عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2019, 12:43 AM   #4


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي




الحديث المتواتِر:
ويكون إذا روى الحديث الصَّحيح عددٌ كثير من الرُّواة تُحيل العادةُ تواطؤهم على الكذب، فإن هذا الحديث يُسمَّى بالمتواتر.
ومعنى ذلك: أنَّ الحديث (أو الخبر) الذي يرْويه في كلِّ طبقة من طبقات سنده رُواةٌ كثيرون يَحكم العقلُ عادة باستحالة أن يكون أولئك الرُّواة قدِ اتَّفقوا على اختلاق هذا الحديث (الخبر).

وعلى هذا، فشروط الحديث المتواتر أربعة، وهي:
1 - أن يَرْوِيه عددٌ كثير.
2 - أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند.
3 - أن تُحيل العادةُ تواطُؤَهم على الكذب.
4 - أن يكون مستند خبرهم الحس؛ كقولهم: سمعنا، أو رأينا، أو لمسنا.

وحكمه: يُفيد العلم الضَّروري اليقيني الذي يضطر الإنسانُ إلى التصديق به تَصديقًا جازمًا، كمن يشاهد الأمر بنفسه، فلا يتردَّد في تصْديقه، فكذلك الخبر المتواتر؛ لذلك كان المتواتر كله مقبولاً، ولا حاجة إلى البحث عن أحوال رُواته.

قسما المتواتر: الحديث المتواتر ينقسم قسمين هما:
أ - المتواتر اللفْظي: وهو ما تواتر لفظُه ومعناه، ومثاله قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن كذب عليَّ متعمِّدًا، فليتبوأ مقْعده من النار)33)
ب - المتواتر المعنوي: وهو ما تواتر معناه دون لفْظه.
ومثاله: أحاديث رفع اليدَيْن في الدُّعاء، فقد ورد عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - نحو مائة حديث في قضايا مُختلفة أنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - رفع يديه في الدُّعاء، وكل قصة منها لَم تتواتر، والقدرُ المشترك بينها - وهو الرفع عند الدعاء - تَوَاتَرَ باعتبار مَجموع الطُّرق، وهكذا حديث حوض النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - والمسح على الخُفَّين، والعمامة، واللِّحية، ورفع اليدين في الصلاة، وحديث: ((نَضَّرَ الله امرأً))، ((ولا تزال طائفة من أمتي))، وهكذا.
وما سوى المتواتر آحاد، وهو ينقسم قسمين: مقبول ومردود.

وكلٌّ من الحديث المتواتر والصحيح والحسن يُعرَف بالخبر المقبول، وما سواه مرْدود، ويتَّضح ذلك من الشكل التالي:



والكلام على الحديث والخبر المقبول يشمل كلاًّ من: المشهور، والعزيز، والغريب، سواء كان صحيحًا لذاته، أم لغيره، وكذلك الحسن لذاته ولغيره، أو كان مردودًا.

أمَّا المشهور والعزيز والغريب، فهو كما يلي:
المشهور:
تعريفه:
أ - لُغَةً: هو اسم مفعول من "شَهَرْتُ الأمرَ"، إذا أعلنتُهُ، وأظهرتُهُ، وسُمِّيَ بذلك؛ لظهوره.
ب - اصطلاحًا: ما رواه ثلاثة - فأكثر في كل طبقة - ما لم يبلغ حد التواتر.

مثاله:
قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)34)

وأما المُسْتَفِيض فيعرف كما يلي:
أ - لُغَةً: اسم فاعل من "استفاض" مشتق من فاض الماء، وسُمِّيَ بذلك؛ لانتشاره.
ب - اصطلاحًا: اختلف في تعريفه على ثلاثة أقوال، وهي:
1 - هو مرادف للمشهور.
2 - هو أخصُّ منه؛ لأنه يشترط في المستفيض أن يستوي طرفا إسناده، ولا يشترط ذلك في المشهور.
3 - هو أعم منه؛ أي: عكس القول الثاني.

المشهور غير الاصطلاحي:
ويُقصد به ما اشتهر على الأَلْسِنة من غير شروط تُعتَبر، فيشمل:
أ - ما له إسناد واحد.
ب - وما له أكثر من إسناد.
ج - وما لا يوجد له إسناد أصلاً.

أنواع المشهور غير الاصطلاحي:
له أنواع كثيرة أشهرها:
أ - مشهور بين أهل الحديث خاصَّة:
ومثاله حديث أنس - رضي الله عنه - قَالَ: قَنَتَ النَّبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَان، وَيَقُولُ: ((عُصَيَّةُ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)35)

ب - مشهور بين أهل الحديث والعلماء والعوام:
مثاله: قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: عَنْ عَبْداللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَالَ: ((المسلمُ من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)36)

ج - مشهور بين الفقهاء:
مثاله قوله: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أحل الله شيئًا أبغض إليه من الطلاق)37)

د - مشهور بين الأصوليِّين:
مثاله حديث: عَائِشة - رضي الله عنها - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَالَ: ((رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَبْرَأَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَكْبَرَ)38)

هـ - مشهور بين النُّحاة: مثاله حديث: ((نِعْمَ العبدُ صُهَيْبٌ، لو لم يَخَفِ الله لم يَعْصِهِ)39)

و - مشهور بين العامة: مثاله حديث: ((الأَنَاةُ مِنَ اللَّهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ))40)

حكم المشهور:
المشهور الاصطلاحي وغير الاصطلاحي لا يوصف بكونه صحيحًا أو غير صحيح، بل منه الصحيح ومنه الحسن والضَّعيف بل الموضوع، لكن إنْ صح المشهورُ الاصطلاحي، فتكون له مَيْزة ترجحه على العزيز والغريب.
العَزيز

تعريفه:
أ - لُغَةً: هو صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ من: "عَزَّ يَعِزُّ" - بالكسر - أي: قَلَّ ونَدَرَ، أو من: "عَزَّ يَعَزُّ" - بالفتح - أي: قوي واشتد، وسُمِّيَ بذلك إمَّا لقلة وجوده وندرته، وإمَّا لقوته بمجيئه من طريق آخر.
ب - اصطلاحًا:ألا يقل رُواته عن اثنين في جميع طبقات السند.

شرح التعريف:
يعني: ألا يوجد في طبقة من طبقات السند أقلّ من اثنين، أمَّا إن وُجِدَ في بعض طبقات السند ثلاثةٌ فأكثر فلا يضر، بشرْط أن تبقى ولو طبقة واحدة فيها اثنان؛ لأنَّ العبرة لأقل طبقة من طبقات السند.
هذا التعريف هو الراجح - كما حرَّره الحافظ ابن حجر41))- وقال بعض العلماء: إنَّ العزيز هو رواية اثنين أو ثلاثة، فلم يفصلوه عن المشهور في بعض صُوَره.

وعلى هذا يُوَجَّه قول الشيخ البَيْقُونِي:
عَزِيزُ مَرْوِي اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَهْ
مَشْهُورُ مَرْوِي فَوْقَ مَا ثَلاَثَهْ



مثاله:
عَنْ أَنَس - رضي الله عنه - قال: قال النَّبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِه وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين)42)
ورواه عن أنس - رضي الله عنه - قتادة وعبدالعزيز بن صُهيب، ورواه عن قتادة شُعبة وسعيد، ورواه عن عبدالعزيز إسماعيل بن عُلَيَّة وعبدالوارث، ورواه عن كُلٍّ جماعةٌ.


 
 توقيع :






كل الشكر لابنتي الغالية انثى مختلفة على التوقيع والرمزية



رد مع اقتباس