☆ ١٣ ☆

💎 فقه الحكمة في مواجهة نبينا ﷺ أساليب إيذاء قريش 💎


فجعل ﷺ ما ناله من الاستهزاء، وشماته الأعداء، أشد مما لاقاه يوم أحد من قتل حمزة مع سبعين من أصحابه، مع ما ناله من الجراحة:

{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}[ يس/٣٠ ] .

وكلما افترى الكفار فرية على القرآن والرسول ﷺ كذبهم الله بوحي يُتلى
كما قال سبحانه: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (42) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43)} [ الحاقة/٣٨-٤٣] .

وكفار قريش لما عجزوا أن يجدوا حجة أو برهاناً يواجهون به النبي ﷺ؛ لجأوا إلى السيف والقوة

كما فعل فرعون مع موسى ﷺ: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [ الشعراء/٢٩ ] .

والله سبحانه يربي رسوله ﷺ ليواجه أهل السخرية والاستهزاء بالتأكيد على الأمور التالية :

1- أن جميع الأنبياء واجههم الكفار بالسخرية والاستهزاء، فهي سنة الله لتربية أنبيائه وأوليائه:
{وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7)} [الزخرف/٦-٧ ] .

2- الإكثار من الحث على الصبر، وقد أمر الله رسوله ﷺ بالصبر على مشاق الدعوة في أكثر من ثمانين موضعاً في القرآن
كما قال سبحانه : {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [ الروم/٦٠ ] .
وقال سبحانه: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ ق/٣٩ ] .

3- الاستعانة على الدعوة بالعبادة:
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} [ الحجر/٩٧-٩٩ ] .

وقال سبحانه: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ} [طه : 130]
[ طه/١٣٠ ] .

4- تذكير المستهزأ به أنه ليس وحده في الميدان، فقد استهزأ الكفار بالله وآياته، ورسله،
كما قال سبحانه: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)} [ التوبة/٦٥-٦٦ ] .

5- بيان أن المستهزئ مغلوب ومفلس، وأنه أقل درجة من المستهزأ به، فليعلن الحق الذي معه، ولا يبالي بما سواه:
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)} [الحجر : 94-96] [ الحجر/٩٤-٩٦] .
وقال سبحانه:{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}[الروم/٦٠].