طاعون عمواس ..!!

بقلم خالد بن عبدالله ال هزاع الشمراني

يذكر التاريخ ان العالم الاسلامي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بوباء سُمي بطاعون عمواس نسبة الى القرية التي حصل الطاعون بها في فلسطين واسمها عمواس وتقع بين القدس والرملة حيث انتشر هذا الوباء بها ثم انتقل الى بلاد الشام وقد تسبب هذا الوباء في وفاة اكثر من عشرين الف شخص منهم: أبو عبيدة بن الجرّاح، وهو أمير النَّاس آنذاك في الشام، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن سهيل، وأشراف النَّاس، ولم يرتفع عنهم الوباء إِلا بعد أن وليهم عمرو بن العاص، فخطب النَّاس، وقال لهم: أيُّها الناس! إِنَّ هذا الوجع إِذا وقع إِنما يشتعل اشتعال النَّار، فتجنَّبوا منه في الجبال، فخرج، وخرج النّاس، فتفرقوا حتّى رفعه الله عنهم، فبلغ عمر ما فعله عمرو، فما كرهه.

لقد تأثَّر الفاروق وحزن حزناً عظيماً لموت قادته العظام، وجنوده البواسل بسبب الطَّاعون في الشَّام، وقد حاول قبل ان ينتشر هذا الوباء في اخراج المعافين كما انه خرج الى الشام ومعه المهاجرون، والأنصار حتّى نزل على حدود الحجاز والشَّام، فلقيه الامراء، فأخبروه: أنَّ الأرض سقيمةٌ، وكان الطَّاعون بالشَّام، فشاور عمر رضي الله عنه واستقرَّ رأيه على الرُّجوع.

وقد ورد في الطاعون ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : «إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فراراً منه ))

وبعد انجلاء الوباء ذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى بلاد الشام حيث مات عدد كبير من الصحابة رضوان الله عليهم واشرفبنفسه على التعامل مع الاثار التي خلفها هذا الوباء ومن ذلك المواريث. كما انه ولىّالولاة فعين عبد الله بن قيس على السَّواحل واستعمل معاوية على دمشق، ورتَّب أمور الجند، والقادة والنَّاس، وورَّث الأحياء من الأموات.

ان المـتأمل لقصة هذا الوباء وكيف تعامل امير المؤمنين مع هذه الازمة وادارها بمنتهى الحذر وتحمل المسؤولية في التعامل مع الازمة حيث لم يدخل هو ومن معه الى الشام عندما وقع بها الوباء كما انه حاول تدارك انتشار الوباء وتطويقه من خلال اخراج المعافين من ارض الوباء ليعطيناالعديد من الدروس والفوائد وخاصة بأن عالمنا يمر بأزمة عالمية صحية وهي انتشار وباء كورونا الذي حصد الآف الأرواح من مختلف الجنسيات، وأحدث هلعاً كبيرا في أوساط المجتمع الدولي ولا تزال الاسئلة تطرح عن هذا الفايروس ويواصل العلماء ابحاثهم لاحتواء هذا الوباء.

وتعمل الدول بشكل متسارع لاخذ كافة الاحتياطات لاحتواء هذا الوباء الذي لم تسلم منه حتى الدول الكبرى بعلمائها وبمصانعها ومستشفياتها ومعاملها الطبية .

وقد قامت حكومتنا الرشيدة بحزمة من الإجراءات الاحترازية في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة للسيطرة على فيروس كورونا المستجد.وهذا يتطلب من المواطن والمقيم التقيد بكافة التعليمات والارشادات التي تتطلب اخذ الحيطة والحذر من التجمعات والاختلاط بالاخرين منعاً لانتقال العدوى بين افراد المجتمع حتى يتم محاصرة هذا الوباء للحد من انتشاره .

حفظ الله بلادنا من كل شر وسوء.

طرح جميل و رائع يستحق الشكر و التقدير

بارك الله فيك و ننتظر منك الجميل و المميز دوما

تقديري لك