ننتظر تسجيلك هـنـا


جديد المواضيع



إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية الاشعار والقصائد باقلام الاعضاء -يمنع المنقول-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-21-2019, 06:16 AM   #82
رونق التـ🌷ـوليب


الصورة الرمزية مَرجانة
مَرجانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 732
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
 المشاركات : 38,686 [ + ]
 التقييم :  213224
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نحنُ لِنحن
لنحن فقط !..
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



الجزء الرابع عشر ••❓


تناسيتُ أمر الرسالة التي شغلتني قليلاً ، كنتُ أريد أن أعرفَ ماذا كان يريد ذاك المجهول ، و لكن لأجل "ريكس" تنازلت عن معرفة المحتوى و مزقتها دون تردد .. لستُ نادمة و لا مهتمه كثيراً .. و سرعان ما نسيتُ أمرها و أمر صاحبها .

مضت عدة أيام و أسابيع ، و في أحدِ أيام العطلة ، كنتُ في الصباح أسير مع "سارة" في الحديقة ، كنا تناولنا طعام الإفطار معاً .. بعدها قررنا السير قليلاً حتى تحين الثامنة و النصف و نعود أدراجنا .
بينما كنا نسير ، استوقفتني "سارة" و هي تشدني من يدي قائلة و هي تنظر بعيداً بدهشة

- انظري انظري يا "آماندا"! ، إنه "ريكس"!

نظرتُ حيث تقصد ، نعم كان ذلك "ريكس"! .. يسير في الجانب الآخر للحديقة ، و بصحبته .... فتاة!!
ادهشني كثيراً ذلك! .. أحسست بقلبي ينقبض ، ظننتها في البداية تلكَ المختالة "جيسي" التي كانت تتحدثُ و تقهقه معه في القاعة ذلك اليوم ، و لكن بعد أن تمعنتُ قليلاً عرفتُ أنها ليست هي ، فالفتاة التي معه كانت أنيقة و لطيفة على ما يبدو .
حدقت بصمتٍ للحظات ، ثم قلت

- من تكون تلكَ الفتاة!؟
- الماكر "ريكس"! ، الفتاة جميلة كثيراً .

نعم كانت الفتاة جميلة جداً ، بعينينٍ زرقاوتين و شعرٌ بني قصير قص بشكلٍ جميل جداً ، و ابتسامتها جذابة كثيراً!
انتابتني الغيرة حينها ، و لن أنكر أن الغيرة انتابتني أشد هذه المرة .. كان "ريكس" يشد بيدها تماماً كما كان يشد بيدي حينما نسير معاً ، يبدو أنه يعرفها منذ مدة و يألفها .

كان ذلكَ على ما يبدو واضحاً علي ، فلقد نظرت إليّ "سارة" بصمت .. ثم قالت محاولة إزاحة تلك الفكرة عن رأسي

- ربما كانت شقيقته!

فكرتُ في هذا الإحتمال ، أخبرني "ريكس" من قبل أن لديه شقيقةً وحيدة تكبره ، و هي متزوجة و تسكنُ في محافظة بعيدة عن محافظتنا ، هذا احتمالٌ ضعيف .

قلتُ و عيناي لم تتنحا عنهما

- لا أعتقد ، لنذهب إليه لنتأكد .
- تتكلمين بجدية!؟

نظرتُ إليها و قلت بانفعال

- بالتأكيد ، يجب أن يعرف أني رأيته! ، و يجب أن أعرفَ من تكون هذه الفتاة التي يعاملها بكل هذا الود .
- حسناً ، هيا بنا .

و تقدمنا نحوهما ، و الإنزعاج ما زال يعتريني و الأفكار تتقلب في عقلي ، من تكون هذه الفتاة التي يسير معها في هذا الصباح! ، يبادلها الإبتسامات و الضحك ، و يشد بيدها بكل حنان!

عندما اقتربنا منهما ، نظر إلينا "ريكس" متفاجئاً .. على ما يبدو لم يكن يتوقع رؤيتنا أبداً .
وقفنا قبالتهما قائلتين

- صباح الخير .

رد الإثنان و المفاجأة واضحة في صوتهما

- صباح الخير !

قال "ريكس"

- انتما هنا؟

قالت "سارة"

- كنا قد تناولنا الإفطار منذ قليل ، و جئنا للسير قليلاً قبل العودة .

نظرتُ إلى الفتاة ، بدت أجمل مما هي عليه من بعيد ، و ذلك قد استثار غيرتي أكثر ، نظرتْ الفتاة لـ "ريكس" نظراتُ تساؤل ، و لكني سبقتها بسؤالي إليه

- من هذه الفتاة يا "ريكس"؟ ، أ لن تعرفنا عليها؟!

نظر إلي "ريكس" ، وقد أحسَ على ما يبدو بتلكَ الغيرة التي ظهرت في نظرتي ، فابتسم ابتسامةً واسعة استفزتني كثيراً! ، و قال

- هذه شقيقتي الوحيدة "صوفيا" ، و لقد أخبرتكِ عنها مسبقاً لو تذكرين .

عندما قال ذلك ، انفرجت اساريري ، فابتسمت بصدقٍ و سعادة واضحة و نظرتُ لـ "صوفيا" الجميلة التي بادلتني الإبتسامة ، و مددت يدي لمصافحتها قائلة

- يسعدني التعرف إليكِ ، أنا "آماندا" .

صافحتني بسعادة قائلة بلطف

- و يسعدني أيضاً ، تشرفنا يا "آماندا" .

قلتُ لـ "ريكس"

- كنتُ اهاتفكَ البارحة و لم تذكر لي أنها هنا !
- لم نتطرق للحديث ، لذلك فاتني يا عزيزتي .

ثم أردف قائلاً

- و هذه "سارة" ، الصديقة المقربة و الوحيدة لـ "آماندا" .

فتبادلت "سارة" التحية و المصافحة مع "صوفيا" ، ثم قالت تنظر لي

- هيا يا "آماندا" لنعود ، فلقد حانت الثامنةَ و النصف .

قال "ريكس"

- لما العجلة ، رافقانا!
- لا أستطيعُ "ريكس"! ، وعدتُ والداي بالعودةِ سريعاً .
- اذهبي دون "آماندا" إذاً .

نظرت إليه بحنق ، فضحكتُ قائلة

- إن كنتِ تصرين فسآتي معكِ .
- لا يا عزيزتي ، إبقي لا مشكلة .. سأذهبُ حتى لا أتأخر ، أراكما في المعهد ، إلى اللقاء جميعاً .

قالت هذا و انصرفت .. فقال " ريكس"

- إذا سأذهب لإحضار القهوة ، انتظراني على المقعد .. لن أتأخر .

ذهبَ "ريكس" و جلستُ أنا و "صوفيا" على المقعد ، فابتدأت "صوفيا" الحديث

- إذاً ، أخيراً أفصحَ لكِ "ريكس" عن مشاعره .

نظرتُ إليها متفاجئة ، ثم ابتسمت و قلت

- هل يحدثكِ عني؟!

اتسعت ابتسامتها و ازداد حماسها بالحديث

- كان لا يكفُ عن الحديثِ عنكِ كلما سنحت له الفرصة! ، كلما التقينا أو تهاتفنا .. أعتقدُ أنه مهووسٌ بكِ .

أصدرتُ ضحكةً خفيفةً خجلة ، و لم أعرف ماذا أقول .. رغم أني استغربتُ حديثها .. فـ "ريكس" لم يتعرف عليّ منذ مدة طويلة! ، أربعة أشهرٍ و لا تزيد!

قالت لي

- إذاً متى اعترفَ لكِ "ريكس" ؟!

صمتت أفكر قليلاً ، أعترف! .. كان اعترافه مفاجئاً لي كما أتذكر ، لم يمضي على معرفتنا حينها إلا أياماً !
نظرتُ إليها و قلت

- منذ أربعةِ اشهرٍ تقريباً ، و لقد فاجأني! ، حيثُ أننا لم نتعرف على بعضنا إلا قبل أيامٍ قليلة!

أصدرت ضحكةً هادئة و قالت

- كان يجبُ أن تعرفيه جيداً من تلكَ الرسائل ، ألم يكن يحدثكِ عن نفسه؟!

سكنت تقاسيم وجهي هذه اللحظة تعجباً و صدمة .. قلتُ دون استيعاب

- رسائل!؟

قالت وقد بدت مستمتعة بالفكرة

- نعم ، تلكَ الرسائل التي تصلكِ دون اسم صاحبها ، علامةُ الإستفهام! .. أعترفُ أن "ريكس" رومانسيٌ بامتياز .

قالت ذلك و ضحكت ، و ما تدري أنها بقولها أوقفت قلبي للثوانٍ عن النبض ، و نفسي تعطل عن الشهيق و الزفير!
أيعقل؟! .. "ريكس" هو ذلكَ المجهول؟! .. "ريكس" هو صاحب الإستفهام! ، أي لعبةٍ خاضها معي؟ .. و إلى متى ينوي تغافلي؟ .. و إلى أين يريد أن يصل و يستمر في اللعب؟ ، لقد أثبت لي اليوم أن "ريكس" بارعٌ في التمثيل أيضاً ، وليس في الحب فقط .. ليس في الإختباء .

قالت وهي تغمز بمكر

- أخبريني صدقاً ، أ لم ترق لكِ تلكَ الرسائل؟ .. عندما أخبرني أنه تجرأ أخيراً و أرسلَ إليكِ لم أصدقه .

أحسستُ بغصةٍ في حنجرتي ، بزحامٍ شديدٍ من المشاعر المتلخبطة داخلي غصصتُ بها ، زحامٌ منعَ الكلامَ و كبتَ الصوت في داخلي .. أحسست بحرارةٍ تنبثق من عيناي ، لا أيتها الدموع لا تخرجي الآن !

تمالكتُ نفسي و نظرتُ إليها ، و تصنعتُ ابتسامةً تكلفتُ كثيراً لإظهارها ، وقلت

- نعم ، كانت تروقني ، و كم كان شقيقكِ لطيفاً و رقيقاً .. أسرني ، و أحببته بكل جوارحي .

قلتُ هذا و نهضتُ قائلة

- بالإذن ، يجب أن أنصرف .

قالت متفاجئة

- ما زال الوقت مبكراً ، ثم "ريكس" سيأتي بالقهوة الآن ، سيشعر بالخيبة إن لم يجدكِ .

خيبة!! ، أنا من اعتلتها الخيبة! .. أنا من ألجمتها الصدمة! ، أنا من اكتشفت أنها مخدوعة كل هذه المدة ، خاب ظني كثيراً بكَ اليوم يا "ريكس"

أجبتها بصعوبة

- لا بأس ، مضطرة للذهاب ، سعدتُ بلقائك .. فرصة سعيدة .
- حسناً ، فرصة سعيدة .

و استدرت مغادرةً بسرعة ، فدموعي لم تستطع أن تختبئ في محاجرها مدةً أطول ، و شهقات بكائي لم تحتمل هذا الكبت المحرق في داخلي ، كل ما في داخلي يستعر ، كلي مذهولٌ و مصدوم ، لا أستطيع التصديق ، "ريكس" الذي كان يغضبُ كلما تحدثتُ عن صاحب الرسائل ، هو نفسه الذي يتغزلُ بي في رسائله! ، "ريكس" الذي كان يمنعني عن مراسلته ، الذي مزقَ رسالتي غيرةً من نفسه! ، ما كل هذا؟! ، كيف يجيد التمثيل؟! .. و ما نفعُ كل هذا!؟

بخطىً حثيثة عدتُ إلى منزلي ، كالسارقة ، تسللتُ إلى غرفتي حتى لا يراني "ألفريد" ، بل حتى لا يرى دمعي الذي اكتسى وجنتي و عبثَ بملامح وجهي .
رميتُ نفسي على فراشي ، و أخرجتُ الحرقةَ التي احرقت داخلي بشهقاتٍ عالية من البكاء ، نفضتُ الكثير من الألم من دموعي .. و لم أكتفي ، دموعي لا تكفي لتطفيء لهيب الصدمة! ، و لا تكفي لغسل مرارة الخيبة ، كان في داخلي الكثير من الألم و القهر ، الكثير من التساؤلات و التعجبات ، لماذا مارستَ علي خدعةً يا "ريكس" ، لماذا؟!

=============

بكيت كثيراً حتى اغتال النوم عيناي ، و لا أعرف كم دقيقةً أستغرق نومي ، و لكنه كان نوماً عميقاً جداً.
فتحتُ عيناي على طرق الباب ، كان "ألفريد"!
فتح الباب بهدوء و عندما وقعت عيناه عليّ ، قال متسائلاً

- متى عدتِ يا "آماندا"؟! ، قلقتُ عليكِ عندما لم تأتي عند التاسعة .

جلستُ قائلة

- كم الساعة الآن؟
- التاسعة و النصف .

رفعت حاجباي دهشة ، ثم قلت

- كنت هنا منذ أكثرِ من نصف ساعة ، اعذرني لأني لم أخبرك .
- لا يهم .. كنتُ أريد الإطمئنان عليكِ و حسب .
- شكراً أخي .

ابتسم ابتسامةً لطيفة ، ثم غادر و أغلق الباب خلفة ، و مع خلوتي .. رحتُ بأفكاري سريعاً إلى "ريكس"! .. ذلكَ المخادع ، المزيف ، المجهول و المعروف! .. حتى الآن أكاد لا أصدق ما حدث!
هل يعقل أن يكون "ريكس" هو صاحب الرسائل؟! ، نعم هذا ما صرحت به شقيقته "صوفيا" !

وضعت يدي على جبيني ، أصبتُ بالصداع الشديد من شدة البكاء و كثرة التفكير .. و لم يمنعني الصداع من الاستمرار بالتفكير فيه .
حتى قطع حبل أفكاري صوت هاتفي .

أخرجته من حقيبتي بسرعة ، و أنا أعرف يقيناً من هو المتصل .. نعم كان هو ، الممثل البارع ، المحترف!
لم أجيب ، بل ظليتُ أحدقُ في اسمه المخزن في هاتفي ، و قد خزنته مؤخراً باسمِ " ريكس الحبيب"
حتى قطع الإتصال ، فظهرت على شاشة الهاتف عدة مكالماتٍ فائتة ، كان عددها سبعاً قبل المكالمة الثامنة ، و أيضاً و جدتُ أربعَ رسائل نصية .

لا شكَ أنه علمَ بأن شقيقته فضحته ، "ريكس" .. كيف تريد مني أن اسمعك بعد أن تحايلتَ علي ، مرتْ علي ليالٍ قاسية بسببِ تلاعبك ، هل كنتَ تخطط في حَبْكِ لعبتكَ بينما كنتُ أبكي عليك؟ ، هل كنتَ تستمتعُ عندما أتلهف إليك و أشتاقك ؟! ، أتراكَ سخرتَ مني؟!

هززتُ رأسي محاولةً طرد هذه الأفكار من رأسي المشوش ، و أخرجت تنهيدة من صدري المحترق .
فتحتُ الرسالة الأولى منه ، كان نصها (( "آماندا" أرجوكِ أجيبي على هاتفك ))
حدقتُ في حروفها للحظات ، أفكرُ بأي حالةٍ كان حينما أرسل إليّ هذه الكلمات؟ .. ثم انتقلتُ لرسالته الثانية ، فتحتها و قرأت (( يجبُ أن تسمعيني يا "آماندا" ، سأخبركِ بكل شيء ، أرجوكِ أجيبي ))

همستُ في داخلي .. بما ستخبرني؟! ، لا شيء يستحق الإصغاء إليه ، فلقد كشفت اللعبة .. و لا مجال أبداً لإظهار المبررات و إقناعي بها! .. ماذا ستقول؟ ، و هل يجب علي تصديقك ، أ حقاً تظن أنه عاد بإمكاني تصديقك؟!

هنا لم تتحمل دموعي الحبس ، فاهرقتها أجفاني باستسلام ، بكيتُ على نفسي و على كل ما حدث ، و على تلكَ اللعبة التي كنتُ فيها مخدوعة ، غافلة ، لا أعرف ما الذي يدور من ورائي و ما يُفعلُ من خلفي .. و ذلك الشخص ، أو الشخصين الذين أحببتهما ، كلاهما زيف ، كلاهما الخديعة التي صيغت لتمزيقِ قلبي بكفاءة ، و تركي حطامٌ منهار لا يعرف كيف يقفُ بعد أن هوى .. كيف يصمد بعد أن خذل .

تلاحقت شهقات بكائي ، و في صدري نارٌ تحرق قلبي ، تقتلني .
تمالكتُ نفسي و أخذتُ شهيقاً عميقاً و أنا أغمض عيناي ، حتى هدأتُ قليلاً .. مسحتُ دموعي بيدي و عدتُ إلى رسالتيه المتبقيتين ..
فتحتُ الرسالة الثالثة التي كُتِبَ فيها (( "آماندا" عزيزتي ، أرجوكِ لا تتجاهلي مكالماتي ، امنحيني فرصة ، استمعي إلي فقط و لا تظلميني ))

أظلمك؟! ، كيف أكون الظالمة و أنا المغدور فيها؟! ، يبدو أن الربكةَ جعلتكَ تنسى أين موقعكَ في تلكَ اللعبة ، و أين موقعي .. ألستَ أنتَ من خططَ لكل شيء؟ ، ألستَ أنتَ من تقربَ مني بالرسائل و جعلني أنجذبُ إليه؟! ، و لم تكتفي .. بل لتستمتعَ أكثر ظهرتَ بشخصيةٍ أخرى ، لتتركني هائمةً بينكما .. هائمة بين الصديق الجميل و الوفي ، المحب الحنون و العطوف ، و بين المحب الخفي ، العاشق المجنون ، صعبتَ الأمر علي ، و ارهقتني كثيراً .. كثيراً يا "ريكس"!

فتحتُ بعدها الرسالة الرابعة و الأخيرة ، و التي كتبَ فيها
(( أحبكِ كثيراً يا "آماندا" ، و لن أكف عن محاولة الإتصال بكِ .. و لن استسلم و أتوقفَ إلا عندما تجيبيني يا عزيزتي ، "آماندا" ثقي بي ، أحبكِ و لم أقصد خداعكِ ، لم أقصد كل ما حدث! ، و لا تتركيني الآن ، أرجوكِ .. أحبكِ يا "آماندا" الجميلة ، صدقيني ))

تركتُ الهاتف من يدي ينحدر على السرير ، و ألقيتُ بنفسي أنا الأخرى على الفراش ، و عيناي لم تتوقفا عن ذرف الدموع ، تحبني يا "ريكس" و تخدعني؟ ، تحبني فتتلاعب بي ، تحركني كيف تشاء .. يوماً تضحكني و يوماً تبكيني .. آسفة على كل وقتٍ أمضيته معك ، آسفة على تمسكي بكَ عندما أرسلتَ لي رسالتكَ و ادعيتَ الغيرة الشديدة من نفسك ، آسفة على غبائي ، و حبي الذي منحتكَ إياه ، و أنتَ لا تستحق .. لا تستحق .

============


انقضى هذا اليوم علي بكآبة شديدة ، لاحظني فيه "ألفريد" ، و سألني عن سبب بكائي الذي ظهر جلياً في ملامح وجهي و عيني ، أخبرته بأني تخاصمتُ مع "ريكس" فقط ، لم أخبره بالحقيقةِ كاملةً ، لا أريد أن يتدخلَ أخي في شيء ، أيضاً بالنسبةِ لي انتهى أمر "ريكس" ، لذا يجب أن أتجاوز هذا الحدثَ سريعاً ، و أن أخرجَ "ريكس" من عقلي كما لفظه قلبي الذي عانى منه الخديعة .

لكن الأمر لن يكون سهلاً علي ، طالما ألتقيه في المعهد!
نعم هكذا فكرتُ في الصباح حينما استعددتُ للذهاب إلى المعهد ، كيفَ سأواجه "ريكس"؟ ، لم أجب على مكالماته و رسائله بالأمس .. و لا شكَ أنه سينتظرني واقفاً عند بوابة المعهد ككل مرة ، حينها لن يكون هناك مجالاً لتتهربَ عيني من النظر إليه .

نفضتُ رأسي من كل هذه الأفكار ، لندع الأمور تسير على طبيعتها و ليحدث ما يحدث ، لا بد أن أضعَ حداً في النهاية ، إن لم يكن اليوم ، سيكون غداً .

و غادرتُ المنزل إلى المعهد ، سرتُ ببطءٍ و هدوء ، لم يعد يثيرني أي شيء!
لا بردُ الصباح ، و لا ضحك الناس ، لا زحام السيارات و لا هزهزةِ الأشجار ، على غير العادة ، كل ما حولي لا يعنيني ، كله حياة فارغة من كل شيء!

و صلتُ إلى المعهد ، فبدأت أطرافي ترتعد .. أخذتُ نفساً و رجوت أن لا يكونَ "ريكس" خلف الباب
تجاوزت الباب ، و سرتُ قليلاً .. حتى لمحته واقفاً ينظر إلي .

أنقبض قلبي و عاودني الألم ، هذا هو ينتظرني كما العادة ، لكن انتظاره هذا اليوم مختلفاً! لم يكن شوقاً و حباً و لهفة .. بل كانت وقفته اليوم لتبرير فعلته ، و ليطلب فرصة للتكفير عن ذنبه .

تحركَ متقدماً نحوي ، و مع كل خطوةٍ يخطوها ينتفض قلبي في داخلي ، يا إلهي إهدأ قليلاً أنتَ تربكني!

أقتربَ مني و توقفَ أمامي ، كان الإرهاق واضحاً في عينيه .. و مسحةٌ من خجلٍ اكتست وجهه الحزين ، كان ينظرُ إلي برجاءٍ شديد .

تكلم قائلاً

- "آماندا" ، اسمحي لي بأن أوضحَ لكِ ما حصل .

تكلمتُ بحدة

- لستُ مهتمة للتوضيح ، في النهاية استغفلتني يا "ريكس" ، مارستَ علي لعبةً فاقت كل التوقعات! ، من كان يظنُ هذا يا "ريكس"!؟ ، من كان يظن أن كل ما حدثَ تخطيطٌ مسبقٌ منك؟ ، و لما كلُّ هذا ؟! .. تحبُ الإثارة؟! ، أم تريد أن تجعلَ من حياتكَ مسرحاً تديرهُ كما تشاء ، ترغمنا على المشاركةِ فيه رغماً عن أنوفنا دون تبليغٍ مسبق!

قال بنفاذ صبر

- "آماندا" لم أكن خططتُ لكل هذا! ، سارت الأمور بشكلٍ مختلف بعكس ما توقعت ، لم يكن ذلك بالحسبان !
- أيضاً لا يهمني! ، تنحى عن طريقي "ريكس" .
- دعيني أشرح يا "آماندا"!

قلت بانفعال بعدما ضاق صدري

- ماذا تشرح! ، ها؟ .. ستشرح لي أن الأمور أفلتت زمامها منك؟ ، أنك لم تقصد أن تخدعني؟ ، لم تقصد التمثيلَ علي؟ ، كنتَ تأتي إلي تنعتُ صاحبَ الرسائل .. تنعتُ نفسك! ، تستفزني و أخاصمكَ لأجلك .. كم أبكيتني عليك .. كم أحرقتني شوقاً إليك و إلى رسالاتك ، عبثتَ بي كثيراً ، أتعبتني يا "ريكس" .. جعلتني أتوسلُ إليكَ لتأخذَ رسالاتي إليك! ، لا شكَ أنكَ كنتَ تضحكُ من ورائي .. تسخرُ من جنون ولعي بك ، تشعر بالنشوة كلما رأيتني أتمزقُ لأجلك أو تأخذني الحيرة من نفسي في دروبك .. أو أبكي قسوتكَ و جفاءك .. تشعر بالإنتصار ، بالزهو و السعادة ، أي شخصٍ أنت؟!

أظهر الألم بعضَ الدمع في حدقتيه ، كان متألماً و خجلاً ، تكلم بصوتٍ مبحوح

- ليسَ كذلكَ يا "آماندا" ، صدقيني .
- لكن النتيجة واحدة يا "ريكس" ، إنها لعبة لعبتها معي منذ البداية ، كيفَ أثقُ بك بعد أن مثلتَ كل تلكَ الأيام و الشهور؟! .. لقد آلمتني للمرةِ الثانية ، المرةُ الأولى برسالتكَ تلك ، و المرة الثانية بالأمس .. خابَ ظني بكَ كثيراً ، و لن أنتظر المزيدَ من الخيبات و الألم ، انتهت اللعبة و انتهى كل جميلٍ كان بيننا .

قلتُ ذلكَ و انحدرت دموعي الساخنة بصمتٍ على وجنتي ، فانصرفتُ بسرعةٍ عنه ..
نعم يا "ريكس" انتهى كل شيءٍ جميل ، عدمتَ الحبَ بعدما منحتني إياه بكل تفانٍ و اهتمام ، قضيتَ على تلكَ المشاعر الجميلة التي تهتز طرباً كلما تصغي لصوتك ، و ضعتَ خاتمة تعيسة لمسرحيةٍ صنعتها ، غادرتكَ بطلتها اليوم هاربة من كل هذا الجحيم ، من الصدمة التي تلقتها منك و الخيبة التي و جدتها فيك .. لننتهي يا "ريكس" ، ليبحثَ كلٌ منا عن حلٍ حتى يواري حطام قلبه ، حتى ينسى ، حتى يكمل طريقه دون الإلتفاتِ إليه .

===========

عندما أخبرتُ صديقتي "سارة" بأمر "ريكس" ، و بالتمثيليةِ التي مارسها علينا نحنُ الإثنتين ، لم تصدق!
شهقت بقوةٍ و قالت

- لا أصدقُ أبداً! ، "ريكس" نفسه المعجب الخفي؟! ، صاحب الرسائل المجهول!؟

أجبتها بهدوء

- أدين بالشكر لشقيقتهِ "صوفيا" ، لولاها لكنتُ ما أزالُ مخدوعةً فيه .
- أريدُ أن أعرفَ فقط! ، لما فعلَ كلَّ هذا!؟
- أما أنا فلا أريد ، كرهتُ "ريكس" ، و كرهتُ كل شيءٍ متعلقٌ فيه .

"ريكس" هذا النهار حاول الحديث معي أكثر من مرتين ، لكني لم أمنحه الفرصة ، و "سارة" في المرةِ الأخيرة وقفت له بشدة ، حتى أخجلته من نفسه و انصرف .

بعدها عدتُ إلى منزلي بسرعة ، وجدتُ أخي "ألفريد" .. كان جالساً يشاهد التلفاز .
أقتربتُ منه و جلستُ بجانبه قائلة

- "ألفريد" أريد التحدثَ معكَ بأمر يهمني .

نظر إلي باهتمام ، و اعتدل في جلسته قائلاً

- تكلمي يا "آماندا" أنا مصغٍ .

أخذتُ نفساً لأتغلبَ على توتري ، و قلت

- أريد أن أنتقل من هذا المعهد إلى معهدٍ آخر .

علت الدهشة وجهه ، و قال مستفهماً

- لماذا؟ ، هل للأمرِ علاقة بخصامكِ مع "ريكس"؟
- نعم يا أخي ، يضايقني كثيراً و لا أستطيعُ تحملَ مضايقاته أكثر .
- برأيي الأمر لا يستحق ، ثمّ لما لا تحلا الخصام؟ ، أنتما أكثر من صديقين لا يجب أن تفرطا ببعضكما بهذه البساطة!
- لأننا كذلك لا أستطيع أن أغفرَ له!
- ما الذي حدثَ بينكما بالضبط؟

لزمتُ الصمت ، شيءٌ ما يمنعني من فضحِ "ريكس" عند أخي ، ربما خوفاً من تأنيبه لي بسبب غبائي ، أو ربما لا أريدُ تشويه صورة "ريكس" ، و ربما خائفة من غضب أخي!

كرر سؤاله

- ما الأمر؟ ، ماذا حدثَ بينكما؟

قلت بعصبية

- حدثَ ما حدث ، لكني مصرة على الإنتقالِ إلى معهدٍ آخر .
- هذا المعهد قريبٌ من منزلنا ، لذلك لا أحبذ فكرةَ نقلكِ .
- مهما كان ، أنا مصرة!

و وقفتُ و غادرته إلى غرفتي ، أخرجتُ تنهيدة ألمٍ و حرقة ، لا استطيع تحمل "ريكس" و لا النظر إليه
لا أطيق ذلك .. كلما التقت عيناي بعينيه تذكرتُ استغفاله لي ، تحايله ، خديعته ، آهٍ "ريكس" .. لقد تركتَ جرحاً غزيراً في قلبي ، سيخلف ندبةً يستحيلُ لها أن تزول .

==============

فتحتُ عيناي بعد نومٍ عميق ، فتحتُهما على "ريكس"!
صورته لا تغادرني ، و كلماته تتردد على مسامعي ، ما زال يستفز قلبي ليجعله ينبض بجنون ، متى تنوي أن تغادرني يا "ريكس"؟!

نهضتُ من فراشي و اتجهتُ نحو الباب لأغادر غرفتي ، فتحتها بهدوء .. فتسربَ إلى مسامعي صوت "سارة"

- لقد كانت صدمةً قويةً بالنسبة لي! ، فكيف كان وقعها على "آماندا" يا ترى؟! .. تعلقتْ تعلقاً شديداً بصاحب الرسائل ، جاءها "ريكس" و ادعى انه شخصٌ آخر أحبها بجنون ، مزق رسالةً كتبتها له ليثبتَ مدى عشقه و غيرتهُ عليها من صاحب الرسائل ، ثم يفاجئنا أنه و صاحب الرسائلِ شخصٌ واحد!

سمعتُ صوتَ "ألفريد"

- لما فعل كل هذا؟! ، لما يعبثُ بقلب أختي "آماندا" لماذا؟!
- لم نستمع إلى تبريراته لأن "آماندا" تريد أن تنهي العلاقة مهما كان ، لقد تلاعبَ كثيراً بمشاعرها .. و الرسالة الأخيرة التي بعثها!! ، لو رأيته كيف أوهمنا بغيرته الشديدة!
- شابٌ وقحٌ و دنيء ، طالما تسببَ بكل هذا لأختي ، فسأنقلها من هذا المعهد كما تريد .

شعرتُ بالراحةِ كثيراً حينما سمعتُ منه ذلك ، لكن "سارة" غضبت قائلة

- لا "ألفريد"! ، ذلكَ ليسَ ضرورياً !
- إنها رغبتها ، أختي جرحت كثيراً بسببه ، و رؤيتها له ستدمي جراحها دائماً و ذلكَ قد يؤثر على دراستها .

قالت بحزن

- لا أريدُ إكمال الدراسةِ دون "آماندا" .

تقدمتُ نحوهما حينها ، و قلت لـ "سارة"

- و لا أنا أحب ذلك ، لكني مرغمة يا عزيزتي ، يجب أن تتفهميني .

ثم نظرتُ إلى شقيقي و قلتُ بامتنان

- أشكركَ أخي على موافقتك .
- لم أكن أعرف بما حدث ، ليتكِ أخبرتيني بدلاً من جعلي استدعي "سارة" لمعرفةِ ما حدث .
- كنتُ خجلة ، ما حدثَ معي محرجٌ للغاية يا "ألفريد" .
- لا تهتمي يا عزيزتي ، انسي كلَّ ما حدث .

ليتهُ من السهل يا "ألفريد" أن أنسى بمجرد أن أقول سأنسى
كل ما حدث يتكرر في عقلي ، كلما جلستُ بصمتٍ عادت بي ذاكرتي حيثُ كلمات "صوفيا"
أشعرُ بضيقٍ و قهرٍ شديدين كلما تذكرتُ تلاعب "ريكس" و تحايلهُ علي ، أشعر بالخيبة ، بالخزي ، بالإنكسار
كلما تذكرتُ أني بتُّ أضحوكةً لـ"ريكس" .. و معَ ذلكَ سأضغطُ بقوةٍ على جرحي ، سأحكم الضمادةَ عليه إلى أن يقفَ نزيفه ، أما مخلفات الذكريات ، فستبقى تعاودني ، تزور عقلي لتنكأ الجراح ، ستعود لتذكرني بسخرية حكايتي .. ستذكرني أني كنتُ يوماً مستغفلة ، أضحوكة ، فتاةٌ مسلوبة ، أهداها سارقها حباً و اختطفهُ منها ليتركها بنصف قلبٍ و نصف عقل ..

مضت الأيام و انتقلتُ لأكملَ دراستي في معهدٍ آخر ، و كذلكَ صديقتي "سارة" انتقلت معي ، كنتُ أبذل قصارى جهدي في دراستي ، أنخرطتُ في البحوثات و الكتب ، كنتُ أحاول أن أملأ النصفَ الآخر من عقلي بأمرٍ يسيطر على اهتمامي كله ، حيثُ لا يعطي مجالاً للذكريات بأن تغتالني ، أو أن تمس جرحاً غائراً في الأعماق ، و مضت الأيام ، و مضت .. و مضت .



 


رد مع اقتباس
قديم 06-21-2019, 04:15 PM   #83


الصورة الرمزية عاشق الذكريات
عاشق الذكريات غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 775
 تاريخ التسجيل :  Jul 2017
 أخر زيارة : 08-06-2023 (11:33 AM)
 المشاركات : 36,274 [ + ]
 التقييم :  286614
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 SMS ~
عاشق الذكريات
عاشق الذكريات
عاشق الذكريات
عاشق الذكريات
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



كل اللي قدر عليه المزهريه ينقلها من المعهد الى معهد اخر
شاطر بس يطبخ وينظف لو فيه خير كان ريكس فالمستشفى
<== طلع اللي في قلبه عاشق الذكريات ههههههههه
ومع هذا كله احس ان فيه إن بالموضوع
اذا كان ريكس فعلاً هو المجهول <= ايه هو وش تبي اكثر من اثبات هههه
المهم اذا هو المجهول ورجعت له اماندا فما عندها كرامه
والحب مهما يكون كبير عند الكرامه لابد ينتهي
وسلامتكم ههههههههههههه

مرجانه هاتي الجزء اللي بعده


 
 توقيع :








رد مع اقتباس
قديم 06-21-2019, 06:14 PM   #84


الصورة الرمزية إمبراطورة البحر
إمبراطورة البحر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 512
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : 08-17-2020 (09:55 PM)
 المشاركات : 138,590 [ + ]
 التقييم :  753574
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
من سعى لي الخير من وراي ؛
عسى الخير في طريقـه يخاويه ..
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



توقعنا كان صحيح بان ريكس هو صاحب الرسائل
وانا مع اماندا في كل كلمة قالتها .. الي سواه ريكس لا يغتفر
لكن مع هذا ابا اعرف ليش كل هذا وما القصة وراه ؟!
جداً المني هذا الجزء .. رغم توقعي بانه المجهول لكن ما تمنيت تنتهي جي ..
بشوق لمعرفة ما سيحدث .. صدق ابهرتيني مرجانة وصدمتيني بعد ههه

بإنتظاركِ ي جميلة


 
 توقيع :
بعض الكلام الي ما تحسب له حساب
في .. قلب غيرك ما يمر بسهوله
،،
خلك .. مع آلعالم تعاملك من باب
الي .. ما ترضى تسمعه لا تقوله

One kind word , can change someone's entire day



رد مع اقتباس
قديم 06-21-2019, 08:02 PM   #85


الصورة الرمزية واثـــ الخطوة ـــــق
واثـــ الخطوة ـــــق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (02:07 AM)
 المشاركات : 81,634 [ + ]
 التقييم :  455574
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Blue

اوسمتي

افتراضي



ماشاء الله تبارك الله

سيناريو و تنقلات و ترابط بقي فقط

سبب فعلة ريكس وماهو التبرير الذي يجاهد من أجله

النهاية أو طريقة كشف صوفيا مفاجئة تم كشف الأمر بكل سهولة

كل ماخطط ريكس لأجله ضاع بغباء من صوفيا

استمري


 
 توقيع :




رد مع اقتباس
قديم 06-22-2019, 09:03 AM   #86
رونق التـ🌷ـوليب


الصورة الرمزية مَرجانة
مَرجانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 732
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
 المشاركات : 38,686 [ + ]
 التقييم :  213224
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نحنُ لِنحن
لنحن فقط !..
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الذكريات مشاهدة المشاركة
كل اللي قدر عليه المزهريه ينقلها من المعهد الى معهد اخر
شاطر بس يطبخ وينظف لو فيه خير كان ريكس فالمستشفى
<== طلع اللي في قلبه عاشق الذكريات ههههههههه
ومع هذا كله احس ان فيه إن بالموضوع
اذا كان ريكس فعلاً هو المجهول <= ايه هو وش تبي اكثر من اثبات هههه
المهم اذا هو المجهول ورجعت له اماندا فما عندها كرامه
والحب مهما يكون كبير عند الكرامه لابد ينتهي
وسلامتكم ههههههههههههه

مرجانه هاتي الجزء اللي بعده
،،،،،،،

هههههههههه أنا زعلانه إنكم ضد ألفريد
مسكين هالشاب مكافح و انتوا ما تقدرونه >>> ليه انه يطبخ

خلاص نشوف الإنّ اللي في الموضوع في الأجزاء الجاية
ربي يسعدك يا عاشق

منور و الله
ما ننحرم حضورك

شكراً لحسن المتابعة و التفاعل

***

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إمبراطورة البحر مشاهدة المشاركة
توقعنا كان صحيح بان ريكس هو صاحب الرسائل
وانا مع اماندا في كل كلمة قالتها .. الي سواه ريكس لا يغتفر
لكن مع هذا ابا اعرف ليش كل هذا وما القصة وراه ؟!
جداً المني هذا الجزء .. رغم توقعي بانه المجهول لكن ما تمنيت تنتهي جي ..
بشوق لمعرفة ما سيحدث .. صدق ابهرتيني مرجانة وصدمتيني بعد ههه

بإنتظاركِ ي جميلة

,,,,,,

ههههههه برغم توقعتوا لكنكم انصدمتوا

امبراطورة مدري اذا بتغفرون لريكس او لا
الاجزاء القادمة بتخليني اشوف تفاعلكم مع ريكس و ردة فعلكم ناحيته كيف ههههه

شكراً امبراطورة
ممتنة لحسن المتابعة و جمالها
ما انحرم


****


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واثـــ الخطوة ـــــق مشاهدة المشاركة
ماشاء الله تبارك الله

سيناريو و تنقلات و ترابط بقي فقط

سبب فعلة ريكس وماهو التبرير الذي يجاهد من أجله

النهاية أو طريقة كشف صوفيا مفاجئة تم كشف الأمر بكل سهولة

كل ماخطط ريكس لأجله ضاع بغباء من صوفيا

استمري
،،،،،

صوفيا كبت عشا ريكس كله حطته بموقف صعب
يسعدك يا واثق

شاكرة جداً لك حضورك و حسن متابعتك
ممتنة


 


رد مع اقتباس
قديم 06-22-2019, 09:06 AM   #87
رونق التـ🌷ـوليب


الصورة الرمزية مَرجانة
مَرجانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 732
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
 المشاركات : 38,686 [ + ]
 التقييم :  213224
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نحنُ لِنحن
لنحن فقط !..
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



الجزء الخامس عشر ••❓



مرت الأيام سريعة ، انقضت خمسُ سنواتٍ من الدراسة و المثابرة حتى بلغتُ هدفي ، أنا و صديقتي "سارة" اليوم طبيبتي أطفال ، و على ذكرِ "سارة" ، "سارة" لم تعد زميلةَ عملٍ و صديقة فقط ، بل باتت زوجةَ أخي!
كانت رغبةَ أخي للزواج أمرٌ أسعدني كثيراً ، و لكن ما فاجأني أنه حدثني عن "سارة" و رغبته بالزواج منها ، زواجهما كان قبل سنةٍ من تخرجنا ، و بذلكَ تحققت أمنيةُ "سارة" ، التي طالما أحبت "ألفريد" ، لكن القدرَ كان كريماً جداً معها حيث وهبها "ألفريد" زوجاً تظل معه طول العمر .. أما أنا فلم أمنح نفسي الفرصة للتعرف على صديق ، أو كسبِ حبيب ، بل كرستُ نفسي لدراستي ، لأنهمكَ فيها و احققَ طموحي ، و حتى أملأ نصفَ عقلي المسروق ، و رغم كل هذا الانهماك ، فإن "ريكس" ما زال يغافلني و يتردد إلى عقلي في بعض الأوقات .

"ريكس" حاول الوصول إلي عدةَ مرات في السنوات الثلاث الأولى منذ أن انهيت علاقتي به ، الجيد أنه لم يتجرأ للمجيء إلى منزلي ، كان يطلبني على الهاتف ، و يحاول السؤال عني عن طريق "سارة" ، لكن اليأس قد دخل إلى قلبه بعد تجاهلنا المتكرر له ، في السنتين الأخيريتين لم يعد يزعجنا بمكالماته .
و ما زلتُ أشتاقه أحياناً ، أشعر بالحنين إليه .. لكن سرعان ما أعود لوعيي و أزيح ذاك الشوق بذكرِ فعلته و خديعته .

في صباحٍ جميل ، أستيقظتُ فيه على صوتِ "سارة" و "ألفريد" ، كان صوتهما عالياً ، فزعتُ قليلاً قائلة في نفسي

- يا إلهي ، هل يتشاجران؟!

نهضتُ من فراشي و خرجتُ إليهما ، وجدتهما في المطبخِ يتجادلان ، كان "ألفريد" يريد طهي الفطائر المحلاة ، بينما تريد "سارة" تناول البيض مع اللحم

- "سارة" عزيزتي ، تربكيني كثيراً عندما تدخلين إلى المطبخ ، غادري فوراً و أنا سأصنعُ لكِ البيضَ و اللحم بعدَ أن أنتهي من الفطائر المحلاة .

قالت "سارة" بتذمر

- أنا جائعة جداً ، متى ستنتهي من إعدادها؟ ، سيستغرقُ صنعها نصفُ ساعةٍ على الأقل!
- ذلكَ ليسَ صحيحاً ، غادري و اتركي الأمر لي ، ستعيثين الفوضى هنا يا "سارة"!

قالت بانفعال

- يجبُ أن تكونَ ممتناً لأني أعينكَ يا "ألفريد"! ، أنتَ شخصٌ غريب!

تدخلتُ قائلة

- صباح الخير .

نظرَ إلي الإثنين قائلين

- صباح الخير .
- ما بكما منذُ الصباح الباكرِ تتجادلان؟

أجابني "ألفريد"

- خذي "سارة" يا "آماندا" ، أكاد لا أصدقها ، حتى الآن لا تعرفُ أني لا أحبُ تدخلَ أي أحدٍ معي أثناء الطهي!

نظرت إليه "سارة" بامتعاض ، ضحكتُ قائلة لها

- يا عزيزتي ضعي البيضَ من يديكِ و دعي "ألفريد" يقوم بمهمته ، تعالي معي .

و ضعتْ صحنَ البيض على الطاولة و جاءت إلي ، أخذتها معي إلى الصالة ، جلسنا و تبادلنا بعض الحديث ، بعد ذلكَ قلتُ لها

- اسمعيني ، بما أن اليوم عطلة سنذهب إلى المزرعة لنعملَ حفلةَ شواءٍ الليلة .
- شواء!؟ ، ذلكَ لا يناسبكِ يا حلوتي ، إنسي الأمر .
- اليومَ بالذات يجبُ أن أتدللَ و أحقق كل رغباتي ، و أنتِ و "ألفريد" أطالبكما بكعكة!

اتسعت عيناها دهشةً ، ثم فغرت فمها و قالت بسعادة

- آه "آماندا"! ، اليوم عيدُ ميلادك!

قلت بمرح

- نعم هو كذلك ، لذا لن ترفضا لي طلباً!

قالت بعد تفكير

- بأمر الشواء ، لنأخذ الموافقة من "ألفريد" أولاً .

جاءنا صوتُ "ألفريد" الذي كان يحمل أطباق البيض و اللحم قائلاً

- ما الأمر؟ عما تتحدثان ؟

قالت "سارة"

- اليوم عيد ميلادِ "آماندا" ، يجب أن نعملَ حفلةً لها ، لكنها تريدُ شواءً!

وضعَ الأطباق على الطاولة و نظر إليّ بحزمٍ و قال

- لا طبعاً .

زممتُ شفتي بحزن ، و قلت برجاء

- "ألفريد" لنقيم الحفلةَ في المزرعة ، سيكون المكان مفتوحاً و لن يضرني الدخان أبداً!

كان أخي و "سارة" معترضين للفكرة خوفاً منهما علي! ، قبلَ زواجهما بشهرٍ تقريباً أُصبتُ بضيقِ تنفسٍ شديد أثناء الجري صباحاً مع "سارة" ، لدرجةٍ أصابتني بالدوار و الوقوع أرضاً ، حينها اكتشفتُ أني مصابة بقصورٍ في القلب بسبب اعتلال عضلة القلب ، فمنعتُ عن الجري و صعود السلالم الطويلة و من أمور كثيرة ، منها التعرض للدخان بشكلٍ مباشر .

حينما ألحيتُ في طلبي قائلة بمسكنة

- أرجوكَ "ألفريد" ، لن أقتربَ من الشواءِ أبداً!

تبادلَ النظرات مع "سارة" ، ثم نظرَ إلي قائلاً

- طالما تعديني بذلك ، سأوافق .

قفزتُ من مكاني بسعادةٍ و صفقتُ بيدي قائلة

- رائع ، شكراً "ألفريد"
- هيا اغسلي وجهكِ و تعالي لتتناولي الطعام ، أعددتُ أولاً البيض و اللحم لأجل "سارة" ، سأعد الآن الفطائر المحلاة .

قالت "سارة" بامتنان وهي تنظر لـ"ألفريد"

- آه عزيزي ! ، شاكرة جداً ، سلمتْ يداك .

بينما قلت

- حسناً ، لكن لا تنسيا الكعكة أيضاً لأجلي! ، يجبُ أن يكونَ يوماً مميزاً .. أكملتُ اليوم السبعةَ و العشرينَ ربيعاً.

قال "ألفريد"

- لا تهتمي ، سيكون مميزاً ، هيا أسرعي .

============

منذ الظهر ، بدأنا الإستعدادات لحفلة عيد الميلاد ، تسوقنا لأجل شواء الليلة و لأجل الاحتفال ، و اخترتُ بنفسي الكعكة و الحلويات ، بعدها اتجهنا للمزرعة و قمنا بالترتيبات ، و أثناء ذلك اجريت مكالماتي و دعوت بعض الأصدقاء .
عند الساعة الرابعة عصراً حضر الأصدقاء ، كانوا "إليزا" .. الفتاة المغرورة ، و هي لم تتغير في غرورها و زهوها أبداً ، "إليزا" صارت طبيبةُ أعصاب و هي تعمل في نفس المستشفى الذي نعمل فيه ، تزوجت و أنجبت طفلاً .. بعدها جاء "فرانك" ، "فرانك" صار طبيب أطفال أيضاً ، و حضرَ زميلُ عملٍ آخر يدعى "كريس" وهو زميلي و "سارة" في عيادات الأطفال ، و حضرت زميلةُ عملٍ أخرى في عيادات الأطفال و اسمها "كاثي" .

أربعةٌ من الأصدقاء و أنا و "ألفريد" و "سارة" اجتمعنا و بدأنا الإحتفال بعيد ميلادي ، وضِعَت الشموع على الكعكة ، بدأ الجميع بالغناء و التصفيق ، فتمنيتُ أمنيةً في داخلي و من ثم أطفأت الشموع ، و من ثم قطعتُ قالب الكعكةِ و بدأنا بالأكل ، قضينا وقتاً ممتعاً جداً ، حتى حل المغرب ، فنظفنا المكان واستعددنا للعشاء و الشواء .

تولى "ألفريد" و "كريس" مهمة الشواء ، و "فرانك" و "سارة" يعينانهما عليه ، أما أنا و "كاثي" و "إليزا" كنا نحضر السلطة و العصير و ما إلى ذلك للعشاء .
وبعد ساعتين ، كان العشاء جاهزاً و محضراً على طاولةِ الطعام ، فجلسنا جميعاً لتناول العشاء ، و كان عشاءً لطيفاً لم يخلو من المرح و الضحك ، و بعد العشاء دخلنا إلى الداخل و جلسنا لشرب الشاي و الحديث .
كانت السماء صافية و القمر بدراً هذه الليلة ، مما جعلني أرغب في السير تحت ضوءه في أرجاء المزرعة ، انضمت لي "كاثي" و "إليزا" و سرنا إلى الخارج معاً نتبادلُ الحديث .. و كان بين حديثنا ما يثير الاهتمام ، حيثُ قالت "كاثي" لـ "إليزا"

- هل رأيتي طبيبَ القلب الذي وصلَ اليوم إلى المستشفى؟
- لا لم أره ، كنتُ منشغلة كثيراً لدرجةٍ أصابتني بالصداع ، ما به؟

ابتسمت قائلة

- لا شيء به ، لكنه لطيفٌ و وسيم .. و قد لفتَ انتباه الجميع بحضوره ، التقيتُ به مصادفةً أثناء نزولي للغداء ، تحدثتُ معه قليلاً و رافقته حتى عدنا للعمل ، اسمهُ "ريكس" .

عندما سمعت الاسم ، توقفتُ عن السير و نظرتُ إليها بعينينٍ واسعتين ، و كررتُ قائلة بدهشة

- "ريكس"!؟

نظرتْ إليَّ "كاثي" مستغربة و قالت

- نعم اسمه "ريكس" ، لما أنتِ مندهشة هكذا؟!

نظرت إليّ "إليزا" قائلة

- تعتقدينَ أنه حبيبكِ "ريكس" ؟

نظرتُ إليها بانزعاج و قلت بحدة

- لم يعد كذلك ، فلا داعي لأن تقولي عنه حبيبي .
- لقد تبادرَ إلى ذهنكِ أنه هو!
- نعم لا أنكر .

قالت "كاثي" باهتمام

- حقاً كانَ حبيبكِ؟!
- لعله ليسَ هو!
- و ربما هو!

قلتُ بنفاذ صبر

- حسناً و إن كان هو ، ماذا تنتظران مني أن أفعل!؟

قلتُ ذلكَ و انصرفتُ غاضبةً عنهما عائدةً أدراجي .. و تذكرتُ "ريكس" ، عادت بي ذاكرتي إلى أيام "ريكس" ، و أوقاتِ "ريكس" و جمال "ريكس"!
كانت الأيامُ التي أمضيناها معاً أجملَ الأيام و أكثرها سعادة .. تبدو أيامي تلكَ ملونةً بشكلٍ استثنائي ، ذكرياتي معه تدخلُ السرور في قلبي ، كانت كالحلم .. انقضت سريعاً و غابت ، و ماعادت الآن .. ما هي إلا سراباً لأيامٍ خلت .

توقفتُ عندَ الرماد حيثُ كان هنا الشواء ، حدقتُ فيه بحزن ، هكذا صار قلبي ، بعد أن أججَ "ريكس" فيه جذوة الغرام ، بعد أن كان شعلةً من حب ، تركه رمادً منهار ، غادره بقسوةٍ لم أعهدها منه ، لم يصن هذا القلب .. لم يراعيه ، بل سحقه بقدميه دون رأفةٍ و رحمة ، أذنبَ فيه ذنباً لا يحتمل العفو و الغفران .. خلفه حطام ، مكانٌ مهجور ، يحيى بالعدم .

ركلتُ منقلةَ الشواء بقدمي بغيظ ، و دخلتُ إلى الداخل في إحدى الغرفِ منفردةً بنفسي ، جلستُ بالقربِ من النافذة أحدقُ في القمر البادي في السماء ، و تابعتُ التفكير

- أ يعقلُ أن تظهرَ في حياتي يا "ريكس" من جديد بعدَ خمس سنوات!؟ ، هل سيجمعنا مكان عملٍ بعد كل هذه المدة؟ ، هربتُ عنكَ منذُ خمس سنوات ، و لكن القدر يعيدكَ حيثُ أكون ، هل تأبى إلا أن تكونَ جزءً في حياتي كما كنتَ في ذاكرتي التي لم يعصمكَ النسيان عنها؟! قلبي سقيمٌ يا "ريكس" فما عاد يقوى جنون ذاك النبض !

أخذتُ نفساً محاولةً تبديدَ توتري الذي ضاق به صدري و تزايدت دقات قلبي ، فقلتُ مهونةً على نفسي

- لا ، لا تستعجلي يا "آماندا" لعلهُ ليس هو .. لا داعي لكل هذا الإرتباك!

و بعد دقائق ، انتبهتُ على رائحةٍ كريهة ، عقدتُ حاجباي محاولةً التركيز جيداً من أين تنبعثُ تلكَ الرائحة ، حتى لاح الدخان أمامي من النافذة و انعكس لون النار على الجدار البعيد للمزرعة! ، أيقنتُ حينها .. أن هناكَ حريقٌ اندلعت في المزرعة!
تذكرتُ فجأةً منقلةَ الشواء التي ركلتها على العشب ، لعله لم يكن رماداً تماماً .. بل كان به جمراً ! ، كم كان تصرفي أحمقاً!
ازداد الدخان أمامي ، فأغلقتُ النافذةَ و ذهبتُ بسرعةٍ إلى غرفةَ المعيشة حيثُ كان أخي و "سارة" و "كريس" ، لكنهم لم يكونوا هناك!
انتابني الهلع ، و ذهبتُ بسرعةٍ إلى المطبخِ بحثاً عنهم ، و لم أجدهم أيضاً .. حينها سمعتُ صوتَ صراخ أخي "ألفريد" يناديني ، كان قادماً من الخارج .

هرولتُ إلى الباب المؤدي للخارج .. و لكني توقفتُ مذهولة! ، حيث النار انتشرت سريعاً في المزرعة ، و قريباً جداً من مدخل الكوخ ، كان الدخان يملأ المكان و النار تلتهم كل أخضرٍ أمامها ، توقفتُ حائرة .. لم أعرف ماذا أفعل ، بدأ الدخان يدخل في صدري ، ضاقت أنفاسي و بدأت أسعل ، فكرتُ في المجازفة و الركض عبر الحريق ، لكن الرؤيا تنعدم أمامي و لا أعرف الطريق! و إلى أين تمتد النار ، و حتى أين ؟ .. قطعَ حبل أفكاري صوتُ "سارة" و "ألفريد" الذين ينادياني ، فصرختُ منادية

- "ألفريد"! ، "سارة" أنا هنا بالداخل! ، لا أعرف كيف أتصرف! ، النار منتشرةٌ أمامي!

إزدادت أنفاسي ضيقاً ، فتراجعتُ قليلاً إلى الداخل حين احسستُ بالدوار ، فسمعتُ صوتَ "ألفريد"

- حاولي الخروج من نافذة الغرفة ، أنا ذاهبٌ هناك لمساعدتك على الخروج ، أسرعي .

لم استطع التكلم ، لكني عدتُ أدراجي للغرفة ، و توقفتُ حينما وجدتُ "ألفريد" يفتحُ نافذة الغرفة .. دخلَ الكثير من الدخان بسرعة ، فضاقت أنفاسي بشدة ، و ازداد الدوار ، و فقدتُ و عيي ..

==============

لم أعلم ماذا حصل ، لم أعرف كيف سار الأمر مع أخي و "سارة" و البقية ، كل ما أعرفه أني ارتكبتُ حماقةً تشابهُ حماقةَ الأطفال! ، حتى تسببتُ بحريقٍ كبير ، هذا ما تبادر إلى ذهني حينما استعدتُ وعيي في المستشفى ، لم أفتح عيناي طويلاً ، كنتُ متعبة و منهكة .. و ما زال صوتُ "ألفريد" يتردد في رأسي .. حتى تناهى إلى مسامعي صوتُ "سارة" ، كان قلقاً و هي تقول

- هل هي بخير؟! ، أرجوكَ كن صادقاً معنا يا "ريكس"!

فتحتُ عيناي حينها ، فتحتهما في ذهول و دهشة .. هل قالت "ريكس"!؟ ، قالت "ريكس" فقط! ، إذاً هو صديقنا "ريكس"! ، ذلكَ الطبيب الذي تحدثت عنه "كاثي" هو "ريكس" الذي نعرفه!
تسارعت دقات قلبي بشكلٍ جنوني ، و أخذت أنفاسي تتلاحق .
حينها سمعتُ صوته

- لا تقلقي يا "سارة" ، ستكون بخير بعد ساعاتٍ قليلة أنا واثق ، لكن أخبريني ، منذ متى تعاني من اعتلالٍ في عضلة القلب؟!
- اكتشفنا ذلكَ منذُ سنتين تقريباً .
- أ تؤخذ أدوية؟
- نعم .
- عندما تظهر نتائج الأشعة ، سنرى ما يجبُ علينا أن نفعل .

سمعتُ حينها صوت "ألفريد"

- ستكون بخير أ ليسَ كذلك؟

أجابه "ريكس"

- نعم ستكون بخير .

حينها التفتُ نحوهم ، و رأيته .. رأيت "ريكس"! ، بمعطفه الأبيض و شعره البني ، كان يرتدي نظارةً أيضاً ، و قد ازداد طولاً و جاذبية ، كم هو وسيم ، لقد ازداد وسامةً أكثر مما كان عليه منذ خمس سنوات .

عصفَ بي الحنين حينها ، اشتقتُ إليكَ يا "ريكس" ، اشتقتكَ كثيراً!

نظرَت "سارة" إلي و قالت بسعادة

- "آماندا" استعادت وعيها!

استدار الجميعُ ناحيتي ، فالتقت عيناي بعيني "ريكس" ، فأبعدتهما عنه سريعاً حيث وقفَ "ألفريد" بالقرب مني قائلاً

- حمداً للهِ على سلامتك! ، كنتُ خائفاً جداً عليكِ يا عزيزتي .

ابتسمتُ له و قلت بصوتٍ مبحوح

- أنا بخير ، لا تقلق .. ماذا عنكما ، و "كريس" و "فرانك" و "إليزا" و "كاثي" ؟!
- جميعنا بخير ، كنا في الخارج جميعاً عندما اندلعَ الحريق ، و ظننا أنكِ الأخرى في المزرعة ، بحثنا عنكِ و لم نجدكِ فجن جنوني ، لم أهدأ إلا بعدما سمعتُ جواباً منكِ على ندائي .

قلتُ بأسف

- أعتذرُ لما حدث ، كنتُ السبب في هذا الحريق .. ركلتُ الشوايةَ معتقدةً أن ما بها كلهُ رماد .

ربتت "سارة" على كتفي قائلة

- لا يهم ، المهم أن تستعيدي عافيتكِ فقط .. كان الجميع قلقاً عليكِ ، منذ قليلٍ فقط غادر الأربعة بعد ان ألح عليهم "ألفريد" .
- شاكرة لهم جميعاً ، و لكما يا عزيزاي .

ثم نظرتُ إلى "ريكس" ، الذي خلعَ النظارة من عينيه و أنكسَ رأسه بحزن .
فالتفتت إليه "سارة" قائلة

- هل تستطيعُ "آماندا" الخروج الآن؟!

نظر إليها قائلاً بهدوء

- لا ، ستبقى هنا الليلة و غداً ، يمكنكما الذهاب ، و أنا سأعتني بها بنفسي .

جملته الأخيرة فاجأتنا جميعاً ، حيثُ حل الصمت فجأة ، أما هو ، فنظر إلي نظرةً افتقدتها كثيراً ، نظرة اهتمامٍ و لهفة ، نظرةٌ لطالما اربكتني .

بعد دقيقة ، قال "ألفريد"

- إذاً نحنُ ذاهبان يا "آماندا" ، غداً نراكِ .. كوني بخير .
- حسناً .

و استدارا مغادرين .

حل الصمت في الغرفة ، أنا هنا و "ريكس" فقط ، كنتُ قد أبعدتُ عيناي عنه إلى الجانب الآخر ، قلبي يخفق بشدة ، و أنفاسي تضيق ، كم أنا مرتبكة!
أحسست بخطواته تقترب مما زاد ارتباكي ، التفتُ إليه ، فوجدته واقفاً بالقرب مني ينظر إلي في هدوءٍ شديد ، حدق كلانا في الآخر بصمت ، حتى كسرَ صمتنا صوته الهادئ

- حمداً لله على سلامتك .

أخذتُ نفساً و أجبته بصوتٍ منخفض

- شكراً .
- سآني جداً ما عرفتهُ عنكِ منذ قليل ، كيف تشعرين مؤخراً؟
- أكثر ما يزعجني هو ضيق التنفس خاصةً أثناء النوم ، يصيبني خفقانٌ أحياناً أثناء جلوسي ، أو التفكير ، و عندما أحزن ، و أشعر بالتعب بسرعة ، ينتابني نادراً ألمٌ في صدري .

قال و قد علت نبرة صوته

- لا تحزني و لا تفكري كثيراً يا "آماندا" ، ذلكَ يضر بكِ! .. ابتعدي عن كل ما يثير قلقكِ .

لزمتُ الصمت ، و ابعدت نظري عنه .. فمد يدهُ و أمسكَ بيدي ، نظرتُ إليهِ متفاجأة! ، لمحتُ بريقاً في عينيه ، إنها دموع!
همسَ قائلاً

- أرجوكِ يا "آماندا" كوني بخير ، لا تخيفيني .
- هل الأمر خطيرٌ لهذا الحد؟!

لم يقل شيئاً ، بل رفع يدي نحو شفتيه ليقبلها ، وتساقطت دمعتين من عينيه .
أحسستُ بحرارة قلبه من حرارة أنفاسه التي لفحت يدي ، كانَ مشتاقاً ، متألماً ، خائباً!
كذلكَ أنا ، تسللت دموع الحنين و الشوق في مقلتي .. احرقتني لهفتي إليه ، فبكيتُ في صمت .. ثم همست

- "ريكس" .

انخفضَ جلوساً حتى صار بمستوى مقارباً من وجهي ، و قال و هو لا يزال ممسكاً بقوةٍ بكفي

- قلبكِ الذي احتواني يوماً ، سأفعلُ المستحيل لأجل أن يعيش .

همستُ و عيناي لم تتوقفا عن سكب الدموع

- ما زال هذا القلب يحتويك ، يشتاق إليكَ يا "ريكس"!

طبع قبلةً علي يدي من جديد ، و قالَ بصوتٍ مبحوح حشرجهُ البكاء

- أحبكِ يا "آماندا" .

كانت هذه هي الكلمة الأخيرة ، بعدها عم صمتٌ شديد ، لوقتٍ طويل .. كنا فقط نتبادل النظرات ، نشبع شوقنا ، نروي ظمأ قلبينا ، نعبر عن قسوةِ الحرمان بدمعينا ، و عن سعادةِ اللقاء بابتساماتنا .. كان مساءٌ عنيفٌ بما حدث ، رقيقٌ بالتقائنا معاً .. كان عيدُ ميلادٍ مميز ، حافلاً في ساعاته الأخيرة .



 


رد مع اقتباس
قديم 06-22-2019, 04:46 PM   #88


الصورة الرمزية إمبراطورة البحر
إمبراطورة البحر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 512
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : 08-17-2020 (09:55 PM)
 المشاركات : 138,590 [ + ]
 التقييم :  753574
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
من سعى لي الخير من وراي ؛
عسى الخير في طريقـه يخاويه ..
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



مرت الاحداث سريعاً .. 5 سنوات فترة طويلة جداً ..
لكن لازال حبهما متوهجاً رغم كل ما حدث ..
المني ما حل ب اماندا وللامانة لا اريد توقع ما سيحدث
لان في بالي شيء مؤلم وان حصل كذلك ساكرهكِ مرجانة ههههه
اتمنى ان تكون النهاية مفرحة لكليهما وان تعود ايام تلك الرسائل ..
اترقب الجزء التالي .. مبدعة والله مرجانة



 


رد مع اقتباس
قديم 06-23-2019, 06:56 AM   #89
رونق التـ🌷ـوليب


الصورة الرمزية مَرجانة
مَرجانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 732
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
 المشاركات : 38,686 [ + ]
 التقييم :  213224
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نحنُ لِنحن
لنحن فقط !..
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



سلامتك امبراطورة من الألم

هههههههه يا زينك
شاكرة امبراطورة متابعتك

ما ننحرم


 


رد مع اقتباس
قديم 06-23-2019, 06:59 AM   #90
رونق التـ🌷ـوليب


الصورة الرمزية مَرجانة
مَرجانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 732
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
 المشاركات : 38,686 [ + ]
 التقييم :  213224
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نحنُ لِنحن
لنحن فقط !..
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



الجزء السادس عشر ••❓

بعد أن غادرني "ريكس" ، ظللتُ وحدي أفكر في الماضي ، ماضٍ تناسيتهُ لمدةٍ طويلة .. منذُ الرسالةِ الأولى ، حتى اكتشافي بالصدفةِ لهويةِ صاحب الرسائل .
ما زال الألم يعتصرني حتى هذه اللحظة ، خمس سنوات لم تستطيعي يا "آماندا" تجاوزَ هذا الألم ، حتى الآن لا تستطيعي أن تغفري لـ "ريكس"!

تذكرتُ ضعفي منذ قليل ، إعترافي لـ "ريكس"! ، نسيتُ الجرحَ الخالد في قلبي العليل ، نسيتُ الألمَ عندما أبصرته ، فقدتُ وعيي و عيناي تحدقانه
"آماندا" هل نسيتي ما فعلهُ بكِ؟! ، كيف تلاعبَ عليكِ؟ ، كيفَ مثلَ و خططَ لتلكَ المسرحية التي كنتِ فيها الضحية في نهايتها؟ ، كيفَ استغفلكِ و كيفَ و كيف!؟

حركتُ رأسي يمنةً و يسرة ، و رددتُ داخلي

- لا تتخاذلي و لا تستسلمي لضعفك ، شخصٌ خبيثٌ مثله لا يستحقُ أن تهبيه قلبكِ يا "آماندا" ، مهما فعل .

أغمضتُ عيناي ، و رحتُ في نومي بهدوءٍ شديد ، إلى أن أيقظني صوتُ الباب .
فتحتُ عيناي و نظرتُ ناحيةَ الباب ، كانَ "ريكس"!
كان بيدهِ ملفٌ يحتوي على عيناتِ الأشعة ، نظرتُ إلى وجهه .. كان خالياً من أي تعبير .
حدقتُ فيه بصمت ، فتنهدَ و قال

- أعتذرُ إن ازعجتك ، لكن ..

و نظر إلى الملف في يده ، فقلت

- كيف هي ؟!

نظر إليَّ بصمت ، ثم اقتربَ مني و وقفَ عندَ رأسي .
نظرتُ إلى عينيه ، وجدتهما حائرتين! ، فاستحثثته قائلة

- تكلم يا "ريكس"!

اشاح بوجههِ عني للحظة ، ثم نظرَ إليِّ قائلاً بصعوبة

- لابد أن نتصرفَ يا "آماندا" ، قلبكِ معتلٌ جداً! ، لا بد من زراعةِ قلب .

أنتفض قلبي خوفاً و فزعاً ، ازدردتُ ريقي بصعوبة ، و قلت بصوتٍ مرتعد

- قلبي ما عاد يقوى على النبض ، يكاد يقف أ ليسَ كذلك؟!

نظرَ إلى عيني اللتين استسلمتا للدموع ، فتنهدَ و انحنى نحو وجهي قائلاً بلطف

- لما هذه الدموع يا جميلتي؟! ، لم أعهدكِ ضعيفةً يا "آماندا"! ، لا تعكري صفوَ عينيكِ العسليتين بالبكاء ، ما زال الوقتُ باكراً على ذرفِ الدموع .

أخرجتُ تنهيدةً من جوفٍ محترق ، و قلت

- تقولُ ذلكَ و القلقُ بادٍ عليك ، أنتَ تدركُ جيداً أن قلبي قد يقفُ في أيةِ لحظة! ، ينتابني الفزع كلما ضاقت أنفاسي أثناء نومي ، صرتُ أخشى النوم مؤخراً لأن الأمر صار يتكررُ كثيراً .

قال بانفعال

- "آماندا" كفي عن قول ذلك! ، لن يصيبكِ مكروه لو عثرنا على متبرع .
- ماذا لو لم نعثر؟!

وضع يدهُ على رأسي و قالَ في همس

- سأهبكِ قلبي حينها يا "آماندا" ، و لن أترددَ في ذلكَ صدقيني .

نظرتُ بخجلٍ في عينيه ، كانتا تحدقان بي بلطفٍ و حنانٍ بالغ ، ابعدتُ عيناي عن وجهه ، و مسحتُ دموعي في صمتٍ بخجلٍ شديد ، فاستأنفَ قائلاً

- سيكون ذلكَ تكفيرٌ عن ذنبي بما فعلتهُ بكِ منذُ خمسِ سنوات ، لقد أذنبتُ بما فعلتُ بقلبكِ الرقيق .. مهما كانَت نواياي .

أصدرتُ شهقاتِ بكاءٍ و عيناي عاودتا سكبَ الدموع ، "ريكس" أيها العزيز ، مازلتَ حنوناً و لطيفاً ، دائماً تهتم بي .

ابتسم بلطفٍ بالغ ، و قال مهوناً

- كفي عن البكاءِ يا عزيزتي ، أرجوكِ .. بالكادِ أتمالكُ نفسي ، مع الصباح ستكون ساعات عملي انتهت ، سأغادر لارتاح قليلاً و أعود إليكِ .

هدأتُ قليلاً ، و نظرتُ إليه قائلة

- هل يمكنني المغادرة صباحاً؟! ، لدي عملي في الصباح و أريد القيام به ، سأكون أحسن حالاً .

اعتدلَ في وقفتهِ وقال

- اعلمتْ "سارة" إدارة المستشفى بما حلَّ بكِ ، لستِ مضطرة للعمل!
- لكني أشعر بأني بخير! ، لا ضرورةَ لبقائي هنا .
- بخير طالما أنتِ مستلقية و مرتاحة ، ستجهدينَ سريعاً أثناء عملك .

قلتُ بحزنٍ شديدٍ و يأس

- أشعرُ بالعجز ، أشعر بالألم و القهر يا "ريكس" ، مرضي يؤثر كثيراً على حياتي!
- لا تفكري بذلكَ يا عزيزتي ، سيكون كل شيءٍ بخير ، ثقي بي .

هززتُ رأسي بالإيجاب ، فابتسم بسرورٍ و قال مازحاً

- ممتاز ، و الآن أخلدي للنوم ، و انظريني في أحلامكِ لو كان ذلكَ يسعدك .

أصدرتُ ضحكةً خفيفة ، و قلت

- لن تتغير يا "ريكس"!
- لن أتغير ، تماماً مثلكِ يا "آماندا" ، كوني بخير .

قال ذلكَ و هم بالذهاب ، لكني أمسكتُ بيده قائلة

- "ريكس"!

نظرَ إليّ بوجهٍ متسائل ، فقلتُ بخجل

- أعجزُ عن شكرك ، ممتنة كثيراً .

ابتسم و قال

- أنا أكثرُ شكراً و امتناناً لكِ ، تصبحين على خير .

قالَ هذا و انصرفْ ، فالتقطتُ أنفاسي و ابتسمت .. دائماً ما يدخل "ريكس" السعادةَ في قلبي ، لطالما كان كذلك ، مهما نقمتُ و غضبت ، تُبَددُ كلَّ غضبي و نقمي في لحظة! ، لا أستطيعُ إلا أن أنسى عندما تكونُ أمامي .. أشتاقك يا "ريكس" ، أشتاقكَ كثيراً .

===============

في الصباح ، وعند الثامنة بالتحديد ، غادرتُ المستشفى على مسؤوليتي ، فلم أجد داعٍ لبقائي طالما أن وضعي مستقر ، ذهبتُ إلى المنزل و أخذتُ حماماً سريعاً ، ثم هممتُ بالخروج ، لكن "سارة" استوقفتني قائلة

- إلى أين؟!

نظرتُ إليها قائلةً بإصرار

- إلى عملي ، و لا تمنعيني!

تأففت "سارة" و اقتربت مني قائلة

- لقد طلبت الإذنَ لكِ يا "آماندا" ، لن تعملي اليوم .
- لكني أريد الذهابَ للعمل! ، أنا بخير .

قالت بقلق

- يا عزيزتي ، أخشى أن تجهدي ، ثم لما غادرتي المستشفى؟! ، ألم يقل "ريكس" أنكِ ستكونين تحتَ الملاحظة؟
- بلى قال ذلك ، لكني رفضت .

قالت بانزعاج

- و كيفَ سمحَ لكِ؟!
- لا يعلم ، انتهت مناوبته فغادرت .
- حسناً و مع هذا لن تذهبي ، "ألفريد" سيغضب لو علم!

نظرت في عينيها الزرقاوتين للحظات ، ثم قلت برجاء

- لا تخبريه .

قالت معاندة

- بل سأخبره! ، أنتِ عنيدة و لا تهتمين بنفسك ، تقلقينا عليكِ كثيراً بتصرفاتك!

صمتت للحظة ، ثم قلتُ مستسلمة

- حسناً ، لن أقلقكما .. سأبقى هنا .

ابتسمت "سارة" برضى و قالت وهي تربت على كتفي

- أحسنتِ .. أنا ذاهبة الآن ، لقد تأخرت .. كوني حذرة و اهتمي بنفسك .. إلى اللقاء .
- حسناً يا عزيزتي ، رافقتكِ السلامة .

غادرت "سارة" ، بينما أنا عدتُ إلى غرفتي .. رميتُ نفسي على السرير و أغمضتُ عيناي ، فاسترجعتُ بذاكرتي كلماتَ "ريكس" (( لابد أن نتصرفَ يا "آماندا" ، قلبكِ معتلٌ جداً! ، لا بد من زراعةِ قلب ))

فتحتُ عيناي .. و أنا أفكر ، هل سيقف قلبي عن النبض قريباً!؟ ، ربما أغادرُ الحياة مبكراً .. لكن من الجيد أن الحياة منحتني ... منحتني فرصةَ اللقاء بـ "ريكس"!

في هذه اللحظة ، سمعتُ صوت رنين جرسِ الباب ، فنهضتُ بسرعةٍ و ذهبتُ نحو الباب لفتحه ، و قد تفاجأتُ حين وجدتُ "ريكس" خلفَ الباب !.. كان واقفاً يعقدُ حاجبيه بغضب .

قلتُ بصوتٍ منخفض

- "ريكس"!

قال منفعلاً

- لما غادرتي المستشفى؟!

أشرتُ له بالدخول قائلة

- تفضل أولاً يا "ريكس".

نظر إلي ملياً قبل أن يدخل ، ثم تنهد و دخل .. قدته إلى الصالة و جلسنا ، فعاد بنظره إلي و قال

- و الآن أخبريني لما غادرتي المستشفى؟! ، و كأنكِ لا تعلمين خطورة وضعك!

قلتُ بانزعاج

- لا تضخم الأمرَ يا "ريكس"! ، أنا بخير ، لو كنتُ عكسَ ذلكَ لما غادرت!
- من أينَ لكِ أن تعرفي؟! ، البارحة استنشقتي دخاناً أضر برئتيكِ! .. قلبكِ لا يتحمل و رئتيكِ لن تعمل بكفاءةٍ لبعض الوقت ، لما تتجاهلين ذلك؟!

اشحتُ بوجهي عنه منزعجة ، بينما استأنفَ كلامه بقلق

- لا تكوني مستهترة و لا تكابري ، ذلكَ قد يكلفكِ الكثير!

ارعدتني كلماته ، نظرتُ إليه و قلتُ بهدوء

- حسناً ، أعدكَ أن لا أجهدَ نفسي ، اطمئن .

قال متصنعاً الحزن

- أنا منزعجٌ حقاً ، كنتِ قريبةً مني في المستشفى ، أنزعجتُ كثيراً عندما أخبرتني الممرضة بمغادرتك ، لقد كلَّفتِنِي عناء المجيء لرؤيتكِ .

نظرتُ إليهِ نظرةً ساخرة ، فأصدرَ ضحكةً خفيفة و همس قائلاً

- اشتقتُ إليكِ كثيراً يا "آماندا" .

اشتقتُ إليكِ! .. كم اخجلتني هذه الكلمة من فمِ "ريكس" و اربكتني ، فصددتُ عنه اتجنبُ النظر إليه .
فسألني بلطف

- ماذا عنكِ ؟

نظرتُ إليه متسائلة

- ماذا؟!
- ألم تشتاقي إليّ ؟!

زاد سؤاله من ارتباكي ، فنظرتُ في وجهه المبتسم للحظة

هل اشتقتِ لـ "ريكس" يا "آماندا"؟! .. لما لستِ سعيدةً إذاً؟! ، و لكن كيفَ تسعدين؟ .. وهو من جعلكِ دميةً يعبثُ بها بيديه!

قلتُ بهدوء

- و أي ذكرى خلدتها في ذاكرتي أعمق من خديعتكَ يا "ريكس" ، كيفَ أشتاقكَ قل لي ؟ ، أي شوقٍ تريدُ أن ينتابني؟! ، و جرحٌ في أعماقي كلما عبرتَ على فكري نزفَ من جديد ، رؤيتكَ يا "ريكس" تسعدني و تدميني في آن ، لأعرف أي شعورٌ هذا! ، لكنه شعورٌ مؤلم ، يخنقني و يقتلني!

بان الضيق على تقاسيم وجهه ، فأشاحهُ عني قائلاً

- تستجدين أسفي و حزني بقولكِ يا "آماندا" ، ما زلتُ أقدم اعتذاري لكِ ، أنا أحببتكِ فقط! ، كلُ ما حدثَ حدثَ عن غير قصد!

قاطعتهُ قائلة

- لا داعي لأن تبررَ لي ، الأمرُ انتهى على كل حال .

نظر إليّ و قال بانفعال

- ليسَ قبلَ أن تسامحيني!

نظرتُ في عينيه بصمتٍ للحظات ، ثم قلتُ بصعوبة

- أحاول ، أحاول أن أنسى لأسامحكَ يا "ريكس" لكني لا أستطيع!

صد بوجهه من جديد ، و تنهد ثم قال بصوتٍ هادئ

- حسناً ، ما يهم الآن أن تهتمي بنفسك ، و عندما نجدُ متبرعاً سأبلغكِ بذلك ، كوني مستعدة حتى ذلكَ الحين ، و كوني بخير .

قال ذلكَ و وقفَ مغادراً دون أن ينظرَ إليّ ، حاولت اللحاق به لمرافقته إلى الباب ، لكنه ذهبَ مسرعاً و غادرَ و أغلقَ الباب خلفه .

تنهدت بألمٍ و حرقة ، حائرة ، ضائعة .. متلخبطةٌ مشاعري ، و قلبي ما بين حبٍ و بغض ، و بين شوقٍ و صد
اعذرني "ريكس" ، فخمسُ سنواتٍ لم تكن كافية لمداواة جرحي ، لم تكن كافية لتنسيني ألمي ، أو تنسيني إياك .

=============

بعد يومين ، ذهبتُ إلى المستشفى لأطمئنَ على صحتي قبل البدءِ في عملي ، صرتُ بحالٍ جيد ، إنما قلبي في مرحلةِ الخطر!
(( لا حل يسعفه الآن غير استبداله بقلبٍ آخر، بقلبٍ كهذا قد لا تعيشي طويلاً يا "آماندا" ، سنةٌ أو سنتين كحدٍ أقصى )).. هذا ما قاله لي الطبيب .

غادرتُ عيادتهُ و اتجهتُ إلى عيادتي ، كانت الساعة الثامنة و النصف ، تبقى نصف ساعةٍ على موعد فتح العيادة ، قررتُ حينها أخذ كوبٍ من الحليب و تناول قطعة من الشوكولا لأبدد قلقي .
فذهبتُ إلى محلِ القهوة ، و بينما كنتُ انتظر طلبي .. أخذتني أفكاري عندَ كلماتِ الطبيب ، تملكني الضيق و القلق من جديد ، و شردتُ بنفسي و بأفكاري ، حتى أفاقني منها صوت "ريكس"!

- صباح الخير "آماندا"

التفتتُ إليه ، ثم اجبته

- صباح الخير .

وقفَ قبالتي قائلاً بمرح

- كيفَ حالكِ اليوم؟! ، يفترض أنكِ زرتي الطبيب!
- نعم فعلت ، أنا بخير ، أما بشأن قصور القلب فأنتَ تعرف أمره .

ابتسم قائلاً

- أعرف يا عزيزتي ، و لهذا جئتُكِ بالبشرى!

علت الدهشةُ وجهي ، و قلتُ بهدوء

- بشرى؟!
- نعم ، وجدنا متبرعاً .

اتسعت عيناي سعادةً و قلت

- حقاً!
- نعم ، و يجب أن نحدد موعداً للعمليةِ في أقربِ وقت .

تسلل الخوفُ إلى داخلي فجأةً ، عملية! .. زراعة قلب!
نظرتُ إلى "ريكس" بقلق ، فانجلت البسمة عن شفتيه ، و قال و هو يعقدُ حاجبيه متسائلاً

- ما بكِ يا "آماندا"؟ ، يفترضُ أن تسعدي لا أن تحزني!
- أشعرُ بالخوفِ يا "ريكس" ، عمليةُ القلبِ ليست يسيرة ، ماذا لو .. دخلتُ إلى غرفةِ العملياتِ .. و بعد نومي لم أفيق! ، أو أصابتني مضاعفاتٌ بعدها ، سأعاني كثيرا!

عبسَ و جهه و قال مؤنباً

- كفي عن التفكيرِ بهذهِ الطريقة الجنونية ، تحبينَ إرعابَ نفسك! ، لا تقلقي ، لن تجري العمليةَ هنا ، بل في المستشفى الذي كنتُ أعملُ فيهِ قبلَ مجيئي إلى هنا ، أعرفُ جراحاً ماهراً لن يخذلنا ، سيجري لكَ العمليةَ بنجاحٍ تام .

تنهدت قلقاً ، ما زال الخوفُ يرعدني .. أحسستُ بالبرودةِ حينها ، فضممتُ ذراعي إلى صدري بصمت ، فقال "ريكس"

- ثقي بي يا "آماندا" .

نظرتُ إليه من جديدٍ و قلت بصوتٍ منخفض

- من الأفضلِ أن اقضي بقية عمري دون عناء ، لا ضمان في غرفة العمليات ، كما أني أخشى أن يسوءَ حالي بعدها .
- بل سيسوء عندما تقفين هكذاً بخوفٍ و عجز! ، ستجرينها رغماً عن أنفك! .. سأكون بجانك فلا تخافي .

لزمتُ الصمت و أنا أنظر إليه ، فابتسم و قال

- تشجعي ، و ثقي بي ، أنا أشدُ حرصاً و خوفاً عليكِ من نفسكِ لو تعلمين! ، لذا اعتمدي علي .. سأدبر الأمور كلها فلا تزعجي نفسكِ .. تذهبين بعدها للطبيب ، ثم يحددُ موعد العملية .

أخذتُ نفساً عميقاً ، ازداد توتري و قلقي ، و ضربات قلبي تعصف بداخلي .. أعرفُ تماماً ما مقدار صعوبة هذه العملية ، و احتمالات فشلها و ما قد تسببهُ من مضاعفات!

وضعَ "ريكس" يده على كتفي قائلاً بلطف

- "آماندا" .

رفعتُ بصري إليه ، فقال

- تناسي الأمر الآن ، لا أريدكِ أن تتوتري يا عزيزتي .
- سأحاول ، شكراً يا "ريكس" ، شكراً لاهتمامك بي .

ابتسمَ بلطفٍ بالغٍ و قال

- يجبُ أن تظل نبضاتكِ سنيناً مديدة ، يجبُ أن تتنفسي أطولَ مدةٍ ممكنة و لا تستسلمي لهذا المرض ، كوني قوية ، و تعلقي بالحياة ، تشبثي بها بيديكِ و قدميكِ أيضاً!

ضحكتُ من جملتهِ الأخيرة و قلت

- حسناً ، سأعشقُ الحياة و أتشبثُ بها بقوة ، و أرجو أن لا يخيبَ أملي!
- لن يخيبَ يا عزيزتي ، لن يخيب .. هيا بنا ستبدأ ساعة العملِ الآن .
- هيا .

حملتُ كوب الحليب و الحلوى التي طلبتها ، و غادرتُ مع "ريكس" الذي احتضن يدي في كفه ، "ريكس" كما هو دائماً لم يتغير ، يبثُ الأملَ في قلبي .. يزرع الفرحَ في صدري ، يرسم الإبتسامةَ على وجهي ، لا أعرفُ بأي حالٍ كنتُ سأكونُ لولاه .

==============

في المساء ، كنتُ جالسةً مع "سارة" في الصالة نشاهدُ التلفاز .. كنتُ أشاهدُ التلفاز دون تركيز ، في الواقع .. غاب ناظري عنه ، شردتُ دون وعيٍ في ما استجد ، غداً يريد "ريكس" أخذي للمستشفى للفحص و تحديد موعدِ العملية ، آه يا إلهي .. كلما تذكرت العمليةَ انتفض قلبي بذعر!

قطع َحبلُ أفكاري صوت "سارة"

- "آماندا"؟

نظرتُ إليها و اعتدلتُ في جلستي

- نعم عزيزتي؟! ، ما الأمر؟
- لم تخبريني ، ماذا فعلتِ مع "ريكس" هذا الصباح؟!
- أخبرني أنه تم العثور على متبرعٍ بقلبه ، يريد مني غداً الذهابَ معه إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات و تحديد موعدِ العملية .

هزت رأسها بالإيجابِ و هي تفكر ، ثم نظرت إلي قائلة بمكر

- فقط هذا ما حدث؟!

نظرتُ إليها بامتعاضٍ و قلت

- نعم هذا ما حدثَ فقط .

وقفت من مقعدها واقتربت مني لتجلسَ قبالتي قائلة بحماس

- أصدقيني القول ، كيف تشعرينَ ناحيةَ "ريكس"؟!

صمتتُ للحظةٍ أفكر ، ثم نظرتُ إليها بحزنٍ و قلت

- اشتاقُ إليه رغمَ قربه مني ، يهتم بي .. لكني لا أستطيعُ مبادلتهُ هذا الإهتمام! .. لقد عاملني بلطفٍ بالغٍ اليوم ، رغم أني قسيت عليه بالكلام منذ يومين !
- أ لم تسامحيه؟! ، أرى أن الأمر انتهى ، لقد حُرِمَ منكِ لخمسِ سنواتٍ طوال .. أ ليسَ هذا عقاباً كافياً؟!
- في خلدي سامحته ، لكني لا أجرؤ على قولها له ، ما زال هناكَ حاجزٌ كالسدِ المنيع يحجبني عنه ، لا استطيعُ التحدثَ معه بعفويةٍ كالسابق .
- اسمعيني يا عزيزتي ، تحدثي إليه .. اعفي عنه ، سوفَ تشعرينَ بالارتياح حينها ، و هو سيكونُ شاكراً جداً لكِ .. "ريكس" شخصٌ نادرُ الوجود ، يحبكِ كثيراً و لا يتخلى عنكِ بعد كل ما حدث! ، تجاهلناه كثيراً فيما مضى منذ سنوات ، و رغم هذا لم يتردد في تقديمِ المساعدةِ لنا بكل حب .
- افهم ذلك ، سأحاول .



 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

مركز تحميل Top4toP


الامتدادات المسموحة: PMB | JPG | JPEG | GIF | PNG | ZIP

الساعة الآن 08:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.