منتديات جمانة فلسطين

منتديات جمانة فلسطين (Http://www.jomana.net/vb/index.php)
-   إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية (Http://www.jomana.net/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   ( استفهام ).. رواية (Http://www.jomana.net/vb/showthread.php?t=22404)

عاشق الذكريات 06-14-2019 10:56 AM

أجزاء ممتعه واحداثها مشوقه
اتضح ان هناك معجب حقيقي ولم يكن مقلباً
الامر الصعب ان يكون ريكس هو من قام بدور المعجب المجهول
هكذا اظن الآن وخسرت الرهان حينما اعتقدت انه مقلباً
بانتظار ماتبقى متابعين ومستمتعين
شكراً لك مرجانه

إمبراطورة البحر 06-14-2019 03:26 PM

استفزتني تصرفات ريكس في الجزء السابق كثيراً
لكن اتوقع انه المعجب صاحب الرسائل وهذا الجزء زاد من شكي ..
لا ادري ما تخبأينه لنا مرجانة لكن كلي ثقة انني سأبهر ..
بشوق للجزء القادم .. الله يسعدكِ ي جميلة ..
مبدعة :127::127:

وجه القمر 06-14-2019 08:25 PM

رواية مدهشة

مرجانة سلمت يداك يا أنيقة

وبنات افكارك الشجية

ألفريد ذاك ليس على ما يرام ابدا ^_^

تنتابني الشكوك إتجاهه

كيف لرجل ان يغسل الاواني و لا يقبل المساعدة !؟

ان يعشق الطبخ هذا امر عادي لكن ان يغسل بدون مساعدة فامر غريب!!.

كما انه خجول او ان شخصيته ضعيفة !!لا اعلم لما لم يبادر بمصارحة سارة

او بالتصرف كما يجب اتجاهها !

اما اماندا فقد فقدت صوابها ^_^

اين كرامتها من كل هذا؟

متهورة تلك الفتاة

ريكس مستفز جدا كنت اعتقد انه هو العاشق المجهول

لكن تصرفه الاخير جعلني اغير شكوكي^_^

الرواية مشوقة جدا و اذا ترجمت الى مسلسل لن يحتاج لممثلين كثر ^_^
كله اربع او خمس شخصيات ^_^

الاكيد انني متشوقة لباقي الاجزاء

وبفضلك عدت للمنتدى بعد غياب طويل ^_^

فلا تتأخري بطرح باقي الاجزاء

لقلبك السعادة و باقات ورد

مَرجانة 06-15-2019 06:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الذكريات (المشاركة 286397)
أجزاء ممتعه واحداثها مشوقه
اتضح ان هناك معجب حقيقي ولم يكن مقلباً
الامر الصعب ان يكون ريكس هو من قام بدور المعجب المجهول
هكذا اظن الآن وخسرت الرهان حينما اعتقدت انه مقلباً
بانتظار ماتبقى متابعين ومستمتعين
شكراً لك مرجانه

؛؛؛
اخيراً اقتنعت هههههه
الأجزاء القادمة قد توضح الحقائق

سلمت عاشق لحسن المتابعة




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إمبراطورة البحر (المشاركة 286406)
استفزتني تصرفات ريكس في الجزء السابق كثيراً
لكن اتوقع انه المعجب صاحب الرسائل وهذا الجزء زاد من شكي ..
لا ادري ما تخبأينه لنا مرجانة لكن كلي ثقة انني سأبهر ..
بشوق للجزء القادم .. الله يسعدكِ ي جميلة ..
مبدعة :127::127:

؛؛؛؛

تسعديني يا امبراطورة بمتابعتك و تفاعلك مع الرواية
شاكرة جداً لك

كلكم شاكين بريكس ههههه
اتمنى لكم المزيد من التشويق و المتعة

شكراً قلبي



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة المستحيل (المشاركة 286470)
رواية مدهشة

مرجانة سلمت يداك يا أنيقة

وبنات افكارك الشجية

ألفريد ذاك ليس على ما يرام ابدا ^_^

تنتابني الشكوك إتجاهه

كيف لرجل ان يغسل الاواني و لا يقبل المساعدة !؟

ان يعشق الطبخ هذا امر عادي لكن ان يغسل بدون مساعدة فامر غريب!!.

كما انه خجول او ان شخصيته ضعيفة !!لا اعلم لما لم يبادر بمصارحة سارة

او بالتصرف كما يجب اتجاهها !

اما اماندا فقد فقدت صوابها ^_^

اين كرامتها من كل هذا؟

متهورة تلك الفتاة

ريكس مستفز جدا كنت اعتقد انه هو العاشق المجهول

لكن تصرفه الاخير جعلني اغير شكوكي^_^

الرواية مشوقة جدا و اذا ترجمت الى مسلسل لن يحتاج لممثلين كثر ^_^
كله اربع او خمس شخصيات ^_^

الاكيد انني متشوقة لباقي الاجزاء

وبفضلك عدت للمنتدى بعد غياب طويل ^_^

فلا تتأخري بطرح باقي الاجزاء

لقلبك السعادة و باقات ورد

؛؛؛؛

منورتني يا فتاة المستحيل

هههههههه مسكين ألفريد صار موضع شك عشانه يحب المطبخ
هههههه ربي يسعدكم

اماندا مندفعة جداً
و لا نعلم ما هي عواقب هذا الاندفاع !..


منورتني يا قلبي

شاكرة لك انضمامك معنا لمتابعة الرواية
دمتِ حاضرة

مَرجانة 06-15-2019 06:57 AM

الجزء الثامن ••❓

ما حصل أثر بي كثيراً ، قضيتُ معظم وقتي عند طاولتي في غرفتي أقلب رسائل المعجب ، أقرأ بعضها .. ابتسم لكلماته تارةً و أحزن تارة ، أشعر بتعاسةٍ شديدة .. كلما تذكرت أن الفرصةَ قد ضاعت مني ، كيف سأصل إليه الآن؟!

لا أريد الإعتماد على "ريكس" ثانيةً ، غاضبةٌ منه كثيراً .. و كلما تذكرتُ غباءه عند قولهِ لي (( أحبكِ ))
شعرتُ بالغضب و القهر أكثر .

تنهدتُ و أمسكت بورقةٍ بيضاء و قلم ، سأكتبُ رسالةً أخرى و سأبحث عن طريقةٍ ما لأوصلها إلى المعجب ، حاولتُ الكتابة .. ولكن الكلمات استعصت معي! ، لم استطع التعبير .. لم أستطع أن أرتب كلماتي جملاً مترابطة ، بدت الأفكار مشوشة .. آه

تنهدتُ و تركت القلم يتدحرج على الطاولة ، ثم نهضت من الكرسي و اتجهت نحو النافذة ، نظرت إلى البدر في وسط الدجى ، حائرة ماذا أفعل .. أخرجت زفرةً طويلة ملتهبة ، أشعر بغصةٍ شديدة ، همست بهدوء

- ليتكَ تكتبُ إليَّ ، تخبرني فيها عن طريقٍ يوصلني إليك .. لأني تعبتُ كثيراً ، تعبت!

و مضت تلك الليلة ثقيلة ، مجهدةٌ لنفسي ، لم أشعر بالسكينةِ إلا في نومي .
و بعد أن أشرقت الشمس ، صحوت .. استعددت للذهاب إلى المعهد ، و قبل أن أغادر غرفتي .. نظرت إلى الأوراق المبعثرة على طاولتي أثر محاولاتي في الكتابة البارحة .. لم أفلح بكتابة شيء
و لكن ما نفعُ الكتابةِ طالما أنها لن تصلَ إليه؟!

غادرت الغرفة و خرجت إلى المعهد فوراً دون أن أتناول شيئاً ، سرت بهدوءٍ إلى المعهد ، وبعد وصولي صعدت إلى الأعلى متجهةً إلى القاعة .. و تفاجأتُ ، و تضايقتُ عندما و جدتُ "ريكس" يقف بالقرب من باب القاعة ينظر إلي .

تنهدت بانزعاجٍ و أشحتُ بوجهي عنه ، رؤيته تعيد إلي لحظة تمزيقه الرسالة! ، تشعل غضبي و تجعلني أكرهه بشدة .
أستدرت لأعود من حيث جئت ، فسمعت صوته من خلفي


- "آماندا"! ، انتظري .

استدرتُ إليه لأجدهُ واقفاً أمامي ، قلت بانفعال

- لا أريدُ رؤيتكَ "ريكس"! ، غاضبةٌ منكَ حتى قمةَ رأسي .
- "آماندا" ، أرجوكِ اسمعيني ..

قاطعته

- لا أريدُ سماعك .. ابتعد و حسب .

فمشيت لأتجاوزه ، لكنه وقف بوجهي و قال بحزن

- أنا أعتذر ، و اعتذاري نابعٌ من ندمي ، نابعٌ من قلبي .. صدقيني!

قلت و أنا أشدد على الحروف

- لا تريني ، وجهك!

و دفعته بيدي و مشيت إلى القاعة محاولة السيطرة على غضبي ، دخلت القاعة و ألقيت التحية على الجميع .. و اتخذت مقعدي قائلة و أنا أنظر لـ "سارة" بعصبية

- ما الذي يفعله ذاك المعتوه هنا؟!

اتسعت عينا "سارة" وقالت

- بهدوء يا عزيزتي! ، قولي صباح الخير أولاً ، كيف الحال! ، لما أنتِ غاضبة كل هذا الغضب؟!
- ذاك "ريكس"! ، ألا يفهم؟! .. لا أريد رؤيته و هو يصر على مطاردتي!
- بل يصر على الإعتذار .
- أياً كان ، لا أرغب برؤيته .. و لن أغفر له فعلته أبداً .

قالت "سارة" بنبرةٍ كسيرة محاولةً استدرار عطفي

- "آماندا"، "ريكس" مسكين .. لا يجب أن تلوميه! ، الفتى يحبكِ .. كل ما في الأمر أن الغيرة اشتعلت في قلبه و جعلته يتصرف بشكلٍ خاطئ!

اتسعت عيناي و قلت مندهشة

- متى أحبني!؟ ، لم نتعرف إلا منذ أيام! ، هو يكذب و أنتِ كالبلهاء .. تصدقينه في كل شيء!
- أصدقُ عينيه ، أصدق أسفهُ و حزنه يا "آماندا" .. أصدقُ تلكَ الدموع التي ظهرت في مقلتيه!

تنهدت و صددتُ عنها ، و رميت نفسي على مسند الكرسي دون أن أقول شيءً ، فقالت

- يجب أن تسامحيه .
- ليسَ الآن ، ما زلتُ ناقمةً عليه .
- حسناً ، عندما تنسين ما حدث ، سامحيه .

لزمتُ الصمت .. و عدتُ بأفكاري إلى المعجب ، فتذكرت فجأةً أني لم أنظر إلى درج طاولتي! .. لعله كتبَ إليَّ اليوم ، فانحنيت بشكلٍ مفاجئ و نظرت إلى الدرج .. و لكني لم أجد شيئاً .

اعتدلت بخيبة ، و تأففت بضجر ، قالت "سارة"

- لن تري رسالةً منه يا عزيزتي بعد الآن ، فالتنسي الأمر .

نظرت إليها بقهر ، أيعقل فعلاً أنه فضل الصمت!؟ ، نسى و تخلّى عن "آماندا" ؟!
تذكرتُ ما كتبه في رسالتهِ الأخيرة

(( ثقي بحبي ، ثقي بأني لستُ عابثاً يروق له العبث بطهرٍ كطهرِ قلبك ، سأمنحكِ وقتاً وراحةً ، إن كان ذلكَ يريحكِ ، و أكرر مؤكداً ، إني أعشقكِ صادقاً ، فثقي بعشقي ))

همستُ في نفسي بألمٍ يمزق قلبي

- متى سينتهي هذا الوقت؟! ، لو تعلم أنه أكثر الأوقاتِ عبءً و ثقلاً ، لن أرتاح أبداً طالما لا تصلني رسائلك ، سأثقُ بكَ كما طلبت مني ، سأنتظرك ، لكن رجاءً .. لا تطل الصمت!

==============

في المساء و قبل أن أخلد إلى فراشي ، أستطعتُ أن أكتبَ رسالةً أخرى بدلا من تلك الرسالة التي مزقها "ريكس" ، ابتسمت لنفسي برضى و أنا أنظر للرسالة بعد أن أدخلتها في الظرف .

- بقي علي فقط أن أجد طريقةً لإصالها إليه .

تركتها على الطاولة حتى يحين الوقت المناسب لإرسالها ، و خلدت إلى نومي بعدها .

و بعد يومان ، و في المعهد في الصباح .. دخلت إلى القاعة و ألقيتُ التحية على الجميع ، و عندما كنت متجهةً إلى مقعدي ، توقفت!

كان "ريكس" يجلس مكاني يحدق بي .. أخذت شهيقاً و أصدرت زفيراً ، أحاول السيطرة على هدوئي .. ثم اقتربت منه و قلتُ و أنا أنظر إليه

- ما الذي تفعله هنا؟! ، هيا ابتعد عن مقعدي .

نهض عن المقعد و قال بهدوء

- كيف حالكِ يا "آماندا"؟
- طالما أنكَ تصر على إزعاجي فلن أكون بخير!

علا السكون محاياه ، ثم قال بهدوء

- إلى متى سيستمر غضبكِ مني؟ ، أعتذر باستمرارٍ إليك! ، متى ستنسين الأمر؟!

ابعدت بصري عنه ، فأضاف

- كيف أرضيكِ يا "آماندا"؟ ، ما الذي يشفع لي؟

عندما قال هذه الكلمات ، لمعت فكرة في رأسي ، فعلت الإبتسامة شفتي ، نظرت إليه و قلت

- أستطيع أن أغفر لكَ لو عالجت خطأك فقط!

قال متحمساً

- أنا تحتَ أمرك ، أطلبي ما تشائين .

اتسعت ابتسامتي أكثر ، ثم قلت له

- تعال معي و أخبرك .

غادرنا القاعة و صرنا نسير بهدوءٍ في الممر ، قال لي

- هيا "آماندا" أخبريني ما تريدين .

نظرت إليه و قد اسعدني حماسه

- أريد منكَ أن توصل رسالتي إلى المعجب .

توقفت قدماه عن السير فجأة ، التفت إليه .. كان ينظر إلي و قد بدا لي أن في عينيه شرراً
قلت متسائلة

- لم يعجبكَ الأمر على ما يبدو؟!

تنهد بعمق ثم قال

- لا أستطيع .

عقدتُ حاجباي و قلت

- لماذا؟ ، الأمر ليس صعباً أبداً!

قال بانفعال

- بل صعب! ، تريدين مني أن أكون مرسال الغرام!؟ ، أوصل رسائلكِ إليه!؟ ، لن أفعل .

قلتُ بانفعالٍ أنا أيضاً

- تكلم معي بتهذيبٍ يا "ريكس"! ، ثم أني لا أطلب المستحيل ، رسالة واحدة فقط أرسلها إليه و حسب .
- لن أفعل ، لأني لا أريد لذاك أن يعود إليكِ .

قلت بعصبية

- إذاً ، لا تظهر قبالتي ثانيةً أيها المعتوه .

قلتُ هذا و استدرت لأذهب من حيث جئنا ، لكنه استوقفني بقوله

- لن أظهرَ قبالتكِ ، بل سأكون خلفكِ دائماً لو لزم الأمر .. أنظر إليكِ ، أعبث بشعركِ ، استمعُ لصوتك ، ذلكَ كافٍ بالنسبة لي .

كلماته أشعلت الغضب في جوفي ، استدرت إليه و أنا أنظر إليه بغضب ، بينما ابتسم
قلت بغيظ

- أنتَ وقح .

و استدرت من جديد أمضي في طريقي ، دخلتُ القاعة و جلست في مقعدي ، أصابني التوتر من شدة غيظي ، كيف يجروء على رفض طلبي؟ ، من يظن نفسه؟ .. ماذا أفعل الآن؟!

==========

عندما عدتُ إلى المنزل ، و دخلتُ إلى غرفتي .. و ضعت حقيبتي على طاولتي و جلستُ على الكرسي ، التقطتُ الرسالة التي كتبتها منذ يومين .. و أنا أفكر ، كيفَ أرسلها إليه؟

مهما فكرت ، ومهما حاولت أن أجد طريقةً أخرى لإجاد المعجب ، لا أجد إلا "ريكس"! ، و "ريكس" المعتوه يرفض أخذها إليه!
أنزعجت و عبثت بشعري و أنا أحدث نفسي

- هل أحاول مع "ريكس"؟ ، يجب أن أحاول ، هو الوحيد من يستطيع إيصالها لذاك المعجب ، سأجد طريقةً لأقنعه بها.

فتحت حقيبتي و وضعت الرسالة فيها ، بعد أن اتخذت القرار .
ليس أمامي سوى "ريكس" ، و يجب أن أقنعه .

و حينما حان اليوم التالي ، و في المعهد في وقت الإستراحة ، ذهبت إلى المقصف أبحث عن "ريكس" ، فوجدته جالساً يتناول طعامه مع أحدِ الفتيان .

كانت الرسالةُ بيدي ، مترددة كثيراً في الذهاب لـ "ريكس" و الحديث معه ، كان قلبي يدق بسرعةٍ من شدة ارتباكي ، أخذتُ نفساً و قلت في نفسي

- لا تضيعي وقتاً يا "آماندا" ، تشجعي و اذهبي إليه .. هيا .

سرت بحذرٍ إليه ، فانتبه لي و أنا أقترب منه ، نظر إليَّ متفاجئً و هو يرفع حاجبيه
وقفت بالقرب منه و أنا أخبئ الرسالة خلفي و ألقيتُ التحية

- مرحباً .

ابتسم وهو ينظر إلي و قال

- مرحباً "آماندا"! ، أكاد لا أصدق وقوفكِ أمامي!

جلتُ ببصري بعيداً عنه بخجل ، ثم استقر بصري أخيراً عليه و قلت بصوتٍ منخفض

- أريدُ أن أتحدث معك .

أنتصبَ من مقعده و قال

- لنتحدث ، لما لا؟

ابتسمت إليه

- هيا ، تعال معي .

سرتُ و سار بجانبي ، غادرنا المقصف و وقفتُ بصمت .. لم أعرف كيف أبدأ الحديث معه ، كنتُ مرتبكة جداً ، فقال

- ما الأمر ، لما كل هذه الحيرة؟

نظرتُ إلى وجهه و قلت بهدوء

- أريدُ أن أقول ، أني عفوتُ عنكَ يا "ريكس" .

بانت السعادة على وجهه و كشفت ابتسامته عن أسنانه ، فقال غير مصدقاً

- حقاً عفوتِ عني؟! ، يمكنني المجيء إليكِ في أي وقتٍ و التحدث معكِ؟!

ابتسمتُ و قلت

- نعم يا "ريكس" ، سنكون صديقين .. و على كلانا أن يحترمَ الآخر .
- لا أكن لكِ إلا الإحترام و الحب يا "آماندا" ، صدقيني .

قلتُ بعد تردد

- إذاً ستلبي لي طلبي ، و ستنفذ لي خدمة !

سكنت تقاسيم وجهه للحظة ، ثم نطق

- الرسالة ثانيةً ؟!

أمسكتُ بذراعه و قلتُ بحزنٍ و ألم

- "ريكس" أرجوك .. لا تخيب ظني ثانيةً!

أصدر ضحكةً خفيفة غير متوقعة ، و نظر إليَّ و قال

- أنتِ ماكرة يا "آماندا" .

ابتسمتُ و قلت

- إنه الإتفاق .
- هذا ليس ضمن الإتفاق .

اتسعت عيناي و قلت

- ولما هو مستثنى ؟!

أشار بإصبعه على قلبه و قال

- هذا يمنعني ، لا أستطيع .

عقدت حاجبيّ و أنا أنظر إليه بغضب ، ثم قلت

- ألا تخجل من نفسك؟! ، أنا لا أحبك ، أحب شخصاً آخر ، أين عزة نفسك؟!
- من تحبينه وهبني الفرصة و اختفى ، تنحى عن طريقي .. لما أرجع الفرصة له؟!

قلتُ بنفاذ صبر

- لن توصل إليه الرسالة إذاً؟!

قال مؤكداً

- نعم .

تأففتُ بغضبٍ و ركلته في ساقه ، تألم و تأوه ، و نظر إليَّ متفاجئً و هو يقطب جبينه قائلاً

- آه ، ما الذي تفعلينه !؟

قلت بانفعال

- لقد ألغي الإتفاق ، لم نعد أصدقاء .
- هل نحنُ أطفال! ، هل تعبثين معي؟
- أنتَ لستَ متعاوناً معي! ، أكره من يتصرفون مثلك .

تنهد و قال

- سأقرأها أولاً إذاً .

رفعت حاجباي في استهجان ، و قلت

- تمزح أ ليسَ كذلك؟!
- لا طبعاً ، لا أمزح .

قلت بغضب

- أنصرف ، عد و أكمل طعامك أيها العنيد .

قلتُ هذا و استدرت مبتعدةً عنه ، فقال من خلفي

- أحبكِ يا صديقتي .

هززت رأسي يمنةً و يسرى ، كم هو مزعج و غبي ، لكني لن أستسلم و سأحاول معه من جديد حتى يخضع .

و توقفت عن المشي ، أنظر إلى الرسالة بيديّ
أعتراني حزنٌ شديد .

ما الذي فعلتهُ بي ؟! .. ظهرت بطريقةٍ غريبة في حياتي ، و اختفيت فجأة .. لم تخبرني باسمك ، لم ترشدني إليك ، أتراني أراك ؟! .. أتراني عبرتُ بجانبك ؟ ، لكني لا أعرف من أنت ، فلا أكلمك ولا أبالي بك ، هل هذا عدل؟

==============

في اليوم التالي كنت برفقة "سارة" نسير معاً نحو المعهد ، عندما و صلنا دخلنا إلا الداخل و اتجهنا نحو القاعة ، اتخذنا مقعدينا ، وبينما كنا نتبادل الحديث ، وقعت عيني على ظرفٍ أبيض في درج طاولتي!

اتسعت عيناي و أنا أنظر غير مصدقةٍ نحو الظرف ، قفز قلبي بين أضلعي .. فأسرعت و خطفت الرسالة و أنا أقول لـ"سارة"

- لا أصدق! ، رسالة يا "سارة"!

نظرت إليّ في دهشة ، بينما علت الإبتسامة العريضة فمي ، أحسستُ بحماسٍ شديد ، قلبت الظرف لأقرأ ما كتب ، و لكني لم أجد شيئاً كتبَ عليه .. قلت في نفسي

- غريب!

و لكني تجاهلت الأمر ، لأن ما يهم هو تلك الورقة التي بداخل الظرف ، تلك الورقة التي تحتوي كلماته العذبة ، و حروفه الأنيقه و سطوره الرقيقة .
فتحتُ الظرف و الإبتسامة لم تفارق ثغري ، و السعادة رفعت بي إلى السحاب! ، نعم شعرت أن قلبي يعلو و يطير من مكانه ، يا لسعادتي!

فتحتُ الورقة باستعجال ، و إذا بي أقرأ

(( أحبكِ يا "آماندا" ))

فقط!
تفاجأتُ كثيراً ، و نظرت إلى "سارة" باستغراب .. فقالت

- ما بكِ؟ ، دعيني أرى .

اقتربت مني و وجهت إليها وجه الورقة وأنا أقول بهدوء

- هذا ما كتبه فقط! ، أليس غريباً؟!

رفعت "سارة" حاجباً و قالت

- بلى ، ليس من عادته أن يكتبَ جملةً واحدة فقط ، و بعد كل هذه القطيعة!

تأملتُ العبارة من جديد ، و لفتَ انتباهي خطه ، فقلت

- "سارة"! ، حتى خطه يبدو مختلفاً .. ألا تلاحظين؟!

في هذه اللحظة وبينما كنا ننكس رأسينا على الورقة ، فاجأنا "ريكس" قائلاً بمرح

- مفاجأة أ ليس كذلك؟

رفعنا بصرنا نحوه ، فقالت "سارة"

- مفاجأة!

بينما قلت و قد انتابني الشك

- ماذا تعني يا "ريكس"؟!

جلس على طاولتي وقال مبتسماً

- ما رأيكِ برسالتي؟ ، قلتُ بما أنهُ تروق لكِ الرسائل لما لا أفاجئك بواحدة؟

أصدرت "سارة" ضحكةً عالية و قالت

- يا إلهي! .. "ريكس" أنت من وضعها؟

بينما الغضب اشتعل بداخلي و الحمم البركانية بدأت تغلي بجوفي ، لا ينقصني سوى سخرية "ريكس" مني!
مزقتُ الورقة في وجهه بعصبية شديدة .
نظرَ إليَّ في دهشة و قال

- هوني عليكِ! ، لما أنتِ غاضبة ؟!

رميتُ القصاصات في وجهه لتتبعثر عليه ، وقلت بحدة

- سخيف!

نظر إلي في دهشةٍ و صمت ، بينما قالت "سارة" بغضبٍ وهي تشد على ذراعي

- لما تفعلين ذلك ؟!

همس "ريكس" وقد لمحتُ الألم في وجهه

- لماذا يا "آماندا"؟!

وقفتُ قبالته و قلت و أنا أنظر بغضبٍ في عينيه

- غبيٌ أم تتغابى؟! .. لا تكرر ما فعلت .. أغرب عن وجهي الآن .

صمت وهو يحدق في عيني ، ثم نظر إلى خلفي ، حيثُ الزملاء .. فانتبهتُ متأخرةً أننا في القاعة!
نظرتُ إلى حيثُ كان ينظر .. كان الجميعُ ينظر إليه و إلي!

عدتُ بنظري من جديد إلى "ريكس" و قد سآءني جداً أني أحرجته أمام التلاميذ .
نهض من مكانه بخجلٍ و هو ينفض القصاصات من عليه ، و مشى مغادراً بخطى سريعه و غادر القاعة .

جلستُ و الألم يعتصر قلبي ، أحسستُ بالذنب كثيراً ، لقد أحرجته و جرحتُ مشاعره!

نظرت إليَّ "سارة" و قالت بعصبية

- لقد أحرجتيه كثيراً يا "آماندا"! ، يكفي لهذا الحد ، لما أنتِ قاسيةٌ معه لهذه الدرجة؟!

نظرت إليها و قلتُ بعصبية

- من يظنُ نفسه ليكتبَ لي؟! ، لقد بدا ذلكَ لي مقلباً! ، هوى قلبي حينما قالَ أنها منه! ، كنتُ أتمنى أن تكون من ...

و صمتت بقهرٍ شديد ، أحسستُ بدموعي تخذلني .. فأخرجتُ زفرة ساخنه من جوفي المحترق ، حاولت تمالك نفسي و مقاومة دموعي .

قالت "سارة"

- سوف تذهبين إليه وتعتذرين له ، ما فعلتيه حقاً لا يغتفر ، أهنتيه أمام الجميع .
- حسناً حسناً معكِ حق ، سأعتذر إليه في وقت الإستراحة .
- جيد .


وجه القمر 06-15-2019 12:50 PM

اماندا تتخبط ماعادت تملك ذرة عقل ^_^:eh_s(10):


اختلاف خط ريكس برسالته عن باقي الرسائل يأكد انها كانت من شخص اخر!:yess:

اذا من هو؟ ولما يلعب معها هذه العبة!؟

متى كان الحب لعبا ؟

والغبية اماندا لما متمسكة بحبل وهمي؟

اما ريكس فقد اتضح انه معتوه حقا ^_^:115:

هذا الجزء كان اطول ولكنه لا يحمل اي جديد:hamar: باستثناء ان الرسائل لم تكن منه
فخطه يختلف كليا!:juggle:

مازالت الاحداث متداخلة:+279+: و بانتظار الجزء القادم بشوق :5ad (91):

بوركت يا مرجانتي و الف شكر على ترحيبك بعودتي :ورد1:

إمبراطورة البحر 06-15-2019 03:28 PM

حيرتيني مرجانة هههه
رغم ان هذا الجزء يبعد الشكوك على ان يكون ريكس هو صاحب الرسائل
لكن مع هذا لازلت اتوقع انه هو لا ادري لما ..
مبدعة واكثر ي جميلة .. بشوق للجزء القادم ويكون طويل نفس هذا ههه ..
الله يسعدكِ

:رحيق::127:

ابو وليد 06-15-2019 11:07 PM

غبت عن الموضوع لظروف خاصه بي لكنني كنت متابع لجميع الحلقات جدا شدني ريكس بادواره
واظن انه ذلك المجهول فهل يكون ريكس البطل ؟ ننتظر فانا منتظررون!!

دائما مبدعه في الوصف والادوار وحروفك الذهبيه لك مني اعطر التحايا وارقها..

واثـــ الخطوة ـــــق 06-16-2019 02:03 AM

مازلت مصراً ريكس بعيد كل البعد عن الرسائل

اما ان المرسل لم يظهر بعد و لربما الفريد

:(

عاشق الذكريات 06-16-2019 12:11 PM

.

مرحلة تخبط قادمه ستمر في قلب اماندا
ستحتار كثيراً
سيزعجها وجود من يحبها بينما تحب شخصاً اخر

مرجانه
لاجديد
اسلوب التشويق مستمر
وابداع قلمك متواصل
بانتظار كل جديدك
تحياتي

وجه القمر 06-16-2019 01:44 PM

نداء مستعجل لمرجانة:millhouse:

اين الجزء التاسع يا فتاه؟؟


عجلي علي به و ياليت يكون طويل طويل:134:

و نصيحة تخلي ريكس مبسوط ^_^:inlove2:

بسرعة يا جميلتي فلا اطيق صبرا :160:

مَرجانة 06-16-2019 02:27 PM

ربي يسعدكم جميعاً فرداً فرداً


قمر العذر منك
انشغلت وربي

الان انزل البارت التاسع

مَرجانة 06-16-2019 02:31 PM

الجزء التاسع ••❓


مرت المحاضرات مرور الكرام ، و عقلي مشوش ، و الألم يغتال مشاعري كلما فكرت في الأذى الذي سببته لـ "ريكس" .. كم أنا متهورة في غضبي ، لا أستطيع تمالك نفسي .
و أخيراً حان وقت الإستراحة ، عندما بدأ التلاميذ بمغادرة القاعة .. شدتني "سارة" من ذراعي و هي تقف قائلة

- هيا بسرعة ، لنبحث عن "ريكس" لتعتذري منه .

نظرتُ إليها و أنا أعقدُ حاجبي

- لما كل هذا الحماس؟! ، لا تستعجليني هكذا .. فأنا متوترةٌ بما يكفي!
- يجبُ أن تتحملي نتيجةَ تصرفك .

تنهدت و قلتُ بهدوء

- أعرف ، أنا محرجة جداً منه .. لا أعرف كيف فعلتُ به ذلك ، إن لم يقبل اعتذاري فلن ألومه .

جلست "سارة" بجانبي و قالت

- كان سعيداً برسالته ، لكنكِ كنتِ فظةً جداً بتمزيقكِ الرسالة و رميها عليه!
- لا تذكريني بفعلي المشين يا "سارة"! ، هيا لنذهب إليه .. لن اسامح نفسي حتى يسامحني .

و غادرنا القاعةَ باحثتين عنه ، ذهبنا إلى المقصف و لم نجده ، بعدها اتجهنا إلى الفناء ، بحثنا عنه حتى وجدناه جالساً عند أحواض الأزهار يمسك بقهوته ، و قد بدا شارداً .

قالت "سارة" بحماس

- هذا هو! ، هيا لنذهب إليه .

تشبثتُ بذراعها و قد أحسست بيداي ترتجفان من شدة توتري

- انتظري "سارة"! ، أشعر بالإرتباك .. لا أعرف كيف اعتذر .
- تعالي معي ، و اتركي الأمر لي .

فمشت "سارة" تتقدمني و أنا أمسك بكفها أسير من خلفها بقلق و خجل .
توقفت "سارة" قبالة "ريكس" الذي رفعَ رأسه نحوها بصمت ، فقالت له

- أهلاً "ريكس" ، كيف أنت الآن؟

صد بوجهه عنها و احتسى من كوبه دون أن ينطق بكلمة ، تشجعتُ أخيراً و اقتربتُ منه و قلت بخجل

- "ريكس" ، في الواقع .. جئتُ لأعتذر منك .

نظر إلي بعينينٍ حزينتين ملؤهما العتب ، فقلت بأسفٍ شديدٍ و أنا أجلسُ أمامه أنظر إلى وجهه

- ما فعلته مخزٍ ، أدرك ذلك .. كنتُ سيئة و وقحة أعترفُ بخطئي .. أرجو أن تسامحني .

تكلم بنبرةٍ هادئة معاتبة

- لم أتوقع أنكِ تكرهيني لهذا الحد يا "آماندا" ، و أنا الذي تعلقتُ بكِ .. صارحتكِ بحبي ، كان يجبُ عليكِ أن تراعي مشاعري على الأقل ، لا أن تمزقي قلبي دون رحمة!

أنكستُ رأسي بخجلٍ و استحياء .. وقلت بهمس

- أنا نادمةٌ حقاً على ما فعلت .. أرجوكَ سامحني .. و لو تطلبَ الأمر أن أعتذرَ منكَ أمام زملائي ، سأعتذر.

أحسست بيده تمتد نحوي ، أزاح غرتي عن وجهي خلف أذني ، رفعت بصري متفاجئةً أنظر في عينيه .. كانتا تلمعان ، كان يبتسم بحنانٍ شديد ، يده الدافئة تمسح على شعري بلطفٍ بالغ .. أحسستُ و أنا أنظر إليه بالدم يصعد إلى وجهي ، فوقفت و أنا أبعدُ بصري عنه .. و لم أعرف ماذا يجبُ عليَّ أن أقولَ بعد!

وقفَ هو الآخر و قال بلطف

- إن لم أسامحكِ يا "آماندا" ، فإني سأعاني الشقاء طيلة عمري .

نظرتُ إليه ، فابتسم ابتسامته الجميلة ، و التي أدركتُ اليوم فقط عمق جمالها و جمال قلبِ "ريكس"!
فأضاف قائلاً

- أحبكِ يا "آماندا" ، أحبُ كلَّ ما فيكِ .. عيناكِ العسليتين تأسراني ، و شعركِ المتبعثر فوق ظهركِ يعبث بي! .. لا أستطيعُ إلا أن أنظرَ إليكِ! ، و قلبكِ .. برغم ما تظهرينه من فطاظةٍ بالغة أحياناً ، إلا أنكِ تحملينَ قلباً أبيض كالثلج .

أحسستُ حينها أن قلبي من شدةِ خفقانه سيقف ، أحسستُ بخجلٍ شديد لم أحس به من قبل .
أنفاسي .. لا أعرف مالذي أصابها! .. حبست نفسها في صدري تأبى الخروج!

بصعوبةٍ أخذت نفساً ، و مازلتُ ألزم الصمت .

قالت "سارة" بمكرٍ وهي ترمق "ريكس"

- كم أنت مغرم أيها المشاكس .. إذاً فأنتَ سامحتها و لم تعد متضايقاً منها ؟
- بالتأكيد .

حينها أمسكت بذراع "سارة" و قلت بهدوء

- لنذهب إذاً .
- حسناً ، إلى اللقاء "ريكس" .

أجابها

- إلى اللقاء ، و اعتني بـ "آماندا" .

استدرنا ، دون أن أنظر إليه ، تجنبتُ النظر إلى عينيه و وجهه ، كنتُ محرجة .. أشعر أن وجهي يتوهج احمراراً و حرارة!

ابتعدنا فتنفست الصعداء ، قالت "سارة" بسرورٍ واضح

- كم هو رائع! ، لطيفٌ جداً و شاعري! .. مغرمٌ بكِ يا مجنونة ، لو كنتُ مكانكِ لارتميت في أحضانه .

نظرتُ إليها بغضبٍ و قلت بانفعال

- ألا تخجلين!؟ ، ما الذي تقولينه يا "سارة"؟ .. يبدو أنكِ لستِ في وعيك!

ضحكت و قالت

- أنا أمزح بالتأكيد .. لكن يجبُ أن تعترفي أن "ريكس" أولى بقلبكِ من ذاك المختبيء .

صمتتُ حينها ، و قلت في نفسي

- ذلكَ مستحيل ، كيف أنساه و أتجاهله بعد كل تلك الرسائل؟ ، كيف أتخلى عنه و هو يقسم أنه يحبني و لن يتخلى عني؟! .. ثم أني أحبه .. أعشقه ، لا أستطيعُ أن أكف عن التفكير فيه ، لا يقبلُ عقلي و قلبي سواه ، فكيفَ أنساه؟ .. ذلك مستحيل ، مستحيل!

============

مضى أسبوعاً آخر ، خالياً من رسائل المعجب ، و رسالتي المنهكة التي أتعبها الإنتظار .. ما زالت مرميةً على طاولة غرفتي .
وضعتها في درج طاولتي في المعهد ليومين متتالين ، علَّ ذاك المعجب يعبر على طاولتي و يلقي نظرةً عليها ، فيرى رسالتي تنتظره .. و لكن ذلك لم يحدث ، فتتوالى الخيبات .. و أحبط .

لا أنكر أنه في بعض الأوقات اجتاحني يأسٌ شديد .. و غضبٌ أشد!
إلى متى يريد مني أن أنتظره؟! .. بت أسأم ، و رغم غضبي و انزعاجي إلا أن شوقي و حنيني يعيدُ لي لهفتي إليه و إلى رسائله ، فيعود إلي الأمل ينتشلني من بؤسي .

في يومِ الأحد و عند مدخل المعهد ، جاءني "ريكس" مبتسماً و مرحباً بي

- صباح الخير ، أهلاً بالجميلة "آماندا" .

بادلته الإبتسامة و قلت

- صباح الخير "ريكس" ، كيف حالك؟
- بخير ، طالما أنَّ عيناي تبصرانك .

ضحكت و مشيتُ ، فمشى بجانبي قائلاً

- جاءت "سارة" منذ قليل ، سبقتكِ هذه المرة .
- بل هي تسبقني في أغلب الأحيان .

ثم نظرتُ إليه و قلت

- منذ أسبوعٍ كاملٍ و أنتَ ترافقني و "سارة" ، أ ليس لديكَ أصدقاء ؟!

أصدرَ ضحكةً خفيفة و أجاب

- بلى ، لكني مستغنٍ عنهم بوجودك .

رفعتُ حاجباي و قلتُ غير مصدقة

- أنتَ تبالغُ كثيراً! ، هل تحبني لهذا الحد؟!
- ستثبتُ الأيام لكِ مدى حبي .

أشحتُ وجهي عنه و قلت بتذمر

- لستَ كذلك ، أنتَ كاذب .

قال مندهشاً

- لماذا تعتقدين ذلك ؟!

توقفت عند السلم و نظرتُ إليه قائلة بعصبية مصطنعه

- لو كنتَ كذلكَ لفعلتَ المستحيل من أجلي .
- أفعل المستحيل ، لكن لا أتخلى عنكِ و أهبكِ غيري!

صمتتُ و أنا أحدقُ في عينيه ، لقد فهمَ ما أرمي إليه و يبدو أنه لا يريد مساعدتي على إيصال الرسالة للمعجب .
فقال بهدوء

- عزيزتي إنسي أمره ، لو كان متمسكاً بكِ لأرسلَ لكِ ، ما كان ليطيق كل هذا الصمت!

تنهدت و قد ظهر الألم على تقاسيم وجهي ، فقلت بحزن

- لا أستطيعُ يا "ريكس"! ، لا أستطيعُ منعَ نفسي عن محاولة الوصول إليه .. أشتاقه كثيراً ، إن كنتَ مغرماً بي حقاً فستدركُ ما أعنيه!

أقتربَ مني وقال بلطفٍ بالغ

- عزيزتي ، أدركُ ذلك و أفهمكِ جيداً .

قلتُ بنبرةٍ حادة

- بل لا تفهم ، أنتَ لا تهتم بي .. بل تفكر بنفسك فقط .
- أنتِ أيضاً لا تهتمين لمشاعري و تفكرين بنفسكِ فقط!

قلت بانفعال

- أنتَ من يزعم أنه يحبني ، أ ليس كذلك؟! ، أذاً أنتَ من يجب عليه أن يضحي .

قال ساخراً

- هه ، مستحيل .. أ أجعلكِ تطيرين من بين يدي إلى يدي شخصٍ آخر! ، لم أفقد عقلي بعد .. إنها فرصتي لأن أكسبَ قلبكِ و لن أفرط بها .

استدرتُ عنه بغضبٍ و صعدت الدرجات دون أن أنطق بكلمة ، ذلكَ الغبي يظن أنه قادرٌ على أن ينسيني عشقي بسهوله .
تابعت سيري حتى وصلتُ إلى القاعة .. جلستُ في مقعدي و ألقيتُ التحيةَ على "سارة" باغتضاب

- صباح الخير .

عقدت حاجبيها و قالت

- صباح الخير! ، خيراً ؟ .. مابكِ منزعجه ؟

أصدرتُ تنهيدةً طويلة ، ثم التفتُ إليها قائلة بحزن

- تعبتُ يا "سارة" .. تعبت! ، أريد أن أصلَ لذاك المعجب .

تأففت "سارة" و قالت بانفعال

- أ لم ننتهي بعدُ منه؟! .. قلتُ لكِ انسي أمره كما نسيكِ .
- لا أستطيع! ، كلما مضى الوقت بصمته ازددتُ لهفةً و شوقاً إليه! ، متألمة جداً يا "سارة" .. أريد أن أصغي إليه من جديد .
- لا أعرف كيفَ أنسيكِ ذاك الأحمق!
- و "ريكس" اللئيم ، إنه لا يريد مساعدتي!

قالت "سارة" بغضب

- أنتِ لا تخجلين؟! ، كيف تريدين منهُ مساعدتكِ و أنتِ تعرفين جيداً أنه متعلقٌ بكِ!؟
- لأنه يحبني يجب عليه مساعدتي .
- أنتِ مجنونة! ، أبقي في حيرتكٍ مع ذلك الوهم الذي تعشش في عقلك .

سمعتُ هذه اللحظة صوتَ "ريكس" يناديني

- "آماندا" .

ألتفت نحوه ، كان واقفاً عند الباب .. تقدم نحوي و جلسَ على طاولتي وهو ينظر في وجهي قائلاً

- أشفقتُ عليكِ .. أنتِ محقه ، من يحب يضحي لأجل محبوبه .

لم أصدق ما سمعت! ، أحسستُ بقلبي ينتفض في صدري ، فقلتُ و الإبتسامة ارتسمت على ثغري

- هل تعني .. أنكَ ستساعدني!؟

قالت "سارة" بعصبية و هي تنظر إلى "ريكس"

- "ريكس" لا تكن مجنوناً و تقدمُ على أمرٍ قد تندمُ عليه!

التفتُ إليها و الغضب يشتط من عيني ، قلت بعصبية

- "سارة" ألزمي الصمت! ، لا تتدخلي رجاءً .

و عدتُ بنظري لـ "ريكس" الذي اتسعت ابتسامته وهو ينظر إلي ، و قلت له بخجل

- ستوصل رسالتي إليه ، صحيح؟!
- نعم يا "آماندا" ، سأدهسُ على قلبي هذه المرة ، لأجل جميلتي "آماندا" ، لكن الويلُ لكِ إن تخليتِ عني و نسيتِ هذا المعروف!

أصدرتُ ضحكةً عالية ، مليئة بالسعادة و الراحة ، أساريري فرجت و البهجة ظهرت جليةً على وجهي .. قلت بسعادة

- أبداً يا "ريكس" ، لن أنسى معروفكَ هذا ما حييت .

ابتسم باطمئنانٍ و قال

- جيدٌ إذاً ، هاتي الرسالة .

قلتُ بحزن

- إنها في المنزل ، لم احضرها .. لكن غداً سأحضرها و أعطيكَ إياها .

قالت "سارة" و الضيق بادٍ على وجهها

- اتمنى أن تضيع .

وكزتها بغضبٍ في ذراعها ، فتأوهت متألمة .
ضحكَ "ريكس" و قال وهو ينهض

- سعادتكِ يا "آماندا" تعني لي الكثير .. كوني بخير ، إلى اللقاء .

أجبته بسعادة

- شكراً لك ، إلى اللقاء .

تحركَ من مكانه و ابتعد مغادراً ، فنظرتُ لـ "سارة" بسعادة و قلت

- أ تعرفين؟ ، بدأتُ أحبُ "ريكس" ، يحملُ قلباً طيباً متفانياً في حبه .

أجابتني بانزعاج

- أما أنتِ فسيئة . تدركين ذلك و تستغلينه .

قلتُ أبريءُ نفسي

- أبداً يا "سارة"! ، ثم أنه مستعدٌ لمساعدتي ، جاء إلي من تلقاء نفسه و عرضَ المساعدة!
- من يدري ، لعلكِ أثرتِ على عاطفته ببعض القول قبل مجيئك .

صددتُ عنها بانزعاج ، ولزمت الصمت ، فقالت بانفعال

- أنا محقة أ ليسَ كذلك؟!

أجبتها بانفعال

- نعم محقة ، و الآن لا تعكري سعادتي و كفي عن مضايقتي .

صَمتَتْ ، و صَمِتْت .. و عادت إليَّ ابتسامتي و سعادتي
ممتنة جداً من "ريكس" ، لم أكن أتخيل أنه سيوافقُ على طلبي في الواقع ، لقد فاجأني!

=============

عندما عدتُ إلى منزلي ، كانت الحماسة مستبدةً بي .. ذهبتُ إلى غرفتي و الإبتسامة على فمي ، اتجهتُ فوراً إلى طاولتي و التقطتُ الرسالة أحدق فيها بسرور .. قلت بفرح

- أخيراً سوف تذهبين إليه ، غداً ستكونين بين يديه .. اسمعيه نبضي و افصحي له عن حبي .. ياه لا أصدق!

و رميت بنفسي على السرير بقوة ، و بكل سعادةٍ و اشتياق ، رفعتها أمام ناظري .. و همست في داخلي
.. إشتقتُ إليك .

عندما حل الغد ، غادرت المنزل على عجلةٍ و سرتُ مهرولةً في الشارع أجتاز الطريق إلى المعهد بكل نشاط .
عندما و صلت .. دخلت وقد أبطأت خطواتي قليلاً و أنفاسي تتلاحق ، ففاجأني "ريكس" كالعادة!

رأيته واقفاً ينتظرني ، نظرتُ إليه مبتسمة ، فبادلني ابتسامته العذبة .. مشيتُ إليه قائلة بحيوية

- صباح الخير .

نظر إليَّ بعينيه اللامعتين مبتسماً

- صباح الخير ، أنتِ مشرقة اليوم بشكلٍ مثير!

ابتسمتُ بخجلٍ و قلت

- طالما أنكَ ستكون طيباً ، و تساعدني .. فستجدني مشرقةً دائماً .

ثم اقتربت منه أكثر و قلت بهدوء

- لم تنسى وعدكَ لي ، أ ليسَ كذلك؟
- لا لم أنسى .

عاودت البسمة شفتي ، فأخرجت الرسالة من حقيبتي و أعطيتها "ريكس" و أنا أقول محذرة .

- لن تقرأ الرسالة! .. مفهوم؟ ، أنا أحذرك!

أصدر ضحكةً خفيفة ثم قال

- في الواقع يتملكني فضولٌ شديد لما في داخلها ، أرجو أن لا تكون كسابقتها!

قلت و قد احتدت نبرتي

- أنا أحذركَ يا "ريكس"!
- حسناً فهمت ، فهمت .. لن أقرأها أبداً ، سأسلمها إليه و حسب .

رفعتُ يدي إلى وجهه و ربتت على وجنته قائلة بغنجٍ و أنا اغمز بعيني

- ممتازٌ يا صغيري .

ثم استدرت بكل راحةٍ و اطمئنان .. و السعادة قد تسللت إلى جسدي كله ، هذا ما أحس به .. أشعر بخفة عجيبة تجعلني أهوى القفز و الركض!
لكني لزمت هدوئي و سرتُ بخطى متأنية حتى وصلت إلى القاعة .
دخلت و ألقيت التحية على التلاميذ ، ثم جلستُ على مقعدي بكل راحةٍ و سكينة .. و أنا أفكر فقط ، بصاحب الرسالة .. و الرسالة التي في طريقها إليه.

يبدو أن الإبتسامة على ثغري تتسع دون أن أشعر! .. فلقد فاجأتني "إليزا" قائلة و هي مقبلة نحوي

- "آماندا"! ، أخبرينا ما سر هذه الإبتسامات! ، أخيراً أشرقَ وجهكِ من جديد .
رفعت بصري إلى السقف و تأففت ، ثم نظرت إليها قائلة

- لم أقابل شخصاً فضولياً مثلكِ في حياتي يا "إليزا"! .. لكن بما أني سعيدة ، فلن أعكر مزاجي بسببك .

قالت وهي تدعي الحزن

- لا تسيئي فهمي يا "آماندا"! ، أنتِ تجرحيني .. أنا سعيدةٌ لأجلكِ فقط ، كلما تذكرتُ وضعكِ الكئيب و ما حدث منذ أسابيع ، تقطع قلبي عليكِ .
- شكراً "إليزا" ، لكن لا تكترثي لي رجاءً!

صدت عني وهي ترفع أنفها كالعادة ، و تابعت سيرها إلى مقعدها ، فقلت في نفسي

- المخادعة تحاول أن تفضحني فقط !

في هذه اللحظة دخلت "سارة" و هي تلقي التحية ، ثم اقتربت مني و استقرت في مقعدها قائلة

- كيفَ الحال يا "آماندا"؟

أجبتها بنظرةٍ و ابتسامة

- وكيفَ عساه يكون!؟ .. حاليِ عالٍ عالٍ عند السحاب!

اتسعت عيني "سارة" دهشةً و هي ترفع حاجبيها وترمقني مبتسمة

- جميل! ، ترى ما السبب؟!

قربتُ وجهي من وجهها و قلت بصوتٍ أقربَ إلى الهمس

- لقد أعطيتُ "ريكس" الرسالة ، و سيوصلها اليوم إلى المعجب!

هزت "سارة" رأسها يمنةً و يسرة ، وقالت

- الغبي "ريكس"!
- لما تنعتينهُ بالغباء؟! .. ها ؟! ، لأنه أراد أن يقدمَ لي خدمة !؟
- لأنه أبلهَ مثلكِ .. غبيٌ من يلبي طلبكِ الغبي!

قلتُ بانفعال

- لا تعكري مزاجي يا "سارة"! ، من الأفضل أن تلزمي الصمت إن لم تجدي قولاً جيداً تقوليه .

رفعت حاجبيها و اتسعت عينيها دهشةً ، ثم قالت بحدة

- بئسَ الصديقة أنتِ!

قالت هذا و أخرجت روايةً كانت قد استعارتها من "فرانك" و وقفت قائلة

- ابتعدي عني ، ذاهبة لـ "فرانك" فهو أوفى منكِ .

ضحكت و قلت وأنا أنظر إليها و هي تسير مغادرة

- عزيزتي ، أحبكِ .

لم تجبني بل تابعت سيرها حتى غادرت القاعة ، فالقيت بظهري على الكرسي و أخذتُ شهيقاً عميقاً لأتنفس الصعداء ، أشعر براحة كبيرة و سعادة لا تسعني ، لقد قلبت موازيني أيها المعجب ، كم أحبك .

=============


عند نهاية دوام المعهد ، ركضت مغادرةً القاعة إلى الفناء باحثةً عن "ريكس" .. لم أكن أستطيع تمالك نفسي حتى الغد ، يجب أن أعرف إن استطاع "ريكس" توصيل رسالتي إلى المعجب .. كنت أبحث عنه دونما توقف .. حتى عثرتُ عليه و هو يحمل حقيبته على كتفه ، ركضتُ إليه منادية

- "ريكس" .

ألتفتَ نحوي و توقف ينظر إليّ مبتسماً ، توقفت أمامه قائلة بارتباك

- هل استطعت أن تعطيها إليه؟!

ابعد عينيه عني و هو يزم شفتيه ، فخفق قلبي و قلت بشيءٍ من الإحباط

- لا تقل أنكَ لم تعثر عليه؟!

نظر إليَّ من جديد و قال

- إن لم أجده اليوم ، أجده غداً .

على الحزن و جهي ، أحسستُ بخيبةٍ كبيرة ، فأنكستُ رأسي بصمت .. ثم قلت

- حسناً ، أرجو أن تعثر عليه غداً .

و ضع سبابته عند ذقني و رفع رأسي إليه قائلاً

- لقد خدعتكِ .

اتسعت عيناي دهشة ، و قلت غير مصدقة

- هل أعطيتها له حقاً ؟!

اتسعت ابتسامته وقال

- نعم ، هي بين يديه .

ضحكت بسعادةٍ شديدة و قفزت في مكاني قائلة

- رائع .. شكراً ! ، شكراً "ريكس" !

ثم ضربته على كتفه و قلت بامتعاض

- لقد صدقتكَ حقاً أيها الكريه !

ضحكَ و قال ساخراً

- تمنيتُ لو معي مرآةً لؤريكِ وجهكِ كيف كان!

قلتُ بانزعاج

- كفَّ عن السخريةِ مني .

قال بهدوء و هو يحملق في وجهي

- كنتِ جميلة ، جميلةٌ أنتِ حتى عندما تحزنين .

أحسستُ بالخجل من نظراته و قوله ، فأبعدتُ بصري عنه و رفعت يدي لشعري أعبثُ به و أنا أعض على شفتي
ثم نظرتُ إليه قائلة

- أعرف ذلك ، أنا جميلةٌ بكل حالاتي!

فاقتربَ مني و همس وهو ينحني برأسه عند رأسي

- و جميلةٌ أكثرَ عندما تخجلين !

صعد الدم في وجهي حينها ، أحسستُ باستحياءٍ شديد ، فقلت له بانفعالٍ و أنا أدفعه بيدي

- لا تقترب مني هكذا ، و لا تتمادى أكثر معي .

قال وهو يرفعُ حاجبيه

- أنتِ تدركين حقيقة مشاعري نحوكِ!
- ومع هذا لا أقبل بأن تتمادى معي ، عن إذنك .

قلتُ هذا و استدرت لأنصرفَ عنه ، كم هو معتوه حتى يتملقني لهذا الحد! ، يعتقدُ أنه سيؤثر علي بحماقاته!؟
ذلكَ مستحيل!
و توقفتُ عند السلم ، و أخذتُ نفساً .. أشعر بنبضاتي تدق بقوةٍ بين أضلعي .. أغمضتُ عيناي و قلت أخاطبُ نفسي في داخلي

- سحقاً لكَ "ريكس" ، ذلكَ كان بسببِ خجلي فقط ، نعم مجرد خجلٍ لا أكثر .

و صعدتُ السلم مسرعةً محاولةً تجاهل هذا النبض السقيم الذي تسبب به "ريكس" في داخلي .

إمبراطورة البحر 06-16-2019 05:25 PM

مسكين ريكس وقاسية اماندا ..
لازلت اتوقع ان ريكس هو صاحب الرسائل اتمنى ان لا يخيب ظني ..
مبدعة مرجانة بشوق للجزء التالي ومعرفة ماذا سيحصل بعد توصيل الرسالة ؟!.

:رحيق::127:

وجه القمر 06-16-2019 08:01 PM

ايها المسكين ^_^:inlove:

لا تبالي لتلك الغبية اماندا فهي لا تستحقك و تهيم باستفهام يتجنبها متعمدا!

مرجانة هذه اماندا كثيرة التنهد و قلبها دائم الخفقان و عينيها غالبا تتسعان ^_^:tkafe5:

لم احبها ابدا كما انها غبية جدا :121:

تسعى خلف وهم!

و الجميل الوسيم ريكس تتجاهله و تستمر بتعذيبه:hammer:

لو كنت مكانها كنت احببت ريكس هههههههه

المهم اريدك ان تجعلي اماندا تدفع ثمن الاستهتار بمشاعر ريكس الوسيم

لابأس من تسارع ضربات قلبها اكثر و تزداد تنهيداتها و تطلع عيونها :+290+: هههههه


بانتظار القادم يا جميلة

عاشق الذكريات 06-16-2019 08:11 PM

- أعرف ذلك ، أنا جميلةٌ بكل حالاتي!

ذات يوم سمعت هذه الجمله <= والمطلوب طيب هههه



مرجانه
ترى بذبح اماندا وانتي السبب ههههه
رغم الاحداث المثيره الا ان الغموض مستمر
بس بديت اشك ان ريكس هو نفسه المعجب الخفي
بانتظار ماتبقى من اجزاء
دمتي مبدعه

ابو وليد 06-16-2019 09:15 PM

دور ريكس وشقاوته لازلت مصر انه المعجب المجهول ننتظر كل يوم قدوم مرجانه
بداء التشويق لمعرفة باقي الاحداث يالله ننتظر
ماينفع تحطينها دفعه واحده ههههههه

يالله اصبحنا كعجائز ينتظرن المسلسل البدوي واذا جاء موعده وانظلمت البطله جلست تبكي
هههههههههههههههههه
با الانتظار فانتظروا انا معكم لمنتظرون
الله الله مرجانه الابداع متواصل وباسلوب شيق
حفظك الباري
احترامي لك

مَرجانة 06-17-2019 10:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إمبراطورة البحر (المشاركة 287063)
مسكين ريكس وقاسية اماندا ..
لازلت اتوقع ان ريكس هو صاحب الرسائل اتمنى ان لا يخيب ظني ..
مبدعة مرجانة بشوق للجزء التالي ومعرفة ماذا سيحصل بعد توصيل الرسالة ؟!.

:رحيق::127:

ههههههه تعاطفتوا مع ريكس
حياتي الابداع يستمر بتفاعلكم

شاكرة جداً لك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجه القمر (المشاركة 287069)
ايها المسكين ^_^:inlove:

لا تبالي لتلك الغبية اماندا فهي لا تستحقك و تهيم باستفهام يتجنبها متعمدا!

مرجانة هذه اماندا كثيرة التنهد و قلبها دائم الخفقان و عينيها غالبا تتسعان ^_^:tkafe5:

لم احبها ابدا كما انها غبية جدا :121:

تسعى خلف وهم!

و الجميل الوسيم ريكس تتجاهله و تستمر بتعذيبه:hammer:

لو كنت مكانها كنت احببت ريكس هههههههه

المهم اريدك ان تجعلي اماندا تدفع ثمن الاستهتار بمشاعر ريكس الوسيم

لابأس من تسارع ضربات قلبها اكثر و تزداد تنهيداتها و تطلع عيونها :+290+: هههههه


بانتظار القادم يا جميلة

ههههههههه الجاي راح يسعدك ان شاء الله
منورتني يا قمر
شاكرة حسن المتابعة و التفاعل

بوساتي لك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الذكريات (المشاركة 287071)
- أعرف ذلك ، أنا جميلةٌ بكل حالاتي!

ذات يوم سمعت هذه الجمله <= والمطلوب طيب هههه



مرجانه
ترى بذبح اماندا وانتي السبب ههههه
رغم الاحداث المثيره الا ان الغموض مستمر
بس بديت اشك ان ريكس هو نفسه المعجب الخفي
بانتظار ماتبقى من اجزاء
دمتي مبدعه

ههههههه وش بلاك قلبت على آماندا ؟!

ان شاء الله كل شي يتوضح لكن صبراً ههههه

منور عاشق
شكراً لحسن المتابعة و التفاعل

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو وليد (المشاركة 287072)
دور ريكس وشقاوته لازلت مصر انه المعجب المجهول ننتظر كل يوم قدوم مرجانه
بداء التشويق لمعرفة باقي الاحداث يالله ننتظر
ماينفع تحطينها دفعه واحده ههههههه

يالله اصبحنا كعجائز ينتظرن المسلسل البدوي واذا جاء موعده وانظلمت البطله جلست تبكي
هههههههههههههههههه
با الانتظار فانتظروا انا معكم لمنتظرون
الله الله مرجانه الابداع متواصل وباسلوب شيق
حفظك الباري
احترامي لك

ههههههه لا ما ينفع لازم احرق اعصابكم ههههه

منور يا أبو الوليد
شكراً لتفاعلك القوي و الرائع

مَرجانة 06-17-2019 10:57 AM

الجزء العاشر ••❓


في اليوم التالي .. و عند الصباح ، استيقظت بكسلٍ شديد على غير عادتي .. كما أني كنتُ أشعر بصداعٍ في رأسي .. نهضتُ من فراشي و حاولت الإسراع للإستعداد للمعهد ، عندما انتهيت .. ذهبت في الصالة و جلست على طاولة الطعام قائلة

- صباح الخير "ألفريد" .

نظر إليَّ و هو يضع الأطباق على الطاولة

- صباح الخير عزيزتي ، كيف حالكِ؟

قلتُ و أنا أضعُ يدي على رأسي متألمة

- أشعر بصداعٍ شديدٍ في رأسي .

جلسَ في كرسيه قبالتي و قال باهتمام

- إن كان شديداً يا "آماندا" فلا تذهبي للمعهد اليوم .. إبقي و ارتاحي .
- يبدو أني سأفعل ذلك .

و لكني تذكرتُ فجأة الرسالة! ، بما أن رسالتي وصلت للمعجب بالأمس .. فلا شك في أني سأتلقى جواباً منه اليوم!
فقلت بسرعة

- آه تذكرت! .. لا يمكنني التغيب اليوم ، لدينا تطبيق في المختبر .. سأكون بخير بعد أن أتناول فطوري .
- حسناً إذاً ، هيا كلي جيداً .

فأكلتُ طعامي على عجلٍ و غادرتُ المنزل بسرعة .. و بعد دقائق قليلة و صلت إلى المعهد .
دخلتُ مسرعةً إلى الداخل .. و بينما كنتُ أحثُ الخطى .. استوقفني "ريكس" ممسكاً بذراعي .

- "آماندا"؟

التفتُ إليه

- خيراً "ريكس"؟!
- ما بكِ مستعجلة ؟!

قلتُ بنفاذِ صبر

- هل هناكَ ما تود قوله ؟
- أريدُ مرافقتكِ و حسب!

تنهدتُ و استدرتُ قائلة

- سأذهبُ إلى القاعة .

تبعني قائلاً

- سآتي معكِ .

رمقته بنظرةِ لا مبالة و تابعتُ سيري ، و تبعني هو الآخر .
حينما وصلنا إلى القاعة ، دخلنا و القينا التحية على الزملاء .. بعدها اتجهنا حيث مقعدي و مقعد "سارة"
، جلستُ على مقعدي بينما جلسَ "ريكس" على مقعدِ "سارة" .

كان التوترُ بادٍ علي على ما يبدو ، حيثُ أن "ريكس" سألني

- ما بالكِ اليوم؟! .. لا تبدين بخيرٍ يا "آماندا" ، هل هناك شيء ؟

نظرتُ إليه و قلت و أنا أهز رأسي

- أبداً !

و بعد تردد ، مددت يدي داخل الدرج أتحسسُ وجود الرسالة ، و بعد نفاذ صبر ، أخرجتُ يدي و انحنيت انظر إلى داخله .. لكن خاب ظني! ، فلم تكن هنا رسالة .

تأففتُ بضيقٍ و أنا أتكيء بمرفقي على الطاولة و أمسح على رأسي بيدي ، فاقتربَ مني "ريكس" قلقاً و قال

- عزيزتي ما بكِ؟ .. لقد قلقتُ عليكِ فعلاً ماذا دهاكِ؟!

نظرتُ إليه و أنا أقطبُ جبيني و قلت بهدوء

- رأسي يؤلمني يا "ريكس" ، هذا كلُ ما في الأمر .

و ضعَ يده على كتفي و قال باهتمام

- سلامةَ رأسك! ، يؤلمكِ كثيراً ؟

نظرتُ إلى عينيه ، في الواقع تلكَ الخيبة أنستني ألم رأسي ، فلقد كان الأحساس بالخيبةِ أشد ألماً و تأثيراً علي .
أخرجتُ زفرةً من صدري المحترق ، و قلت

- يؤلمني كثيراً .
- يا إلهي! ، لنذهب إلى الصيدلية لأخذِ علاجٍ لكِ إذاً .

اعتدلتُ في جلستي و قلت

- لا داعي ، سأكون بخير .
- متأكدة؟!

هززتُ رأسي بالإيجاب ، ثم قلت بعدَ تردد و أنا ألتفتُ لـ "ريكس"

- "ريكس" .. أنتَ حقاً أعطيتَ الرسالةَ للمعجب كما طلبتُ منك؟
- نعم ، فعلت .
- أنتَ لا تخدعني ، أ ليسَ كذلك؟ .. أرجوكَ لو لم توصلها أخبرني ، لن أغضبَ منك!

عقد حاجبيه وقال

- لما لا تصدقيني؟! ، لقد وصلت الرسالةُ إليه!

همستُ أخاطبُ نفسي

- لما لم يجبني إذاً ؟!
- لم يجبكِ ؟!

ضممتُ ذراعي إلى صدري و صددتُ عن "ريكس" متضايقة ، فقال

- منزعجة لهذا السبب؟

نظرتُ إليه و قلتُ بانفعال

- ماذا تريد؟! ، هيا انصرف و اتركني ، لستُ بمزاجٍ جيد .. فرأسي يؤلمني كثيراً .
- قلقٌ عليك يا "آماندا" !
- لا تقلق ، اذهب الآن .

وقف وقد بدا عليه الإنزعاج ، ثم قال

- كما تريدين .

و ذهب مغادراً .. فارتميتُ على طاولتي أضعُ رأسي عليها بقهرٍ شديد .. لماذا أيها المعجب؟! ، لما لا تجيب على رسالتي؟ ، هل حقاً تخليتَ عني كما تقول "سارة"! ، لما تفعلُ ذلكَ بي .. لماذا؟!

===========

كان ألم رأسي قد اشتد كثيراً مع المحاضرة الأولى ، و في الفترة الثانية انصرفنا إلى المختبر .. و شعرت أن الصداع يكاد يفجر رأسي .. و ما ساء من حالي أكثر ، هو التفكير المستمر في ذاك المعجب!

كنتُ أقف عند عيناتٍ من الدم لأتفحصها ، ومع الألم الشديد ، ضغطت على رأسي بيدي و أنا أغمض عيني بقوة ، لم أكن أستطيع التركيز كثيراً في عملي .

لاحظتني "سارة" و اقتربت مني قائلة

- عزيزتي هل أنتِ بخير؟ .. يبدو أن ألم رأسكِ قد ازداد! ، هل أستأذن لكِ الدكتور للإنصراف؟

نظرتُ إليها و أنا أقطبُ جبيني من شدة الألم

- ليتكِ تفعلين ، فما عدتُ استطيع المتابعة و لا قدرة لي على التركيز .
- حسناً عزيزتي .

استأذنت لي "سارة" الإنصراف ، فغادرتُ المختبر .. كنتُ أسير ببطءٍ أثناء عودتي للقاعة ، و بينما كنتُ كذلك .. صادفتُ "ريكس" ، كان يحملُ بعض العقاقير .. عندما وقع بصره علي ، اقترب مني قائلاً

- كيفَ أصبحتِ يا "آماندا"؟ ، وجهكِ لا يبشر بخير!

حملقتُ في وجهه بصمتٍ للحظة ، ثم قلت

- نعم أشعر و كأن رأسي سينفجر ، لم أستطع التركيز في الدرس ، فاستأذنت وغادرت المختبر .
- أين تذهبين؟
- سأعود للقاعة .
- اهتمي بنفسكِ رجاءً حتى آتي إليكِ .

نظرتُ في عينه متفاجأة ، ثم قلت

- لا تزعج نفسك "ريكس"! .. ثم لما تتبعني و لديكَ ما تقوم به؟

ابتسم و قال بلطفٍ بالغ

- حتى اهتم بكِ بنفسي ، هيا اذهبي و ارتاحي الآن ، لن أتأخر عليكِ .

بادلته الإبتسامة رغماً عني ، مسكين "ريكس" .. يتفانى كثيراً في اهتمامه بي لأجل كسب قلبي ، كم هو لطيف!
أصدرتُ ضحكةً خفيفة و قلت

- أعجز عن شكركَ يا "ريكس" ، لستَ مجبراً على ذلك ، و أنا سأكون بخير .
- لا تكثري الكلام و اذهبي الآن .. كوني بخير .
- حسناً .

و تابعتُ طريقي إلى القاعة ، حتى دخلتها و جلستُ على مقعدي .. نظرتُ حينها إلى درجِ طاولتي ، لا أعرفُ ما الذي أصابني .. يخيلُ إلي أني سأعثرُ على رسالةٍ منه في أية لحظة!
و لكن كما كنتُ مدركة في قرارة نفسي ، لم أجد رداً على رسالتي ، اعترتني الخيبة و اجتاحني الضيق .. فوضعتُ رأسي على الطاولةِ بيأس ، تذكرتُ حينها بعضاً من كلامه الذي كتبه في رسائله لي .. كيف يصف حبه لي ، كيف يصف اعجابه بي و بمظهري .. كان كلامه دافئاً و جميلاً ، لما فضل حرماني منه الآن و أنا في أمس الحاجةِ إليه؟!

أغمضت عيناي بحرقة شديدة ، ذرفت عيناي دمعتين اقتحمتا صمتي ، أحسستُ بأنفاسي ملتهبة .. و صدري مثقل ، و صداع .. يا إلهي مالذي حل بي؟

بعد دقائق احسستُ بخطواتٍ تقترب مني ، فتحتُ عيناي .. فإذا به "ريكس" يقف بالقرب مني قائلاً

- ها أنا ذا ، كيف صرتي؟

رفعتُ رأسي عن الطاولة و اعتدلت في جلوسي قائلة

- أسوء حالاً مما كنتُ عليه .

جلسَ على كرسي "سارة" و أعطاني كأس الماء الذي كان بيده و قال

- تفضلي إذاً ، جئت بالدواء لعله يخفف من الصداع الذي فتكَ برأسكِ دون رحمة .

أخذتُ منه الكأس قائلة

- شكراً "ريكس" ، لقد أتعبتكَ معي .
- لا تقولي ذلك ، خذي الدواء .

و أخذت الدواء منه وابتلعته مع الماء ، فأخذ الكأس من يدي و وضعه على الطاولة ، أقترب مني أكثر و قال وهو يمسح على رأسي

- سيزول الألم ، سيزول .

تنهدتُ بحزنٍ شديد .. و نظرتُ إليه قائلة بقهر

- "ريكس" ، لمَ لم يكتب إليَّ برأيك؟

أبعدَ يده عن رأسي ، و ظل ينظر في عيني بصمت .. فأدرتُ و جهي عنه حينما أحسستُ بالدموع تغتال عيني .
تكلم "ريكس" بهدوء

- لا تفكري في الأمر ، سيزيد ذلك من ألم رأسك .

نزلت الدموع من عيني بحرقة شديدة ، فأغمضت عيني و أصدرتُ زفرةً ساخنة ، فحجبت عيني عن "ريكس" بيدي .. كنتُ أرغب في أن أجهش بالبكاء .. و لكن وجود "ريكس" يمنعني .. فكنتُ أتمالك نفسي ، أبكي بصمتٍ يخنقني .. يزيد من حرقتي و ألمي .

أقتربَ "ريكس" أكثر مني و أخذني في حضنه ، فرميت رأسي على صدره و بكيت ، أخرجت كل ما في صدري من زفرات الألم و القهر .. تعالى صوت بكائي .. فسمعته يقول وهو يمسح على كتفي بحزن

- هوني عليكِ أرجوكِ ، لا تقسي على قبلكِ الرقيق يا "آماندا" .

قلتُ و الألم يعتصر قلبي

- أنا مخذولة .. محطمة و محبطة .. لقد خذلني يا "ريكس" ، لعله تخلى عني!

أنكس رأسه على رأسي وضمني بذراعيه و همس قائلاً

- فاليتخلى عنكِ ، هو الخاسر الأكبر يا عزيزتي .. أنا سأكون بجانبكِ دائماً و لن أتخلى عنكِ يا "آماندا" .

كلام "ريكس" ، هون عليَّ قليلاً .. في همسه الهادئ الحنون .. ما يريحني و يواسي حزني .. فخفتَ شهيقي و بكائي .. لزمتُ الصمت أفكر ، و لكن صوت نبضه بدد أفكاري ، حينما اخترقت ضربات قلبه مسامعي ، كان يضرب بقوة .. أصغيت لها ، و تذكرتُ فجأةً كلماته الواضحة و الصريحة .. حينما كان يشدني من ذراعي معترفاً

(( أحبكِ يا "آماندا" .. أحبكِ )) .

خفقَ قلبي حينها ، خفقان دبَّ في داخلي الخوف!
أحسستُ فجأة بالتوتر و الإرتباك .. حاولت الإبتعاد عن صدر "ريكس" ، لكنه أطبق بذراعيه علي بقوة .. و همس قائلاً

- إبقي .. أرجوكِ .

اعتراني خجلٌ شديد .. لم أعرف ماذا أفعل!
فما كان مني إلا أن أنصاع لأمره .. و تركتُ رأسي على صدره .. أصغي لدقاتِ قلبي و قلبه .

==============

في فترة الإستراحة ، كنتُ و "سارة" نتحدثُ عما فاتني في المختبر .. و بعد أن انتهت "سارة" من حديثها ، سألتني

- لا تبدين بخير ، هل لا زال رأسكِ يؤلمكِ ؟

نظرتُ إليها بعينينٍ واسعتين و قد اربكني سؤالها ، نعم لم أكن على طبيعتي حقاً ! .. منذ أن تركني "ريكس" ، و عقلي مشوش و قلبي مضطرب ! ، حتى أني شردتُ قليلاً أثناء المحاضرة منذ قليل .

قلتُ بارتباك

- أنا على ما يرام ، و ألم رأسي قد زال فعلاً .. لقد أحضر لي "ريكس" دواءً و ابتلعته .

رفعت "سارة" حاجبيها و لقد أثار اسم "ريكس" اهتمامها في الأمر

- قلتِ "ريكس" احضرَ لكِ دواءً! ، متى كان ذلك ؟
- عندما غادرتُ المختبر ، التقيت به .. ولقد لاحظ سوء حالي .. عندما عدتُ إلى القاعة لحق بي و معه الدواء .

ابتسمت و قالت

- كم هو لطيفٌ هذا الفتى .. يهتمُ بكِ كثيراً .

انكستُ رأسي و لم أعقب .. كان التوتر ينتابني كثيراً .. سحقاً "ريكس" ، ما الذي فعلته بي !؟

وقفت "سارة" قائلة

- هيا لنتناول شيئاً ، أتضور جوعاً فأنا لم أتناول الإفطار هذا الصباح .
- لا رغبةَ لي في الخروج يا "سارة" ، اذهبي أنتِ .
- لا لن أتناول الطعام وحدي ، هيا انهضي .

في هذه اللحظة سمعنا صوت "ريكس" قائلاً و هو يقترب منا

- مرحباً يا فتيات .

أجابت "سارة"

- أهلاً "ريكس" من الجيد أنكَ جئت .

نظر إليها متسائلاً

- خيراً ماذا هناك ؟
- ساعدني على إخراج "آماندا" من حزنها ، يبدو أنها تشعر بخيبة كبيرة اليوم .. و لا تريد أن تغادر القاعة .

نظرَ إلي "ريكس" ، فأبعدتُ عيناي عنه ، فلقد كنتُ أشعر بالخجل منه بعدما بكيتُ على صدره .. و بعد أن أغرقني باهتمامه و حنانه .

قال يسألني باهتمام

- هل زال الصداع ؟

نظرتُ إليه

- نعم ، أشعر براحةٍ كبيرة .
- و ماذا عن الحرارة ؟

نظرتُ إليه في صمتٍ متفاجئة .. و قلت دون استيعاب

- حرارة ؟! ، لم تكن بي حرارة !

اقتربت مني "سارة" و وضعت يدها على جبيني للحظة ، ثم قالت و هي تنظر لـ "ريكس"

- حرارتها جيدة !

ابتسم ابتسامةً واسعة و قال وهو ينظر إلي

- ذلكَ جيد ، لقد نفعَ الدواء و انخفضت حرارتكِ إذاً .

عقدتُ حاجباي و قلت مستنكرة

- كنتُ أعاني من صداعٍ و حسب ، لم تكن حرارتي مرتفعة!
- بل كانت ، أحسستُ بها عندما ارتميتي على صدري .

حملقتُ فيه بدهشة شديدة و الإحمرار قد على وجهي ، بينما نظرت إليَّ "سارة" فاغرة الفاه متفاجئة ، أما هو فظل محافظاً على ابتسامته ينظر إليّ بكل استمتاع!

صرختُ فيه قائلة بانفعال بعد أن تغلبتُ على خجلي بصعوبة

- بما تهذي أيها المعتوه ؟!

ثم نظرتُ إلى "سارة" التي لا تزال تنظر إليَّ بعينيها الواسعتين دهشةً و قلت لها بتلعثم

- لا تسيئي الفهم ! .. كنتُ أبكي وحسب ! .. لا عليكِ من هذا المعتوه .

ضحكَ "ريكس" و قال وقد بدت عليه نشوة الإنتصار

- كنتِ على صدري على كل حال .

اشتعلتُ غضباً و نهضتُ من مقعدي لأقف قبالته قائلةً بانزعاجٍ و غضب

- لا تكرر قول ذلكَ أيها الوقح !

ثم أمسكتُ بيد "سارة" و قلت لها و أنا أشدها

- دعينا نذهب عن هذا المجنون ، قبل أن أرتكبَ حماقةً معه .

نهضت و سرنا مبتعدتين عنه ، فلحق بنا قائلاً

- انتظراني ، فأنا لم أتناول طعامي بعد .

قلتُ لـ "سارة" استحثُ خطاها

- أسرعي لما أنتِ تبطئين في مشيك؟
- لستُ كذلك ، ثم دعي "ريكس" يرافقنا .

قلت قطعاً

- مستحيل !

و لكن "ريكس" أوقفني و هو يشدني من ساعدي قائلاً

- "آماندا" لا تغضبي مني أرجوكِ .

نظرتُ إليه قائلة بغضب

- أنتَ تزعجني كثيراً يا "ريكس"! ، كفَّ عن الوقاحة .
- صدقيني ، قلتُ ذلك فقط لتعودي إلى طبيعتك .

ثم أضاف قائلاً و هو ينظر لـ "سارة"

- و لقد نجحتُ في ذلك ، أ لستُ محقاً ؟

ضحكت "سارة" و قالت و هي تغمز له

- محق .

تنهدتُ بغضبٍ و أنا أرمقه بحقدٍ شديد ، فقال بمسكنة

- دعيني أرافقكما .

استدرتُ عنه و قلت

- لا اكترثُ لمجنونٍ مثلك .
- لم أفهمكِ ، لستِ غاضبةً مني ؟

ضحكتُ مع نفسي و أنا أسير وبيدي كف "سارة" أجذبها معي
نعم هو مجنون ، و لكن جنونه مثير .. مثيرٌ جداً .

=============

في السادسة مساءً ، بعد أن تناولت العشاء مع أخي "ألفريد" .. جلستُ معه نشاهد التلفاز ، كان الصداع قد عاودني من جديد منذ فترة ، و كان أشد ألماً من الصباح! ، فلم أكن أقوى على فتح عيني جيداً بسببه .

نظرتُ إلى "ريكس" و أنا مقطبة الجبين و قلت

- سأخلدُ إلى النوم ، عاودني الصداع لعله بعد نومي يزول .

نظر إليَّ "ألفريد" و قال وقد اتسعت عينيه

- وجهكِ محمرٌ جداً يا "آماندا"! ، هل حرارتكِ مرتفعه؟
- أشعر بحرارةٍ في وجهي ، لكن لا أعرف!

نهض من مكانه و اقتربَ مني ، وضعَ يده على جبيني لثانيتين ثم قال فزعاً

- حرارتكِ مرتفعة كثيراً !

لزمتُ الصمت و أنا أحدقُ فيه بحيرة ، فقال

- هيا انهضي لنذهب إلى المستشفى ، لا تبدين بخيرٍ أبداً !
- حسناً .

فذهبنا إلى المستشفى و دخلتُ العيادةَ على الطبيب ، كنتُ أعاني من حرارةٍ داخليه .. قام الطبيب باللازم معي و كتب العلاجات .. و كتبَ تقريراً لي عن حالتي لأتغيبَ غداً عن المعهد .
بعد ساعةٍ عدنا إلى منزلنا ، أخذتُ الدواء و ذهبتُ فوراً إلى فراشي .. كنتُ أشعرُ بإرهاقٍ شديد و الصداع ما زال مستبداً برأسي .

حينما غطيتُ نفسي فوق الفراش ، سرحتُ قليلاً .. لقد خطفتني أفكاري حيثُ "ريكس" ، ذلكَ المعتوه!
ابتسمتُ لنفسي حينما عدتُ بذاكرتي إليه ، كم هو لطيفٌ هذا الشاب كما تقول "سارة" دائماً .
أخذتُ نفساً عميقاً حينها ، و تلاشت ابتسامتي حينما تذكرتُ المعجب .. لماذا لم يرسل إلي يا ترى؟! ، لما تجاهل رسالتي؟! ، كم أحزنني تجاهله لي كثيراً .

نهضتُ من فراشي و ذهبتُ إلى هاتفي الذي كان موضوعاً على طاولتي ، و طلبتُ رقم "سارة" .. التي أجابتني بعد برهة

- مرحباً "آماندا" ، كيفَ حالكِ يا عزيزتي؟
- لستُ بخيرٍ يا "سارة" ، سأتغيبُ غداً عن المعهد وفقاً لأمرِ الطبيب .
- عزيزتي هل حالكِ سيءٌ جداً ؟!
- حرارةٌ داخلية ، أعتقدُ أن حالي سيء ، نعم .
- أرجو لكِ السلامة يا عزيزتي .

فقلتُ قبلَ أن أنسى

- "سارة" ، لو سمحتِ تفقدي غداً درج طاولتي ، ربما يجيبني غداً ذلك المعجب .

جاءني صوتها متضايقاً

- آهٍ منكِ ! ، أ لم تيأسي بعد!؟
- لا يا "سارة" ، لن أيأس الآن .. و إن لم تجديها ، تأكدي من "ريكس" .
- أتأكدُ منه من ماذا؟!
- ربما كذبَ علي و لم يوصل رسالتي للمعجب! ، أرجوكِ حاولي أن تتأكدي .
- لا أعتقدُ ذلك ، لكن سأفعلُ لأجلك .

ابتسمت بسرورٍ و قلتُ بامتنان

- ممتنة جداً يا عزيزتي ، شكراً لكِ .. و الآن إلى اللقاء سأخلد إلى النوم .
- تصبحين على خير .
- تصبحين على خير .

و أغلقت الخط و أعدتُ هاتفي في مكانه ، ثم استلقيت على فراشي باطمئنان .. لا أعرف لما ينتابني إحساسٌ من أن غداً سيكون خيراً ، و أنه سيأتي إليّ برسالةٍ من المعجب .. متحمسة لأجل الغد ، كثيراً !


وجه القمر 06-17-2019 12:08 PM

مسائكم عطر



يا إما أن ريكس لم يوصل الرسالة!
يا إما أنه هو الاستفهام و يلعب معها لعبة الذئب و القنفذ^_^

لا أنكر أنني أشفقت على اماندا و لكنني أحببت وقفة ريكس معها خصوصا بموضوع الحرارة المرتفعة:135:

يبدوا انني سأقع بحب ريكس قبل اماندا هههههه
شاب وسيم و حنون و يهتم بها كما هو مطلوب من أي رجل محب
وهي تتعلق بوهم الاستفهام ذاك !!

اتفق مع عاشق الذكريات و ساساعده على جريمته ^_^ (خنق اماندا حتى الموت)

لكن بعد أن تشفى من الصداع هههههههه

مرجانة اتمنى ان تجري الامور كما اتمنى وان لا تخيبي آمالي بالاحداث القادمة
وإلا ساخنقك بدل خنق اماندا :h0o035::121:


و أهنئك و اهنئ نفسي على قلمك الرائع و الاسلوب المشوق وكوني لحقت بالرواية و متابعتها مع الاخوة و الاخوات هنا

دمت متألقة يا عزيزتي مرجانة â™،

ابو وليد 06-17-2019 12:28 PM

صباح الفل
وجه القمر لا تخنقي فرجانه خليها تكمل الروايه وبعدين نتفيها تنتيف
تصدقون الطيب اريكس يبذل كل الجهود ويحاول لكن اماندا ذي جحوده يبي لها ذبح
الطيب ما احد يبيه فعلا لازلت اقول ان اريكس هو البطل للروايه وهو العاشق المجهول
فرجانه انكتيها كلها بيوم واحد وش ناويه عليه انتي جالسين عند باب المنتدى ننتظر وصولك
حتى انتي يبيلك ذبح بس بعد ماتنتهى الروايه
قلم تعبت وانا اتابعه كل كلمه افضل من الاخرى لله درك ياملكت الحرف تستاهلين هذا اللقب
اعطر التحايا وارقها للجميع

واثـــ الخطوة ـــــق 06-17-2019 01:11 PM

الله يعين مع أماندا ريكس يبدو لي بعد هذا الجزء سيكون مختلفاً

قد لاتكون هناك رسالة أصلا او أن المعجب لم يظهر بعد او ان لدى

الفريد مايخبئه إنا من المنتظرين

إمبراطورة البحر 06-17-2019 09:50 PM

رغم كل محاولات ريكس الا ان اماندا لازلت تنتظر المجهول ..
اتوقع ان الجزء القادم سيحمل مفاجأة كبيرة ..
ولازلت اتوقع ان ريكس هو صاحب الرسائل ..
ابا اعرف للحين شقصة المدير ويا الفريد ههههه
مرجااانة لا تتأخرين .. ننتظرج ي الغالية :127::رحيق:

واثـــ الخطوة ـــــق 06-17-2019 10:35 PM

مدري عاد مسكت عليه ههههههههه

والله عاد مرجانه تقدر تقلب الاحداث بطريقتها

كملي مرجانه الله يسعدك مبدعتنا

مَرجانة 06-18-2019 06:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجه القمر (المشاركة 287157)
مسائكم عطر



يا إما أن ريكس لم يوصل الرسالة!
يا إما أنه هو الاستفهام و يلعب معها لعبة الذئب و القنفذ^_^

لا أنكر أنني أشفقت على اماندا و لكنني أحببت وقفة ريكس معها خصوصا بموضوع الحرارة المرتفعة:135:

يبدوا انني سأقع بحب ريكس قبل اماندا هههههه
شاب وسيم و حنون و يهتم بها كما هو مطلوب من أي رجل محب
وهي تتعلق بوهم الاستفهام ذاك !!

اتفق مع عاشق الذكريات و ساساعده على جريمته ^_^ (خنق اماندا حتى الموت)

لكن بعد أن تشفى من الصداع هههههههه

مرجانة اتمنى ان تجري الامور كما اتمنى وان لا تخيبي آمالي بالاحداث القادمة
وإلا ساخنقك بدل خنق اماندا :h0o035::121:


و أهنئك و اهنئ نفسي على قلمك الرائع و الاسلوب المشوق وكوني لحقت بالرواية و متابعتها مع الاخوة و الاخوات هنا

دمت متألقة يا عزيزتي مرجانة â™،


,,,,,

ههههههه اتركي عنك الاجرام انتي و عاشق و خلوني و خلو لي اماندا :(

إن شاء الله تابعي و شوفي ايش من أحداث تحصل و عساها تعجبك
شكراً لتفاعلك و حماااسك 💋



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو وليد (المشاركة 287232)
صباح الفل
وجه القمر لا تخنقي فرجانه خليها تكمل الروايه وبعدين نتفيها تنتيف
تصدقون الطيب اريكس يبذل كل الجهود ويحاول لكن اماندا ذي جحوده يبي لها ذبح
الطيب ما احد يبيه فعلا لازلت اقول ان اريكس هو البطل للروايه وهو العاشق المجهول
فرجانه انكتيها كلها بيوم واحد وش ناويه عليه انتي جالسين عند باب المنتدى ننتظر وصولك
حتى انتي يبيلك ذبح بس بعد ماتنتهى الروايه
قلم تعبت وانا اتابعه كل كلمه افضل من الاخرى لله درك ياملكت الحرف تستاهلين هذا اللقب
اعطر التحايا وارقها للجميع


,,,,

اماندا عنيدة و أيضاً وفية لحبها ليه تبونها تخون حبيبها المجهول ؟.. ههههههه

شوفوا لا تخلوني اتهور و اخبي الاجزاء الباقية عنكم
قبل كل شي عطوني الأمان >>> خافت من الخنق

شاكرة أبو الوليد حماسك و انتظارك بفارغ الصبر

تستاهل احط لك الرواية دفعة واحدة لكن خلك صبور ههههه
منور

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واثـــ الخطوة ـــــق (المشاركة 287240)
الله يعين مع أماندا ريكس يبدو لي بعد هذا الجزء سيكون مختلفاً

قد لاتكون هناك رسالة أصلا او أن المعجب لم يظهر بعد او ان لدى

الفريد مايخبئه إنا من المنتظرين


،،،،

نشوف وش يحصل يا مدير هههههه
ربي يسعدك

شاكرة جداً حسن متابعتك



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إمبراطورة البحر (المشاركة 287272)
رغم كل محاولات ريكس الا ان اماندا لازلت تنتظر المجهول ..
اتوقع ان الجزء القادم سيحمل مفاجأة كبيرة ..
ولازلت اتوقع ان ريكس هو صاحب الرسائل ..
ابا اعرف للحين شقصة المدير ويا الفريد ههههه
مرجااانة لا تتأخرين .. ننتظرج ي الغالية :127::رحيق:


،،،،

ههههههه حبيت توقعك
هههههههههه أمبراطورة و أنا بعد مستغربة ليه ماسك مع المدير ألفريد

ربي يسعدك و يسعد المدير

منوزة و شاكرة لك الحماس و الدعم



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واثـــ الخطوة ـــــق (المشاركة 287283)
مدري عاد مسكت عليه ههههههههه

والله عاد مرجانه تقدر تقلب الاحداث بطريقتها

كملي مرجانه الله يسعدك مبدعتنا

،،،

ههههههه و يسعدك يا مدير

بعد قليل الجزء التالي

مَرجانة 06-18-2019 06:40 AM

الجزء الحادي عشر ••❓


في اليوم التالي و عند العصر بالتحديد ، كنتُ في فراشي أغمضُ عيني .. لم أكن نائمة إنما فقط ارتاح قليلاً ، فالحرارة ما زالت و الصداع لم يغادر رأسي تماماً .

في هذه اللحظة طرق باب المنزل ، لم يكن أخي "ألفريد" موجوداً لينظرَ من خلف الباب ، فاضررتُ للنهوض من الفراش و الذهاب لرؤية الطارق .

فتحتُ الباب ، فإذا بي أرى "سارة" و "ريكس"!
تفاجأتُ عند رؤية "ريكس" .. كان يحمل في يديه علبة حلوى و باقةً لطيفة من الزهور الزهرية و البيضاء .
نظرتُ إليه بخجل .. و لم انطق بكلمة ، فقالت "سارة"

- "آماندا" عزيزتي ، كيف أنتِ الآن؟!

نظرتُ إليها قائلة

- خفَّ الصداع ، و لكن الحرارة ما زالت .

تكلم "ريكس" و قد كان الحزن بادٍ على وجهه

- عزيزتي "آماندا" ، حزنتُ كثيراً لأجلك .. أرجو أن تتعافي سريعاً ، تفضلي .

أخذتُ منه باقة الزهور و الحلوى ، و قلتُ شاكرة

- شكراً "ريكس" ، لم يكن هناكَ داعٍ لذلك ، تفضلا .

دخلا إلى الداخل ، فأعطيتُ الحلوى لـ"سارة" حتى تضعها في طبقٍ و تعد الشاي للضيافة ، فانصرفت "سارة" إلى المطبخ .
بينما أخذتُ "ريكس" معي إلى غرفتي قائلة

- إعذرني ، لكني أفضل الإستلقاء و التمدد ، رأسي مثقل جداً و لا أستطيع الجلوس لفترة .
- لا عليكِ "آماندا" ، كوني حيثُ تحبين .

استندت على السرير و غطيت نفسي ، فجلس "ريكس" بجانبي على السرير قائلاً باهتمام و هو ينظر في عيني

- أصدقيني القول ، بما تشعرين ؟

اربكتني نظراته و قربه الشديد مني ، فانزلتُ بصري و قلت بصوتٍ منخفض

- كما أخبرتك ، رأسي مثقل ، و الحرارة لا تلبث تنخفض إلا وترتفع من جديد .. لكنني أفضلُ من البارحة ، أتحسن .
- جيد ، تتعافين قريباً .. أتعرفين ؟ ، لو أني أعلم أنكِ ستتغيبين اليومَ عن المعهد لتغيبت ، و جئتكِ للإعتناء بكِ بنفسي .

قلتُ غير مصدقة

- أنتَ كاذب!
- لستُ كاذباً! ، ثم أن المعهدَ دونكِ لا روعةَ فيه و لا فائدةً ترجى منه .

ابتسمتُ رغماً عني ، و قلت ساخرة

- منذ متى ذلك؟ ، أتراكَ انضممتَ للمعهدِ لأجلي؟!

ابتسم هو الآخر و قال بهدوءٍ و هو يحدق في عيني

- لا ، لكن عندما أحببتكِ تغيرت نظرتي .. صباحي لم يعد كأي صباحٍ مضى ، ذهابي للمعهد لم يعد الهدف منه الدراسةَ بالمرتبةِ الأولى ، بل الهدفُ منه رؤيتكِ أنتِ .. أنتِ يا "آماندا" .

أحسستُ بالخجل من قوله و نظراته ، نظراته تنفذ إلى داخلي كالسهم! ، تخترق إلى قلبي ، تربكني .
لزمتُ الصمت و أنكستُ رأسي بخجلٍ واضح .. كان قلبي ينبض بقوةٍ بين أضلعي ، و احترتُ ماذا أقول ، و كيف أكسر الصمت .. أو كيف أغير مجرى الحديث!

لكن مجيء "سارة" قد أنقذني ، حينما سمعنا صوتها قائلة عند الباب

- هل تأخرت؟

أجابها "ريكس" ممازحاً

- لا أبداً ، كان من الممكن أن تتأخري قليلاً بعد .

قال هذا وضحك ، فنظرتُ إليه مبتسمةً قائلة في نفسي

- كم أنتَ شديد الدهاء!

جلست "سارة" على الكرسي بالقرب مني و بدأت توزع الحلوى ثم تسكب الشاي ، فقلتُ لها

- لم تقولي يا "سارة" ، هل عثرتي على رسالةٍ لي هذا اليوم؟

نظرت إلي و قالت وهي تهز رأسها

- لا للأسف .

علتني الخيبة ، فرمقت "ريكس" ألمِّحُ لـ "سارة" إن كانت تأكدت من أن "ريكس" أوصلَ رسالتي أم لا .
فقالت تجيبني بمراوغة حتى لا يفهم "ريكس"

- لقد وصلت إليه رسالتكِ لكنه لا يجيبك! ، ماذا ستفعلين ؟

تنهدتُ بضيق و لم أجبها بكلمة ، فقال "ريكس"

- ماذا ستفعل؟! ، عليها أن تنسى ، أن تتخلى عنه .. أن لا تشغلَ عقلها به لأنه لن يكتبَ إليها من جديد!

نظرتُ إليه بغضبٍ و قد استفزتني كلماته ، فبادلني نظرات الإستياء و الحنق .. فقلت بانفعال

- أتعتقدُ أن الأمر سهل؟! ، أن أتخلى عنه بهذه السهولة؟ .. لا أستطيع! ، لقد قلتَ لي مرةً أنه يجبُ علي أن أمنحهُ فرصة ، لذا سأنتظر .
- قلتُ ذلكَ عندما كان يرتجيكِ ، متمسكاً بكِ! ، لكنه الآن تخلى عنكِ .

قلت بعصبية

- و ما أدراكَ أنت؟!
- مر أسبوعان يا "آماندا" ، لم يكتب فيهما لكِ شيئاً!
- بالنسبةِ لي لا يزال الوقتُ مبكراً لأقطعَ منه الرجاء ، سأنتظر حتى يكتبَ لي .

قال بغضب

- أنتِ غبية ، انتظري عبثاً ، لتزدادي خيبةً و ألماً و قهراً .

قلتُ بقهرٍ و قد على صوتي

- لا شأنَ لكَ بي أ تفهم؟ .. أقرر في أمري كما أشاء ، فلا تتدخل!

قالت "سارة" بنفاذ صبر

- هللا هدأتما! ، ما الذي أصابكما؟ ، لقد أزعجتماني .

صمتتُ و أنا لا أزال أعقد حاجباي أنظر إلى "ريكس" بحقد ، بينما هو احتسى من كأسه و الإنفعال لا زال واضحاً على تقاسيم وجهه .

لا يحق له التدخل في شؤوني و لا في علاقتي مع صاحب الرسائل ، يستحيل أن أتخلى عنه الآن .. لا زال الوقتُ مبكراً .. ليتكَ تكتبُ إلي فقط ، تخبرني لو كان قلبكَ لا يزال يحمل حباً لي ، أو أنه تخلى عن ذلكَ الحب ، فقررت تجاهلي و تركي .

===================

اليوم التالي كان يوم إجازة ، صحوتُ فيه بحالٍ أحسنَ مما كنتُ عليه بالأمس ، إختفى الصداع و لكن الحرارة لم تختفي تماماً ، بل كانت مرتفعةً قليلاً ، أخذتُ حماماً و ارتديتُ ثيابي ، جففتُ شعري و تركته مسدولاً على ظهري .. ثم ذهبت حيث أخي "ألفريد"

كان في المطبخِ يعد طعام الفطور ، اقتربت منه قائلة

- صباح الخير .

نظر إليَّ مبتسماً

- أهلا بأختي العزيزة ، كيف حالُ "آماندا" اليوم يا ترى؟

بادلته الإبتسامة و قلت

- أشعر بتحسن ، شكراً لك .
- هيا انتظري على طاولةِ الطعام ، دقائق و سيكون الطعام جاهزاً .
- حسناً .

و ذهبت عند الطاولة ، وما هي إلا دقائقَ قليلة حتى جهز الفطور ، بدأنا بتناول الطعام ، و بعد عشرِ دقائق تقريباً ، نهضت من على الطاولة قائلة

- سلمت يداكَ "ألفريد"
- لا تنسي أخذَ الدواء .
- حسناً .

و بينما كنتُ ذاهبةً إلى المطبخ ، طرقَ باب المنزل!
توقفتُ و نظرتُ إلى أخي متسائلة ، و هو الآخر بادلني نظرات التساؤل ، فنهض من مكانه قائلا

- سأرى من جاء مبكراً في هذا الوقت .

تابعت سيري إلى المطبخ ، و اخذت الدواء و ابتلعته مع الماء .. و بينما كنتُ مغادرةً المطبخ ، وجدت "ألفريد" يقترب مني قائلاً

- هناكَ صديقٌ ينتظركِ على الباب .

قلتُ متسائلة

- تعني "سارة"؟
- قلتُ صديق! ، شاب .. ليست "سارة" ، و لقد رفضَ الدخول إلى الداخل .

قلتُ بصوتٍ منخفض و قد أصابني الإرتباك

- لعله "ريكس" ، سأذهب لرؤيتهِ إذاً .

و ذهبتُ عند الباب ، فوجدته واقفاً ينكس رأسه .. حينما أحس بي رفع رأسه إليَّ ، و قال متهللاً

- صباح الخير .
- صباح الخير ، أهلاً "ريكس" .. لما لا تتفضل؟
- الجو رائعٌ هذا الصباح ، فكرتُ أن أُخرجكِ لنتنزه قليلاً ، لعلَّكِ تستعيدين نشاطكِ ، إن كنتِ تستطيعين!!
- حسناً ، هيا بنا إذاً .

أغلقتُ الباب و وقفتُ بجانبه قائلة

- هيا .

أمسكَ بيدي بفرحٍ و قال

- هيا يا عزيزتي ، تناولتِ طعام الإفطار؟
- نعم منذ قليل .
- ماذا؟! .. و أنا كنتُ أفكر في أن أتناولهُ معكِ!

ضحكتُ و قلت

- لم تخبرني مسبقاً ، لكنتُ انتظرتك .

غادرنا المنزل ، وسرنا في الشارع ، حتى توقفنا عند مطعمٍ ليأخذَ "ريكس" له فطوراً ، و بينما كان ينتظر طعامه سألني

- كيف حالكِ اليوم؟ ، تبدين أفضلَ مما كنتِ عليه بالأمس .
- نعم معكَ حق .

إقتربَ مني أكثر و قال بهمسٍ و هو يحدقُ في عيني

- لستِ غاضبةً مني؟ ، غادرتكِ بالأمس و أنتِ تقطبين جبينكِ بسبب ما قلته لكِ بشأن ذاك المزعج .

نظرتُ إليه بانزعاجٍ و قلت

- لا تقل عنه مزعج ، كنتُ غاضبة نعم .. لكن حضوركَ باكراً فاجأني ، فنسيتُ غضبي!

ضحكَ بهدوء و قال

- تتضايقين حينما أصفه بالمزعج؟ ، أنا أتضايقُ عندما أجدكِ تهتمينَ به بشكلٍ مفرط ، هو لا يستحق !

تأففتُ و قلت بحدة

- إنسى أمره ، لا نجعله محور حديثنا حتى لا يحتد الكلام .
- يا إلهي! ، يبدو أني أغضبتكِ .
- ليتكَ تخرجُ نفسكَ من أمرنا يا "ريكس" .. حسناً؟

قطع حديثنا صاحب المطعم و هو ينادي "ريكس" ، فرمقني "ريكس" بانزعاج و ذهب ليؤخذَ طعامه .. أيضاً أحضرَ لي كأساً من القهوة الساخنة .. فسرنا في صمت ، أنا أحتسي قهوتي و هو يتناول طعامه ..

بعد أن أنهى طعامه ، سألته قائلة

- "ريكس"؟ .. أدركتُ الآن أني لا أعرفُ عنكَ شيئاً .. هل تصدق؟!

قال متضايقاً

- لأنكِ لا تهتمين بي! ، منذُ أن التقيتُ بكِ و أنتِ لا تتحدثين إلا عن صاحبكِ الخفي .

ضحكتُ و قلت معتذرة

- يبدو أني أزعجتكَ بالحديثِ عنه ، حسناً أخبرني .. كم سنةً بقي على تخرجك؟
- بقي سنتي التطبيق .
- جميل! ، لن تكون بالمعهدِ معنا إذا معظم العام المقبل .

نظر إلي مدعي الحزن

- ذلك صحيح .
- كم هو عمرك ؟
- ثلاثةٌ و عشرون .

ثم أضاف مبتسماً

- هل تشرفتِ بمعرفتي ؟

ضحكت قائلة

- نعم ، تشرفت .. "ريكس"؟
- نعم ؟

عضضت على شفتي بخجلٍ واضح ، و نظرتُ إليه بصمت ، ابتسم قائلاً و هو يرفع حاجباً

- ما بالكِ؟! ، ماذا هناك ؟

قلت بخجلٍ بعد تردد

- هل تستطيع .. أن تصفَ لي شكل المعجب؟

انجلت ابتسامته و سكنت تقاسيم و جهه ، ثم ظهر الضيق عليه و قال ساخراً

- هه ، كان من المفترض أن أعرف ، لا ينتابكِ الخجل إلا عندما يتعلق الأمر به .. خيبتِ ظني كثيراً يا "آماندا" .

تشبثت بذراعه و قلت استعطفه بدلال

- أرجوكَ "ريكس" ، صفهُ لي ، كيف يبدو .. طويلٌ أو قصير؟ ، نحيلٌ أو سمين؟ ، شعره .. لون عينيه! ، أرجوك "ريكس" .

قال دون اكتراث

- ليسَ ذا مظهرٍ ملفت ، إنه يشبهني .

حملقتُ فيه و أنا أميل برأسي على كتفي ، فقال مستنكراً

- لا أعجبكِ على ما يبدو!
- لا لم أقصد ذلك ، لكن مؤكد أنتَ تمزح .. لن يكون شبهك تماماً!
- صحيح ، أنا أوسمُ منه .

رمقته بغضب ، و قلت و أنا أبتعدُ عنه

- أنتَ كريه .. حسناً أريد أن أراه .

نظر إليَّ مندهشاً في صمت ، فقلت برجاء

- أرجوكَ "ريكس" ، أريد أن أتحدثَ إليه حتى يفهمني! ، طالما لا يجيبني .

قال بانزعاج

- لو كان يريدكِ أن تريه لجاء إليكِ ، بدلاً من العناء و كتابة الرسائل ، و الآن انسحب بصمت .. دعكِ منه .
- "ريكس" ..

قاطعني قائلاً بانفعال

- قلتِ أن لا نتحدثَ عنه ، أ ليسَ ذلكَ صحيحاً؟! ، لكنكِ لا تستطيعين الصمتَ عنه! ، لا تقدرين إلا أن تذكريه في حديثنا دائماً ، انسي أمره قليلاً .. رجاءً!

لزمتُ الصمت و قد انتابني الخوف من إنفعاله المفاجئ ، أبعدتُ عيني عنه .. ثم همستُ قائلة

- أعتذرُ إن أزعجتك .

تنهد ثم قال بهدوء

- لا عليكِ ، "آماندا"؟ .

نظرتُ إليه و التوتر مازال بي ، فقال بهدوءٍ شديد

- ليتكِ تفهميني ، أحبكِ يا "آماندا" .. و أنتِ لا تأبهين لمشاعري أبداً! .. تتحدثين دائماً عنه ، تظهرينَ اهتمامكِ الشديد بكل ما يتعلقُ فيه .. تمزقينني كثيراً يا "آماندا" حينما تطلبين مني أن أفعلَ شيئاً لأجلكِ متعلقٌ به .. يؤلمني كثيراً أن تتجاهلي مشاعري نحوكِ بهذه الطريقة ، تؤلميني !

أنكستُ رأسي محرجةً منه ، و بدأت نبضاتُ قلبي تتسارعُ خجلاً .. أحسستُ بالحزنِ اتجاهه ، ربما أؤذيه كثيراً دون أن أشعر .. لكن ماذا عساي أفعل؟
بعد لحظةِ صمت ، قال و هو يضع يده على رأسي

- يجب أن نعود الآن ، حتى لا تتعبي .

رفعتُ رأسي نحوه و همست بخجل

- "ريكس" ، أنا ..

قاطعني قائلاً بهمسٍ دافئ

- لا تقولي شيئاً ، إنسي الأمر .. لستُ غاضباً منكِ .

حدقتُ في عينيه الزرقاوتين ، كانت نظراته دافئة ، تنضح حناناً و حباً .
فابتسم قائلاً

- إلا إن كنتِ ستفصحين عن إعجابكِ بي!

أتسعت عيناي دهشةً ، فأشحتُ وجهي عنه وقد عُقدَ لساني .
أصدرَ ضحكةً خفيفةً و قال و هو يتراجع خطوة للوراء

- أ لن تعترفي؟!

نظرتُ إليه بغضبٍ و قلتُ بانفعال

- لا تكن غبياً ! ، هيا لنذهب حتى لا أجن غضباً عليك .

أمسك بكفي و قال بعد أن أخذ نفساً عميقاً

- حسناً يا عزيزتي ، لكن عديني إن مر إسبوعان آخران و لم تتلقي فيهما رسالةً من ذاك المعجب ، تتخلين عنه ، و تلتفتين إلي دون تفكير ، لأني أولى بقلبكِ يا "آماندا" ، صدقيني .

لزمتُ الصمت ، و تجنبتُ النظر إليه .. نعم معجبةٌ بكَ يا "ريكس" ، و لكني لا أستطيعُ أن أتخلى عن صاحب الرسائلِ لأجلك .. لا أستطيع!

=============

عندما عدت إلى المنزل ، توجهت إلى غرفتي و جلستُ على طاولتي أفكر في كلام "ريكس" بشأن المعجب ، لا أستطيع أن أجزمَ أنه محق!
ربما المعجب يتدلل قليلاً ، يريد مني اعتذاراً ، لكن يتخلى عني!؟ .. هذا ما لا أستطيع تصديقه!

بعدَ تفكيرٍ عميق ، قررتُ أن أكتبَ رسالةً أخرى إليه .. أعتذرُ فيها و أحاول أن أستدر عطفه ، لربما غفر لي و كتبَ إلي .

أمسكتُ بالقلمِ و جذبتُ إلي ورقةً بيضاء ، و شرعتُ في الكتابة عليها .

(( إلى من فضل الإختباء ، و لزم الصمت .. إلى من فضلَ إلام محبوبته بعد أن علقها بقلبه ، إلى من تجاهلها ، و تركها خائبةً بدموعها و حزنها ، لا تعرف كيف تتصرف مع صمتك ، و كيف تصل إليك .. تركتني مخذولة ، حائرة .. كم يقتلني تجاهلكَ !
كتبتُ لكَ رسالةً يفترضُ أنها وصلت إليك .. أعلنتُ لكَ عن استسلامي و انهزامي ، اعترفتُ لكَ عن ضعفي أمامك و حبي ، ماذا يجدرُ بي أن أقول أيضاً؟ .. أتريد مني اعتذاراً؟ ، تذللاً و انكساراً؟! ، حسناً .. أنا أعتذرُ إليك ، أخضع لرغبتكَ لكن .. لا تلزم الصمت أكثر ، عاتبني .. أنزل غضبكَ علي إن كان ذلكَ يريحك .. لكن لا تلزم الصمت! ، فصمتكَ يحرقني ، يعذبني .. أرجوكَ إن كنتَ تحبني كما تدعي ، أنقذني بهمسٍ منك ، انتشلني من ألمي برسالةٍ تثلج صدري المستعر .. سأنتظرُ منكَ رداً هذه المرة ، و لن أرضى إلا بجوابٍ منك .. أحبك

المخلصة "آماندا" ))

قرأتها بهدوءٍ و وضعتها في ظرفٍ بعد أن وجدتها جيدة ، الأحد المقبل سأطلبُ من "ريكس" أن يوصلها إليه .
خفقَ قلبي فجأةً !

- "ريكس" !!..

اعتلاني شعورٌ غريب عندما تذكرتُ "ريكس"! ، و تذكرتُ كلماته المتألمة

(( تمزقينني كثيراً يا "آماندا" حينما تطلبين مني أن أفعلَ شيئاً لأجلكِ متعلقٌ به .. يؤلمني كثيراً أن تتجاهلي مشاعري نحوكِ بهذه الطريقة ، تؤلميني ! ))

فهمست كما لو أني أخاطبه

- لا بأس عزيزي "ريكس" ، تحمل ذلكَ لأجلي ، اسدي لي خدمة .. لعلها تكون خدمةً أخيرة إن أجابني صاحب الرسالة ، لن أنسى تعاونكَ معي .. ما حييت .

==============
أقبل يوم الأحد! ، فذهبتُ مسرعةً إلى المعهد أحث الخطى .. و في رأسي فكرةٌ واحدة ، و بقلبي همٌ واحد
وهو .. تلكَ الرسالة .
لا بد له أن يجيبني ، لا بد له أن يشعرني بقربهِ مني .. أخاف كثيراً من فكرةِ فقده!
صمته لمدةِ إسبوعين كان مربكاً و مقلقاً ، لم أكن بخير .. لا أريدهُ أن يكف الكلام أبداً ! ، لا أستطيعُ تخيلَ ذلك!

أزحتُ الأفكار عن رأسي و دخلتُ المعهد ، و كنتُ أتوقع وجود "ريكس" ينتظرني عند المدخل كالعادة .. و لكنه لم يكن موجداً!

همستُ في داخلي بامتعاض

- أين أنتَ يا "ريكس"؟

سرتُ إلى الفناء أبحثُ عنه .. و بعد دقيقتين عثرتُ عليه ، كان يسير معَ صديقٍ له .

عاودني الإرتباك ، تسارعت دقات قلبي .. سوف يتضايقُ "ريكس" كثيراً من طلبي الآن ، أرجو أن لا يكون عنيداً و يرفض طلبي .

أخذتُ نفساً و تقدمتُ نحوه بهدوء .. عندما أوشكتُ من الإقتراب منه .. ناديته

- "ريكس"؟

ألتفتَ إلي ، عندما رآني ابتسم قائلاً

- "آماندا"!

أقتربتُ منه و أمسكته من ذراعه قائلة لصديقه

- عن إذنك ، إريد الحديثَ مع "ريكس"

و سرتُ به ويدي لا تزال تشدُ على ذراعه .. نظر إليَّ مستغرباً و قال متسائلاً

- مالأمر يا "آماندا"؟ ، ماذا هناك؟!

توقفت به و وقفت قبالته قائلة و أنا أنظر إلى وجهه بارتباك

- "ريكس" ، أريد منكَ خدمة أخيرة لو سمحت .

رفعَ حاجباً وهو يقول

- خدمة أخيرة!؟ .. ماذا تعنين بذلك؟

ازداد توتري و ارتباكي ، فتنهدت و قلت

- رسالة أخيرة ، توصلها إليه .

حدق في عيني بصمت .. أحسستُ به متضايقاً ، فأمسكته من ذراعيه و قلت بحزن

- أعرف أن ذلك يضايقك ، لكن أرجوك .. إفعل ذلكَ لأجلي .
- تحبينهُ كثيراً يا "آماندا"؟
- هذا ليسَ وقتُ السؤال يا "ريكس"! .. أرجوكَ ساعدني ، أو أرشدني إليه فقط و أنا أوصلها إليه!

أشاح بوجهه عني بانزعاج ، فقلتُ برجاء

- "ريكس" أنا أرجوك!

نظر إليّ قائلاً بانفعال

- أ لم تملّي يا "آماندا"!؟ .. أ لم تسأمي؟! ، يتجاهلكِ و أنتِ تتبعينه و تتمسكين به لحد الإزعاج! ، لم يعد يريدكِ ، إفهمي!

راودني الغضب حينما سمعتُ منه ما قاله .. فقلت بانفعال

- لا تشوش رأسي بكلامكَ هذا! ، بالكاد أتمالكُ نفسي .. اسمع ، هذه الرسالة الأخيرة ، لن أطلبَ منكَ شيئاً آخر بعدها ، أيضاً .. عرفني عليه ، أريد أن أراه .

قال بحزم

- لن أعرفكِ عليه ، لكن هاتي الرسالة .

حدقتُ فيه بحنق ، فقال مكرراً

- هاتي الرسالة قبل أن أغير رأيي .
- حسناً .

و أخرجت الرسالة باستعجالٍ من الحقيبة و مددتها إليه ، أمسكها و وضعها في جيبه و قال

- سوفَ أقرؤها .

اتسعت عيناي دهشةً ، وقلت بعصبية

- "ريكس" إياك !

ابتسم و ضحكَ بهدوءٍ و قال

- أُمازِحكِ يا مجنونة .

ابتسمتُ ابتسامةً ساخرة و قلت بانزعاج

- لستَ ظريفاً أبداً .

ضغط على وجنتي بإصبعيه وهمسَ بلطفٍ بالغ

- لكنكِ بغايةِ الظرافة و البراءة .

أبعدتُ يده عني و أشحتُ وجهي خجلاً ، و قلت

- كف عن هذا ! .. أنا ذاهبة الآن ، عن إذنك .

و مضيتُ في طريقي ذاهبةً إلى القاعة بكل اطمئنانٍ و راحة .


واثـــ الخطوة ـــــق 06-18-2019 06:49 AM

تسلسل الاحداث ممتاز

ريكس يتلاعب بأماندا حسب السيناربو

إلا إذا كان هناك عنصر مفاجأة

متابع

ابو وليد 06-18-2019 11:42 AM

لازلت مصر ان اريكس هو البطل وهو المعجب المجهول وادوره تتواصل لكن اماندا ذي يبي لها جلدماتفهم
عموما السينار متواصل ونواصل ونشوف
مرجانه ذي يبي لها تنتيف ريش لكن ننتظر لين تخلص الروايه وبعدها ضعوها هدف لرشاشاتكم
ههههههههههه اذحوها تلاعبت باعصابنا مره تجي الصبح ومره بالعصر ومستمتعه بحرق الاعصاب
يالله اتوقع تبداء الادور تظره بالاجزاء القادمه القريبه
مرجانه قلم نادر

عاشق الذكريات 06-18-2019 12:03 PM

مازال الغموض مسيطر
في البداية اعتقد الفريد هو من كتب لها
ثم قلت في نفسي قد تكون اليزا
وكونه ريكس يمثل عليها دور المعجب المجهول امر راجح
ومااستغرب لو كانت ساره هي من قامت بالدور
حيرتينا كثير مرجانه
لكن اهنيك على قلمك وحبكتك للروايه
يعطيك العافيه وبانتظار ال 8 اجزاء المتبقيه
دمتي بخير

وجه القمر 06-18-2019 08:16 PM

الله ياخذك يا اماندا

جبتيلي الصداع انتي واسلوبك و رسايلك تلك!:ill_h4h:

ما تستحين على دمك يا عيون القطط؟؟:hamar:

قدامك ريكس و شو بدك ب الاستفهام يا منيلة على عينك:millhouse:


ريكس مشكوك في أمره!!

بالله مصدقين انه يوصل رسايل اماندا للمجهول ؟؟؟؟؟؟؟

ويعرف شكله و اسمه و مكان تواجده ؟؟؟

و مافي غيره يعرفه!.!!

اكيد هو نفسه المجهول

هو قاعد يوصل الرسايل لنفسه.

اذا طلع فعلا هو نفسه الاستفهام بيكون ممثل بارع
و اماندا تستاهل المسرحية الي هي فيها .


ما حبيت البنت اماندا ابدا

حاولت ابلعها مع العصير ما تنبلع:icon10::juggle:.


مرجانة كم انت رائعة بالتشويق و المراوغة

ما بخنقك بالوقت الحالي لازم اشوف النهاية الاول و بعدها معي وقت للاجرام:8624:

سعود . 06-18-2019 08:58 PM

هههههه تفاعل جبار
واكيد مو غريب دام الكاتبه مرجانه لي عوده للقراءه
عند اكتمال الروايه .

دمتِ

إمبراطورة البحر 06-18-2019 10:08 PM

مع كل جزء احتار اكثر لكن لازلت اتوقع ان ريكس هو صاحب الرسائل
وكثير من الاحداث في هذا الجز زاد من شكوكي
لكن في نفس الوقت لا اعرف كيف ستؤول اليه الامور
مبدعة حقاً مرجانة احداث مشوقة جداً واحداث للحظة نظن اننا نعرف نهايته
لكنك وككل مرة تزيدين من حيرتنا وهنا الإبداع .. بإنتظاركِ وبكل شوق

:رحيق::127:

مَرجانة 06-19-2019 07:12 AM

ربي يسعدكم جميعاً على روعة الحضور و التفاعل اللي يثلج الصدر

ودي ارد عليكم فرد فرد لكن على عجل أنا هنا

بعد قليل الجزء التالي

مَرجانة 06-19-2019 07:15 AM

الجزء الثاني عشر ••❓


لم أغادر المعهد إلا بعد تأكدي من أن "ريكس" قد أوصل الرسالةَ إليه ، ذلكَ يشعرني بالطمأنينة و الإرتياح ، يمدني بالأمل .. أمل في إمكانية تلقيي رسالة منه غداً!

فعدتُ إلى منزلي بسعادةٍ و ارتياح ، و أمضيته في التفكير فيه ، و كلي يقين بأنه سيجيبني غداً ، كيف سيكون رده يا ترى؟!

و انقضى يومي سريعاً كما تمنيت ، و حل الغد .. استعجلت في استيقاظي باكراً و استعددتُ للذهاب للمعهد بحماس ، و عند الإفطار ، تناولت القليل من الطعام و أنا واقفةً على استعجال ، مما أغضب أخي "ألفريد" ، لكني لم أغادره قبل أن أتركَ قبلتي على خده .. و رأيتُ ابتسامته و سمعته يقول

- اهتمي بنفسك يا عزيزتي .

تجاوزت الشوارع بسعادة و تفاؤل ، ضربات قلبي تسابقني ، تريد أن تصغي إلى كلماته .. متلهفة ، ظمآنة .. تتوق إليه ، و إلى نشوةٍ تغمرها افتقدتها منذ مدة .

أخذتُ نفساً عميقاً عندما وصلتُ إلى المعهد ، فدخلتُ إلى الداخل .. بحثت عن "ريكس" عند المدخل ولم أراه

استغربت و قلتُ في نفسي

- ما الذي أصاب "ريكس" ؟! ، الأمس و اليوم أيضاً لا أجده ينتظرني؟ .. أتراه متحامل علي؟! ، حسناً هذا ليس وقتَ "ريكس" ، إنه وقت المعجب!

و بإبتسامةٍ عريضة صعدت إلى الطابق الأعلى ، دخلتُ إلى القاعة .. و ضربات قلبي في ازديادٍ أكثر .. جلستُ في مقعدي بارتباك ، و أخذتُ نفساً عميقاً .. ثم و بهدوء
انحنيت لألقي نظرةً في درج طاولتي ، و كانت المفاجأة!

عثرتُ أخيراً على رسالةٍ منه! .. أكاد لا أصدق!
ارتسمت على ثغري ابتسامة عريضة ، التقطتُ الظرف و السعادة تكاد تفضحني ، حدقتُ فيه

إنه نفسه ذاك الظرف المورد العطر ، كم اشتقت إليكَ .. و لمَ تحتويه .

و بشوقٍ و لهفةٍ و شغف لتلكَ الكلمات ، فتحتُ الرسالة بيدين مرتعشتين ، و نبضٍ مضطرب ، و عينينٍ متعطشتين لمعانقة حروفها .

فتحتها و أخرجت الرسالة ، و بدأت أقرأ في صمت

(( إلى العزيزة "آماندا"

كيف حالكِ يا ترى ؟! .. أتمنى أن تكوني بأحسنِ حال ، تلقيت رسالتيكِ يا "آماندا" .. و أنا مندهش لما حدث! ، ما الذي طرأَ عليكِ ، لما فجأةً استسلمتِ و اعلنتي انهزامكِ ؟ .. عزيزتي "آماندا" ، حينما مزقتي رسالتي ذلكَ اليوم ، مزقتي قلبي معها ، أضعتي الحبَ الذي كان قابعٌ فيه .. بددتِ كل العشقَ بإصبعينٍ منكِ ، كنتِ قاسية .. متحجرة ، لم تفكري بما قد يخلفه ذلكَ من ألمٍ في قلبي الممزق .. لذا ، قررتُ التخلي عنكِ ، قررتُ أن انسى أو أتناسى حبكِ ، لم أعد أريد الإستمرار معكِ! ، أرجو أن تقدري ذلك و أن تكفي عن مراسلتي .. لينتهي كل ما بدأناه ، و لعله انتهى منذ ذلك اليوم ، أعتذرُ إليكِ .. و أخبركِ في النهاية ، أني لن أستلم أية رسالة أخرى ، فلا تحاولي أبداً مراسلتي .. وداعاً ))

يا إلهي ! ، ما الذي يحدث؟!
هل هذه الرسالةُ حقاً منه!؟ .. نعم إنه نفس الخط! ، نفس الظرف و الورق! .. لكن لماذا؟! ، لماذا يتخلى عني؟!

لم أعد أبصر الحروف جيداً أمامي ، فلقد شكلت دموعي غشاوةً على عيني تحجب رؤيتي بوضوح ، أغمضتُ عيناي و ذرفت الدموع بحرقةٍ و ألم ، كانت هذه مفاجأة غيرُ متوقعة!
بل كانت صدمة! ، كانت صفعة!

نهضتُ من مقعدي و أنا أمسحُ الدموع التي انحدرت على وجنتي ، أحاول تمالك نفسي و مقاومة شهقات البكاء ، كبحتها في صمتٍ ، حتى غصصتُ بها .

غادرتُ القاعة ، و أنا لا أبصرُ دربي .. أصطدمت بأحد التلاميذ ، عذراً .. لا تلمني ، ذلكَ ليسَ ذنبي!
بل ذنبُ قلبي الذي تخبط من هول الصدمة! ، و ذنبُ مآقي التي تفجرت من شدةِ الضربة!
ما عدتُ أبصرُ شيئاً ، حائرة ، متسائلة! .. لما يخذلني الآن بعد آخرِ كلماتٍ عذبة تلقيتها منه؟

قطعَ عليَّ حبلُ أفكاري المشتتة "ريكس" ، حينما استوقفني و هو يشد على ذراعي قائلاً بقلق

- "آماندا" عزيزتي! ، ما بكِ؟ ، أنتِ تبكين ؟!

رفعتُ عيناي الغارقتين في طوفانها إليه ، و همستُ بضعف

- "ريكس" .

و من دون تردد ، ألقيتُ نفسي في حضنه أجهشُ بالبكاء ، بكيتُ كطفلٍ في حضنِ أبيه .. يشكوه الحرمان من لعبةٍ يفضلها منعَ عنها ، تعلقَ قلبه بها ، هكذا كنت! ، لقد حرمني ذلكَ المعجب و منعني عنه بكل بساطة!

ضمني "ريكس" إليه و سمعته يهمس عند رأسي

- هوني عليكِ يا "آماندا" ، كفي عن البكاء .. ما الذي حل بكِ ؟!

لكني لم أستطع التوقف ، فجرحي كبير ، و قلبي عليل ، و الألم و القهر كلما ترددت كلماته أمامي تأججا و اسعراني من جديد .
فلما لم أتوقف عن البكاء ، سار بي و أنا لازلتُ أخفي وجهي في صدره أشده من ثيابه ، أخذني إلى دورة المياه ، و توقف بي عند حوض الغسيل قائلاً

- يكفي يا "آماندا" ، لقد قطعتي قلبي يا عزيزتي ، هي اغسلي وجهكِ الآن ، إهدئي أرجوكِ .

رفعتُ رأسي عن صدره ، و وضعت أصابعي على فمي أحاول أن أمنع شهقاتي من الخروج ، كانت يدي ترتجف ، و عيني لم تكف عن ذرف الدموع .

تنهد "ريكس" و همس بلطفٍ و حنان

- أخبريني يا "آماندا" ، لما كل هذا البكاء ؟! ، من أسكبَ ماء عينيكِ و تسبب في جرح و جنتيكِ الجميلتين؟

رفعتُ بصري ، أنظر إلى عينيه الزرقاوتين ، ماذا أقول لكَ يا "ريكس" ؟! ، ذلكَ الذي فضلته عليك هو من جرحني؟! ، ذلكَ الذي لزم الصمت لمدةٍ قرر الإنسحاب و تركي! ، بينما أنا أهربُ منكَ إليه! .. ماذا أقول؟!

مسحَ "ريكس" على رأسي بحنانٍ ثم قال

- هيا ، اغسلي وجهكِ ، فلقد عبثت به دموعكِ و الحزن بما يكفي .

و فتح صنبور الماء ، تقدمت نحو الماء و غسلت وجهي بهدوء ، و لقد سكنت نفسي قليلاً .. بعد أن انتهيت ، أغلقتُ صنبور الماء ، و التفت إلى "ريكس" قائلة

- شكراً يا "ريكس" ، دائماً تظهر أمامي في ظروفي الحرجة ، أقدرُ لكَ و قفتكَ هذه .

ابتسم إلي و هو يحدقُ في وجهي ، ثم اقترب و قال وهو يربت على كتفي

- يسرني أن أكون قريباً منكِ دائماً يا "آماندا" ، وقوفي معكِ متعة و سعادة .

ابتسمتُ رغماً عني ، و قلتُ بصوتٍ منخفض

- شكراً "ريكس" .
- هيا تعالي لتذهبي للقاعة ، لقد بدأ الدرس على ما يبدو .
- ليس القاعة ، بل في المعمل .. لكن لا رغبةَ لي في حضور الدرس الآن ، إذهب أنت حتى لا يفتك الدرس .
- أ أترككِ و أنتِ بهذا الحال؟! ، لا يمكن .. تعالي معي لنجلس في القاعة طالما أن درسكم في المعمل .
- حسناً .

و ذهبنا إلى القاعة ، و بعدما جلسنا ، وقعَ بصر "ريكس" على الظرف و الرسالة في درج طاولتي ، لاحظته ، ولكني لزمتُ الصمت .. بينما نظر إليّ سائلاً

- دعيني أحزر ، رسالةٌ المعجبِ أبكتكِ ؟!

تنهدت بألمٍ و حرقة ، ثم قلت و أنا أضم ذراعي إلى صدري

- إقرأها إن أحببت ، لتعرف سببَ سوء حالي .

مد يده إلى الرسالةِ و أخذها ، شرعَ في قرأتها بصمت ، و بعد أن انتهى من قرأتها .. نظر إلي قائلاً

- حسناً فعل .

نظرتُ إليه بحدةٍ و الغضب بدأ يجتاحني ، فأعاد الرسالة في درج الطاولة و قال

- هل يستحقُ يا ترى كل هذا الدمعَ منكِ؟! ، شابٌ تخلى عنكِ لما تبكين كل هذا البكاءَ لأجله؟! ، لا يستحقُ أن تأسفي ولا أن تنهاري عليه !

تنهدتُ بحزن ، و قلتُ بصوتٍ متألمٍ و أنا أنظرُ إليه

- لقد كانت صدمةً لي يا "ريكس" ، مفاجأة لم أتوقع حدوثها أبداً! ، كان ذلك آخر ما أفكر به! ، بل شيءٌ لم يخطر على بالي أبداً! .. لو رأيتَ السعادة في عيني عندما وجدتُ رسالته ، الآمال التي بنيتها ، الأحلام التي عشتها .. تبدد كل شيءٍ يا "ريكس" ، هدمَ كل الأمنيات ، خذلني بقسوة ، تخلى عني ببساطة ، ما كنتُ أتخيلُ حدوثَ ذلكَ أبداً !

قال متعاطفاً و قد أحسّ بمدى ألمي

- هوني عليكِ ، هو لا يستحقكِ أساساً .. وربما لم يكن جاداً! ، بل كان يهوى العبثَ معكِ لا أكثر ، يتسلى على حساب مشاعرك .

هززت رأسي يمنةً و يسرة و قلت نافية

- لا بل كان جاداً ، لكن لا أعرفُ لما تخلى عني بهذه السهولة ، هل يجدرُ بي أن أتوقف عن مراسلته كما طلب؟

ابتسم "ريكس" ابتسامةً ساخرة و قال

- عجيبٌ أمرك!

نظرتُ إليه و قلت

- غبيةٌ أنا أ لستُ كذلك ؟ ، سأتخلى عنه ، سأنساه .. لن يهمني أمره ، كلماته أغاظتني بشدة يا "ريكس" ، كانت واثقة و حازمة ، يجب أن أتخلى عنه .
- نعم ، كوني كذلك .

قال ذلك و ابتسم لي ، و بادلته الإبتسامةَ قائلة

- هل هذا يريحك؟
- بل ينشيني و يطربني يا "آماندا" .. تخلصتُ من غريمي!

أصدرتُ ضحكةً أعادت لي الراحة في قلبي ، أعادت لي حيويتي و ابتسامتي .
في الواقع لم أعد أشعر بالآسى و الحزن .. ربما لأن "ريكس" معي ، ذلكَ يريحني و يبعثُ الإطمئنان في قلبي .

==============

بعد عودتي إلى المنزل ، و في غرفتي .. وقفتُ عندَ طاولتي أمسك بالعلبةِ التي تضم رسائلَ المعجب ، كانت كثيرة .

و ضعتُ مع مجموعة الرسائل .. الرسالة الأخيرة التي وصلتني منه اليوم ، لقد حطمت هذه الرسالة كل جميل ، محت كل أثرٍ لتلكَ الرسائل .. تجاهلت كل تلكَ المشاعر التي تحتويها رسائلنا السابقة .. ما عاد شيءٌ من الماضي موجود

هذا ما يجبُ أن يكون .

قلبت الرسائل ، إلى أن وقعت عيني على ظرفٍ كتب عليه

إلى العزيزة "آماندا"
رسالة من معجب

التقطتها و رفعتها أحدق فيها ، كانت هذه الرسالة الأولى التي تلقيتها منه .
فتحت الظرف و أخرجت الرسالة ، فتحتها .. و نظرت ملياً إلى علامة الإستفهام التي رسمت بالخط العريض في وسط الورقة ، و همست قائلة

- استفهام .. انتهى كل شيء ، و مازلت بالنسبة لي لغزاً لم أستطع كشف جوابه بعد .

رميت الظرف و الرسالة في العلبة ، وجلستُ على الكرسي و جعلتُ علبةَ الرسائلِ على ركبتي ، أخذتُ نفساً و قلتُ في داخلي

- كل ذلك ماضٍ كاذب ، زيفٌ من المشاعر .. لا وجود له اليوم ، تخلصي منه يا "آماندا" .

و انهمكت في تمزيق الرسائل بحرقةِ قلب ، فمع كل رسالةٍ أمزقها تجتاح رأسي ذكرى ، تحمل كلماته و همساته
، نكته و ضحكاته .. سيكون صعبٌ علي نسيانه ، لكن يجب علي أن أنساه طالما تخلى عني .. فمن يتخلى عنكِ يا "آماندا" تخلي عنه ، كما قال "ريكس" .. هو الخاسر الأكبر!

ابتسمتُ لنفسي عندما تذكرتُ "ريكس" ، وجود "ريكس" يخفف عني كثيراً .. أدين له بالكثير .

في هذه اللحظة ، رن هاتفي .. فوضعت العلبة على الطاولة و التقطتُ هاتفي .. فتحته و وضعته عند أذني و قلت متسائلة

- ألو ؟

لم يجبني أحد ، فكررت و أنا أعقدُ حاجباي

- ألو؟ ، من معي؟
- مرحباً .

لم أميز الصوت! .. فقلت متسائلة

- مرحباً ، من معي؟
- أ لم تعريفيني يا "آماندا"؟

ابتسمت لأني عرفتُ صاحب الصوت أخيراً ، و قلت ضاحكة

- "ريكس"! ، هذا أنت؟!

ضحكَ هو الآخر و قال

- نعم أنا "ريكس" ، كيف حالُ جميلتي؟
- بخير ، من أينَ حصلتَ على رقم هاتفي؟!
- تسأليني و أنتِ تعرفين الجواب!

قلت بعد تفكير

- من "سارة" ؟!
- نعم ، أشكرها كثيراً لتعاونها .

قلتُ مازحة

- سأقتلعُ عينيها ، ما كان يجبُ عليها أن تعطيكَ رقمي دون أخذِ الإذن مني!
- أفهم من ذلك أنكِ .. لستِ موافقة على إعطائي رقم هاتفك؟!

ضحكتُ و قلت

- على العكس ، كنتُ أمازحكَ فقط .
- جيد .. كنتُ أريدُ الإطمئنانَ عليكِ ، غادرتي المعهدَ دون أن أراكِ ، كيف أنتِ الآن؟
- بحالٍ جيد ، لا تهتم .

و أردفتُ قائلة و أنا أنظر لعلبة الرسائل

- كنتُ أمزقُ الرسائل التي احتفظتُ بها من الفتى المجهول ، أسفي فقط أني لا أعرفُ من يكون .
- حسنٌ تفعلين ، بل من الجيدِ أنكِ لا تعرفين من يكون .. ربما كان صعباً عليكِ نسيانه بعد تخليه عنكِ!
- لو كنتُ أعرفه لما حدثَ ما حدث ، و ما آلت الأمور لهذه النهاية .
- حزينةٌ على كل ما حدث؟!

بعد لحظةِ صمت ، أجبته

- أنا من جعلت الأمور تؤل لهذه النهاية ، لستُ نادمة على أيةِ حال .
- جيد .
- شكراً لاهتمامكَ "ريكس" ، وجودكَ يخففُ عني كثيراً .
- حقاً ؟!
- نعم .. لن أفيكَ حقكَ أبداً ، أقدرُ تضحياتك ، خدماتك ، وقوفكَ الدائم إلى جانبي .. أنتَ صديقٌ جيد .
- هبيني قلبكِ إذاً ، ذلكَ سيكون وافياً!

ضحكتُ بخجلٍ و قلتُ

- هيا "ريكس" ، كف عن ذلك .. سأنهي عملي و أذهب لتناول العشاء ، أراكَ في المعهد .
- حسناً يا عزيزتي ، إلى اللقاء .

أغلقتُ هاتفي ، و احتفظتُ برقم "ريكس" في هاتفي .. حيث اسميته

(( العزيز "ريكس" ))

ثم وضعت الهاتف ، و عدتُ لتمزيقِ الرسائل من جديد .

==============

مرَّ على ما حدث شهر ، كان من الصعبِ عليّ أن أنسى فيه أمر المجهول .. كنتُ كلما سكنتُ إلى نفسي في المساء في غرفتي ، أسترجعُ شيئاً في ذهني من كلماته!
ليسَ من السهل عليكَ أن تطرد شخصاً من ذهنكَ تعلقَ به قلبكَ يوماً ، و مع ذلك .. ومع مرور الأيام شيئاً فشيئاً ، أحسستُ أني تخلصتُ جزئياً منه!
و كان ذلكَ طبعاً بفضل "ريكس"! .. كان يرافقني و "سارة" دائماً ، يحاول بكل قدرته على أن ينسيني ما حدث ، ولعله نجح بعض الشيء ، و لعله احتلَّ جزءً من تفكيري هو الآخر ، فشغلني عن التفكير في صاحب الرسائل و الصدمة التي تسببَ بها لي .. كان يهتم بي كثيراً ، كما هي عادته .. يضحكني بمزاحه ، يغمرني بلطفه ، يرسم الإبتسامة على وجهي بمرحه .. و يجعل قلبي يخفقُ أحياناً .. بحبه .
أعتدت وجود "ريكس" كثيراً في حياتي ، بات بالنسبة لي أكثر من مجرد صديق .

في يومٍ من أيام الإجازة ، كنتُ أمسكُ بهاتفي في غرفتي مساءً أتحدث مع "ريكس" ، و لقد طال بنا الحديثُ كثيراً .. و لم نكف الحديث حتى قطع الخط .

خرجتُ من غرفتي و توجهتُ حينها إلى الصالة حيثُ "ألفريد" ، و جلست بجانبه قائلة

- هل انتهى الفيلم؟!

نظر إليَّ قائلاً

- انتهى منذ مدة! ، من كنتِ تهاتفين كل هذا الوقت؟!
- كنتُ اتحدثُ مع صديقي "ريكس" ، كم استغرقَ بنا الوقت؟

و نظرتُ إلى الساعة في معصمي ، و تفاجأتُ أن الوقتَ قد تقدمَ كثيراً! ، نظرتُ لـ "ألفريد" بدهشة و قلت

- يا إلهي!

ابتسم "ألفريد" قائلاً

- هل هو ذلك المعجب الذي كان يرسلُ إليكِ الرسائل؟!

احسستُ بالدم قد صعد إلى وجهي ، و قلتُ بارتباك

- لا ليس هوَ ، أخبرتكَ أن الأمر بيني وبين صاحبُ الرسائلِ انتهى!
- إذاً معجبٌ آخر؟

لزمتُ الصمت ، و لا أعرفُ مالذي أصابني ، شعرتُ بالتوتر و بحرارة شديدة اشتعلت بوجهي .
ابتسم "ألفريد" و قال

- بل يبدو حبيباً!

قلتُ بخجلٍ شديدٍ و انفعال

- " ألفريد"! ، الأمرُ ليسَ كذلك!
- ماذا إذاً؟

قلتُ و قد اعتدلتُ في جلستي أحاول طرد ارتباكي و خجلي

- حسناً ، هو صديق .. في الواقع ..
- ايه؟

أصابني الإرتباك ثانيةً ، فقلت

- بيننا إعجابٌ لا أكثر!

عادت الإبتسامة لفم "ألفريد" ، و قال

- هناكَ مقولةٌ تقول يا عزيزتي .. ( الإعجاب هو التوأم الوسيم للحب ) .

نظرتُ إليه في صمتٍ و خجل ، و وجنتي لا تزالان تحتفظان بلونهما الوردي ، بينما استأنف قائلاً

- أي أن الإعجاب و الحب ، وجهين لعملةٍ واحدة .. و أعتقد أن ما بينكما قد تخطى الإعجاب!

في هذه اللحظة ، أسعفني رنين جرس باب المنزل ، إذ أنه قطع هذا الحديث الذي أربكني كثيراً !
فنهضتُ فوراً قائلة

- سأرى من على الباب .

أخذتُ نفساً عميقاً و أنا في طريقي لباب المنزل ، و بعد أن فتحتُ الباب .. وجدتُ عزيزتي "سارة" ، التي سرعان ما قالت فور رؤيتها لي

- ما به هاتفكِ مشغولٌ دائماً!؟ ، كنتُ أطلبكِ عليه أكثر من ثلاثِ مرات!

قلتُ لها و أنا أشير لها بيدي للدخول

- كنتُ أتحدثُ مع "ريكس" .

قالت بصوتٍ عالٍ و هي تسير أمامي

- ساعةٌ ونصف! ، ساعةٌ و نصف و أنتما تتحدثان عبر الهاتف؟!

شددتها من ذراعها بانزعاج و قلتُ لها بصوتٍ منخفض

- اخفضي صوتكِ يا "سارة"! ، تتحدثين و كأنكِ تتعمدينَ إسماع "ألفريد"!

استدارت إلي بسعادة و قالت و قد اخفضت صوتها

- "ألفريد" هنا؟!
- نعم هنا ، هيا تفضلي .

و دخلنا إلى الصالة ، و ما أن وقعت عينا "ألفريد" على "سارة" ، حتى اعتدل في جلسته و رحب بها بحرارة

- أهلاً "سارة"! ، كيفَ الحال؟ .. منذُ زمنٍ لم تزورينا ، هل يصحُّ ذلك؟

جلست "سارة" بخجلٍ و ارتباك ، و قالت

- ها أنا قد جئت ، كيف حالكَ يا "ألفريد" ؟
- بخيرٍ طالما أنتِ كذلك .

ثم نظر إليّ قائلاً

- "آماندا" طالما أنتِ واقفة ، حضري الشاي و بعض المكسرات و الحلويات لـ "سارة" ، هيا أسرعي .

قلتُ بضجر

- على رسلكَ يا أخي ، ها هيَ "سارة" أمامك ، لن تطير .. فلا تستعجلني .

يبدو أن كلماتي أشعرت "ألفريد" بالخجل ، حيث صمت و قد بدا عليه الإرتباك .. خصوصاً عندما ضحكت "سارة" .

أما أنا فقد انصرفتُ عنهما إلى المطبخ بسرور ، فلقد أحسستُ أني اقتصصتُ منه بإحراجه كما أخجلني منذُ قليل ، و قلت أتحدث مع نفسي ضاحكة

- يبدو أنكَ أنتَ من تمكن منه الحبَ يا "ألفريد" !

عاشق الذكريات 06-19-2019 07:45 PM

.


كارثه اذا ريكس هو نفسه المعجب المجهول
اعتقد ان ريكس صادق بحبه وتمكن من قلب اماندا
لكن ماذا لو علمت اماندا انه هو المجهول ان كان هو طبعاًً
طبعاً المزهريه الفريد بارد مهما حب ساره بيبقى ساكت
عطينا الاجزاء المتبقيه مرجانه
ترى فيه من يهددني بيخنقني : )


واثـــ الخطوة ـــــق 06-19-2019 08:10 PM

متابع ريكس يتلاعب بأماندا هنا أيضاً

ينتحل دور البراءة

السؤال هنا لأماندا

معقول أن الحب يغيب العقل لهذه الدرجة ؟!

واصلي

إمبراطورة البحر 06-19-2019 11:08 PM

يبدو ان ريكس هو المعجب صاحب الرسائل
وحبه لاماندا صادق وبعد ان اسر قلبها .. قرر انهاء فكرة الرسائل ..
ويبدو ان الفريد يميل لسارة لكن خجله يمنعه من الافصاح عن حبه لها ..
لا ادري حقاً ماذا سيحدث في الجزء القادم ..
سأكون مترقبة مرجانة .. ابهريني لكن لا تصدميني ههه
بشوق لكِ ي جميلة :127::رحيق:

مَرجانة 06-20-2019 06:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الذكريات (المشاركة 287542)
.


كارثه اذا ريكس هو نفسه المعجب المجهول
اعتقد ان ريكس صادق بحبه وتمكن من قلب اماندا
لكن ماذا لو علمت اماندا انه هو المجهول ان كان هو طبعاًً
طبعاً المزهريه الفريد بارد مهما حب ساره بيبقى ساكت
عطينا الاجزاء المتبقيه مرجانه
ترى فيه من يهددني بيخنقني : )


،،،،،


ههههههه إن شاء الله الحيرة تبقى معكم للاجزاء الباقية
جايك يا عاشق
على مهل ..

سعيدة بمتابعتك و تفاعلك جداً
مشكور ..


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واثـــ الخطوة ـــــق (المشاركة 287543)
متابع ريكس يتلاعب بأماندا هنا أيضاً

ينتحل دور البراءة

السؤال هنا لأماندا

معقول أن الحب يغيب العقل لهذه الدرجة ؟!

واصلي


،،،،،

اماندا طاحت و لا أحد سمى عليها هههههه

شاكرة لك واثق متابعتك و تفاعلك
مسرورة بهذا التواجد الدائم
لا حرمت


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إمبراطورة البحر (المشاركة 287561)
يبدو ان ريكس هو المعجب صاحب الرسائل
وحبه لاماندا صادق وبعد ان اسر قلبها .. قرر انهاء فكرة الرسائل ..
ويبدو ان الفريد يميل لسارة لكن خجله يمنعه من الافصاح عن حبه لها ..
لا ادري حقاً ماذا سيحدث في الجزء القادم ..
سأكون مترقبة مرجانة .. ابهريني لكن لا تصدميني ههه
بشوق لكِ ي جميلة :127::رحيق:


ههههه إن شاء الله ابهرك و اصدمك الاثنين مع بعض
امبراطورة سعيدة جداً بتفاعلك و حماسك

ما انعدم هالحضور
شكراً جزيلاً مع توليب تعانق قلبك

مَرجانة 06-20-2019 06:54 AM

الجزء الثالث عشر ••❓


لعلّ ما قاله أخي "ألفريد" صحيح ، أعرفُ جيداً أن "ريكس" يحبني ، و هو لا يتردد أبداً في إظهار حبه لي .
لكن ما لم أكن أعرفه ، أنَّ قلبي بدأ بالتعلق به ، و ربما أحبه حقاً!

في أحد الأيام ، و في المعهدِ بالتحديد ، كنتُ و "سارة" و "فرانك" في القاعة ، كالعادة يتحدثُ الإثنان عن الرواياتِ و الكتب الذين تشاركا في قراءتها .. فيتناقشان فيها ، لا يروقني طبعاً حديثهما .. فلا تستهويني تلكَ الروايات و لا الحديث في شيءٍ أجهله .. و قفتُ من مقعدي قائلة

- أنا ذاهبة .

قالت "سارة"

- إن كنتِ ذاهبة للمقصف فانتظرينا ، سنأتي معكِ .
- لا لن أذهبَ إلى المقصف ، سأذهبُ لـ "ريكس" ، جئتُ متأخرةً هذا الصباح و لم أره .
- حسناً أبلغيه سلامي .
- حسناً .

و غادرتُ القاعة إلى حيثُ قاعة "ريكس" .. و عند باب القاعة ، أستوقفني مشهدٌ أمامي .

كان "ريكس" جالساً في مقعده .. يتبادل الحديث و الضحك مع فتاةٍ واقفة قباله ، بدت لي فتاة مستهترة .. مظهرها يعكس ذلك ، كانت تضع الكثير من المساحيق على وجهها ، كانت كثيرة الضحك ، جريئة جداً في طريقة حديثها معه .. تمايلها و خيلائها .

لم أشعر بالراحةِ أبداً لها ، و ضايقني أن "ريكس" متفاعلٌ جداً مع حديثها ، و كأنها تستهويه!
و لكن ما غاظني أكثر ، حينما انحنت إليه و قبلته على وجنته!

اتسعت عينايَ دهشةً ، و احمر وجهي غضباً و حنقاً منهما ، بل من "ريكس"!
لماذا يسمح لها بأن تلتصقَ منه هكذا ، و أيضاً تقبله!؟

انسحبتُ بهدوء و استندتُ على الجدار بجانبِ باب القاعة ، أقطب جبيني بغيظٍ و غضب .. شعرت بدقات قلبي تتسارع ، و ألمٌ و ضيقٌ شديد في صدري .

بعد دقيقة من الإنتظار ، خرجت الفتاة مبتعدة ، و بعدها خرج "ريكس" .. وقعت عيناه علي فتوقف بقربي و قال بسرور

- "آماندا" أنتِ هنا؟! ، كنتُ أخشى تغيبكِ هذا اليوم ، لم تأتي هذا الصباح .

رفعتُ بصري إليه في صمت ، و مازلتُ مقطبة الجبين .. و الغضبُ واضحٌ على وجهي .
لاحظ "ريكس" غضبي ، فعقد حاجبيه و قال متسائلاً

- عزيزتي ما بكِ ، لستِ بخير .. هل حصلَ أمرٌ ما ؟!

لم أتفوه بكلمة ، لم أعرف ماذا أقول بالتحديد .. كنتُ ؤأنبه بعيناي فقط دون التكلم ، و قد أحس بذلك
فقال بقلق .

- " آماندا" ماذا هناك ، لما ترمقيني هكذا؟!

نطقتُ أخيراً و بحدة

- من تلكَ الفتاة التي كانت تضحكُ معكَ منذُ قليل ؟
- تعنين "جيسي"؟

قلتُ بانفعال

- لا يهمني اسمها ! ، كيف تسمحُ لنفسكَ بالضحكِ مع فتاةٍ مستهترةٍ مثلها؟! ، ثم! ... رأيتها تقبلك! ، كيف تجرؤ؟! ، و كيفَ تسمحُ لها بذلك؟!

قال بهدوءٍ موضحاً

- معكِ حق ، "جيسي" فتاة مستهترة و ليست جيدة ، إنما هي زميلة مقربة ، أرادت التحدث معي فشاركتها الحديث ، هذا كلُّ ما في الأمر!

قلتُ و أنا أرفعُ حاجباي

- زميلة مقربة! ، تقبلك!؟
- هي هكذا دائماً ، تقبلُّ الجميع .

قال هذا و ضحك باستخفاف ، بينما ظلت عيناي تحدقان فيه بلوم .. فاقتربَ مني أكثر و همس قائلاً و البسمةُ في شفتيه

- هل تغارين ؟!

وقعت عليّ هذه الكلمة كالماء البارد المسكوب فوق رأسي ، أحسستُ بقلبي ينقبض ، و الإرتباك أصابني و أخذني الذهول و أنا أحدقُ في عينيه .. قلتُ بامتعاضٍ بعد أن استعدتُ زمامي

- هذا ليسَ وقت الإستظراف .

اتسعت ابتسامة "ريكس" و قال بإلحاح

- أجيبيني حقاً ، هل انتابتكِ الغيرة؟!

اشحتُ وجهي عنه بصمتٍ و خجل .. فقال بسعادةٍ واضحة

- طالما أصابكِ الخجل ، و طالما لزمتِ الصمت .. فالإجابة نعم ، يا إلهي .. لا أصدق! ، كم أنا سعيد!

نظرتُ إليه بتعجبٍ و قلتُ بصوتٍ منخفض

- هل جننتَ يا "ريكس"؟!

قال و قد لمعت عيناه الزرقاوتين

- جننت؟! ، لما لا يصيبني الجنون؟! ، طالما تغارين على "ريكس" فأنتِ مولعةٌ به! ، كنتُ أطمح لسماع ذلك منكِ.

أصدرتُ ضحكةً عالية ، لم استطع منع نفسي عن الضحك ، و قلتُ بعدها

- تفسرُ الأمور على هواك !

قال بهمسٍ هاديء و هو يحدقُ في عيني

- لا أبداً ، لستُ كذلك .. لكن عينيكِ تفضحانك فلا تنكري!

خفقَ قلبي بقوة ، فأبعدتُ بصري عن عينيه للحظات ، ثم نظرتُ إليه باستحياءٍ و قلت بصوتٍ منخفض

- أنا لم أقل شيئاً ، فلا تكن واثقاً .
- عيناكِ سبقتكِ ، همستها في أذني ، سمعتها منها قبل أن تنطقَ بها شفتيكِ .. ترى ، هل يحقُ لي أن أطبع قبلةً على و جنتيكِ الآن؟

اتسعت عيناي دهشةً منه ، صعد الدم إلى وجهي خجلاً ، فقلتُ بانفعال

- هللا تعقلتَ "ريكس"! ، كف عن طيشك !

أصدرَ ضحكةً خفيفةً و قال

- أمازحكِ يا عزيزتي ، هيا بنا ، أشعر بجوعٍ شديد لم أشعر به من قبل .

ابتسمتُ إليه و مددتُ يدي نحو كفه أمسك به قائلة

- هيا بنا .

و سرنا ، و سرتُ معه بنبضٍ في قلبي لم يهدء .. لقد تمكن مني "ريكس" أخيراً ، و لقد سلمتُ إليه قلبي هذا اليوم ، فضحتني غيرتي ، و عيناي التي لم تعد تطيق غيابه عنها .
اهتمام "ريكس" الدائم بي جعلني انسى كل ما حدث ، أشعرني بالراحة و الطمأنينة ، أخذني إلى بر الأمان ، على ضفاف قلبه ، حتى هويت فيه !

=============

في المساء ، كنتُ في غرفتي أهاتف "سارة" و أحدثها عما حصل مع "ريكس" في المعهد ، كنتُ قد سردتُ لها ما حدث .. حتى علقت قائلة

- في الواقع ، سعيدة جداً لأجل "ريكس" .
- لماذا؟!
- لأن قلبكِ العنيد أخيراً حطم قيده و تيّم فيه .

قلتُ معترضة

- تيّم فيه ! ، هذهِ الكلمة أكبر حجماً مما في قلبي ناحية "ريكس" .
- ماذا تعنين؟!

قلتُ بعد تفكير

- اهتم به ، أحب الحديثَ معه ، أحبُ لطفه ، كلامه العذب يثير مشاعري أحياناً .. شخصٌ اعتدته و لا يمكنني الإستغناء عنه ، ربما كان إعجاباً .. ربما ولعاً كما قال "ريكس" ، لكن ليسَ لدرجةِ التيم!
- حسناً طالما وصلَ الحال بقلبكِ عند الولع ، فسيصلُ بالتأكيد عند الهيام و التيم .

عضضتُ على شفتي خجلاً ، و بدأ نبضي يضطرب .. و قلت بهدوء

- هل يمكن؟!
- يمكن!؟ ، بل أجزم!

في هذه اللحظة ، جاءني خطٌ ثانٍ على الهاتف ، فنظرتُ إليه .. فإذا به "ريكس"!
قفز قلبي بين أضلعي ، فقلتُ بسرورٍ و ارتباك

- "ريكس" يطلبني على الخط ، سأغلق الآن و اهاتفكِ فيما بعد .

أجابتني بخبث

- مجرد إعجاب إذاً ها؟ .. لقد تعدى قلبكِ الولع و توقفَ عند العشق .

قالت ذلكَ و انفجرت ضاحكة ، ضحكتُ في داخلي و قلت لها بانزعاج

- غبية ، إلى اللقاء .

و أغلقت منها و حادثتُ "ريكس"

- مساء الخير .
- مساءٌ عسلي كعيني "آماندا" الجميلة .

ابتسمت بخجل ، و قلتُ بهدوء

- كيفَ الحال ؟
- بخير ، ماذا عن فاتنتي ؟

بدون تفكير ، أجبته

- فاتنتكَ هائمة!
- هائمة! ، أين و بصحبةِ من يا ترى؟

صمتت ، و ازدادت ضربات قلبي ، لم أجرؤ على إخبارهِ بأني هائمة فيه و معه! ، فقلتُ محاولةً تغيير مجرى الحديث

- مع "سارة" ، كنتُ أتحدثُ معها منذ لحظات .
- يجب على "سارة" أن تتخلى عنكِ منذ اليوم لأجلي ، حتى لا تسرق مني وقتكِ .
- غيرُ ممكن! ، و إن تخلت فأنا لا أستطيعُ التخلي عنها .
- لندع "سارة" جانباً ، و لنتحدث عن " آماندا" العزيزة ..

وتابع الكلام ، و تابعتُ معه الإصغاء و شاركته الكلام .. و كالعادة ، يؤخذنا الحديث من وقتنا ، ننسى معه الزمن ، فيطول بنا الحديث الممتع .

مما لا شك فيه ، أني حقاً تخطيتُ الإعجاب ، مع مرور الأيام .. بات "ريكس" بالنسبة لي هاجساً محبب .
ازددنا قرباً و تودداً و تلاطفاً ، كنا لا نفارق بعضنا في المعهد إلا في ساعات الدرس ، صار يصطحبني في طريق العودةِ إلى المنزل ، و أنا صرت أحبُ مشاكساته ، حتى جنونه و غباءه .. أراه رائعاً في إسلوبهِ و تصرفاته ، نعم .. لم يعد "ريكس" مجرد صديق .. بل كان أكثرَ من ذلكَ بكثير!

==============

بعد شهرٍ تقريباً و في أحد الأيام ، وبينما كنتُ في المعهد صباحاً .. استقبلني "ريكس" كالعادة ، تبادلنا تحية الصباح .. ثم مضينا إلى القاعة و نحن نتبادلُ أطراف الحديث .. دخلنا القاعة ، و كانت "سارة" جالسةً تنتظرني على مقعدها .
اقتربنا منها و ألقينا عليها التحية ، فأجابت على مضضٍ ، مما أثار قلقي و قلق "ريكس"!

جلستُ بجانبها على مقعدي قائلة

- لا تبدين بخير يا عزيزتي ، ماذا هناك؟!

نظرت إلي ثم إلى "ريكس" باضطراب ، و هي لا تزال تلزم الصمت .
قال "ريكس"

- "سارة" ما الأمر؟! ، ما الذي يقلقك؟

تنهدتْ بصعوبة ، ثم رفعت يدها التي كانت تمسك بظرفٍ مورد ، ظرفٌ أميزهُ جيداً و أعرفه!
اتسعت عيناي حينما وقعت عليه ، و هوى قلبي من شدة المفاجأة! ، إنها رسالة من ذلك المجهول!
ادرتُ رأسي نحو "ريكس" ، الذي نظر إلي بارتباك ، ثم أعدتُ النظر نحو "سارة" ، و ازدردتُ ريقي و قلتُ بصعوبة

- من أينَ جئتِ بها؟!
- وجدتها تطلُ من درج طاولتك عند مجيئي .
- هل قرأتها؟
- لا .

و مدت الرسالة إلي ، حدقتُ في الظرف ملياً .. متردده كثيراً من أخذه .
نظرتُ إلى "ريكس" الذي كان يحدق في الظرف بصمتٍ و هدوء ، لم أفهم نظراته تماماً ، لكن بدى في صمته ضيقٌ و انزعاج ، و ذلك كان يزيد من ترددي و ارتباكي .

بعد تردد ، قررتُ أخذ الرسالة .. فمددت يدي ببطءٍ إليها ، و التقطتها من يد "سارة" بارتباكٍ شديد .
نظرت إليه ، كان مكتوباً على الظرف ، كما اعتاد أن يكتبَ دائماً

إلى العزيزة "آماندا"
رسالة من ..........؟

كان هناكَ فراغٌ و استفهام ، لم يكتب من معجبٍ أو من عاشق ، و هذا ما يؤكد تخليه عني ، لما يرسلُ إليَّ إذاً بعد كل هذا الوقت؟! ، ماذا يريد؟
انتابني فضولٌ شديد لمعرفةِ ما كتبه ، و لما تحتويه تلك الورقة المطوية بداخل هذا الظرف .
هممتُ بفتحها ، و لكني توقفتُ بعدَ أن رأيتُ "ريكس" ينصرفُ بخطى سريعة إلى الخارج .

ناديتهُ بسرعةٍ قائلة

- انتظر "ريكس"!

و أسرعتُ باللحاق به ، لا شكَ أنه تضايقَ لأخذي هذه الرسالة و لرغبتي بفتحها ، لكنني رغبتُ بقراءتها لمجرد إشباع فضولي لا أكثر! ، ليسَ لشوقي إليه!
تبعته بسرعةٍ و استوقفته من ذراعه قائلة

- "ريكس" مابك؟! ، لما غادرتَ هكذا!؟

استدار إلي و هو يقطب جبينه و قال بانفعال

- حتى تقرئيها براحةٍ أكبر ، وجودي يربككِ على ما يبدو .

أخذتُ نفساً محاولةً تبديد توتري ، و قلتُ بهدوء

- أبداً "ريكس" ، وجودكَ بقربي دائماً يقويني .
- ما زلتِ تحملينَ مشاعر لذاك المختبيء .
- ليسَ صحيحاً .
- تهتمين لأمره؟!

قلتُ بنفاذ صبر

- "ريكس" مابك؟! ، كل ما في الأمر أنه يثيرني الفضول لمعرفةِ ما تحتويه رسالته!

قال ساخراً

- تعتقدينَ أنه كتبَ ماذا؟! ، يسألُ عن أخباركِ لمجرد السؤال؟! ، أم يسأل عن دراستكِ كيف تسير؟

حملقتُ في عينيه بغضبٍ ، فقال

- تعرفينَ أنه أكثرَ من ذلكَ صحيح ؟ ، إقرئيها .. لعلكِ تسترجعين أيامكِ الماضية .

استفزتني كلماته كثيراً ، فقلتُ بانفعال

- سأقرأها بالتأكيد ، لأني إن لم أعرف ما بها فلن أتوقفَ عن التفكير .. سوف تستحوذُ على عقلي كله!

حدقّ في عيني بعينينٍ غاضبتين ، ثم استدار ذاهباً دون أن ينطقَ بكلمة!
تنهدتُ بحرقة و ألم ، قلبي عاود يعصف بجنونٍ في داخلي .. لماذا "ريكس" ؟! ، لما تغضبُ مني لأجل رسالةٍ صاحبها لم يعد يعنيني ، لما لا تثقُ بي!؟
و نظرتُ إلى الرسالةَ بيدي بحزن ، و قلت في نفسي متسائلة

- ما الذي جعلكَ تكتبُ لي الآن؟! ، ماذا تريد؟

و عدتُ أدراجي إلى القاعة ، دخلتُ بهدوءٍ و جلستُ على مقعدي بصمت ، فسألت "سارة"

- ماذا حدث؟ ، ما به "ريكس"؟

و ضعت الرسالة في درج الطاولة و قلت

- هو غاضبٌ لأني أفكر في قراءةِ الرسالة ، يعتقد أني أهتم لأمره ، و أنه لا زال بقلبي مشاعر اتجاهه .

قالت "سارة" بانفعال

- أريدُ أن أعرفَ فقط ، لما يرسلُ إليكِ الآن؟! ، ألم يطلب منكِ عدمَ مراسلته؟! .. يجبُ أن تمزقي هذه الرسالةَ و لا تعيريها اهتماماً أبداً أبداً!
- أتساءل مثلك ، و هذا ما يثير فضولي لمعرفةِ ما كتبه !
- "ريكس" لا يستحقُ يا "آماندا"!

نظرتُ إليها باستنكارٍ قائلة

- أنا لن أتخلى عن "ريكس" أبداً! ، و ليسَ لأني أريد قراءة رسالته يعني أني أشتاق إليه! ، لا تضخما الأمر رجاءً ، هو لا يهمني .. يجبُ أن تفهما ذلك جيداً .

رمت "سارة" بظهرها على مسند المقعد قائلة

- هذا جيد .

و رميت بظهري أنا الأخرى على المسند متأففه ، أفكر كيف أتصرف لأجل "ريكس" .

==============

في الإستراحة ، أخذت الرسالة بين يدي و صرتُ أنظر فيها بشرود ، قالت لي "سارة"

- ستقرئين الرسالة الآن؟

نظرت إليها مفكرة ، ثم هززت رأسي قائلة

- لا ، بل سأذهب لرؤيةِ "ريكس" .
- سآتي معكِ .
- هيا .

و نهضنا من مقعدينا ، غادرنا القاعة إلى الفناء .. بحثنا عنه و لم نجده ، فتوجهنا إلى المقصف و بحثنا عنه .. و أيضاً لم نجده! ، فقررنا أخيراً الذهاب إلى قاعته لعلنا نجده ، و فعلاً .. عثرنا عليه هناك ، كان جالساً يقلبُ أحد الكتب ، و بدا عليه الملل و الضيق .

دخلنا و اتجهنا نحوه ، نظر إلينا وهو يقطب جبينه ، فوقفنا أمامه
قالت "سارة"

- هذا أنت؟! ، كنا نبحث عنك منذُ ربع ساعة!

أغلقَ الكتاب أمامه و قال

- ماذا عندكِ ؟

تكلمتُ حينها بلطفٍ قائلة

- "ريكس" ، أما زلتَ غاضباً؟

قال ببرودٍ يكمن فيه الغضب

- ذلكَ لا يعنيكِ ، لا يهمكِ كما أخبرتني .
- أنا لم أقل ذلك!

قلتُ هذا و أخرجتُ تنهيدةً قصيرة ، و أردفت

- أنا لم أقرأ الرسالة ، و لن أقرأها .
- لا ، إقرئها .. إن لم تفعلي فستستحوذ الرسالة على عقلكِ ، و ستفكرين فيها طولَ الوقت و لن يريحكِ ذلك .. عن إذنكما .

يا إلهي! ، هذا هو يحاول استفزازي من جديد!
تضايقت من كلامه و انزعاجه المبالغ فيه ، من المفترض أن يتناسى الأمر طالما أني لن أقرأها !

قال هذا و قام من مقعده ، تجاوزنا ذاهباً للخارج ، لكني لحقتُ به و أمسكتُ بذراعه قائلة

- انتظر أرجوك .

سحبَ ذراعه بقوة من يدي و قال بصوتٍ غاضب

- لا تمسكي بي!

فاجأني صراخه و نظراته الغاضبة ! ، لم أرهُ مسبقاً غاضباً هكذا .
توترتُ كثيراً و أحسستُ بالخوف ، صار صدري يعلو و يهبط سريعاً .. بينما قال بنبرةٍ حادة

- عودي إليه إن أحببتِ .. لكن انسي "ريكس"

لم أصدق ما قاله! ، ما الذي دهاه؟! .. أهكذا ببساطة يخيرني بينه و بين ذاك؟! ، ببساطة يحاول الإنسحاب من حياتي ، هل من السهل عليه أن يتخلى عني بهذه السهولة!؟ ، أهذا هو الحب الذي يدعيه؟
تجمعت دموعي حول حدقتي انظر إليه بذهول! .. بينما تابع سيره مغادراً .
قالت "سارة" بقلق

- ما الذي أصابه؟!

لم أتمالك نفسي ، و لم أنتظر أكثر ، لحقتُ به حتى تقدمته و وقفتُ قبالته قائلة بغضب شديد

- اسمعني!

نظر إليّ و هو يعقد حاجبيه ، فرفعت يدي التي تمسك بالرسالة و ضربتُ بها على صدره ضرباتٍ متتالية و أنا أقول بغضب

- لم أقرأ الرسالةَ حتى الآن لإجلك ، و لن أقرأها كما أخبرتك .. صاحب الرسالة لا يعنيني أمره منذ ذاك اليوم! ، أنتَ و حدكَ من يعنيني ، أمركَ فقط ما يهمني! .. متمسكةٌ أنا بكَ يا "ريكس" لمَ لا تفهمني؟! .

قلتُ ذلكَ ثمَ أمسكتُ بالرسالة بكلتا يدي و مزقتها بقهرٍ شديد ، ثم رميتُ بقصاصات الرسالة أرضاً و نظرتُ إليه بعينينٍ اكتسيتا بالدموع ، و قلت بحدة

- هل هذا يرضيك؟!

لزم الصمت و هو ينظر إلي بدهشة ، مرت أوقاتٌ كثيرة غضبت فيها عليه لكن لم يسبق أن كنتُ مندفعةً في غضبي و انفعالي لهذا الحد!
كانت أنفاسي تتلاحق و دموعي تنحدر على و جنتي ، همستُ قائلة

- أحبكَ يا "ريكس" ، و لا اهتم لأحدٍ سواك .

همس باسمي بهدوء

- "آماندا" .

تقدمتُ إليه و عانقتهُ بحرارةٍ ، كنتُ بحاجةٍ لعناقه ، لأشعره بحبي و اهتمامي به .. كنت بحاجةٍ لدفئه ، للشعور بحبه لعل ذلك يخفف عني قليلاً .
همستُ قائلة

- لا تفعل بي ذلكَ يا "ريكس" ، لا تقسو عليّ أرجوك .

بادلني العناق ، أحسستُ بذراعيه تطبقان علي بكل ما ؤتيت من قوة ، و همس في أذني بدفء

- لم أكن أقصد يا عزيزتي ، أعتذر .
- لا تكرر ذلك ، ثق بي رجاءً .
- أثق بكِ يا حبيبتي ، أثق بكِ .

طال بنا العناق ، و طال انسكاب دموعي بالعتاب ، و طال همسه بالإعتذار .
كان ذلكَ أول عناقٍ و أجمله ، كان متقداً ، جياشاً .. أختلطت فيه الكثير من العواطف و المشاعر .
أذكر أن "سارة" عزيزتي قد شاركتني بذرف الدموع ، و البسمة في شفتيها لأجلنا .
و أنا و "ريكس" ، تبادلنا الإبتسامات و الضحكات ، و افترقنا بجسدينا كلٌ إلى درسه ، وترك كلٌ منا جزءً من قلبهِ عند قلبِ الآخر .


ابو وليد 06-20-2019 10:29 AM

بداءت فصول الروايه في احسن احرفها اريكس هذارجل طيب واماندا خفق قلبها مع المسكين
انه انتصار لصبر وقوة التحدي واصلي فنحن معك
لا زلت اتوقع ان اريكس هو ذلك المجهول لكن نتامل باقي الاجزاء
شكرا مرجانه شديتينا بهذه الروايه المميزه حقا.


الساعة الآن 10:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.