-
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته ..
سأقطف لك اقتباس لن أجد أوفى و لا أعمق و أصوب منه قرأته في مقال
الرسالة الإعلامية مالها و ما عليها :
" إن الكلمة في ديننا الحنيف أمانة كبيرة ومسئولية عظيمة ، فالمرء يدخل الإسلام بكلمة ،
ويخرج منه بكلمة ، وتكتب له الدرجات العلا في الجنة بكلمة ، وينكب على وجهه في دركات النار
بكلمة . وكذلك يتزوج بكلمة ويُطلِّق بكلمة . ومن هنا جاءت خطورة الكلمة في الإسلام حيث قال
تعالى : "
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء {24} تُؤْتِي
أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {25} وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ
خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ {26} يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ {27} " ( إبراهيم 24 – 27 ) . وفي
الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
إن العبد
ليتكلم بالكلمة من رضوان اللَّه تعالى ما يُلقي لها بالاً يرفعه اللَّه بها درجات ، وإن العبد ليتكلم
بالكلمة من سخط اللَّه تعالى لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم " ( رَوَاهُ البُخَارِيُّ ) . وعن أبي
سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
إذا أصبح ابن آدم فإن
الأعضاء كلها تكفر اللسان ، تقول : اتق اللَّه فينا فإنما نحن بك ، فإن استقمت استقمنا وإن
اعوججت اعوججنا " ( رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ) . معنى ( تكفر اللسان ) : أي تذل وتخضع له . "
أنتهى الإقتباس
و عليه و بما أننا مسلمون كنا الأحق من غيرنا من الأمم على تقديم إعلام نزيه و بناء يرتقي بالعقول
لا يسفهها و لا يجهلها ..إعلام مبني على المصداقية و الحياد و كلمة الحق .. لا يضع أبدا نفسه
في خدمة من ثبُت سعيهم في خراب الأمة و هدمها و تزييف كل الحقائق..
للأسف للإعلام الموبوء أيضا ممولون و لهم عباد ينتظرون درهما يحرك أقلامهم لتنفث سمومها في العقول..
و تزرع الخلاف و الفرقة و تضعف ترابط الأمة لتسهل على مموليهم احتلال و استنزاف خيرات البلدان و السيطرة عنها ..
للأسف لا ثقة و لا رجاء في هذا الإعلام و لا يجب ابدا الإحتكام اليه او التنفع به ..و لابد من توعية
العنصر الأساسي هو المتلقي ( المواطن ) الذي يجب أن يكون فاعلا و يرفض
هذا الاعلام و يغلق قنواته و يعزف عن الاستماع اليه ليجبره على احترام عقله و يجبره على الاصلاح من نفسه ...
لولا المتلقي لما قوت شوكتهم و لما انتفخت جيوبهم...
لو نطرح موضوعا مثلا عن عزو المسلسلات التركية و مدى اضرارها لمجتمعاتنا لوجدنا الجميع ضدها
و أسهب في سرد سلبياتها لكن بالمقابل نرى أعلى نسب المشاهدات و شغف غير طبيعي بها ..
إنها مؤامرة ممنهجة للعبث بالعقول , غزو فكري صارخ يطمس الهوية العربية و الإسلامية
و يغمس الشباب ( بناة المستقبل ) في الأفات و مستنقعات الرذيلة و على الناس التصدي لها و عدم إنجاح خططها
شامخ بطبعي أشكرك عميقا على هذا الطرح القيم
تقييمي و كبير تقديري