الود و الطيبة و التعامل الراقي مع الناس

الود و الطيبة و التعامل الراقي مع الناس


في ليلة شديدة المطر، و الرياح الباردة تضرب بقوة، دخل رجل كبير السن مع زوجته إلى بهو فندق صغير في مدينة صغيرة في ولاية فيلادلفيا الأمريكية، في محاولة منهما للهروب من المطر و البرد و الرياح الشديدة. اقترب الزوجان من موظف الاستقبال للبحث عن غرفة يمضيان الليلة بها حتى تهدأ العاصفة. «هل لك أن تحجز لنا غرفة لليلة واحدة، لو سمحت؟» هذا ما قاله الرجل كبير السن لموظف الاستقبال، فرد عليه الموظف بكل أدب، ومع ابتسامة جميلة: يوجد في هذه المدينة الصغيرة ثلاثة مؤتمرات، وكل الغرف مشغولة، و لا توجد أي غرفة متاحة في الفندق.» و حين شعر الرجل كبير السن بالإحباط، تابع الموظف حديثه «لكنني لا يمكن أن أدع شخصين مثلكما لكي يعودا إلى المطر و البرد و العاصفة الشديدة. يمكنني أن أعطيكما غرفتي في الفندق، هي ليست غرفة جميلة، لكنها يمكن أن تفي باحتياجاتكما لليلة واحدة.»

هنا رفض الزوجان هذا العرض الكريم، لكن موظف الاستقبال أصر على عرضه، مؤكداً لهما بأنه سيتدبر أمره جيداً خلال هذه الليلة. و بعد معارضة شديدة من جانبهما، وافق الزوجان على أخذ غرفة موظف الاستقبال، لأن ليس لديهما خيار آخر متاح.
في الصباح، و حين كان الرجل العجوز يهم بدفع فاتورة الغرفة، توجه بحديثه إلى موظف الاستقبال قائلاً له: طريقة تعاملك معنا البارحة، تؤكد بأنه ينبغي أن تكون أنت مدير أحسن فندق.. ربما في يوم من الأيام أقوم ببناء فندق كبير لك لتديره.» نظر الموظف إليه، و ابتسم، ثم تبادلا حديثاً ضاحكاً، و خرج الزوجان وهما متفقان بأن موظف الفندق كان شخصاً استثنائياً و نادر الوجود.
مرت سنتان بعد هذه الحادثة، و تقريباً نسي موظف الفندق هذه الحادثة، لكنه تلقى رسالة من شخص كبير السن من مدينة نيويورك، يذكره بالقصة التي حدثت بينهما منذ سنتين، حين ساعده و زوجته بالحصول على غرفة الموظف، و يطلب من الموظف الحضور لزيارته في نيويورك. وحين التقى موظف الفندق الشاب مع الرجل كبير السن، أخذه الأخير إلى زاوية تقاطع شارع الجادة الخامسة مع شارع رقم 34 المعروف في نيويورك، و أشار للشاب إلى برج سكني ضخم يمتد للسماء، و قال له» هذا هو الفندق الذي شيدته من أجلك، لكي تديره!!» فقال له الشاب على الفور: «لابد أنك تمزح»، فقال له الرجل كبير السن، مع ضحكة ماكرة،» أؤكد لك بأني لا أمزح.» اسم الرجل كبير السن هو ويليام والدورف- آستر، و المبنى الضخم الذي كان يشير إليه كان هو المبنى الأصلي و الأول لسلسة فنادق والدورف آستوريا الفخمة و الشهيرة، و أصبح موظف الاستقبال (و اسمه جورج بولدت) أول مدير لهذا الفندق الفخم، و بالمناسبة تم قبل شهرين افتتاح أول فرع لهذا الفندق في دولة الإمارات العربية، و تحديداً في إمارة رأس الخيمة.
عزيزي القارئ، أنت لا تعرف ما يحمله لك المستقبل، لكن لا تخش أن تتواصل مع الناس، و مع قلوبهم، فأنت لا تعرف أي قلبٍ ستؤثر فيه.. اتخذ الود و الطيبة و التعامل الراقي مع الناس منهجاً لك في حياتك، فالحياة تواصل.

احسنت اخى الغارس

حياك الله


جزاك الله خيرا على الموضوع القيم المضمون

أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم

وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم

ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم

وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم

اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا

قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى

حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا


هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين

ودمتم على طاعة الرحمن

وعلى طريق الخير نلتقي دوما

اشكركم على المرور العاطر
امي فضيلة

اشكركم على المرور العاطر
عمرو