عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2018, 09:10 PM   #7


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي






الحلقه (6) من سلسة هذه هي زوجتي : زوجة مقتصدة غير مسرفة





سلسة هذه هي زوجتي

الصفة السادسه

زوجة مقتصدة غير مسرفة



زوجة مقتصدة غير مسرفة، لا تتباهى بمال زوجها إن كان غنيًا، ولا تشكو من قلته إن كان فقيرًا، تعرف متى تنفق، كريمة

غير بخيلة، مدبرة غير مسرفة، راضية بقسمة الله لها في كل شيء، قنوعة بما رزقها الله تعالى.

المرأة في بيت زوجها أمينة على ماله، وراعية وحافظة لكل ما يودعه في البيت من متاع أو مال أو غير ذلك، ولا يجوز

لها التصرف في ذلك إلا بإذنه، ففي الحديث الصحيح: "... والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسئولة عن رعيتها" ([1]).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قيل لرسول اللهr: أيُّ النساء خير؟ قال: "التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا

تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره"
([2]).

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول في خطبته عام حجة الوداع:
"لا تنفق امرأة شيئًا

من بيت زوجها إلا بإذن زوجها" قيل: يا رسول الله، ولا الطعام؟ قال: "ذاك أفضل أموالنا"
([3]).




والزوجة الصالحة تكون مدبرة في غير بخل، منفقة في غير إسراف، قنوعة وراضية برزق الله تعالى لها ولزوجها

ولأسرتها، وهذا ناشئ عندها من عدة منطلقات:

أولها: ذم الله المسرفين، كما في قوله تعالى: ]إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ[ [الإسراء: 27].

ثانيها: مدح الله وثناؤه للمقتصدين، كما في قوله: ]وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً[ [الفرقان:67].

ثالثها: معرفتها بآثار السرف الذميمة، كالغفلة عن الله والدار الآخرة، والتكبر، وطول الأمل، وحب الدنيا، والعجب، والغرور.

رابعها: زهدها في الدنيا، ونفسها القنوعة التي لا تحملها على البذخ والسرف.

لذلك فإن هذه الأسباب تحملها على ألا تتباهى بمال زوجها إن كان غنيًا، أو أن تسرف في الإنفاق لاسيما أمام الناس، وأمام

النساء خاصة، فهي تعلم أن المال عارية زائلة، وقد جعلها الله تعالى خليفة عليه ومسئولة عنه لقوله :
"وعن ماله من

أين اكتسبه وفيم أنفقه؟
"([4])، فضلاً عن علمها أنها عمَّا قريب راحلة عن هذه الدنيا الزائلة، مُخلفة وراءها المال

والمتاع.



كذلك قناعتها تحملها على ألا تشكو زوجها إن كان فقيرًا، ولا أعني بهذه القناعة البخل وقبض اليد عن الإنفاق، بل أعني

الاقتصاد والتدبير والإنفاق في غير سرف ولا مخيلة.

ومن مظاهر قناعة الزوجة الصالحة، ورضاها بما قسمه الله تعالى لها ولزوجها من الرزق أنها تُقدر طاقته المالية
(وتقتصد

في ماله، فلا تهدره بطرًا وبغير حق، ولا ترهقه بطلباتها غير الضرورية من متاع الدنيا خصوصًا إذا فاقت إمكاناته، فذلك

يزعجه ويؤلمه؛ لأنه لا يستطيع تحقيق هذه المطالب، ويعز عليه أن يظهر أمام زوجته بمظهر العاجز الذي لا يملك تنفيذ ما

تطلب.

وعليها أن تصحب زوجها بالقناعة، فلا تتطلع إلى ما عند الغير، ولا تحاكي أترابها من نساء الأقارب والجيران والمعارف

في اقتناء الكماليات، بل عليها أن توجه مال الله للبذل في سبيل الله عز وجل ليكون لهما رصيدًا يوم القيامة)([
5]).



ألا فلتتق الله تعالى النساء في أزواجهن، ولا ترهقهم من أمرهم عسرًا، ويعشن مع أزواجهن بالقناعة والرضا، فإن القناعة

سبب السعادة.

قال بعض الصالحين: يا ابن آدم إذا سلكت سبيل القناعة، فأقل شيء يكفيك، وإلا فإن الدنيا وما فيها لا تكفيك.



إن الزوجة العاقلة هي التي تنظر إلى من هي أقل منها عيشًا، وأضيق رزقًا، فيحملها ذلك على شكر الله تعالى، والرضا بما

قسمه لها، والقناعة بكل شيء انطلاقًا من قوله :
"انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو

أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم"
([6]).


([1]) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

([2]) رواه النسائي وغيره، وقال الألباني: إسناده حسن. تحقيق المشكاة (2/276).

([3]) أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما، وحسنه الألباني. صحيح ابن ماجه (2/31).

([4]) رواه الترمذي عن أبي برزة. قال الألباني: حديث صحيح. الصحيحة 946.

([5]) عودة الحجاب (2/491).

([6]) رواه مسلم بلفظ آخر في الزهد رقم (2963)، والبخاري في الرقاق.




للموضوع بقية

نسأل الله لنا ولكم الهدى والتوفيق والسداد



مع ارق تحيه



 
 توقيع :






كل الشكر لابنتي الغالية انثى مختلفة على التوقيع والرمزية



رد مع اقتباس