ظاهرة كونية ..!


حين أخبرتهم بأني رأيت الشمس والقمر في الوقت ذاته .. لم يصدقني أحد.
لديهم كل الحق .. فأنتِ ظاهرةٌ كونية.

هكذا أراكِ

أراكِ أميرة تسكن مخدعها، تفتح نافذتها على الحديقة المجاورة، وفي غسق الدجى ينير وجهك الكون..

سبحان من جمع الليل والنهار معا..!

ولكِ في الغياب حضور

أبحث في وجوه من حولي عنكِ ..
يتناهى إلى سمعي صوتكِ ..
لا أجدكِ ..!

يهمس طيفك بأذني: لا تحزن ..
هم أمام ناظريك نعم، لكنني وحدي في قلبك.

في غيابكِ


يحدث أن أغمض عيني ..
استحضر وجهكِ في ذاكرتي المتعبة ..
ابتسامتكِ .. ضحكة عينيكِ .. تفاصيلكِ المدهشة ..
استنطق صورتكِ، أناشدها سماع صوتكِ ..
مُـذْ تناهى إلى سمعي حديثكِ الأول ..
كلماتكِ الوليدة في مسمعي ..
لحن حروفها، نوتة عازفٍ، داعب وتره، شغاف القلبِ ..
في غيابكِ أُشبِه العدم .

جلّ من سواكِ


ملكةٌ الكل يرجو في حضرتها رضاها ..
كالشمس والكواكب تدور في أفلاكها ..
حين تبتسم؛ يكاد يخطف نظرك سناها ..
حين تمشي؛ تنحني الأزهار لهيبة جلالها ..
حين تهمس للبحر؛ يعانق الأفق مداها ..

في القلب سكناه


لله قلبٌ سكنت روحك حشاهُ
بات يهذي باسمكِ لا يُسمع نجواهُ
لولا نَزْرُ رسائلٍ دقت باب بريدهِ
لأعلن على الدنيا ثورته وعصيانهُ
تَراه من فرط الجوى قابضاً إزارهُ
يواري عن أعيـنِ الواشين هواهُ
يخشى رحيل الروح لو أنهم زعموا
بأنكِ ذات بونٍ ما عدتِ سكناهُ

دفء

ليس الحزن أن نفتقد من غاب عنّا زمناً طويلاً ..
إنما الحزن أن نعانقه، ولا نشعر بالدفء الذي تعودناه .

بداية النهاية

أن أفيق على همسكِ رغم البعاد ..
هذا أمرٌ بِتُ أنتظره، ولا أستغربه ..

أن أراكِ في المرآةِ خلفي حين أطرد النوم من عيني كل صباحٍ..
هذا أمرٌ أتمناه في سريرتي .. أكاد أن أدركهُ.

أن تجلسي أمامي صامتةً مبتسمةً حين أرتشف فنجان قهوتي المسائية ..
هذا ما أشتاقه يا حبيبتي كل مساء ..

أتساءل ونفسي ..
هل أدركني الجنون .؟!

ربما ..!

ظلام

أجدني مشبعاً بالوحدةِ، متأملاً لما هو قادم..
ظلام يبسط جناحيه على سقف غرفتي، ونورٌ ينبعث من أسفل الباب، يريد أن يخبرني ..
بأن الأمر يستحق كل هذا العناء ..

يبتلعني الظلام رويداً رويدا، وخلف الباب أسمعهم يتحدثون، يهمسون، يصمتون.