ننتظر تسجيلك هـنـا


جديد المواضيع



نسائمُ روحانيةِ { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } كل ما يتعلق بديننا الاسلامي الحنيف ، مواضيع دينيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-14-2021, 04:26 PM
ديہم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 1670
 تاريخ التسجيل : Sep 2021
 فترة الأقامة : 927 يوم
 أخر زيارة : 09-16-2021 (01:00 AM)
 المشاركات : 111 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : ديہم is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أنفاس لا تعود






﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [الفرقان: 61، 62]، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا...

أما بعد:
عباد الله: يُحكى أن رجلًا كان يحاسب نفسه، فحسب يومًا سني عمره، فوجدها ستين سنة، فحسب أيامها فوجدها، واحدًا وعشرين ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ صرخة وخرّ مغشيًا عليه، وبدأ يتأمل سرعة مضي الأيام والساعات، وفي ماذا كانت تستغل ويفعل فيها، هل أمتلأت حسنات أم ضاعت هنا وهناك.

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ».

أيها المسلمون:
يعيش كل واحد منا في نعمة عظيمة، لا يعلم قدرها إلا من فارق هذه الدنيا، وهذه النِّعمةُ سببٌ للفوز والفلاح لمن اغتنمها، وسبب للخسارة والندامة لمن ضيَّعها، إنها نعمة الوقت، نعم الوقت هو الحياة، ولعظم الوقت ومكانته أقسم الله تعالى به في القرآن الكريم، فأقسم بالفجر، والضحى، والعصر، بل أقسم تعالى بالزمن كُلِّه ليله ونهاره، قال تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى [الليل: 1، 2].

والعبد منذ أن استقرَّت قدماه في هذه الدنيا فهو مسافر إلى ربه، ومُدَّة ُسفَرهِ هي عُمُرُه ووقتُه وهذه الأنفاس التي كتبت له، قال الحسن البصري - رحمه الله تعالى -: "ابْنَ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ وَكُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ".

ومن أعظم نعم الله على العبد، طول العُمُر مع صلاح العمل، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟، قَالَ: « مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ »، قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟، قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ».

أيها المسلمون:
الرابح الحقيقي في هذه الدنيا من اغتنم أوقاته في كل ما يقرب من ربه تبارك وتعالى، بأحب شيء لله تعالى وهي الفرائض ثم يتزود من النوافل، والمغبون الحقيقي من فرط في لحظاته وضاعت أنفاسه في كل ما يبعده عن ربه تباك وتعالى،عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ ».

كان السلف رحمهم الله تعالى يغتنمون أعمارهم ويعمرون أوقاتهم بما يرضي ربهم، فتجدهم بين صلاة وصيام وصدقة وإحسان وبر وصلة رحم، وتلاوة وقرآن، وتنوع في الطاعات وحفظ للأوقات.

قال الحسن رحمه الله: "أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانَ أَحَدُهُمْ أَشَحَّ عَلَى عُمُرِهِ مِنْهُ عَلَى دَرَاهِمِهِ وَدَنَانِيرِهِ".

أيها المسلمون:
لئن كان العملُ مجهدةً فإن الفراغ مفسدة
إن الفراغ والشباب والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة
وهذه النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والموفق من وفقه الله واغتنم وقته، والمحروم من حُرم بركةُ وقتهِ وكان أمره فرطا، يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى: (( إذا رأيت وقتك يمضي وعُمُركَ يذهب وأنت لم تنتج شيئًا مُفيدًا ولا نافعا، ولم تجد بركةً في الوقت، فاحذر أن يكونَ أدركَكَ قولُه تعالى:﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا..

أما بعد:
عباد الله... الدنيا وقتها قصير ولابد من الرحيل، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ، إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ»، وقال تعالى: ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها [النازعات: 46]؛ أَيْ: إِذَا قَامُوا مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَى الْمَحْشَرِ يَسْتَقْصِرُونَ مُدَّةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا حَتَّى كَأَنَّهَا عِنْدَهُمْ كَانَتْ عَشِيَّةً مِنْ يَوْمٍ أَوْ ضحى من يوم.

فكن غيورا على وقتك، حريصًا على لحظات أنفاسك، حتى لا تندم ساعة لا ينفع الندم، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غربت شمسُه نقصَ فيه أجلي ولم يزد فيه عملي".

واعلموا عباد الله أنكم غدا بين يدي الله موقوفون وعن أوقاتكم مسؤولون، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ..... » الحديث.

ولنعلم أن الوقت المفقود أنفاس لا تعود، فاغتنموا أعماركم بجمع الحسنات ورفع الدرجات وبكل ما يقرب من رب الأرض والسموات فالأيام معدودة والأنفاس محدودة، ﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون: 11].

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].

وَقَالَ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".



 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 01-01-2022, 07:28 AM   #2


الفارس عبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1703
 تاريخ التسجيل :  Jan 2022
 أخر زيارة : 01-01-2022 (09:47 AM)
 المشاركات : 32 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي



جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
دمت بِ سعآدة لا تنتهي


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 03-29-2022, 03:13 AM   #3


جوري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1621
 تاريخ التسجيل :  Mar 2021
 أخر زيارة : 05-22-2022 (01:17 AM)
 المشاركات : 1,520 [ + ]
 التقييم :  3487
لوني المفضل : Purple

اوسمتي

افتراضي



جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْر . . .
وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِيمَا قَدَّمَتْ
دُمْتُ بِرِضَى اَللَّهِ وَإِحْسَانِهِ وَفَضْلِهِ
~


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 03-29-2022, 08:02 AM   #4


هدوء . غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1727
 تاريخ التسجيل :  Mar 2022
 أخر زيارة : 03-17-2024 (01:28 PM)
 المشاركات : 62,992 [ + ]
 التقييم :  193709
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Black

اوسمتي

افتراضي



بارك الله فيك


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

مركز تحميل Top4toP


الامتدادات المسموحة: PMB | JPG | JPEG | GIF | PNG | ZIP

الساعة الآن 05:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.