عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2019, 12:54 AM   #8


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي




الفرق بين القرآن الكريم والحديث القُدْسي(65):
1 - تعريفه:
لغةً: القُدْسِيُّ نسبة إلى "القُدْس"؛ أي: الطُّهْر، كما في القاموس(66)؛ أي: الحديث المنسوب إلى الذات القدسية، وهو الله - سبحانه وتعالى.
اصطلاحًا: هو ما نُقل إلينا عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع إسناده إياه إلى ربه - عزَّ وجلَّ.

2 - الفرق بينه وبين القرآن:
هناك فروق كثيرة أشهرها ما يلي:
أ - أنَّ القرآنَ لفظُه ومعناه عن الله - تعالى - والحديث القُدسي معناه من الله، ولفظه عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
ب - والقرآن يُتَعَبَّدُ بتلاوته، والحديث القدسي لا يُتَعَبَّدُ بتلاوته.
ج - القرآن يشترط في ثبوته التواتر، والحديث القدسي لا يشترط في ثبوته التواتر.

3 - عدد الأحاديث القدسية:
والأحاديث القدسية ليست بكثيرة بالنسبة لعددِ الأحاديث النبوية، وعددها يزيد على مائتي حديث.

4 - مثاله:
ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما روى عن الله - تبارك وتعالى - أنَّه قال: ((يا عبادي، إنِّي حَرَّمت الظُّلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تَظَالموا...)).

5 - صيغ روايته:
لراوي الحديث القدسي صيغتان يَرْوِي الحديث بأيهما شاء، وهما:
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما يرويه عن ربه - عزَّ وجلَّ.
قال الله - تعالى - فيما رواه عنه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

6 - أشهر المصنفات فيه:
"الإتحافات السَّنِيَّة بالأحاديث القدسية"؛ لعبدالرؤوف المُنَاوِي، جمع فيه 272 حديثًا.

فوائد متفرقة حول علم مصطلح الحديث:
أشهر المصنفات في علم المصطلح(67):
1 - المُحَدِّث الفاصِل بين الراوي والواعي:
صنَّفه القاضي أبو محمد الحسن بن عبدالرحمن بن خلاد الرَّامَهُرْمُزِي المُتَوَفَّى سنة 360 هـ، لكنَّه لم يستوعب أبحاث المصطلح كلها، وهذا شأن مَن يفتتح التصنيفَ في أي فن أو علم غالبًا.

2 - معرفة علوم الحديث:
صنفه أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري، المُتَوَفَّى سنة 405 هـ، لكنه لم يهذب الأبحاث، ولم يرتبها الترتيب الفني المناسب.

3 - المُسْتَخْرَج على معرفة علوم الحديث:
صنفه أبو نُعَيْم أحمد بن عبدالله الأصبهاني، المُتَوَفَّى سنة 430 هـ، استدرك فيه على الحاكم ما فاته في كتابه "معرفة علوم الحديث" من قواعد هذا الفن، لكنَّه ترك أشياء يُمكن للمُتَعَقِّب أن يستدركها عليه أيضًا.

4 - الكفاية في علم الرواية:
صنَّفه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المشهور، المُتَوَفَّى سنة 463 هـ، وهو كتاب حافل بتحرير مسائل هذا الفن، وبيان قواعد الرِّواية، ويُعَدُّ من أَجَلِّ مصادر هذا العلم.

5 - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع:
صَنَّفه الخطيب البغدادي أيضًا، وهو كتابٌ يبحث في آداب الرِّواية، كما هو واضحٌ مِن تسميته، وهو فريد في بابه، قيِّم في أبحاثه ومُحتوياته، وقَلَّ فنٌّ من فنون علم الحديث إلاَّ وصنف الخطيب فيه كتابًا مفردًا، فكان كما قال الحافظ أبو بكر بن نُقْطَة: "كلُّ مَن أنصف عَلِمَ أن المحُدِّثين بعد الخطيب عِيالٌ على كُتبه".

6 - الإِلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع:
صنَّفه القاضي عياض بن موسى اليَحْصُبِي، المُتَوَفَّى سنة 544 هـ، وهو كتابٌ غير شامل لجميع أبحاث المصطلح، بل هو مَقصور على ما يتعلَّق بكيفية التحمُّل والأداء وما يتفرع عنها، لكنَّه جيد في بابه، حسن التنسيق والترتيب.

7 - ما لا يَسَعُ المُحَدِّثَ جَهْلُهُ:
صنفه أبو حفص عمر بن عبدالمجيد المَيَانَجِي المُتَوَفَّى سنة 580 هـ، وهو جزء صغير ليس فيه كبير فائدة.

8 - علوم الحديث:
صنفه أبو عَمْرو عثمان بن عبدالرحمن الشَّهْرَزُورِي المشهور بابن الصلاح، المُتَوَفَّى سنة 643 هـ، وكتابه هذا مشهور بين الناس بـ"مقدمة ابن الصلاح"، وهو مِنْ أجودِ الكتب في المصطلح، جمع فيه مُؤلفه ما تفرَّق في غيره من كتب الخطيب ومَنْ تَقَدَّمَهُ، فكان كتابًا حافلاً بالفوائد، لكنَّه لم يُرتبه على الوضع المناسب؛ لأنَّه أملاه شيئًا فشيئًا، وهو مع هذا عمدة مَنْ جاء بعده من العلماء، فكم من مختصر له وناظم، ومُعَارِض له ومُنْتَصِر!

9 - التقريب والتيسير لمعرفة سُنَن البشير النذير - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
صنفه محيي الدين يَحيى بن شرف النووي، المُتَوَفَّى سنة 676 هـ، وكتابه هذا اختصار لكتاب"علوم الحديث"؛ لابن الصلاح، وهو كتاب جيد، لكنَّه مغلق العبارة أحيانًا.

10 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي:
صنَّفه جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السُّيوطي، المُتَوَفَّى سنة 911 هـ، وهو شرح لكتاب"تقريب النواوي"، كما هو واضح من اسمه، جمع فيه مُؤلفه من الفوائد الشيء الكثير.

11 - نَظْم الدُّرَر في علم الأثر:
صنَّفها زين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقي، المُتَوَفَّى سنة 806 هـ، ومشهورة باسم "ألفيَّة العراقي"، نظم فيها "علوم الحديث"؛ لابن الصلاح، وزاد عليه، وهي جيدة غزيرة الفوائد، وعليها شروحٌ متعددة، منها شرحان للمؤلف نفسه.

12 - فتح المغيث في شرح ألفية الحديث:
صنَّفه محمد بن عبدالرحمن السَّخَاوي، المُتَوَفَّى سنة 902 هـ، وهو شرح على ألفية العراقي، وهو من أوْفَى شروح الألفية وأجودها.

13 - نُخْبَة الفِكَر في مصطلح أهل الأَثر:
صنَّفه الحافظ ابن حجر العَسْقَلاني المُتَوَفَّى سنة 852 هـ، وهو جزءٌ صغير مختصر جدًّا، لكنَّه من أنفع المختصرات وأجودها ترتيبًا، ابتكر فيه مُؤلفه طريقةً في الترتيب والتَّقسيم لَم يُسْبَق إليها، وقد شرحه مُؤلفه بشرح سماه: "نُزْهَة النظر" كما شرحه غيره.

14 - المنظومة البَيْقُونِيَّة:
صنفها عمر بن محمد البيقوني، المُتَوَفَّى سنة 1080 هـ، وهي من المنظومات المختصرة؛ إذ لا تتجاوز أربعة وثلاثين بيتًا، وتُعَدُّ من المختصرات النافعة المشهورة، وعليها شُرُوح متعددة.

15 - قواعد التحديث:
صنفه محمد جمال الدين القاسمي، المُتَوَفَّى سنة 1332 هـ، وهو كتاب مُحَرَّر مفيد، وهناك مصنفات أخرى كثيرة يطول ذكرُها، اقتصرت على ذكر المشهور منها، فجزى الله الجميعَ عَنَّا وعن المسلمين خَيْرَ الجزاء؛ انتهى.

وتيسيرًا لتعلم ومعرفة علم مصطلح الحديث الرجوع إلى ما يلي:
1 - مقدمة ابن الصلاح = علوم الحديث؛ للإمام أبي عمرو ابن الصلاح[68] (http://www.alukah.net/sharia/0/21986#608).
2 - مختصر التقريب؛ للإمام النووي.
3 - التدريب؛ للإمام السيوطي، وهو شرح للتقريب.
لكن كتاب الدكتور/ محمود الطَّحَّان "تيسير مصطلح الحديث" يُعَدُّ مِفتاحًا لها، فيُمكن البَدْء به أولاً.
4 - اختصار علوم الحديث المعروف بمُقدمة ابن الصلاح؛ للإمام ابن كثير، وشرحه المعروف بالباعث الحثيث؛ للشيخ أحمد محمد شاكر.

فيبدأ كما يلي:
حفظ المنظومة البيقونية (34) بيتًا، مع شرحٍ لها، مثل: شرح الشيخ المشاط، أو الشيخ علي حسن الحلبي.
ثم دراسة "تيسير مصطلح الحديث"؛ للدكتور محمود الطَّحَّان.
ثم ليدرس مقدمة الإمام النووي(69)لشرحه لصحيح الإمام مسلم، وشرحه(70) لمقدمة الإمام مسلم في صحيحه.
ثم مَن أراد فليحفظ نُخْبَة الفِكَر، للإمام ابن حجر، مع شرحه لها في نُزْهَة النَّظَر، وهو أفضلُ مِن شَرْح عَصْرِيِّه الشُّمُنِّي لها، ثم حفظ منظومة قَصَب السُّكَّر لنُخبة الفِكَر؛ للإمام الصنعاني، ثم ألفية العراقي وشرحه لها، وشرح الإمام السَّخَاوي "فتح المغيث"، أو يحفظ ألفية الحافظ السُّيوطي مع شرح الهُرْمُسي عليها.

ثانيًا: أنواع التصنيف في الحديث(71)(http://www.alukah.net/sharia/0/21986#701):
يَجب على من يَجد في نفسِه المقدرة على التصنيف في الحديث - وغيره - أنْ يقومَ بالتصنيف، وذلك لجمع المتفرِّق، وتوضيح المُشْكِل، وترتيب غير المرتب، وفهرسة غير المفهرَس؛ مما يسهل على طلبة الحديث الاستفادة منه بأيسر طريق وأقرب وقت، وليحذر إخراج كتابه قبل تَهذيبه وتَحريره وضَبْطه، وليكن تصنيفه فيما يعم نفعه وتكثر فائدته.

هذا، وقد صَنَّف العلماءُ الحديثَ على أشكال متنوعة، فمن أشهر أنواع التصنيف في الحديث ما يلي:
أ - الجوامع:
الجامع: كل كتاب يَجمع فيه مُؤلِّفه جميعَ الأبواب من العقائد، والعبادات، والمعاملات، والسِّيَر، والمناقب، والرِّقاق، والفتن، وأخبار يوم القيامة؛ مثل: "الجامع الصحيح للبخاري".

ب - المسانيد:
المُسْنَد(72): كل كتاب جُمِعَ فيه مَرويَّات كل صحابي على حِدَة، من غير النَّظَر إلى الموضوع الذي يتعلق فيه الحديث، مثل: "مُسْنَد الإمام أحمد بن حنبل".
ج - السنن:
وهي الكتب المصنَّفة على أبواب الفقه؛ لتكونَ مصدرًا للفُقهاء في استنباط الأحكام، وتَختلف عن الجوامع بأنَّها لا يوجد فيها ما يتعلَّق بالعقائد، والسِّيَر، والمناقب، وما إلى ذلك، بل هي مَقصورة على أبواب الفقه، وأحاديث الأحكام؛ مثل: سنن أبي داود.

د - المعاجم:
المُعْجَم: كلُّ كتاب جَمَع فيه مُؤلفُه الحديث مُرتبًا على أسماء شيوخه على ترتيب حروف الهجاء غالبًا، مثل المعاجم الثلاثة للطبراني، وهي: المُعجْمَ الكبير، والأوسط، والصغير.

هـ - العِلَل:
كتب العِلَل هي الكتبُ المشتملة على الأحاديث المعلولة مَع بيان عِلَلِها، وذلك مثل: "العِلَل"؛ لابن أبي حاتم، و"العِلَل"؛ للدَّارَقُطْنِي.

و - الأَجْزاء:
الجُزْءُ: كل كتاب صغير جُمِع فيه مَرويات راوٍ واحد من رُواة الحديث، أو جُمِع فيه ما يتعلق بموضوعٍ واحد على سبيلِ الاستقصاء؛ مثل: "جُزْء رفع اليدين في الصلاة؛ للبخاري".

ز - الأطراف:
كلُّ كتاب ذكر فيه مُصنِّفُه طرف كل حديث، الذي يدل على بقيته، ثم يذكر أسانيد كل متن من المتون، إمَّا مُستوعِبًا أو مقيِّدًا لها ببعض الكتب؛ مثل: "تحفة الأَشْراف بمعرفة الأطراف"؛ للمِزِّي.

ح - المُسْتَدْرَكات:
المُسْتَدْرَك: كل كتاب جمع فيه مؤلفُه الأحاديثَ التي استدركها على كتابٍ آخرَ مما فاتته على شرطه، مثل: "المُسْتَدْرك على الصحيحين"؛ لأبي عبدالله الحاكم.

ط - المُسْتَخْرَجَات:
المُسْتَخْرَج: كل كتاب خَرَّجَ فيه مؤلفُه أحاديثَ كتابٍ لغيره من المؤلفين بأسانيد لنفسه، من غير طريقِ المؤلف الأول، ورُبَّما اجتمع معه في شيخه أو من فوقه، مثل: "المُسْتَخْرج على الصحيحين"؛ لأبي نُعَيْم الأصبهاني.

ثالثًا: أعداد ومعانٍ في علْم مصطلح الحديث:
1 - معنى رواه التِّسعة = موطأ الإمام مالك + مسند الإمام أحمد + سنن الدارمي + (البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنَّسائي وابن ماجَه).
2 - السبعة = التسعة - (مالك والدارمي).
3 - الستة = السبعة - مسند أحمد = رواه الجماعة، والستة كلُّهم أعاجم غير الإمام مُسلم فعربي.
4 - الخمسة = الستة - (البخاري ومسلم) + مسند أحمد.
5 - الأربعة = الخمسة - مسند أحمد = أصحاب السنن.
6 - الثلاثة = الأربعة - ابن ماجَهْ.

رابعًا: مراتب علماء الحديث:
وهي ألقاب علمية تَرِدُ كثيرًا في كتب أهل العلم، وهي كما يلي ترقيًا إلى الأعلى:
أ - المُحدِّث: وهو من يشتغل بعلم الحديث روايةً ودرايةً، وليس شرطًا أن يكون حافظًا للأحاديث؛ مثاله من علماء هذين القرنين: الشيوخ: "أحمد ومحمود" شاكر، ومحمد جمال الدين القاسمي، والألباني و(عبدالقادر وشعيب) الأرناؤوط، و(محمود وعبدالرحيم) الطَّحَّان.
ب - الحافظ: هو مَن يَحفظ (مائة ألف حديث)، وقيل: هو بمعنى المُحَدِّث... مثاله من المتقدمين الحفاظ: النَّووي، وابن حجر، والذهبي، وابن كثير، وابن القيم، وابن رجب، والسيوطي، والمنذري.
ج - الحجة: هو من يَحفظ (ثلاثمائة ألف حديث).
د - الحاكم: وهو من أحاط بالسُّنة، ولم يفتْه إلا اليسير منها.
هـ - أمير المؤمنين في الحديث: وهي رُتبة ومنزلة لم ينلها إلاَّ الأفذاذ النوادر من هذه الأُمَّة ومن أشهرهم:
الإمام سُفْيان الثوري.
الإمام أحمد بن حنبل.
الإمام إسحاق بن راهُويه.
الإمام شُعبة بن الحجَّاج.
الإمام البخاريُّ.
الإمام الدَّارَقُطْني.
الإمام أحمد بن حَجَر العَسْقلاني (مؤلف كتاب "فتح الباري بشرح صحيح البخاري").

[تنبيه]:
هذه المراتب مشهورة بين أهل العلم، ولكن غير مُجمَع عليها بينهم، وليس المقصود من هذه الأعداد أنَّها مختلفة، بل لو كان الحديث برواياتٍ مُختلفة عن الصَّحابي نفسه أو عن غيره، فإنَّها داخلة في العدد.

هذه الفائدة العظيمة أوردها الشيخُ الدكتور محمد محمد أبو شَهبة في كتابه الماتع: "الصِّحاح الستة"(73) وقد انتقد العلماء كأبي طاهر السِّلَفي(74)وغيره إطلاق لفظ الصِّحاح الستة على الكتب الستة، وأن هذا فيه تساهُل؛ لأمور منها:
1 - البخاري ومسلم فقط اشترطا الصِّحَّة في كتابيهما.
2 - السنن الأربعة: أبو داود والترمذي والنَّسائي وابن ماجَهْ فيها الصحيح، والحسن، والضَّعيف، وأحيانًا الموضوع، خاصَّة في الأخير منها.
3 - اتِّفَاق علماء الحديث على أن هناك في السنن الأربعة أحاديث غير مقبولة؛ ولهذا قال الإمام العراقي في ألفيته الماتعة:
وَمَنْ عَلَيْهَا أَطْلَقَ الصَّحِيحَا
فَقَدْ أَتَى تَسَاهُلاً صَرِيحَا


4 - إطلاق لفظ الحسان على السنن الأربعة تساهلٌ أيضًا، كما قال الإمام العراقي في ألفيته مُنتقدًا صنيعَ الإمام البَغَوي في "مصابيح السنة" أنَّ ما رواه الشيخان صحيحٌ، وما رواه أهلُ السنن الأربعة حسن، فقال:
وَالْبَغَوِي إِذْ قَسَّمَ الْمَصَابِحَا
إِلَى الصِّحَاحِ وَالْحِسَانِ جَانِحَا

أَنَّ الْحِسَانَ مَا رَوَوْهُ فِي السُّنَنْ
رُدَّ عَلَيْهِ إِذْ بِهَا غَيْرُ الْحَسَنْ



سادسًا: متفرقات:
إذا أُطْلِقَ:
1 - الحافظ، فهو الحافظ ابن حَجَر العسقلاني.
2 - رواه أحمد، فهو في المسند.
3 - رواه البخاري، فهو في صحيحه، مثال ذلك: لو قلنا: رواه البخاري في الأدب، فإن ذلك يعني أنَّه رواه في كتاب الأدب من صحيحه، وليس المقصود رواه في كتاب الأدب المفرد؛ لأنَّ "صحيح البخاري" كله صحيح، بينما الأدب المفرد كتاب في الرَّقائق فيه الصحيح، والحسن، والضعيف.
4 - رواه مسلم، فهو في صحيحه.
5 - رواه البيهقي، فهو في السنن.
6 - رواه الطبراني، فهو في معجمه الكبير.
7 - في الصحيح، فهو إمَّا البخاري، وإمَّا مسلم، وإمَّا البُخاري ومسلم.
8 - في السُّنَن، فهو في سُنَن أبي داود إلاَّ لو كانت السنن الأربعة، فهم أصحاب السنن الأربعة: أبو داود، والترمذي، والنَّسائي، وابن ماجَه.
9 - إذا سكت الحافظ ابن حجر عن حديثٍ في "فتح الباري" ولم يُصححه ولم يضعفه، فإنَّه إمَّا حسن أو صحيح(75).
10 - إذا سكت أبو داود عن حديثٍ في سُننه، فالعلماءُ في تَحسين ذلك مدرستان؛ لقوله(76 "... وما لم أذكر منه شيئًا، فهو صالح"؛ انتهى.
منهم من يُحسِّن الحديث.
ومنهم من لا يُحسنه
11 - إذا قال إمامٌ أو عالم أو شيخ مُعتبر من أهل الصناعة الحديثيَّة عن حديث: إنَّه:
متواتر.
صحيح.
حسن.
جيد.
صالح.
لا بأس به.
مقبول.
إسناده نظيف.
رجاله رجال الصِّحاح.
رجاله ثقات.
مستقيم الإسناد: حسن أو صالح أو ليس في الإسناد مطعن، فقد خَرَج بذلك الحديث عن حيِّز الرد جملةً، ويعمل بقوله فيه.

[فائدة]:
إذا أردت معرفةَ كيفية تَخريج الأحاديث، فعليك لزامًا بكتاب: "أصول التخريج ودراسة الأسانيد"؛ للدكتور/ محمود الطَّحَّان.

[سابعًا]: الصَّحابة - رضي الله عنهم - كلهم عدول؛ لتعديل الله - تعالى - لهم، ولمدح سيِّدنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - لهم في أحاديثه الكثيرة، والتحذير من انتقاصهم؛ حيث شهد لهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لهم بالخيريَّة والأفضليَّة.

هذا، وإن الطعن في عدالتهم اتِّهام وانتقاصٌ لحضرة المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذ كيف يصحب أناسًا مجروحين؟! ثم إن الطعن فيهم فيه سُوء أدب مع الله - تعالى - إذ كيف يختار الله - تعالى - لنبيه أقوامًا مجروحين؟! ثم كيف امتدحهم في ثلاثة كتب كما في آخر آية من سورةِ الفتح، ويقال للطاعن في أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: هَلْ علم أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - قبل بعثة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أو لا؟

فإن كان الجوابُ بالنفي، فقد كفر المجيب، وأمَّا إن كان الجوابُ بالإثبات، فيُقال له: هل الله - تعالى - لا يعلم ما سيكون من أحوالهم، أو أنَّهم خرجوا عن قُدرته، أو لم يستطع تغييرهم، أو أُكْرِهَ عليهم؟!

ثامنًا: أكثر الصحابة - رضي الله عنهم - روايةً ستة، وهم:
1 - أبو هريرة - رضي الله عنه - روى 5374 حديثًا.
2 - عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - روى 2630 حديثًا.
3 - أنس بن مالك - رضي الله عنه - روى 2286 حديثًا.
4 - أم عبدالله أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - روت 2210 من الأحاديث.
5 - عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - روى 1660 حديثًا.
6 - جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - روى 1540 حديثًا.

ورحم الله - تعالى - من قال:
سَبْعٌ مِنَ الصَّحْبِ فَوْقَ الْأَلْفِ قَدْ نَقَلُوا
مِنَ الْحَدِيثِ عَنِ الْمُخْتَارِ خَيْرِ مُضَرْ

أَبُو هُرَيْرَةَ سَعْدٌ(77) جَابِرٌ أَنَسٌ
صِدِّيقَةٌ وَابْنُ عَبَّاسٍ كَذَا ابْنُ عُمَرْ


[تاسعًا]: العبادلة أربعة:
فإذا ذكروا في كلامِ أهل العلم، فالمقصود هم:
1 - عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما.
2 - عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما.
3 - عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما.
4 - عبدالله بن الزبير - رضي الله عنهما.

أمَّا عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - لم يُذكر من العبادلة؛ لأنَّ وفاة هؤلاء الأربعة قد تأخَّرت عنه، ومع ذلك إذا قال العلماء: عن عبدالله (فالمقصود عند الإطلاق) هو عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه.

[عاشرًا]: آخر الصحابة موتًا وأطولهم عمرًا - رضي الله عنهم - أجمعين.
أما آخر الصحابة وفاة فهو أبو الطُّفَيْل عامر بن واثلة الليثي - رضي الله عنه - وقد مات سنة مائة للهجرة النبوية المطهرة، والدليل على ذلك حديثان رواهما الإمام مسلم في صحيحه:
الأول: قول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تأتي مائة سنة على الأرض نَفْسٌ منفوسة اليوم))، والحديث رواه الإمام البخاري، ورواه الإمام الترمذي في سننه، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
والثاني: قول أبي الطُّفَيْل - رضي الله عنه -: "رأيت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما على الأرض رجلٌ رآه غيري... كان أبيضَ مليحًا مقصدًا"؛ رواه الإمام الترمذي في الشمائل - صلَّى الله عليه وسلَّم - أي: يتحدث عمن عاصروه في زمانه؛ لأنَّ كل الصحابة - رضي الله عنهم - قد تُوفُّوا قبله.

وأمَّا أطول الصحابة عمرًا، فهو سَلْمان الفارسي - رضي الله عنه - لأنَّه عاش مائتين وخمسين سنة، كما نصَّ على ذلك أئمةُ الإسلام، كالإمام ابن الجوزي78، والإمام النووي79 والإمام ابن كثير80 والحافظ ابن حجر العسقلاني81، والإمام ابن علاَّن82؛ ذلك أن سَلْمان - رضي الله عنه - تُوفِّي سنة بضع وثلاثين، وعلى ذلك، فإنه يكون قد دخل في الإسلام، وقد تجاوز المائتين قطعًا.

وممن قال بأنَّه عاش مائتين وخمسين سنة من العلماء: الإمام العَيْني في "عُمدة القاري"83، والعلامة الشيخ مُلَّا علي القاري في "مرقاة المفاتيح"84 والعلامة المُنَاوِي في "فيض القدير85، والشيخ المباركفوري في "تُحْفَةِ الأحوذي86.

[تنبيه]:
الإمام الذهبي ذكر ذلك في "تاريخ الإسلام87(http://www.alukah.net/sharia/0/21986#807) و"الكاشف"88 ثم تراجع عن ذلك في "سير أعلام النبلاء"89، ورَدَّ عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني اعتراضَه90

ومما يدل على ذلك أمران:
الأول: ما جاء في صحيح الإمام البخاري تحت باب إسلام سَلْمان الفارسي - رضي الله عنه - عن سَلْمان الفارسي - رضي الله عنه – "أنَّه تداوله بِضْعَةَ عشر مِن رَبٍّ إلى ربٍّ".
الثاني: قصة إسلامه الطويلة التي رواها الإمامُ أحمد وغيره، كابن حبان في صحيحه، وابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح، كما قال الحافظ: على شرط البُخاري في الصَّحيح، والحديث صحَّحه الشيخ الألباني.

[الحادي عشر]: آداب طالب الحديث91:
1 - مقدمة:
المراد بآداب طالب الحديث ما ينبغي أنْ يتَّصف به الطالب من الآداب العالية، والأخلاق الكريمة، التي تُناسِب شَرَف العلم الذي يطلبه، وهو حديثُ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فمن هذه الآداب ما يشترك فيها مع المُحدِّث، ومنها ما ينفرد بها عنه.

2 - الآداب التي يشترك فيها مع المُحدِّث:
تصحيح النية والإخلاص لله - تعالى - في طلبه.
الحذر من أن تكون الغاية من طلبه التوصُّل إلى أغراض الدُّنيا، فقد أخرج أبو داود وابن ماجَهْ[بإسناد صحيح]، من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تعلَّم علمًا مما يُبتَغَى به وجه الله - تعالى - لا يتعلمه إلاَّ ليصيب به غرضًا من الدُّنيا، لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة)).
العمل بما يسمعه من الأحاديث.

3 - الآداب التي ينفرد بها عن المحدث:
أن يسأل الله - تعالى - التوفيقَ والتسديدَ والتيسيرَ والإعانة على ضبطه الحديث وفهمه.
أن ينصرف إليه بكليته، ويفرغ جهده في تحصيله.
أن يبدأ بالسماع من أرجحِ شيوخ بلده إسنادًا وعلمًا ودينًا.
أن يعظم شيخه، ومَنْ يسمع منه ويوقِّره، فذلك من إجلال العلم وأسبابِ الانتفاع، وأن يتحرَّى رضاه، ويصبر على جفائه لو حصل.
أن يرشد زملاءه وإخوانه في الطَّلب إلى ما ظفر به من فوائد، ولا يكتمها عنهم، فإنَّ كتمانَ الفوائد العلميَّة على الطلبة لُؤمٌ يقع فيه جهلة الطلبة الوُضعاء؛ لأنَّ الغاية من طلب العلم نشره.
ألاَّ يَمنعه الحياء أو الكبر من السَّعي في السَّماع والتحصيل، وأخذ العلم، ولو ممن هو دونه في السن أو المنزلة.
عدم الاقتصار على سماع الحديث وكتابته دون مَعرفته وفهمه، فيكون قد أتعب نفسه دون أن يظفر بطائل.
أن يقدم في السماع والضَّبط والتفهم الصَّحيحين، ثم سنن أبي داود والترمذي والنَّسائي، ثُمَّ "السنن الكبرى"؛ للبيهقي، ثم ما تَمَسُّ إليه الحاجة من المسانيد والجوامع، كمسند أحمد، و"موطأ مالك"، ومن كتب العِلَل: "عِلَل الدَّارَقُطْني"، ومن الأسماء "التاريخ الكبير"؛ للبُخاري، و"الجَرْح والتعديل"؛ لابن أبي حاتم، ومن ضَبْطِ الأسماء كتاب ابن ماكُولا، ومن غريب الحديث "النهاية"؛ لابن الأثير.

والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أشرف الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين، كلما ذكره الذَّاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون.


 
 توقيع :






كل الشكر لابنتي الغالية انثى مختلفة على التوقيع والرمزية



رد مع اقتباس