03-03-2019, 04:25 PM
|
|
أبو الفداء
أبو الفداء إسماعيل بن كثير عماد الدين (1301 – 11 ربيع الآخـر 742هـ 1373) ملك حماه، وكان مؤرخاً ومفسراً، على المذهب الشافعي.
أبو الفداء، الملك العالم ، الأديب الشاعر، السياسي المحنّك ، الشجاع المجاهد، الذي استطاع بحنكته وصبره ودرايته وشجاعته، أن ينتزع الفريسة من فم الأسد ، فقد رأينا كيف استطاع أن يستعيد ملك حماة ، وأن يستعيد ملك حماة ، وأن يعيد المملكة الأيوبية إليها بعد أن أُبعدت عنها اثنتي عشرة سنة ، وأن يخرج منها عاملها ( أُسُنْدمُر ) مُرغماً
كان المماليك قد قضوا على الدولة الأيوبية في مصر في سنة 648هـ ، وقضوا عليها في الشام في سنة 658هـ ، وأصبح سلطان مصر من المماليك هو سلطان مصر والشام معاً ، وكان يرسل مَنْ حوله ، من أمراء المماليك نواباً عنه إلى مدن الشام كدمشق وحمص وحماة وحلب والكرك والساحل ،
وكانت حماة مطمحَ أنظار هؤلاء الأمراء نظراً لتوسطها بين بلاد الشام ولتقدمها العمراني والعلمي والاقتصادي بفضل الملوك الذين تعاقبوا عليها من آل أيوب ، وقد رأينا كيف أنّ ( أسندُمُر ) قد رفض أن ينتقل منها إلى نيابة الساحل مع أنّ بالساحل مدناً عامرة كثيرة كبيروت وطرابلس واللاذقية وغيرها ، كما أنه لم ينتقل منها إلى نيابة حلب إلاّ مُرغماً أبو الفداء الذي استطاع أنْ يعيد المملكة الأيوبية إلى حماة ، كانت له اليد الطولى في مدّ عمـرها فيها إلى سنة 742هـ ، أي إلى بعد نحو قرنٍ من الزمان من انقراضها في مصر ، فكيف تسنّى له ذلك وسط تلك الغابة من أمراء المماليك المتسلطين في ذلك الوقت لا ريب أن ذلك يعود إلى الصفات الفذّة التي كان يتحلّى بها ، وإلى البيئة التي نشأ فيها
|