#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
المقاطعة العامة
☆ ٩ ☆
💎المقاطعة العامة💎 لما رأت قريش أن أمر الإسلام أخذ ينتشر ويعلو، وأن عدد المسلمين أخذ يزداد ويكثر، وأن محاولاتها لصد النبي ﷺ عن دعوته بات بالفشل، ولم تمنع من انتشار الإسلام، وأن مساوماتها لأبي طالب وابن أخيه محمد ﷺ قد قوبلت بالرفض، وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه من المسلمين في الحبشة، وأن حمزة بن عبد المطلب قد أسلم، وأن عمر بن الخطاب قد أسلم، وأن حمزة وعمر رضي الله عنهما صارا قوة في وجوه قريش، وأن الإسلام جعل يفشو في القبائل، وخافت قريش من استفحال الأمر. لهذا اجتمعوا واتفقوا أن يكتبوا بينهم كتاباً يتعاهدون فيه على بني هاشم، وبني المطلب، على أن لا ينكحوا إليهم، ولا يُـنكحوهم، ولا يبيعوهم شيئاً، ولا يبتاعوا منهم، وأن يضيقوا عليهم، ولا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله ﷺ للقتل، وكتبوا ذلك في صحيفة علقوها في جوف الكعبة، توكيداً على أنفسهم. فلما رأى أبو طالب تآلب قريش على ابن أخيه ﷺ قام في أهل بيته من بني هاشم، وبني المطلب، ودعاهم إلى حماية النبي ﷺ، وحياطته، والقيام دونه، فأجابوا إلى ذلك، وأجمعوا أمرهم أن يُـدخلوا النبي ﷺ معهم في شعب بني هاشم، حتى كفارهم، يمنعه ﷺ مسلمهم إيماناً، وكافرهم حمية، إلا أبا لهب فكان مع قريش. وكان ابتداء حصر بني هاشم وبني المطلب في شعب أبي طالب، في أول يوم من المحرم سنة سبع من البعثة، واستمرت المقاطعة ثلاث سنين، وفي فترة الحصار وُلد ابن عباس رضي الله عنهما، واشتد الحصار عليهم، ومُنع عنهم الطعام، حتى بلغهم الجهد، وسُمع أصوات صبيانهم بالبكاء من الجوع من وراء الشعب. وكان أبو طالب يخاف على رسول الله ﷺ، فكان إذا أخذ الناس مضاجعهم، أمره أن ينام في فراشه، حتى يراه من أراد به مكرا، فإذا نام الناس أخذ أحد بنيه أو إخوته أوبني عمه فأضجعه على فراش رسول الله ﷺ، وأمره أن يأتي بعض فرشهم فيرقد عليها. واشتد الأمر، وقطعت عليهم الأسواق، فكانت قريش لا تترك طعاماً يصل إلى مكة إلا بادروا إلى شرائه، حتى يقتل الجوع من في الشعب، فهلك من هلك من المحاصَرين، والرسول ﷺ لم يتوقف عن الدعوة خارج الشعب. وآذت قريش كل من اطلعوا على أنه يمد المحاصَرين بالمؤن والغذاء خفية، وكان ممن يمدهم بالطعام سراً حكيم بن حزام، ابن أخ خديجة رضي الله عنها، وهشام بن عمرو العامري، وكان أوصلهم لبني هاشم، فكان يأتي بالبعير ليلاً فيوقره طعاماً، ثم يضربه باتجاه الشعب، ويترك زمامه ليصل إلى المحصورين. واستمرت الأحوال الشديدة على أهل الشعب، حتى سعى في نقض الصحيفة، ورفع هذا الظلم، بعض أقارب من كان في الشعب، وكان في مقدمة هؤلاء هشام بن عمرو بن الحارث، والمطعم بن عدي، وزهير بن أبي أمية، وزمعة بن الأسود، وأبو البختري بن هشام. وكانت تربط هؤلاء ببني هاشم وبني المطلب صلات رحم.
|
08-02-2018, 12:52 AM | #3 | |
|
الله يكتب لك الأجر على ماقدمت
ويجعله فيِ موازين حسناتك |
|
|
|
|