منتديات جمانة فلسطين

منتديات جمانة فلسطين (Http://www.jomana.net/vb/index.php)
-   إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية (Http://www.jomana.net/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   نرجس ( قصة قصيرة ) (Http://www.jomana.net/vb/showthread.php?t=26515)

المهندس 03-23-2022 11:04 PM

نرجس ( قصة قصيرة )
 
نرجس
قصة قصيرة



مضى عام ونيف مُذّ أهدتني ( نرجس ) أول تحية عبر الهاتف، ولا تزال كلماتها لحناً أتوق لمسمعه كل صباح.
أقعد خلف مكتبي، ومع كل رنةٍ من جهازي المحمول، ينتفض قلبي كعصفور بللهُ الندى، في انتظار مكالمتها كما وعدتني ليلة البارحة.
ذات شجاعةٍ، أخبرتها بأنني أريد أن أراها، بعد أن عشقتها أذني كل هذه المدة، وأصررت على ذلك .. حتى أنني لوحت لها بالفراق بطريقة غير مباشرة، ووعدتني أن تفكر آناء الليل، وتخبرني بقرارها.
قالت: لا أنكر بأنني أسيرةٌ لسحر كلماتك معي، أرددها ونفسي سائر اليومِ، ومشاعري تضطرب في صدري كلما سمعت صوتك .. امهلني وسيأتيك ردي.
في كل مكالمة كان شعوري يزداد يقيناً، بأن شيئاً مّا يربط بيننا، ضحكاتها، تأتأتها أحياناً، وكنت أعشق تفاصيلها في كل مرة.
أمسكت جهازي، وهززته أمامي معاتباً، لمَ لا ترحني وتُسمعني رنينك ..!؟
فكأنما استجاب حين رأيت اسمها على شاشته، تنهدت ثم قلت بصوتٍ خافت.
- الو
- موافقة يا حبيبي .
- بما ناديتني ..؟ حبيبي ..؟!

كان صمتها كافٍ لأتيقن بأن درجة حرارتي في معدلها الطبيعي، رغم دقات قلبي المتسارعة.

- أريد رؤيتكِ الساعة يا نرجس .
- حسناً، سأوافيك في الحديقة العامة، قرب النافورة، بعد ساعة.
- رائع .. ولكن كيف سأعرفكِ ..؟

ضحكت وقالت: أنا سأعرفك، مع السلامة.

لوهلةٍ .. اعتقدتُ بأن ما حدث كان مجرد حلم يقظةٍ، سرعان ما ستغتاله الحقيقة.
بيد أنني أفقت من شرودي، وهرولت إلى بائع الورد، تراها .. أي نوع من الورود تحب ..؟
( سأهدي جوري قلبي إلى نرجسي في أول لقاء ) حدثت نفسي..

عند دخولي من باب الحديقة، عجلت بخطواتي إلى أقرب كرسي، حول النافورة، رتبت هندامي، وهدأت من روع نفسي.

عقارب الساعةِ تعاند الوقت، وترفض أن تكشف الستار عن وجه من أحببت صوتها، وتخيلها عقلي مراتِ ومرات.
( وصفت لي نفسها، طولها، ووزنها، ولون عينيها، وصفاء بشرتها .. )
( أحببت عقلها، ورومانسيتها، خوفها عليّ، ضحكتها .. إني أحبها بلا شك )
كانت الأحاديث تترى في نفسي، تأخذني إلى جنانٍ، تكون هي مليكتها، حتى رأيت من بعيدٍ فتاةٌ أعرفها .. وليتها لا تراني الساعة، بل لا تراني أبدا.

حاولت أن أشيح بوجهي عنها، وأنشغل بجهازي النقال .. لكن ..

- أهلاً كيف حالك يا جار .؟
- أهلا ً جارتي .. بخير والحمد لله

كل ما كان يشغل بالي هو ان تأتي " نرجس " فتراني معها، وعبثاً حاولت أن أجد طريقة لصرفها من هنا .

- كيف حالكِ يا جارتنا .؟
- اسمي " نرجس " يا جاري، وسعيدةُ بأنني أتحدث إليك.

ثم إنها ابتسمت، وعلت حمرة الخجل على خديها.

- وأنا سعيدٌ بهذه الصدفة، هل تنتظرين أحداً ..؟
كنت أدعوا الله أن تقول ( نعم ) وتمضي، قبل وصول " نرجس "، لعلها أتت إلى الحديقة، وتراقبني الآن من بعيد ..!
- نعم .. ويبدو بانه موجود، ولكن لا يراني
قالت جملتها في اقتضابٍ، وعصبية، لم أجد لها تفسيرا
- لعله في مكان آخر، عليكِ ان تبحثي جيداً، فالحديقة كما ترين كبيرة وواسعة، متاكدٌ بأنكِ ستجدينه على الطرف الآخر من النافورة ..
- ربما .. وأنت؟ هل تنتظر أحدا ..؟

حسمت أمري، ووقفت قبالتها، وعبثاُ حاولت اخفاء ارتباكي أمامها، تنحنحت، وقلت:
- أجل .. أنتظر لقاء فتاة أحلامي، وهو موعدنا الاول، وأخشى ما أخشاه أن تأتي، ويتعكر صفو اللقاء ..! أرجوكِ أن تعذريني .

تبسمت، وقالت:
- لا عليك .. لا عليك .. وهل تراها الآن ؟

جُلت بنظري أرجاء الحديقة ثم قلت ..
- ليس بعد .. ولكنني سأشعر بها بمجرد وصولها .
- متاكدة من ذلك أنا .. متأكدة.
- أتظنين بأنها ستأتي ..؟

صمتت للحظةٍ، ثم قالت:
- لا أظن .. ليس من جديد ..!

قالت جملتها الأخير، ومضت في طريقها، وتركتني في حيرةٍ من ردها.. حتى غابت في الزحام.

قعدت على الكرسي، تنهدت، وتنفست الصعداء، وقلت في نفسي
- الحمد لله .. حقاً ليس كل " نرجس ) كنرجسي أنا ..
آآه أين أنتِ يا " نرجس " ..!

تمت

ورد 03-23-2022 11:19 PM

الله لا يحط حد محل نرجس..هههه
لا هاد ع سبيل الفكاهه بس
لانه قلبي كان مقبوض طول وانا اقرء
مشاعر صعبه جدا لكلاهما
لنرجس..التي لم تستطع ان تصل اليه حتى وهي امامه
وله. لان احساسه لم يستطع ان يدله عليهاا
المشهد كان رائع جدا
عشنا معه الموقف والصوره
كان السرد..والكلمات والوصف
اكثر من رائع
وراق لي جدا
واستوقفني احيانا

ابدعت واكثر من جدا
لا تحرمنا الابداع
احب جدا هذه النوعيه من القصص
لا تحرمنا استاذ
ختمي وتقييمي

نور الروح 03-24-2022 01:40 AM

هناكَ الكثير من النرجس يا أستاذنا
لكن ليس كل أسباب نرجس مثلها!

شعرتُ بألمٍ وحزنٍ شديدينِ في نهايتِها
وكأنّ خيبةَ الأمل أصابتني -وأنا لا علاقة لي بالأمر هههه-
ولاسيمّا جملتها "إنه موجود لكن لا يراني"

في الحقيقةِ لا ألومُ نرجس ولا الشّاب
كانت النهاية رغم أثرها على النفس إلا أنّها متوقّعة بالنسبةِ لي!

قد اشتقنا حقّا لعذوبة حرفك أستاذنا
سُعدت بأن عدتُ أقرأ لكَ مجدّدًا
بُورك المداد..

تقييمي âک†

وتين 03-24-2022 05:36 AM

قصة رائعة جدا
ما أجنل أسلوبك في السرد
ما شاء الله
يسلمو لقلمك وعذوبة فكرك
يعطيك العافية
تقييمي

هدوء . 03-24-2022 07:36 AM

قصه رائعه جدا
واسلوب اروع
سلمت الايادي
دمت ودام نبض قلمك

جوري 03-28-2022 08:21 PM

حرف يحمل من الجمال الشي الكثير
وهذا ما ألفناه منكم أيها المبدع

دام الوهج ننتظر القادم

المهندس 04-01-2022 01:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورد (المشاركة 339520)
الله لا يحط حد محل نرجس..هههه
لا هاد ع سبيل الفكاهه بس
لانه قلبي كان مقبوض طول وانا اقرء
مشاعر صعبه جدا لكلاهما
لنرجس..التي لم تستطع ان تصل اليه حتى وهي امامه
وله. لان احساسه لم يستطع ان يدله عليهاا
المشهد كان رائع جدا
عشنا معه الموقف والصوره
كان السرد..والكلمات والوصف
اكثر من رائع
وراق لي جدا
واستوقفني احيانا

ابدعت واكثر من جدا
لا تحرمنا الابداع
احب جدا هذه النوعيه من القصص
لا تحرمنا استاذ
ختمي وتقييمي


أ. ورد

ما أجمل أن يتعايش القارىء مع تفاصيل القصة ..
فهذا جل ما يتمناه أي قاص .

وكانت معايشتكِ صادقة جداً

ممتنٌ لكِ هذا الحضور البهي
وشكراً على كلماتكِ الطيبة والختم والتقييم

لكِ من الود وافره

المهندس 04-01-2022 01:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الروح (المشاركة 339543)
هناكَ الكثير من النرجس يا أستاذنا
لكن ليس كل أسباب نرجس مثلها!

شعرتُ بألمٍ وحزنٍ شديدينِ في نهايتِها
وكأنّ خيبةَ الأمل أصابتني -وأنا لا علاقة لي بالأمر هههه-
ولاسيمّا جملتها "إنه موجود لكن لا يراني"

في الحقيقةِ لا ألومُ نرجس ولا الشّاب
كانت النهاية رغم أثرها على النفس إلا أنّها متوقّعة بالنسبةِ لي!

قد اشتقنا حقّا لعذوبة حرفك أستاذنا
سُعدت بأن عدتُ أقرأ لكَ مجدّدًا
بُورك المداد..

تقييمي âک†


أ. نور الروح

هذه القصة كتبتها يا نور في بداية حياتي، قبل أن أدرك معنى الحكبة والبعد عن الحشو .. الخ الخ
أحببت قبل سنوات خمس أن أكتبها، فقط لأتيقن بأنني قد فهمت القصة القصيرة جيداً أم أنني ما زلت بحاجة إلى تدريب وقراءة أكثر ..

فكرت في نقطة التقاء الشخصيتين لأول مرة ..
فكرت هل أخفي اسم الجارة أم لا ..؟!

سألت نفسي سؤالاً واحداً ..
هل ما يهمك البعد النفسي للشخصيتين أم المفاجأة ( كسر التوقع ) ؟
ورأيتني أميل إلى الجانب النفسي ..

في تصريح البطلة بأن اسمها نرجس أمامه، مشاعر مضطربة وخوف دفين وأمل بالكاد يخفي نفسه في داخل الشخصية ..
أردت أن يشعر القارىء بخيبة أملها .. ليفكر عن الأسباب التي أوصلت هذه الشخصية للصدمة ..
فكرت في شخصية البطل وأردت أن أوضح وجهة نظري كروائي بتدخل خفي في الراوي العليم، وبساتر خفي لأقول: بأن تخيل الطرف الآخر، ورسم صورته من مخيلة البطل فعل خاطىء ..
لأقول: بأن عشق الروح قبل الشكل هو نعمة من الله، وليس كل الشخصيات / الناس يدرك حلاوة هذه الروح على حساب الشكل ..

ثرثرت كثيراً هنا .. أعلم

ممتنٌ لتواجدكِ وكلماتكِ الطيبة يا نور
كل التحية

المهندس 04-01-2022 01:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وتين (المشاركة 339583)
قصة رائعة جدا
ما أجنل أسلوبك في السرد
ما شاء الله
يسلمو لقلمك وعذوبة فكرك
يعطيك العافية
تقييمي


أهلاً يا وتين

سعيدٌ جداً بانها قد راقت لكِ
وممتنٌ لكلماتكِ الطيبة ورأيكِ

شكراً على التقييم

كل التحية


الساعة الآن 01:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.