10-27-2018, 11:55 AM
|
#7
|
• رونق التـ🌷ـوليب •
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 732
|
تاريخ التسجيل : May 2017
|
أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
|
المشاركات :
38,686 [
+
] |
التقييم : 213224
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Crimson
|
|
•• الجزء الثامن ••🥀
مضى أسبوعان منذ معرفتي بـ ( كارلوس ) .. كنت فيهما ألتقي به كل يومٍ في العصر ، و أحياناً أخرى ألتقيهِ في المساء .. أي أني أقضي معظم وقتي خارج المنزل .. بالكاد أرى ( إدوارد ) ، و هو لا يهتم بي أبداً .. كنتُ آخذ منه المال فقط .. و هو يعطيني دونَ سؤال ، إنه شديد الكرم حقاً .
في يوم الإجازة و في العصر ، كنتُ أستعد للخروج للقاء ( كارلوس ) .. في هذا الحين فاجأني ( إدوارد ) بدخوله الغرفة !
نظرتُ إليه و أنا أرفع حاجباي .. بينما تقدمَ حتى وقفَ قبالتي قائلاً :
- كيفَ حالكِ يا ( كريستي ) ؟
- جيدة !.. ماذا عنك ؟
- بحالٍ جيد .
عدتُ إلى مرآتي أصلحُ شعري قائلة :
- ماذا عن ( جوليا ) ؟
لم يجبني ، فحانت مني التفاتةً إليه .. فقال :
- إنها بخير .. طلبتُ منها أن تعرضَ نفسها على طبيب ، ربما تجد حلاً لمشكلتها .
انقبضَ قلبي حينما سمعته يقول ذلك .. فتوقفتُ عن العبث بشعري ، و سألته بهدوء :
- ستتزوجها إن تعافت ؟
قال ببرود و هو ينظر في عيني :
- سأتزوجها حتى إن لم تتعافى ..
أخذتُ نفساً و عدتُ بنظري للمرآة ، لا أعرف لما شعرتُ بالإنكسار .. رغمَ إدراكي بحقيقةِ زواجنا و الغايةَ منه ، رغمَ معرفتي أنّ ( إدوارد ) لا يحبني بل يحب امرأةً أخرى .. رغمَ استيعابي أني سأغادر هذا المكان يوماً .. ما زلتُ أتأثر !
قال سائلاً :
- ستخرجين ؟
نظرتُ إليه و أجبت :
- أجل .
- هل نقضي وقتاً معاً ؟.. أشعر بالضجر .
ابتسمتُ قائلةً متعجبة :
- أقلتَ معي ؟!
ابتسمَ و قال و هو يضع يديه على كتفي :
- زوجتي الجميلة .. زوجكِ وحيدٌ هذه الليلة ، ما رأيكِ أن نتصاحبَ هذا المساء و نعود إلى حينِ انتصافِ الليل ؟.. ربما نذهب إلى السينما !..
- آسفة ، سألتقي بصديقٍ بعدَ قليل .
ارتفعَ حاجباه ، و ابعدَ يديه عني و وضعهما في وسطه و قال :
- أ لديكِ أصدقاء ؟!
ابتسمت و أجبت :
- بالتأكيد .
- لم تخبريني بذلك .. و لم تحدثيني عنهم !
قلتُ و أنا أعيد ترتيبَ مستحضرات الزينة في الأدراج :
- متى رأيتكَ أساساً ؟.. و متى كنتَ مهتماً بي أصلاً ؟
- كنا نتكلم عن أصدقائي ، و لم تذكري لي أصدقاءك !
نظرتُ إليه و قلت :
- حينَ تحصل فرصة كهذه ، سأحدثك .. الآن أنا أستأذنك .
و التقطت حقيبتي و اتجهت نحو الباب .. فتبعني .. استدرتُ إليه و قلت مقترحةً :
- يجب عليكَ أن تذهبَ لأصدقائك أو .. لـ ( جوليا ) .. أخشى أن يقتلكَ الملل !
- ( جوليا ) ليستْ هنا ، و إلا لما كنتُ واقفاً أمامكِ الآن !
تجمدت تقاسيم وجهي ، فقال و هو يفتح الباب :
- اقضي وقتاً ممتعاً و لا تقلقي علي يا جميلتي .
و سبقني للخارج .. فعضضتُ على شفتي بضيق ، و أخرجتُ تنهيدةً و غادرتُ أنا الأخرى .
========
خرجت من المنزل ، و صدري ضاقَ بهمه .. قد استحوذ الأمر على تفكيري .. ( إدوارد ) سيتزوج قريباً !
لا أعرف لما حملتُ هماً .. لكني خائفة من النهاية ، خائفةٌ أن أكونَ مطلقةً و أنا مازلتُ في عمرٍ صغير .
أفكر كيفَ ستكون حياتي بعدَ ( إدوارد ) !
أحسستُ برأسي مشوشاً مما زاد بؤسي .
وصلتُ أخيراً حيثُ سألتقي بـ ( كارلوس ) ، لم يأتي ( كارلوس ) بعد ، فجلستُ أنتظره على أحد المقاعد و الطاولات .. إنما ما زلتُ مثقلةً بكلامِ ( إدوارد ) ..!
وضعتُ رأسي على الطاولةِ و أنا أشعر بالإعياء و الضيق .. لن أستطيعَ مساعدةَ نفسي من هذه المصيبة ، و الأمر محتوم .. سأتطلق عاجلاً أو آجلاً .. سأعيش بمفردي و ستستحوذ ( جوليا ) على ( إدوارد ) .. أنا سأعود وحيدة .. و هو سيعشُ كما خطط له .. لقد استغلني .. و كم أحسنَ استغلالي !..
قطعَ أفكاري طرقٌ على الطاولة .. فاعتدلتُ على كرسيّ قائلةً و أنا أنظر لـ ( كارلوس ) :
- جئت !؟
ابتسم و قال و هو يجلس على مقعده :
- كنتِ نائمة ؟!
- لا ..
سكنت تقاسيم وجهه و هو يحدق بي ، ثم قال بهدوء :
- خيراً يا ( كريستي ) ؟.. تبدينَ شاحبة و متعبة !
أنزلتُ نظري .. و بان الحزن على وجهيي .. و غرورقت عيناي .. قد فاض بي ألمي و حزني و ما استطعت تمالكَ نفسي !
فزعَ ( كارلوس ) حينَ رأى دموعي تجمعت بأحداقي ، و قال قلقاً :
- ( كريستينا ) !.. هل هناك ما يضايقك يا عزيزتي ؟
لم أستطع حقاً تمالك نفسي .. فدفنت وجهي بينَ ذراعي على الطاولة و أنا أجهش بالبكاء ..
جاءني ( كارلوس ) و جلس على ركبته على الأرض و يده على كتفي محاولاً تهدئتي :
- أرجوكِ كفي عن البكاء و اخبريني ، ماذا أصابكِ يا عزيزتي ؟.. ( كريستينا ) توقفي عن البكاء .. اهدئي !
بعدَ لحظاتٍ من البكاءِ الشديد ، رفعتُ رأسي و مسحت بكمي دموعي التي عبثت بوجهي .. و أنا أحاول التوقف عن البكاء .. كنت أصدر شهقاتٍ كالطفلة .. كنتُ أحسبني سأصمد ، لكني بدأتُ بالانهيار !
وضعَ ( كارلوس ) يده على وجنتي يمسح دمعي و هو يقول :
- هوني عليكِ أرجوكِ ، هل أنتِ أفضل الآن يا عزيزتي ؟
هززتُ رأسي و قلت :
- نعم ، شكراً لك .
- سأحضر ماءً و أعود .
ذهبَ و أحضرَ ماءً .. شكرته و شربتُ قليلاً ، ثم عاد إلى مقعده و قال و هو يحدق بي بقلق :
- ما بكِ يا ( كريستي ) ؟.. لما كل هذا البكاء ؟.. أنا قلقٌ عليكِ ، قد أفزعني بكاؤك!
قلتُ له بقهر :
- أشعر بتعاسةٍ كبيرة ، أرى أفقاً مظلماً لا حدود له .. أشعر بالكثير من الخيبة !
عقدَ ( كارلوس ) حاجبيه و قال باهتمام :
- آه يا إلهى !.. لمَ كل هذا ؟
سردتُ لـ ( كارلوس ) كل الحكاية ، منذ لقائي بـ ( إدوارد ) ثم اكتشافي حبه و استغلاله لي و من ثم جفاءه و اهماله لي !..
و أخيراً .. برغبته من الزواج بـ ( جوليا )..!
قال ( كارلوس ) لائماً إياي :
- ما كان عليكِ الزواج به .. ثم أنه يكبركِ كثيراً يا ( كريستي ) !.. ألم يكن ذلكَ كافٍ لترفضيه ؟!
قلتُ حزينة :
- لم أفكر بفارق العمر ، كنتُ أفكر في الراحةِ فقط .. في المال و الحياة الهانئة .
قال ( كارلوس ) و هو يقطب جبينه :
- رأيتُ أثراً على ذراعكِ ذات يوم .. هل يضربكِ ؟
اتسعت عيناي و أنا أجيبه :
- لا أبداً ..
و أضفت قائلة بصدق :
- إنّ ( إدوارد ) رائع !.. رائعٌ جداً .. ربما كنتُ أحببته لولا .. لولا صدوده و خديعته .
نظرَ إليّ بإشفاق ، و قال بصوتٍ هادئ :
- إنّ اللوم في الحقيقةِ يقعُ على ( إدوارد ) ، فهو من غشكِ .. هو لم يكشف نواياه من هذا الزواج قبل أن تتزوجا .
قلتُ بغضب :
- بالضبط ، لذلكَ أنا ناقمةٌ منه .. و هو يستفزني ببروده و عدم مبالاته .. بتُّ أعيش لنفسي .. أستمتع لوحدي و بوقتي .. لكنّ الخوفَ يغلبني الآن !.. أشعرُ و أنّ الأمرَ باتَ قريب !.. سأتطلق و لا أعرف كيفَ سأمضي حياتي !
ابتسمَ ( كارلوس ) و قال مطمئناً :
- مخاوفكِ ليستْ بالغريبة ، من الطبيعي أنْ تخافي من كل هذا .. لكن حينما تتطلقين ، ستقبلينَ على الحياةِ بشكلٍ عاديٍ و مريح .. ستحبين الحياةَ و أنتِ حرة ، بعيدة عن زوجكِ اللئيم .
قلتُ متألمةً :
- بل سأعاني الإنكسار يا ( كارلوس ) .. أنا جداً محبطة !
- لا يا عزيزتي .. لا تفكري بهذه الطريقة حتى لا تري الأفقَ أسوداً .. إنّ الحياة مشرقة .. و انفصالكِ سيكون خيراً .
ثم قال و قد اتسعت ابتسامته :
- بالإضافةِ .. لديكِ صديقٌ يحبكِ و لن يترككِ للإنكسار و الخيبة ..
و قال هامساً و هو ينظر في عيني :
- سأكون بجانبك ..
ابتسمتُ و قلتُ و أنا أشعر بالقليل من الإرتياح :
- ممتنةٌ جداً .. شكراً لوجودك يا ( كارلوس ) .
كان الشعور بالإرتياح مؤقتاً فقط !.. ما زلتُ خائفة
أضع يدي على قلبي خشيةَ أنْ تباغتني اللحظة المشؤومة !..
=========
في صباح أحدِ الأيام .. هاتفني ( كارلوس ) ، كان يريد رؤيتي و تناول الفطور معي .
أستعددتُ للخروج ، و غادرت الغرفة ..
و بينما كنتُ أسيرُ لأنزل ، و جدتُ ( إدوارد ) مقبلاً .. فتوقفت .
كان يمشي ببطءٍ و تكاسل .. يبدو عليه الإرهاق و كأنه لم ينم طيلةَ الليل .
قلتُ و أنا أنظر إليه :
- صباح الخير .
توقفَ و أجاب :
- صباح الخير ، ستخرجين ؟
- نعم ، سأتناول الإفطار خارجاً مع صديقي .
ضاقت عينيه و هو ينظر إلي .. ثم قال بهدوء :
- تخرجينَ كثيراً هذهِ الأيام يا ( كريستينا ) ، و دوماً تلتقينَ بصديقكِ الذي ظهرَ فجأةً .. من هو هذا الصديق ؟
حدقتُ في عينيه ، يتملكه الفضول !.. لماذا ؟!.. قطعاً ليسَ غيرةً عليّ من هذا الصديق .
قلتُ ساخرة :
- سأدعوه غداً على العشاء لتتعرفَ عليه ، ما رأيك ؟
فاجأني بجوابه :
- سيكون ذلكَ جيداً .. سأنتظره غداً .
و تقدمَ ليعبرَ من جانبي .. فشممتُ منه عطراً جميلاً ، رائحته مألوفةً لدي .. حاولتُ التذكر ..
فاتسعت عيناي حينَ تذكرتُ أينَ شممته !
استدرتُ إليه و سألته بقلبٍ منقبض :
- عادت ( جوليا ) ؟!
توقفَ حينما سمعَ سؤالي .. ثمَ استدار إليّ و قال و هو يرفع حاجبيه :
- نعم .. ما أدراكِ !؟
أحسستُ بالدمِ يغلي في عروقي ، لكني تصنعت الهدوء .. و أخذتُ نفساً و أجبت :
- رائحة عطرها الأخاذ ملتصقةٌ بك .
ارتسمت على شفتيه ابتسامةً لطيفة ، وضعَ يديه في جيبي معطفهِ و قال :
- نعم .. قد قضينا الليلَ معاً ، هل أعجبكِ العطر ؟!.. سأهديكِ واحداً .
عضضتُ على شفتي بقهر .. و أعتقدُ أنّ الغضبَ قد وضح على ملامحي هذه المرة !
سكنت تقاسيمه ، و قال و هو يقترب مني :
- أنا آسف .. لم أقصد ..
أنزلتُ رأسي إلى الأرض ، حاولت استجماع هدوئي .. ثم نظرتُ إليه و قلت :
- هل استطاعت العلاج ؟
هز رأسه و قال :
- لا .. أخبرها الطبيب أنّ ذلكَ مستحيل .
هززتُ رأسي .. في الحقيقة لا يهم إن كانت وجدت حلاً لمشكلةِ عدمِ الإنجاب ، و لا أعرفُ لما أطلقتُ هذا السؤال !
الأمر سيان .. إن كانت تستطيع الإنجاب أو لا ، هو سيتزوجها !
قلتُ له :
- عن إذنك .
و استدرت للمغادرة .. و قلبي يرتجف .
أشعر بالإنهزام !.. بالإهانة .. زواجي لم يكن حقيقياً ، جاء بي ( إدوارد ) لأكونَ أداةً نافعةً له لا أكثر .. سيرميها خارجاً بعدَ أن ينتهي منها ..
ذلكَ يقتلني قهراً و غيظاً .. يقتلني خوفاً مما سيعقب ذلك !
|
|
|