عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2019, 12:11 AM   #2


الصورة الرمزية نيل الوادى
نيل الوادى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1265
 تاريخ التسجيل :  Jan 2019
 أخر زيارة : 06-29-2019 (12:17 PM)
 المشاركات : 7,752 [ + ]
 التقييم :  45734
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي



في هذه الظروف العصيبة والمحن المتلاحقة؛ في الطائف وفيما سبقها من وثيقة المقاطعة والحصار، ووفاة سندي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم العاطفي والاجتماعي، أمنا خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب؛ في هذه الظروف جاءت معجزة الإسراء والمعراج تثبيتا للرسول صلى الله عليه وسلم وتكريما له، لتكون بذلك منحة ربانية تمسح متاعب الماضي، وتضع بذور النجاح للمستقبل.
معجزة الإسراء والمعراج: الأحداث والدلالات
أ- المسجد هو المنطلق

إن الله عز وجل يخبرنا في كتابه العزيز عن منطلق الإسراء قائلا: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى… الآية 1 من سورة الإسراء، ليتأكد أن الشطر الأول من هذه الرحلة الربانية بدأ من مسجد وانتهى إلى آخر، ثم تأتي الأحاديث الصحيحة لتبين بدورها أن الشطر الثاني من الرحلة وهو المعراج سينطلق أيضا من المسجد نحو سدرة المنتهى ليرى النبي صلى الله عليه وسلم من آيات ربه الكبرى.

وفي هذا الأمر دلالات عظيمة على دور المسجد في الدعوة إلى الله وتربية الرجال الذين يجمعون بين “صناعة الموت” و”صناعة التاريخ” ولذلك كان أول ما فعله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد وصوله إلى المدينة المنورة هو بناء “مسجد قباء” لا ليكون معلمة تاريخية، بل ليكون عرين أسود، ورياض جهاد، ومدرسة جامعة، ومقر قيادة أركان جند الله، ومجلس شوراهم) فالمسجد، وهو بيت الله أحق البيوت أن ينطلق منها ويرجع إليها ويتجمع فيها ويتآلف جند الله).

ولعل الدور الرسالي للمسجد، فقه مشترك بين دعاة الإسلام وأعدائه، فدعاة الإسلام يعتبرون تحرير المسجد مطلبا أساسيا لبث روح المجاهدة والجهاد في الأمة، وأعداء الإسلام يعتبرون تجميد المسجد أمرا ضروريا لحفظ دينهم، وأنفسهم، وعقولهم، وأعراضهم، وأموالهم.


 
 توقيع :


رد مع اقتباس