الموضوع: عمر مقتطف ..🥀
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2018, 05:40 PM   #22
رونق التـ🌷ـوليب


الصورة الرمزية مَرجانة
مَرجانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 732
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
 المشاركات : 38,686 [ + ]
 التقييم :  213224
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نحنُ لِنحن
لنحن فقط !..
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



•• الجزء الخامس ••🥀


استيقظتُ باكراً في اليوم التالي ، و رأسي لا يزال مشوشاً من مفاجأةِ الأمس .. قد فهمتُ أني لا يمكن أن أكونَ زوجةَ حقيقيةً لـ ( إدوارد ) ، و أعتقد أنه بعدَ أن أخبرني بسببِ زواجه مني .. فإنه سيتوقف عن التمثيل .. سيتوقف عن الاهتمام بي ، سيتوقف عن إبداء الإعجاب و إظهار الحب ..

لاشك أنه يحب ( جوليا ) كثيراً .. لكن كيفَ يحتمل إحراقها إن كان يحبها و هي تحبه حقاً ..!؟
قد تزوجني ، كيفَ يضمنُ عودتها له !.. إنه مجنون .

ذهبت إلى الحمام و أخذت حماماً دافئاً .. بعدها ارتديت ثياباً للخروج .. و وقفتُ عند المرآةِ أجفف شعري و أسرحه .. و أنا أفكر في قول ( إدوارد ) ..

نعم لقد ربحتُ الحياة الكريمة .. سأعيشها كيفما أشاء الآن ، سأشاركه هذا المنزل كما أحب .. سأخرج و أعود .. دونَ أن يتطفل علي ( إدوارد ) .. سأعيش و أسعد نفسي .. أما هو فليبقى ينتظر حبيبته ( جوليا ) .. حتى إن عادت ، لن أخرجَ من هذا الزواج خاسرة !

بدأت أتوتر هذه اللحظة ، كنتُ أكره ( جوليا ) .. و حينما علمتُ أنها حبيبته بتّ أكرهها أكثر .. لماذا فعلتَ هذا بي يا ( إدوارد ) ؟!

فُتحَ باب غرفتي ، فلتفتُّ أنظرُ من الداخل .. فإذا به ( إدوارد ) !

صددتُ عنه و قلت بانزعاج :

- ألا تعرف أن تطرقَ الباب !؟

سمعته يقول و هو يتقدم نحوي :

- لستُ مضطراً أن أطرقَ باب غرفةِ زوجتي .

ضحكت ساخرةً من قوله .. فسألني :

- تبدينَ و كأنكِ تستعدين للخروج !

قلتُ و أنا أقفلُ الساعة على معصمي :

- نعم .. سأذهب إلى الجامعة .
- غاضبةٌ مني ؟

نظرتُ إليه ، و قلت دونَ اهتمام :

- كُنت !.. لم أعد مهتمة بكَ الآن .

ابتسمَ و قال :

- تفكرينَ بشكلٍ جيد .

ذهبتُ إلى الخزانةِ و أخرجتُ كتبي .. وضعتهم في الحقيبة ، و جعلت حزامها على كتفي و قلت و أنا أهم بالخروج :

- عن إذنك الآن .
- ألن تتناولي طعام الفطور ؟!
- لا ، بالهناءِ و الشفاء .

و ذهبتُ عند الباب ، فقال لي :

- سؤصلكِ إن أحببتِ !

نظرتُ إليه و أنا أفتح الباب و قلت :

- لا أحب ذلك .. إلى اللقاء .

و غادرت الغرفة .. و داخلي يحترق ، لقد أحببتُ ( إدوارد ) .. لكن يجب عليّ أن لا أحبه أكثر ، فهو لم يحبني .. لذلكَ سأهتم بنفسي فقط و اتجاهله .

غادرتُ المنزل ، و قررتُ الركوب في سيارةِ أجرة .. و فكرتُ قبل ذلك ..

هل أذهب إلى الجامعة ؟.. سيكون مخزٍ أن أعود للدراسةِ في اليوم الثاني من زواجي .. ماذا ستقول صديقاتي عني ؟!

ترددت في الذهاب إلى الجامعة ، فعدلتُ عن الذهاب .. و فضلتُ السير على أقدامي في الشوارع ، سأتسلى و أتنزه طالما الجو صحو .

مضى الوقت بي دونَ أن أشعر .. تمشيت ، و تناولتُ إفطاري في أحدِ المطاعم .. ثم سرتُ قليلاً أيضاً حتى نالَ مني التعب .. فاستقليتُ سيارةَ أجرةٍ و ذهبتُ إلى المكتبة .. أقتنيت بعض الكتب و الأقلام و الكراسات للجامعة .

حينَ صارت الساعة العاشرة و النصف قررتُ العودةَ إلى المنزل .

عدتُ إلى المنزل ، و حينَ دخلتُ إلى الداخل ، وجدتُ ( إدوارد ) جالساً يشرب الشاي و يشاهد التلفاز ..

نظرَ إلي ، ثم نظرَ إلى الأكياس التي بيدي ، و نظرَ إلى عيني و حاجبيهِ مرتفعان .. و قال :

- تسوقتي ؟!

ابتسمتُ و قلتُ و أنا أقترب إليه :

- نعم ، لم أذهب إلى الجامعة .

ثم جلست بجانبه و قلت :

- تلزمني سيارةٌ يا ( إدوارد ) .
- لا بأس ، هل تقبلينَ بإحدى سيارتيّ ؟.. أم ترغبينَ أن تنتقي سيارةً معينة ؟
- لا بأس .. أعطني إحدى سيارتيك .

ابتسم و قال :

- لا ، سنذهب هذه الليلة لشراءِ سيارةٍ لكِ .. اختاريها بنفسك .

ثم أمسك بيدي و قال بلطفٍ و ابتسامته تتسع :

- ستكون هدية زواجنا .

ابعدتُ وجهي عنه بانزعاج ، و رددتُ بضيق :

- زواجنا !..

أحسستُ بيدهِ تشد على يدي .. نظرتُ إليه ، فقال و هو ينظر في عيني بهدوء :

- أعتقد أني سببتُ لكِ الخيبة .

أحسستُ بالقهرِ و الألم حينما قال ذلك .. ، قلت بألم و الحزن بادٍ على وجهي :

- قد تعمدتَ ذلك !
- أنا آسف .

سحبتُ يدي من يده حينَ أحسستُ بالدموع تكاد تفلتُ من عيناي ، و وقفتُ لألتقطَ ما تبضعت و أنا أقول :

- لا داعي للتأسف ..

و نظرتُ إليه و قد انحدرت دموعي على وجنتي :

- لقد أفسدتَ سعادتي قبلَ أنْ أستوعبها حقاً !

و ذهبتُ عنه .. محاولةً مقاومةَ ألمي و حزني .. و التعاسة التي صرتُ فيها ..
لا أعرف متى سأعتاد على هذا الوضع .. و متى أتقبل أن أحلامي الوردية واقعها سواد !.. متى أتقبل أن زواجي ما هو إلا أضحوكة ضحكَ علي بها .

========

خرجتُ و ( إدوارد ) في وقتٍ باكرٍ هذا المساء .. ذهبنا لشراء سيارةٍ لي كما وعدني .. غمرتني السعادة حينَ دخلت معرض السيارات ، كان كل شيءٍ يلمع ، كل شيء مبهر باختصار .. احترت في بادئ الأمر أية سيارةٍ سأختار ، لكني اخترتُ السيارة التي أحبببتها في النهاية و دونَ تردد ، سآخذ من ( إدوارد ) ما أستطيع أخذه طالما هو راضٍ بذلك !

بعدها ذهبنا إلى مطعمٍ لنتناول العشاء .. و قد كان ( إدوارد ) هادئاً جداً .. بل كان الصمتُ أقربُ إليه من الهدوء !

نظرتُ إليه محاولةً قراءة أفكاره ، كان ينزل عينيهِ في لحظاتٍ كثيرةٍ و يفكر .. شيءٌ ما يشغله !.. ترى ما هوَ ؟

حضر الطعام .. فنظرَ إليّ و قال بهدوء :

- تفضلي .

قلتُ :

- سآكل .. لكن ماذا عنك !؟

ظل يحدق إلي بصمت ، فقلتُ أسأله :

- فيما تفكر ؟.. مالذي يشغلك ؟

تنهدَ و هو يرفع حاجبيه في حيرة .. ثم قال :

- ( جوليا ) تتصل علي .. و لم أجبها .

شعرتُ بقلبي ينقبض .. آه ( جوليا ) !.. يبدو أنّ الأمورَ بدأت تتحرك لصالح ( إدوارد ) .. ها قد وقعت ( جوليا ) في الفخ !

قلتُ ساخرة :

- و لمَ لم تجب !؟.. أما كنتَ تنتظرُ منها ذلك ؟

أنزلَ عينيه و قال بصوتٍ مكسور :

- أخشى أنْ تُخَيّبَ ظني .
- ستخيب ظنكَ إن استمررتَ في تجاهلها !

رفعَ عينيهِ إلي دونَ أن يحركَ شفتيه بكلمة ، فقلتُ و أنا أضع الطعام في طبقي :

- حينَ تتصلُ عليكَ ثانية ، أجبها .

ثم رفعتُ بصري إليه ، فإذا بي ألمحُ ابتسامةً جميلة على وجهه .. ابتسمتُ إليه و قلت :

- ماذا ؟!

قال و الابتسامة لا تبرحُ و جهه :

- أتعرفينَ يا ( كريستي ) ؟.. أنتِ رائعة !

اتسعت ابتسامتي حتى كشفت عن اسناني ، و قلت :

- هيا لنتناول العشاء قبل أن يبرد .

تناولنا عشاءنا على مهل ، بعدها غادرنا المطعم ، و صعدنا سيارتي و عدنا إلى المنزل ..

فورَ دخولنا .. استقبلتنا إحدى الخادمات ، و قالت تخاطب ( إدوارد ) :

- سيدي ، هناكَ امرأةٌ بالداخل .. جاءت منذ قليلٍ و هي تنتظرك في غرفةِ المعيشة .

أنهت الخادمة قولها .. و تبادلنا النظرات أنا و ( إدوارد ) .. و أعتقد أنه يفكر تماماً بما كنت أفكر .. ( جوليا ) !

و لم تمنحنا ( جوليا ) وقتاً للسؤال .. حيثُ جاءت بنفسها لتقف عندَ مدخل الغرفة تنظر إلينا ..

وجهنا نظراتنا إليها .. بدت لي مرتبكةً قليلاً .
رفعتُ بصري نحو ( إدوارد ) ، كان ينظر إليها بصمت .. و قد أحسستُ بلهفتهِ إليها من خلال عينيهِ و أنفاسه التي بدت تتسارع !

لا أعرفُ شيئاً عن علاقتهما ، لا أدرك كم مضى الحال بهما مبتعدينِ عن بعضهما .. أو منذ متى يعشقان بعضهما .. لكن الحب قد كان سيد الموقف الآن !
هاقد عادت إليه .. و هو متلهفٌ لعودتها ..

كسرتْ ( جوليا ) الصمت بصوتها الهادئ :

- ( إدوارد ) .. أعتذر لحضوري دونَ موعدٍ مسبق .. لكن .. طلبتكَ على الهاتفِ مرتين و لم تجبني .

أجابها بذات الهدوء :

- كنتُ بصحبةِ زوجتي ..

نظرتْ إلي .. نظراتٍ لم أرها من قبل في عينيها ، إنها تبدو ( جوليا ) مختلفة عن ( جوليا ) التي أعرفها .

فكرتُ في الانسحاب و ترك المجال لهما .. فقد شعرتُ أنّ شوقهما كبير .. رغم غضبي من كليهما ..

قلتُ استأذنهما للإنصراف :

- حسناً إذاً .. سأذهب إلى غرفتي ، عن إذنكما .

و انصرفتُ و صعدتُ لغرفتي .. جلستُ و لزمتُ الصمت .. أفكر فيهما و قلبي يحترق غيرةً من ( جوليا ) .. قد لا أحب ( إدوارد ) كثيراً و لكني زوجته !.. كم يجب عليّ أن أتحملَ بعد ؟
إن عادت ( جوليا ) و وافقت على الزواج منه .. فلن يكونَ لي مكاناً هنا !.. سيتم تجاهلي و إحالتي للعدم .. أنا هنا بشكلٍ مؤقت !

بدأت ارتعد من هذه الأفكار .. فحاولت تناسي الأمر و الخلود إلى النوم .. فاستبدلت ثيابي و اندسستُ تحتَ غطاء السرير حتى نمت .


 


رد مع اقتباس