#1
|
||||||||
|
||||||||
سيلفي الموت
استيقظت اليوم بنشاطي اليومي المعتاد،
وعلى نغمات «الست أم كلثوم » -رحمها الله- في رائعتها «ليلة حب».. كم أعشق صوتها الرخيم وإحساسها العميق، كانت تشدو وتبدع وقلبي يدندن معها «تعالا تعالا تعالا شوق العمر كله نعيشه من القلب الليلة دي»، وكعادتي لا يعكر صفوي شيء ولا يسيء لطقس يومي أحد. فتحت رسائلي لأرى جديدها، وأنا أسكب قليلاً من قهوة أعدت على نار هادئة وخُلطت بقرفة ناعمة وزنجبيل قوي الرائحة والمفعول؛ ليظهر لي على الشاشة صورة لطفلة نائمة، لم أقرأ ما كتب أعلى الصورة، كانت رسالة من قريبتي تطلب مني أن أرى أين بلغت حماقة إحداهن، وقد وضعت صورة لطفلتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كانت رضيعة ربما لم تكمل سنة واحدة من عمرها وقد فارقت الحياة، ( الأم الصالحة ) نشرت الصورة في إحدى المجموعات النسوية التي تضم الآلاف، نساءً ورجالاً، يتخفون بحسابات وهمية، وتطلب من الموجودات الدعاء لها، رضيعة شاحبة، مستلقية كغريق لفظه الموج من أعماق محيط غاضب.. صورة أقل ما يقال عنها مدمرة.. فقدت كل ذرة هدوء فيَّ، ولم أشعر حتى وجدتني أكتب هذا المقال. تمنيت لو أني لم أفتح الرسالة، ولا رأيت ما فيها، ولا اكتشفت وجود أُم كتلك على سطح الأرض. تذكرت أيضاً عندما قامت إحدى المراهقات بالتقاط صورة «سيلفي» مع جدتها المتوفاة، ومن ثم قامت بنشرها، راجية من أصدقائها الدعاء لها، أذكر أيضاً كيف انتفض في وجهها رواد الموقع الأزرق بقوة لتضطر لحذفها فيما بعد. هزلت يا أعزائي.. فعلاً هزلت. هزلت قيمة الحياة وقدسية الموت، وهيبة الارتباط والميثاق الغليظ، صارت حياة الناس مستباحة لكل متتبع، محب أو حاقد، والحقد أكثر وأعم، لم نعد نمتلك شيئاً يدعى الخصوصية، وهو ما كان من قبل سراً من الأسرار التي يحافظ عليها الزوجان ويحميانها بكل الحيل والوسائل من تدخل الآخرين واكتشافهم لها، فلا يعلم ما يجري داخل البيت سوى أصحابه، ولا يقرر في مصيره سواهم، بتفاصيلهم الصغيرة السرية التي تمنحهم شكلاً خاصاً وتضفي لعشرتهما ذوقاً مميزاً.. حتى جاء هذا الزمن الأغبر ليفقد كل ذلك معناه؛ لننتهك فيه خصوصياتنا بأيدينا ونسمح للأنوف الفضولية أن تنحشر بيننا وبين من نحب، ونجعل أغلب صراعاتنا بسبب غبائنا في التعامل مع العالم الافتراضي، فتنشر الزوجة تفاصيل حياتها مع زوجها؛ ما الذي قاله وما الذي لم يقله، وكيف يعاملها وماذا أهداها، وبماذا يفكران وكيف يعشقان، فلم يتبقَّ لهما من السرية سوى ما يقع داخل غرفة النوم، وربما نجد في القادم من الأيام من تحكي تفاصيل حياتها الحميمية، هذا إن لم تكن فعلاً من تفعل ذلك الآن، نأخذ صوراً ليس للذكرى أو لتخليد الحدث وشاعريته، بل لعرضها على بقية العالم، تفاخراً، وتنافساً حول من يحبها زوجها أكثر، ومن يمنحها الهدايا الأفخم، ومن تتقن فن المغازلة أكثر وأكثر.. ليقع ما يقع للسر عندما يخرج من قلبين ليستوطن الألسن.. فيفقد سريته ويصبح حديثاً بليداً مستهلكاً، وفاسداً.. يفسد الحياة ويفقدها جمالية الغموض. فكم من بيت هُدّ على رؤوس أصحابه بسبب صورة! وكم من زوجة أعمتها الغيرة بسبب تعليق إحداهن على صور زوجها ! وكم من زوج فارقه النوم وغشيه الشك بسبب إدمان زوجته على الهاتف! وكم من علاقة أبوة تصدعت بسبب منشورات أو صور لا ترضي الأب أو الأم! بلغت بنا الحماقة أن ننشر موت أحبائنا ومرضهم استجداء لتعليقات و»لايكات» أكثر، تباً «للايك» الذي يجعلنا مشوهين لا نملك من حياتنا شيئاً. صدقاً.. ! هل مات الانسان في داخلنا و باتَ مشوهاً لهذه الدرجة ..؟
|
04-02-2019, 09:55 PM | #2 | |
|
حياك الله ابنتي الغالية نيل الوادي مع الاسف الشديد هكذا اصبح عالمنا مكشوفا للعالمين نجد زوجة تقول ان زوجي كذا وكذا والله يحفظ زوجي هو تاج راسي ويحبني حبا جما وتقول كلمات لا تليق بامراة ان تقولها على الملا وما يزيدني غيضا من هؤلاء النسوة انهن يتغازلن بازواجهن على المواقع الاجتماعية ويا ليت كان غزلهن صحيح في بيت الزوجية ولكن فقط شو هكذا اصبح ت المواقع الاجتماعية كل واحدة تتفاخر فقط بما لديها مع الاسف الشديد لم تبقى اسرار الزوجية بين الزوجين سرا جزاك الله خيرا على الموضوع القيم المضمون أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين ودمتم على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما |
|
|
04-03-2019, 12:26 AM | #3 | |
|
للأسف زوجتى العزيزة
التكنولوجيا أصبحت وابل علينا وبلاء أفقدتنا الكثير من الأنسانية |
|
|
04-03-2019, 10:26 AM | #4 | |
|
اهلا بك غاليتي الانيقة نيل
هناك للاسف من يستخدم هذه التقنيات بشكل غير لايق نجد البعض ينشر مقاطع عدمت فيها الانسانيه نشاهد مقاطع التفاخر والتبذير مقاطع الدعايات والاعلانات لاستغلال الناس ببضاعة غير صالحة ولكن كل ما علينا هو تحكيم عقولنا ون نعي ان ليس كل شي صالح للنشراو للمشاهدة كل الشكر لك ول روعة طرحك ربي يعطيك العافية |
|
|
04-03-2019, 10:55 PM | #6 | |
|
للاسف نيل ان هذه المظاهر نراه وبكثرة هذه الايام مع مواقع التواصل والتطور
موضوع قيم حقاً ومهم .. ابدعت الانتقاء .. بارك الله جهودك .. الله يسعدك لكِ تقييمي وإعجابي و |
|
|
|
|