ننتظر تسجيلك هـنـا


جديد المواضيع



مقتطفات عآمة بحر الموضيع العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-21-2018, 12:02 PM
الغارس غير متواجد حالياً
لوني المفضل أ‌أ‡أ‘أ›
 رقم العضوية : 1025
 تاريخ التسجيل : May 2018
 فترة الأقامة : 2136 يوم
 أخر زيارة : 08-13-2022 (12:26 PM)
 المشاركات : 46,177 [ + ]
 التقييم : 140354
 معدل التقييم : الغارس has a reputation beyond reputeالغارس has a reputation beyond reputeالغارس has a reputation beyond reputeالغارس has a reputation beyond reputeالغارس has a reputation beyond reputeالغارس has a reputation beyond reputeالغارس has a reputation beyond reputeالغارس has a reputation beyond reputeالغارس has a reputation beyond reputeالغارس has a reputation beyond reputeالغارس has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مجرد تراب....





مجرد تراب....

عندما دخلت الفندق, استلقيت على الفراش محاولاً أخذ قسطاً من الراحة.
نهضت على الفور بعدما رأيت ساعة الجدار تقترب من السادسة. أدركت أني تأخرت عن صلاة العصر، خلعت بعض ملابسي ثم توضأت، وقررت أن أصلي العصر ركعتين.
لم أجد أي إشارة تدل على جهة القبلة، أمسكت بالهاتف المحمول لعله يدلني , لم أجد فيه اسم المدينة التي أنزل بها.
ضغطت على زر يوصلني بإدارة الفندق. جاءتني إحدى العاملات بابتسامة رقيقة. طلبت منها تحديد جهة الشمال.
صليت إلى الجهة التي حددها لي الهاتف المحمول، فتحت حقيبتي لأستخرج منها قميص أرتديه أثناء نومي.
لاحظت على الحقيبة شيئاً عجيباً تعلق بإحدى عجلاتها، كمية كبيرة من الطين, لا أذكر من أين. هل من الطائرة؟ هل من سيارة الأجرة التي حملتني من المطار إلى الفندق؟ هل من الفندق نفسه؟ أظن أن كل ذلك مستحيل. كل ذلك كان نظيفاً تماماً، بل أكثر من أن يترك أثراً على الحقيبة.
حبست كل أفكاري, شيدت سوراً عالياً حول ذاكرتي, لم أسمح بهروب أي معلومة من عقلي. أنه من طين بلدي. تذكرت, لقد سحبت الحقيبة هناك على حفرة بها ماء راكد أثناء ذهابي لأصعد سلم الطائرة، لابد أن قطعة الطين من تلك الحفرة.
تعجبت كيف سمح رجال المطار في بلدي الحبيب بمرور الطين أمامهم؟! بل الأعجب كيف سمح رجال مطار الدولة المضيفة بمرورها أمام أعينهم؟!! أين أجهزتهم المتطورة؟!! ألم ترَ كل هذه الكمية من الطين؟!! إنها تزيد عن الخمسين جراماً, كيف لم يكتشفوها أو كيف يسمحوا بدخولها إلى بلدهم بدون تصريح ؟!!
هممت أن أنزع الطين من عجلة الحقيبة.
لكن نفسي صاحت : ( كيف تجرؤ على نزع طين بلدك لترميه؟ ).
حمدت الله أنني بالغرفة بمفـردي فلو رآني أحدهم وأنا أضحك على صياح نفسي لاتهمني بالجنون.
ـ يا نفس إنه مجرد تراب … اختلط ببعض الماء الراكد فصار طيناً.
ـ وهذا يزيد صياحي, ليس تراب فقط! إذن هو بعض تراب بلدك وبعض مائه … أيهون عليك حتى تفرط فيهما بهذه السهولة؟
ـ لكنه الآن مجرد تراب تعلق بالحقيبة ويجب عليَّ إزالته!
أجابت نفسي المتفلسفة:
ـ من يفـرط في ذرة من تراب بلده يفـرط في شبر منها ومن يفـرط في شبر يفـرط في … .
ـ رويدك أيتها النفس المتحذلقة … أنا هنا غريب في هذه الدولة, وما جئت إلا في مهمة تجارية بحتة، وأنت تعلمين أنني لستُ من الساسة ولست من العسكر, وليس للطين ولا للتراب أي دخل في مهمتي.
دفعتني إلى المقعد القريب وكأنها اصطادت خطأً رهيباً صاحت بصوت أعلى من السابق:
ـ الحمد لله لقد اعترفت بنفسك … إذن لماذا تتدخل فيما لا دخل لك فيه … دع تراب البلد وماءه للساسة وللعسكر ولا تفـرط بشيء منهما واهتم بمصالحك التجارية التي قدمت من أجلها.
نظرت حولي بحثت عن مرآة لعلي أصفع فيها تلك النفـس طويلة العبارة سليطة البيان.
ـ يا نفـس إنه مجرد تراب؟ … فلماذا كل هذه القصة؟
عادت لتقاطع تفكيري … احتوتني بنظرة شرسة ثم أعقبتها بنظرة أكثر شراسةٍ من الأولى بدأتها من أخمص قدمي حتى مفـرق رأسي . ثم توشحت لباس الحكيم وهي تقول:
ـ كل إنسان مسئول عن تراب بلده سواء كان من الساسة أو من العسكر أو من التجار … أو أي شيء آخر، أنت تفـرط في حبات من تراب بلدك لأنك لا تستطيع أكثر من ذلك.
ـ يا نفـس, دعك من هذا كله … ارحميني من سفسطائيتك … أريد أن أستريح … ينتظرني عمل شاق. منذ أن خرجت من بلدي ولم أنم … ألا تقدري أني لم أنم منذ أكثر من يومين؟
صرخت … ( كاد صوتها يأتي بعاملة الفندق أو أحد حراسه ) :
ـ أتريد النوم؟! … أتريد الراحة؟! … خارت العزائم … هلك الأبطال … استيقظ يا رجل … تراب بلدك يضيع في تلك الدولة وأنت تنام!
تركت جسدي يسقط على الفراش :
ـ يا نفس لقد مللت حديثك … فقط أريد النوم ولعلي بعد أن أستيقظ أناقش معك تلك القضية التي عجزت عن فهمها.
ـ يا هذا أنسيت أن من أجل حفنة تراب تراق الدماء ويسقط الرجال ؟… يا هذا قم ولا تفرط في تراب بلدك وتتركه لهؤلاء القوم
إنهم إما أهانوه فألقوه في القمامة, أو أخذوه إلى معاملهم ليحللوا عناصره وليعرفوا ما الذي يحتويه من معادن ومن خيرات, يا هذا ألم تزعم يوماً أنهم من تركيب التربة يعرفون طباع ساكنيها فيعــدوا نظرياتهم للسيطرة على تلك العقول وذلك التراب؟
طار النوم من عيني ولا أدري لأي مكان طار … تعجبت لفلسفة نفسي … أدخلت الحيرة بالفـعل على عقـلي … هل أقوم وأنزع قطعة الطين وأحفظها حتى أعيدها إلى وطني؟ … أم أضرب بفلسفتها عرض الحائط وألقي بقطعة الطين في سلة المهملات الجاثمة أمامي؟
لاحظت أن سلة المهملات تغازلني… تغمض عين واحدة وتبتسم لي لعلي أقع في حبائلها وألقي في جوفها بالصيد الثمين.
وجم ثلاثتنا أنا ونفسي وسلة المهملات … .
طرقٌ خفيفٌ على باب الغرفة … .
أصدرتُ صوتاً يسمح بدخول الطارق.
دلفت عاملة الفندق … في إحدى يديها صحف عربية و أجنبية. في يديها الأخرى بعض الحلوى والشطائر محمولة على صفحة ذهبية مرصعة بقطع من الزجاج البراق … على الصفـحة بطاقة صغيرة مكتوب عليها بخط عربي واضح ( نتشرف بخدمتك ).
لاحظت العاملة شيئاً اندفعت إليه، كاد أن يسقط منها كل ما تحمل, لولا أنها تداركت نفسها فوضعته على الطاولة الوحيدة الموجودة بالغرفة.
لم تقل لي شيئاً, لكنها خرجت مسرعة، وبنفس السرعة عادت. حملت معها جهاز كهربائي صغير, وجهته إلى الحقيبة، وبالتحديد إلى قطعة الطين, ضغطت على زر, ابتلع الجهاز قطعة الطين.
ابتسمت الفتاة ثم انحنت قليلاً أمامي معتذرة في خبث حاملة داخل أحشاء جهازها الصغير قطعة الطين, ثم خرجت.
لم أدرِ هل أضحك على المحاورة السابقة مع نفسي أم أحزن لأني لم أحافظ على تراب بلدي.
أخيراً استلقيت على الفراش ووضعت مزلاج باب الغرفة على وضع النوم.
ابتسمت وأنا بين النوم واليقظة فليس مهمتي في تلك البلاد الغريبة المحافظة على التراب. وليس خطأي أن عاملة الفندق اجتثتها من الحقيبة. إنما خطأ من سمح لتراب بلده بأن يخرج من بين أيديهم وتحت أنظارهم.
فكرت وأنا أهم بولوج بوابة الغطيط بأن كل ما حدث لا يعدو إلا محاورة مع النفس من أجل مجرد تراب.

مما تصفحت للكاتب و المؤلف:
أبو إسحاق مصطفى آل زكي.



 توقيع :

رد مع اقتباس
قديم 10-21-2018, 09:06 PM   #2
عذب الكلام


الصورة الرمزية عذب الكلام
عذب الكلام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1187
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 05-10-2023 (02:16 PM)
 المشاركات : 46,176 [ + ]
 التقييم :  334423
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 SMS ~
إبتسم رغم الظروف
فسبحآنْ منْ جعـَـل آلآبتسآمة
فيَ دّيَنْنْآ عـَـبآدّة وعـَـليَهآ نؤجر❤..
لوني المفضل : Black
افتراضي



متألق احسنت الانتقاء... شكراً لجمااالك


 
 توقيع :


رد مع اقتباس
قديم 10-24-2018, 08:52 AM   #3


الصورة الرمزية الغارس
الغارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1025
 تاريخ التسجيل :  May 2018
 أخر زيارة : 08-13-2022 (12:26 PM)
 المشاركات : 46,177 [ + ]
 التقييم :  140354
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي



اشكركم ع المرورعلى الموضوع

سلطان زمانه



 


رد مع اقتباس
قديم 10-24-2018, 07:29 PM   #4


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي










حياك الله

جزاك الله خيرا على الموضوع القيم المضمون


أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم


وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم


ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم


وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم


اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا


قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى


حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا




هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين


ودمتم على طاعة الرحمن


وعلى طريق الخير نلتقي دوما




 
 توقيع :






كل الشكر لابنتي الغالية انثى مختلفة على التوقيع والرمزية



رد مع اقتباس
قديم 10-25-2018, 02:34 PM   #5


الصورة الرمزية الغارس
الغارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1025
 تاريخ التسجيل :  May 2018
 أخر زيارة : 08-13-2022 (12:26 PM)
 المشاركات : 46,177 [ + ]
 التقييم :  140354
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي



اشكركم ع المرورعلى الموضوع


الاستاذة فضيلة


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

مركز تحميل Top4toP


الامتدادات المسموحة: PMB | JPG | JPEG | GIF | PNG | ZIP

الساعة الآن 07:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.