ننتظر تسجيلك هـنـا


جديد المواضيع



مقتطفات عآمة بحر الموضيع العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-01-2019, 11:56 AM
امي فضيلة غير متواجد حالياً
SMS ~
لوني المفضل أ‌أ‡أ‘أ›
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل : Aug 2018
 فترة الأقامة : 2094 يوم
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 العمر : 76
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم : 328563
 معدل التقييم : امي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond reputeامي فضيلة has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الصراع النفسي هموم وندم واكتئاب





حياكم الله جميعا

اخوتي واخواتي ابنائي وبناتي

سانقل لكم موضوعا

بعنوان ( الصراع النفسي )

جعل الله فيه الفائدة لكل من يمر عليه



والذي يدور فحواه في مسببات الصراع النفسي في ذات الإنسان البشرية .. وبإذن الله سنصل سوياً بآرائكم ومداخلاتكم إلى حلول تكفينا شر الوصول إلى العيادات النفسية وإدمان الأدوية وقبلها إدمان الذنوب التي يسببها الصراع النفسي .


أما بعد فيقول الله تبارك وتعالى : {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }الحشر19
نعم ، فالإنسان الذي ينسى الله وينسى نعمه ولا يحمده ولا يشكره عليها سينسيه الله نفسه ويشغله بماله وولده وبدنياه .

انتشرت في زمننا هذا أمراض سميت بالأمراض النفسية ..


وهي أمراض غير عضوية تصيب بعض أجزاء الجسم الحساسة كالعقل والفؤاد والأعصاب .. وتؤثر تأثيراً واضحاً على سلوك الإنسان وبرمجته، وبالتالي تؤثر على صحته مباشرة .. كما تؤثر هذه الأمراض على المجتمع ككل من باب ضعف الصحة النفسية .

في أحيان كثيرة يكون ( الإنسان ) هو السبب في تعريض نفسه لهذه الأمراض ..


ومثلها كثير كإدمان المحرمات من خمر ومخدرات وسجائر .. وكإدمان الذنوب والمعاصي مثل الزنا والكذب والسرقة إلى ما شابه ذلك .

أما من النواحي الأخرى فيكون ( الإنسان ) غير متسبب في مرضه النفسي ..

فهناك أبواب أخرى تفتح المجال لدخول هذا المرض كالمشاكل العائلية والبحث عن العمل والصعوبات الدراسية ومشاكل الزواج ، وإلى نحو ذلك من الأسباب .

وفي كلتا الحالتين يستطيع الإنسان أن يتحكم بمنع تسلل هذا المرض لداخله .. وذلك بأن يقوي قلبه بصلته بالله العظيم .. وقد نبه الرسول الكريم ضرورة أن يكون المؤمن قوي النفس فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) فهنا يبين الرسول وجوب أن يكون المؤمن قوي النفس قوي القلب قوي الروح .. فالإنسان الضعيف نفسياً سرعان ما تخذله نفسه لارتكاب المعاصي .. أما الإنسان ذو النفس القوية فهو شديد على المعاصي رادعاً لها .



لم تكن الأمراض النفسية واضحة أو معروفة في القديم إلا قليلاً ؛ والسبب أن الناس لا يهتمون كثيراً بالأمور التي تتعلق بالنفس ، فالإسلام شريعة واضحة تقوم بتقوية روح المسلم ونفسه .. أما علم النفس الحديث فقد ظهر حين تبناه العالم ( فرويد ) واضع علم النفس التحليلي ، فعكف على دراسة الحالات النفسية التي يمر بها الإنسان وكيفية معالجتها ، فأنشئت المستشفيات النفسية لمعالجة تلك الحالات ، ولو تأملنا في كتاب الله الكريم لأدركنا أن الإسلام دين الفطرة ودين الحق وهو المنجى من عذاب الدنيا والآخرة ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57 فعلى الإنسان أن يتمسك بكتاب الله كي لا تصيبه أمراض القلوب والذي هو في غناً عنها .

في هذا التحليل المتواصل نحاول أن نجد الأسباب والحلول لمثل هذه الأمراض وذلك من خلال التعامل مع معطيات واقعنا الذي نعيشه ، وسوف نتطرق إلى ما يلي :



- أمثلة على بعض المشاكل النفسية .

- قصص واقعية من حياتنا اليومية .

- كيفية التعامل مع تلك الحالات .

- الحلول المثلى لمثل تلك الحالات .

- كيف تقي نفسك وتحافظ عليها ؟

وبإذن الله لن نحتاج لزيارة أي طبيب نفسي .. فغالباً ما تبدأ الأمراض النفسية بعد تكرار الزيارة للطبيب النفسي .. فلا تجعلوا الطبيب سبب مرضكم ، فالطبيب النفسي يجب أن يكون مستشارك النفسي قبل أن يكون طبيبك وتتعامل معه بالأدوية التي ستدمن عليها بعد ذلك .




أمثلة على بعض المشاكل النفسية :


من الطبيعي أن يحاسب الإنسان نفسه ويأنبه ضميره بعد كل عمل لا يتناسب مع فطرته ، كأن يلوم نفسه على كذبة كذبها فيقول ليتني لم أكذب ! أو أنه يريد أن يعالج نفسه من إدمان السجائر أو شرب الخمر فياتي إليه أصحاب السوء فيذهب معهم ، بعدها يلوم نفسه على ذهابه ، أو أن فلان من الناس شتم فلان آخر وشوه سمعته أمام الملاء .. بعدها يرجع إلى نفسه فيجد أنه مخطيء ! هنا نجد أن فطرة الإنسان المؤمن لا تتناسب مع ما تفعله نفسه ، لذا نجده يحاسب نفسه ويلومها على أي عمل ينافي الفطرة .

تلك الذنوب تثقل النفس وتضعفها وتهوي بصاحبها في الهاوية إن لم ينتبه لفعائله وصنائعه .. فتلك الهموم تولد الندم والندم يولد الاكتئاب والسبب هي النفس البشرية التي تسكن بداخلنا ، قال تعالى : {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }الشورى30 .. أي وما أصابكم- أيها الناس- من مصيبة في دينكم ودنياكم فبما كسبتم من الذنوب والآثام .


ولو سألنا أنفسنا :


هل هناك علاقة بين إدمان الذنوب والأمراض النفسية ؟



أجيب : نعم هناك علاقة واضحة ، والجواب ينقسم إلى قسمين : فالذنوب وكثرتها تسبب الأمراض النفسية لمدمنها ، وهناك أنواع كثيرة لأمراض القلوب وضعف النفس ، لذلك نرى الإنسان يصاب بأمراض الإكتئاب والضيق والكرب ، وقد تتسبب هذه الحالات بإصابته بأمراض عضوية مثل مرض القلب والضغط والسكري وأمراض أخرى قد تنتج عن هذا التغير .

القسم الثاني من الجواب يقول :


إن بعض الناس المصابين بالمرض النفسي - نتيجة ضغوطات الحياة ، والمشاكل العائلية – نجدهم يتهربون من مسؤولياتهم الحياتيه إلى إدمانهم للذنوب كشرب الخمر وتعاطي المخدرات والسجائر .

إذن هناك علاقة طردية بين إدمان الذنوب والأمراض النفسية ، فكلما اقترب الإنسان من الذنوب كلما زادت فرصة إصابته بالمرض النفسي ، وكلما زادت الضغوطات النفسية على ضعيف النفس كلما زادت فرصة اقترابه من الذنوب .. وعلينا أن نوضح بأن الناس المصابين هنا ينقسمون إلى قسمين ، قسم مؤمن صابر على ما أصابه ورضي بالقدر ، وقسم ليس له طاقة على الصبر فانجرف مع إرادة نفسه .. وهنا نعني القسم الأخير .

يتبع الموضوع مع القصة القادمة بإذن الله >>>>>



يتبع





 توقيع :






كل الشكر لابنتي الغالية انثى مختلفة على التوقيع والرمزية


رد مع اقتباس
قديم 04-01-2019, 11:57 AM   #2


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي





قصة قصيرة




ولكي تتضح لكم الفكرة جيداً ساضرب لكم بعض الأمثلة من واقعنا الذي نعيشه من خلال سرد بعض القصص :

القصة الأولى تحكي قصة شاب مدخن تاب وعاد إلى الله بعد صراع طويل مع نفسه .. تعرفت على هذا الشاب في أحد مواقع العمل الذي كنت أعمل بها ، كان في غاية الطيب والإحترام وذو أخلاق عالية ، أحسست أنه يريد أن يتقرب مني أكثر ، كنت أدرك أن هناك سر خلف هذا الأمر ، وما زاد فضولي هو تحذير أحد الإخوان لي من هذا الشباب كونه ( ذو أخلاق رديئة ) كما وصفه ، لذا قمت بالتحري منه ، فوجدت أن ما يفعله هو أنه يدخن !!

كشفت هذا من خلال مروري أمام تجمع أصحابه الذين يصاحبهم ، وما كان منه إلا أن رمى الدخان من يده ، فبدأ يتجاهلني تلك اللحظة ، ثم جاء نحوي وهو طارقاً رأسه ، كان لا يعرف ما يقول سوى ( لقد بلاني الله بالدخان ) ، قلت له بل بليت نفسك بها ، لماذا لا تتركها إذا كانت بليّة ؟! قال أريد أن أتركها ولكن الشباب يرغمونني أن أدخن ، وإن لم أشتري يأتون ليعطوني ..

ظل صاحبنا أياماً وأسابيع يترك الدخان لفتره ثم يعود إليها بسبب أصحابه المدخنيين .. بدأ صابحنا يجرب بعض الحلول ، فكان يصوم لكي يمنع نفسه من التدخين ، ولكن مازالت المشكلة موجودة ، فأصحابه مازالوا حريصين على أن يكون منهم .. ومرت الأيام وهو بين شد وجذب ، بين نار الذنوب وبين نار الأصحاب ، إلى أن وجدت له حلاً لم يتوقعه ، لقد تذكرت أنه كان يختبي مني حين يدخن في بداية تعارفنا ، وأيقنت أنه يختبيء عن أحد غيري ولا يريدهم أن يعرفوا ، وبفضل من الله توصلت إلى الحل الذي أتى به بنفسه ، فذكر لي أنه يخطب ابنة خالته ، فقلت له هل تحبها ؟ وهل أنت متأكد أنك لن تفرط بحبها وأن تضحي من أجلها ؟ فقال وبكل ثقة ، نعم أحبها كثيراً ومن المستحيل أن أتخلى عنها !! وما كان مني إلا أن قلت له : هل تدري هي أنك تدخن ؟ وما موقفك إن كشفت أمرك ؟ هنا وقف مع نفسه كثيراً وبدأ متخوفاً إذا عرفت ، فأصر صاحبنا أن يترك أصحابه ويترك التدخين نهائياً ولن يعود إليها ، وبحمد الله وفقه إلى ذلك ووفقه كذلك من الزواج بابنت خالته ورزقا بطفلة وهما في أسعد حال .
للموضوع بقية



ماذا تعلمنا من هذه القصة ؟


نستطيع القول إن الإنسان ذو النفس المهزوزة يحتاج إلى رادع قوي ويكفى بالله رادعاً إن استطاع أن يوظف ذلك في خدمة دينه وآخرته .. ومن القصة تعلمنا أن العلاج لا يظهر مفعوله بوجود جلساء السوء ، والإبتعاد عنهم هو العلاج الأول .. وتعلمنا أن نجعل الله علينا رقيباً ، فكيف تهمنا أقوال الخلق ولا يهمنا عقاب الخالق ؟! قال تعالى : {وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ } الأعراف192 .. فالحل يكمن في إرادة النفس وصلابتها أمام المؤثرات الخارجية .. وعلى المدمن الباحث عن التوبة أن يبحث ويقرأ عن مرضه ومشكلته وأن يبحث عن أخطارها ومضارها الدنيوية وعقابه في الآخرة إن مات على إدمانه ، فهذا كفيل لردعه والحفاظ على نفسه ، كما عليه أن يخالط الناس الشرفاء والناس الملتزمين كي يستند قبل أن يخطو خطوات التوبة ، فالخروج من الطرق الموحشة تحتاج إلى أنيس صالح طيب النفس والروح .

نتابع قريباً ( أنواع النفوس ) >>>>>





يتبع




 


رد مع اقتباس
قديم 04-01-2019, 11:57 AM   #3


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي




أنواع النفوس



هناك ثلاث أنواع للنفس :


1- النفس الأمارة .


2- النفس اللوامة .

3- النفس المطمئنة .







1- النفس الأمارة :

وهي النفس التي تأمر صاحبها بعمل السيئات والخبائث ، ونجد أن قلوب أصحاب هذه النفوس قاسية خبيثة ، وقد جاء في القرآن الكريم ما يبين حقيقة هذه النفس ، قال تعالى : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53 .

وينقسم الناس ذوي النفوس الأمارة إلى قسمين :


قسم يعمل السوء بجهالة وبدون علم بما فيه خير أو فساد ، وقد قال الله تعالى عنهم : {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء17 .. فهذه الفئة من الناس يتوب الله عليهم إذا تابعوا وعملوا صالحاً ولم يعودوا إلى ما فعلوه .

والقسم الآخر هم الذين يعملون السيئات ويدركون أنها مخالفة لفطرتهم التي فطرها الله ، فهذه الفئة يعاقبها الله بضعفين من العذاب إن ماتوا على ذلك ؛ لأنهم يعلمون الحق ولا يعملون به ، وقد بين الله ذلك في قوله : {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }النساء18 .. فهم يكفرون بالله ويعلمون أنه الحق ، لذلك كان عقابهم أليماً .

هذه النفس تجعل سمعت صاحبها سيئة ، وأخلاقه رديئة .. كما أنها تضّيق عليه حياته لتتركه يعيش في ظلام ووحشة ، وهي سبب الهموم والاكتئاب ، قال تعالى : {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام125
مما لا شك فيه أن هذه النفس هي مصدر الأمراض النفسية التي تؤدي إلى انعكاسات سلبية لأصحابها .. وما حوادث الانتحار والقتل علينا بغريبة ، والسبب هو الاكتئاب النفسي الذي يؤدي غالباً إلى نتائج سلبية .
وقانا الله وإياكم شر هذه الأمراض ، وقربنا منه وإليه في كل الأحوال
.



تابع موضوع النفس الأمارة




النفس الأمارة أنواع - كما ذكرنا : نوع يعمل السوء بجهالة ، والنوع الآخر يعلم الخير ويكفر به ..

كان أحد الأخوة الذين أعرفهم - رغم طيبه واحترامه للناس – كان يدخن ويشرب الخمر ، وكانت السيئات مقرها ذلك القلب الذي كوته الذنوب .. فلم تثنيه مطالب قريب أو بعيد عن فعل تلك المعاصي .. طيبته واحترامه للآخرين جعلته محبوباً ومقرباً بينهم .. فكان حين يصله بريد إلكتروني إسلامي يوزعه لمن يراه يهتم في الأمور الإسلامية ، وإذا وصله بريد إلكتروني قبيح أرسله لمن يحب القبح والعياذ بالله .. فكان لا يتعدى على حقوق الآخرين .

بعد أن عرف صاحبنا كيف يستخدم الإنترنت ، بدأ يشارك في المنتديات الإلكترونية ، ولأنه لم يكمل تعليمه الثانوي كان من الصعب عليه التعبير بما يجول في قلبه من مشاعر .. فجاءني ذات يوم وطلب مني أن أعدل له الخاطرة التي كتبها .. فكانت الخاطرة غزلية بحته .. ساعتها أدركت أنها فرصتي الوحيدة لإنقاذه .. فقمت بتعديل تلك الخاطرة ، فسارع ووضعها في المنتدى .. ولاقت استحسان الجميع . فأوصيته بالتنويع في الكتابة .

وبعد أيام قليلة جاءني مرة أخرى ليكتب خاطرة أخرى .. تصف حاله الذي يعيشه .. فسررت لهذا وساعدته في الكتابة .. فكانت النتيجة أن لاقت الخاطرة ترحيباً كبيراً من الجميع ، وطالبوه بالمزيد .

قلت له : جميل لو تكتب خاطرة روحانية .. وافق صاحبنا .. وعاد في اليوم التالي وهو يحمل في قلبه قبل ورقته تباشير الخير .. كلمات جميله كُتِبَت وأخرى قالها : ( بصراحة أول مرة أحس بأني سعيد ) .. فواصل صاحبنا زحفه للخير ، وعسى أن يهديه الله إلى صراطه المستقيم .


ما نستنتجه من هذه القصة :

هو أن النفس المؤمنة سرعان ما تتغير ، فوسائل التغيير كثيرة وممكنة .. فحبة الدواء الصغيرة تشفي أمراضاً سقيمة بإذن الله ، كذلك الكلمة الطيبة والأسلوب الحسن يغير ما في النفوس .. وعلينا بوسائل التذكير التلقائية كالكتابة والقراءة والرسم والتصوير .. فلعلها تكون باباً من أبواب التوبة ، ولعلهم يرجعوا إلى أنفسهم فيذكروا ما فاتهم . قال تعالى : {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً } النساء110





النفس اللوامة


وهي النفس المؤمنة التي تزين للإنسان المعاصي ثم تلومه على ذلك ، وأصحاب هذه النفوس أكثر عرضة للصراع النفسي من غيرهم كونهم بين خيارين متضادين .. وفي القرآن الكريم ذكر الله سبحانه وتعالى النفس اللوامة في قوله : {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ } القيامة2 .. أي بالنفس التي تلوم نفسها وإن اجتهدت في الاحسان .. هذه النفس خير من النفس الأمارة بالسوء ، ولكنها تبقى متذبذبة من غير استقرار إلى أن تتقي الله وتثبت على طاعته لتبدأ بالتحول إلى نفس مطمئنة .

النفس اللوامة تحتاج إلى توجيه دقيق كي تتمكن من الثبات على الطريق المستقيم ، فإن لم توجه ستقترب من النفس الأمارة ، لذلك يقال عنها أنها صنيعة الران ووليدته الذي يطبع على قلب الإنسان من كثر المعاصي .. هذه النفس لو اعتني بها ووجهت وصقلت وأعينت على الخير لطمئنت وارتقت لتصبح نفساً مطمئنة لا تأبه لما يصيبها من شدائد .

النفس اللوامة هي مصدر الصراع النفسي الذي يعرف بذلك الصراع الناتج بين فكرين متضادين في النفس الواحدة ، بحيث يميل الفكر الأول للخير والفكر الآخر للشر ، ما ينتج عنه شحنات فكرية متضادة تسبب الضعف النفسي لصاحبها نتيجة الصراع الداخلي المستمر .. ويضل هذا الصراع مستمراً إلى أن تثبت النفس على الطريق المستقيم .




يتبع



 


رد مع اقتباس
قديم 04-01-2019, 11:58 AM   #4


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي





تابعوا باقي الموضوع

تابع النفس اللوامة




هناك قصص كثيرة من واقعنا المعاصر تبين طبيعة النفس اللوامة .. أذكر لكم منها قصة أحد الزملاء :

جاءني أحد الزملاء ذات يوم ، وسألني : هل يعاقبنا الله إذا عملنا عملاً سيئاً وأنفسنا غير راضية عن ذلك العمل ؟
فقلت له : الله أعلم ، وعليك بأهل العلم . فقال : أحياناً أعمل أعمالاً تغضب الله ، وبعد ذلك تؤنبني نفسي كثيراً ، وأضل أفكر فيما عملت .. ليس جهلاً ولكن الشيطان يوقع بي في الظلال .. أتوب لفترة ثم أعاود ما فعلت وكأن شيئاً لم يكن ويعود ضميري لتأنيبي . فذكرت له قول تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } آل عمران135 .. نعم ، ذكر الله هو الوسيلة للخلاص من هذا المأزق .. فاجعل مراقبة الله لك في السر والعلن .. ولا تنسى أن تستغفر ربك ، وأن لا تعود لما فعلت .

اعلم يا أخي أن الطريق صعب ، وأن الصراع النفسي أصعب ما يكون ، فإن استعنت بالله ستجد الطريق إليه أسهل ، وستكون نفسك راضية مرضية عند ربها .. فلا تيأس من حياتك فالحياة كفاح وجهاد نفس ، قال تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر53

إن الاعتراف بالذنب لهو الطريق الصحيح لباب التوبة .. قال تعالى : { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {102} خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{103} التوبة .

فالصدقة تطهر قلب المؤمن من السيئات والخبائث ، وتجلي ذلك الران الذي يغشى القلب ، وتطفيء غضب الرب .




النفس المطمئنة



يقول الله تبارك وتعالى عن هذه النفس : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30} سورة الفجر

هذه النفس التي تكلم الله عنها هي النفس المطمئنة التي واصلت طريقها نحو الخير وأعمال البر والإحسان وارتقت لرتبة الكمال والطهارة ، وبدأت في مرحلة الإنتقال إلى الكمال الروحي .. والنفس المطمئنة لها مراتب ، والراضية والمرضية هي آخر درجات تكاملها .
وسميت بالمطمئنة لأنها وصلت لمرحلة السكون والإطمئنان إلى إرادة الله .. ولن يصل العبد إلى هذه الرتبة إلا إذا أطاع عقله وعمل بما تمليه فطرته وابتعد عن شيطانه .

فالنفس المطمئنة هي مرحلة عبرت مرحلة النفس اللوامة إلى مرحلة الإلهام بعد أن ألهمها الله تعالى طريق الرشاد ، وقد أقسم الله تعالى في كتابه العزيز بهذه النفس في قوله : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8}سورة الشمس .. أي بين لها طريق الخير وطريق الشر وميز بينهما .

تتميز هذه النفس بالإطمئنان وبالسكينة والتواضع والإيثار والرضا والصبر على الابتلاء والتوكل وإسقاط التدبير مع الله، فلا خوف ولا اضطراب ولا قلق ولا ضياع ولا ضجر، دائما رضا في الله وأمل في الله . كما أنها تسير بمقتضى الإيمان ، إلى التوحيد ، والإحسان ، والبر، والتقوى ، والصبر، والتوكل ، والتوبة ، والإنابة ، والإقبال على الله وقصر الأمل واستعداداً للموت وما بعد الموت .. فهي مطمئنة ولا تخاف على نفسها إلا من الله .

ومن مميزاتها أنها لا تحزن على ذهاب مال ، ولا تجزع لموت قريب أو بعيد ، ولا تخاف مما سيأتي في المستقبل ، ولا تبكي على ما فات وضاع في الماضي ، فهي طيبة القلب ، مطمئنة الروح ، مؤمنة بقضاء الله وقدره .. يقول الله تعالى في ذلك : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }الأحقاف13


ويتبين من هذا كله أن مرحلة الإطمئنان ليست بالسهلة ، فالعبد بحاجة إلى وقت طويل ليصل لمرحلة الإستقرار على طريق التوحيد ويثبت على الحق المبين .. ويزداد الأمر صعوبة كلما اقتربت النفس الأمارة من النفس المطمئنة ، فتلك النفس هي العدو الأول للنفس المطمئنة ، ولا تزالان تتصارعان حتى تبقى النفس المطمئنة بثباتها وسكينتها .

ذكر الله خيرٌ وأبقى :


إن المداومة والحرص الدائم على ذكر الله سبحانه وتعالى هو الطريق إلى الإطمئنان ، ويكون الذكر بالصلاة والدعاء والمناجاة والإستغفار والإكثار من الصلاة على النبي وترطيب اللسان بأسماء الله الحسنى .. فالقلوب تلين لذكر الله ، وتستقر وتطمئن ، قال تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28 .

كيف نحافظ على إطمئنانية النفس ؟


كما ذكرنا سابقاً ، فالنفس المطمئنة تواجه صراع دائم مع النفس الأمارة بالسوء .. فحين تقوم أي نفس بشرية بعمل صالح تأتي النفس الأمارة لتفسد ما تم معمله ، فيذهب الله ببركته وأجره .. ومثال على هذا : كرجل تصدق بصدقة وأحب أن يخفيها حتى لا تعلم يمينه ما أنفقت شماله ، فتأتي النفس الأمارة تحدثه أن يتكلم بتلك الصدقة أمام فلان وفلان ، فما يلبث حتى يتحدث بها ، حتى يذهب الله أجر إخفائها لتصبح رياء ..
أما الذين لا يتبعون ما أنفقوا وما عملوا من الصالحات ستطمئن قلوبهم وسيوفيهم الله أجرهم ، قال تعالى : {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة262

ماذا قيل عن النفس المطمئنة ؟

ويقول في ذلك عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:



" لو أعلم أن الله تقبل منى سجدة واحدة، فلا شيء أحب لي من الموت " وإذا وصلت النفس إلى هذا المقام.. أي مقام النفس المطمئنة، وجاهدت فإنها ترقى إلى مقام النفس الراضية، ثم المرضية، ثم الكاملة وهى مراتب ومنازل نفوس الأنبياء والأولياء الصالحين أصحاب الدرجات العليا .

نتابع النفس المطمئنة والصراع النفسي >>>>>



يتبع




 


رد مع اقتباس
قديم 04-01-2019, 11:59 AM   #5


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي






النفس المطمئنة والصراع النفسي




في مجمل حديثنا عن الصراع النفسي تحدثنا عن علاقة كل نفس بما يسمى بالمرض النفسي ، وتطرقنا إلى النفس الأمارة والنفس اللوامة ، وها نحن نشد الرحال إلى عالم النفس المطمئنة ، لنحكم في النهاية أي النفوس أكثر استقراراً بعيداً عن الصراع النفسي ؟

يكمن سر النفس المطمئنة في صلتها بالله ، فالإيمان بالله والتوكل عليه جعلها قوية متزنة لا تعرف الهم ولا الندم ولا الاكتئاب .. وأبعد عنها هاجس الخوف وجعلها أكثر أمناً .. ومن بين الأفعال التي تزيد من تماسك هذه الصلة هو الدعاء ، فالدعاء يزيل الكرب والهم والغم ، وهذا ما التمسناه من قوله تعالى في قصة سيدنا يونس : { وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ{87}فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ } الأنبياء88

كذلك تعلمنا من قصة سيدنا يوسف عليه السلام أشياء كثيرة تمكننا من كشف أسرار هذه النفس ، فكظم الغيظ ، واللجوء إلى الله أكثر الأشياء زيادة للسكينة والإطمئنان ، فالشكوى لغير الله مذلة للنفس ، فسيدنا يعقوب عليه السلام كان يشكوا ويتضرع إلى الله ، فكشف عنه ضره وحزنه ، قال تعالى على لسان سيدنا يعقوب : {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }يوسف86

التوكل على الله في جميع الأقوال والأفعال وفي جميع الأعمال تكفي لتزيل عنا الخوف والجزع والحزن ، ويقول الله تعالى مبيناً ذلك في قوله : {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة112

إن ما تظهره القلوب من محبة لله والعمل على طاعته وطلب مرضاته ، ومعاهدته على الثبات في دينه تعد من الأمور التي تتميز بها النفس المطمئنة ، وهي وسيلة للتقرب من الله ، قال تعالى : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18


الخلاصة



النفس المطمئنة هي علاج لأي مرض نفسي ، سواء كان هذا المرض عضوياً أو غير ذلك ، فهذه النفس تعالج الهموم والندم والإكتئاب وتقاوم العودة إلى المعصية ، وكيف لها أن تعود إلى المعصية وقد اطمئنت وسكنت ورضى الله عنها ؟ فمن كان مريضاً فليسارع إلى علاج نفسه من هذه البلايا بذكر الله والمسارعة في الإرتقاء بنفسه لتصل إلى الإطمئنان ، فالطريق ليس بصعب حين نتوكل على الله ، وطريق الإطمئنان ليس ببعيد على كل نفس ، فعلينا أن نرقى ، وأن نسموا بأنفسنا لنصل لمراتب السكينة والإطمئنان لننال رضى الله والفوز بالجنان .

إن إطمئنان النفس هو العلاج الوحيد للمرضى الذين يعانون من الهموم والإكتئاب .. وعلى المريض أن يتوكل على الله حق توكله ، وأن يدعوه في كل وقت ، وأن يكثر من الدعاء في الثلث الآخر من الليل .. وعليه بعد كل فرج أو تحسن أن يحمد الله على ما أعطاه .. وفي هذا يقول الله تعالى مبيناً جهاد النفس : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69 .. أي والمؤمنون الذين جاهدوا أعداء الله ، والنفس ، والشيطان ، وصبروا على الفتن والأذى في سبيل الله ، سيهديهم الله سبل الخير، ويثبتهم على الصراط المستقيم ، ومَن هذه صفته فهو محسن إلى نفسه وإلى غيره . وإن الله سبحانه وتعالى لمع مَن أحسن مِن خَلْقِه بالنصرة والتأييد والحفظ والهداية .
قريباً الوقاية والعلاج من المرض النفسي >>>>>


تابع الموضوع




يتبع




 


رد مع اقتباس
قديم 04-01-2019, 11:59 AM   #6


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي




نقاط مهمة للوقاية وللعلاج من الأمراض النفسية


يتعرض بعض المصابين بالأمراض النفسية ( الناتجة من البيئة المحيطة ) للإصابة بالإكتئاب الحاد أو بحالات الصرع المختلفة .. ويكون علاجهم في أغلب الحالات عن طريق تعاطي الأدوية والحبوب والمهدئات .. وهذه الأدوية في حد ذاتها تسبب الإدمان والشعور بالمرض ، ولا يستطيع المصاب تركها بسهولة إذا أدمن عليها ، وستكون عائقاً في شفائه .. والطبيب المختص يقوم بتخفيض عدد الجرعات اليومية بشكل مستمر إلى أن يتوقف عنها كلياً .

من خلال السطور القليلة المتبقية نحاول أن نضع بين أيديكم بعض الحلول الممكنة للوقاية والعلاج من الأمراض النفسية ومحاولة تجنب الأدوية والعقاقير الطبية ، والاستعداد لبناء الروح وتقويتها بطاعة الله .

ïپ¶ التوكل على الله حق توكل ، والإيمان التام والجازم أن الله سبحانه وتعالى هو الضار والنافع والشافي وهو على كل شيء قدير ، قال تعالى مبيناً ذلك : {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }التوبة51 .. إن هذا التوكل يجعلنا أكثر ثقة وأقوى إرادة ، فهي قوة خارجية مصدرها الله عز وجل ، تصل إلى الروح وتمتد إلى الجسد بقوة الله وعظمته .

ïپ¶ تغذية الروح بغذاء الروح وبلسم الجروح الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وتطبيق ما جاء فيه ، فالقرآن الكريم شفاء لما في الصدور من هم وغم وكرب ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57 .. وكذلك قال في الإسراء : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82 .

ïپ¶ التحلي بصفات الله التي يحبها : فأسمائه الحسنى وصفاته العلى خير ما يحبه الله ، وكلما اتصف عبدٌ بصفة من صفات الله كلما زاده الله حباً وقربا منه .. وكلما جمع العبد واتصف بصفات الله كلما ارتقت نفسه وروحه واطمئنت في الدنيا والآخرة .

فالله سبحانه وتعالى هو الصبور ، ويحب الصابرين من عبادة ، قال تعالى : {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }آل عمران146

والله هو الشكور ويحب الشاكرين على نعمه التي أنعمها عليهم ، وأن أكبر نعمة أنعمها الله علينا هي نعمة الإسلام ، فعلا المسلم أن يجتهد في شكر الله عز وجل ، قال تعالى : {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ }آل عمران145 .. كما أن الله سبحانه وتعالى وعد عباده الشاكرين بالأجر العظيم في الدارين : {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7 .. ولكن طبع بني آدم أن ينعم بما يجد ولا يشكر ربه الذي أوجد له كل شيء فسبحان الله !! قال تعالى مبيناً ذلك : {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ }النمل73 .

وقد بين الله في كتابه الكثير من المواقف التي يحبها ويرضاها من عباده الذين يتصفون ويتحلون بصفات الله التي أمرهم بها ، ومنها قوله تعالى : {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }آل عمران134 .. وقال أيضاً : {.. إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }البقرة222 ... كما جاءت بعض الآيات توضح ذلك الحب : {.. فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159 ... {.. وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }المائدة42 .

وهناك آيات كثيرة ومتعددة تبين أن الله يحب من يتصف بصفاته ويكره من يتصف بصفات نهى عنها ، فالله لا يحب المسرفين ، ولا يحب المفسدين ، ولا يحب المجرمين ، ولا يحب الظالمين ، ولا يحب الخائنين ، ولا يحب المستكبرين ، ولا يحب المعتدين ، ولا يحب الجهر بالسوء ، ولا يحب من كان مختالاً فخوراً .

تابعوا سر من أسرار صيامهم






الصوم :

يعتبر الصوم من الوسائل المحببة إلى الله سبحانه وتعالى لما فيه من الأجر العظيم والثواب الجزيل ، ويكفي أن يكون الصوم لله وحده وهو يجزي به .. وللصوم فوائد روحية ونفسية ، فالفائدة الروحية هي التي تقربنا من الله ، فالصائم بعيدٌ من المعاصي قريبٌ من الطاعات ، فترى الصائم يذكر الله ويبتعد عن ما يغضبه .. وأما الفوائد النفسية هي التي تعيد للجسم نشاطه وحيويته ، فالصوم يحافظ على مكونات الجسم على شكلها الطبيعي ، فلا ضغط ولا سكري يؤثران على حياة الصائم ، فيبقى الصائم سعيداً بما اختاره له ربه وبما أنعم عليه من صحة .

إن أكبر سر في عالم الصوم هو صوم سيدنا زكريا وصوم السيدة العذراء مريم بنت عمران عليهم السلام ، إذ صاما عن الكلام ، وارتبطا بذكر الله والتواصل معه ، قال تعالى على لسان زكريا : {قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ }آل عمران41 .. فما أعظمه من صوم ! وما أرقى هذا التواصل الروحاني .. نعم ، فصوم الروح عن مخالطة الأرواح البشرية والتفرد بالله وحده يعطينا دفعاً قوياً وعزماً أكيداً لمواصلة مشوار الاطمئنان وبلوغ الجنان .. فنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وله وسلم كان يختلي ويعتكف في غار حراء ، فكان مع الله وكان الله معه .

إن حقيقة هذا الصوم لا يدركه إلا من ارتبط ارتباطاً وثيقاً مع ربه ، فما أجمل أن نعيش ونتذوق طعم التقرب من الله ! ففيه السعادة ، وفيه الراحة والطمأنينة .. وإن هذا الصوم الروحاني يهذب نفوسنا ويقويها على صلتها بالله ، وينسيها هموم الدنيا ومصائبها ، ويردعها عن ارتكاب المعاصي ، كيف لا وقد تذوقت حلاوة الإيمان ؟! وتعرفت على بديع السموات والأرض وخالق كل شيء الذي أمرهم بالتفكر والتدبر في كونه ، قال تعالى : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }البقرة164 .





يتبع




 


رد مع اقتباس
قديم 04-01-2019, 12:00 PM   #7


الصورة الرمزية امي فضيلة
امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي






الصدقة وحب الأيتام :


ليس هناك أقرب من هذه الإعمال إلى الله بعد الإيمان به وأداء الفرائض ، ومثل هذه الأعمال التي يحقرها الناس هي عند الله عظيمة ، فيتباهى بها أمام ملئه الأعلى .. فالحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه كان يحببنا لمثل هذه الأعمال ، فكان خير مثالٍ وخير قدوة لصحابته والمسلمين من بعده ، قال عليه السلام : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين – وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ) ، وقال أيضاً : ( ما نقص مالٌ من صدقة ) .. فكان الرسول يحث المسلمين على ذلك ، وقد طبق المسلمون أوامر الله ورسوله ، فما وجد فقير ولا محتاج إلا نال من خيرهم .. هنا وصفهم الله سبحانه وتعالى بصفات عظيمة قلما نجدها في زمننا هذا حيث قال : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }الإنسان8 .. فرغم حاجة المؤمنين لهذا المال والطعام إلا أنهم يؤثرونه على إخوانهم المساكين والأيتام والأسرى .

جميع هذه الأعمال تجعل المساكين والأيتام يتضرعون بالدعاء إلى الله لمن أنفق عليهم ، وأصبحوا يتقربون منه ويحبونه ، وهنا يشعر الإنسان الذي يتصدق براحة وشعور بالطمأنينة طول حياته .. فتلك الصدقة هي طهارة لكل ذنب ومعصية ساعدت على إصابة النفس بالضيق والكرب والهموم ، قال تعالى : {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }التوبة103 .


صلة الرحم وأثر الابتعاد عن الأهل :

ما أعظم أن يحس الإنسان بوجود أسرة متماسكة تعينة على فعل الخيرات وترك المنكرات !! فللأسرة وتماسكها دور كبير في تخطي الكثير من مسببات الأمراض النفسية .. ونجد أن كثير من الشباب مِن مَن يعانون من بعض الأمراض النفسية مثل ( الضيق والكرب ) كان سببه بعدهم عن الأسرة .. ففي الأسرة من يخفف عنك الآلام ويزيل الأتراح والمعاناة حين تصاب بمكروه ، بينما تكون وحيداًَ حينما تبتعد عنهم .

والملاحظ أن من يجرب السفر يجده مُر وصعب ، وخاصة على من تعود على صحبة أهله .. وحين يشعر بالضيق لا يزيله سوى الاتصال بأهله والإطمئنان عليهم .. هنا يبقى حبل روحاني يصلنا بالله ، فهذا الحبل لا ينقطع مهما طالت المسافات ، فالله يربط على هذه القلوب المجتمعة على حبه .. وقد بين الله تعالى هذا في الحديث القدسي الذي رواه الرسول عن ربه حيث قال : ( . . . من وصل رحمه فقد وصلني ) فصلة الرحم لها الأثر البالغ في اكتساب النفس قوة تثبتها على طاعة الله .

يتبع (( خاتمة المقال


تــابع الموضوع



ملازمة حلقات العلم ومجالسة الصالحين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مررتم برياض الجنة فرتعوا ، قيل : وما رياض الجنة ؟ قال : حِلقُ الذكر ) وقال عليه السلام في حديث غيره : ( ما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ) .. فالأمرور واضحة ، والفوائد مغرية ، فمن منا لا يريد أن يكتسب هذه النعم ؟ تكفينا السكينة ورحمة الله ، فبها تطمئن النفس ، وتُسعد بما خصها الله ..


الوضوء وأثره في تهذيب النفس :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليتوضأ ) .. فالوضوء كمطفأة الحريق الذي يطفيء لهيب النفس .. والوضوء باب آخر لطمئنان النفس وجلاء همها ، فالرسول الكريم كان لا ينام إلا على وضوء وطهارة ، ولا يقرأ القرآن إلا على وضوء ، ولا يسافر إلا على وضوء .. فالمسلم حين يتوضأ يستشعر أنه في عبادة ، فلا يريد أن ينقض وضوءه شيء يعصي الله وسروله ، فسنة نبينا الكريم توضح أهمية الوضوء لتهذيب النفس ، وهناك أمثلة أخرى يطول فيها الشرح .


المحافظة على الوقت :

من الملاحظ أن الوقت لا تظهر بركته إلا إذا تم استغلاله الأستغلال الأمثل ، مثل : زيارة الأرحام ، والدعوة إلى الله ، وملازمة حلق الذكر والعلماء .. فهذا الوقت ستزهر ثمرته وتكبر شجرته ويبارك الله فيه .. فبه تطمئن النفس وتسعد بسعادة الآخرين .. بينما نجد أن من يضيع وقته في المحرمات والملهيات مثل : التردد على الأسواق دون حاجة ، ولعب الورقة والشطرنج وألعاب الفيديو ( البلي ستيشن ) نجده يصاب بالإكتئاب نتيجة بعده عن منهج الله ، فتلك الملهيات تميت القلب وتضعف النفس .

وهناك نقطة يغفل عنها الكثير من الناس في حفظ أوقاتهم ، وهي صحبة الأطفال ، فالطفل يمثل البراءة والنقاء وصفاء القلب .. نسعد بسعادتهم ، ونفرح لفرحهم ، نلهوا معهم وننسى أننا كبار ، يفرحوا لذلك ويزداد حبهم وتعلقهم بمن يحبهم ويلاطفهم ، وهذا مدخل لاكتساب القلوب يغفل عنه كثيرٌ من الناس ، وهذا المدخل هو السبيل لأن يكون الإنسان قدوة ، فالأطفال حين يحبون أحداً فإنهم يقتفوا أثرة ، ويقلدوه في كل شيء .. فإن نشأنا على طاعة الله اتبعونا ، وإن خالفناه تأثروا بنا !! فلذلك علينا أن ننتبه لهذه النقطة ، وأن نكون حريصين على أن نصحب أبناءنا وإخواننا وكل طفل إلى الأماكن التي يحبونها ، وأن نعطيهم من وقتنا .. فهذا الوقت كافيء لأن يجلي الهموم التي داخل النفس ، حين تنسى أنك بين هؤلاء الأطفال .

يتبع باقي الخاتمة


تــابع الخاتمة




القرآءة والكتابة وأثرهما في تعديل السلوك : إن أول كلمة نزلت على رسول الله هي كلمة ( اِقرأ ) ولهذه الكلمة مدلولاتها البليغة ، ويكفي أنها أمر من عند الله بأن نقرأ .. فالقراءة تقوي النفس على دحر الجهل ، وتساعد الحق على إزهاق الباطل ، فالعلم سلاح العلماء وعدو الجهلاء والحمقى .. فالنفس البشرية تحتاج للعلم لمعرفة ما يسرها أو يضرها .. فالإنسان المثقف يعي تماماً ما يفعله أو يعمله بعكس الإنسان الجاهل .. لذا نجد أن كثير من الجهلاء يصابون بأمراض الإكتئاب بسبب كثرة وقوعهم في الخطأ .. لذا على الإنسان محاربة الجهل بالقراءة .

والكتابة أيضاً ، فالكتابة تزيل الهموم التي في قلب الإنسان ، فكم من نفس كتبت ما في قلبها فانجلى ما بداخلها !! وجميل لو يفرغ الإنسان ما بداخله ، ويفضفض عما يجول في فكره ليزيل الهموم عن نفسه .. فللكتابة مجالات شتى ، وهي تحفظ للإنسان وقته وشخصيته .


تنشئة الأجيال : من أهم أسس الحياة أن ننشيء أبنائنا التنشئة الصالحة ، وأن نربيهم تحت مظلة الإسلام ، دين محمد صلى الله عليه وسلم ، فينشأوا على حب كتاب الله وسنة نبيه .. وبهذا تكون قلوبهم قوية وأنفسة صلبة وروحهم طاهرة ، ولن يتأثروا بأي مرض نفسي ماداموا على فطرة الإسلام .


نسيان الماضي :

في أحيان كثيرة يكون الماضي عقبة في طريق تحقيق الأحلام المستقبلية ، ويبقى الإنسان يفكر في ماضيه ، فإما أن يبكي عليه ندماً على ما فعل ، أو يبكي عليه ندماً بما لم يفعل .. لننسى الماضي ولا نفكر فيه ، لأننا إن فكرنا فيه سنتأثر بما نتذكره .. وليكن الحاضر صفحة جديدة في طريق المستقبل ، فلنعمل اليوم من أجل الغد ، وسيكون أمسنا صافياً ألقاً .. فعلى المسلم أن يبدأ حياته بتفائل وأمل وأن ينسى الأحزان كي يعيش في سعادة ، قال تعالى : {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }الحديد23 .. وفي هذا يقول عكرمة رضي الله عنه : ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا الفرح شكراً، والحزن صبراً .



وفي ختام مقالي هذا أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، فإن فيه الفوز والنجاة .. وهذا ما كان يوصي به الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه ، فعن أبى ذر الأنصاري وعن معاذ بن جبل رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) .. فهذه الوصية قيلت أمام الصحابة ، فما أحوجنا منهم بها !!

كما ينبغي علينا أن نحفظ الله في سرنا وعلنا ، فإن فعلنا كان الله في عوننا ، وأنزل سكينته علينا ، ولو أدركنا هذه الحقيقة وأعتقدنا بها الإعتقاد الجازم كانت لنا شفاء لما في الصدور ، وهذا ما تعلمناه من دروس السيرة النبوية الطاهرة ، فعن أبي العباس عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال كنت خلف النبي - صلى الله عليه و سلم - يوما فقال : ( يا غلام إني أعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم ان الأمه لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام و جفت الصحف )

ودمتم على طاعة الرحمن

وعلى طريق الخير نلتقي دوما




 


رد مع اقتباس
قديم 04-01-2019, 12:53 PM   #8


الصورة الرمزية انثى مختلفة
انثى مختلفة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 751
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 03-24-2020 (12:49 AM)
 المشاركات : 148,019 [ + ]
 التقييم :  699184
 الدولهـ
Saudi Arabia
 SMS ~
لوني المفضل : Black

اوسمتي

افتراضي



معلومات قيمة وطرح يحمل الفائدة
الف شكر لك ولروعة طرحك
ربي يعطيك العافية


 
 توقيع :


امبرا تسلم ايديك ي قلبي على هذا الاهداء المميز


رد مع اقتباس
قديم 04-01-2019, 02:37 PM   #9


الصورة الرمزية الغارس
الغارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1025
 تاريخ التسجيل :  May 2018
 أخر زيارة : 08-13-2022 (12:26 PM)
 المشاركات : 46,177 [ + ]
 التقييم :  140354
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي



ذوق راقي ي فريد يلفت النظر... انتقاء مميز
لقلبگ الياسمين ولروحگ السعااادة


 
 توقيع :


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

مركز تحميل Top4toP


الامتدادات المسموحة: PMB | JPG | JPEG | GIF | PNG | ZIP

الساعة الآن 02:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.