منتديات جمانة فلسطين

منتديات جمانة فلسطين (Http://www.jomana.net/vb/index.php)
-   إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية (Http://www.jomana.net/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   ( استفهام ).. رواية (Http://www.jomana.net/vb/showthread.php?t=22404)

مَرجانة 06-11-2019 04:52 PM

ههههههه ربي يسعدكم

اممممم اذا تفرغت الليل ابشروا
اسعدني حماسكم ما انحرم :)

واثـــ الخطوة ـــــق 06-12-2019 10:27 AM

الله يعين هالبنت مسكينة

الله يستر من تاليها

واصلي :رحيق:

مَرجانة 06-12-2019 11:12 AM

إن شاء الله واثق

مشكورين
الان مع الجزء الخامس

مَرجانة 06-12-2019 11:15 AM

الجزء الخامس ••❓


في الإستراحة ، وبعد أن أخذنا أنا و "سارة" طعامنا عدنا إلى القاعة .. جلسنا في مقعدينا ، قالت "سارة" بانفعال

- أنتِ مملة اليومَ كثيراً يا "آماندا"! ، ازيحي ذلكَ المعتوه عن تفكيرك .. كوني معي لنصف ساعةٍ على الأقل!

نظرت إليها بملل و قلت

- لستُ مكترثةً له .. لكن لا أعرف ما أصابني .

و استندت على الكرسي و أنا أنظر أمامي ، فلمحت في درج طاولتي ورقةً موردة! ، تشبه تماماً ذلك الظرف الذي يرسله إليَّ ذلك المعجب .
تسارعت دقات قلبي ، لست أصدق!
وبحركةٍ سريعة مددت يدي و التقطتها ، نعم كانت رسالةً منه!

تبادلنا النظرات أنا و "سارة" ، و كذلك الإبتسامات!

تكلمت "سارة"

- رسالةٌ منه!
- نعم ، لعله وضعها قبل مجيئنا!
- أسرعي و افتحيها لتقرئي .
- حسناً .

فتحتها على استعجالٍ و كلي لهفة لأن أقرأ ما كتبَ فيها .. ترى هل سئمَ و قرر أخيراً أن يصرح لي عن اسمه ويكشف لي عن نفسه؟!

(( إلى العزيزة "آماندا"
انقطعتي عن الكتابة إلي ، ففقدت لذة الكتابة .. بعد أن أدمنت حروفك و كلامكِ ، لذلك توقفت
أتساءلُ لما تعطين الموضوع حجماً أكبر منه و هو لا يستحق؟! ، أخبرتكِ أني سأظهر قبالتكِ قريباً .. ولن أتراجع عن قولي ، أحبكِ يا "آماندا" ، و لا أريد منكِ إلا أن تتحمليني قليلاً ، بعدَ أن تحملتني كل هذه المدة ، و لا تحرميني رسائلكِ العطره ، لقد آلمتنـ ..

تملكني الغضب كثيراً بعد أن قرأت هذين السطرين ، عفستُ الورقة بكلتا يدي و ألقيت بها في الدرج بانفعال


- لا فائدة .. كرهتُ هذا اللعب!

قالت "سارة" وقد بدى عليها القلق

- هوِّني عليكِ يا عزيزتي .

و لكنني دون وعيٍ ومع أول فكرةٍ تبادرت إلى رأسي ، مددت يدي إلى ظرف الرسالة ، أمسكتُ به و وقفت مستديرةً حيث الزملاء وقلت و الإنفعال ما زال بادٍ علي

- من وضعَ هذا في درجِ طاولتي!؟

التفت الزملاء إلي و المفاجأة أدهشتهم ، فحركت الظرف بيدي و أنا أكرر

- من وضعَ هذا في درج طاولتي؟

تبادل الزملاء نظراتهم .. ثم نظروا إلي ، منهم من قال لا يدري و منهم من اكتفى بهز رأسه يمنةً و يسرة

في هذه اللحظة جاءني صوت "إليزا" من خلفي قائلة

- أ هي رسالة؟!

استدرت إليها ، كانت تعقد حاجبيها وتنظر إليّ .. فأجبتها و قد انتابني شعورٌ بالإحراج من تصرفي

- هل تعرفين من وضعها في درج طاولتي؟!

قالت وهي تقترب مني


- من أين لي أن أعرف!؟

و بحركةٍ سريعة خطفت الظرف من يدي ، تفاجأت و صرخت فيها بغضب

- أعيديه يا "إليزا"!

رفعته أمام عينيها و قرأت ما كتب عليه بصوتٍ عالٍ و واضح و كأنها تتعمد إسماع الزملاء بما كتب عليه

- إلى العزيزة "آماندا" .. من عاشقكِ المخلص .

صرختُ عليها من جديد وقد ازداد غضبي

- "إليزا"!

قلت ذلك وسحبت الظرف من يدها

- أنتِ وقحة!

ابتسمت بسخرية و قالت ببرود

- إذاً هذا من كان يعكر صفوكِ يا "آماندا"؟ ، ذلك من اختطف البسمة من شفتيكِ؟ ، هل يؤذيكِ ذاك المجنون؟!

حدقت فيها بصمتٍ و القهر يحرق قلبي ، فصرخت "سارة" قائلة

- اخرسي يا "إليزا"! .. ما نفع قولكِ هذا الآن؟
- لن ينفعَ في شيء ، كنت أحاول الإطمئنان عليها و حسب .

استجمعت قواي حينها و أخذت نفساً ، و استدرت إلى الزملاء من جديد و التوتر أخذ مني مأخذه ، فقلت بصوتٍ مرتعش


- من منكم يلعب هذه اللعبةَ معي؟

لم ينطق أحدٌ بحرف ، كانوا ينظرون إليَّ كالبُلَهاء .. فقلت وقد احتد صوتي

- من ؟! .. أ لن يعترف؟! .. حسناً ، ألم تروا أحداً يتردد على طاولتي يضع ظرفاً كهذا؟!

وما من جواب ، سوى صمتٍ يزيد غضبي و ألمي .. فقلت وقد تسلل اليأس إلى داخلي و الدمع بدا في مآقي

- لقد سئمت هذا اللعب ، فالتعترف .. فالتنهي كل هذا .

و رميت بالظرف على الأرض و خرجت مسرعةً من القاعة ، أذرف دموعي قهراً و حرجاً من الموقفِ الذي وضعتُ نفسي فيه .
جلست على الدرجات أمسح دموعي ، حتى هدأت و كفت دموعي عن الإنهمار ، ظللت صامتةً أفكر بألمٍ في ذاك المختبيء الذي تسبب في كل ذلك ، لقد أفقدني صوابي .

في هذه اللحظة كان جميع الطلاب ينسحبون إلي القاعات ، فلقد حان وقت الدرس .. لكني كنت أشعر بالإرهاق ، لا قدرة لي على استيعاب أي شيء .
نهضت و سرت نحو دورة المياه ، فتحت صنبور المياه و غسلت وجهي لعلني أبدد التعب و الإرهاق الذي حل بي .

وبينما كنت كذلك ، جاءني صوت شابٍ من خلفي

- "آماندا"؟

توقفت للحظة أحاول تمييز الصوت ، ثم التفت أنظر إلى صاحبه متسائلة ، فقال

- أنتِ "آماندا"؟

هززت رأسي بالإيجاب ، ولفت انتباهي ظرفٌ كان بيديه .. إنها رسالة!
فعدت بنظري إلى وجه الشاب و قلبي يخفق بقوة ، فسألت

- ماذا هناك؟ ، من أنت؟


بدا الشاب حائراً وهو يتكلم ، التفت لوراءه ثم أعاد النظر إلي وقال

- لقد أعطاني شابٌ هذه الرسالة ، طلبَ مني أن أعطيها لكِ .

حدقت فيه بصمت ، ثم اقتربت منه وسألته

- من هو ذاك الشاب؟ ، هل تعرفه؟
- لا ، لا أعرفه .

قال هذا و مدّ الظرف إليّ ، لكني لم ألتقطه من يده .. بل شرعت بسؤالٍ آخر

- هل تستطيع تذكر وجهه؟ ، ستميزه إن رأيته ثانيةً!؟

صمت للحظة ، ثم أجاب

- نعم أعتقد ، ألن تأخذي هذه الرسالة؟!

أمسكته من يده وقلت و أنا أتقدمه

- تعال معي .
- ماذا هناك؟!

لم أجبه ، بل سرت به إلى قاعتي وتوقفت عند الباب وقلت له

- أريدك أن تلقي نظرةً على طلاب هذه القاعة ، إن ميزته أخبرني .

كان ينظر إليّ بحيرة و تردد ، فقلت بإصرار

- ذلك مهم ، أرجوك .


و دون أن يقول شيئاً ، ألقى نظرةً من الباب المفتوح على الطلاب .. همست قائلة

- ركز جيداً .

بعد لحظات .. إبتعد عن باب القاعة و قال

- لم أره ، ليس هنا على ما يبدو .

تأففت بضجرٍ و استدرت لأذهب ، فاستوقفني قائلاً

- ماذا عنها؟!

نظرت إليه ، كان يهز الرسالة بيده مشيراً إليها .. فقلت متضايقة

- عندما تعثر عليه ، أعدها إليه .. أخبره أن "آماندا" عزمت أن لا تستقبل رسائلك بعد اليوم ، أخبره بذلك!
- من أين أعثر عليه!؟
- قد يعثر عليك هو ، لا ترهق نفسكَ في البحث عنه .

و تابعت سيري حتى وصلت إلى السلم ، فجلست على الدرجات حيث كنت أفكر من جديد ، هل ما أفعله صحيح؟! ، ألا يجب أن أمنحه فرصة؟ ، لا إنه لا يستحق .. بعد كل ما حدث و أصابني من تحت رأسه .. يجب عليّ نسيان أمره تماماً .
و بينما كنتُ كذلك ، تشتت أفكاري حينما أحسست بذاك الشاب يجلس بجانبي قائلاً

- هل لي أن أعرف لما أنتِ غاضبةٌ عليه لهذا الحد؟

عقدتُ حاجبي و نظرتُ إليه قائلة مستنكرة

- و ما شأنكَ أنت؟! ، يمكنك أن تنصرف عني الآن .
- برأيي تظلمينه ، لو رأيتي عينيه كيف كانتا .

حدقتُ في عيني الشاب بصمت ، كان يتكلم بجدية! .. أحسست بغضبي انجلى ، و حلت محله الشفقة و الحنان ، فسألته بهدوء


- كيفَ كانتا؟
- كانتا كعينيكِ .. متألمة ، حزينة ، آسفة و حائرة .. داخله يحترق ، يتمزق!

و أنا أحدق في عيني الشاب ، أحسست بالحمرة علت وجهي ، فصددت عنه و لزمت الصمت ، فقال

- ماذا حدث بينكما؟

التفت إليه من جديد

- ما اسمك؟

صمت للحظة ، ثم أجاب

- "ريكس" .
- "ريكس" .. هللا فتحتَ الرسالة و قرأتها بصوتٍ واضح .

سكنت ملامحه وهو يحدق في ، ثم قال

- لمَ لا تقرئها أنتِ؟!
- أقرأها أنت ، ما عدتُ أريد قراءة رسائله .

و بترددٍ واضحٍ عليه ، فتح الظرف و أخرج منها الورقة ، فتحها .. و صمت للحظة ، استحثثته قائلة و أنا أنظر أمامي

- لا تخجل مما كتب ، إقرأ و حسب .

وبدأ القراءة بصوتٍ مرتبك

(( إلى العزيزة ، الرائعة ، الفاتنة ، الجميلة .. إلى من تملكت قلبي وسلبتني .. إلى من خفقَ لها قلبي . .

و انقطع صوتهُ فجأة

نظرت إليه ، كان يحدق في الورقة بصمت ، فقلت له

- لماذا توقفت؟ ، تابع!

أخذَ نفساً و تابع بهدوء

(( إلى من خفقَ لها قلبي دون الجميع ، إليكِ يا من أحببتكِ و وهبتكِ كل مشاعري ، إليكِ يا من شاركتني كل أحاسيسي ، إليكِ يا "آماندا" ، فالتعلمي أني أحببتكِ بصدق .. لستُ عابثاً كما تظنين ، لستُ إلا فتىً أستبد به عشقكِ فأصابه بالجنون ، قد أكون أهوى اللعبَ معكِ .. لستُ أنكر ، ولكن ألا يمكنكِ مشاركة اللعبَ من أحبكِ؟! ، ألا يمكنكِ منحي قليلاً من المتعة؟! ، أنا ملككِ يا "آماندا" ، قلبي بين يديكِ ، يرجو عطفكِ لا قسوةً منكِ ، عزيزتي و حبيبتي ، أدميتي قلبي بذرف دموعكِ منذ قليل ، ألمي كان أشدُّ ألماً من ألمكِ .. لم أتخيل يوماً أن أكون سبباً في اهراق ماء عينيك ، انفعالكِ و غضبكِ احرقني ، أسعرَ جوفي .. إن كنتِ احترقتي مرةً فلقد حرقتُ ألف مرة ، تريثي عزيزتي ، ثقي بحبي ، ثقي بأني لستُ عابثاً يروق له العبث بطهرٍ كطهرِ قلبك ، سأمنحكِ وقتاً وراحةً ، إن كان ذلكَ يريحكِ ، و أكرر مؤكداً ، إني أعشقكِ صادقاً ، فثقي بعشقي

عاشقكِ المخلص ))

عندما انتهى ، قلت له بعصبية

- هل فهمت لما أنا غاضبةٌ منه؟! ، يدعي أنه عاشق يريد اللعب مع معشوقته! ، يخفي نفسه غير آبهٍ بالألم الذي يتسبب به لي ، يظن أني سأخدع! ، كم هو مجنون .

نظر إلي بهدوءٍ شديد ، ثم قال بنبرةٍ منخفضة

- ألا تصدقينه؟

أدرت وجهي عنه ، كان سؤاله حساساً جداً ، قلت بعد تفكير و أنا أنظر إليه

- لا أعرف يا "ريكس" ، جزء مني يصدقه ، لكني لا أتقبله! .. لا أتقبل هذه السخرية و التفاهة!

أعاد الورقة إلى الظرف و مده إلي قائلاً


- خذيها ، برأيي فكري جيداً بما كُتِبَ فيها ، إمنحيه فرصة .

وقفت قائلة

- احتفظ بها و أعدها إليه كما أخبرتك ، أنا سأعود إلى القاعة ، شكراً لك وعذراً ، لقد أزعجتك معي و سرقت من وقتك كثيراً .

وعدت إلى القاعة ، كنت أشعر بقليلٍ من الراحة بعد الحديث مع "ريكس" ، أرجو أن يعثر "ريكس" على ذلك المعجب ليرمي رسالته في وجهه ، يجب أن ينتهي الأمر عند هذا الحد .

==============

عدت إلى منزلي و ذهبت فوراً إلى غرفتي ، رميت بنفسي على فراشي متعبة

ما حدث اليوم تتكرر أحداثه أمامي ، تشوش رأسي و تغتصب راحتي .. لا أستطيع إلا أن أفكر بما حدث .
تذكرت كلمات الرسالة الثانية التي قرأها علي "ريكس" ، كانت كلماته صادقة جداً كما أحسست ، لكن لا أعرف لما أشعر بغضبٍ شديدٍ منه .. لا أستطيع أن استمر معه في هذه اللعبة!

تقلبت في فراشي قليلاً حتى غفوت ، ولم أستيقظ من غفوتي إلا على صوت أخي "ألفريد" وهو واقفٌ عند باب غرفتي

- "آماندا"؟

جلستُ و نظرت إليه

- أهلاً "ألفريد" ، أراك عدت .
- نعم جئت الآن فقط ، كنتِ نائمة .. ذلك ليس من عادتك!

أشحت وجهي الحزين عنه و لزمت الصمت ، فاقترب مني و جلس بجانبي قائلاً

- ما بالكِ يا "آماندا"؟! ، تبدين مرهقة!


نظرت إليه في هدوء للحظات ، ثم قلت

- أتذكر تلك الرسالة التي حدثتك عنها منذ مدة؟ ، تلك التي تحتوي استفهاماً !

عقد حاجبيه وهو يسترجع ذاكرته ، ثم قال متذكراً

- نعم ، قلتِ أنها من معجب .
- نعم ، إنها كذلك .. ولقد إستمر في مراسلتي حتى هذا اليوم .
- هل حدث شيء؟! ، هل تعرفتي عليه؟

هززت رأسي بالنفي ، ثم قلت

- لم أعرف من هو لأنه يرفض إخباري ، لهذا .. قررت تجاهله ، و عدم الرد على رسائله .
- لماذا يرفض؟!
- لسببٍ واهي ، أعتقد أنه يعبث معي كما أخبرتني سلفاً .
- إن كان كذلك ، فحسن فعلتِ .. لا ترهقي نفسكِ بالتفكير في أمره .

ثم ابتسم و قال

- سأعد طعام العشاء ، ما رأيكِ أن تتصلي بصديقتكِ "سارة" لتتناول العشاء معنا؟

ابتسمت قائلة

- أ تريد ذلك؟
- بل من أجلكِ يا أختي! ، هي الوحيدة التي تستطيع أن تحسنَ من مزاجكِ المبتئس .
- دعها تمضي ليلتها بهدوء ، كانت غاضبةً مني و نعتتني بالمملة اليوم .

ضحك "ألفريد" ثم قال وهو يقف

- لا عليكِ ، هي فقط لم تعتد أن تراكِ هكذا ، هيا انضمي إلي بعد نصف ساعةٍ لتتناولي العشاء .

- حسناً ، شكراً "ألفريد" .

=========

في اليوم التالي ، في المعهد بالتحديد .. كنت أنا و "سارة" نسير في فناء المعهد قبل بدء المحاضرة ، و كنت أتحدث معها

- لقد طلبَ مني "ألفريد" أن أتصل بكِ البارحة لتتناولي طعام العشاء معنا .

توقفت "سارة" عن السير متفاجئة ، نظرت إلى عينيها المتسعتين و قلت

- ما بكِ؟!
- هل حقاً طلبَ ذلك؟!
- نعم ولكني امتنعت .

اقتربت مني أكثر وقالت وهي تحدق في وجهي مبتسمةً بخجل

- هل تعنين أنه اشتاق إلي؟!

ابتسمت وقلت لها

- أحسست أنه كذلك ، لكنه قال بأن تأتي لأجلي ، لقد حزن على حالي البارحة عندما رآني متضايقة .. و بعد أن أعلمته بشأن الإستفهام ذاك ، لهذا طلب أن أستدعيكِ .

ابعدت وجهها عني وهي تزم شفتيها و كأن الكلام لم يعجبها ، ثم ضربتني بحنقٍ على كتفي قائلة

- ليتكِ هاتفتني ، لما أنتِ حاسدة؟!
- لست كذلك ، لكني في مزاجٍ سيء ولن تتحملي مزاجي و ستنعتيني بالمملة كالأمس!
- لن آتي لأجلك بل لأجل "ألفريد" .

رفعت حاجباي و اتسعت عيناي وقلت لها بانفعال


- أنتِ وقحة! ، و تقولين ذلكَ في وجهي؟!
- هل أكذبُ عليكِ؟! ، أراكِ في المعهد فلما أشتاقكِ في المساء أيضاً؟!

في هذه اللحظة ظهر قبالتنا "ريكس" ، نظرنا إليه متفاجئتين .. فقال وهو ينظر إليّ

- مرحباً "آماندا" .
- مرحباً "ريكس" .

نظرت إليّ "سارة" وقالت تسألني

- من هذا الشاب؟!

أجبتها

- فتىً تعرفت عليه بالأمس ، اسمه "ريكس" .

ثم نظرت إلى "ريكس" وقلت أعرفه على "سارة"

- صديقتي العزيزة و الوحيدة "سارة" .

قال "ريكس" وهو ينظر نحو "سارة"

- تشرفت بمعرفتك .
- أنا كذلك .

ثم نظر إليَّ و أخرج الرسالة من جيبه و قال يمدها إليّ

- لم أعثر عليه بالأمس ، لذا أتركيها معكِ .


تفاجأت "سارة" وقالت

- إنها رسالة يا "آماندا"! ، ما شأن هذا الفتى بها؟!

نظرتُ إليها قائلة

- أخبركِ بكل شيءٍ بعد قليل .

ثم مددتُ يدي والتقطتها من يده ، وأمسكت بها بالإبهامين و السبابتين ومزقتها .
شهقت "سارة" وقالت متعجبة

- مالذي تفعلينه!؟ ، لما مزقتها؟!

رميت قصاصاتها أرضاً و نظرتُ لـ "ريكس" قائلة بانفعال

- انتهى أمرها ، آسفة لإزعاجك .

تنهد الشاب وقال وهو يعقد حاجبيه

- إفعلي بها ما تشائين ، إلى اللقاء .

و انصرف مبتعداً عنا .

أمسكت "سارة" بذراعي وقالت وقد نفذ صبرها

- لما فعلتِ ذلك أخبريني؟!

قلتُ بعصبية

- لا أريدُ رسائل أخرى ، لقد انتهى كلُ شيء!

- و ما علاقة هذا الفتى "ريكس" ؟!
- بالأمس بعثه ذاك المعجب ليوصل لي هذه الرسالة ، لكني لم آخذها منه و طلبت منه أن يعيدها إليه ، ولكن المعجب اختفى كما يبرع عادةً في الإختباء!
- فهمت!
- هيا لنذهب إلى القاعةِ إذاً قبل أن يبدأ الدرس .
- هيا .

مهابة 06-12-2019 12:22 PM

اذا خلصتي الروايه يقرها حريتي اتصلي مثل امنداا

إمبراطورة البحر 06-12-2019 03:46 PM

هل يمكن ان يكون ريكس هو صاحب الرسائل ؟!.
قاسٍ جداً ما يفعله بتخفيه وما الوم اماندا ..
متحمسة جداً للجزء التالي .. ع رغم من تحمسي الا انني لا اود ان تنتهي سريعاً ..
بشوق لكِ مرجانة :127: ..

انثى مختلفة 06-12-2019 07:07 PM

صراحة شي يحرق الاعصاب واتوقع انه هو نفسة
ريكس
بنتظار باقي الاحداث
ربي يسعدك ي مبدعة :127:

مَرجانة 06-13-2019 09:40 AM

ههههههههه حبيبيت توقعاتكم
و سلامتك أنثى من حرق الأعصاب

سعيدة بحماسكم
مشكورين

الجزء السادس بعد قليل

مَرجانة 06-13-2019 09:43 AM

الجزء السادس ••❓


هذه الفترة مرت عسيرةً علي! ، أن أشتاقَ إلى صاحب الرسالة و أمنعُ نفسي عنه ، ليس بالأمر السهل .. أن تضغط على نفسك و قلبك .. أمرٌ صعب و لا يحتمل! .. لما نكابر يا ترى؟ ، لما لا نسمح لأن تمر الأمور بسهولة ؟
لما ندمر قلوبنا العطوفة و المحبة!؟
كان الندم يتسلل إليَّ أحياناً لأني لم أجيب على رسالة المعجب الأخيرة فوراً ، وكنتُ أعزي نفسي بأنه لم يفت الأوان بعد ، وكلما قررتُ الكتابة إليه .. تراجعت!
هكذا يعبثُ بنا الكبرياء .

بعد يومان ، كنت في المعهد جالسةً وحدي أتناول طعامي في وقت الإستراحة ، و بينما أنا كذلك .. جاء الفتى "ريكس" و جلسَ بجانبي قائلاً

- مرحباً يا جميلة .

نظرت إليه باستغراب ، و قلت بهدوء

- هذا أنت؟

ابتسم و قال

- عندما نقول مرحباً ، بما يرد علينا الناس يا ترى؟!

ابتسمت وأنا اشيح بوجهي عنه و أجبت

- أهلاً بك .
- أراكِ وحيدة ، أين صديقتك "سارة"؟
- تغيبت اليوم لأنها متوعكة .

ثم نظرت إليه

- ماذا عندك ؟

رفع حاجبيه و أجاب

- لا شيء ، رأيتكِ تجلسين وحدكِ فأحببتُ الإنضمامَ إليكِ ، في الواقع أريد الإطمئنان عليكِ .
- تطمئن؟!!
- لم تكوني بحالٍ جيد منذ فترة بسببِ صاحبِ الرسالة .

قلت دون اكتراث

- لا تهتم ، تجاوزت الأمر و لم يعد أمره يهمني .
- حقاً؟!
- حقا .

هز رأسه بصمت .. ثم قال سائلاً بهدوء

- هل كنتِ تحبينه؟

حدقت في وجهه بغضبٍ و قد فاجأني سؤاله ، حينما نظر إلي و فهم إنزعاجي من سؤاله ، ضحك و قال مهدئاً

- حسناً حسناً ، لا أقصد التدخل ، كنت أسأل فقط .

صددت عنه و ألتقطت قارورة الماء خاصتي و وقفت مغادرة ، استدرت عنه ومشيت ، ولكنه تبعني و مشى بجانبي سائلاً

- أ ليس لديكِ صديق؟

توقفت عن المشي و التفتت إليه ، فتابع مبتسماً

- صديقٌ وسيمٌ مثلي؟!

بينما أنهى كلماته ، فتحت قارورة الماء و رششت مافيها على وجهه .. أصدر شهقةً خافته ثم قال بانفعال

- ماذا تفعلين؟!

أصدرت ضحكةً صغيرة و قلتُ بشقاوة

- هكذا أتعاملُ مع الوسيمين أمثالك!
- ما الذي فعلته!؟

رفعت كتفاي و قلت بسخرية

- لا شيء ، لكن كف عن ملاحقتي!

قلت هذا و استدرت و الأبتسامة ملء فمي متابعةً سيري عائدةً إلى القاعة

==============

في صباح اليوم التالي ، كنت برفقة "سارة" صديقتي عند باب المعهد ، دخلنا إلى الداخل و توجهنا مباشرةً إلى القاعة .. و عندما اتخذنا مقعدينا ، انحنيت نحو درج طاولتي أنظر إلى داخله .. ثم اعتدلتُ في جلستي بخيبة .

سألتني "سارة"

- تبحثين عن رسالة من ذاك المعجب؟!

هززت رأسي بالإيجاب و قلت في هدوء

- لعله لن يراسلني بعد الآن .
- أ ليس هذا ما كنتِ تريدينه؟!
- صحيح ، و لكن لم أتوقع أن يتراجع بهذه السهولة عن مراسلتي!

قالت "سارة" دونما اكتراثٍ و هي تحرك يدها اعتباطاً

- ليذهب بعيداً ، يجب أن تكوني شاكرة يا "آماندا"! ، تخلصتي من عابثٍ لا تعلمين كيف ستسير الأمور معه في النهاية .
- لعله لا يعبثُ يا "سارة" ، كانت رسالته الأخيرة صادقة!

حدقت في وجهي بصمتٍ و حيرة ، فأصدرتُ تنهيدةً ثم قلت

- لكن طالما أن الأمر انتهى ، فيجب أن انسى و أخرجه من عقلي .
- نعم يجب أن تفعلي .

أخذت نفساً و استندت على مقعدي و الأسى يعتصرني ، ما كنتُ أريد أن تؤل الأمور إلى هذا الطريق .. ما كنتُ أريد!

و مضت المحاضرات مملة بطيئة ، لم استوعبها كثيراً لتفكيري بصاحب الرسائل ، أو المعجب ، أو العاشق كما يدعي .. كنتُ أفكر أن أكتبَ له إن لم يكتب لي هذه الفترة ، لكن كيف أوصلها إليه!؟
بدا الأمر مستحيلاً فعدلت عن هذه الفكرة ، لا فائدة أن أكتبَ إليه وهو لم يرشدني إلى طريقه و لم يسعفني باسمه على الأقل .

و في فترة الإستراحة ، كنت و "سارة" جالستين نتناول طعامنا في المقصف .. و بينما نحن كذلكَ أقبل إلينا "فرانك" قائلاً

- مرحباً "سارة" ، "آماندا"

رددنا التحية

- أهلا بك .

جلس في المقعد الذي بجانب "سارة" و قال و هو يرفع كتاباً في يده

- أنظري يا "سارة" ، هذه هي الرواية التي أخبرتكِ عنها الأسبوع الماضي .. رائعة جداً و أحداثها مليئة بالغموض و الإثارة!

لمعت عينا "سارة" وقالت بحماس

- جميل! ، كنتُ متشوقة لقراءتها .
- هذهِ هي بين يديكِ الآن .

فجأةً على الحزن وجه "سارة" و قالت بأسى

- عذراً "فرانك" ، نسيت إحضار روايتك التي استعرتها منك الأسبوع الماضي .

ابتسم و قال

- لا تكترثي .. لكن أخبريني كيف كانت؟!

في هذه اللحظة انهيت طعامي ، و قفت قائلة

- حسناً "سارة" ، سأسبقكِ إلى القاعة الآن .

نظرت إليَّ قائلة

- حسناً .

و عادت تتابع حديثها مع "فرانك" ، حملت كأس قهوتي و ابتعدتُ عنهما .. غادرت المقصف و مشيت في الممر مغادرة ، و بينما أنا كذلك ظهر قبالتي فجأة "ريكس" مهرولاً .. كاد أن يرتطم بي لولا أني مددت يدي اليسرى خوفاً من أن يرتطم بي و تسكب القهوة علي!
توقف "ريكس" عند يدي .

لم يصطدم بي ، ومع ذلك قهوتي لم تنجو من الحادثِ و سكبَ منها على بلوزتي .

وقفَ "ريكس" يحدقُ بي بذعر و قال

- أعتذر! ، هل احترقتي؟!

وجهتُ له نظرات الغضب ، من حسن الحظ لم تكن القهوة ساخنة كثيراً .
قلت بعصبية

- لما تهرول هكذا في الممرات!؟ ، متى ستنضج أيها الفتى!؟

أقتربَ مني قائلاً بقلق

- أخبريني الآن ، هل تأذيتي؟! .. دعيني أرى .

اتسعت عيناي تعجباً و أشرت له بالتوقف قائلة

- ماذا ترى أيها المعتوه؟! .. لا تقلق لم تكن القهوة ساخنة كثيراً .. أنا بخير .

و نظرت إلى بقعة القهوة على بلوزتي بقهر و أضفت بحزن

- عدى بلوزتي الزرقاء الأنيقة .

أمسك بيدي قائلاً

- تعالي معي ، لننظفها قبل أن تجف القهوة عليها ، سيسهل إزالتها الآن .

صرخت في وجهه و أنا أسحب يدي

- لقد أفسدت بلوزتي أيها المزعج ، أتركني و شأني الآن .

قال بإصرار

- لا لن أفعل ، تعالي معي .

و أمسكَ بيدي و قادني إلى دورة المياه ، وعند وعاء الغسيل .. سكبت ما تبقى من القهوة و رميت بالكأس الورقي في القمامه ، قال "ريكس"

- أنا حقاً أعتذر ، لقد أفسدتُ مزاجكِ على ما يبدو .

قلت بانفعال

- كثيراً!

فرأيته فجأةً يخلع سترته الرمادية ليظل بقميصه الأبيض و مده إليَّ قائلاً

- أدخلي الحمام و استبدلي ثيابكِ حتى ننظف بقعة القهوة .

نظرت إليه بتعجب غير مستوعبة ما يقول .. فضحكت و قلت

- هل تسخر!؟
- لا لستُ أسخر ، كيف ستنظفينها و أنتِ ترتدينها؟ .. ستتبللينَ كثيراً!

انفجرتُ من الضحكِ و أنا أنظر إلى سترته ، فضحكَ هو الآخر و قال

- راقَ لكِ الأمر؟!

فهدأتُ و قلت .

- لا أصدقكَ حقاً ، تريد مني أن أرتدي هذا!؟ ، كيف سأبدو؟!
- أسرعي ، أسرعي فقط و إلا فإن القهوة لن تزول أبداً .

أخذت سترته و الإبتسامة تعلو وجهي ، و دخلت إلى الحمام و ارتديت سترته ، عادت لي نوبة الضحك من جديد .. كان مظهري غريباً و مضحكاً بسترةِ "ريكس"!

خرجتُ من الحمام بارتباك ، اختلست النظر هنا و هناك .. فقال "ريكس"

- لا تقلقي ، المكان خالٍ .. أسرعي و حسب .

تقدمت نحوه بخجلٍ و قلت

- أبدو مضحكة أ ليس كذلك؟
- على العكس .

قال هذا و أخذ البلوزة من يدي قائلاً

- سأنظفها عنكِ .

ابتسمتُ و أنا أنظر إليه و قلت

- تبدو لطيفاً أكثر من المعتاد!

أجابني وهو يفتح صنبور الماء

- لم تتعرفي عليَّ جيداً ، أنا لطيف دائماً .

قال هذا و أدخل البلوزة كلها تحت الماء ، فشهقت دهشةً و أسرعت نحوه لأخذ بلوزتي من يديه قائلة بقهر

- بل أنتَ فاشلٌ في كل شيء! .. لما بللتها كلها بالماء؟ ، متى ستجف الآن؟!

نظر إليَّ متفاجئً و قال بصوتٍ منخفض

- لم يخطر ذلكَ ببالي!

قلت بغضبٍ و أنا أدفعه

- ابتعد ، ابتعد .. لقد أفسدتَ كل شيء .

و صرت أغسل أثر القهوة بحزنٍ شديد ، فقال

- لا فائدة الآن ، لقد تبللت و انتهى الأمر .
- كل ذلك بسببك! ، كيف ستجف الآن!؟
- أجدُ حللاً لا تقلقي .

قلت بسخريه

- هه! ، لم أعد أثق بك .

ضحك بهدوءٍ و قال

- لا تحزني "آماندا" ، حقاً لم يخطر ببالي! ، ثم لا بأس .. امضي بقية اليوم في المعهد بسترتي .

أغلقت صنبور الماء بعد أن انتهيت و استدرت إليه قائلة و أنا أعبسُ بوجهي

- لا تضحكني ، كيف سأخرج أمام الجميع بسترةٍ شبابية!؟
- إنها تليقُ بكِ .

اتسعت عيناي بعصبية و حدقت فيه بغضب ، فقال متداركاً

- أعني ، لستِ سيئة .. ليس مخجلاً أبداً! .. صدقيني .

قال هذا و أمسك بالبلوزةِ و عصرها بقوةٍ ليخرج ما فيها من الماء الزائد .
بعد أن انتهينا ، خرجنا من دورة المياه .. كان الجميع قد ذهب إلى القاعة لاستئناف الدروس ، فزال عني الإرتباك و أنا أخرج بسترةِ "ريكس" المجنون .
سرنا في الفناء حيث الهواء الطلق ، كان الهواء قوياً ومنعشاً .. نظر إليَّ مبتسماً

- لنلوح بها هنا حتى تجف .

ضحكت و قلت

- كفّ عن السخرية .

ضحكَ هو الآخر و قال

- لست أسخر .

و نشر البلوزة و أخذ يلوح بها في الهواء و قال

- ما رأيكِ؟!

أصابتني نوبة ضحك مجنونة ، فضحكت بصوتٍ عالٍ و أنا أحاول أن أتكلم

- توقف أيها المجنون!

ضحك هو الآخر و هو لا يزال يلوح بها .. لم أتوقف عن الضحكِ بسهوله ، بل استمريت في الضحكِ حتى توقف عن التلويح بها ، ثم ذهب نحو إحدى النوافذ و ربطها بها ، قلت له باستغراب

- أيها الأبله ماذا تفعل؟! ، ستعلق بلوزتي هنا؟!!

أقترب مني و قال

- هل لديكِ حلٌ آخر؟! ، أم تتوقعين مني أن أمسكَ بها عند الهواء حتى تجف؟

قلت بصوتٍ منخفض

- أنتَ أبله!
- هيا عودي للقاعةِ لتلحقي بدرسكِ الآن يا "آماندا" ، هيا!

ابتسمت إليه و قلت

- حسناً ، شكراً لك .

و استدرتُ ذاهبةً إلى القاعة ، و نسيتُ تماماً أمر سترة "ريكس" التي أرتديها! ، لم أتذكر أمرها إلا بعد أن جلستُ في مقعدي و سألتني "سارة" بهمس

- متى استبدلتي ثيابكِ؟!

حينها تذكرت ، و ضعت أصابعي على شفتي بخجلٍ و همستُ لها

- أخبركِ بعد الدرس .

==================

بعد أن انتهى وقت المعهد .. غادرت أنا و "سارة" عائدتين إلى منزلي ، وكنت أثناء طريق العودة أحكي لها سبب ارتدائي سترةَ "ريكس" .. و عند باب منزلي كنتُ قد ختمت الحكاية!

- هذا كل ما حصل يا عزيزتي ، لكن لو ترين "ريكس"! ، إنه معتووه!

قلت ذلك و ضحكت .. فقالت "سارة" ضاحكة

- يبدو أن الفتى "ريكس" مرحٌ و لطيف .

فتحت باب المنزل ودلفنا إلى الداخل ، أجبتها بعد أن جلسنا على الأريكة

- إنه كذلكَ فعلاً ، لقد انتشل حزني و أسفي بمرحه .. رغم أنه أغضبني كثيراً عندما سكبَ القهوة علي .
- صحيح ماذا قررتي بشأن صاحب الرسائل؟!

فقدت ابتسامتي و مرحي حينما ذكرت "سارة" أمر المعجب ، فقلت لها بهدوءٍ و ألم

- لا أعرف ، لكن سأحاول أن أصل إليه .
- كيف؟!

صمتت و لم أعرف بماذا أجيب ، كيف أصل إليه؟! .. و هو اختفى دون أن يترك خلفه أثراً استطيع تتبعه للوصول إليه .

في هذه اللحظة وصل أخي "ألفريد" ، فتح الباب و تقدم نحونا قائلاً

- مرحباً .

و ما أن وقعت عيناه على "سارة" حتى لمعت عيناه و اتسع فمه كاشفاً عن ابتسامةٍ جميلة لا أراها دائماً!

- "سارة" هنا! .. كيف حالكِ؟

نظرتُ إلى "سارة" التي سرعان ما صعد الدم إلى وجهها ، و قالت بخجل

- بخير ، ماذا عنكَ يا "ألفريد"؟
- بحالٍ ممتاز! ، من الجيد أنكِ هنا ، أختي لم تكن بحالٍ جيد منذ فترة ، أخبرتها أنكِ أنتِ الشخص الوحيد القادر على إدخال السرور في قلبها .

ضحكت "سارة" بهدوء و قالت

- كم أنتَ لطيف ، إطمئن إنها بخير الآن .

قلت لـ "ألفريد"

- طلبتُ منها المجيء معي لأجلكَ في الواقع .

رفع حاجبيه وقال

- حقاً!؟
- نعم أعرف أن وجودها يسعدك ، لذا طلبت منها أن تتناول العشاء معنا الليلة .

ابتسم بسعادة و هو ينظر إلى "سارة" التي أنكست رأسها بخجلٍ و هي تعض على شفتها ، ثم قال

- فعلتِ الصواب يا "آماندا" ، سأحضر أجمل مائدة على شرف "سارة" العزيزة هذه الليلة .

نظرت إليه "سارة" و قالت بصوتٍ منخفض بدا كالهمس

- شكراً لكَ "ألفريد" .
- عن إذنكما الآن .

قال هذا و انصرف إلى غرفته .
فوكزت "سارة" على خاصرتها وقلت بمكر

- ما رأيكِ بي؟ .. أ لستُ مدهشة؟! ، أنظري كيف لمعت عينا "ألفريد" .

قلت هذا و انفجرت ضاحكة ، فتشبثت بذراعي قائلة بخجل

- أخفضي صوتكِ يا "آماندا"! ، سوف تفضحينا!
- هيا بنا إلى غرفتي إذاً .
- هيا .

=========

بعد العشاء ، و بعد أن غادرتنا صديقتي "سارة" .. ذهبت إلى غرفتي و سرت نحو طاولتي .
توقفت عندها ونظرت إلى العلبة المكعبية الحمراء ، حدقت فيها و أنا أسترجع بعضاً من كلام ذلك المعجب .. تقدمت عند الطاولة و جلست على الكرسي ، أخذت العلبة و قربتها مني .. فتحتها و أخرجت عدة أظرفٍ منها .

حدقت فيها و في ما كُتِبَ عليها

(( إلى العزيزة "آماندا" من عاشقكِ المخلص )) ، (( إلى العزيزة "آماندا"رسالة من عاشق )) ، (( إلى العزيزة و الجميلة "آماندا" رسالة من عاشقكِ المخلص )) ..

أعتراني حزنٌ و شوقٌ عميق .. أحسست بنارٍ تستعر في قلبي ، أحسستُ بالإختناق و الغصة في حنجرتي ، فأخذتُ نفساً .. و مع زفرةٍ أطلقتها انسكبت دمعتين من عيوني .
كتمتُ بكائي ، و تركتُ الرسائل جانباً ، و مددتُ يدي لألتقطَ قلماً و ورقةً بيضاء .. تمالكتُ نفسي و أخذتُ نفساً من جديد ، ثم بدأتُ أكتب .

(( إلى من تخلى عني ، و فضل الغياب و الهجر ، إلى من تركني أعاني فقد كلماته .. بعد أن أدمنتها و أحببتها ، إلى من مزقني ، و نسيني بعدما كان يدعي العشق ، إلى من جعلني أكتبُ إليه بمداد دموعي ، إليكَ أيها الغائبُ المجهول ، الذي غابَ عني دون أن يتركَ خلفه أثراً يرشدني إليه ، الذي غاب دون أن يلتفت نحو الهشيم الذي خلفه في قلبِ "آماندا" المسكينة ، "آماندا" اليوم تعلن إليكَ انهزامها و ضعفها .. تعلن استسلامها ، تعلن خضوعها لرغبتكَ في الإختباء ، لن يهمني من تكون .. لأني بعد أن أدمنت كلماتكَ لا أستطيع التخلي عنك أبداً ، وبما أنكَ ستظهر قبالتي قريباً كما وعدتني .. فسأستمر معكَ في هذه اللعبة ، سأستمر .. لأني إن لم استمر فسأحرق بنار شوقي ، مشتاقةٌ إليك .. مشتاقةٌ إلى حروفك ، مشتاقةٌ إلى كل تفاصيلكَ التي كنتَ تتشاركني إياها ، أشتاق لقراءة اسمي في أوراقك .. اشتاق لذاك الظرف المورد ، و إلى العبارة التي تكتبها عليه .. أشتاق إلى كل شيءٍ متعلقٌ بك .. ما يمزقني أني لا أعرفُ إليكَ سبيلاً و لا دليلاً يرشدني إليك ، سأسعى للوصول إليكَ حتى تصلكَ رسالتي هذه ، حتى تحتضنها يديك .. و أرجوك أيها العزيز ، عندما تصلكَ رسالتي أجبني برسالةٍ بسرعة ، أسعف قلبي الذي يحترقُ شوقاً للقياك ، اليوم قررت الإفصاح إليكَ بكلمةٍ لم انطقها لكَ من قبل ، اليوم سأقول أني أعشقك ، أحبك ، أهواكَ .. أتنفسك ، أنا خسرتك يوم أن قررتُ الصمت ، لكنني اليوم سأكتب ، سأعود .. لن أتجاهلَ رسائلكَ من جديد .. لإن الحرمان منها لا يطاق ، لا يطاق .. سأنتظر رسالتك ، فلا تخذلني ، و اصفح عني ، و اكتب لي .

العاشقة "آماندا" ))


الساعة الآن 09:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.