10-25-2018, 12:47 PM
|
#26
|
• رونق التـ🌷ـوليب •
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 732
|
تاريخ التسجيل : May 2017
|
أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
|
المشاركات :
38,686 [
+
] |
التقييم : 213224
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Crimson
|
|
•• الجزء السادس ••🥀
فتحتُ عيناي في الصباح ، نظرتُ إلى نافذتي .. كان الثلج يتساقط بخفة و هدوء .. نهضتُ و أخذت حماماً دافئاً و استعددتُ بعدها للنزول ..
كنتُ أجفف شعري و أنا أفكر في ( إدوارد ) و ( جوليا ) .. ينتابني الفضول لمعرفةِ ما حدثَ بينهما !
حينَ انتهيت من تجفيف شعري و تسريحه .. نزلتُ إلى الأسفل لغرفةِ الطعام ، حينَ دخلتُ الغرفة لم أجد ( إدوارد ) .
سألت إحدى الخادمات عنه ، فأجابتني أنه غادر إلى عمله دونَ أن يتناولَ طعام الفطور !
أصابني الإستياء .. لقد غادر دون رؤيتي !
تناولت إفطاري ، و بعد ذلكَ صعدتُ إلى غرفتي .. و أمسكت بهاتفي و طلبت رقم ( إدوارد ) .. بدأ بالرنين ، فتوقفت قدماي عند النافذة أنتظر أن يجيب .
أخيراً جاءني صوته :
- صباح الخير ( كريستينا ) .
أجبته باغتضاب :
- صباح الخير !.. أينَ أنت ؟!
- في العيادة .
قلت باستغراب :
- منذ الصبح الباكر ؟!
- نعم .. هل تريدين شيئاً ، لدي عملٌ الآن .
انتابني الحزن .. و قلت بصوتٍ مخذول :
- تمنيتُ الحديث معكَ هذا الصباح !
- فيما بعد .. عن إذنك .
لم أقل شيئاً ، بل أغلقت الهاتف بقهر .. في الواقع كنت أريد سؤاله عما حدثَ البارحة بينه و بينَ ( جوليا ) ، ثائرٌ قلبي !.. يريد معرفةَ التفاصيل التي جرت بينهما !
ألقيتُ بهاتفي على السرير .. و نظرتُ إلى الثلج المتساقط .. و وجومٌ شديدٌ دبّ داخلي .. كان هذا الصباح سيء !.. سيءٌ و فارغ من الأجابات .. بدأت حقاً أشعر بالإحباط !
========
قد حلّ العصر ، و ( إدوارد ) لم يعود !
لم يعد ليتناول طعام الغداء .. ربما هو معتادٌ على تناولهِ في الخارج حينَ يعمل .. لكنه لم يهاتفني كذلك !.. و هو يعلم جيداً أني أرغبُ بالحديث معه .
بدأتُ أشعر بالإنزعاج .. لقد تغيّرَ ( إدوارد ) في ليلةٍ بسبب ( جوليا ) !
ترى ماذا دارَ بينهما ؟!
خرجتُ من غرفتي .. و تبادر إلى ذهني أنْ أذهبَ لغرفةِ ( إدوارد ) ، ربما أستطيع معرفةَ أشياء أخرى عنه من خلالها .
بدأتُ في البحث عن غرفته ، و لم يتطلب البحث العناء .. حيث عثرت على غرفتهِ بسرعة .
فتحتها و عرفتها فوراً من رائحةِ عطره التي تفوح في أرجاء الغرفة .. كانت غرفته رحبة .. أثاثها رفيع الطراز ، كانت تشبه ( إدوارد ) !
دخلتُ و أغلقتُ الباب بهدوء .. و وقفتُ عند البابِ أتفحصها .. حتى وقعت عيناي على إطاراتِ صورٍ على المنضدةِ قربَ السرير .
خطوتُ بهدوء .. و وقفت عند المنضدة ، فوقعت عيني على إطارٍ يحتوي صورةً لـ ( جوليا ) .
عقدتُ حاجباي بانزعاج .. ( جوليا ) ( جوليا ) ( جوليا ) !.. لما هي في كل مكان ؟!.. أيعشقها لهذا الحد ؟
استدرتُ و اتجهتُ نحو النافذة .. نافذةُ ( إدوارد ) لها ذاتُ إطلالةِ غرفتي .
بينما كنتُ اتأمل ، لمحتُ سيارةَ ( إدوارد ) داخل باحة المنزل .. فتبادر إلى ذهني أنه عاد إلى المنزل بكل تأكيد !
استدرتُ لأغادر الغرفة قبل أن يصعدَ إليها .. و أسرعتُ لأفتحَ الباب .. لكني توقفتُ مشدوهةً بعدَ فتحهِ حينَ رأيتُ ( إدوارد ) واقفاً قبالتي .
عقدَ ( إدوارد ) حاجبيه استغراباً ، و قال بهدوء :
- ماذا تفعلينَ في غرفتي ؟!
حاولتُ استجماع هدوئي و قلتُ مازحةً و أنا اتنحى عن الباب :
- جئتُ لأشتمّ رائحةَ عطرك !
دخلَ الغرفة و هو يمشي بتثاقل .. و قال :
- لا تدخلي غرفتي حينَ أكونُ غائباً .
نظرتُ إليه و قلت بعينينٍ متسعتين :
- ما العيبُ في أن أدخلَ غرفةَ زوجي !؟
التفتَ إليّ و الإنزعاجُ بادٍ على تقاسيم وجهه :
- ( كريستينا ) !
اقتربتُ منه و قلت :
- لما لم أركَ اليومَ بطوله !؟..
جلسَ على سريره و قال و هو يخلع معطفه :
- كفاكِ استجواباً .. و كأني لم أخبركِ أني سأعود لعملي بعدَ يومينِ من زواجنا .
قفزتُ للسؤال الأهم بالنسبةِ لي :
- لم تخبرني بما حدثَ ليلةَ البارحة !.. ماذا تريدُ منكَ ( جوليا ) ؟!
ابتسمَ و هو ينظر في عيني المتلهفتين و قال :
- جاءت لتخبرني عن مدى انزعاجها من وقوفكِ جانبي ليلةَ زواجنا .
أصدرتُ ضحكةً ساخرة .. بينما أنكسَ رأسه إلى الأرض .. ثم قال بصوتٍ منخفض و هو لا يزال ينكس رأسه :
- ( جوليا ) لا تريد الزواج بي .. لأنها لا تنجب .
حدقتُ فيه متفاجأةً من قوله .. و صمتت ، صمتتُ و أنا أتأمل الخيبة التي قصمت ظهرَ ( إدوارد ) .. الحزن البادي على جسده المنهك .. و وجههِ المتوجمِ منذ دخوله الغرفة !
لم يكن ( إدوارد ) بحالٍ جيدٍ لهذا السبب إذاً !..
رفعَ رأسه و الحزنُ يكتسي ملامحه .. و قال و هو ينظرُ إليّ :
- ماذا عليّ أن أفعل يا ( كريستينا ) !؟
ازدردتُ ريقي و هززتُ رأسي .. لا أعلم !
لا أعلم كيفَ عساني أنفعه ؟!..
رفعَ رأسه و هو يتأوه .. ثم استلقى على ظهره .. و قال :
- لقد بكت كثيراً ليلة البارحة ، أخبرتني أنّ زواجي كان وقعهُ قاسٍ عليها .. حينَ بدأتُ بلومها أعترفت بذلك .. قالتْ أنها تعرضت لحادثٍ منذ زمن .. و قد أثر على استطاعتها على الإنجاب .. ليتها أخبرتني منذ البداية .
أنكستُ رأسي قهراً و حزناً على نفسي .. ليتها أخبرته من البداية ، من الواضح أنه نادمٌ على الزواج بي !.. يبدو أنّ إقامتي هنا أوشكت على الإنتهاء .
رفعتُ رأسي إليه .. و قلتُ و أنا أحاولُ جاهدةً تمالكَ نفسي :
- ماذا ستفعل ؟
- سأجدُ حلاً ..
ثمَ جلسَ و نظرَ إليّ .. و التقت عيناه بعيني المغرورقتين .. فسألني :
- تبكين ؟!
قلتُ بصوتٍ مخنوقٍ و أنا أرفع كتفيّ بحيرة :
- و أنا ؟!.. ما ذنبي في كلّ الحكاية ؟!
ظل يحدق بي ، حتى صددتُ عنهُ حينَ أحسستُ بدموعي تنهمر .. ثم قال :
- يكفي ألّا تعلّقي قلبكِ بي .. و استمتعي بحياتكِ فقط ، استمتعي في كل لحظةٍ يا ( كريستي ) .
نظرتُ إليه .. فقال :
- سآخذ حماماً و أنام .. يمكنكِ المغادرة الآن .
سرتُ بصمتٍ للخارج ، و أنا على يقينٍ أنّ دوري انتهى .. انتهى تماماً ..
=========
منذ تلكَ اللحظة .. و ( إدوارد ) لا يبالي بي أبداً ، يغادرُ في الصباح الباكر و يعود قبيلَ الغروب .. و في بعضِ الأيامِ لا يجيء إلى المنزل حتى اليوم التالي !.. أغلب الظن أنه يمضي ليلهُ معَ ( جوليا ) ..
و أنا ابتلعتُ غصتي و تابعتُ دراستي بعدَ مضي أسبوعٍ من مجيئي إلى منزل ( إدوارد ) .. ما عدتُ أعترف بزواجي منه و لا عدتُ أجرأ في قول زواجنا أو أننا زوجين !.. سيحين الوقت لا محالة و أغادر هذا المكان .. لكن متى لا أعرف .
منذ أن عدت إلى متابعةِ دراستي و يومي أمضيهِ خارجَ المنزل .. بالكادِ أعود في المساء ، أتناول العشاءَ و أصعد إلى غرفتي ، آخذ حماماً و بعدها أرى ما عليّ من واجباتٍ و بحوثات .. و حينَ تحين الحادية عشر أخلد إلى النوم .. و بعض الأحيانِ أعود إلى المنزل في الثامنة بعد تناولي العشاء خارجاً .
صار المنزل كئيباً بعدما غابَ ( إدوارد ) عنه .. قد فقدَ الحياة .. أن تعيشَ منفرداً و وحيداً .. شعورٌ موحش !
لم أكن أشعر بالوحدةِ و الوحشة قبل مجيئي إلى هنا .. لكن قد فَرِقَ الأمر معي بعدَ أن شاركتُ ( إدوارد ) بعض اللحظات ..
في إحدى الأيام ، جاءني ( إدوارد ) في الصباح الباكر في غرفتي .. كنتُ لا أزال على السرير .. لم أنهض بعد .. و كالعادة .. هو لا يطرق الباب ، بل يقتحم الغرفةَ فوراً ..!
نظرتُ إليه و أنا لا أزال مستلقيةً .. و قد استغربتُ مجيئهُ في الواقع !.. إذ أنه مرّ وقتٌ طويلٌ لم يتحدث معي فيه ..
قال و هو يقف بعيداً و ينظر إليّ :
- لم تستيقظي بعد ؟!
جلستُ و أنا أجيبه :
- ها قد استيقظت .. ماذا عندك ؟
- ألن تذهبي إلى الجامعةِ اليوم ؟
- لا .. خيراً لمَ أنتَ هنا ؟!
أقتربَ مني و جلسَ على طرفِ السرير و التفتَ إليّ قائلاً :
- وصلتنا دعوةٌ لتناول العشاء هذه الليلة من أحدِ الأصحاب .. لذا استعدي هذا المساء .. كوني مستعدةً في السادسة على أقل تقدير .
رفعتُ حاجباي و أنا أرمقه باستهجانٍ و استنكار ، فسألني :
- لما تنظرينَ إليّ بهذه النظرات ؟
- هل تريد التّزَيُّنَ بي أمامَ أصدقائك ؟.. هل حضوري ضروري ؟!
أدار وجهه عني و قال :
- أنتِ زوجتي .. و عليكِ الحضور و مرافقتي في كل الإحتفالات و الدعوات .
- لا أريد .
نظرَ إليّ بعينينٍ حادتين ، فقلتُ و أنا أعقد حاجباي :
- أنا متعبة .. و لا طاقةَ لي في ادّعاءِ السعادةِ و الفرحِ معكَ أمامَ الملأ كذباً ، نحنُ لا نحبّ بعضنا .. أو بالأصح .. أنتَ لا تطيقني .
قال بهدوء و قد خفّ غضبه :
- لستُ أكرهكِ و لا أطيقكِ .. على العكس ، أنتِ صديقة رائعة يا ( كريستي ) .. إنما لا أستطيعُ مشاركتكِ كل شيءٍ و أنا أتمنى ( جوليا ) في كل شيء !.. سيكونُ ظلماً لكِ .
قلتُ بنبرةٍ حزينة :
- لقد ظلمتني بزواجكَ مني منذ البدايةِ أساساً .
وقفَ و قال و هو لا يزال ينظر إلي :
- استطعت الزواج ، لكني لا أستطيع أن أقيمَ علاقةً زوجيةً حقيقيةً معكِ .. و رجاءً كفي عن هذا الحديث يا ( كريستي ) .
أنزلتُ رأسي بقهر .. بينما قال :
- ستكونينَ جاهزة في السادسة ، سآتي بعدَ أن أعود من العيادة و أستعد أنا أيضاً .. لا تخيبي ظني .
لم أجبه ، فاستدار مغادراً الغرفة و أغلقَ الباب خلفه .
|
|
|