عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-19-2018, 04:58 PM
منى غير متواجد حالياً
Syria     Female
اوسمتي
وسام المشرفة المتميزة 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 516
 تاريخ التسجيل : Jul 2016
 فترة الأقامة : 2883 يوم
 أخر زيارة : 06-24-2019 (05:11 PM)
 الإقامة : في قلب من أحب
 المشاركات : 28,202 [ + ]
 التقييم : 115704
 معدل التقييم : منى has a reputation beyond reputeمنى has a reputation beyond reputeمنى has a reputation beyond reputeمنى has a reputation beyond reputeمنى has a reputation beyond reputeمنى has a reputation beyond reputeمنى has a reputation beyond reputeمنى has a reputation beyond reputeمنى has a reputation beyond reputeمنى has a reputation beyond reputeمنى has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

اوسمتي

Thumbs up رسالة قرآنية { سورة الكهف }



السلام عليكم ورحمة الله و بركاته :

رِسَالةُ السُّورة القُرآنيّة
‏‎🔅 سُورة الكَهْف ..
{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } ..
يبدو هذا المَقطع ؛ مثل نداءٍ أخير ..
وَقورٌ في كلماته ..
ومتسامٍ عن أوهام الكُفر !
واضحٌ .. في أنَ العباد لو أخلَصوا في الإقبال ؛ لتلقّوا الفضل ..
ولكنهَّم آثروا الإضْطراب !
إن القُرآن ؛ مثل نهرٍ مُضيئ ..
كُـل قطرةٍ فيه ؛ تنقلك إلى حيثُ لا تتشابه عليك الحَقائق !
يُصرفُ الله فيه الأمثال والصُور ؛ لتَرتشفها الأفهام ..
يتبتّل الحَدس الطاهر في نصّ القرآن ؛ لكن المصاب في الإنسان .. { وكان الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا } .
والجَدل ؛ هو فَخّ الفَهم ..
إذْ يراوغ بالعَقل عن الإنصات للحقيقة ..
يتخبّط صاحبه في إحجامٍ مغلّف ؛ فيَغرُب العُمر وما استَسلم لله !
{ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا } ..
و التّعبير بالإسم الماضي ؛ يوحي بمشهدِ الإنسان قابعاً في مَوقفه ، ومُصرّاً على لُغة الجدال .. لُغةٌ تَحرُث في أرضٍ بَوار ؛ فلا تنبت إلا الثَرثرة !
لماذا ؟ .. { وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ } .. وقد كان في القرآن كَمال المعاني ؛ فهلْ أضناهم سقَم العناد والجدال عن رؤية النور المُمتلئ بالحُـب !
وفي وصف الله للقرآن بالهـُدى مقصدا .. إذ الهدى هو الذي يحرر العقل من ضَجيج التَناقضات ..
ويحرّر القلب من انحناءة لِمليون ربٍّ وإلـه .
فما الذي مَنع الناس أن يتضلّعوا من رحيقٍ أبديّ ؟
{ وما مَنع الناس } ..
تحسّ في الكلمة ؛ عتاب ربّ رحيم على من اختاروا سِفر التّيه ، وكان الهُدى مُتاحاً وخالياً من الأقنعة ، ودليلاً يتّسع به الطريق !
{ وما مَنع الناس } ..
ربما هي الخَطايا تُمسك بخطوات أصحابها !
{ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا } ..
وذاكَ هو فوات الأمَد ؛ وانقضاء الأَمل .
وسنّة الله في الأولين ؛ فوق المأمول للطَائعين ، وفوقَ الخيال للعاصين .
أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا .. ووصْف القرآن للعَذاب بالمَجيء من الأمام ؛ يوحي لكَ ببغتة الفجأة .. وبانتظارٍ لا غيث فيه ولا وَدَق !
ثم ينبه القرآن على معنى دقيق .. { وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ } ..
تلك إذنْ ؛ هي مهمّة الأنبياء والمُصلحين ..
وعلى الله بقية الطَريق ..
وعلى الله إسراج ما لا نَبلغه ..
وعلى الله يوم الدين !
وحَسب القلب ؛ هذا الغَيث من الفَهم ..
وحسب الكافرين ؛ سَراب الوَهم وهم يظنّون العَجز في الدعوات .. وإنما تلك سنّة الله .
إذ { ما على الرَسول إلا البَلاغ المُبين } !
إلا أن الكفر رغم الهدى والرسل يبقى في دوامة الجدال .. { وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ } ..
فلا تسمع إلا ظمَأ الكلام ؛ وإلا هَذيان الّلسان ..
ولا تسمع إلا اغتيال الحقيقة !
{ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } ..
والدّحض ؛ كلمة تكشف حروفها عن جُهد هائل في إبطال الحَق ، فهي من إدحاض القَدم ، وهو إزلاقها وإزالتها عن مَوطئها ..
وتلك غايةُ الباطل منك !
{ لِيَدحضوا } ..
والّلام لامُ التعليل ؛ تكشف عن مطحنة مُكتظة لا تتوقف ..
مطحنة مُكتظة في مآلها النقصان والوهن !
ثم تراهم لايكلون بل .. { وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا } ..
كأن الآيات في مَرمى سِهامهم ..
يُجيدون الهُزء ؛ ولا يُجيدون صَيد الحقيقة ..
وتلك مُكابرة ؛ خاتمتها الهَزيمة !
هنا تَلمح خلف الإسهتزاء ؛ قلوباً أصابتها الجنايات ..
قلوباً ضامرة ؛ قد انطوت على هَلاك الذُنوب !
فيا للأسى ..
كيفَ يُمسي الإنسان باهتاً ؛ وقد كان بالآيات لو شاءَ مُضيئا !
الّلهم إنـا نعوذُ بك ممّن يتّخذون نُورك هُزوا !
و ما درى الغافل ..
أنـّه ماوَهب الله العبد ؛ أعظَم من قلبٍ يَجلّه !
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا } ..
تنتقل الآيات من الحَديث عن المجموع في إعراضهم ؛ للحديث عن الفَرد في عقوبته ، فليس للكمَد جيران ولا أَهل ..
وليس للحزن في القيامة أهل ..
فكلُ قلبٍ مَنوط بما حَمل .
فَأَعْرَضَ عَنْهَا .. تحرّضه نفسه على الإعراض ؛ فيحتالُ لها .
وما يدري ..
أنّ عُمْر الإعراض بُرهةً ؛ ثـُم ينتظره أبدٌ ليس فيه ماءُ المغفرة !
وما يدري ..
إنَ الله إذا أحبَّ عبداً : أكثر همّه في آخرته ..
وإذا أبغَض عبداً ؛ أكثر همّه فيما قسَم له من الدنيا !
{ وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } ..
هذا نسيانٌ غشّاه فَقدُ الذّكرى !
يسحَب المَرء وحيداً يوم القيامة ؛ إلى صَحائف داكنة قاتِمة الّلون .. كانت لا تُدرَك بالأبصار ..
فترَاه يتناول أوراق العمر ؛ ورقةً ورقةً ..
وعلى مَفرق كُل سطرٍ ؛ ينتصب حزن الخَطايا واقفاً !
ثقيلةٌ هي جراح الظُلم ..
ثقيلةٌ ؛ فليت الوَجع أمامها ينطقُ لَقال :
{ ياليتني متّ قبلَ هذا وكُنت نسياً مَنسيا } !
فيا لشماتة المَظلومين ..
ويا لشماتة النار ..
ويا لشَماتة إبليس ..
ويا لهَشاشة حال قويٍ تكبّرَ ؛ ونَسي تعاسة النهايات !
{ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا } ..
فلا تقرأ في الملامح إلا ؛ نصّاً عصِيّاً على أمر رَبه ..
كأنّ الآيات مَسفوحة معانيها على صَلد القلوب .
يتهَشم الصوت ؛ ولايبلغ آذانهم ..
وتَفنى المحاولات ؛ سُـدى !
{ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } ..
وبحـَّة القلب ؛ لا دواء لها ..
تلك قلوب قُدّت من العناد ؛ فلا يؤول الحال فيها إلا إلى حَال (وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ) ! حتى كأنّ خطواتهم كلها مَوؤدة ..
{ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا } ..
إذ الإصرار فيهم ؛ غَفلةُ جارِف ..
وشُرودٌ ؛ يذهب ويَجيء دون وجهة !
{ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا } ..
تَصمت الرُوح أمام قرار الله ..
ويُدرك العَقل ؛ أنَ لهم قِسطاً من عذابٍ أليم !
{ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ } ..
هنا صيغةُ المُبالغة ؛ كأنَها دُهور المَسرّات ..
و ( لولا ) ؛ صيغةُ امتناعٍ لامتناع .. فلولا تلك الرحمة ؛ لاشتعلتْ المياه على الظالمين حَرائق وسَعيرا ..
لكنَها المواقيت مُقَدرة ..
وتلك غاية سورة الكَهف في عَميق معانيها !
{ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ } ..
تَبدو الدنيا في حاضِرها ؛ حالةً من النَجاة ..
لكنَها نجاةٌ مُؤقتة ؛ مآلها المَنفى ..
نجاةٌ ؛ مآلها سَجين ..
فَقد سَفكت آثامهم طيب المصائر !
{ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا } ..
وذلك في ليل طويل ليس فيه صاحب ؛ يزاحمهم يَباس لا اخضرار له ..
وصَخب لاسكون بعده .
قد كانت الأعمار أزمنة مُتراكمة ؛ من حياة ملؤها لله ( كلمة كلا .. ) ..
تلك أزمنة ؛ استولت معاصيها على أَمل العَفو !
و كلمة ( المَوئل ) ؛ تعني المَلجأ ..
وَ هُنا .. تتراءى لك صورة أهل الكَهف ؛ وقد صار الكَهف مأوى !
وتَتراءى لك صُورة صاحب الجنّتين ..
وقدْ فقَدَ الملجأ ؛ ثُم ترى المشهد مكتَملا يومَ { لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا } !
{ مَوئلا } ..
فيَومهم بلا غَد ؛ حتى يبلغوا حُدود نهاية الأبد ..
وهيهات هيهات !
فيالله ..
كم هو مرعب ؛ أن يمضي الإنسان خلوده فقيرا من الله !
{ وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا } ..
وفي القرى يكون الحديث في القرآن عن الجمع ..
إن ندوب الظلم تتشبث ببيوت من شارك ومن صمت .. و كان الظُلم يَسري إلى الله ؛ وقد رَقدوا !
{ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا } ..
تَنمو المَواقيت على هامشٍ لا يراه الناس ..
تنمو من نَشيج المظلومين ..
تعرف المواعيد وَقْع خُطى الظالمين .
فإذا أرخى الظلم سُدوله ، وظنّ أنه تمكّن ، وضاقت الأرض بخُطى المظلومين ؛ انزاحَ الغيب ، وانهمَرت شَظايا الدعاء !
{ مَهْلكاً } ؛ وليس مَوتاً ..
فالكلمة تحمل فوضى العذاب ؛ التي لا تُبقي ولا تذر .. وانظر كم مرة تكررت كلمة الهلاك هنا .. ذاك موت تَزفر القرى فيه خطاياها عذابا .
تمشي الحَرائق في أزقّة القرى ..
فلا ترى بعد الخُطى ؛ إلا بيارة العَدم !
في هذا المَقطع الأخير قبل قصّة مُوسى ؛ تُضيء الآيات لك فَناء القلب ..
وكأنّها تقول لك :
لا تُخفض للمَشهد الطَاغي جُناحك ..
فكل شيء عنده بقدر ..
{ واستَمسك بالذي أُوحي لك } من الفَهم ..
(فَما مُورقٌ إلا الذي مـِن آيِ الكتاب دَنا ) !
‏‎✦د.كِفَاح أُبو هَنُّود ✦



 توقيع :
دمشقية و في عروقي يجري الياسمين


رد مع اقتباس