ننتظر تسجيلك هـنـا


جديد المواضيع



إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية الاشعار والقصائد باقلام الاعضاء -يمنع المنقول-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-23-2019, 09:02 AM   #91


الصورة الرمزية واثـــ الخطوة ـــــق
واثـــ الخطوة ـــــق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:50 AM)
 المشاركات : 81,634 [ + ]
 التقييم :  455574
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Blue

اوسمتي

افتراضي



متابع

بارت هادئ جداً..هدوء يسبق العاصفة


 
 توقيع :




رد مع اقتباس
قديم 06-23-2019, 10:59 AM   #92


الصورة الرمزية مهابة
مهابة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1303
 تاريخ التسجيل :  Jun 2019
 أخر زيارة : 04-03-2021 (05:06 PM)
 المشاركات : 45,702 [ + ]
 التقييم :  150707
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkslateblue

اوسمتي

افتراضي



بارت لطيف
يارب ما تموت آماندا

.ولا يكون المتبرع ريكس عشان يكف عن ذنبه


 
 توقيع :
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


رد مع اقتباس
قديم 06-23-2019, 11:31 PM   #93


الصورة الرمزية إمبراطورة البحر
إمبراطورة البحر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 512
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : 08-17-2020 (09:55 PM)
 المشاركات : 138,590 [ + ]
 التقييم :  753574
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
من سعى لي الخير من وراي ؛
عسى الخير في طريقـه يخاويه ..
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



بدأت اشعر بالتوتر من الجزء التالي وما يخبئه ..
حزينة لاماندا وريكس وكيف انتهى بهما الامر هكذا
لكن لازلت امل ان تنتهي بنهاية مفرحة لكليهما ..
متابعة معكِ مرجانة .. الله يسعد قلبكِ



 
 توقيع :
بعض الكلام الي ما تحسب له حساب
في .. قلب غيرك ما يمر بسهوله
،،
خلك .. مع آلعالم تعاملك من باب
الي .. ما ترضى تسمعه لا تقوله

One kind word , can change someone's entire day



رد مع اقتباس
قديم 06-24-2019, 04:38 AM   #94
رونق التـ🌷ـوليب


الصورة الرمزية مَرجانة
مَرجانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 732
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
 المشاركات : 38,686 [ + ]
 التقييم :  213224
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نحنُ لِنحن
لنحن فقط !..
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



واثق ، غيمة ، امبراطورة

شاكرة جداً متابعتكم ربي يسعدكم
الجاااي الان الجزء الأخير


خذوا نفس هههههههه


 


رد مع اقتباس
قديم 06-24-2019, 04:40 AM   #95
رونق التـ🌷ـوليب


الصورة الرمزية مَرجانة
مَرجانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 732
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
 المشاركات : 38,686 [ + ]
 التقييم :  213224
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نحنُ لِنحن
لنحن فقط !..
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



الجزء الأخير ••❓


حان يوم الغد ، ذهبت و "ريكس" في الصباح إلى المستشفى لأجل الفحوصات .. وبعد الكثير من الإجراءات ، حدد موعد العملية ، ستكون بعدَ غد .

غادرنا المستشفى حينها ، و أثناء طريق العودة .. كان "ريكس" يتحدثُ عن العملية و طريقة زراعة القلب و ما إلى ذلك ، لم أكن مركزة معه في حديثة ، بل كنتُ شاردة بعيداً بعيداً عنه!

يبدو أنه أخيراً لاحظَ سكوني و هدوئي ، فناداني قائلاً

- "آماندا" أنتِ بخير؟

نظرتُ إليه بصمت ، فنظر إلي قائلا

- كنتِ شاردة؟!

تنهدتُ و قلتُ بهدوء

- هل يمكنني أن أسألكَ يا "ريكس"؟
- تفضلي يا عزيزتي .

حدقتُ إليه بارتباكٍ و أنا أتذكرُ حديثي مع "سارة" البارحة ، هل أخبره عما في خلدي الآن؟ .. لكن من أين أبدأ بالحديث؟! ، و كيفَ عساني أبدأ؟! .

عقد حاجبيه و قال متسائلاً

- مابكِ يا "آماندا"!؟
- لا شيء ، إنسى الأمر .

قال ببطء

- أنتِ متأكدة؟! ، تبدين مرتبكة .
- مرتبكة قليلاً .. لكن لا يهم ، كنتُ أهذي مع نفسي فقط .
- في عينيكِ العسليتينِ زحامٌ من الكلام !

ابتسمتُ و أنا أنظرُ في زرقةِ عينيه ، و قلتُ بأسى

- عيناي دائماً تفضحاني أليسَ كذلك؟

ابتسم هو الآخر و قال بلطف

- لأنكِ صادقة يا جميلتي .

أخذتُ نفساً عميقاً ، و قلت بمرح

- شكراً "ريكس" ، بعد غد نلتقي في المستشفى ، لن تتركني أليسَ كذلك؟ .. سترافقني ، لن أذهبَ إلى غرفةِ العملياتِ وحدي .

نظرَ إلى عيني القلقتين و اللتين لم تتمكنا من اخفاء الدموع البادية فيها رغم ادعائي المرح ، اقتربَ مني و وضع يده على كتفي قائلاً بهدوء

- خائفة يا "آماندا"؟

انكستُ رأسي بحزن ، و قلتُ بصوتٍ مبحوح

- أخشى أن أفقدكم! ، أخشى أن أدخلَ إلى غرفةِ العملياتِ و لا أخرجُ منها إلا جثةً هامدة!

قلتُ ذلكَ و ذرفت عيناي دموعها ، رفع يده نحوي يمسح دموعي بحنانٍ و هو يهمس

- كفي عن البكاء يا جميلتي ، و لا تفكري هكذا رجاءً!

رفعتُ وجهي إليه ، أحدقُ في تقاسيم وجهه ، زرقة عينيه ، شعره!
ماذا لو لم يقدر لي رؤيتكَ بعد الغد يا "ريكس"؟!

=========

و جاء الغد ، و في العصر بالتحديد .. جاء "ريكس" إلى المنزل حتى يصحبني إلى المستشفى ، هذا المساء سأبيتُ في المشفى و غداً صباحاً سأجري العملية .

غادرت أخي "ألفريد" و "سارة" و قلبي لا يريد مغادرتهما .. كنتُ متوترة كثيراً و أنفاسي تتخبط مع نبضي بينَ حينٍ و حين .
وصلنا المستشفى ، وبعد الإجراءات تم أخذي إلى غرفةِ التنويم ، و منذ هذه اللحظة .. تلبسني هدوءٌ شديد .

حتى حان المساء و قرر "ريكس" الذهاب ، فأمسك بيدي قائلاً

- يجبُ أن تنامي بهدوءٍ هذه الليلة دون أن تفكري فيما يثير قلقكِ .. و أعتذر يا "آماندا" ، لن أستطيع أن أكونَ هنا غداً صباحاً .

أنتفضَ قلبي و اتسعت عيناي خوفاً حينما سمعتُ منه ذلك ، أخرجتُ صوتي بصعوبة قائلة

- لن تكونَ معي؟!

ابتسم بلطفٍ و قال

- نعم لن أستطيع ، لكن قلبي معكِ يا "آماندا" ، ثقي بذلك و لا تخافي .

أنكست رأسي بحزنٍ و قهر .. لزمتُ الصمت ، فقال

- يجب أن أذهب ، كوني بخيرٍ يا "آماندا" .

نظرتُ إليه قائلة

- و أنتَ كذلك .. كن بخير .

ربت على كفي مبتسماً ، ثم نهض و غادرني .. أحسستُ حينها برغبة شديدة بالبكاء ، بضيقٍ في صدري حد الإختناق ، أخرجتُ تنهيدةً طويلة .. و تنفستُ بعمقٍ محاولةً أن استجلبَ هدوئي ، و تذكرت ما قال "ريكس" ، يجب أن ألزم الهدوء و السكينة ، لتمضي هذه الليلة على خير ، دون قلقٍ و بكاء .

أستلقيتُ على الفراش ، و حاولتُ طرد كل الأفكار التي تشوش رأسي و تهدد راحتي ، حتى نمت ، و لا أعرفُ كم استغرقَ بي النوم ، لكني صحوتُ فجأةً مختنقةً أنفاسي!

جلستُ بسرعةٍ لألتقطَ نفسي .. شعرتُ بالذعر و الخوف ، شعرتُ بالقهر .. كم سئمتُ هذا الحال .
في هذه اللحظة ، سمعتُ صوتاً صدر من هاتفي ، بعد أن هدئت .. ألتقطته ، ففاجأني وجود رسالةٍ من "ريكس"!

احسستُ بدقاتِ قلبي تتسارع ، ترى ماذا يريد أن يخبرني؟
فتحتها بارتباكٍ و لهفة لمعرفةِ ما فيها ، كانت رسالةً طويلة! .. شرعت في قراءتها

(( إلى عزيزتي ، و حبيبتي ، و فاتنتي و جميلتي "آماندا"

إليكِ يا ذات العيون الآسرة ، إليكِ يا محبوبة "ريكس"! ، قررتُ أن أكتبَ لكِ رسالةً أخيرة يا عزيزتي ، أبوح فيها بكل ما فيني ، لطالما كنتِ تحبين الرسائل ، و أنا على يقينٍ أن الرسالةَ ستستطيعُ إيصال ما أريد قوله إليكِ أفضل من صوتي ، فأنتِ تتجاهلينه كثيراً ، وتلجمينهُ كلما أراد البوح و الإفصاح ، محبوبتي .. هكذا كنتُ أقول عنكِ لأختي "صوفيا" منذُ أكثرِ من خمسِ سنوات .. هكذا كنتِ دون أن تعلمين يا "آماندا" ، عزيزتي .. لم تكوني بخيرٍ بالأمس ، بل ومنذُ لقائنا في المستشفى ، في يوم ميلادكِ بالتحديد ، أنا كذلكَ لم أكن بخير ، فرؤيتكِ أدهشتني و مرضكِ زلزلني .. تلخبطت بي مشاعر السعادةِ و الألمِ في لحظةٍ واحدة ، "آماندا" الجميلة بعد خمسِ سنواتٍ يسوقها القدر إلي!؟ .. ياللعجب! ، لكنه ساقها إليّ عليلة! ، سقيمةَ الفؤاد ، كسيرة القلب ، مهزوزة المشاعر! .. ناقمة و كارهة لـ "ريكس" ! .. دعيني أخبركِ سراً يا "آماندا" .. لقد أعادكِ القدرُ إليّ مرتينٍ في الحقيقة! ، لكن لأسألكِ أولاً ، أتعرفين متى تربعتي في قلبِ "ريكس"؟ ، متى كان هذا الفتى يختلسُ إليكِ النظر ، يتتبعُ أثركِ ، يفتشُ عنكِ شوقاً بين مئات الوجوه دون أن تدرين ، و إن تكرمت الفرص و سمحت لي بالنظر إليكِ ، جلستُ بعيداً و أنا ابتسم ، ابتسم لرؤيتكِ و الإصغاء إليكِ .. كنتِ فاتنتي التي أعشقُ النظرَ إليها دون أن أمل ، الطفلة المشاكسة ، الزهرة الرقيقة ، الأنثى البريئة ، الإبتسامة الساحرة التي تجعلني أتورد كلما تأملتها ، كنتِ اختطفتِ قلبي منذ أيامِ الثانوية ، و مع ذلكَ لم أجرؤ على الإقترابِ منكِ ، لم أكن أمتلكُ الشجاعة لأخطو خطوةً نحوكِ لأكونَ صديقاً .. لم أكن أملك الجرأة حينها .. لكنكِ كلما مررتِ أمامي سلبتني دون أن تدرين ، تسرقين ناظري ، تسلطين سحركِ علي ، فأسرح بكِ و أغرق ! .. و بعدَ أن غادرتُ الثانويةَ إلى المعهد ، حاولت تجاهلك و نسيانك ، كنتِ بالنسبةِ لي طيفاً غاب لن يعود ، و حورية بحرٍ غادرتُ أعماقَ بحارها يستحيل إليها الرجوع ، أقنعتُ نفسي حينها أنكِ لحظة تأملٍ فقط .. سرابٌ تلاشى لم تعد صورته أمام عيني ، لكنني فوجئت يا "آماندا" ، حينما أعادكِ القدرُ إلي .. كنتُ قد رأيتكِ بعد سنتينٍ من دراستي في المعهد مع "سارة" .. انضممتما انتما الإثنتين إلى نفس المعهد ، مما أثار دهشتي و استغرابي .. و بقدر دهشتي سعدت ، كان قلبي يرفرف بين أضلعي ، أدركت حينها أن القدر منحني فرصةً للإقترابِ منكِ يا "آماندا" ، لذلكَ قررتُ أن لا أمنعَ نفسي منكِ هذه المرة ، لكني كلما حاولتُ الإقتراب .. تراجعت ، ففكرتُ بطريقةٍ أستطيعُ بها الوصول إليكِ ، طريقةٌ مثيرة تشدكِ إلي! ، فلم أجد طريقةً أجملَ من كتابةِ رسالةٍ لكِ .. و لأنجحَ حقاً في لفت انتباهك ، تركتُ علامةَ استفهامٍ في ظرفٍ كتبَ عليه رسالة من معجب ، أذكر احمرارك و ارتباككِ ذلكَ اليوم ، كنتِ جميلة و بريئة ، كنتُ في قمةِ النشوة و أنا أتأملكِ ، كانت خطوةً جميلة شجعتني بلهفةٍ لكتابة الرسالةِ التالية ، و كتبتُ لكِ ، و توالت عليكِ رسالاتي حتى كتبتِ لي يوماً بعدَ مرضي و انقطاعي .. و قد أدركتُ حينها أن رسائلي أثمرت ، مما زاد يقيني بتعلقكِ بي ، كنتُ استمتعُ كثيراً برسالاتك ، و راقني الأمرُ كثيراً .. إلى أن وصلتني رسالتكِ الغاضبة ذلكَ اليوم ، تطلبين مني الافصاح عن نفسي و كشف هويتي لكِ! ، فاجأتني رسالتكِ ، في الواقع كنتُ في بداية المتعة ، و أجدُ أن الوقتَ ما زال مبكراً عن الكشف عن نفسي ، فكرتُ أنه عندما تعلمين شيئاً عني .. كأسمي و عمري ، ستبحثينَ عني وسيكون من السهلِ عليكِ الوصول إلي! ، لذلكَ امتنعت ، و استمر امتناعي حتى ذلكَ اليوم الذي انفجرتي فيه غاضبة .. كم كان ذلكَ اليومُ عصيباً علي يا "آماندا" حينما رأيتكِ تبكينَ غضباً و ترمين برسالتي أرضاً ، حينما قلتِ سئمتُ و مللت! ، شعرتُ بمقدار الأذى الذي تسببتهُ لكِ .. فبكيت حينها ، ذهبتُ سريعاً و كتبتُ رسالةً مستعجلةً إليكِ .. و تبعتكِ ، حينها قررتُ أن أوصلَ لكِ رسالتي بنفسي ، لأنه لم تكن هناك فرصة .. فالاستراحة انتهت و الجميع ذهبوا إلى دروسهم ، لم يكن في الفناء سوانا .. فوقفتُ خلفكِ و الربكة تمكنت مني ، كنت ارتعد ، كيف أكلمكِ و جهاً لوجه بعدما أبكيتكِ ، كيف أقفُ أمامكِ مدعياً أني شخصٌ آخر! ، ربما لاحظتي توتري وارتباكي ، فعيناكِ تخرساني يا "آماندا" .. رؤيتكِ تسلبني ، و دموعكِ تحرقني .. لم تكن الدموع على وجنتيكِ حينها ولكن أثرها باقٍ في ملامح وجهكِ اللطيف .. ارتبكتُ كثيراً حينما ناديتكِ و استدرتِ إلي ، و عندما اقتربتِ مني ونظرتي إليّ بارتياب ، احسستُ للحظةٍ أن أمري سيكشف ، لكنني صمدت و اتقنت التمثيل .. ويا ليتني لم أفعل ، نادمٌ على تلك اللحظة يا "آماندا" ، ليتني لم أكتب تلكَ الرسالة ، ليتني جئتُ إليكِ لأحضنكِ و اكفكفَ دموعكِ قائلاً لكِ ، هوني عليكِ هذا أنا العاشق المجهول أقف أمامكِ ، لربما سار الأمر على ما يرام! ، لكن رسالتي تلك وظهوري كشخصٍ آخر عقد الأمر .. تفاجأتُ كثيراً حينما طلبتِ مني قراءة الرسالةَ على مسامعك! ، أذكر حينها أن قلبي توقف للحظة! .. كيفَ أقرأ عليكِ ما كتبته؟ .. كيف أحكي لكِ مشاعري التي طالما كنتُ أخجلُ أن أبوح بها على مسامعك ، خجلتُ كثيراً و ارتبكت ، لكني قرأتها .. قرأتها بعد أن أفصحتُ لكِ عن اسمي حينما طلبتي ، ألم أقل لكِ أن اليوم ذاك كان عصيباً عليّ؟! ، كان معقداً في كل شيء .. عندما رأيتُ إصراركِ على نسيان صاحب الرسائل المجهول متجلياً بتمزيقكِ رسالتي بغضب ، حاولت اغتنام الفرصة ! .. تخلصنا من ذلكَ الذي أزعجَ حبيبتي "آماندا" ، و حان دور "ريكس" أن يبرز نفسه .. أعترفُ أني لاقيتُ بعض الصعوبةَ في البداية ، كنتِ فظة و عنيدة و صعبة .. لكنكِ بدأتي تتقبليني يوماً بعدَ يوم ، لكنكِ فاجأتيني حينما جئتي إلي تريدين معاودة المراسلة للمعجب المجهول .. حيرتني كثيراً يا "آماندا"! .. ليسَ الآن ، ليس بعد أن أحببتُ الظهور ، فأوهمتك أني سؤصل الرسالةَ إليه ، في الواقع بعد أن قرأت رسالتكِ الحزينة و المليئة بالمشاعر أشفقت عليكِ ، فكرت بالرد عليكِ و لكني تراجعت ، "ريكس" هو من يجب أن يحظى بقلب "آماندا" لن أسمحَ أن تتجاهليني و أنا أقفُ قبالتكِ بينما تعيشين الكذبةَ معي في رسائل تجهلين من هو خلفها ، لذا مزقتُ الرسالة و أفصحتُ لكِ عن حبي ، كنتُ أريد لفتَ انتباهكِ لي ، لكنكِ مستعصية جداً .. رغم تفاني في حبك ، و لطفي و تملقي ، لم تأبهي بي ، و رغم تجاهلي لرسالاتك ، لم تستسلمي و لم تيأسي ، رغمَ أنكِ بعد فترةٍ قصيرة انجذبتي نحوي ، و كان ذلكَ واضحاً من خجلكِ مني و ارتباككِ في بعض الأحيان ، أدركتُ حينها أني أسيرُ بالشكل الصحيح ، بات الخلاص من تلكَ الكذبةِ قريباً ، ولكني حتى الآن لم أتمكن من أن أنسيكِ ذلكَ العاشق ، و لم أتمكن من جعلكِ تفصحينَ لي بإعجابك ، حتى فكرتُ بخذلانكِ ذلكَ اليوم ، حينما جئتي ترتجيني إيصالَ الرسالةَ إليه ، قررتُ أن أكتبَ لكِ رداً يجعلكِ تقطعينَ الرجاء منه ، و لعلي نجحت! .. كان صعباً جداً علي أن أكسرَ قلبك ، كلما جئتي تسأليني .. هل أوصلتَ الرسالةَ يا "ريكس"؟! ، كنتُ أحترق في داخلي يا "آماندا" ، و احترقتُ أكثرَ حينما وجدتكِ تتخبطين في الخطى باكية بعدَ أن وصلتكِ تلكَ الرسالة! ، صدقيني "آماندا" ، لم يكن ذلكَ هيناً علي ، ولكني فعلتُ ذلكَ لأخلصَ نفسي من تلكَ الكذبة ، و أنقذكِ لأللا تكوني ضحية الكذبة ، و شعرتُ بالارتياح حينما تخلصنا من تلكَ الشخصيةِ الزائفة ، و خلا فكركِ لي ، و تفرغَ قلبكِ لأجلي حتى تقربتُ منكِ و تقربتِ مني ، حتى بدأتِ تغارين علي من التافهة "جيسي" ، أطمأنيتُ كثيراً ، و سعدت .. و لأشعرَ بالراحةِ أكثر أحببتُ بأن أختبرَ حبكِ ، هل هو من نصيب "ريكس" ، أو ما زال صاحب الرسائل يستحوذ على بعضٍ منه!؟ .. فكتبتُ رسالةً قصيرة تحتوي قليلاً من الشوق ، في الواقع سآءني ارتباككِ و ترددكِ ، و أغضبني أخذكِ للرسالة حيثُ أني أحسستُ بالفشل بعدَ كلِ مافعلت ، لكنكِ بددتِ كل ذلكَ بهمسٍ منكِ و عتابك ، بعناقٍ دافئ منحتيني إياه ، في تلكَ اللحظة فقط شعرت بالأمان يا "آماندا" ، ظننتُ أن الأمر مَرَّ و انتهى ، انتهى تماماً .. لكن أختي أفسدت كلّ شيء ، و تخبطتُ كثيراً حينها يا "آماندا" ، بعدما وقفتِ أمامي تفرغينَ غضبكِ علي ، تمزقتُ أشلاءً ، تحطمت كل الآمال و تبددت كل الأمنيات .. غابت الأحلام بعد أن غبتي عن ناظري ، صرتُ خَوَاء ، قلباً منصهر يصعب تكوينه من جديد ، عيناي لم تكف البكاء .. شعرتُ بخيبة كبيرة لا يحتويها هذا العالم كله ، بداخلي انكسار .. شيءٌ مسلوب أفقدني الحياة ، لخمسِ سنواتٍ لم تغادريني يا "آماندا" ، رؤيتكِ فاقدةً الوعي تلكَ الليلة كانت لي كالحلم ، كانت هبة أخرى من هبات القدر باذخ الكرم! عدتي يا "آماندا" ولكن بأي حال؟! .. أ أصفكِ فيه أنكِ أرق و أضعف و أجمل ، أم حالٌ مخيف يكاد يختطفكِ مني؟! ، يهددني بفقدك .. ذلكَ القدر بقدرِ كرمه معي كان سليطاً و مهيمناً ، إما أن تنقذ "آماندا" أو أعود لأخذها منك ، و ها أنا أقول و أقسم يا " آماندا" ، لن أرضخَ لسخرية القدر ، سأحييكِ من جديد و لو تطلبَ الأمر أن أهبكِ عمري و قلبي ، "آماندا" جميلتي ، فقط ابتسمي .. فقط كوني سعيدة كسابقك ، غداً ستكوني بحالٍ جيد ، ستكونين بقلبٍ قوي .. عزيزتي "آماندا" ، أرجو أن تسامحي "ريكس" ، اغفري له و اصفحي عنه .. قبل أن تخوضي العملية يا جميلتي ، "آماندا" ، اسمكِ جميل .. لطالما أحببته ، و أحببتُ كتابتهُ و ترديده .. كوني بخيرٍ يا "آماندا" العزيزة .. عملية موفقة ، وحياة مليئة بابتساماتِ "آماندا" الجميلة ..

العاشق المخلص دائماً .. "ريكس" ))

دموعي ، و شهقاتي .. و نبضي السقيم صرخوا جميعاً بالنحيب ، لم أتمالك نفسي أبداً، جهشتُ بالبكاء بدموعٍ غزيرة ، رسالة "ريكس" حملت معها أجمل الذكريات و أروع المشاعر .. عادت بالحنين و الشوق و الحب القابع في الأعماق .. أججت جذوة العشق حتى أسعرتني .. آهٍ "ريكس" منذ أيامِ الثانوية تعشقني!؟ منذ أيام الثانوية تعرفني؟! .. كم أنتَ مخلص ، لم يتخلى قلبكَ عني حتى هذا اليوم ، و بعد كل الآلام التي تسببت بها لقلبك الطاهر الحنون ، كيف لا أغفر لقلبك ؟! ، كيف لا أصفح عنك؟! .. أشعرُ بحاجةٍ شديدةٍ لمعانقتكَ يا "ريكس" .

أحكمت القبض على هاتفي من جديد ، و من غير وعيٍ طلبتُ "ريكس"!
كانت أنفاسي تتلاحق و عيناي لم تكف البكاء و ضربات قلبي تضرب بجنونٍ في داخلي مع هذا الرنين ، وطال الرنين وما من مجيب! ، أين أنتَ "ريكس"؟ ، أرجوك أجبني .

قطع الخط ، فعاودتُ الإتصال ، ... ولم يجيب .
عضضت على شفتي بقهرٍ شديد ، و ألقيت بهاتفي على الفراش بغضب ، و بعد برهة لمعت في رأسي فكرة .. بسرعةٍ طلبتُ الممرضات لتأتيني إحداهن ، حينما جاءت الممرضة طلبتُ منها أن تنزعَ أنبوب المحلول عن يدي .. لكنها رفضت قائلة

- لا يمكن آنستي ، غداً صباحاً ستكون عمليتكِ .

قلت بعصبية

- ألا تفهمين؟! ، قلتُ لكِ انزعيه! .. أريدُ الخروج .
- ذلكَ مستحيل لن تخرجي الآن في هذه الساعة ، إنها الساعة الثانية و النصف!

حينما سمعت ذلكَ صمتت ، الوقتُ متأخر كثيراً ، و لعل "ريكس" خلدَ إلى النوم الآن .. لا فائدة إذاً من الذهابِ إليه .
هدئت في مكاني ، و لكن أنفاسي المتلاحقة لم تهدأ ، و دقات قلبي تخفق بسرعةٍ شديدة بين الحين و الآخر ، لا أعرف لما أشعر بالارتباك .. أشعر بحاجةٍ ماسة لرؤية "ريكس" ، أريد الكلام معه ، أريد أن أخبره بأني عفوت عنه .. أني أريده أن يكون بالقرب مني دائماً و أبداً .. سأخبره أني أحبه و أحبه و أحبه ، أحبه بجنون شديد ، و لا أطيقُ صبراً عنه أكثر .

===============

لم يغفو لي جفنٌ طوال ساعات الليل الأخيرة ، كنت مستندةً على الفراش و هاتفي لا يزال مستريحاً براحة يدي ، أسرح تارةً ، و أعود لقراءة رسالةِ "ريكس" تارةً أخرى ، كلماته الأخيرة فيها ما يثير حزني ، لعلها مفعمة بالحب و اللطف .. تجعلني نادمة على كل تلك السنين التي فضلتُ الإبتعاد عنه فيها ! ، تشعرني بطيبتهِ و قسوتي .. عفوه و شدتي ، لم يتحامل علي ، لم يغضب مني .. بل هو يقسم على مساعدتي مهما كان الثمن ...... مهما كان الثمن!!!

انتفض قلبي حينها حتى ضاقت أنفاسي ، أيعقل؟! ، أيعقل أن يكون "ريكس" هو المتبرع؟!

همستُ بقلق

- "ريكس"! ..

و بعد وقتٍ عصيب .. أنقضت أخيراً ساعات الليل المخيفة ، و تسللت خيوط الشمس عبرَ زجاج النافذة من خلف الستائر البيضاء إلى غرفتي ، أحكمت القبض على هاتفي .. كانت الساعة الخامسة و النصف ، لا يزال الوقت مبكراً ، لكن لأجرب و أعاود الإتصال .. أريد أن أسمعَ صوته فقط .

طلبت "ريكس" على الهاتف .. فبدأ هاتفه بالرنين و طالت المدة و لم يجيب ، حتى قطع الخط .
دون شعور انهمرت من عيني الدموع .. "ريكس" لما لا تجيبني!؟

و مضى الوقت بطيءً جداً جداً علي ، ثقيلاً و محرقاً .. حتى انهك قلبي الذي ما عاد يقوى النبض .
عندما حانت الساعة السابعة كنتُ مستلقية و متعبة .. و الهاتف بيدي كلما مرت ربع ساعةٍ عاودتُ الإتصال بـ "ريكس" .. و ما من جدوى ، لا يجيب .
هل يتجاهلني ؟! ، أم ينام كالأطفال بعمقٍ فلا يسمع رنين هاتفه؟ .. أم غاب عني؟!!

أغمضت عيني متألمة كثيراً .. و لكن سرعان ما فتحتهما عندما سمعت صوتَ الباب يفتح!
جلست بعجلٍ لأنظر من القادم ، فخابَ ظني حينما وجدتُ أربعةٍ من الممرضات يقتربن مني ، قالت إحداهن لي

- صباح الخير ، كيفَ أنتِ يا "آماندا" ؟

أجبتها بصوتٍ ضعيف

- بحالٍ سيء ، سيءٍ جداً .
- يا عزيزتي ، يبدو أنكِ لم تنمي البارحةَ بتاتاً! .. الإرهاقُ بادٍ عليكِ!

لزمت الصمت و أنكستُ رأسي بحزن ، فقالت لي

- دقائق و تكونين في غرفةِ العمليات ، و ستنامين كفاية حينها .

ثم التفتت إلى إحدى الممرضات تشير إليها ، فهَمَّتْ الأخرى بإخراج حقنةٍ .. تحتوي المخدر!

صرخت فيها قائلة

- انتظري! .. ليس الآن! ، سأجري مكالمةً أولاً .

و أمسكتُ بهاتفي من جديد بيدٍ مرتعشة .. و طلبتُ "ريكس" و التوتر يرعد أطرافي ، أحسستُ ببرودة شديدة تتسرب إلى عروقي .. و بدأ الهاتف بالرنين .. و أنا ألهث مع كل رنة .. أرجو سماع صوتَ "ريكس" ، حتى قطع الخط .

بكيتُ بحرقة قائلة بغضب

- أين أنت؟!

قالت الممرضة

- هيا يا آنسة لا نستطيع أن نتأخر أكثر ! ، استلقي رجاءً و استرخي يا عزيزتي .

نظرتُ إليها بقهر ، فكرت في النهوض .. فكرت في الهرب! ، أريد أن أتصرفَ بجنونٍ يسوقني لـ "ريكس"! ، لا أريد الدخول إلى العمليات دونه! .. ماذا لو فشلت العملية و ما عاد بمقدوري رؤيته و الحديث معه؟! .. أريد معانقةَ "ريكس" ، فأنا لم أعانقهُ بعدْ خمس سنوات! .. أريد مشاركته الضحك ، أريد أن أغيظه و يغيظني ، أسخرَ منه ويسخر مني ، كان البارحةَ بجانبي ولكني لم أتزود منه ، تباً لي .

- هيا يا آنسة!

رفعت رأسي إليها ، حدقتُ فيها بعيني الغارقتين و همست

- عدلتُ عن رأيي ، لن أجري العملية!

حدقت بي الممرضة بغضب ، ثم التفتت إلى الممرضة قائلة بانفعال

- قومي بعملكِ سريعاً ، لن نضيعَ المزيدَ من الوقت .

أقتربت الممرضة مني و بيدها الحقنة! ، صرخت فيها باكية

- ابتعدي عني لا أريد إجراء العملية!

أقتربت مني ممرضتين أخرتين ، واحدةً منهما تربت على كتفي تحاول تهدأتي ، و الأخرى انضمت لمن تحاول حقني لمساعدتها .. صرختُ فيها

- أتركيني! .. أتركوني للحظة!

و بينما كنتُ أرجوهم الإنتظار .. سار المخدر في عروقي ، أثقلت أجفاني ، و فقدتُ وعي ..

============

كم من الوقت مضى؟ .. كم ساعةٍ مرت؟ .. هل عبرَ "ريكس" عند غرفة العمليات ينتظرني؟

ما حالي؟ .. ما حال "ريكس"؟!

فتحتُ عيناي بتثاقلٍ شديد ، و كل تلك التساؤلات تبادرت في رأسي .. أشعر ببعض التعب أيضاً ، أشعر بأعياءٍ شديد .
حركت رأسي المثقل بصعوبة ، جلت ببصري أبحثُ عن أحدٍ حولي ، حتى وقعت عيناي على أخي و "سارة"! .. فقط!

من أبحثُ عنه ليسَ هنا ..!

أقتربَ الإثنان مني ، قالا

- حمداً لله على سلامتك .

نطقتُ بصعوبة

- شكراً لكما .

قال "ألفريد" الذي بدت عليه سيماء الراحة

- كان الطبيبُ هنا منذُ قليل ، أخبرنا أن العملية نجحت بامتياز .. لكنكِ تحتاجين لبعض الوقت لتمارسي الحياة بشكلٍ طبيعي ، ستكونين بخيرٍ تماماً .
- جيد ، هل .. هل رأيتما "ريكس"؟ .. أحاول مكالمته منذ البارحة حتى الصباح ، لكنه لا يجيب!

تبادل "ألفريد" و "سارة" النظرات ، ثم قالت "سارة" وهي تنظرني

- كنتُ في المستشفى هذا الصباح و لكن لم أكن بالقرب من عيادته ، و لم أراه .
أعطني هاتفي إذاً .

قال "ألفريد" بصرامة

- يجبُ أن ترتاحي يا عزيزتي ، إنسي أمرَ "ريكس" الآن!

غرورقت عيناي و أنا أنظر إليه بقهر

كيفَ أنسى أمره؟! .. كيفْ؟ ، و هو الذي اهتم بأمري مذ أنْ علمَ بمرضي! .. اهتم بكل شيء كما لو أن الأمر أمرهُ لا أمري! .. لم ينثني عن مساعدتي للحظة ، كان واقفاً بجانبي دائماً ، يحييني كلما قاربتُ على الفناء!

لاحظ "ألفريد" دموعي ، فهمس

- "آماندا"!

أغمضت عيناي لتنحدرَ دموعي على وجنتي ، أشحتُ بوجهي عنه أبكي في صمت .. لا أعرفُ ما الذي أصابني! ، بتُّ كالطفلة عندما تتعلق بمن تحب! .. لن أهدأ و أرضى قبل أن أراهُ أو أسمعَ صوته!

أقتربت "سارة" مني أكثر و قالت و هي تمسحُ على رأسي

- إهدئي يا عزيزتي ، أرجوكِ لا تزعجي نفسك .. سأنظر أين يمكن أن يكون ، سأتصل به لأجلك .
- أرجوكِ "سارة" ، بسرعة .
- حسناً .

قالت ذلك و أخرجت هاتفها .. و أسرعت مغادرة إلى الخارج لتجري المكالمة .

لحقَ بها "ألفريد" ، و بقيت وحدي في الغرفة قلقة .. لما يختفي "ريكس" الآن؟! .. كلماته في رسالته تخيفني! .. "ريكس" كن بخير و اظهر قبالتي أرجوك .

بعد مضي دقائق ، فتحَ باب الغرفة .. وجهتُ نظري نحوه أترقب الداخل .. كانت أنفاسي متلاحقة ، و قلبي يدق بعنفٍ بين أضلعي .. أرجوكَ "ريكس" كن أنتَ خلفَ هذا الباب!

خاب ظني ، لأن من كان خلف الباب هو الطبيب و ليس "ريكس" ، حتى هذه اللحظة لم تأتي يا "ريكس" ، مالذي يمنعكَ عني!

أقترب الطبيب مني و الهدوء يكتسيه ، وقف ينظر إلي قائلاً

- كيف حالكِ الآن يا "آماندا"؟ ، بما تشعرين؟

نظرتُ إليه بحزنٍ شديد ، و أجبته بصوتٍ منخفض أقرب إلى الهمس

- أشعر بالتعب و الإعياء .
- لا بأس ، لم تمضي سوى ساعاتٍ فقط على العملية ، ستحتاجين لبعض الوقت لتتحسني .

لزمت الصمت ، لا رغبة لي في التكلم ، عقلي مشوش .. أفكاري ليست معي بل مع "ريكس"!

تذكرت فجأةً أنّ هذا الطبيب زميل "ريكس"! ، فرفعتُ رأسي إليه قائلة

- هل رأيتَ الطبيب "ريكس" هذا اليوم ؟ ، أحاول الوصول إليه لكنه لا يجيب على هاتفه!

سكنت تقاسيم وجه الطبيب و هو ينظر في عيني ، شعرت بالارتباك حينها و القلق .. لكنه سرعان ما قال

- غادر "ريكس" البارحة البلدة على عجل ، و لا أعرف إلى أين ذهب .

أدهشني ما سمعته!
"ريكس" غادر دونَ مقدماتٍ هكذا؟! .. لم يمضي أسبوعينٍ بعدُ على عمله هنا في ذاك المستشفى! .. لماذا يغادر؟!

قطبتُ جبيني و قلت

- حسناً .. لماذا غادر؟ ، و لماذا لا يجيبني على هاتفه؟
- لستُ أعلم!

سألته بعد تردد

- أنتَ واثقٌ من ذلك؟ .. لماذا لم يخبركَ ألى أين هو ذاهب؟

قال و قد علت نبرة صوته

- لم يقل شيئاً! ، ثم لا داعي للتفكيرِ به ، فكري بنفسكِ يا "آماندا"! ، لا تقلقي و لا تحزني .. لا تفكري و لا تغضبي ، فكري في تعافيكِ فقط .. حتى تتعافي سريعاً .

اكتسى الحزن ملامحي ، لما تريدون مني تجاهل "ريكس"؟! ، كيف يمكنني تجاهلهُ و هو أنفاسي التي أشهقها و أزفرها و أشهقها من جديد!؟ .. "ريكس" أين أنت؟!

أربكتني برسالةِ البارحة و غادرت تاركاً وراءكَ إمرأةً لاهثة ، تتوق إليك .. متعطشة لسماعكَ و النظر في عينيك ، أتشتاقُ الإختباء كما فعلتَ في الماضي؟! .. أتريد أن تعيدَ تلكَ الأيام و لذتها؟! ، قلبي لا يقوى يا "ريكس" .. لا يحتمل الكثير من الصدعات و النزف ، لا تبكيني بغيابك .. أرجوك .

~’~’~’~

حاولت كثيراً الوصول لـ "ريكس" في الأيام التالية ، و لكن لم أستطيع ، هاتفه مغلق و لا أعرف كيف أصل إليه!
سألتْ "سارة" عنهُ زملائه الأطباء .. و الجميع لا يعرفُ عنه شيئاً!

صار القلقُ يتملكني ، و التفكير فيه لا يفارقني ! .. كيف يمكن أن يختفي بهذه الطريقة!؟

و لماذا اختفى؟! ، و رسالته الأخيرة تلك! .. كان عليه الظهور بعدها ، لأخبره أني سامحته ، لأخبره أني كنتُ أتمناه كل تلكَ السنين! ، أنه لم يغادرني ، و كان ينبض بقلبي كلّ حين!

مضى شهران على إجراء العملية ، صرتُ أحسن حالاً مع الإلتزام بجرعات الدواء و التقيد بأوامر الطبيب ، عدا أن أنفاسي تضيق عندما أجهد بعض الشيء .. و أيضاً ، كلما خفقَ قلبي قلقاً و شوقاً لـ "ريكس"!

في يومٍ ما في الصباح ، كنتُ ذاهبةً و "سارة" لزيارةِ العيادة ، كان لي موعداً مع الطبيب للمتابعة و الإطمئنان على وضعي بعد العملية .. ذهبنا و دخلنا إلى العيادة ، و بعد إجراء الفحوصات و الإطمئنان على حالي ، قال الطبيب أني في تحسنٍ ملحوظ .. و طلب مني معاودة زيارته بعد شهر للمتابعة .

هممنا بالمغادرة ، و لكن سرعان ما توقفتُ مفكرة .. ثم نظرتُ للطبيب قائلة بهدوء

- لو سمحت ، ألم تسمع خبراً أو أي شيءٍ عن الطبيب "ريكس"!؟

نظرت إلي "سارة" بحزن .. نظرتُ إليها ، ثم عدتُ بنظري إلى الطبيب ، الذي ظل يحدق في وجهي للحظاتٍ بحيرة و صمت .. ثم قال أخيراً بهدوء

- لدي شيءٌ لكِ .. عثرنا عليه في جيب "ريكس" .

خفق قلبي خوفاً و قلقاً .. و قلت بوجلٍ استبد بي

- ماذا تعني بعثرنا عليه؟!

أطرقَ الطبيب برأسه ، ثم أخرجَ و رقةً مطويةً من درج مكتبه و مدها إلي .

نظرت إلى الورقة .. كانت متهالكة قليلاً! ، نظرتُ إلى الطبيب بخوف قبل أن ألتقطها بيدي المرتجفة
كان قلبي يدق بعنف .. سألته بصعوبة و كأن لساني عقد

- ما بها؟! .. و ما علاقتها بـ "ريكس"؟؟

أجابني الطبيب بصعوبة

- إفتحيها و اقرأي ما كتبَ فيها .

أحسستُ بضيقٍ شديدٍ و اعتصار ، في ما يحدث ما يريب .. و هذه الورقة ، لما هي متهالكة هكذا!؟
هل حصل مكروهٌ لـ "ريكس"!؟

لاحظت "سارة" ارتباكي الشديد ، فاقتربت مني و أمسكت بي قائلة

- هللا جلستي أولاً .

نظرتُ في عيني "سارة" و الربكة ترعدني ، همستْ قائلة

- اجلسي يا عزيزتي ، هيا!

جلستُ في مقعدي ، و حدقتُ في الورقةِ بإمعان .. كان عليها قليلٌ من التصبغات البنية اللون!
أغمضتُ عيني الهلعتين ، و أخذتُ نفساً محاولةً تمالك نفسي ، لكن هيهات!
كان قلبي يدق بعنفٍ بين أضلعي!

فتحتهما من جديد ، و فتحت الورقة بصعوبةٍ و بأنفاسٍ متلاحقة منهكة .
مررتُ عيناي بين السطور لأقرأ ما كتب .. و كلمةُ الطبيب تتردد في رأسي ( عثرنا عليه في جيب ِ "ريكس" )
و قرأتْ ..

( هذهِ وصيتي
إن عثرتم على هذا الجسد دون روح
فهذا قلبي ، أهبهُ لـ "آماندا"
في مستشفى ...
غداً ستجري عمليةً لزراعة القلب
خذوا قلبي لها
ليظل قطعةً بين جنبيها )

هذه الكلمات و قعت على رأسي كالصاعقة!

وصية؟! .. جسدٌ دون روح؟! .. خذوا قلبي لها؟! .. أهبهُ لـ ...!!؟

اغرورقت عيناي بالدموع و أنا أحدق في الكلمات ، شفتاي ترتجفان .. و قلبي ينتفض خوفاً بين أضلعي المرتعدة .
رفعتُ بصري نحو الطبيب ، ازدردتُ ريقي و سألتهُ بصعوبة

- ماذا تعني هذهِ الورقة؟!

و أضفتُ قائلةً بصوتٍ ضعيفٍ باكٍ

- أين "ريكس"؟

تنحنح الطبيب و قال و هو يتجنبُ النظر إلي

- الرسالةُ واضحة يا "آماندا" ، "ريكس" كتبَ هذه الورقة ، يبدو أنه تعمدَ قتلَ نفسهِ في حادثٍ مروري حتى يتبرعَ بقلبهِ لأجلك .. و لقد قمنا بتنفيذ الوصيةِ كما يريد .

انحدرت دموعي بغزارةٍ على وجنتي ، نظرتُ إلى "سارة" بعينينٍ ترتجيان .
قولي أنه كذب! ، قولي أنه كابوس .. قولي أي شيءٍ ينفي ما سمعت و ما قرأت!
لكن "سارة" لم تنفي ذلك .. بل وضعت يدها على شفتيها و عينيها اغرورقتا بالدموع .

ما كان مني إلى البكاء و النحيب ، ما كان مني إلى أن أعزي نفسي لفقده .. و أي فقد؟!
فقد "ريكس" الحبيب بالطريقة الصعبة!

لماذا "ريكس"؟! ، لما تهبني قلبك و ترحل؟!
أما تدري أن "آماندا" لا تحسن التنفس دون أنفاسك؟! .. لا تجيد الإبتسامةَ إلا في حضرتك؟
لا تعشق الحياة و هي خاويةٌ منك ، فاقدة لصوتك!

أيتها الحياة لم تعودي ربيعاً مزهراً و لا صيفاً دافئاً ، غادركِ "ريكس" العزيز و سرقَ الحلاوة منكِ ، كل ما فيكِ مثلج .. كل ما فيكِ سقيم ، فانٍ و هو يتنفس !
بل أن الأنفاس خبت حتى أعلن كل مافيكِ الموت !

غادرتُ غرفةَ الطبيب و الدموع لا تزال تنهمر من عيني ، غادرتها بصمتٍ في الظاهر و عصفٌ في الداخل .. كل ما حوته ذاكرتي لـ "ريكس" عادت به إلي ، شغبه .. ضحكاته .. اهتمامه .. لطفه و حبه ، و ابتسامته!

تذكرتُ ابتسامته الحزينة في تلك الليلة ، تذكرتهُ و هو يحتضن يدي بكفيهِ الدافئتين ، تذكرتهُ و هو يتحدث بهدوءٍ مريب

( أعتذر يا "آماندا" ، لن أستطيع أن أكونَ هنا غداً صباحاً )

كان يعرفُ أنه اللقاء الأخير ، كان يدركُ تماماً لما رسالتهُ تلك الرسالةَ الأخيرة! .. كان ينوي المغادرة
بل عزم الرحيل .. عزم على ترك قلبهِ ينبض بين جنبي باسمهِ ليزيد من لوعتي ، ليزيد من سقمي و ألمي!

"ريكس" ، إن وهبتني قلبكَ تكفيراً عن ذنبكَ فلقد ظلمتني ، بل أوجعتني و آلمتني
لا ذنبَ يحتمل هذه التضحية! ، بل لم يكن هناك ذنب! .. فلقد عفوت .. عفوت يا "ريكس"! أتريدني أن أعاني ذنب فقدك؟! .. أن ألوم نفسي فأجلدني تأنيباً و غضباً!؟ .. أتريد امتحاني في العيش دون ظلك؟

غادرتني يا "ريكس" لتجعلني أعاني فقدك .. غادرتني ..
و قررتَ أن تكونَ جزءً مني .. أن تكونَ نبضي ، الأكسجين الذي تحيا به العروق و الروح .. أنتَ بداخلي .. قلبٌ تسكنني ، تنبض كلما شهقت .. كلما صحوت .. كلما تقلبت أصغي إليكَ مع دقات قلبي .

أحبكَ "ريكس" .. أحبكَ حتى آخرَ أنفاسي ، حتى آخر نبضٍ ينبضه قلبكَ بي ، أنتَ و أنا .. نعانق جسداً واحداً .. جسدي سيظل يحتضنك حتى يبلى ، حتى يرتمى للثرى .. حتى تغادرني روحي إليك .



انتهت .


 


رد مع اقتباس
قديم 06-24-2019, 04:55 AM   #96


الصورة الرمزية مهابة
مهابة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1303
 تاريخ التسجيل :  Jun 2019
 أخر زيارة : 04-03-2021 (05:06 PM)
 المشاركات : 45,702 [ + ]
 التقييم :  150707
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkslateblue

اوسمتي

افتراضي



وربي انك قاسيه كيف قدرتي تكتبين كذا
صحيت البيت بصوت البكاء يحسبون صارلي شي
اكتبلك ويدي ترجف ياخي مره قسيه النهائيه
سوي جزء اخير خلي كل ذا حلم وانه جاءالصباح ونجحت العمليه وتزوجو وجابو اولاد وبنات


 


رد مع اقتباس
قديم 06-24-2019, 05:58 AM   #97


الصورة الرمزية انثى مختلفة
انثى مختلفة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 751
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 03-24-2020 (12:49 AM)
 المشاركات : 148,019 [ + ]
 التقييم :  699184
 الدولهـ
Saudi Arabia
 SMS ~
لوني المفضل : Black

اوسمتي

افتراضي



ليه كذا مرجانه
والله ماني قادرة اكتب شي


 
 توقيع :


امبرا تسلم ايديك ي قلبي على هذا الاهداء المميز


رد مع اقتباس
قديم 06-24-2019, 10:15 AM   #98


الصورة الرمزية واثـــ الخطوة ـــــق
واثـــ الخطوة ـــــق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:50 AM)
 المشاركات : 81,634 [ + ]
 التقييم :  455574
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Blue

اوسمتي

افتراضي



النهاية كنت متوقعها .. و سيناريو أليم جدا و رواية تستحق التقدير

رغم ألم النهاية

أصفق لك بحرارة

مبدعة .. مبدعة .. مبدعة ..


 


رد مع اقتباس
قديم 06-24-2019, 06:05 PM   #99


الصورة الرمزية وجه القمر
وجه القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 547
 تاريخ التسجيل :  Aug 2016
 أخر زيارة : 06-27-2019 (12:22 PM)
 المشاركات : 2,918 [ + ]
 التقييم :  15667
 الدولهـ
Canada
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



لا اصدق!!
لا اصدق!!

وخالقي لا استوعب كيف استطعتي كتابة هذه النهاية


اين كان قلبك يا مرجانة وانت تكتبين ما كتبته ؟؟؟

وربي ماقدرت اشوف الاسطر الاخيرة من الدموع


انتظر النهاية من اسابيع كي ابكي؟؟؟؟؟؟

مرجانة قررت ان اخنقك ^_^


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

مركز تحميل Top4toP


الامتدادات المسموحة: PMB | JPG | JPEG | GIF | PNG | ZIP

الساعة الآن 05:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.