "ريكس" ، تحمل ذلكَ لأجلي ، اسدي لي خدمة .. لعلها تكون خدمةً أخيرة إن أجابني صاحب الرسالة ، لن أنسى تعاونكَ معي .. ما حييت .

==============
أقبل يوم الأحد! ، فذهبتُ مسرعةً إلى المعهد أحث الخطى .. و في رأسي فكرةٌ واحدة ، و بقلبي همٌ واحد
وهو .. تلكَ الرسالة .
لا بد له أن يجيبني ، لا بد له أن يشعرني بقربهِ مني .. أخاف كثيراً من فكرةِ فقده!
صمته لمدةِ إسبوعين كان مربكاً و مقلقاً ، لم أكن بخير .. لا أريدهُ أن يكف الكلام أبداً ! ، لا أستطيعُ تخيلَ ذلك!

أزحتُ الأفكار عن رأسي و دخلتُ المعهد ، و كنتُ أتوقع وجود "ريكس" ينتظرني عند المدخل كالعادة .. و لكنه لم يكن موجداً!

همستُ في داخلي بامتعاض

- أين أنتَ يا "ريكس"؟

سرتُ إلى الفناء أبحثُ عنه .. و بعد دقيقتين عثرتُ عليه ، كان يسير معَ صديقٍ له .

عاودني الإرتباك ، تسارعت دقات قلبي .. سوف يتضايقُ "ريكس" كثيراً من طلبي الآن ، أرجو أن لا يكون عنيداً و يرفض طلبي .

أخذتُ نفساً و تقدمتُ نحوه بهدوء .. عندما أوشكتُ من الإقتراب منه .. ناديته

- "ريكس"؟

ألتفتَ إلي ، عندما رآني ابتسم قائلاً

- "آماندا"!

أقتربتُ منه و أمسكته من ذراعه قائلة لصديقه

- عن إذنك ، إريد الحديثَ مع "ريكس"

و سرتُ به ويدي لا تزال تشدُ على ذراعه .. نظر إليَّ مستغرباً و قال متسائلاً

- مالأمر يا "آماندا"؟ ، ماذا هناك؟!

توقفت به و وقفت قبالته قائلة و أنا أنظر إلى وجهه بارتباك

- "ريكس" ، أريد منكَ خدمة أخيرة لو سمحت .

رفعَ حاجباً وهو يقول

- خدمة أخيرة!؟ .. ماذا تعنين بذلك؟

ازداد توتري و ارتباكي ، فتنهدت و قلت

- رسالة أخيرة ، توصلها إليه .

حدق في عيني بصمت .. أحسستُ به متضايقاً ، فأمسكته من ذراعيه و قلت بحزن

- أعرف أن ذلك يضايقك ، لكن أرجوك .. إفعل ذلكَ لأجلي .
- تحبينهُ كثيراً يا "آماندا"؟
- هذا ليسَ وقتُ السؤال يا "ريكس"! .. أرجوكَ ساعدني ، أو أرشدني إليه فقط و أنا أوصلها إليه!

أشاح بوجهه عني بانزعاج ، فقلتُ برجاء

- "ريكس" أنا أرجوك!

نظر إليّ قائلاً بانفعال

- أ لم تملّي يا "آماندا"!؟ .. أ لم تسأمي؟! ، يتجاهلكِ و أنتِ تتبعينه و تتمسكين به لحد الإزعاج! ، لم يعد يريدكِ ، إفهمي!

راودني الغضب حينما سمعتُ منه ما قاله .. فقلت بانفعال

- لا تشوش رأسي بكلامكَ هذا! ، بالكاد أتمالكُ نفسي .. اسمع ، هذه الرسالة الأخيرة ، لن أطلبَ منكَ شيئاً آخر بعدها ، أيضاً .. عرفني عليه ، أريد أن أراه .

قال بحزم

- لن أعرفكِ عليه ، لكن هاتي الرسالة .

حدقتُ فيه بحنق ، فقال مكرراً

- هاتي الرسالة قبل أن أغير رأيي .
- حسناً .

و أخرجت الرسالة باستعجالٍ من الحقيبة و مددتها إليه ، أمسكها و وضعها في جيبه و قال

- سوفَ أقرؤها .

اتسعت عيناي دهشةً ، وقلت بعصبية

- "ريكس" إياك !

ابتسم و ضحكَ بهدوءٍ و قال

- أُمازِحكِ يا مجنونة .

ابتسمتُ ابتسامةً ساخرة و قلت بانزعاج

- لستَ ظريفاً أبداً .

ضغط على وجنتي بإصبعيه وهمسَ بلطفٍ بالغ

- لكنكِ بغايةِ الظرافة و البراءة .

أبعدتُ يده عني و أشحتُ وجهي خجلاً ، و قلت

- كف عن هذا ! .. أنا ذاهبة الآن ، عن إذنك .

و مضيتُ في طريقي ذاهبةً إلى القاعة بكل اطمئنانٍ و راحة .



 


رد مع اقتباس