عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-15-2019, 09:04 PM
امي فضيلة غير متواجد حالياً
SMS ~
لوني المفضل أ‌أ‡أ‘أ›
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل : Aug 2018
 فترة الأقامة : 2094 يوم
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 العمر : 76
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم : 328563
 معدل التقييم : امي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي كل الناس يغدو، فبائع نفسه؛ فمعتقها




كل الناس يغدو، فبائع نفسه؛ فمعتقها


*بائع الثلج المسكين !!!*

ذكر ابن الجوزي في كتابه (المُدهِش) أن رجلًا كان يبيع الثلج،


فكان ينادي عليه فيقول: «ارحموا من يذوب رأس ماله»!

لقد كان هذا الرجل يستدِرّ عطف الناس وأموالَهم بأن بضاعته

تذوب مع الوقت فتفنى؛ فلو لم يبع الثلج لذاب، ولضاع رأس

المال، فهو ينادي في السوق: «ارحموا من يذوب رأس ماله»

أي: اشتروا مني الثلج وإلا ذاب وضاع رأس مالي كله.


هذا الرجل خسارته دائمًا فادحة، ثم هي خسارة لا يمكن

تعويضها، ولا الهروب منها، لذا فهي خسارة عظيمة، بخلاف

باقي التجار؛ فالتجار يخسرون أرباحهم، لكن على أسوأ أحوالهم

بضاعتهم ما تزال قائمة، ولذا فلقد كان كافيًا للرجل في بيان

فداحة ما يلحقه من خسارة أن يبين للناس أن رأس ماله في

تناقص مستمر مع كل دقيقة تمر من الوقت..

فهل ندري أننا أكثر غبنًا في أوقاتنا من هذا البائع في ثلجه؟!

نعم؛ إن من يضيع أوقاته إنما يضيع أنفاسه وعمره، ويصرفه


في لا شيء، إنه أكثر غبنًا من ذلك البائع المسكين،

ولقد قال النبي ﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس:

الصحة والفراغ»، ومعنى كونه مغبونا أن خسارته

فيه فادحة لكنه لا يشعر.



إن الأمر كما قال الحسن البصري: «يا ابن آدم إنما أنت أيام،

فإذا ذهب يوم ذهب بعضك».

ولا يظن أحدنا أن إضاعة الوقت قاصرة على اللهو واللعب،


لا والله، بل مظاهر ضياع الوقت كثيرة لكننا لا نشعر..


إن انشغالنا بالمفضول عن الفاضل نوع من تضييع الوقت..



إن انشغالنا في غير هدفنا نوع من إضاعة الوقت..



إن انشغالنا في غير ما يعود علينا بالنفع في الآخرة

هو ضياع الوقت..


ولنتأمل حديث النبي ﷺ:

«كل الناس يغدو، فبائع نفسه؛ فمعتقها، أو موبقها».



نعم! أنا وأنت بضاعتنا هي أنفسنا -التي هي أوقاتنا-

ونحن بائعوها لا محالة..



فرابحٌ في بَيْعِه، أو خاسر..



لكن الخطب الفادح أن الخسران هنا خسران عظيم مبين،

لأنه لا يعقبه تعويض الخسارة.. مهما حصل..


ولقد كان تعبير الشاعر دقيقًا جدًا حينما قال:


والوقت أشرف ما عنيت بحفظه :: وأراه أسهل ما عليك يضيع .



*اللهم أعنا على استعمال أوقاتنا في رضاك.*






 توقيع :






كل الشكر لابنتي الغالية انثى مختلفة على التوقيع والرمزية


رد مع اقتباس