ننتظر تسجيلك هـنـا


جديد المواضيع



مقتطفات عآمة بحر الموضيع العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-01-2019, 12:32 AM
عاشق الوادى غير متواجد حالياً
Egypt     Male
SMS ~
اوسمتي
وسام المشرف المتميز فعالية الموضوع المميز 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل : Sep 2015
 فترة الأقامة : 3138 يوم
 أخر زيارة : 10-22-2021 (09:44 AM)
 الإقامة : الأسكندرية عروس البحر الأبيض ا
 المشاركات : 59,722 [ + ]
 التقييم : 166105
 معدل التقييم : عاشق الوادى has a reputation beyond reputeعاشق الوادى has a reputation beyond reputeعاشق الوادى has a reputation beyond reputeعاشق الوادى has a reputation beyond reputeعاشق الوادى has a reputation beyond reputeعاشق الوادى has a reputation beyond reputeعاشق الوادى has a reputation beyond reputeعاشق الوادى has a reputation beyond reputeعاشق الوادى has a reputation beyond reputeعاشق الوادى has a reputation beyond reputeعاشق الوادى has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

اوسمتي

افتراضي قلوب فاجرة



لقد اهتم العلماء بالقلوب اهتماماً كبيراً وصنفوا مؤلفات كثيرة في هذا الباب، وقسموا القلوب تقسيمات عدة، ومن خلال قراءتي في علم القلوب وجدت أن هناك قلباً لم يتحدث عنه العلماء وهو القلب الفاجر، وهو من أخطر القلوب، حيث خطره عظيم على الفرد والمجتمع؛ وذلك لأن القلوب الفاجرة تخرج أسوأ ما عندها من الأخلاق، حيث تظهر على جوارح صاحب هذا القلب كل علامات النفاق التي حذر منها الشرع الحنيف، فتراه إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإذا خاصم فجر، ولو تأملنا في هذه الصفات لوجدناها تهدم كل الأخلاق والقيم والسلوكيات الحميدة، بل لو اجتمعت كلها في إنسان لكان منافقاً خالصاً، قال صلى الله عليه وسلم: « «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر» »[1].
والقلب الفاجر له علامات ومظاهر، منها:
• إظهار زي الصالحين في الملأ وانتهاك المحارم في الخلوة: عد ابن حجر الهيتمي رحمه الله هذا الوصف كبيرة من الكبائر فقال: «الكبيرة السادسة والخمسون بعد الثلاثمئة: إظهار زي الصالحين في الملأ وانتهاك المحارم ولو صغائر في الخلوة»، واستشهد على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: « «لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثوراً، قال: ثوبان صفهم لنا يا رسول الله أو جلهم لنا لئلا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها» »[2].
وهذا الصنف المتجرئ على حرمات الله ولاسيما في الخلوة لم يقدر الله حق قدره، حيث يستخف بنظر الله إليه ويعظم نظر المخلوق إليه، فهو يستحيي من الناس ولا يستحيي من الله، ويبذل كل جهده في خدمة البشر وينسى أو يتكاسل في حق الله، أو يؤديه بغير إجادة وإتقان، يقول ابن القيم: «لم يقدر الله حق قدره من هان عليه أمره فعصاه، ونهيه فارتكبه، وحقه فضيعه، وذكره فأهمله، وغفل قلبه عنه، وكان هواه آثر عنده من طلب رضاه، وطاعة المخلوق أهم من طاعته. فلله الفضلة من قلبه وقوله وعمله. هواه المقدم في ذلك كله. المهم أنه يستخف بنظر الله إليه، واطلاعه عليه، وهو في قبضته، وناصيته بيده، ويعظم نظر المخلوق إليه واطلاعه عليه بكل قلبه وجوارحه، يستحيي من الناس ولا يستحيي من الله ويخشى الناس ولا يخشى الله، ويعامل الخلق بأفضل ما يقدر عليه، وإن عامل الله عامله بأهون ما عنده وأحقره، وإن قام في خدمة من يحبه من البشر قام بالجد والاجتهاد، وبذل النصيحة وقد أفرغ له قلبه وجوارحه، وقدمه على كثير من مصالحه حتى إذا قام في حق ربه قام قياماً لا يرضاه مخلوق من مخلوق مثله وبذل له من ماله ما يستحيي أن يواجه به مخلوقاً مثله. فهل قدر الله حق قدره من هذا وصفه؟»[3].
فصاحب القلب الفاجر لا يعبأ بنظر الله إليه فيخون في السر والعلانية، وخيانته في السر أشد وأكثر، فمن كان هذا فعله فسوف يفضحه الله ويهتك سره، يقول ذو النون المصري: من خان الله في السر هتك الله ستره في العلانية»[4].
• الاستهانة بسفك الدماء: الدماء مقدسة ومحرمة ولا يجوز - بل يحرم - التعدي على النفس البشرية مهما كان اعتقادها وفكرها إلا بالحق، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة» »[5]، وقد سبق الإسلام بتشريعاته القوانين الحديثة، وأصحاب الحضارات حيث قرر حقوق الإنسان، وخصوصاً الحفاظ على الدين والنفس والعرض، وأكد صلى الله عليه وسلم حرمة الدم في أكثر من موضع وأكثر من حديث، حتى وهو يودع الدنيا في خطبة الوداع يضع ما يشبه الوثيقة النبوية، وأعطى العالم كله ولاسيما المتشدقين بحقوق الإنسان درساً عملياً، حيث حافظ على حرمة الدم حتى في ساعة الحرب، وعصم دم الأبرياء الذين لم يسعروا نار الحرب أو يشاركوا فيها، وأصل قاعدة عظيمة في حرمة النفس بقوله: « «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» »[6]، وسار الصحابة ومن تبعهم على هذه القاعدة حيث يذكر الصديق رضي الله عنه جنده بحرمة التعدي على النفوس التي لها عصمة، بل وعلى الحيوانات والجمادات إلا لحاجة، حيث خرج أبو بكر الصديق يمشي مع يزيد بن أبي سفيان فقال له: «وإني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبياً ولا كبيراً هرماً، ولا تقطعن شجراً مثمراً، ولا تخربن عامراً، ولا تعقرن شاة ولا بعيراً إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلاً ولا تفرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن»[7].
ودستورنا الخالد القرآن الكريم يجعل قتل النفس - أي نفس - كقتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، قال تعالى: { {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} } [المائدة: 32].
فأين الغارقون في الدماء من هذا التحذير الإلهي أليس لهم قلوب يفقهون بها، أم هم من أصحاب القلوب الفاجرة؟!
• انتهاك الأعراض: حافظ الشرع الكريم على الأعراض فنهى عن انتهاك الأعراض بالقول والفعل، فكل قول يتأذى منه الإنسان فهو محرم: { {وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} }[الحجرات: 12]، { {وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ} } [الحجرات: ١١]، { {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ} } [الحجرات: ١١]، ثم إنه - سبحانه وتعالى - أوجب حد القذف ثمانين جلدة؛ زجراً ومحافظة على أعراض الناس، قال تعالى: { {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْـمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} } [النور: ٤][8]، فالألسنة الحداد تكون أحياناً أشد وقعاً من التعدي على الأبدان، فكلمة في عرض إنسان تجعله لقمة سائغة، يتلذذ بها المغتابون والنمامون، وتعكر صفو الحياة، وتكدر السلم الاجتماعي، مما يفقد المجتمعات الأمن والأمان، فالمنافق ابن سلول بكلمته الخبيثة وقذفه لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قلب المدينة رأساً على عقب وأحدث فتنة شعواء في أوساط الناس، وهذا يبين لنا خطورة الكلمة وأنها إذا خرجت من سخط الله على العبد لتصيب الأبرياء فإن صاحبها يعرض نفسه للهلكة، يقول صلى الله عليه وسلم: « «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنم» »[9]، ومن أفحش الربا - والكل يعرف عقوبة المرابي - ربا الأعراض، قال صلى الله عليه وسلم: «إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق»[10].
• الإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل: وإذا قيل للمفسد الفاجر اتق الله أخذته العزة بالإثم، وفوق ذلك أنه يخضع من حوله بزخرف القول غروراً، فينال إعجاب الناس، قال تعالى: { {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْـخِصَامِ 204 وَإذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْـحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ 205 وَإذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْـمِهَادُ} } [البقرة: 204 - 206]، وصاحب القلب الفاجر يملأ الأرض فساداً ويحدث فتناً يصبح الحليم فيها حيران، ثم إذا نهي عن فساده وبغيه ادعى أنه من الصالحين، قال تعالى: { {وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} } [البقرة: ١١]، والطامة الكبرى أن تلتبس الأمور عند الناس ويصفون - بل ويعتقدون - المفسد مصلحاً، والمصلح فاسداً، فيصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً وتختلط الموازين عند كثير من الناس!
• تطويع الدين: من أخطر علامات القلب الفاجر أن صاحبه يطوع الدين ليتناسب مع واقع الحضارة الغربية أو لخدمة وتنفيذ أوامر أسياده حفاظاً على منصبه وجاهه وطلباً للدنيا الزائلة، وذلك عن طريق تأويل بعض النصوص والتعدي على بعض الأحكام تحت دعوى معالجة ومسايرة الواقع.
• الازدواجية: من علامات صاحب القلب الفاجر أنه يتكلم بلسانين، ويتعامل بوجهين، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « «إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه» »[11].
وذو الوجهين الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها هو أشر الناس، قال القرطبي: «إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس»، وقال النووي هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة[12].
ومن كان ذا وجهين في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة، يقول صلى الله عليه وسلم: « «من كان ذا وجهين في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة» »[13].
• حب الشهوات: التي خرج صاحبها بها من نطاق الزينة: { {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْـمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْـخَيْلِ الْـمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْـحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْـمَآبِ} } [آل عمران: 14]، إلى نطاق العشق؛ فأشرب قلبه حب الشهوات كما أشرب بنو إسرائيل حب العجل في قلوبهم.
وسبب هذه الازدواجية كذلك مرض القلب أو موته؛ لأن القلب ملك الأعضاء، فإذا كان ضعيفاً أو ميتاً فإن الجوارح لا قيمة لها، فكل صلاح لا بد أن يبدأ من الداخل (القلب)كي نصلح الخارج، فالقلب هو المتحكم في مخرجات الأعمال؛ لذا قال صلى الله عليه وسلم: « «ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» »[14]، فحياة القلب وإشراقه بالإيمان حياة للكون كله، يقول ابن القيم: «حياة القلب وإشراقه مادة كل خير فيه وموته وظلمته مادة كل شر فيه، وأصل كل خير وسعادة للعبد بل لكل حي ناطق: كمال حياته ونوره، فالحياة والنور مادة الخير كله قال الله تعالى: { {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} } [الأنعام: 122]، فجمع بين الأصلين: الحياة والنور، فبالحياة تكون قوته وسمعه وبصره وحياؤه وعفته وشجاعته وصبره وسائر أخلاقه الفاضلة ومحبته للحسن وبغضه للقبيح، فكلما قويت حياته قويت فيه هذه الصفات، وإذا ضعفت حياته ضعفت فيه هذه الصفات، وحياؤه من القبائح هو بحسب حياته في نفسه، فالقلب الصحيح الحي إذا عرضت عليه القبائح نفر منها بطبعه وأبغضها ولم يلتفت إليها بخلاف القلب الميت فإنه لا يفرق بين الحسن والقبيح... وكذلك إذا قوي نوره وإشراقه انكشفت له صور المعلومات وحقائقها على ما هي عليه فاستبان حسن الحسن بنوره وآثره بحياته، وكذلك قبح القبيح، وقد ذكر سبحانه وتعالى هذين الأصلين في مواضع من كتابه فقال تعالى: { {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـَـاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} } [الشورى: 52]، فجمع بين الروح الذي يحصل به الحياة والنور الذي يحصل به الإضاءة والإشراق»[15].
وحياة القلب وإشراقه في معرفة الله تبارك وتعالى، والمعرفة لا تتحقق إلا بوحي، والوحي الذي جمع المعارف كلها والهدايات وكل العلوم النافعة للدنيا والآخرة هو القرآن، فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة وما كل أحد يؤهل للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب العالمين الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها؟! قال تعالى: { {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِـمِينَ إلَّا خَسَارًا} } [الإسراء: 82][16].
وعلاج هذا القلب الفاجر أن يعرف صاحبه هدفه وقيمته ويتعالى بنفسه عن سيئ الأخلاق، فهو عبد حر لله لا يحتاج إلى تملق الناس ولا أن يقابلهم بازدواجية اللسان أو الوجه، فما عند الله لا ينال إلا بطاعته، فالأمر بيد الله - سبحانه وليس بيد أحد. فمن عرف قيمته، وقام بواجبه، ورعى أمانته حق رعايتها، وحمل رسالته الإلهية الثقيلة، شمخت نفسه بها وترفع عن الدنايا والسفاسف، وربأ بنفسه وأهاب بها من النزول إلى مستوى الطغام والتشبه بالبهائم في نيل الشهوات[17].
ولا يُذهب فجر هذه القلوب - بالإضافة إلى ما سبق - إلا حب مقلق أو خوف مزعج، فالحب يوجب حركة النفس وشدة طلبها والنفس خلقت متحركة بالطبع كحركة النار فالحب حركتها الطبيعية فكل من أحب شيئاً من الأشياء وجد في حبه لذة وروحاً، فإذا خلا عن الحب مطلقاً تعطلت النفس عن حركتها وثقلت وكسلت وفارقها خفة النشاط، ولهذا تجد الكسالى أكثر الناس هماً وغماً وحزناً ليس لهم فرح ولا سرور، بخلاف أرباب النشاط والجد في العمل أي عمل كان، فإن كان النشاط في عمل هم عالمون بحسن عواقبه وحلاوة غايته كان التذاذهم بحبه ونشاطهم فيه أقوى[18].
ومن علاج هذه القلوب الفاجرة أيضاً: الخوف المزعج الذي يمنع صاحبه من ارتكاب ما يسخط الله، فالقلب الخائف والمحب ليس له قبلة إلا إرضاء الله وإن سخط عنه الناس، فقلبه متعلق بمربوبه ومحبوبه توكلاً وإنابة وخشية ورجاء، فإذا اتصفت القلوب بهذه الصفات ستصبح قلوباً مخبتة تؤثر الآخرة على الدنيا وعندها لا تتكلم إلا بلسان واحد - لسان الحق، وبوجه واحد - وجه الصدق، وذلك لأن قلبه وصل إلى حقيقة: { {قُلِ اللّهُمَّ مَالِكَ الْـمُلْكِ تُؤْتِي الْـمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْـمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْـخَيْرُ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} } [آل عمران: 26].



 توقيع :



كل الشكر للمبدعة أنثى مختلفة على التوقيع والرمزية

رد مع اقتباس
قديم 03-01-2019, 05:03 PM   #2


الصورة الرمزية الغارس
الغارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1025
 تاريخ التسجيل :  May 2018
 أخر زيارة : 08-13-2022 (12:26 PM)
 المشاركات : 46,177 [ + ]
 التقييم :  140354
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي



موضوع رااائع عاشق الوادى


 
 توقيع :


رد مع اقتباس
قديم 03-02-2019, 11:25 PM   #3


الصورة الرمزية انثى مختلفة
انثى مختلفة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 751
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 03-24-2020 (12:49 AM)
 المشاركات : 148,019 [ + ]
 التقييم :  699184
 الدولهـ
Saudi Arabia
 SMS ~
لوني المفضل : Black

اوسمتي

افتراضي



الله يكتب لك الأجر على ماقدمت
ويجعله فيِ موازين حسناتك


 
 توقيع :


امبرا تسلم ايديك ي قلبي على هذا الاهداء المميز


رد مع اقتباس
قديم 03-03-2019, 03:30 AM   #4


الصورة الرمزية أحلام منسية
أحلام منسية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 766
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 04-25-2020 (04:51 AM)
 المشاركات : 149,568 [ + ]
 التقييم :  588940
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black

اوسمتي

افتراضي



اللهم جمل قلوبنا بحسن الخلق
يعطيك الف عافيه اخوي عاشق
جعله في موازين حسناتك
تقديري لروحك


 
 توقيع :





رد مع اقتباس
قديم 03-03-2019, 11:29 PM   #5


الصورة الرمزية عاشق الوادى
عاشق الوادى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : 10-22-2021 (09:44 AM)
 المشاركات : 59,722 [ + ]
 التقييم :  166105
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



كل الشكر الغارس مرورك المميز


 


رد مع اقتباس
قديم 03-03-2019, 11:30 PM   #6


الصورة الرمزية عاشق الوادى
عاشق الوادى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : 10-22-2021 (09:44 AM)
 المشاركات : 59,722 [ + ]
 التقييم :  166105
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



كل الشكر أنثى مختلفة مرورك الرائع


 


رد مع اقتباس
قديم 03-03-2019, 11:30 PM   #7


الصورة الرمزية عاشق الوادى
عاشق الوادى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : 10-22-2021 (09:44 AM)
 المشاركات : 59,722 [ + ]
 التقييم :  166105
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



كل الشكر أحلام منسية مرورك المميز


 


رد مع اقتباس
قديم 03-03-2019, 11:43 PM   #8


الصورة الرمزية نيل الوادى
نيل الوادى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1265
 تاريخ التسجيل :  Jan 2019
 أخر زيارة : 06-29-2019 (12:17 PM)
 المشاركات : 7,752 [ + ]
 التقييم :  45734
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي



جعله في موازين حسناتك
تقديري لروحك


 
 توقيع :


رد مع اقتباس
قديم 03-04-2019, 03:40 PM   #9


الصورة الرمزية عاشق الوادى
عاشق الوادى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : 10-22-2021 (09:44 AM)
 المشاركات : 59,722 [ + ]
 التقييم :  166105
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



كل الشكر نيل الوادى
مرورك المميز


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

مركز تحميل Top4toP


الامتدادات المسموحة: PMB | JPG | JPEG | GIF | PNG | ZIP

الساعة الآن 03:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.