#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ولسوف يعطيك ربك فترضى
تخرجت من الجامعة و التحقت بعمل ممتاز، وبدأ الخطاب يتقدمون إليّ، لكني لم أجد في أحدهم ما يدفعني للارتباط به
ثم جرفني العمل والانشغال به عن كل شيء آخر حتى بلغت سن الرابعة والثلاثين وبدأت اعاني من تأخر سن الزواج وفي يوم تقدم لخطبتي شاب من العائلة وكان أكبر مني بعامين، وكانت ظروفه المادية صعبة ولكني رضيت به على هذا الحال وبدأنا نعد الى عقد القران وطلب مني صورة البطاقة الشخصية، حتى يتم العقد فأعطيتها له، وبعدها بيومين وجدت والداته تتصل بي وتطلب مني أن أقابلها في أسرع وقت وذهبت إليها واذا بها تخرج صورة بطاقتي الشخصية، وتسألني هل تاريخ ميلادي في البطاقه صحيح فقلت لها نعم, فقالت إذا أنتي قربتي على الأربعين من عمرك, فقلت لها أنا في الرابعة والثلاثون, قالت الأمر لا يختلف فأنتى قد تعديتي الثلاثون، وقد قلت فرص انجابك وأنا أريد أن أرى أحفادي, ولم تهدأ الا وقد فسخت الخطبة بيني وبين ابنها ومرت علي ستة اشهر عصيبة ، قررت بعدها أن أذهب إلى عمرة لأغسل حزنى وهمي في بيت الله الحرام، وذهبت الى البيت العتيق وجلست أبكي وادعو الله أن يهييء لي من أمري رشدا, وبعد ان انتهيت من الصلاة، وجدت امرأة تقرأ القرآن بصوت جميل وسمعتها تردد الآية الكريمة ( وكان فضل الله عليك عظيما ) فوجدت دموعي تسيل رغما عني بغزارة فجذبتنى هذه السيده إليها وأخذت تردد علي قول الله تعالى : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) والله كأني لأول مرة أسمعها في حياتي، فهدئت نفسي وانتهت مراسم العمرة وقررت الرجوع الى موطني ، وجلست في الطائرة بجوار شاب ووصلت الطائره الى المطار ونزلت منها لأجد زوج صديقتي في صالة الإنتظار وسألناه عما جاء به للمطار فأجابني بأنه في انتظار صديق عائد علي نفس الطائرة التي جئت بها, ولم تمض لحظات إلا وجاء هذا الصديق فإذا به هو نفسه جاري في مقاعد الطائرة , ثم غادرت المكان بصحبة والدي وما أن وصلت إلي البيت وبدلت ملابسي واسترحت بعض الوقت حتى وجدت صديقتي تتصل بي وتقول لي إن صديق زوجها معجب بي بشدة، ويرغب في أن يراني في بيت صديقتي في نفس الليلة لأن خير البر عاجله وخفق قلبي لهذه المفاجأة غير المتوقعة، واستشرت أبي فيما قاله زوج صديقتي فشجعني علي زيارة صديقتي، لعل الله جاعل لي فرجا. وزرت صديقتي .. ولم تمض أيام أخري حتي كان قد تقدم لي، ولم يمض شهر ونصف الشهر بعد هذا اللقاء حتى كنا قد تزوجنا، وقلبي يخفق بالأمل في السعادة وبدأت حياتي الزوجية متفائلة وسعيدة، وجدت في زوجي كل ما تمنيته لنفسي في الرجل الذي أسكن إليه من حب وحنان وكرم وبر بأهله وأهلي غير أن الشهور مضت ولم تظهر علي أية علامات الحمل, وشعرت بالقلق خاصة أني كنت قد تجاوزت السادسة والثلاثين وطلبت من زوجي أن أجري بعض التحاليل والفحوص خوفا من ألا أستطيع الإنجاب, وذهبنا إلي طبيبة كبيره لأمراض النساء وطلبت مني إجراء بعض التحاليل وجاء موعد تسلم نتيجة أول تحليل منها، فوجئت بها تقول لي إنه لا داعي لإجراء بقيتها لأنه مبروك يامدام..أنتى حامل ! ومضت بقية شهور الحمل في سلام وإن كنت قد عانيت معاناة زائدة بسب كبر سني, وحرصت خلال الحمل على ألا أعرف نوع الجنين لأن كل مايأتيني به ربي خير وفضل منه, وكلما شكوت لطبيبتي من إحساسي بكبر حجم بطني عن المعتاد فسرته لي بأنه يرجع إلي تأخري في الحمل إلي سن السادسة والثلاثين . ثم جاءت اللحظة السحرية المنتظرة وتمت الولادة، وبعد أن أفقت دخلت علي الطبيبة، وسألتني مبتسمة عن نوع المولود الذي تمنيته لنفسي فأجبتها بأني تمنيت من الله مولودا فقط ولا يهمني نوعه.. فوجئت بها تقول لي: إذن مارأيك في أن يكون لديك محمد و عبدالله وفاطمة ! ولم أفهم شيئا وسألتها عما تقصده بذلك، فإذا بها تقول لي وهى تطالبني بالهدوء والتحكم في أعصابي، إن الله سبحانه وتعالى قد منَّ علي بثلاثة أطفال وكأن الله سبحانه وتعالى قد أراد لي أن أنجب خلفة العمر كلها دفعة واحدة رحمة بي لكبر سني, وأنها كانت تعلم منذ فترة بأني حامل في توأم لكنها لم تشأ أن تبلغني بذلك، لكي لا تتوتر أعصابي خلال شهور الحمل ويزداد خوفي فبكيت وقلت ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) قال الحق سبحانه وتعالى : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا )
|
10-16-2018, 09:48 PM | #2 | |
|
سبحان الله
لا تحزن اذا تأخر ما تتمنى حدوثه فأنت لا تدري ان الله يخبئ لك شيء يبكيك من شدة الفرح جداً راقت لي القصة .. انتقاء مميز اخوي amrlion يعطيك العافية على روعة القصة الله يسعدك لسموك |
|
|
10-18-2018, 04:26 PM | #4 | |
|
حياك الله جزاك الله خيرا على القصة الرائعة كل تاخيرة فيها الخير أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين ودمتم على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما |
|
|
|
|