منتديات جمانة فلسطين

منتديات جمانة فلسطين (Http://www.jomana.net/vb/index.php)
-   إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية (Http://www.jomana.net/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   ( استفهام ).. رواية (Http://www.jomana.net/vb/showthread.php?t=22404)

مَرجانة 06-21-2019 06:13 AM

العفو ابو وليد

ربي يسعدك
ممتنة جداً لتواجدك الجميل

مشكوووور

مَرجانة 06-21-2019 06:16 AM

الجزء الرابع عشر ••❓


تناسيتُ أمر الرسالة التي شغلتني قليلاً ، كنتُ أريد أن أعرفَ ماذا كان يريد ذاك المجهول ، و لكن لأجل "ريكس" تنازلت عن معرفة المحتوى و مزقتها دون تردد .. لستُ نادمة و لا مهتمه كثيراً .. و سرعان ما نسيتُ أمرها و أمر صاحبها .

مضت عدة أيام و أسابيع ، و في أحدِ أيام العطلة ، كنتُ في الصباح أسير مع "سارة" في الحديقة ، كنا تناولنا طعام الإفطار معاً .. بعدها قررنا السير قليلاً حتى تحين الثامنة و النصف و نعود أدراجنا .
بينما كنا نسير ، استوقفتني "سارة" و هي تشدني من يدي قائلة و هي تنظر بعيداً بدهشة

- انظري انظري يا "آماندا"! ، إنه "ريكس"!

نظرتُ حيث تقصد ، نعم كان ذلك "ريكس"! .. يسير في الجانب الآخر للحديقة ، و بصحبته .... فتاة!!
ادهشني كثيراً ذلك! .. أحسست بقلبي ينقبض ، ظننتها في البداية تلكَ المختالة "جيسي" التي كانت تتحدثُ و تقهقه معه في القاعة ذلك اليوم ، و لكن بعد أن تمعنتُ قليلاً عرفتُ أنها ليست هي ، فالفتاة التي معه كانت أنيقة و لطيفة على ما يبدو .
حدقت بصمتٍ للحظات ، ثم قلت

- من تكون تلكَ الفتاة!؟
- الماكر "ريكس"! ، الفتاة جميلة كثيراً .

نعم كانت الفتاة جميلة جداً ، بعينينٍ زرقاوتين و شعرٌ بني قصير قص بشكلٍ جميل جداً ، و ابتسامتها جذابة كثيراً!
انتابتني الغيرة حينها ، و لن أنكر أن الغيرة انتابتني أشد هذه المرة .. كان "ريكس" يشد بيدها تماماً كما كان يشد بيدي حينما نسير معاً ، يبدو أنه يعرفها منذ مدة و يألفها .

كان ذلكَ على ما يبدو واضحاً علي ، فلقد نظرت إليّ "سارة" بصمت .. ثم قالت محاولة إزاحة تلك الفكرة عن رأسي

- ربما كانت شقيقته!

فكرتُ في هذا الإحتمال ، أخبرني "ريكس" من قبل أن لديه شقيقةً وحيدة تكبره ، و هي متزوجة و تسكنُ في محافظة بعيدة عن محافظتنا ، هذا احتمالٌ ضعيف .

قلتُ و عيناي لم تتنحا عنهما

- لا أعتقد ، لنذهب إليه لنتأكد .
- تتكلمين بجدية!؟

نظرتُ إليها و قلت بانفعال

- بالتأكيد ، يجب أن يعرف أني رأيته! ، و يجب أن أعرفَ من تكون هذه الفتاة التي يعاملها بكل هذا الود .
- حسناً ، هيا بنا .

و تقدمنا نحوهما ، و الإنزعاج ما زال يعتريني و الأفكار تتقلب في عقلي ، من تكون هذه الفتاة التي يسير معها في هذا الصباح! ، يبادلها الإبتسامات و الضحك ، و يشد بيدها بكل حنان!

عندما اقتربنا منهما ، نظر إلينا "ريكس" متفاجئاً .. على ما يبدو لم يكن يتوقع رؤيتنا أبداً .
وقفنا قبالتهما قائلتين

- صباح الخير .

رد الإثنان و المفاجأة واضحة في صوتهما

- صباح الخير !

قال "ريكس"

- انتما هنا؟

قالت "سارة"

- كنا قد تناولنا الإفطار منذ قليل ، و جئنا للسير قليلاً قبل العودة .

نظرتُ إلى الفتاة ، بدت أجمل مما هي عليه من بعيد ، و ذلك قد استثار غيرتي أكثر ، نظرتْ الفتاة لـ "ريكس" نظراتُ تساؤل ، و لكني سبقتها بسؤالي إليه

- من هذه الفتاة يا "ريكس"؟ ، أ لن تعرفنا عليها؟!

نظر إلي "ريكس" ، وقد أحسَ على ما يبدو بتلكَ الغيرة التي ظهرت في نظرتي ، فابتسم ابتسامةً واسعة استفزتني كثيراً! ، و قال

- هذه شقيقتي الوحيدة "صوفيا" ، و لقد أخبرتكِ عنها مسبقاً لو تذكرين .

عندما قال ذلك ، انفرجت اساريري ، فابتسمت بصدقٍ و سعادة واضحة و نظرتُ لـ "صوفيا" الجميلة التي بادلتني الإبتسامة ، و مددت يدي لمصافحتها قائلة

- يسعدني التعرف إليكِ ، أنا "آماندا" .

صافحتني بسعادة قائلة بلطف

- و يسعدني أيضاً ، تشرفنا يا "آماندا" .

قلتُ لـ "ريكس"

- كنتُ اهاتفكَ البارحة و لم تذكر لي أنها هنا !
- لم نتطرق للحديث ، لذلك فاتني يا عزيزتي .

ثم أردف قائلاً

- و هذه "سارة" ، الصديقة المقربة و الوحيدة لـ "آماندا" .

فتبادلت "سارة" التحية و المصافحة مع "صوفيا" ، ثم قالت تنظر لي

- هيا يا "آماندا" لنعود ، فلقد حانت الثامنةَ و النصف .

قال "ريكس"

- لما العجلة ، رافقانا!
- لا أستطيعُ "ريكس"! ، وعدتُ والداي بالعودةِ سريعاً .
- اذهبي دون "آماندا" إذاً .

نظرت إليه بحنق ، فضحكتُ قائلة

- إن كنتِ تصرين فسآتي معكِ .
- لا يا عزيزتي ، إبقي لا مشكلة .. سأذهبُ حتى لا أتأخر ، أراكما في المعهد ، إلى اللقاء جميعاً .

قالت هذا و انصرفت .. فقال " ريكس"

- إذا سأذهب لإحضار القهوة ، انتظراني على المقعد .. لن أتأخر .

ذهبَ "ريكس" و جلستُ أنا و "صوفيا" على المقعد ، فابتدأت "صوفيا" الحديث

- إذاً ، أخيراً أفصحَ لكِ "ريكس" عن مشاعره .

نظرتُ إليها متفاجئة ، ثم ابتسمت و قلت

- هل يحدثكِ عني؟!

اتسعت ابتسامتها و ازداد حماسها بالحديث

- كان لا يكفُ عن الحديثِ عنكِ كلما سنحت له الفرصة! ، كلما التقينا أو تهاتفنا .. أعتقدُ أنه مهووسٌ بكِ .

أصدرتُ ضحكةً خفيفةً خجلة ، و لم أعرف ماذا أقول .. رغم أني استغربتُ حديثها .. فـ "ريكس" لم يتعرف عليّ منذ مدة طويلة! ، أربعة أشهرٍ و لا تزيد!

قالت لي

- إذاً متى اعترفَ لكِ "ريكس" ؟!

صمتت أفكر قليلاً ، أعترف! .. كان اعترافه مفاجئاً لي كما أتذكر ، لم يمضي على معرفتنا حينها إلا أياماً !
نظرتُ إليها و قلت

- منذ أربعةِ اشهرٍ تقريباً ، و لقد فاجأني! ، حيثُ أننا لم نتعرف على بعضنا إلا قبل أيامٍ قليلة!

أصدرت ضحكةً هادئة و قالت

- كان يجبُ أن تعرفيه جيداً من تلكَ الرسائل ، ألم يكن يحدثكِ عن نفسه؟!

سكنت تقاسيم وجهي هذه اللحظة تعجباً و صدمة .. قلتُ دون استيعاب

- رسائل!؟

قالت وقد بدت مستمتعة بالفكرة

- نعم ، تلكَ الرسائل التي تصلكِ دون اسم صاحبها ، علامةُ الإستفهام! .. أعترفُ أن "ريكس" رومانسيٌ بامتياز .

قالت ذلك و ضحكت ، و ما تدري أنها بقولها أوقفت قلبي للثوانٍ عن النبض ، و نفسي تعطل عن الشهيق و الزفير!
أيعقل؟! .. "ريكس" هو ذلكَ المجهول؟! .. "ريكس" هو صاحب الإستفهام! ، أي لعبةٍ خاضها معي؟ .. و إلى متى ينوي تغافلي؟ .. و إلى أين يريد أن يصل و يستمر في اللعب؟ ، لقد أثبت لي اليوم أن "ريكس" بارعٌ في التمثيل أيضاً ، وليس في الحب فقط .. ليس في الإختباء .

قالت وهي تغمز بمكر

- أخبريني صدقاً ، أ لم ترق لكِ تلكَ الرسائل؟ .. عندما أخبرني أنه تجرأ أخيراً و أرسلَ إليكِ لم أصدقه .

أحسستُ بغصةٍ في حنجرتي ، بزحامٍ شديدٍ من المشاعر المتلخبطة داخلي غصصتُ بها ، زحامٌ منعَ الكلامَ و كبتَ الصوت في داخلي .. أحسست بحرارةٍ تنبثق من عيناي ، لا أيتها الدموع لا تخرجي الآن !

تمالكتُ نفسي و نظرتُ إليها ، و تصنعتُ ابتسامةً تكلفتُ كثيراً لإظهارها ، وقلت

- نعم ، كانت تروقني ، و كم كان شقيقكِ لطيفاً و رقيقاً .. أسرني ، و أحببته بكل جوارحي .

قلتُ هذا و نهضتُ قائلة

- بالإذن ، يجب أن أنصرف .

قالت متفاجئة

- ما زال الوقت مبكراً ، ثم "ريكس" سيأتي بالقهوة الآن ، سيشعر بالخيبة إن لم يجدكِ .

خيبة!! ، أنا من اعتلتها الخيبة! .. أنا من ألجمتها الصدمة! ، أنا من اكتشفت أنها مخدوعة كل هذه المدة ، خاب ظني كثيراً بكَ اليوم يا "ريكس"

أجبتها بصعوبة

- لا بأس ، مضطرة للذهاب ، سعدتُ بلقائك .. فرصة سعيدة .
- حسناً ، فرصة سعيدة .

و استدرت مغادرةً بسرعة ، فدموعي لم تستطع أن تختبئ في محاجرها مدةً أطول ، و شهقات بكائي لم تحتمل هذا الكبت المحرق في داخلي ، كل ما في داخلي يستعر ، كلي مذهولٌ و مصدوم ، لا أستطيع التصديق ، "ريكس" الذي كان يغضبُ كلما تحدثتُ عن صاحب الرسائل ، هو نفسه الذي يتغزلُ بي في رسائله! ، "ريكس" الذي كان يمنعني عن مراسلته ، الذي مزقَ رسالتي غيرةً من نفسه! ، ما كل هذا؟! ، كيف يجيد التمثيل؟! .. و ما نفعُ كل هذا!؟

بخطىً حثيثة عدتُ إلى منزلي ، كالسارقة ، تسللتُ إلى غرفتي حتى لا يراني "ألفريد" ، بل حتى لا يرى دمعي الذي اكتسى وجنتي و عبثَ بملامح وجهي .
رميتُ نفسي على فراشي ، و أخرجتُ الحرقةَ التي احرقت داخلي بشهقاتٍ عالية من البكاء ، نفضتُ الكثير من الألم من دموعي .. و لم أكتفي ، دموعي لا تكفي لتطفيء لهيب الصدمة! ، و لا تكفي لغسل مرارة الخيبة ، كان في داخلي الكثير من الألم و القهر ، الكثير من التساؤلات و التعجبات ، لماذا مارستَ علي خدعةً يا "ريكس" ، لماذا؟!

=============

بكيت كثيراً حتى اغتال النوم عيناي ، و لا أعرف كم دقيقةً أستغرق نومي ، و لكنه كان نوماً عميقاً جداً.
فتحتُ عيناي على طرق الباب ، كان "ألفريد"!
فتح الباب بهدوء و عندما وقعت عيناه عليّ ، قال متسائلاً

- متى عدتِ يا "آماندا"؟! ، قلقتُ عليكِ عندما لم تأتي عند التاسعة .

جلستُ قائلة

- كم الساعة الآن؟
- التاسعة و النصف .

رفعت حاجباي دهشة ، ثم قلت

- كنت هنا منذ أكثرِ من نصف ساعة ، اعذرني لأني لم أخبرك .
- لا يهم .. كنتُ أريد الإطمئنان عليكِ و حسب .
- شكراً أخي .

ابتسم ابتسامةً لطيفة ، ثم غادر و أغلق الباب خلفة ، و مع خلوتي .. رحتُ بأفكاري سريعاً إلى "ريكس"! .. ذلكَ المخادع ، المزيف ، المجهول و المعروف! .. حتى الآن أكاد لا أصدق ما حدث!
هل يعقل أن يكون "ريكس" هو صاحب الرسائل؟! ، نعم هذا ما صرحت به شقيقته "صوفيا" !

وضعت يدي على جبيني ، أصبتُ بالصداع الشديد من شدة البكاء و كثرة التفكير .. و لم يمنعني الصداع من الاستمرار بالتفكير فيه .
حتى قطع حبل أفكاري صوت هاتفي .

أخرجته من حقيبتي بسرعة ، و أنا أعرف يقيناً من هو المتصل .. نعم كان هو ، الممثل البارع ، المحترف!
لم أجيب ، بل ظليتُ أحدقُ في اسمه المخزن في هاتفي ، و قد خزنته مؤخراً باسمِ " ريكس الحبيب"
حتى قطع الإتصال ، فظهرت على شاشة الهاتف عدة مكالماتٍ فائتة ، كان عددها سبعاً قبل المكالمة الثامنة ، و أيضاً و جدتُ أربعَ رسائل نصية .

لا شكَ أنه علمَ بأن شقيقته فضحته ، "ريكس" .. كيف تريد مني أن اسمعك بعد أن تحايلتَ علي ، مرتْ علي ليالٍ قاسية بسببِ تلاعبك ، هل كنتَ تخطط في حَبْكِ لعبتكَ بينما كنتُ أبكي عليك؟ ، هل كنتَ تستمتعُ عندما أتلهف إليك و أشتاقك ؟! ، أتراكَ سخرتَ مني؟!

هززتُ رأسي محاولةً طرد هذه الأفكار من رأسي المشوش ، و أخرجت تنهيدة من صدري المحترق .
فتحتُ الرسالة الأولى منه ، كان نصها (( "آماندا" أرجوكِ أجيبي على هاتفك ))
حدقتُ في حروفها للحظات ، أفكرُ بأي حالةٍ كان حينما أرسل إليّ هذه الكلمات؟ .. ثم انتقلتُ لرسالته الثانية ، فتحتها و قرأت (( يجبُ أن تسمعيني يا "آماندا" ، سأخبركِ بكل شيء ، أرجوكِ أجيبي ))

همستُ في داخلي .. بما ستخبرني؟! ، لا شيء يستحق الإصغاء إليه ، فلقد كشفت اللعبة .. و لا مجال أبداً لإظهار المبررات و إقناعي بها! .. ماذا ستقول؟ ، و هل يجب علي تصديقك ، أ حقاً تظن أنه عاد بإمكاني تصديقك؟!

هنا لم تتحمل دموعي الحبس ، فاهرقتها أجفاني باستسلام ، بكيتُ على نفسي و على كل ما حدث ، و على تلكَ اللعبة التي كنتُ فيها مخدوعة ، غافلة ، لا أعرف ما الذي يدور من ورائي و ما يُفعلُ من خلفي .. و ذلك الشخص ، أو الشخصين الذين أحببتهما ، كلاهما زيف ، كلاهما الخديعة التي صيغت لتمزيقِ قلبي بكفاءة ، و تركي حطامٌ منهار لا يعرف كيف يقفُ بعد أن هوى .. كيف يصمد بعد أن خذل .

تلاحقت شهقات بكائي ، و في صدري نارٌ تحرق قلبي ، تقتلني .
تمالكتُ نفسي و أخذتُ شهيقاً عميقاً و أنا أغمض عيناي ، حتى هدأتُ قليلاً .. مسحتُ دموعي بيدي و عدتُ إلى رسالتيه المتبقيتين ..
فتحتُ الرسالة الثالثة التي كُتِبَ فيها (( "آماندا" عزيزتي ، أرجوكِ لا تتجاهلي مكالماتي ، امنحيني فرصة ، استمعي إلي فقط و لا تظلميني ))

أظلمك؟! ، كيف أكون الظالمة و أنا المغدور فيها؟! ، يبدو أن الربكةَ جعلتكَ تنسى أين موقعكَ في تلكَ اللعبة ، و أين موقعي .. ألستَ أنتَ من خططَ لكل شيء؟ ، ألستَ أنتَ من تقربَ مني بالرسائل و جعلني أنجذبُ إليه؟! ، و لم تكتفي .. بل لتستمتعَ أكثر ظهرتَ بشخصيةٍ أخرى ، لتتركني هائمةً بينكما .. هائمة بين الصديق الجميل و الوفي ، المحب الحنون و العطوف ، و بين المحب الخفي ، العاشق المجنون ، صعبتَ الأمر علي ، و ارهقتني كثيراً .. كثيراً يا "ريكس"!

فتحتُ بعدها الرسالة الرابعة و الأخيرة ، و التي كتبَ فيها
(( أحبكِ كثيراً يا "آماندا" ، و لن أكف عن محاولة الإتصال بكِ .. و لن استسلم و أتوقفَ إلا عندما تجيبيني يا عزيزتي ، "آماندا" ثقي بي ، أحبكِ و لم أقصد خداعكِ ، لم أقصد كل ما حدث! ، و لا تتركيني الآن ، أرجوكِ .. أحبكِ يا "آماندا" الجميلة ، صدقيني ))

تركتُ الهاتف من يدي ينحدر على السرير ، و ألقيتُ بنفسي أنا الأخرى على الفراش ، و عيناي لم تتوقفا عن ذرف الدموع ، تحبني يا "ريكس" و تخدعني؟ ، تحبني فتتلاعب بي ، تحركني كيف تشاء .. يوماً تضحكني و يوماً تبكيني .. آسفة على كل وقتٍ أمضيته معك ، آسفة على تمسكي بكَ عندما أرسلتَ لي رسالتكَ و ادعيتَ الغيرة الشديدة من نفسك ، آسفة على غبائي ، و حبي الذي منحتكَ إياه ، و أنتَ لا تستحق .. لا تستحق .

============


انقضى هذا اليوم علي بكآبة شديدة ، لاحظني فيه "ألفريد" ، و سألني عن سبب بكائي الذي ظهر جلياً في ملامح وجهي و عيني ، أخبرته بأني تخاصمتُ مع "ريكس" فقط ، لم أخبره بالحقيقةِ كاملةً ، لا أريد أن يتدخلَ أخي في شيء ، أيضاً بالنسبةِ لي انتهى أمر "ريكس" ، لذا يجب أن أتجاوز هذا الحدثَ سريعاً ، و أن أخرجَ "ريكس" من عقلي كما لفظه قلبي الذي عانى منه الخديعة .

لكن الأمر لن يكون سهلاً علي ، طالما ألتقيه في المعهد!
نعم هكذا فكرتُ في الصباح حينما استعددتُ للذهاب إلى المعهد ، كيفَ سأواجه "ريكس"؟ ، لم أجب على مكالماته و رسائله بالأمس .. و لا شكَ أنه سينتظرني واقفاً عند بوابة المعهد ككل مرة ، حينها لن يكون هناك مجالاً لتتهربَ عيني من النظر إليه .

نفضتُ رأسي من كل هذه الأفكار ، لندع الأمور تسير على طبيعتها و ليحدث ما يحدث ، لا بد أن أضعَ حداً في النهاية ، إن لم يكن اليوم ، سيكون غداً .

و غادرتُ المنزل إلى المعهد ، سرتُ ببطءٍ و هدوء ، لم يعد يثيرني أي شيء!
لا بردُ الصباح ، و لا ضحك الناس ، لا زحام السيارات و لا هزهزةِ الأشجار ، على غير العادة ، كل ما حولي لا يعنيني ، كله حياة فارغة من كل شيء!

و صلتُ إلى المعهد ، فبدأت أطرافي ترتعد .. أخذتُ نفساً و رجوت أن لا يكونَ "ريكس" خلف الباب
تجاوزت الباب ، و سرتُ قليلاً .. حتى لمحته واقفاً ينظر إلي .

أنقبض قلبي و عاودني الألم ، هذا هو ينتظرني كما العادة ، لكن انتظاره هذا اليوم مختلفاً! لم يكن شوقاً و حباً و لهفة .. بل كانت وقفته اليوم لتبرير فعلته ، و ليطلب فرصة للتكفير عن ذنبه .

تحركَ متقدماً نحوي ، و مع كل خطوةٍ يخطوها ينتفض قلبي في داخلي ، يا إلهي إهدأ قليلاً أنتَ تربكني!

أقتربَ مني و توقفَ أمامي ، كان الإرهاق واضحاً في عينيه .. و مسحةٌ من خجلٍ اكتست وجهه الحزين ، كان ينظرُ إلي برجاءٍ شديد .

تكلم قائلاً

- "آماندا" ، اسمحي لي بأن أوضحَ لكِ ما حصل .

تكلمتُ بحدة

- لستُ مهتمة للتوضيح ، في النهاية استغفلتني يا "ريكس" ، مارستَ علي لعبةً فاقت كل التوقعات! ، من كان يظنُ هذا يا "ريكس"!؟ ، من كان يظن أن كل ما حدثَ تخطيطٌ مسبقٌ منك؟ ، و لما كلُّ هذا ؟! .. تحبُ الإثارة؟! ، أم تريد أن تجعلَ من حياتكَ مسرحاً تديرهُ كما تشاء ، ترغمنا على المشاركةِ فيه رغماً عن أنوفنا دون تبليغٍ مسبق!

قال بنفاذ صبر

- "آماندا" لم أكن خططتُ لكل هذا! ، سارت الأمور بشكلٍ مختلف بعكس ما توقعت ، لم يكن ذلك بالحسبان !
- أيضاً لا يهمني! ، تنحى عن طريقي "ريكس" .
- دعيني أشرح يا "آماندا"!

قلت بانفعال بعدما ضاق صدري

- ماذا تشرح! ، ها؟ .. ستشرح لي أن الأمور أفلتت زمامها منك؟ ، أنك لم تقصد أن تخدعني؟ ، لم تقصد التمثيلَ علي؟ ، كنتَ تأتي إلي تنعتُ صاحبَ الرسائل .. تنعتُ نفسك! ، تستفزني و أخاصمكَ لأجلك .. كم أبكيتني عليك .. كم أحرقتني شوقاً إليك و إلى رسالاتك ، عبثتَ بي كثيراً ، أتعبتني يا "ريكس" .. جعلتني أتوسلُ إليكَ لتأخذَ رسالاتي إليك! ، لا شكَ أنكَ كنتَ تضحكُ من ورائي .. تسخرُ من جنون ولعي بك ، تشعر بالنشوة كلما رأيتني أتمزقُ لأجلك أو تأخذني الحيرة من نفسي في دروبك .. أو أبكي قسوتكَ و جفاءك .. تشعر بالإنتصار ، بالزهو و السعادة ، أي شخصٍ أنت؟!

أظهر الألم بعضَ الدمع في حدقتيه ، كان متألماً و خجلاً ، تكلم بصوتٍ مبحوح

- ليسَ كذلكَ يا "آماندا" ، صدقيني .
- لكن النتيجة واحدة يا "ريكس" ، إنها لعبة لعبتها معي منذ البداية ، كيفَ أثقُ بك بعد أن مثلتَ كل تلكَ الأيام و الشهور؟! .. لقد آلمتني للمرةِ الثانية ، المرةُ الأولى برسالتكَ تلك ، و المرة الثانية بالأمس .. خابَ ظني بكَ كثيراً ، و لن أنتظر المزيدَ من الخيبات و الألم ، انتهت اللعبة و انتهى كل جميلٍ كان بيننا .

قلتُ ذلكَ و انحدرت دموعي الساخنة بصمتٍ على وجنتي ، فانصرفتُ بسرعةٍ عنه ..
نعم يا "ريكس" انتهى كل شيءٍ جميل ، عدمتَ الحبَ بعدما منحتني إياه بكل تفانٍ و اهتمام ، قضيتَ على تلكَ المشاعر الجميلة التي تهتز طرباً كلما تصغي لصوتك ، و ضعتَ خاتمة تعيسة لمسرحيةٍ صنعتها ، غادرتكَ بطلتها اليوم هاربة من كل هذا الجحيم ، من الصدمة التي تلقتها منك و الخيبة التي و جدتها فيك .. لننتهي يا "ريكس" ، ليبحثَ كلٌ منا عن حلٍ حتى يواري حطام قلبه ، حتى ينسى ، حتى يكمل طريقه دون الإلتفاتِ إليه .

===========

عندما أخبرتُ صديقتي "سارة" بأمر "ريكس" ، و بالتمثيليةِ التي مارسها علينا نحنُ الإثنتين ، لم تصدق!
شهقت بقوةٍ و قالت

- لا أصدقُ أبداً! ، "ريكس" نفسه المعجب الخفي؟! ، صاحب الرسائل المجهول!؟

أجبتها بهدوء

- أدين بالشكر لشقيقتهِ "صوفيا" ، لولاها لكنتُ ما أزالُ مخدوعةً فيه .
- أريدُ أن أعرفَ فقط! ، لما فعلَ كلَّ هذا!؟
- أما أنا فلا أريد ، كرهتُ "ريكس" ، و كرهتُ كل شيءٍ متعلقٌ فيه .

"ريكس" هذا النهار حاول الحديث معي أكثر من مرتين ، لكني لم أمنحه الفرصة ، و "سارة" في المرةِ الأخيرة وقفت له بشدة ، حتى أخجلته من نفسه و انصرف .

بعدها عدتُ إلى منزلي بسرعة ، وجدتُ أخي "ألفريد" .. كان جالساً يشاهد التلفاز .
أقتربتُ منه و جلستُ بجانبه قائلة

- "ألفريد" أريد التحدثَ معكَ بأمر يهمني .

نظر إلي باهتمام ، و اعتدل في جلسته قائلاً

- تكلمي يا "آماندا" أنا مصغٍ .

أخذتُ نفساً لأتغلبَ على توتري ، و قلت

- أريد أن أنتقل من هذا المعهد إلى معهدٍ آخر .

علت الدهشة وجهه ، و قال مستفهماً

- لماذا؟ ، هل للأمرِ علاقة بخصامكِ مع "ريكس"؟
- نعم يا أخي ، يضايقني كثيراً و لا أستطيعُ تحملَ مضايقاته أكثر .
- برأيي الأمر لا يستحق ، ثمّ لما لا تحلا الخصام؟ ، أنتما أكثر من صديقين لا يجب أن تفرطا ببعضكما بهذه البساطة!
- لأننا كذلك لا أستطيع أن أغفرَ له!
- ما الذي حدثَ بينكما بالضبط؟

لزمتُ الصمت ، شيءٌ ما يمنعني من فضحِ "ريكس" عند أخي ، ربما خوفاً من تأنيبه لي بسبب غبائي ، أو ربما لا أريدُ تشويه صورة "ريكس" ، و ربما خائفة من غضب أخي!

كرر سؤاله

- ما الأمر؟ ، ماذا حدثَ بينكما؟

قلت بعصبية

- حدثَ ما حدث ، لكني مصرة على الإنتقالِ إلى معهدٍ آخر .
- هذا المعهد قريبٌ من منزلنا ، لذلك لا أحبذ فكرةَ نقلكِ .
- مهما كان ، أنا مصرة!

و وقفتُ و غادرته إلى غرفتي ، أخرجتُ تنهيدة ألمٍ و حرقة ، لا استطيع تحمل "ريكس" و لا النظر إليه
لا أطيق ذلك .. كلما التقت عيناي بعينيه تذكرتُ استغفاله لي ، تحايله ، خديعته ، آهٍ "ريكس" .. لقد تركتَ جرحاً غزيراً في قلبي ، سيخلف ندبةً يستحيلُ لها أن تزول .

==============

فتحتُ عيناي بعد نومٍ عميق ، فتحتُهما على "ريكس"!
صورته لا تغادرني ، و كلماته تتردد على مسامعي ، ما زال يستفز قلبي ليجعله ينبض بجنون ، متى تنوي أن تغادرني يا "ريكس"؟!

نهضتُ من فراشي و اتجهتُ نحو الباب لأغادر غرفتي ، فتحتها بهدوء .. فتسربَ إلى مسامعي صوت "سارة"

- لقد كانت صدمةً قويةً بالنسبة لي! ، فكيف كان وقعها على "آماندا" يا ترى؟! .. تعلقتْ تعلقاً شديداً بصاحب الرسائل ، جاءها "ريكس" و ادعى انه شخصٌ آخر أحبها بجنون ، مزق رسالةً كتبتها له ليثبتَ مدى عشقه و غيرتهُ عليها من صاحب الرسائل ، ثم يفاجئنا أنه و صاحب الرسائلِ شخصٌ واحد!

سمعتُ صوتَ "ألفريد"

- لما فعل كل هذا؟! ، لما يعبثُ بقلب أختي "آماندا" لماذا؟!
- لم نستمع إلى تبريراته لأن "آماندا" تريد أن تنهي العلاقة مهما كان ، لقد تلاعبَ كثيراً بمشاعرها .. و الرسالة الأخيرة التي بعثها!! ، لو رأيته كيف أوهمنا بغيرته الشديدة!
- شابٌ وقحٌ و دنيء ، طالما تسببَ بكل هذا لأختي ، فسأنقلها من هذا المعهد كما تريد .

شعرتُ بالراحةِ كثيراً حينما سمعتُ منه ذلك ، لكن "سارة" غضبت قائلة

- لا "ألفريد"! ، ذلكَ ليسَ ضرورياً !
- إنها رغبتها ، أختي جرحت كثيراً بسببه ، و رؤيتها له ستدمي جراحها دائماً و ذلكَ قد يؤثر على دراستها .

قالت بحزن

- لا أريدُ إكمال الدراسةِ دون "آماندا" .

تقدمتُ نحوهما حينها ، و قلت لـ "سارة"

- و لا أنا أحب ذلك ، لكني مرغمة يا عزيزتي ، يجب أن تتفهميني .

ثم نظرتُ إلى شقيقي و قلتُ بامتنان

- أشكركَ أخي على موافقتك .
- لم أكن أعرف بما حدث ، ليتكِ أخبرتيني بدلاً من جعلي استدعي "سارة" لمعرفةِ ما حدث .
- كنتُ خجلة ، ما حدثَ معي محرجٌ للغاية يا "ألفريد" .
- لا تهتمي يا عزيزتي ، انسي كلَّ ما حدث .

ليتهُ من السهل يا "ألفريد" أن أنسى بمجرد أن أقول سأنسى
كل ما حدث يتكرر في عقلي ، كلما جلستُ بصمتٍ عادت بي ذاكرتي حيثُ كلمات "صوفيا"
أشعرُ بضيقٍ و قهرٍ شديدين كلما تذكرتُ تلاعب "ريكس" و تحايلهُ علي ، أشعر بالخيبة ، بالخزي ، بالإنكسار
كلما تذكرتُ أني بتُّ أضحوكةً لـ"ريكس" .. و معَ ذلكَ سأضغطُ بقوةٍ على جرحي ، سأحكم الضمادةَ عليه إلى أن يقفَ نزيفه ، أما مخلفات الذكريات ، فستبقى تعاودني ، تزور عقلي لتنكأ الجراح ، ستعود لتذكرني بسخرية حكايتي .. ستذكرني أني كنتُ يوماً مستغفلة ، أضحوكة ، فتاةٌ مسلوبة ، أهداها سارقها حباً و اختطفهُ منها ليتركها بنصف قلبٍ و نصف عقل ..

مضت الأيام و انتقلتُ لأكملَ دراستي في معهدٍ آخر ، و كذلكَ صديقتي "سارة" انتقلت معي ، كنتُ أبذل قصارى جهدي في دراستي ، أنخرطتُ في البحوثات و الكتب ، كنتُ أحاول أن أملأ النصفَ الآخر من عقلي بأمرٍ يسيطر على اهتمامي كله ، حيثُ لا يعطي مجالاً للذكريات بأن تغتالني ، أو أن تمس جرحاً غائراً في الأعماق ، و مضت الأيام ، و مضت .. و مضت .


عاشق الذكريات 06-21-2019 04:15 PM

كل اللي قدر عليه المزهريه ينقلها من المعهد الى معهد اخر
شاطر بس يطبخ وينظف لو فيه خير كان ريكس فالمستشفى
<== طلع اللي في قلبه عاشق الذكريات ههههههههه
ومع هذا كله احس ان فيه إن بالموضوع
اذا كان ريكس فعلاً هو المجهول <= ايه هو وش تبي اكثر من اثبات هههه
المهم اذا هو المجهول ورجعت له اماندا فما عندها كرامه
والحب مهما يكون كبير عند الكرامه لابد ينتهي
وسلامتكم ههههههههههههه

مرجانه هاتي الجزء اللي بعده

إمبراطورة البحر 06-21-2019 06:14 PM

توقعنا كان صحيح بان ريكس هو صاحب الرسائل
وانا مع اماندا في كل كلمة قالتها .. الي سواه ريكس لا يغتفر
لكن مع هذا ابا اعرف ليش كل هذا وما القصة وراه ؟!
جداً المني هذا الجزء .. رغم توقعي بانه المجهول لكن ما تمنيت تنتهي جي ..
بشوق لمعرفة ما سيحدث .. صدق ابهرتيني مرجانة وصدمتيني بعد ههه

بإنتظاركِ ي جميلة :127::رحيق:

واثـــ الخطوة ـــــق 06-21-2019 08:02 PM

ماشاء الله تبارك الله

سيناريو و تنقلات و ترابط بقي فقط

سبب فعلة ريكس وماهو التبرير الذي يجاهد من أجله

النهاية أو طريقة كشف صوفيا مفاجئة تم كشف الأمر بكل سهولة

كل ماخطط ريكس لأجله ضاع بغباء من صوفيا

استمري :رحيق:

مَرجانة 06-22-2019 09:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الذكريات (المشاركة 287862)
كل اللي قدر عليه المزهريه ينقلها من المعهد الى معهد اخر
شاطر بس يطبخ وينظف لو فيه خير كان ريكس فالمستشفى
<== طلع اللي في قلبه عاشق الذكريات ههههههههه
ومع هذا كله احس ان فيه إن بالموضوع
اذا كان ريكس فعلاً هو المجهول <= ايه هو وش تبي اكثر من اثبات هههه
المهم اذا هو المجهول ورجعت له اماندا فما عندها كرامه
والحب مهما يكون كبير عند الكرامه لابد ينتهي
وسلامتكم ههههههههههههه

مرجانه هاتي الجزء اللي بعده

،،،،،،،

هههههههههه أنا زعلانه إنكم ضد ألفريد
مسكين هالشاب مكافح و انتوا ما تقدرونه >>> ليه انه يطبخ

خلاص نشوف الإنّ اللي في الموضوع في الأجزاء الجاية
ربي يسعدك يا عاشق

منور و الله
ما ننحرم حضورك

شكراً لحسن المتابعة و التفاعل

***

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إمبراطورة البحر (المشاركة 287898)
توقعنا كان صحيح بان ريكس هو صاحب الرسائل
وانا مع اماندا في كل كلمة قالتها .. الي سواه ريكس لا يغتفر
لكن مع هذا ابا اعرف ليش كل هذا وما القصة وراه ؟!
جداً المني هذا الجزء .. رغم توقعي بانه المجهول لكن ما تمنيت تنتهي جي ..
بشوق لمعرفة ما سيحدث .. صدق ابهرتيني مرجانة وصدمتيني بعد ههه

بإنتظاركِ ي جميلة :127::رحيق:


,,,,,,

ههههههه برغم توقعتوا لكنكم انصدمتوا

امبراطورة مدري اذا بتغفرون لريكس او لا
الاجزاء القادمة بتخليني اشوف تفاعلكم مع ريكس و ردة فعلكم ناحيته كيف ههههه

شكراً امبراطورة
ممتنة لحسن المتابعة و جمالها
ما انحرم


****


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واثـــ الخطوة ـــــق (المشاركة 287903)
ماشاء الله تبارك الله

سيناريو و تنقلات و ترابط بقي فقط

سبب فعلة ريكس وماهو التبرير الذي يجاهد من أجله

النهاية أو طريقة كشف صوفيا مفاجئة تم كشف الأمر بكل سهولة

كل ماخطط ريكس لأجله ضاع بغباء من صوفيا

استمري :رحيق:

،،،،،

صوفيا كبت عشا ريكس كله حطته بموقف صعب
يسعدك يا واثق

شاكرة جداً لك حضورك و حسن متابعتك
ممتنة

مَرجانة 06-22-2019 09:06 AM

الجزء الخامس عشر ••❓



مرت الأيام سريعة ، انقضت خمسُ سنواتٍ من الدراسة و المثابرة حتى بلغتُ هدفي ، أنا و صديقتي "سارة" اليوم طبيبتي أطفال ، و على ذكرِ "سارة" ، "سارة" لم تعد زميلةَ عملٍ و صديقة فقط ، بل باتت زوجةَ أخي!
كانت رغبةَ أخي للزواج أمرٌ أسعدني كثيراً ، و لكن ما فاجأني أنه حدثني عن "سارة" و رغبته بالزواج منها ، زواجهما كان قبل سنةٍ من تخرجنا ، و بذلكَ تحققت أمنيةُ "سارة" ، التي طالما أحبت "ألفريد" ، لكن القدرَ كان كريماً جداً معها حيث وهبها "ألفريد" زوجاً تظل معه طول العمر .. أما أنا فلم أمنح نفسي الفرصة للتعرف على صديق ، أو كسبِ حبيب ، بل كرستُ نفسي لدراستي ، لأنهمكَ فيها و احققَ طموحي ، و حتى أملأ نصفَ عقلي المسروق ، و رغم كل هذا الانهماك ، فإن "ريكس" ما زال يغافلني و يتردد إلى عقلي في بعض الأوقات .

"ريكس" حاول الوصول إلي عدةَ مرات في السنوات الثلاث الأولى منذ أن انهيت علاقتي به ، الجيد أنه لم يتجرأ للمجيء إلى منزلي ، كان يطلبني على الهاتف ، و يحاول السؤال عني عن طريق "سارة" ، لكن اليأس قد دخل إلى قلبه بعد تجاهلنا المتكرر له ، في السنتين الأخيريتين لم يعد يزعجنا بمكالماته .
و ما زلتُ أشتاقه أحياناً ، أشعر بالحنين إليه .. لكن سرعان ما أعود لوعيي و أزيح ذاك الشوق بذكرِ فعلته و خديعته .

في صباحٍ جميل ، أستيقظتُ فيه على صوتِ "سارة" و "ألفريد" ، كان صوتهما عالياً ، فزعتُ قليلاً قائلة في نفسي

- يا إلهي ، هل يتشاجران؟!

نهضتُ من فراشي و خرجتُ إليهما ، وجدتهما في المطبخِ يتجادلان ، كان "ألفريد" يريد طهي الفطائر المحلاة ، بينما تريد "سارة" تناول البيض مع اللحم

- "سارة" عزيزتي ، تربكيني كثيراً عندما تدخلين إلى المطبخ ، غادري فوراً و أنا سأصنعُ لكِ البيضَ و اللحم بعدَ أن أنتهي من الفطائر المحلاة .

قالت "سارة" بتذمر

- أنا جائعة جداً ، متى ستنتهي من إعدادها؟ ، سيستغرقُ صنعها نصفُ ساعةٍ على الأقل!
- ذلكَ ليسَ صحيحاً ، غادري و اتركي الأمر لي ، ستعيثين الفوضى هنا يا "سارة"!

قالت بانفعال

- يجبُ أن تكونَ ممتناً لأني أعينكَ يا "ألفريد"! ، أنتَ شخصٌ غريب!

تدخلتُ قائلة

- صباح الخير .

نظرَ إلي الإثنين قائلين

- صباح الخير .
- ما بكما منذُ الصباح الباكرِ تتجادلان؟

أجابني "ألفريد"

- خذي "سارة" يا "آماندا" ، أكاد لا أصدقها ، حتى الآن لا تعرفُ أني لا أحبُ تدخلَ أي أحدٍ معي أثناء الطهي!

نظرت إليه "سارة" بامتعاض ، ضحكتُ قائلة لها

- يا عزيزتي ضعي البيضَ من يديكِ و دعي "ألفريد" يقوم بمهمته ، تعالي معي .

و ضعتْ صحنَ البيض على الطاولة و جاءت إلي ، أخذتها معي إلى الصالة ، جلسنا و تبادلنا بعض الحديث ، بعد ذلكَ قلتُ لها

- اسمعيني ، بما أن اليوم عطلة سنذهب إلى المزرعة لنعملَ حفلةَ شواءٍ الليلة .
- شواء!؟ ، ذلكَ لا يناسبكِ يا حلوتي ، إنسي الأمر .
- اليومَ بالذات يجبُ أن أتدللَ و أحقق كل رغباتي ، و أنتِ و "ألفريد" أطالبكما بكعكة!

اتسعت عيناها دهشةً ، ثم فغرت فمها و قالت بسعادة

- آه "آماندا"! ، اليوم عيدُ ميلادك!

قلت بمرح

- نعم هو كذلك ، لذا لن ترفضا لي طلباً!

قالت بعد تفكير

- بأمر الشواء ، لنأخذ الموافقة من "ألفريد" أولاً .

جاءنا صوتُ "ألفريد" الذي كان يحمل أطباق البيض و اللحم قائلاً

- ما الأمر؟ عما تتحدثان ؟

قالت "سارة"

- اليوم عيد ميلادِ "آماندا" ، يجب أن نعملَ حفلةً لها ، لكنها تريدُ شواءً!

وضعَ الأطباق على الطاولة و نظر إليّ بحزمٍ و قال

- لا طبعاً .

زممتُ شفتي بحزن ، و قلت برجاء

- "ألفريد" لنقيم الحفلةَ في المزرعة ، سيكون المكان مفتوحاً و لن يضرني الدخان أبداً!

كان أخي و "سارة" معترضين للفكرة خوفاً منهما علي! ، قبلَ زواجهما بشهرٍ تقريباً أُصبتُ بضيقِ تنفسٍ شديد أثناء الجري صباحاً مع "سارة" ، لدرجةٍ أصابتني بالدوار و الوقوع أرضاً ، حينها اكتشفتُ أني مصابة بقصورٍ في القلب بسبب اعتلال عضلة القلب ، فمنعتُ عن الجري و صعود السلالم الطويلة و من أمور كثيرة ، منها التعرض للدخان بشكلٍ مباشر .

حينما ألحيتُ في طلبي قائلة بمسكنة

- أرجوكَ "ألفريد" ، لن أقتربَ من الشواءِ أبداً!

تبادلَ النظرات مع "سارة" ، ثم نظرَ إلي قائلاً

- طالما تعديني بذلك ، سأوافق .

قفزتُ من مكاني بسعادةٍ و صفقتُ بيدي قائلة

- رائع ، شكراً "ألفريد"
- هيا اغسلي وجهكِ و تعالي لتتناولي الطعام ، أعددتُ أولاً البيض و اللحم لأجل "سارة" ، سأعد الآن الفطائر المحلاة .

قالت "سارة" بامتنان وهي تنظر لـ"ألفريد"

- آه عزيزي ! ، شاكرة جداً ، سلمتْ يداك .

بينما قلت

- حسناً ، لكن لا تنسيا الكعكة أيضاً لأجلي! ، يجبُ أن يكونَ يوماً مميزاً .. أكملتُ اليوم السبعةَ و العشرينَ ربيعاً.

قال "ألفريد"

- لا تهتمي ، سيكون مميزاً ، هيا أسرعي .

============

منذ الظهر ، بدأنا الإستعدادات لحفلة عيد الميلاد ، تسوقنا لأجل شواء الليلة و لأجل الاحتفال ، و اخترتُ بنفسي الكعكة و الحلويات ، بعدها اتجهنا للمزرعة و قمنا بالترتيبات ، و أثناء ذلك اجريت مكالماتي و دعوت بعض الأصدقاء .
عند الساعة الرابعة عصراً حضر الأصدقاء ، كانوا "إليزا" .. الفتاة المغرورة ، و هي لم تتغير في غرورها و زهوها أبداً ، "إليزا" صارت طبيبةُ أعصاب و هي تعمل في نفس المستشفى الذي نعمل فيه ، تزوجت و أنجبت طفلاً .. بعدها جاء "فرانك" ، "فرانك" صار طبيب أطفال أيضاً ، و حضرَ زميلُ عملٍ آخر يدعى "كريس" وهو زميلي و "سارة" في عيادات الأطفال ، و حضرت زميلةُ عملٍ أخرى في عيادات الأطفال و اسمها "كاثي" .

أربعةٌ من الأصدقاء و أنا و "ألفريد" و "سارة" اجتمعنا و بدأنا الإحتفال بعيد ميلادي ، وضِعَت الشموع على الكعكة ، بدأ الجميع بالغناء و التصفيق ، فتمنيتُ أمنيةً في داخلي و من ثم أطفأت الشموع ، و من ثم قطعتُ قالب الكعكةِ و بدأنا بالأكل ، قضينا وقتاً ممتعاً جداً ، حتى حل المغرب ، فنظفنا المكان واستعددنا للعشاء و الشواء .

تولى "ألفريد" و "كريس" مهمة الشواء ، و "فرانك" و "سارة" يعينانهما عليه ، أما أنا و "كاثي" و "إليزا" كنا نحضر السلطة و العصير و ما إلى ذلك للعشاء .
وبعد ساعتين ، كان العشاء جاهزاً و محضراً على طاولةِ الطعام ، فجلسنا جميعاً لتناول العشاء ، و كان عشاءً لطيفاً لم يخلو من المرح و الضحك ، و بعد العشاء دخلنا إلى الداخل و جلسنا لشرب الشاي و الحديث .
كانت السماء صافية و القمر بدراً هذه الليلة ، مما جعلني أرغب في السير تحت ضوءه في أرجاء المزرعة ، انضمت لي "كاثي" و "إليزا" و سرنا إلى الخارج معاً نتبادلُ الحديث .. و كان بين حديثنا ما يثير الاهتمام ، حيثُ قالت "كاثي" لـ "إليزا"

- هل رأيتي طبيبَ القلب الذي وصلَ اليوم إلى المستشفى؟
- لا لم أره ، كنتُ منشغلة كثيراً لدرجةٍ أصابتني بالصداع ، ما به؟

ابتسمت قائلة

- لا شيء به ، لكنه لطيفٌ و وسيم .. و قد لفتَ انتباه الجميع بحضوره ، التقيتُ به مصادفةً أثناء نزولي للغداء ، تحدثتُ معه قليلاً و رافقته حتى عدنا للعمل ، اسمهُ "ريكس" .

عندما سمعت الاسم ، توقفتُ عن السير و نظرتُ إليها بعينينٍ واسعتين ، و كررتُ قائلة بدهشة

- "ريكس"!؟

نظرتْ إليَّ "كاثي" مستغربة و قالت

- نعم اسمه "ريكس" ، لما أنتِ مندهشة هكذا؟!

نظرت إليّ "إليزا" قائلة

- تعتقدينَ أنه حبيبكِ "ريكس" ؟

نظرتُ إليها بانزعاج و قلت بحدة

- لم يعد كذلك ، فلا داعي لأن تقولي عنه حبيبي .
- لقد تبادرَ إلى ذهنكِ أنه هو!
- نعم لا أنكر .

قالت "كاثي" باهتمام

- حقاً كانَ حبيبكِ؟!
- لعله ليسَ هو!
- و ربما هو!

قلتُ بنفاذ صبر

- حسناً و إن كان هو ، ماذا تنتظران مني أن أفعل!؟

قلتُ ذلكَ و انصرفتُ غاضبةً عنهما عائدةً أدراجي .. و تذكرتُ "ريكس" ، عادت بي ذاكرتي إلى أيام "ريكس" ، و أوقاتِ "ريكس" و جمال "ريكس"!
كانت الأيامُ التي أمضيناها معاً أجملَ الأيام و أكثرها سعادة .. تبدو أيامي تلكَ ملونةً بشكلٍ استثنائي ، ذكرياتي معه تدخلُ السرور في قلبي ، كانت كالحلم .. انقضت سريعاً و غابت ، و ماعادت الآن .. ما هي إلا سراباً لأيامٍ خلت .

توقفتُ عندَ الرماد حيثُ كان هنا الشواء ، حدقتُ فيه بحزن ، هكذا صار قلبي ، بعد أن أججَ "ريكس" فيه جذوة الغرام ، بعد أن كان شعلةً من حب ، تركه رمادً منهار ، غادره بقسوةٍ لم أعهدها منه ، لم يصن هذا القلب .. لم يراعيه ، بل سحقه بقدميه دون رأفةٍ و رحمة ، أذنبَ فيه ذنباً لا يحتمل العفو و الغفران .. خلفه حطام ، مكانٌ مهجور ، يحيى بالعدم .

ركلتُ منقلةَ الشواء بقدمي بغيظ ، و دخلتُ إلى الداخل في إحدى الغرفِ منفردةً بنفسي ، جلستُ بالقربِ من النافذة أحدقُ في القمر البادي في السماء ، و تابعتُ التفكير

- أ يعقلُ أن تظهرَ في حياتي يا "ريكس" من جديد بعدَ خمس سنوات!؟ ، هل سيجمعنا مكان عملٍ بعد كل هذه المدة؟ ، هربتُ عنكَ منذُ خمس سنوات ، و لكن القدر يعيدكَ حيثُ أكون ، هل تأبى إلا أن تكونَ جزءً في حياتي كما كنتَ في ذاكرتي التي لم يعصمكَ النسيان عنها؟! قلبي سقيمٌ يا "ريكس" فما عاد يقوى جنون ذاك النبض !

أخذتُ نفساً محاولةً تبديدَ توتري الذي ضاق به صدري و تزايدت دقات قلبي ، فقلتُ مهونةً على نفسي

- لا ، لا تستعجلي يا "آماندا" لعلهُ ليس هو .. لا داعي لكل هذا الإرتباك!

و بعد دقائق ، انتبهتُ على رائحةٍ كريهة ، عقدتُ حاجباي محاولةً التركيز جيداً من أين تنبعثُ تلكَ الرائحة ، حتى لاح الدخان أمامي من النافذة و انعكس لون النار على الجدار البعيد للمزرعة! ، أيقنتُ حينها .. أن هناكَ حريقٌ اندلعت في المزرعة!
تذكرتُ فجأةً منقلةَ الشواء التي ركلتها على العشب ، لعله لم يكن رماداً تماماً .. بل كان به جمراً ! ، كم كان تصرفي أحمقاً!
ازداد الدخان أمامي ، فأغلقتُ النافذةَ و ذهبتُ بسرعةٍ إلى غرفةَ المعيشة حيثُ كان أخي و "سارة" و "كريس" ، لكنهم لم يكونوا هناك!
انتابني الهلع ، و ذهبتُ بسرعةٍ إلى المطبخِ بحثاً عنهم ، و لم أجدهم أيضاً .. حينها سمعتُ صوتَ صراخ أخي "ألفريد" يناديني ، كان قادماً من الخارج .

هرولتُ إلى الباب المؤدي للخارج .. و لكني توقفتُ مذهولة! ، حيث النار انتشرت سريعاً في المزرعة ، و قريباً جداً من مدخل الكوخ ، كان الدخان يملأ المكان و النار تلتهم كل أخضرٍ أمامها ، توقفتُ حائرة .. لم أعرف ماذا أفعل ، بدأ الدخان يدخل في صدري ، ضاقت أنفاسي و بدأت أسعل ، فكرتُ في المجازفة و الركض عبر الحريق ، لكن الرؤيا تنعدم أمامي و لا أعرف الطريق! و إلى أين تمتد النار ، و حتى أين ؟ .. قطعَ حبل أفكاري صوتُ "سارة" و "ألفريد" الذين ينادياني ، فصرختُ منادية

- "ألفريد"! ، "سارة" أنا هنا بالداخل! ، لا أعرف كيف أتصرف! ، النار منتشرةٌ أمامي!

إزدادت أنفاسي ضيقاً ، فتراجعتُ قليلاً إلى الداخل حين احسستُ بالدوار ، فسمعتُ صوتَ "ألفريد"

- حاولي الخروج من نافذة الغرفة ، أنا ذاهبٌ هناك لمساعدتك على الخروج ، أسرعي .

لم استطع التكلم ، لكني عدتُ أدراجي للغرفة ، و توقفتُ حينما وجدتُ "ألفريد" يفتحُ نافذة الغرفة .. دخلَ الكثير من الدخان بسرعة ، فضاقت أنفاسي بشدة ، و ازداد الدوار ، و فقدتُ و عيي ..

==============

لم أعلم ماذا حصل ، لم أعرف كيف سار الأمر مع أخي و "سارة" و البقية ، كل ما أعرفه أني ارتكبتُ حماقةً تشابهُ حماقةَ الأطفال! ، حتى تسببتُ بحريقٍ كبير ، هذا ما تبادر إلى ذهني حينما استعدتُ وعيي في المستشفى ، لم أفتح عيناي طويلاً ، كنتُ متعبة و منهكة .. و ما زال صوتُ "ألفريد" يتردد في رأسي .. حتى تناهى إلى مسامعي صوتُ "سارة" ، كان قلقاً و هي تقول

- هل هي بخير؟! ، أرجوكَ كن صادقاً معنا يا "ريكس"!

فتحتُ عيناي حينها ، فتحتهما في ذهول و دهشة .. هل قالت "ريكس"!؟ ، قالت "ريكس" فقط! ، إذاً هو صديقنا "ريكس"! ، ذلكَ الطبيب الذي تحدثت عنه "كاثي" هو "ريكس" الذي نعرفه!
تسارعت دقات قلبي بشكلٍ جنوني ، و أخذت أنفاسي تتلاحق .
حينها سمعتُ صوته

- لا تقلقي يا "سارة" ، ستكون بخير بعد ساعاتٍ قليلة أنا واثق ، لكن أخبريني ، منذ متى تعاني من اعتلالٍ في عضلة القلب؟!
- اكتشفنا ذلكَ منذُ سنتين تقريباً .
- أ تؤخذ أدوية؟
- نعم .
- عندما تظهر نتائج الأشعة ، سنرى ما يجبُ علينا أن نفعل .

سمعتُ حينها صوت "ألفريد"

- ستكون بخير أ ليسَ كذلك؟

أجابه "ريكس"

- نعم ستكون بخير .

حينها التفتُ نحوهم ، و رأيته .. رأيت "ريكس"! ، بمعطفه الأبيض و شعره البني ، كان يرتدي نظارةً أيضاً ، و قد ازداد طولاً و جاذبية ، كم هو وسيم ، لقد ازداد وسامةً أكثر مما كان عليه منذ خمس سنوات .

عصفَ بي الحنين حينها ، اشتقتُ إليكَ يا "ريكس" ، اشتقتكَ كثيراً!

نظرَت "سارة" إلي و قالت بسعادة

- "آماندا" استعادت وعيها!

استدار الجميعُ ناحيتي ، فالتقت عيناي بعيني "ريكس" ، فأبعدتهما عنه سريعاً حيث وقفَ "ألفريد" بالقرب مني قائلاً

- حمداً للهِ على سلامتك! ، كنتُ خائفاً جداً عليكِ يا عزيزتي .

ابتسمتُ له و قلت بصوتٍ مبحوح

- أنا بخير ، لا تقلق .. ماذا عنكما ، و "كريس" و "فرانك" و "إليزا" و "كاثي" ؟!
- جميعنا بخير ، كنا في الخارج جميعاً عندما اندلعَ الحريق ، و ظننا أنكِ الأخرى في المزرعة ، بحثنا عنكِ و لم نجدكِ فجن جنوني ، لم أهدأ إلا بعدما سمعتُ جواباً منكِ على ندائي .

قلتُ بأسف

- أعتذرُ لما حدث ، كنتُ السبب في هذا الحريق .. ركلتُ الشوايةَ معتقدةً أن ما بها كلهُ رماد .

ربتت "سارة" على كتفي قائلة

- لا يهم ، المهم أن تستعيدي عافيتكِ فقط .. كان الجميع قلقاً عليكِ ، منذ قليلٍ فقط غادر الأربعة بعد ان ألح عليهم "ألفريد" .
- شاكرة لهم جميعاً ، و لكما يا عزيزاي .

ثم نظرتُ إلى "ريكس" ، الذي خلعَ النظارة من عينيه و أنكسَ رأسه بحزن .
فالتفتت إليه "سارة" قائلة

- هل تستطيعُ "آماندا" الخروج الآن؟!

نظر إليها قائلاً بهدوء

- لا ، ستبقى هنا الليلة و غداً ، يمكنكما الذهاب ، و أنا سأعتني بها بنفسي .

جملته الأخيرة فاجأتنا جميعاً ، حيثُ حل الصمت فجأة ، أما هو ، فنظر إلي نظرةً افتقدتها كثيراً ، نظرة اهتمامٍ و لهفة ، نظرةٌ لطالما اربكتني .

بعد دقيقة ، قال "ألفريد"

- إذاً نحنُ ذاهبان يا "آماندا" ، غداً نراكِ .. كوني بخير .
- حسناً .

و استدارا مغادرين .

حل الصمت في الغرفة ، أنا هنا و "ريكس" فقط ، كنتُ قد أبعدتُ عيناي عنه إلى الجانب الآخر ، قلبي يخفق بشدة ، و أنفاسي تضيق ، كم أنا مرتبكة!
أحسست بخطواته تقترب مما زاد ارتباكي ، التفتُ إليه ، فوجدته واقفاً بالقرب مني ينظر إلي في هدوءٍ شديد ، حدق كلانا في الآخر بصمت ، حتى كسرَ صمتنا صوته الهادئ

- حمداً لله على سلامتك .

أخذتُ نفساً و أجبته بصوتٍ منخفض

- شكراً .
- سآني جداً ما عرفتهُ عنكِ منذ قليل ، كيف تشعرين مؤخراً؟
- أكثر ما يزعجني هو ضيق التنفس خاصةً أثناء النوم ، يصيبني خفقانٌ أحياناً أثناء جلوسي ، أو التفكير ، و عندما أحزن ، و أشعر بالتعب بسرعة ، ينتابني نادراً ألمٌ في صدري .

قال و قد علت نبرة صوته

- لا تحزني و لا تفكري كثيراً يا "آماندا" ، ذلكَ يضر بكِ! .. ابتعدي عن كل ما يثير قلقكِ .

لزمتُ الصمت ، و ابعدت نظري عنه .. فمد يدهُ و أمسكَ بيدي ، نظرتُ إليهِ متفاجأة! ، لمحتُ بريقاً في عينيه ، إنها دموع!
همسَ قائلاً

- أرجوكِ يا "آماندا" كوني بخير ، لا تخيفيني .
- هل الأمر خطيرٌ لهذا الحد؟!

لم يقل شيئاً ، بل رفع يدي نحو شفتيه ليقبلها ، وتساقطت دمعتين من عينيه .
أحسستُ بحرارة قلبه من حرارة أنفاسه التي لفحت يدي ، كانَ مشتاقاً ، متألماً ، خائباً!
كذلكَ أنا ، تسللت دموع الحنين و الشوق في مقلتي .. احرقتني لهفتي إليه ، فبكيتُ في صمت .. ثم همست

- "ريكس" .

انخفضَ جلوساً حتى صار بمستوى مقارباً من وجهي ، و قال و هو لا يزال ممسكاً بقوةٍ بكفي

- قلبكِ الذي احتواني يوماً ، سأفعلُ المستحيل لأجل أن يعيش .

همستُ و عيناي لم تتوقفا عن سكب الدموع

- ما زال هذا القلب يحتويك ، يشتاق إليكَ يا "ريكس"!

طبع قبلةً علي يدي من جديد ، و قالَ بصوتٍ مبحوح حشرجهُ البكاء

- أحبكِ يا "آماندا" .

كانت هذه هي الكلمة الأخيرة ، بعدها عم صمتٌ شديد ، لوقتٍ طويل .. كنا فقط نتبادل النظرات ، نشبع شوقنا ، نروي ظمأ قلبينا ، نعبر عن قسوةِ الحرمان بدمعينا ، و عن سعادةِ اللقاء بابتساماتنا .. كان مساءٌ عنيفٌ بما حدث ، رقيقٌ بالتقائنا معاً .. كان عيدُ ميلادٍ مميز ، حافلاً في ساعاته الأخيرة .


إمبراطورة البحر 06-22-2019 04:46 PM

مرت الاحداث سريعاً .. 5 سنوات فترة طويلة جداً ..
لكن لازال حبهما متوهجاً رغم كل ما حدث ..
المني ما حل ب اماندا وللامانة لا اريد توقع ما سيحدث
لان في بالي شيء مؤلم وان حصل كذلك ساكرهكِ مرجانة ههههه
اتمنى ان تكون النهاية مفرحة لكليهما وان تعود ايام تلك الرسائل ..
اترقب الجزء التالي .. مبدعة والله مرجانة

:رحيق::127:

مَرجانة 06-23-2019 06:56 AM

سلامتك امبراطورة من الألم

هههههههه يا زينك
شاكرة امبراطورة متابعتك

ما ننحرم

مَرجانة 06-23-2019 06:59 AM

الجزء السادس عشر ••❓

بعد أن غادرني "ريكس" ، ظللتُ وحدي أفكر في الماضي ، ماضٍ تناسيتهُ لمدةٍ طويلة .. منذُ الرسالةِ الأولى ، حتى اكتشافي بالصدفةِ لهويةِ صاحب الرسائل .
ما زال الألم يعتصرني حتى هذه اللحظة ، خمس سنوات لم تستطيعي يا "آماندا" تجاوزَ هذا الألم ، حتى الآن لا تستطيعي أن تغفري لـ "ريكس"!

تذكرتُ ضعفي منذ قليل ، إعترافي لـ "ريكس"! ، نسيتُ الجرحَ الخالد في قلبي العليل ، نسيتُ الألمَ عندما أبصرته ، فقدتُ وعيي و عيناي تحدقانه
"آماندا" هل نسيتي ما فعلهُ بكِ؟! ، كيف تلاعبَ عليكِ؟ ، كيفَ مثلَ و خططَ لتلكَ المسرحية التي كنتِ فيها الضحية في نهايتها؟ ، كيفَ استغفلكِ و كيفَ و كيف!؟

حركتُ رأسي يمنةً و يسرة ، و رددتُ داخلي

- لا تتخاذلي و لا تستسلمي لضعفك ، شخصٌ خبيثٌ مثله لا يستحقُ أن تهبيه قلبكِ يا "آماندا" ، مهما فعل .

أغمضتُ عيناي ، و رحتُ في نومي بهدوءٍ شديد ، إلى أن أيقظني صوتُ الباب .
فتحتُ عيناي و نظرتُ ناحيةَ الباب ، كانَ "ريكس"!
كان بيدهِ ملفٌ يحتوي على عيناتِ الأشعة ، نظرتُ إلى وجهه .. كان خالياً من أي تعبير .
حدقتُ فيه بصمت ، فتنهدَ و قال

- أعتذرُ إن ازعجتك ، لكن ..

و نظر إلى الملف في يده ، فقلت

- كيف هي ؟!

نظر إليَّ بصمت ، ثم اقتربَ مني و وقفَ عندَ رأسي .
نظرتُ إلى عينيه ، وجدتهما حائرتين! ، فاستحثثته قائلة

- تكلم يا "ريكس"!

اشاح بوجههِ عني للحظة ، ثم نظرَ إليِّ قائلاً بصعوبة

- لابد أن نتصرفَ يا "آماندا" ، قلبكِ معتلٌ جداً! ، لا بد من زراعةِ قلب .

أنتفض قلبي خوفاً و فزعاً ، ازدردتُ ريقي بصعوبة ، و قلت بصوتٍ مرتعد

- قلبي ما عاد يقوى على النبض ، يكاد يقف أ ليسَ كذلك؟!

نظرَ إلى عيني اللتين استسلمتا للدموع ، فتنهدَ و انحنى نحو وجهي قائلاً بلطف

- لما هذه الدموع يا جميلتي؟! ، لم أعهدكِ ضعيفةً يا "آماندا"! ، لا تعكري صفوَ عينيكِ العسليتين بالبكاء ، ما زال الوقتُ باكراً على ذرفِ الدموع .

أخرجتُ تنهيدةً من جوفٍ محترق ، و قلت

- تقولُ ذلكَ و القلقُ بادٍ عليك ، أنتَ تدركُ جيداً أن قلبي قد يقفُ في أيةِ لحظة! ، ينتابني الفزع كلما ضاقت أنفاسي أثناء نومي ، صرتُ أخشى النوم مؤخراً لأن الأمر صار يتكررُ كثيراً .

قال بانفعال

- "آماندا" كفي عن قول ذلك! ، لن يصيبكِ مكروه لو عثرنا على متبرع .
- ماذا لو لم نعثر؟!

وضع يدهُ على رأسي و قالَ في همس

- سأهبكِ قلبي حينها يا "آماندا" ، و لن أترددَ في ذلكَ صدقيني .

نظرتُ بخجلٍ في عينيه ، كانتا تحدقان بي بلطفٍ و حنانٍ بالغ ، ابعدتُ عيناي عن وجهه ، و مسحتُ دموعي في صمتٍ بخجلٍ شديد ، فاستأنفَ قائلاً

- سيكون ذلكَ تكفيرٌ عن ذنبي بما فعلتهُ بكِ منذُ خمسِ سنوات ، لقد أذنبتُ بما فعلتُ بقلبكِ الرقيق .. مهما كانَت نواياي .

أصدرتُ شهقاتِ بكاءٍ و عيناي عاودتا سكبَ الدموع ، "ريكس" أيها العزيز ، مازلتَ حنوناً و لطيفاً ، دائماً تهتم بي .

ابتسم بلطفٍ بالغ ، و قال مهوناً

- كفي عن البكاءِ يا عزيزتي ، أرجوكِ .. بالكادِ أتمالكُ نفسي ، مع الصباح ستكون ساعات عملي انتهت ، سأغادر لارتاح قليلاً و أعود إليكِ .

هدأتُ قليلاً ، و نظرتُ إليه قائلة

- هل يمكنني المغادرة صباحاً؟! ، لدي عملي في الصباح و أريد القيام به ، سأكون أحسن حالاً .

اعتدلَ في وقفتهِ وقال

- اعلمتْ "سارة" إدارة المستشفى بما حلَّ بكِ ، لستِ مضطرة للعمل!
- لكني أشعر بأني بخير! ، لا ضرورةَ لبقائي هنا .
- بخير طالما أنتِ مستلقية و مرتاحة ، ستجهدينَ سريعاً أثناء عملك .

قلتُ بحزنٍ شديدٍ و يأس

- أشعرُ بالعجز ، أشعر بالألم و القهر يا "ريكس" ، مرضي يؤثر كثيراً على حياتي!
- لا تفكري بذلكَ يا عزيزتي ، سيكون كل شيءٍ بخير ، ثقي بي .

هززتُ رأسي بالإيجاب ، فابتسم بسرورٍ و قال مازحاً

- ممتاز ، و الآن أخلدي للنوم ، و انظريني في أحلامكِ لو كان ذلكَ يسعدك .

أصدرتُ ضحكةً خفيفة ، و قلت

- لن تتغير يا "ريكس"!
- لن أتغير ، تماماً مثلكِ يا "آماندا" ، كوني بخير .

قال ذلكَ و هم بالذهاب ، لكني أمسكتُ بيده قائلة

- "ريكس"!

نظرَ إليّ بوجهٍ متسائل ، فقلتُ بخجل

- أعجزُ عن شكرك ، ممتنة كثيراً .

ابتسم و قال

- أنا أكثرُ شكراً و امتناناً لكِ ، تصبحين على خير .

قالَ هذا و انصرفْ ، فالتقطتُ أنفاسي و ابتسمت .. دائماً ما يدخل "ريكس" السعادةَ في قلبي ، لطالما كان كذلك ، مهما نقمتُ و غضبت ، تُبَددُ كلَّ غضبي و نقمي في لحظة! ، لا أستطيعُ إلا أن أنسى عندما تكونُ أمامي .. أشتاقك يا "ريكس" ، أشتاقكَ كثيراً .

===============

في الصباح ، وعند الثامنة بالتحديد ، غادرتُ المستشفى على مسؤوليتي ، فلم أجد داعٍ لبقائي طالما أن وضعي مستقر ، ذهبتُ إلى المنزل و أخذتُ حماماً سريعاً ، ثم هممتُ بالخروج ، لكن "سارة" استوقفتني قائلة

- إلى أين؟!

نظرتُ إليها قائلةً بإصرار

- إلى عملي ، و لا تمنعيني!

تأففت "سارة" و اقتربت مني قائلة

- لقد طلبت الإذنَ لكِ يا "آماندا" ، لن تعملي اليوم .
- لكني أريد الذهابَ للعمل! ، أنا بخير .

قالت بقلق

- يا عزيزتي ، أخشى أن تجهدي ، ثم لما غادرتي المستشفى؟! ، ألم يقل "ريكس" أنكِ ستكونين تحتَ الملاحظة؟
- بلى قال ذلك ، لكني رفضت .

قالت بانزعاج

- و كيفَ سمحَ لكِ؟!
- لا يعلم ، انتهت مناوبته فغادرت .
- حسناً و مع هذا لن تذهبي ، "ألفريد" سيغضب لو علم!

نظرت في عينيها الزرقاوتين للحظات ، ثم قلت برجاء

- لا تخبريه .

قالت معاندة

- بل سأخبره! ، أنتِ عنيدة و لا تهتمين بنفسك ، تقلقينا عليكِ كثيراً بتصرفاتك!

صمتت للحظة ، ثم قلتُ مستسلمة

- حسناً ، لن أقلقكما .. سأبقى هنا .

ابتسمت "سارة" برضى و قالت وهي تربت على كتفي

- أحسنتِ .. أنا ذاهبة الآن ، لقد تأخرت .. كوني حذرة و اهتمي بنفسك .. إلى اللقاء .
- حسناً يا عزيزتي ، رافقتكِ السلامة .

غادرت "سارة" ، بينما أنا عدتُ إلى غرفتي .. رميتُ نفسي على السرير و أغمضتُ عيناي ، فاسترجعتُ بذاكرتي كلماتَ "ريكس" (( لابد أن نتصرفَ يا "آماندا" ، قلبكِ معتلٌ جداً! ، لا بد من زراعةِ قلب ))

فتحتُ عيناي .. و أنا أفكر ، هل سيقف قلبي عن النبض قريباً!؟ ، ربما أغادرُ الحياة مبكراً .. لكن من الجيد أن الحياة منحتني ... منحتني فرصةَ اللقاء بـ "ريكس"!

في هذه اللحظة ، سمعتُ صوت رنين جرسِ الباب ، فنهضتُ بسرعةٍ و ذهبتُ نحو الباب لفتحه ، و قد تفاجأتُ حين وجدتُ "ريكس" خلفَ الباب !.. كان واقفاً يعقدُ حاجبيه بغضب .

قلتُ بصوتٍ منخفض

- "ريكس"!

قال منفعلاً

- لما غادرتي المستشفى؟!

أشرتُ له بالدخول قائلة

- تفضل أولاً يا "ريكس".

نظر إلي ملياً قبل أن يدخل ، ثم تنهد و دخل .. قدته إلى الصالة و جلسنا ، فعاد بنظره إلي و قال

- و الآن أخبريني لما غادرتي المستشفى؟! ، و كأنكِ لا تعلمين خطورة وضعك!

قلتُ بانزعاج

- لا تضخم الأمرَ يا "ريكس"! ، أنا بخير ، لو كنتُ عكسَ ذلكَ لما غادرت!
- من أينَ لكِ أن تعرفي؟! ، البارحة استنشقتي دخاناً أضر برئتيكِ! .. قلبكِ لا يتحمل و رئتيكِ لن تعمل بكفاءةٍ لبعض الوقت ، لما تتجاهلين ذلك؟!

اشحتُ بوجهي عنه منزعجة ، بينما استأنفَ كلامه بقلق

- لا تكوني مستهترة و لا تكابري ، ذلكَ قد يكلفكِ الكثير!

ارعدتني كلماته ، نظرتُ إليه و قلتُ بهدوء

- حسناً ، أعدكَ أن لا أجهدَ نفسي ، اطمئن .

قال متصنعاً الحزن

- أنا منزعجٌ حقاً ، كنتِ قريبةً مني في المستشفى ، أنزعجتُ كثيراً عندما أخبرتني الممرضة بمغادرتك ، لقد كلَّفتِنِي عناء المجيء لرؤيتكِ .

نظرتُ إليهِ نظرةً ساخرة ، فأصدرَ ضحكةً خفيفة و همس قائلاً

- اشتقتُ إليكِ كثيراً يا "آماندا" .

اشتقتُ إليكِ! .. كم اخجلتني هذه الكلمة من فمِ "ريكس" و اربكتني ، فصددتُ عنه اتجنبُ النظر إليه .
فسألني بلطف

- ماذا عنكِ ؟

نظرتُ إليه متسائلة

- ماذا؟!
- ألم تشتاقي إليّ ؟!

زاد سؤاله من ارتباكي ، فنظرتُ في وجهه المبتسم للحظة

هل اشتقتِ لـ "ريكس" يا "آماندا"؟! .. لما لستِ سعيدةً إذاً؟! ، و لكن كيفَ تسعدين؟ .. وهو من جعلكِ دميةً يعبثُ بها بيديه!

قلتُ بهدوء

- و أي ذكرى خلدتها في ذاكرتي أعمق من خديعتكَ يا "ريكس" ، كيفَ أشتاقكَ قل لي ؟ ، أي شوقٍ تريدُ أن ينتابني؟! ، و جرحٌ في أعماقي كلما عبرتَ على فكري نزفَ من جديد ، رؤيتكَ يا "ريكس" تسعدني و تدميني في آن ، لأعرف أي شعورٌ هذا! ، لكنه شعورٌ مؤلم ، يخنقني و يقتلني!

بان الضيق على تقاسيم وجهه ، فأشاحهُ عني قائلاً

- تستجدين أسفي و حزني بقولكِ يا "آماندا" ، ما زلتُ أقدم اعتذاري لكِ ، أنا أحببتكِ فقط! ، كلُ ما حدثَ حدثَ عن غير قصد!

قاطعتهُ قائلة

- لا داعي لأن تبررَ لي ، الأمرُ انتهى على كل حال .

نظر إليّ و قال بانفعال

- ليسَ قبلَ أن تسامحيني!

نظرتُ في عينيه بصمتٍ للحظات ، ثم قلتُ بصعوبة

- أحاول ، أحاول أن أنسى لأسامحكَ يا "ريكس" لكني لا أستطيع!

صد بوجهه من جديد ، و تنهد ثم قال بصوتٍ هادئ

- حسناً ، ما يهم الآن أن تهتمي بنفسك ، و عندما نجدُ متبرعاً سأبلغكِ بذلك ، كوني مستعدة حتى ذلكَ الحين ، و كوني بخير .

قال ذلكَ و وقفَ مغادراً دون أن ينظرَ إليّ ، حاولت اللحاق به لمرافقته إلى الباب ، لكنه ذهبَ مسرعاً و غادرَ و أغلقَ الباب خلفه .

تنهدت بألمٍ و حرقة ، حائرة ، ضائعة .. متلخبطةٌ مشاعري ، و قلبي ما بين حبٍ و بغض ، و بين شوقٍ و صد
اعذرني "ريكس" ، فخمسُ سنواتٍ لم تكن كافية لمداواة جرحي ، لم تكن كافية لتنسيني ألمي ، أو تنسيني إياك .

=============

بعد يومين ، ذهبتُ إلى المستشفى لأطمئنَ على صحتي قبل البدءِ في عملي ، صرتُ بحالٍ جيد ، إنما قلبي في مرحلةِ الخطر!
(( لا حل يسعفه الآن غير استبداله بقلبٍ آخر، بقلبٍ كهذا قد لا تعيشي طويلاً يا "آماندا" ، سنةٌ أو سنتين كحدٍ أقصى )).. هذا ما قاله لي الطبيب .

غادرتُ عيادتهُ و اتجهتُ إلى عيادتي ، كانت الساعة الثامنة و النصف ، تبقى نصف ساعةٍ على موعد فتح العيادة ، قررتُ حينها أخذ كوبٍ من الحليب و تناول قطعة من الشوكولا لأبدد قلقي .
فذهبتُ إلى محلِ القهوة ، و بينما كنتُ انتظر طلبي .. أخذتني أفكاري عندَ كلماتِ الطبيب ، تملكني الضيق و القلق من جديد ، و شردتُ بنفسي و بأفكاري ، حتى أفاقني منها صوت "ريكس"!

- صباح الخير "آماندا"

التفتتُ إليه ، ثم اجبته

- صباح الخير .

وقفَ قبالتي قائلاً بمرح

- كيفَ حالكِ اليوم؟! ، يفترض أنكِ زرتي الطبيب!
- نعم فعلت ، أنا بخير ، أما بشأن قصور القلب فأنتَ تعرف أمره .

ابتسم قائلاً

- أعرف يا عزيزتي ، و لهذا جئتُكِ بالبشرى!

علت الدهشةُ وجهي ، و قلتُ بهدوء

- بشرى؟!
- نعم ، وجدنا متبرعاً .

اتسعت عيناي سعادةً و قلت

- حقاً!
- نعم ، و يجب أن نحدد موعداً للعمليةِ في أقربِ وقت .

تسلل الخوفُ إلى داخلي فجأةً ، عملية! .. زراعة قلب!
نظرتُ إلى "ريكس" بقلق ، فانجلت البسمة عن شفتيه ، و قال و هو يعقدُ حاجبيه متسائلاً

- ما بكِ يا "آماندا"؟ ، يفترضُ أن تسعدي لا أن تحزني!
- أشعرُ بالخوفِ يا "ريكس" ، عمليةُ القلبِ ليست يسيرة ، ماذا لو .. دخلتُ إلى غرفةِ العملياتِ .. و بعد نومي لم أفيق! ، أو أصابتني مضاعفاتٌ بعدها ، سأعاني كثيرا!

عبسَ و جهه و قال مؤنباً

- كفي عن التفكيرِ بهذهِ الطريقة الجنونية ، تحبينَ إرعابَ نفسك! ، لا تقلقي ، لن تجري العمليةَ هنا ، بل في المستشفى الذي كنتُ أعملُ فيهِ قبلَ مجيئي إلى هنا ، أعرفُ جراحاً ماهراً لن يخذلنا ، سيجري لكَ العمليةَ بنجاحٍ تام .

تنهدت قلقاً ، ما زال الخوفُ يرعدني .. أحسستُ بالبرودةِ حينها ، فضممتُ ذراعي إلى صدري بصمت ، فقال "ريكس"

- ثقي بي يا "آماندا" .

نظرتُ إليه من جديدٍ و قلت بصوتٍ منخفض

- من الأفضلِ أن اقضي بقية عمري دون عناء ، لا ضمان في غرفة العمليات ، كما أني أخشى أن يسوءَ حالي بعدها .
- بل سيسوء عندما تقفين هكذاً بخوفٍ و عجز! ، ستجرينها رغماً عن أنفك! .. سأكون بجانك فلا تخافي .

لزمتُ الصمت و أنا أنظر إليه ، فابتسم و قال

- تشجعي ، و ثقي بي ، أنا أشدُ حرصاً و خوفاً عليكِ من نفسكِ لو تعلمين! ، لذا اعتمدي علي .. سأدبر الأمور كلها فلا تزعجي نفسكِ .. تذهبين بعدها للطبيب ، ثم يحددُ موعد العملية .

أخذتُ نفساً عميقاً ، ازداد توتري و قلقي ، و ضربات قلبي تعصف بداخلي .. أعرفُ تماماً ما مقدار صعوبة هذه العملية ، و احتمالات فشلها و ما قد تسببهُ من مضاعفات!

وضعَ "ريكس" يده على كتفي قائلاً بلطف

- "آماندا" .

رفعتُ بصري إليه ، فقال

- تناسي الأمر الآن ، لا أريدكِ أن تتوتري يا عزيزتي .
- سأحاول ، شكراً يا "ريكس" ، شكراً لاهتمامك بي .

ابتسمَ بلطفٍ بالغٍ و قال

- يجبُ أن تظل نبضاتكِ سنيناً مديدة ، يجبُ أن تتنفسي أطولَ مدةٍ ممكنة و لا تستسلمي لهذا المرض ، كوني قوية ، و تعلقي بالحياة ، تشبثي بها بيديكِ و قدميكِ أيضاً!

ضحكتُ من جملتهِ الأخيرة و قلت

- حسناً ، سأعشقُ الحياة و أتشبثُ بها بقوة ، و أرجو أن لا يخيبَ أملي!
- لن يخيبَ يا عزيزتي ، لن يخيب .. هيا بنا ستبدأ ساعة العملِ الآن .
- هيا .

حملتُ كوب الحليب و الحلوى التي طلبتها ، و غادرتُ مع "ريكس" الذي احتضن يدي في كفه ، "ريكس" كما هو دائماً لم يتغير ، يبثُ الأملَ في قلبي .. يزرع الفرحَ في صدري ، يرسم الإبتسامةَ على وجهي ، لا أعرفُ بأي حالٍ كنتُ سأكونُ لولاه .

==============

في المساء ، كنتُ جالسةً مع "سارة" في الصالة نشاهدُ التلفاز .. كنتُ أشاهدُ التلفاز دون تركيز ، في الواقع .. غاب ناظري عنه ، شردتُ دون وعيٍ في ما استجد ، غداً يريد "ريكس" أخذي للمستشفى للفحص و تحديد موعدِ العملية ، آه يا إلهي .. كلما تذكرت العمليةَ انتفض قلبي بذعر!

قطع َحبلُ أفكاري صوت "سارة"

- "آماندا"؟

نظرتُ إليها و اعتدلتُ في جلستي

- نعم عزيزتي؟! ، ما الأمر؟
- لم تخبريني ، ماذا فعلتِ مع "ريكس" هذا الصباح؟!
- أخبرني أنه تم العثور على متبرعٍ بقلبه ، يريد مني غداً الذهابَ معه إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات و تحديد موعدِ العملية .

هزت رأسها بالإيجابِ و هي تفكر ، ثم نظرت إلي قائلة بمكر

- فقط هذا ما حدث؟!

نظرتُ إليها بامتعاضٍ و قلت

- نعم هذا ما حدثَ فقط .

وقفت من مقعدها واقتربت مني لتجلسَ قبالتي قائلة بحماس

- أصدقيني القول ، كيف تشعرينَ ناحيةَ "ريكس"؟!

صمتتُ للحظةٍ أفكر ، ثم نظرتُ إليها بحزنٍ و قلت

- اشتاقُ إليه رغمَ قربه مني ، يهتم بي .. لكني لا أستطيعُ مبادلتهُ هذا الإهتمام! .. لقد عاملني بلطفٍ بالغٍ اليوم ، رغم أني قسيت عليه بالكلام منذ يومين !
- أ لم تسامحيه؟! ، أرى أن الأمر انتهى ، لقد حُرِمَ منكِ لخمسِ سنواتٍ طوال .. أ ليسَ هذا عقاباً كافياً؟!
- في خلدي سامحته ، لكني لا أجرؤ على قولها له ، ما زال هناكَ حاجزٌ كالسدِ المنيع يحجبني عنه ، لا استطيعُ التحدثَ معه بعفويةٍ كالسابق .
- اسمعيني يا عزيزتي ، تحدثي إليه .. اعفي عنه ، سوفَ تشعرينَ بالارتياح حينها ، و هو سيكونُ شاكراً جداً لكِ .. "ريكس" شخصٌ نادرُ الوجود ، يحبكِ كثيراً و لا يتخلى عنكِ بعد كل ما حدث! ، تجاهلناه كثيراً فيما مضى منذ سنوات ، و رغم هذا لم يتردد في تقديمِ المساعدةِ لنا بكل حب .
- افهم ذلك ، سأحاول .


واثـــ الخطوة ـــــق 06-23-2019 09:02 AM

متابع :رحيق:

بارت هادئ جداً..هدوء يسبق العاصفة

مهابة 06-23-2019 10:59 AM

بارت لطيف
يارب ما تموت آماندا

.ولا يكون المتبرع ريكس عشان يكف عن ذنبه

إمبراطورة البحر 06-23-2019 11:31 PM

بدأت اشعر بالتوتر من الجزء التالي وما يخبئه ..
حزينة لاماندا وريكس وكيف انتهى بهما الامر هكذا
لكن لازلت امل ان تنتهي بنهاية مفرحة لكليهما ..
متابعة معكِ مرجانة .. الله يسعد قلبكِ

:رحيق::127:

مَرجانة 06-24-2019 04:38 AM

واثق ، غيمة ، امبراطورة

شاكرة جداً متابعتكم ربي يسعدكم
الجاااي الان الجزء الأخير


خذوا نفس هههههههه

مَرجانة 06-24-2019 04:40 AM

الجزء الأخير ••❓


حان يوم الغد ، ذهبت و "ريكس" في الصباح إلى المستشفى لأجل الفحوصات .. وبعد الكثير من الإجراءات ، حدد موعد العملية ، ستكون بعدَ غد .

غادرنا المستشفى حينها ، و أثناء طريق العودة .. كان "ريكس" يتحدثُ عن العملية و طريقة زراعة القلب و ما إلى ذلك ، لم أكن مركزة معه في حديثة ، بل كنتُ شاردة بعيداً بعيداً عنه!

يبدو أنه أخيراً لاحظَ سكوني و هدوئي ، فناداني قائلاً

- "آماندا" أنتِ بخير؟

نظرتُ إليه بصمت ، فنظر إلي قائلا

- كنتِ شاردة؟!

تنهدتُ و قلتُ بهدوء

- هل يمكنني أن أسألكَ يا "ريكس"؟
- تفضلي يا عزيزتي .

حدقتُ إليه بارتباكٍ و أنا أتذكرُ حديثي مع "سارة" البارحة ، هل أخبره عما في خلدي الآن؟ .. لكن من أين أبدأ بالحديث؟! ، و كيفَ عساني أبدأ؟! .

عقد حاجبيه و قال متسائلاً

- مابكِ يا "آماندا"!؟
- لا شيء ، إنسى الأمر .

قال ببطء

- أنتِ متأكدة؟! ، تبدين مرتبكة .
- مرتبكة قليلاً .. لكن لا يهم ، كنتُ أهذي مع نفسي فقط .
- في عينيكِ العسليتينِ زحامٌ من الكلام !

ابتسمتُ و أنا أنظرُ في زرقةِ عينيه ، و قلتُ بأسى

- عيناي دائماً تفضحاني أليسَ كذلك؟

ابتسم هو الآخر و قال بلطف

- لأنكِ صادقة يا جميلتي .

أخذتُ نفساً عميقاً ، و قلت بمرح

- شكراً "ريكس" ، بعد غد نلتقي في المستشفى ، لن تتركني أليسَ كذلك؟ .. سترافقني ، لن أذهبَ إلى غرفةِ العملياتِ وحدي .

نظرَ إلى عيني القلقتين و اللتين لم تتمكنا من اخفاء الدموع البادية فيها رغم ادعائي المرح ، اقتربَ مني و وضع يده على كتفي قائلاً بهدوء

- خائفة يا "آماندا"؟

انكستُ رأسي بحزن ، و قلتُ بصوتٍ مبحوح

- أخشى أن أفقدكم! ، أخشى أن أدخلَ إلى غرفةِ العملياتِ و لا أخرجُ منها إلا جثةً هامدة!

قلتُ ذلكَ و ذرفت عيناي دموعها ، رفع يده نحوي يمسح دموعي بحنانٍ و هو يهمس

- كفي عن البكاء يا جميلتي ، و لا تفكري هكذا رجاءً!

رفعتُ وجهي إليه ، أحدقُ في تقاسيم وجهه ، زرقة عينيه ، شعره!
ماذا لو لم يقدر لي رؤيتكَ بعد الغد يا "ريكس"؟!

=========

و جاء الغد ، و في العصر بالتحديد .. جاء "ريكس" إلى المنزل حتى يصحبني إلى المستشفى ، هذا المساء سأبيتُ في المشفى و غداً صباحاً سأجري العملية .

غادرت أخي "ألفريد" و "سارة" و قلبي لا يريد مغادرتهما .. كنتُ متوترة كثيراً و أنفاسي تتخبط مع نبضي بينَ حينٍ و حين .
وصلنا المستشفى ، وبعد الإجراءات تم أخذي إلى غرفةِ التنويم ، و منذ هذه اللحظة .. تلبسني هدوءٌ شديد .

حتى حان المساء و قرر "ريكس" الذهاب ، فأمسك بيدي قائلاً

- يجبُ أن تنامي بهدوءٍ هذه الليلة دون أن تفكري فيما يثير قلقكِ .. و أعتذر يا "آماندا" ، لن أستطيع أن أكونَ هنا غداً صباحاً .

أنتفضَ قلبي و اتسعت عيناي خوفاً حينما سمعتُ منه ذلك ، أخرجتُ صوتي بصعوبة قائلة

- لن تكونَ معي؟!

ابتسم بلطفٍ و قال

- نعم لن أستطيع ، لكن قلبي معكِ يا "آماندا" ، ثقي بذلك و لا تخافي .

أنكست رأسي بحزنٍ و قهر .. لزمتُ الصمت ، فقال

- يجب أن أذهب ، كوني بخيرٍ يا "آماندا" .

نظرتُ إليه قائلة

- و أنتَ كذلك .. كن بخير .

ربت على كفي مبتسماً ، ثم نهض و غادرني .. أحسستُ حينها برغبة شديدة بالبكاء ، بضيقٍ في صدري حد الإختناق ، أخرجتُ تنهيدةً طويلة .. و تنفستُ بعمقٍ محاولةً أن استجلبَ هدوئي ، و تذكرت ما قال "ريكس" ، يجب أن ألزم الهدوء و السكينة ، لتمضي هذه الليلة على خير ، دون قلقٍ و بكاء .

أستلقيتُ على الفراش ، و حاولتُ طرد كل الأفكار التي تشوش رأسي و تهدد راحتي ، حتى نمت ، و لا أعرفُ كم استغرقَ بي النوم ، لكني صحوتُ فجأةً مختنقةً أنفاسي!

جلستُ بسرعةٍ لألتقطَ نفسي .. شعرتُ بالذعر و الخوف ، شعرتُ بالقهر .. كم سئمتُ هذا الحال .
في هذه اللحظة ، سمعتُ صوتاً صدر من هاتفي ، بعد أن هدئت .. ألتقطته ، ففاجأني وجود رسالةٍ من "ريكس"!

احسستُ بدقاتِ قلبي تتسارع ، ترى ماذا يريد أن يخبرني؟
فتحتها بارتباكٍ و لهفة لمعرفةِ ما فيها ، كانت رسالةً طويلة! .. شرعت في قراءتها

(( إلى عزيزتي ، و حبيبتي ، و فاتنتي و جميلتي "آماندا"

إليكِ يا ذات العيون الآسرة ، إليكِ يا محبوبة "ريكس"! ، قررتُ أن أكتبَ لكِ رسالةً أخيرة يا عزيزتي ، أبوح فيها بكل ما فيني ، لطالما كنتِ تحبين الرسائل ، و أنا على يقينٍ أن الرسالةَ ستستطيعُ إيصال ما أريد قوله إليكِ أفضل من صوتي ، فأنتِ تتجاهلينه كثيراً ، وتلجمينهُ كلما أراد البوح و الإفصاح ، محبوبتي .. هكذا كنتُ أقول عنكِ لأختي "صوفيا" منذُ أكثرِ من خمسِ سنوات .. هكذا كنتِ دون أن تعلمين يا "آماندا" ، عزيزتي .. لم تكوني بخيرٍ بالأمس ، بل ومنذُ لقائنا في المستشفى ، في يوم ميلادكِ بالتحديد ، أنا كذلكَ لم أكن بخير ، فرؤيتكِ أدهشتني و مرضكِ زلزلني .. تلخبطت بي مشاعر السعادةِ و الألمِ في لحظةٍ واحدة ، "آماندا" الجميلة بعد خمسِ سنواتٍ يسوقها القدر إلي!؟ .. ياللعجب! ، لكنه ساقها إليّ عليلة! ، سقيمةَ الفؤاد ، كسيرة القلب ، مهزوزة المشاعر! .. ناقمة و كارهة لـ "ريكس" ! .. دعيني أخبركِ سراً يا "آماندا" .. لقد أعادكِ القدرُ إليّ مرتينٍ في الحقيقة! ، لكن لأسألكِ أولاً ، أتعرفين متى تربعتي في قلبِ "ريكس"؟ ، متى كان هذا الفتى يختلسُ إليكِ النظر ، يتتبعُ أثركِ ، يفتشُ عنكِ شوقاً بين مئات الوجوه دون أن تدرين ، و إن تكرمت الفرص و سمحت لي بالنظر إليكِ ، جلستُ بعيداً و أنا ابتسم ، ابتسم لرؤيتكِ و الإصغاء إليكِ .. كنتِ فاتنتي التي أعشقُ النظرَ إليها دون أن أمل ، الطفلة المشاكسة ، الزهرة الرقيقة ، الأنثى البريئة ، الإبتسامة الساحرة التي تجعلني أتورد كلما تأملتها ، كنتِ اختطفتِ قلبي منذ أيامِ الثانوية ، و مع ذلكَ لم أجرؤ على الإقترابِ منكِ ، لم أكن أمتلكُ الشجاعة لأخطو خطوةً نحوكِ لأكونَ صديقاً .. لم أكن أملك الجرأة حينها .. لكنكِ كلما مررتِ أمامي سلبتني دون أن تدرين ، تسرقين ناظري ، تسلطين سحركِ علي ، فأسرح بكِ و أغرق ! .. و بعدَ أن غادرتُ الثانويةَ إلى المعهد ، حاولت تجاهلك و نسيانك ، كنتِ بالنسبةِ لي طيفاً غاب لن يعود ، و حورية بحرٍ غادرتُ أعماقَ بحارها يستحيل إليها الرجوع ، أقنعتُ نفسي حينها أنكِ لحظة تأملٍ فقط .. سرابٌ تلاشى لم تعد صورته أمام عيني ، لكنني فوجئت يا "آماندا" ، حينما أعادكِ القدرُ إلي .. كنتُ قد رأيتكِ بعد سنتينٍ من دراستي في المعهد مع "سارة" .. انضممتما انتما الإثنتين إلى نفس المعهد ، مما أثار دهشتي و استغرابي .. و بقدر دهشتي سعدت ، كان قلبي يرفرف بين أضلعي ، أدركت حينها أن القدر منحني فرصةً للإقترابِ منكِ يا "آماندا" ، لذلكَ قررتُ أن لا أمنعَ نفسي منكِ هذه المرة ، لكني كلما حاولتُ الإقتراب .. تراجعت ، ففكرتُ بطريقةٍ أستطيعُ بها الوصول إليكِ ، طريقةٌ مثيرة تشدكِ إلي! ، فلم أجد طريقةً أجملَ من كتابةِ رسالةٍ لكِ .. و لأنجحَ حقاً في لفت انتباهك ، تركتُ علامةَ استفهامٍ في ظرفٍ كتبَ عليه رسالة من معجب ، أذكر احمرارك و ارتباككِ ذلكَ اليوم ، كنتِ جميلة و بريئة ، كنتُ في قمةِ النشوة و أنا أتأملكِ ، كانت خطوةً جميلة شجعتني بلهفةٍ لكتابة الرسالةِ التالية ، و كتبتُ لكِ ، و توالت عليكِ رسالاتي حتى كتبتِ لي يوماً بعدَ مرضي و انقطاعي .. و قد أدركتُ حينها أن رسائلي أثمرت ، مما زاد يقيني بتعلقكِ بي ، كنتُ استمتعُ كثيراً برسالاتك ، و راقني الأمرُ كثيراً .. إلى أن وصلتني رسالتكِ الغاضبة ذلكَ اليوم ، تطلبين مني الافصاح عن نفسي و كشف هويتي لكِ! ، فاجأتني رسالتكِ ، في الواقع كنتُ في بداية المتعة ، و أجدُ أن الوقتَ ما زال مبكراً عن الكشف عن نفسي ، فكرتُ أنه عندما تعلمين شيئاً عني .. كأسمي و عمري ، ستبحثينَ عني وسيكون من السهلِ عليكِ الوصول إلي! ، لذلكَ امتنعت ، و استمر امتناعي حتى ذلكَ اليوم الذي انفجرتي فيه غاضبة .. كم كان ذلكَ اليومُ عصيباً علي يا "آماندا" حينما رأيتكِ تبكينَ غضباً و ترمين برسالتي أرضاً ، حينما قلتِ سئمتُ و مللت! ، شعرتُ بمقدار الأذى الذي تسببتهُ لكِ .. فبكيت حينها ، ذهبتُ سريعاً و كتبتُ رسالةً مستعجلةً إليكِ .. و تبعتكِ ، حينها قررتُ أن أوصلَ لكِ رسالتي بنفسي ، لأنه لم تكن هناك فرصة .. فالاستراحة انتهت و الجميع ذهبوا إلى دروسهم ، لم يكن في الفناء سوانا .. فوقفتُ خلفكِ و الربكة تمكنت مني ، كنت ارتعد ، كيف أكلمكِ و جهاً لوجه بعدما أبكيتكِ ، كيف أقفُ أمامكِ مدعياً أني شخصٌ آخر! ، ربما لاحظتي توتري وارتباكي ، فعيناكِ تخرساني يا "آماندا" .. رؤيتكِ تسلبني ، و دموعكِ تحرقني .. لم تكن الدموع على وجنتيكِ حينها ولكن أثرها باقٍ في ملامح وجهكِ اللطيف .. ارتبكتُ كثيراً حينما ناديتكِ و استدرتِ إلي ، و عندما اقتربتِ مني ونظرتي إليّ بارتياب ، احسستُ للحظةٍ أن أمري سيكشف ، لكنني صمدت و اتقنت التمثيل .. ويا ليتني لم أفعل ، نادمٌ على تلك اللحظة يا "آماندا" ، ليتني لم أكتب تلكَ الرسالة ، ليتني جئتُ إليكِ لأحضنكِ و اكفكفَ دموعكِ قائلاً لكِ ، هوني عليكِ هذا أنا العاشق المجهول أقف أمامكِ ، لربما سار الأمر على ما يرام! ، لكن رسالتي تلك وظهوري كشخصٍ آخر عقد الأمر .. تفاجأتُ كثيراً حينما طلبتِ مني قراءة الرسالةَ على مسامعك! ، أذكر حينها أن قلبي توقف للحظة! .. كيفَ أقرأ عليكِ ما كتبته؟ .. كيف أحكي لكِ مشاعري التي طالما كنتُ أخجلُ أن أبوح بها على مسامعك ، خجلتُ كثيراً و ارتبكت ، لكني قرأتها .. قرأتها بعد أن أفصحتُ لكِ عن اسمي حينما طلبتي ، ألم أقل لكِ أن اليوم ذاك كان عصيباً عليّ؟! ، كان معقداً في كل شيء .. عندما رأيتُ إصراركِ على نسيان صاحب الرسائل المجهول متجلياً بتمزيقكِ رسالتي بغضب ، حاولت اغتنام الفرصة ! .. تخلصنا من ذلكَ الذي أزعجَ حبيبتي "آماندا" ، و حان دور "ريكس" أن يبرز نفسه .. أعترفُ أني لاقيتُ بعض الصعوبةَ في البداية ، كنتِ فظة و عنيدة و صعبة .. لكنكِ بدأتي تتقبليني يوماً بعدَ يوم ، لكنكِ فاجأتيني حينما جئتي إلي تريدين معاودة المراسلة للمعجب المجهول .. حيرتني كثيراً يا "آماندا"! .. ليسَ الآن ، ليس بعد أن أحببتُ الظهور ، فأوهمتك أني سؤصل الرسالةَ إليه ، في الواقع بعد أن قرأت رسالتكِ الحزينة و المليئة بالمشاعر أشفقت عليكِ ، فكرت بالرد عليكِ و لكني تراجعت ، "ريكس" هو من يجب أن يحظى بقلب "آماندا" لن أسمحَ أن تتجاهليني و أنا أقفُ قبالتكِ بينما تعيشين الكذبةَ معي في رسائل تجهلين من هو خلفها ، لذا مزقتُ الرسالة و أفصحتُ لكِ عن حبي ، كنتُ أريد لفتَ انتباهكِ لي ، لكنكِ مستعصية جداً .. رغم تفاني في حبك ، و لطفي و تملقي ، لم تأبهي بي ، و رغم تجاهلي لرسالاتك ، لم تستسلمي و لم تيأسي ، رغمَ أنكِ بعد فترةٍ قصيرة انجذبتي نحوي ، و كان ذلكَ واضحاً من خجلكِ مني و ارتباككِ في بعض الأحيان ، أدركتُ حينها أني أسيرُ بالشكل الصحيح ، بات الخلاص من تلكَ الكذبةِ قريباً ، ولكني حتى الآن لم أتمكن من أن أنسيكِ ذلكَ العاشق ، و لم أتمكن من جعلكِ تفصحينَ لي بإعجابك ، حتى فكرتُ بخذلانكِ ذلكَ اليوم ، حينما جئتي ترتجيني إيصالَ الرسالةَ إليه ، قررتُ أن أكتبَ لكِ رداً يجعلكِ تقطعينَ الرجاء منه ، و لعلي نجحت! .. كان صعباً جداً علي أن أكسرَ قلبك ، كلما جئتي تسأليني .. هل أوصلتَ الرسالةَ يا "ريكس"؟! ، كنتُ أحترق في داخلي يا "آماندا" ، و احترقتُ أكثرَ حينما وجدتكِ تتخبطين في الخطى باكية بعدَ أن وصلتكِ تلكَ الرسالة! ، صدقيني "آماندا" ، لم يكن ذلكَ هيناً علي ، ولكني فعلتُ ذلكَ لأخلصَ نفسي من تلكَ الكذبة ، و أنقذكِ لأللا تكوني ضحية الكذبة ، و شعرتُ بالارتياح حينما تخلصنا من تلكَ الشخصيةِ الزائفة ، و خلا فكركِ لي ، و تفرغَ قلبكِ لأجلي حتى تقربتُ منكِ و تقربتِ مني ، حتى بدأتِ تغارين علي من التافهة "جيسي" ، أطمأنيتُ كثيراً ، و سعدت .. و لأشعرَ بالراحةِ أكثر أحببتُ بأن أختبرَ حبكِ ، هل هو من نصيب "ريكس" ، أو ما زال صاحب الرسائل يستحوذ على بعضٍ منه!؟ .. فكتبتُ رسالةً قصيرة تحتوي قليلاً من الشوق ، في الواقع سآءني ارتباككِ و ترددكِ ، و أغضبني أخذكِ للرسالة حيثُ أني أحسستُ بالفشل بعدَ كلِ مافعلت ، لكنكِ بددتِ كل ذلكَ بهمسٍ منكِ و عتابك ، بعناقٍ دافئ منحتيني إياه ، في تلكَ اللحظة فقط شعرت بالأمان يا "آماندا" ، ظننتُ أن الأمر مَرَّ و انتهى ، انتهى تماماً .. لكن أختي أفسدت كلّ شيء ، و تخبطتُ كثيراً حينها يا "آماندا" ، بعدما وقفتِ أمامي تفرغينَ غضبكِ علي ، تمزقتُ أشلاءً ، تحطمت كل الآمال و تبددت كل الأمنيات .. غابت الأحلام بعد أن غبتي عن ناظري ، صرتُ خَوَاء ، قلباً منصهر يصعب تكوينه من جديد ، عيناي لم تكف البكاء .. شعرتُ بخيبة كبيرة لا يحتويها هذا العالم كله ، بداخلي انكسار .. شيءٌ مسلوب أفقدني الحياة ، لخمسِ سنواتٍ لم تغادريني يا "آماندا" ، رؤيتكِ فاقدةً الوعي تلكَ الليلة كانت لي كالحلم ، كانت هبة أخرى من هبات القدر باذخ الكرم! عدتي يا "آماندا" ولكن بأي حال؟! .. أ أصفكِ فيه أنكِ أرق و أضعف و أجمل ، أم حالٌ مخيف يكاد يختطفكِ مني؟! ، يهددني بفقدك .. ذلكَ القدر بقدرِ كرمه معي كان سليطاً و مهيمناً ، إما أن تنقذ "آماندا" أو أعود لأخذها منك ، و ها أنا أقول و أقسم يا " آماندا" ، لن أرضخَ لسخرية القدر ، سأحييكِ من جديد و لو تطلبَ الأمر أن أهبكِ عمري و قلبي ، "آماندا" جميلتي ، فقط ابتسمي .. فقط كوني سعيدة كسابقك ، غداً ستكوني بحالٍ جيد ، ستكونين بقلبٍ قوي .. عزيزتي "آماندا" ، أرجو أن تسامحي "ريكس" ، اغفري له و اصفحي عنه .. قبل أن تخوضي العملية يا جميلتي ، "آماندا" ، اسمكِ جميل .. لطالما أحببته ، و أحببتُ كتابتهُ و ترديده .. كوني بخيرٍ يا "آماندا" العزيزة .. عملية موفقة ، وحياة مليئة بابتساماتِ "آماندا" الجميلة ..

العاشق المخلص دائماً .. "ريكس" ))

دموعي ، و شهقاتي .. و نبضي السقيم صرخوا جميعاً بالنحيب ، لم أتمالك نفسي أبداً، جهشتُ بالبكاء بدموعٍ غزيرة ، رسالة "ريكس" حملت معها أجمل الذكريات و أروع المشاعر .. عادت بالحنين و الشوق و الحب القابع في الأعماق .. أججت جذوة العشق حتى أسعرتني .. آهٍ "ريكس" منذ أيامِ الثانوية تعشقني!؟ منذ أيام الثانوية تعرفني؟! .. كم أنتَ مخلص ، لم يتخلى قلبكَ عني حتى هذا اليوم ، و بعد كل الآلام التي تسببت بها لقلبك الطاهر الحنون ، كيف لا أغفر لقلبك ؟! ، كيف لا أصفح عنك؟! .. أشعرُ بحاجةٍ شديدةٍ لمعانقتكَ يا "ريكس" .

أحكمت القبض على هاتفي من جديد ، و من غير وعيٍ طلبتُ "ريكس"!
كانت أنفاسي تتلاحق و عيناي لم تكف البكاء و ضربات قلبي تضرب بجنونٍ في داخلي مع هذا الرنين ، وطال الرنين وما من مجيب! ، أين أنتَ "ريكس"؟ ، أرجوك أجبني .

قطع الخط ، فعاودتُ الإتصال ، ... ولم يجيب .
عضضت على شفتي بقهرٍ شديد ، و ألقيت بهاتفي على الفراش بغضب ، و بعد برهة لمعت في رأسي فكرة .. بسرعةٍ طلبتُ الممرضات لتأتيني إحداهن ، حينما جاءت الممرضة طلبتُ منها أن تنزعَ أنبوب المحلول عن يدي .. لكنها رفضت قائلة

- لا يمكن آنستي ، غداً صباحاً ستكون عمليتكِ .

قلت بعصبية

- ألا تفهمين؟! ، قلتُ لكِ انزعيه! .. أريدُ الخروج .
- ذلكَ مستحيل لن تخرجي الآن في هذه الساعة ، إنها الساعة الثانية و النصف!

حينما سمعت ذلكَ صمتت ، الوقتُ متأخر كثيراً ، و لعل "ريكس" خلدَ إلى النوم الآن .. لا فائدة إذاً من الذهابِ إليه .
هدئت في مكاني ، و لكن أنفاسي المتلاحقة لم تهدأ ، و دقات قلبي تخفق بسرعةٍ شديدة بين الحين و الآخر ، لا أعرف لما أشعر بالارتباك .. أشعر بحاجةٍ ماسة لرؤية "ريكس" ، أريد الكلام معه ، أريد أن أخبره بأني عفوت عنه .. أني أريده أن يكون بالقرب مني دائماً و أبداً .. سأخبره أني أحبه و أحبه و أحبه ، أحبه بجنون شديد ، و لا أطيقُ صبراً عنه أكثر .

===============

لم يغفو لي جفنٌ طوال ساعات الليل الأخيرة ، كنت مستندةً على الفراش و هاتفي لا يزال مستريحاً براحة يدي ، أسرح تارةً ، و أعود لقراءة رسالةِ "ريكس" تارةً أخرى ، كلماته الأخيرة فيها ما يثير حزني ، لعلها مفعمة بالحب و اللطف .. تجعلني نادمة على كل تلك السنين التي فضلتُ الإبتعاد عنه فيها ! ، تشعرني بطيبتهِ و قسوتي .. عفوه و شدتي ، لم يتحامل علي ، لم يغضب مني .. بل هو يقسم على مساعدتي مهما كان الثمن ...... مهما كان الثمن!!!

انتفض قلبي حينها حتى ضاقت أنفاسي ، أيعقل؟! ، أيعقل أن يكون "ريكس" هو المتبرع؟!

همستُ بقلق

- "ريكس"! ..

و بعد وقتٍ عصيب .. أنقضت أخيراً ساعات الليل المخيفة ، و تسللت خيوط الشمس عبرَ زجاج النافذة من خلف الستائر البيضاء إلى غرفتي ، أحكمت القبض على هاتفي .. كانت الساعة الخامسة و النصف ، لا يزال الوقت مبكراً ، لكن لأجرب و أعاود الإتصال .. أريد أن أسمعَ صوته فقط .

طلبت "ريكس" على الهاتف .. فبدأ هاتفه بالرنين و طالت المدة و لم يجيب ، حتى قطع الخط .
دون شعور انهمرت من عيني الدموع .. "ريكس" لما لا تجيبني!؟

و مضى الوقت بطيءً جداً جداً علي ، ثقيلاً و محرقاً .. حتى انهك قلبي الذي ما عاد يقوى النبض .
عندما حانت الساعة السابعة كنتُ مستلقية و متعبة .. و الهاتف بيدي كلما مرت ربع ساعةٍ عاودتُ الإتصال بـ "ريكس" .. و ما من جدوى ، لا يجيب .
هل يتجاهلني ؟! ، أم ينام كالأطفال بعمقٍ فلا يسمع رنين هاتفه؟ .. أم غاب عني؟!!

أغمضت عيني متألمة كثيراً .. و لكن سرعان ما فتحتهما عندما سمعت صوتَ الباب يفتح!
جلست بعجلٍ لأنظر من القادم ، فخابَ ظني حينما وجدتُ أربعةٍ من الممرضات يقتربن مني ، قالت إحداهن لي

- صباح الخير ، كيفَ أنتِ يا "آماندا" ؟

أجبتها بصوتٍ ضعيف

- بحالٍ سيء ، سيءٍ جداً .
- يا عزيزتي ، يبدو أنكِ لم تنمي البارحةَ بتاتاً! .. الإرهاقُ بادٍ عليكِ!

لزمت الصمت و أنكستُ رأسي بحزن ، فقالت لي

- دقائق و تكونين في غرفةِ العمليات ، و ستنامين كفاية حينها .

ثم التفتت إلى إحدى الممرضات تشير إليها ، فهَمَّتْ الأخرى بإخراج حقنةٍ .. تحتوي المخدر!

صرخت فيها قائلة

- انتظري! .. ليس الآن! ، سأجري مكالمةً أولاً .

و أمسكتُ بهاتفي من جديد بيدٍ مرتعشة .. و طلبتُ "ريكس" و التوتر يرعد أطرافي ، أحسستُ ببرودة شديدة تتسرب إلى عروقي .. و بدأ الهاتف بالرنين .. و أنا ألهث مع كل رنة .. أرجو سماع صوتَ "ريكس" ، حتى قطع الخط .

بكيتُ بحرقة قائلة بغضب

- أين أنت؟!

قالت الممرضة

- هيا يا آنسة لا نستطيع أن نتأخر أكثر ! ، استلقي رجاءً و استرخي يا عزيزتي .

نظرتُ إليها بقهر ، فكرت في النهوض .. فكرت في الهرب! ، أريد أن أتصرفَ بجنونٍ يسوقني لـ "ريكس"! ، لا أريد الدخول إلى العمليات دونه! .. ماذا لو فشلت العملية و ما عاد بمقدوري رؤيته و الحديث معه؟! .. أريد معانقةَ "ريكس" ، فأنا لم أعانقهُ بعدْ خمس سنوات! .. أريد مشاركته الضحك ، أريد أن أغيظه و يغيظني ، أسخرَ منه ويسخر مني ، كان البارحةَ بجانبي ولكني لم أتزود منه ، تباً لي .

- هيا يا آنسة!

رفعت رأسي إليها ، حدقتُ فيها بعيني الغارقتين و همست

- عدلتُ عن رأيي ، لن أجري العملية!

حدقت بي الممرضة بغضب ، ثم التفتت إلى الممرضة قائلة بانفعال

- قومي بعملكِ سريعاً ، لن نضيعَ المزيدَ من الوقت .

أقتربت الممرضة مني و بيدها الحقنة! ، صرخت فيها باكية

- ابتعدي عني لا أريد إجراء العملية!

أقتربت مني ممرضتين أخرتين ، واحدةً منهما تربت على كتفي تحاول تهدأتي ، و الأخرى انضمت لمن تحاول حقني لمساعدتها .. صرختُ فيها

- أتركيني! .. أتركوني للحظة!

و بينما كنتُ أرجوهم الإنتظار .. سار المخدر في عروقي ، أثقلت أجفاني ، و فقدتُ وعي ..

============

كم من الوقت مضى؟ .. كم ساعةٍ مرت؟ .. هل عبرَ "ريكس" عند غرفة العمليات ينتظرني؟

ما حالي؟ .. ما حال "ريكس"؟!

فتحتُ عيناي بتثاقلٍ شديد ، و كل تلك التساؤلات تبادرت في رأسي .. أشعر ببعض التعب أيضاً ، أشعر بأعياءٍ شديد .
حركت رأسي المثقل بصعوبة ، جلت ببصري أبحثُ عن أحدٍ حولي ، حتى وقعت عيناي على أخي و "سارة"! .. فقط!

من أبحثُ عنه ليسَ هنا ..!

أقتربَ الإثنان مني ، قالا

- حمداً لله على سلامتك .

نطقتُ بصعوبة

- شكراً لكما .

قال "ألفريد" الذي بدت عليه سيماء الراحة

- كان الطبيبُ هنا منذُ قليل ، أخبرنا أن العملية نجحت بامتياز .. لكنكِ تحتاجين لبعض الوقت لتمارسي الحياة بشكلٍ طبيعي ، ستكونين بخيرٍ تماماً .
- جيد ، هل .. هل رأيتما "ريكس"؟ .. أحاول مكالمته منذ البارحة حتى الصباح ، لكنه لا يجيب!

تبادل "ألفريد" و "سارة" النظرات ، ثم قالت "سارة" وهي تنظرني

- كنتُ في المستشفى هذا الصباح و لكن لم أكن بالقرب من عيادته ، و لم أراه .
أعطني هاتفي إذاً .

قال "ألفريد" بصرامة

- يجبُ أن ترتاحي يا عزيزتي ، إنسي أمرَ "ريكس" الآن!

غرورقت عيناي و أنا أنظر إليه بقهر

كيفَ أنسى أمره؟! .. كيفْ؟ ، و هو الذي اهتم بأمري مذ أنْ علمَ بمرضي! .. اهتم بكل شيء كما لو أن الأمر أمرهُ لا أمري! .. لم ينثني عن مساعدتي للحظة ، كان واقفاً بجانبي دائماً ، يحييني كلما قاربتُ على الفناء!

لاحظ "ألفريد" دموعي ، فهمس

- "آماندا"!

أغمضت عيناي لتنحدرَ دموعي على وجنتي ، أشحتُ بوجهي عنه أبكي في صمت .. لا أعرفُ ما الذي أصابني! ، بتُّ كالطفلة عندما تتعلق بمن تحب! .. لن أهدأ و أرضى قبل أن أراهُ أو أسمعَ صوته!

أقتربت "سارة" مني أكثر و قالت و هي تمسحُ على رأسي

- إهدئي يا عزيزتي ، أرجوكِ لا تزعجي نفسك .. سأنظر أين يمكن أن يكون ، سأتصل به لأجلك .
- أرجوكِ "سارة" ، بسرعة .
- حسناً .

قالت ذلك و أخرجت هاتفها .. و أسرعت مغادرة إلى الخارج لتجري المكالمة .

لحقَ بها "ألفريد" ، و بقيت وحدي في الغرفة قلقة .. لما يختفي "ريكس" الآن؟! .. كلماته في رسالته تخيفني! .. "ريكس" كن بخير و اظهر قبالتي أرجوك .

بعد مضي دقائق ، فتحَ باب الغرفة .. وجهتُ نظري نحوه أترقب الداخل .. كانت أنفاسي متلاحقة ، و قلبي يدق بعنفٍ بين أضلعي .. أرجوكَ "ريكس" كن أنتَ خلفَ هذا الباب!

خاب ظني ، لأن من كان خلف الباب هو الطبيب و ليس "ريكس" ، حتى هذه اللحظة لم تأتي يا "ريكس" ، مالذي يمنعكَ عني!

أقترب الطبيب مني و الهدوء يكتسيه ، وقف ينظر إلي قائلاً

- كيف حالكِ الآن يا "آماندا"؟ ، بما تشعرين؟

نظرتُ إليه بحزنٍ شديد ، و أجبته بصوتٍ منخفض أقرب إلى الهمس

- أشعر بالتعب و الإعياء .
- لا بأس ، لم تمضي سوى ساعاتٍ فقط على العملية ، ستحتاجين لبعض الوقت لتتحسني .

لزمت الصمت ، لا رغبة لي في التكلم ، عقلي مشوش .. أفكاري ليست معي بل مع "ريكس"!

تذكرت فجأةً أنّ هذا الطبيب زميل "ريكس"! ، فرفعتُ رأسي إليه قائلة

- هل رأيتَ الطبيب "ريكس" هذا اليوم ؟ ، أحاول الوصول إليه لكنه لا يجيب على هاتفه!

سكنت تقاسيم وجه الطبيب و هو ينظر في عيني ، شعرت بالارتباك حينها و القلق .. لكنه سرعان ما قال

- غادر "ريكس" البارحة البلدة على عجل ، و لا أعرف إلى أين ذهب .

أدهشني ما سمعته!
"ريكس" غادر دونَ مقدماتٍ هكذا؟! .. لم يمضي أسبوعينٍ بعدُ على عمله هنا في ذاك المستشفى! .. لماذا يغادر؟!

قطبتُ جبيني و قلت

- حسناً .. لماذا غادر؟ ، و لماذا لا يجيبني على هاتفه؟
- لستُ أعلم!

سألته بعد تردد

- أنتَ واثقٌ من ذلك؟ .. لماذا لم يخبركَ ألى أين هو ذاهب؟

قال و قد علت نبرة صوته

- لم يقل شيئاً! ، ثم لا داعي للتفكيرِ به ، فكري بنفسكِ يا "آماندا"! ، لا تقلقي و لا تحزني .. لا تفكري و لا تغضبي ، فكري في تعافيكِ فقط .. حتى تتعافي سريعاً .

اكتسى الحزن ملامحي ، لما تريدون مني تجاهل "ريكس"؟! ، كيف يمكنني تجاهلهُ و هو أنفاسي التي أشهقها و أزفرها و أشهقها من جديد!؟ .. "ريكس" أين أنت؟!

أربكتني برسالةِ البارحة و غادرت تاركاً وراءكَ إمرأةً لاهثة ، تتوق إليك .. متعطشة لسماعكَ و النظر في عينيك ، أتشتاقُ الإختباء كما فعلتَ في الماضي؟! .. أتريد أن تعيدَ تلكَ الأيام و لذتها؟! ، قلبي لا يقوى يا "ريكس" .. لا يحتمل الكثير من الصدعات و النزف ، لا تبكيني بغيابك .. أرجوك .

~’~’~’~

حاولت كثيراً الوصول لـ "ريكس" في الأيام التالية ، و لكن لم أستطيع ، هاتفه مغلق و لا أعرف كيف أصل إليه!
سألتْ "سارة" عنهُ زملائه الأطباء .. و الجميع لا يعرفُ عنه شيئاً!

صار القلقُ يتملكني ، و التفكير فيه لا يفارقني ! .. كيف يمكن أن يختفي بهذه الطريقة!؟

و لماذا اختفى؟! ، و رسالته الأخيرة تلك! .. كان عليه الظهور بعدها ، لأخبره أني سامحته ، لأخبره أني كنتُ أتمناه كل تلكَ السنين! ، أنه لم يغادرني ، و كان ينبض بقلبي كلّ حين!

مضى شهران على إجراء العملية ، صرتُ أحسن حالاً مع الإلتزام بجرعات الدواء و التقيد بأوامر الطبيب ، عدا أن أنفاسي تضيق عندما أجهد بعض الشيء .. و أيضاً ، كلما خفقَ قلبي قلقاً و شوقاً لـ "ريكس"!

في يومٍ ما في الصباح ، كنتُ ذاهبةً و "سارة" لزيارةِ العيادة ، كان لي موعداً مع الطبيب للمتابعة و الإطمئنان على وضعي بعد العملية .. ذهبنا و دخلنا إلى العيادة ، و بعد إجراء الفحوصات و الإطمئنان على حالي ، قال الطبيب أني في تحسنٍ ملحوظ .. و طلب مني معاودة زيارته بعد شهر للمتابعة .

هممنا بالمغادرة ، و لكن سرعان ما توقفتُ مفكرة .. ثم نظرتُ للطبيب قائلة بهدوء

- لو سمحت ، ألم تسمع خبراً أو أي شيءٍ عن الطبيب "ريكس"!؟

نظرت إلي "سارة" بحزن .. نظرتُ إليها ، ثم عدتُ بنظري إلى الطبيب ، الذي ظل يحدق في وجهي للحظاتٍ بحيرة و صمت .. ثم قال أخيراً بهدوء

- لدي شيءٌ لكِ .. عثرنا عليه في جيب "ريكس" .

خفق قلبي خوفاً و قلقاً .. و قلت بوجلٍ استبد بي

- ماذا تعني بعثرنا عليه؟!

أطرقَ الطبيب برأسه ، ثم أخرجَ و رقةً مطويةً من درج مكتبه و مدها إلي .

نظرت إلى الورقة .. كانت متهالكة قليلاً! ، نظرتُ إلى الطبيب بخوف قبل أن ألتقطها بيدي المرتجفة
كان قلبي يدق بعنف .. سألته بصعوبة و كأن لساني عقد

- ما بها؟! .. و ما علاقتها بـ "ريكس"؟؟

أجابني الطبيب بصعوبة

- إفتحيها و اقرأي ما كتبَ فيها .

أحسستُ بضيقٍ شديدٍ و اعتصار ، في ما يحدث ما يريب .. و هذه الورقة ، لما هي متهالكة هكذا!؟
هل حصل مكروهٌ لـ "ريكس"!؟

لاحظت "سارة" ارتباكي الشديد ، فاقتربت مني و أمسكت بي قائلة

- هللا جلستي أولاً .

نظرتُ في عيني "سارة" و الربكة ترعدني ، همستْ قائلة

- اجلسي يا عزيزتي ، هيا!

جلستُ في مقعدي ، و حدقتُ في الورقةِ بإمعان .. كان عليها قليلٌ من التصبغات البنية اللون!
أغمضتُ عيني الهلعتين ، و أخذتُ نفساً محاولةً تمالك نفسي ، لكن هيهات!
كان قلبي يدق بعنفٍ بين أضلعي!

فتحتهما من جديد ، و فتحت الورقة بصعوبةٍ و بأنفاسٍ متلاحقة منهكة .
مررتُ عيناي بين السطور لأقرأ ما كتب .. و كلمةُ الطبيب تتردد في رأسي ( عثرنا عليه في جيب ِ "ريكس" )
و قرأتْ ..

( هذهِ وصيتي
إن عثرتم على هذا الجسد دون روح
فهذا قلبي ، أهبهُ لـ "آماندا"
في مستشفى ...
غداً ستجري عمليةً لزراعة القلب
خذوا قلبي لها
ليظل قطعةً بين جنبيها )

هذه الكلمات و قعت على رأسي كالصاعقة!

وصية؟! .. جسدٌ دون روح؟! .. خذوا قلبي لها؟! .. أهبهُ لـ ...!!؟

اغرورقت عيناي بالدموع و أنا أحدق في الكلمات ، شفتاي ترتجفان .. و قلبي ينتفض خوفاً بين أضلعي المرتعدة .
رفعتُ بصري نحو الطبيب ، ازدردتُ ريقي و سألتهُ بصعوبة

- ماذا تعني هذهِ الورقة؟!

و أضفتُ قائلةً بصوتٍ ضعيفٍ باكٍ

- أين "ريكس"؟

تنحنح الطبيب و قال و هو يتجنبُ النظر إلي

- الرسالةُ واضحة يا "آماندا" ، "ريكس" كتبَ هذه الورقة ، يبدو أنه تعمدَ قتلَ نفسهِ في حادثٍ مروري حتى يتبرعَ بقلبهِ لأجلك .. و لقد قمنا بتنفيذ الوصيةِ كما يريد .

انحدرت دموعي بغزارةٍ على وجنتي ، نظرتُ إلى "سارة" بعينينٍ ترتجيان .
قولي أنه كذب! ، قولي أنه كابوس .. قولي أي شيءٍ ينفي ما سمعت و ما قرأت!
لكن "سارة" لم تنفي ذلك .. بل وضعت يدها على شفتيها و عينيها اغرورقتا بالدموع .

ما كان مني إلى البكاء و النحيب ، ما كان مني إلى أن أعزي نفسي لفقده .. و أي فقد؟!
فقد "ريكس" الحبيب بالطريقة الصعبة!

لماذا "ريكس"؟! ، لما تهبني قلبك و ترحل؟!
أما تدري أن "آماندا" لا تحسن التنفس دون أنفاسك؟! .. لا تجيد الإبتسامةَ إلا في حضرتك؟
لا تعشق الحياة و هي خاويةٌ منك ، فاقدة لصوتك!

أيتها الحياة لم تعودي ربيعاً مزهراً و لا صيفاً دافئاً ، غادركِ "ريكس" العزيز و سرقَ الحلاوة منكِ ، كل ما فيكِ مثلج .. كل ما فيكِ سقيم ، فانٍ و هو يتنفس !
بل أن الأنفاس خبت حتى أعلن كل مافيكِ الموت !

غادرتُ غرفةَ الطبيب و الدموع لا تزال تنهمر من عيني ، غادرتها بصمتٍ في الظاهر و عصفٌ في الداخل .. كل ما حوته ذاكرتي لـ "ريكس" عادت به إلي ، شغبه .. ضحكاته .. اهتمامه .. لطفه و حبه ، و ابتسامته!

تذكرتُ ابتسامته الحزينة في تلك الليلة ، تذكرتهُ و هو يحتضن يدي بكفيهِ الدافئتين ، تذكرتهُ و هو يتحدث بهدوءٍ مريب

( أعتذر يا "آماندا" ، لن أستطيع أن أكونَ هنا غداً صباحاً )

كان يعرفُ أنه اللقاء الأخير ، كان يدركُ تماماً لما رسالتهُ تلك الرسالةَ الأخيرة! .. كان ينوي المغادرة
بل عزم الرحيل .. عزم على ترك قلبهِ ينبض بين جنبي باسمهِ ليزيد من لوعتي ، ليزيد من سقمي و ألمي!

"ريكس" ، إن وهبتني قلبكَ تكفيراً عن ذنبكَ فلقد ظلمتني ، بل أوجعتني و آلمتني
لا ذنبَ يحتمل هذه التضحية! ، بل لم يكن هناك ذنب! .. فلقد عفوت .. عفوت يا "ريكس"! أتريدني أن أعاني ذنب فقدك؟! .. أن ألوم نفسي فأجلدني تأنيباً و غضباً!؟ .. أتريد امتحاني في العيش دون ظلك؟

غادرتني يا "ريكس" لتجعلني أعاني فقدك .. غادرتني ..
و قررتَ أن تكونَ جزءً مني .. أن تكونَ نبضي ، الأكسجين الذي تحيا به العروق و الروح .. أنتَ بداخلي .. قلبٌ تسكنني ، تنبض كلما شهقت .. كلما صحوت .. كلما تقلبت أصغي إليكَ مع دقات قلبي .

أحبكَ "ريكس" .. أحبكَ حتى آخرَ أنفاسي ، حتى آخر نبضٍ ينبضه قلبكَ بي ، أنتَ و أنا .. نعانق جسداً واحداً .. جسدي سيظل يحتضنك حتى يبلى ، حتى يرتمى للثرى .. حتى تغادرني روحي إليك .



انتهت .

مهابة 06-24-2019 04:55 AM

وربي انك قاسيه كيف قدرتي تكتبين كذا
صحيت البيت بصوت البكاء يحسبون صارلي شي
اكتبلك ويدي ترجف ياخي مره قسيه النهائيه
سوي جزء اخير خلي كل ذا حلم وانه جاءالصباح ونجحت العمليه وتزوجو وجابو اولاد وبنات

انثى مختلفة 06-24-2019 05:58 AM

ليه كذا مرجانه :111::111::111:
والله ماني قادرة اكتب شي
:111::111:

واثـــ الخطوة ـــــق 06-24-2019 10:15 AM

النهاية كنت متوقعها .. و سيناريو أليم جدا و رواية تستحق التقدير

رغم ألم النهاية

أصفق لك بحرارة

مبدعة .. مبدعة .. مبدعة ..

وجه القمر 06-24-2019 06:05 PM

لا اصدق!!
لا اصدق!!

وخالقي لا استوعب كيف استطعتي كتابة هذه النهاية


اين كان قلبك يا مرجانة وانت تكتبين ما كتبته ؟؟؟

وربي ماقدرت اشوف الاسطر الاخيرة من الدموع


انتظر النهاية من اسابيع كي ابكي؟؟؟؟؟؟

مرجانة قررت ان اخنقك ^_^

عاشق الذكريات 06-24-2019 11:51 PM

.



ماذا يفعل الحب هنا
يكذب مضطراً لتقع في حبه وتكتشف ذلك فتعيش مخذوله
يقتل نفسه لتعيش هيَ فيموت وتعيش من بعده حزينةً متألمه
أهـٍ من حُبٍ صادق كان قدره البؤس واليأس <= ياخذ نفس

مرجانه
رواية احداثها مشوقه
اجزائها متغيره ونهايتها مؤلمه
وتبقى تضحية ريكس مؤلمة لكل من يقراء
كتبتيها بكل اقتدار وماهو غريب عليك هالشيء
كنا نقراء بشغف نسعى لمعرفة الاحداث
نتصور مايحدث وكأنه حقيقه
كل هذا لأنك ابدعتي في كتابتها
يعطيك العافية وماقصرتي
وبانتظار كل جديدك
تحياتي :rose:

مَرجانة 06-25-2019 06:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطر غيمة (المشاركة 288380)
وربي انك قاسيه كيف قدرتي تكتبين كذا
صحيت البيت بصوت البكاء يحسبون صارلي شي
اكتبلك ويدي ترجف ياخي مره قسيه النهائيه
سوي جزء اخير خلي كل ذا حلم وانه جاءالصباح ونجحت العمليه وتزوجو وجابو اولاد وبنات

،،،،،،

قلبي عليك
شكلك انهرتِ 😓

المعذرة منك
يا ربي ما توقعت لهالدرجة بتتأثرون ههههههه
آسفة حبيبتي
يوه ما عاد فيني أخرب النهاية كذا أجمل ههههههه


شاكرة لك تفاعلك و قراءتك يا غيمة
سعيدة جداً لمتابعتك

ورود الاوليب لقلبك الأبيض

🌷😘


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى مختلفة (المشاركة 288381)
ليه كذا مرجانه :111::111::111:
والله ماني قادرة اكتب شي
:111::111:

،،،،،،،


حياااااتي شكلك مصدومة بعدك 😅
المهم مشكورة لقراءتك و تفاعلك و حسن متابعتك

و آسفة لو أزعجتك النهاية

ممتنة
و باقة من التوليب لروحك

ما أنحرم منك
😘🌷


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واثـــ الخطوة ـــــق (المشاركة 288420)
النهاية كنت متوقعها .. و سيناريو أليم جدا و رواية تستحق التقدير

رغم ألم النهاية

أصفق لك بحرارة

مبدعة .. مبدعة .. مبدعة ..


,,,,,,

شكراً يا واثق عالتشجيع و التواجد الدائم
ربي يسعدك

ممتنة كثير لقراءتك و تشجيعك و كرمك
تقبل شكري و تقديري

و دمتَ بسعادة دائمة


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجه القمر (المشاركة 288670)
لا اصدق!!
لا اصدق!!

وخالقي لا استوعب كيف استطعتي كتابة هذه النهاية


اين كان قلبك يا مرجانة وانت تكتبين ما كتبته ؟؟؟

وربي ماقدرت اشوف الاسطر الاخيرة من الدموع


انتظر النهاية من اسابيع كي ابكي؟؟؟؟؟؟

مرجانة قررت ان اخنقك ^_^


،،،،،،

ههههههههههه

وين كان قلبي ؟!... اعتقد كان مدفون قبل لا يندفن ريكس

قمر شاكرة لك تواجدك و قراءتك و حماسك مع الرواية
جداً حضورك ابهجني و اسعدني

ممتنة يا قمر

التوليب لروحك و قلبك
دمتِ يا غالية

🌷😘


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الذكريات (المشاركة 288734)
.



ماذا يفعل الحب هنا
يكذب مضطراً لتقع في حبه وتكتشف ذلك فتعيش مخذوله
يقتل نفسه لتعيش هيَ فيموت وتعيش من بعده حزينةً متألمه
أهـٍ من حُبٍ صادق كان قدره البؤس واليأس <= ياخذ نفس

مرجانه
رواية احداثها مشوقه
اجزائها متغيره ونهايتها مؤلمه
وتبقى تضحية ريكس مؤلمة لكل من يقراء
كتبتيها بكل اقتدار وماهو غريب عليك هالشيء
كنا نقراء بشغف نسعى لمعرفة الاحداث
نتصور مايحدث وكأنه حقيقه
كل هذا لأنك ابدعتي في كتابتها
يعطيك العافية وماقصرتي
وبانتظار كل جديدك
تحياتي :rose:

تعقيبك جميل عاشق
لامسني جداً و استوقفني

ربما كان هذا الحب حب خائب من أوله
فكانت كذا نهايته


شاكرة جداً لك يا عاشق
قراءتك و تفاعلك و تسجيعك الدائم

ممتنة كثيراً

دمتَ بسعادة

إمبراطورة البحر 06-28-2019 03:15 PM

ي لجمال الحب وكم هو مؤلم ومؤسف ان تنتهي هكذا .. نهاية مؤلمة جداً ..
رواية عشنا مع احداثها وابطالها وكنا ننتظرها بشوق كل يوم .. :127:
حب ريكس الصادق .. عناد وعفوية اماندا .. خجل الفريد .. والصديقة الوفية سارة ..
ولا انسى صاحب الرسائل الذي اسرنا منذ بداية الرواية .. :127:
تملكنا الشوق والحماس مع احداثه المتغيرة وخيبة توقعاتنا في بعض الاحيان ..
كنا نقرأ والإبتسامة تعلو وجوهنا تارة وتحزن تارة اخرى مع مجريات الاحداث ..
وكأننا معهم في قلب الحدث .. وهذا يكفي لأقول انكِ عظيمة ي مرجانة :127:
ابدعتِ واجدتِ في الوصول لقلوبنا ب حرفكِ ..
شكراً لــ 17 يوم من الجمال والحماس ..
الله يسعدكِ .. وكلي شوق لجديدكِ

:رحيق::127:


الساعة الآن 09:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.