لما عدت من المغرب بعد وفاة أمي وكان ضروري التحاقي بالشغل من جديد وقد اكرمني الله بمدير منحني اكثر من حقي في السفر ف نعمت بالايام الاخيرة للمرحومة ونلت شرف تغسيلها وتجهيزها بنفسي.. قدم لي المدير وزميلاتي الاسبان واجب العزاء وكالعادة طلب مني المدير ان ابقى مع الاخصائية النفسية لنتكلم قليلا...

اول سؤال سالته لي : كيف تشعرين؟
فقلت لها بخير
فقالت : لا اراك تبكين ولا حزينة
فقلت لها لان امي حكاية منبعها الفرحة والبسمة وغضبها خضوع المرأة وضعفها فلا اريدها ان تحزن وهي تراني ضعيفة
كنت معكم فترة لاباس بها بين انقطاع وحضور وكلكم يراني بعين مختلفة قد تتفقون من خلال ردودي انها قوية وصارمة في اسلوبي
لكن اليوم احكي لكم واعرفكم عن انسانة تسمى أمي
هذه الانسانة توفي زوجها وهي في 32 سنة من عمرها تاركا لها افواها مفتوحة تحتاج ان تأكل وتشرب وتلبس وتتربى وتدرس...
رفضت الصدقة والاحسان وقالت انا شابة وصحتي تخدمي
خرجت للعمل وقادت قطار اسرتها فكانت اما وابا واخا وصاحبا
لم ارها تبكي الا خوفا من الله ولم ارها تحني راسها لاحد
رايتها تواجه وترد وتدافع
رايت فيها قطة وديعة مع الناس ولكن ما تلبث عن تتحول الى قطة شرسة تنشب انيابها فيمن يقترب من اولادها
عاملتنا في البيت الولد مثل البنت وحاربت فينا البكاء وربتنا على المسؤولية
كبرنا وكبرت معنا فوجدنا انفسنا يدا واحدا وفكرا واحدا ان اسرتنا هي قلعتنا وان اخي واختي هم اولى الناس بصحبتي وبسري وبجبر كسري
بسبب خطأ طبي صارت طريحة الفراش واعطت مثالا للصبر والتحمل والرضى بقضاء الله
لم تيأس ولم تغضب ولم تسخط ولا يوم واحد
كلماته شكر وذكر وترتيل
لقيت الله وهي فرحة مبتهجة راضية مرضية
هذه حكاية انسانة اسمها امي
حفصة

أطياف الفرح ,جُمانه ,عاشق الذكريات ,امي فضيلة ,انثى مختلفة معجبون بهذا