جديد المواضيع
|
مقتطفات عآمة بحر الموضيع العامة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
آثار اعتقاد ربوبية الله على تحقيق العبودية
☆ ٥ ☆
💎 آثار اعتقاد ربوبية الله على تحقيق العبودية💎 من أحبه ربه جعل له واعظاً من نفسه ، وحبَّب إليه طاعته ، وكرَّه إليه معصيته ، وجعل حوائج الناس إليه : { قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{73} يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ{74} [ آل عمران/٧٣-٧٤]. والإنسان كالمريض إن كان فيه أمل في الشفاء حماه الطبيب مما يضره ، وأعطاه ما ينفعه وإن كان لا أمل في شفائه قال له : كل واشرب ما شئت لأنه لا أمل في شفائه: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ الأنعام/125]. فتعلَّم ذلك كله ، وتَعَبَّد بذلك لربك التعبد كله، وأفرده بما هو أهله، والزم قدرك، واعرف نفسك فهو الرب وأنت العبد وهو الخالق وأنت المخلوق وهو الغني وأنت الفقير وهو القوي وأنت الضعيف: { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [ غافر/64]. أفرِد ربك العظيم بما تفرد به من الكمال، وما اختص به من نعوت التعالي والكبرياء، وما توحَّد به من العظمة والملكوت والجلال والجبروت: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }[ الحشر / ٢٣ ] . وألزِم نفسك شاكلة العبودية لربك العظيم ، وذل الافتقار إليه في جميع الأوقات ووال ربك بالتوحيد والإيمان وحسن العبادة وأكثِر من ذكره وحمده وشكره ، واستغفره من كل تقصير فذلك شرفك وسبيل فلاحك في الدنيا والآخرة { إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} [آل عمران /٥١]. واعلم أن معرفة العبد بربه ، وشهوده انفراده بالربوبية من الخلق والأمر والملك والرزق والتدبير وأن ما شاء كان، ومالم يشأ لا يكون وأن مقاليد الأمور كلها بيده كل ذلك يوجب تعلق القلب بالرب وحده، والتوجه إليه، والاستعانة به، وتفويض الأمور كلها إليه, وعدم الالتفات إلى ما سواه {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } [ محمد/١٩]. فقف رحمك الله بين يدي ربك العظيم عابداً حامداً خاشعاً ذاكراً وكن مع خلقه داعياً ومعلماً ومحسناً ومربياً ، تكن بذلك من المفلحين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الحج/٧٧]. ربِّ نفسك على حب ما يحبه الله وافعله ، وبغض ما يكرهه الله واجتنبه ، وخذ بها إلى سبيل الرشاد وربِّ سواك بالنصح والتوجيه وحسن التربية والتعليم تَصلح وتُصلح وتربح وتؤجر : { وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3} [العصر/١–٣]. واعلم أن الله عزَّ وجلَّ يحب أسماءه الحسنى وصفاته العلى ويحب ظهورها في خلقه ولهذا أخبرنا الله بها ودعانا للاتصاف بها وعبادته بموجبها والثناء عليه بها. فهو الرب الكريم الذي يحب الكرم وأهل الكرم ، الشكور الذي يحب الشكر وأهل الشكر، العفوّ الذي يحب العفو وأهل العفو ، فكن أنت كذلك. ومقصود خلق الإنسان في هذه الحياة تحصيل الصفات التي يحبها الله ، والاتصاف بها , وعبادة الله بموجبها ، ودعاء الله بها ، ودعوة الناس إليها كما قال سبحانه : { وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } [ آل عمران/ ٧٩ ] .
|
05-13-2018, 12:02 PM | #5 |
|
|
|
05-13-2018, 12:03 PM | #6 |
|
|
|
05-13-2018, 12:03 PM | #7 |
|
|
|
05-14-2018, 12:07 AM | #8 | |
|
الله يكتب لك الأجر على ماقدمت
ويجعله فيِ موازن حسناتك . عبق الجــــــوريِ لـ روحك. |
|
|
|
|