عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2019, 10:57 AM   #59
رونق التـ🌷ـوليب


الصورة الرمزية مَرجانة
مَرجانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 732
 تاريخ التسجيل :  May 2017
 أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
 المشاركات : 38,686 [ + ]
 التقييم :  213224
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نحنُ لِنحن
لنحن فقط !..
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



الجزء العاشر ••❓


في اليوم التالي .. و عند الصباح ، استيقظت بكسلٍ شديد على غير عادتي .. كما أني كنتُ أشعر بصداعٍ في رأسي .. نهضتُ من فراشي و حاولت الإسراع للإستعداد للمعهد ، عندما انتهيت .. ذهبت في الصالة و جلست على طاولة الطعام قائلة

- صباح الخير "ألفريد" .

نظر إليَّ و هو يضع الأطباق على الطاولة

- صباح الخير عزيزتي ، كيف حالكِ؟

قلتُ و أنا أضعُ يدي على رأسي متألمة

- أشعر بصداعٍ شديدٍ في رأسي .

جلسَ في كرسيه قبالتي و قال باهتمام

- إن كان شديداً يا "آماندا" فلا تذهبي للمعهد اليوم .. إبقي و ارتاحي .
- يبدو أني سأفعل ذلك .

و لكني تذكرتُ فجأة الرسالة! ، بما أن رسالتي وصلت للمعجب بالأمس .. فلا شك في أني سأتلقى جواباً منه اليوم!
فقلت بسرعة

- آه تذكرت! .. لا يمكنني التغيب اليوم ، لدينا تطبيق في المختبر .. سأكون بخير بعد أن أتناول فطوري .
- حسناً إذاً ، هيا كلي جيداً .

فأكلتُ طعامي على عجلٍ و غادرتُ المنزل بسرعة .. و بعد دقائق قليلة و صلت إلى المعهد .
دخلتُ مسرعةً إلى الداخل .. و بينما كنتُ أحثُ الخطى .. استوقفني "ريكس" ممسكاً بذراعي .

- "آماندا"؟

التفتُ إليه

- خيراً "ريكس"؟!
- ما بكِ مستعجلة ؟!

قلتُ بنفاذِ صبر

- هل هناكَ ما تود قوله ؟
- أريدُ مرافقتكِ و حسب!

تنهدتُ و استدرتُ قائلة

- سأذهبُ إلى القاعة .

تبعني قائلاً

- سآتي معكِ .

رمقته بنظرةِ لا مبالة و تابعتُ سيري ، و تبعني هو الآخر .
حينما وصلنا إلى القاعة ، دخلنا و القينا التحية على الزملاء .. بعدها اتجهنا حيث مقعدي و مقعد "سارة"
، جلستُ على مقعدي بينما جلسَ "ريكس" على مقعدِ "سارة" .

كان التوترُ بادٍ علي على ما يبدو ، حيثُ أن "ريكس" سألني

- ما بالكِ اليوم؟! .. لا تبدين بخيرٍ يا "آماندا" ، هل هناك شيء ؟

نظرتُ إليه و قلت و أنا أهز رأسي

- أبداً !

و بعد تردد ، مددت يدي داخل الدرج أتحسسُ وجود الرسالة ، و بعد نفاذ صبر ، أخرجتُ يدي و انحنيت انظر إلى داخله .. لكن خاب ظني! ، فلم تكن هنا رسالة .

تأففتُ بضيقٍ و أنا أتكيء بمرفقي على الطاولة و أمسح على رأسي بيدي ، فاقتربَ مني "ريكس" قلقاً و قال

- عزيزتي ما بكِ؟ .. لقد قلقتُ عليكِ فعلاً ماذا دهاكِ؟!

نظرتُ إليه و أنا أقطبُ جبيني و قلت بهدوء

- رأسي يؤلمني يا "ريكس" ، هذا كلُ ما في الأمر .

و ضعَ يده على كتفي و قال باهتمام

- سلامةَ رأسك! ، يؤلمكِ كثيراً ؟

نظرتُ إلى عينيه ، في الواقع تلكَ الخيبة أنستني ألم رأسي ، فلقد كان الأحساس بالخيبةِ أشد ألماً و تأثيراً علي .
أخرجتُ زفرةً من صدري المحترق ، و قلت

- يؤلمني كثيراً .
- يا إلهي! ، لنذهب إلى الصيدلية لأخذِ علاجٍ لكِ إذاً .

اعتدلتُ في جلستي و قلت

- لا داعي ، سأكون بخير .
- متأكدة؟!

هززتُ رأسي بالإيجاب ، ثم قلت بعدَ تردد و أنا ألتفتُ لـ "ريكس"

- "ريكس" .. أنتَ حقاً أعطيتَ الرسالةَ للمعجب كما طلبتُ منك؟
- نعم ، فعلت .
- أنتَ لا تخدعني ، أ ليسَ كذلك؟ .. أرجوكَ لو لم توصلها أخبرني ، لن أغضبَ منك!

عقد حاجبيه وقال

- لما لا تصدقيني؟! ، لقد وصلت الرسالةُ إليه!

همستُ أخاطبُ نفسي

- لما لم يجبني إذاً ؟!
- لم يجبكِ ؟!

ضممتُ ذراعي إلى صدري و صددتُ عن "ريكس" متضايقة ، فقال

- منزعجة لهذا السبب؟

نظرتُ إليه و قلتُ بانفعال

- ماذا تريد؟! ، هيا انصرف و اتركني ، لستُ بمزاجٍ جيد .. فرأسي يؤلمني كثيراً .
- قلقٌ عليك يا "آماندا" !
- لا تقلق ، اذهب الآن .

وقف وقد بدا عليه الإنزعاج ، ثم قال

- كما تريدين .

و ذهب مغادراً .. فارتميتُ على طاولتي أضعُ رأسي عليها بقهرٍ شديد .. لماذا أيها المعجب؟! ، لما لا تجيب على رسالتي؟ ، هل حقاً تخليتَ عني كما تقول "سارة"! ، لما تفعلُ ذلكَ بي .. لماذا؟!

===========

كان ألم رأسي قد اشتد كثيراً مع المحاضرة الأولى ، و في الفترة الثانية انصرفنا إلى المختبر .. و شعرت أن الصداع يكاد يفجر رأسي .. و ما ساء من حالي أكثر ، هو التفكير المستمر في ذاك المعجب!

كنتُ أقف عند عيناتٍ من الدم لأتفحصها ، ومع الألم الشديد ، ضغطت على رأسي بيدي و أنا أغمض عيني بقوة ، لم أكن أستطيع التركيز كثيراً في عملي .

لاحظتني "سارة" و اقتربت مني قائلة

- عزيزتي هل أنتِ بخير؟ .. يبدو أن ألم رأسكِ قد ازداد! ، هل أستأذن لكِ الدكتور للإنصراف؟

نظرتُ إليها و أنا أقطبُ جبيني من شدة الألم

- ليتكِ تفعلين ، فما عدتُ استطيع المتابعة و لا قدرة لي على التركيز .
- حسناً عزيزتي .

استأذنت لي "سارة" الإنصراف ، فغادرتُ المختبر .. كنتُ أسير ببطءٍ أثناء عودتي للقاعة ، و بينما كنتُ كذلك .. صادفتُ "ريكس" ، كان يحملُ بعض العقاقير .. عندما وقع بصره علي ، اقترب مني قائلاً

- كيفَ أصبحتِ يا "آماندا"؟ ، وجهكِ لا يبشر بخير!

حملقتُ في وجهه بصمتٍ للحظة ، ثم قلت

- نعم أشعر و كأن رأسي سينفجر ، لم أستطع التركيز في الدرس ، فاستأذنت وغادرت المختبر .
- أين تذهبين؟
- سأعود للقاعة .
- اهتمي بنفسكِ رجاءً حتى آتي إليكِ .

نظرتُ في عينه متفاجأة ، ثم قلت

- لا تزعج نفسك "ريكس"! .. ثم لما تتبعني و لديكَ ما تقوم به؟

ابتسم و قال بلطفٍ بالغ

- حتى اهتم بكِ بنفسي ، هيا اذهبي و ارتاحي الآن ، لن أتأخر عليكِ .

بادلته الإبتسامة رغماً عني ، مسكين "ريكس" .. يتفانى كثيراً في اهتمامه بي لأجل كسب قلبي ، كم هو لطيف!
أصدرتُ ضحكةً خفيفة و قلت

- أعجز عن شكركَ يا "ريكس" ، لستَ مجبراً على ذلك ، و أنا سأكون بخير .
- لا تكثري الكلام و اذهبي الآن .. كوني بخير .
- حسناً .

و تابعتُ طريقي إلى القاعة ، حتى دخلتها و جلستُ على مقعدي .. نظرتُ حينها إلى درجِ طاولتي ، لا أعرفُ ما الذي أصابني .. يخيلُ إلي أني سأعثرُ على رسالةٍ منه في أية لحظة!
و لكن كما كنتُ مدركة في قرارة نفسي ، لم أجد رداً على رسالتي ، اعترتني الخيبة و اجتاحني الضيق .. فوضعتُ رأسي على الطاولةِ بيأس ، تذكرتُ حينها بعضاً من كلامه الذي كتبه في رسائله لي .. كيف يصف حبه لي ، كيف يصف اعجابه بي و بمظهري .. كان كلامه دافئاً و جميلاً ، لما فضل حرماني منه الآن و أنا في أمس الحاجةِ إليه؟!

أغمضت عيناي بحرقة شديدة ، ذرفت عيناي دمعتين اقتحمتا صمتي ، أحسستُ بأنفاسي ملتهبة .. و صدري مثقل ، و صداع .. يا إلهي مالذي حل بي؟

بعد دقائق احسستُ بخطواتٍ تقترب مني ، فتحتُ عيناي .. فإذا به "ريكس" يقف بالقرب مني قائلاً

- ها أنا ذا ، كيف صرتي؟

رفعتُ رأسي عن الطاولة و اعتدلت في جلوسي قائلة

- أسوء حالاً مما كنتُ عليه .

جلسَ على كرسي "سارة" و أعطاني كأس الماء الذي كان بيده و قال

- تفضلي إذاً ، جئت بالدواء لعله يخفف من الصداع الذي فتكَ برأسكِ دون رحمة .

أخذتُ منه الكأس قائلة

- شكراً "ريكس" ، لقد أتعبتكَ معي .
- لا تقولي ذلك ، خذي الدواء .

و أخذت الدواء منه وابتلعته مع الماء ، فأخذ الكأس من يدي و وضعه على الطاولة ، أقترب مني أكثر و قال وهو يمسح على رأسي

- سيزول الألم ، سيزول .

تنهدتُ بحزنٍ شديد .. و نظرتُ إليه قائلة بقهر

- "ريكس" ، لمَ لم يكتب إليَّ برأيك؟

أبعدَ يده عن رأسي ، و ظل ينظر في عيني بصمت .. فأدرتُ و جهي عنه حينما أحسستُ بالدموع تغتال عيني .
تكلم "ريكس" بهدوء

- لا تفكري في الأمر ، سيزيد ذلك من ألم رأسك .

نزلت الدموع من عيني بحرقة شديدة ، فأغمضت عيني و أصدرتُ زفرةً ساخنة ، فحجبت عيني عن "ريكس" بيدي .. كنتُ أرغب في أن أجهش بالبكاء .. و لكن وجود "ريكس" يمنعني .. فكنتُ أتمالك نفسي ، أبكي بصمتٍ يخنقني .. يزيد من حرقتي و ألمي .

أقتربَ "ريكس" أكثر مني و أخذني في حضنه ، فرميت رأسي على صدره و بكيت ، أخرجت كل ما في صدري من زفرات الألم و القهر .. تعالى صوت بكائي .. فسمعته يقول وهو يمسح على كتفي بحزن

- هوني عليكِ أرجوكِ ، لا تقسي على قبلكِ الرقيق يا "آماندا" .

قلتُ و الألم يعتصر قلبي

- أنا مخذولة .. محطمة و محبطة .. لقد خذلني يا "ريكس" ، لعله تخلى عني!

أنكس رأسه على رأسي وضمني بذراعيه و همس قائلاً

- فاليتخلى عنكِ ، هو الخاسر الأكبر يا عزيزتي .. أنا سأكون بجانبكِ دائماً و لن أتخلى عنكِ يا "آماندا" .

كلام "ريكس" ، هون عليَّ قليلاً .. في همسه الهادئ الحنون .. ما يريحني و يواسي حزني .. فخفتَ شهيقي و بكائي .. لزمتُ الصمت أفكر ، و لكن صوت نبضه بدد أفكاري ، حينما اخترقت ضربات قلبه مسامعي ، كان يضرب بقوة .. أصغيت لها ، و تذكرتُ فجأةً كلماته الواضحة و الصريحة .. حينما كان يشدني من ذراعي معترفاً

(( أحبكِ يا "آماندا" .. أحبكِ )) .

خفقَ قلبي حينها ، خفقان دبَّ في داخلي الخوف!
أحسستُ فجأة بالتوتر و الإرتباك .. حاولت الإبتعاد عن صدر "ريكس" ، لكنه أطبق بذراعيه علي بقوة .. و همس قائلاً

- إبقي .. أرجوكِ .

اعتراني خجلٌ شديد .. لم أعرف ماذا أفعل!
فما كان مني إلا أن أنصاع لأمره .. و تركتُ رأسي على صدره .. أصغي لدقاتِ قلبي و قلبه .

==============

في فترة الإستراحة ، كنتُ و "سارة" نتحدثُ عما فاتني في المختبر .. و بعد أن انتهت "سارة" من حديثها ، سألتني

- لا تبدين بخير ، هل لا زال رأسكِ يؤلمكِ ؟

نظرتُ إليها بعينينٍ واسعتين و قد اربكني سؤالها ، نعم لم أكن على طبيعتي حقاً ! .. منذ أن تركني "ريكس" ، و عقلي مشوش و قلبي مضطرب ! ، حتى أني شردتُ قليلاً أثناء المحاضرة منذ قليل .

قلتُ بارتباك

- أنا على ما يرام ، و ألم رأسي قد زال فعلاً .. لقد أحضر لي "ريكس" دواءً و ابتلعته .

رفعت "سارة" حاجبيها و لقد أثار اسم "ريكس" اهتمامها في الأمر

- قلتِ "ريكس" احضرَ لكِ دواءً! ، متى كان ذلك ؟
- عندما غادرتُ المختبر ، التقيت به .. ولقد لاحظ سوء حالي .. عندما عدتُ إلى القاعة لحق بي و معه الدواء .

ابتسمت و قالت

- كم هو لطيفٌ هذا الفتى .. يهتمُ بكِ كثيراً .

انكستُ رأسي و لم أعقب .. كان التوتر ينتابني كثيراً .. سحقاً "ريكس" ، ما الذي فعلته بي !؟

وقفت "سارة" قائلة

- هيا لنتناول شيئاً ، أتضور جوعاً فأنا لم أتناول الإفطار هذا الصباح .
- لا رغبةَ لي في الخروج يا "سارة" ، اذهبي أنتِ .
- لا لن أتناول الطعام وحدي ، هيا انهضي .

في هذه اللحظة سمعنا صوت "ريكس" قائلاً و هو يقترب منا

- مرحباً يا فتيات .

أجابت "سارة"

- أهلاً "ريكس" من الجيد أنكَ جئت .

نظر إليها متسائلاً

- خيراً ماذا هناك ؟
- ساعدني على إخراج "آماندا" من حزنها ، يبدو أنها تشعر بخيبة كبيرة اليوم .. و لا تريد أن تغادر القاعة .

نظرَ إلي "ريكس" ، فأبعدتُ عيناي عنه ، فلقد كنتُ أشعر بالخجل منه بعدما بكيتُ على صدره .. و بعد أن أغرقني باهتمامه و حنانه .

قال يسألني باهتمام

- هل زال الصداع ؟

نظرتُ إليه

- نعم ، أشعر براحةٍ كبيرة .
- و ماذا عن الحرارة ؟

نظرتُ إليه في صمتٍ متفاجئة .. و قلت دون استيعاب

- حرارة ؟! ، لم تكن بي حرارة !

اقتربت مني "سارة" و وضعت يدها على جبيني للحظة ، ثم قالت و هي تنظر لـ "ريكس"

- حرارتها جيدة !

ابتسم ابتسامةً واسعة و قال وهو ينظر إلي

- ذلكَ جيد ، لقد نفعَ الدواء و انخفضت حرارتكِ إذاً .

عقدتُ حاجباي و قلت مستنكرة

- كنتُ أعاني من صداعٍ و حسب ، لم تكن حرارتي مرتفعة!
- بل كانت ، أحسستُ بها عندما ارتميتي على صدري .

حملقتُ فيه بدهشة شديدة و الإحمرار قد على وجهي ، بينما نظرت إليَّ "سارة" فاغرة الفاه متفاجئة ، أما هو فظل محافظاً على ابتسامته ينظر إليّ بكل استمتاع!

صرختُ فيه قائلة بانفعال بعد أن تغلبتُ على خجلي بصعوبة

- بما تهذي أيها المعتوه ؟!

ثم نظرتُ إلى "سارة" التي لا تزال تنظر إليَّ بعينيها الواسعتين دهشةً و قلت لها بتلعثم

- لا تسيئي الفهم ! .. كنتُ أبكي وحسب ! .. لا عليكِ من هذا المعتوه .

ضحكَ "ريكس" و قال وقد بدت عليه نشوة الإنتصار

- كنتِ على صدري على كل حال .

اشتعلتُ غضباً و نهضتُ من مقعدي لأقف قبالته قائلةً بانزعاجٍ و غضب

- لا تكرر قول ذلكَ أيها الوقح !

ثم أمسكتُ بيد "سارة" و قلت لها و أنا أشدها

- دعينا نذهب عن هذا المجنون ، قبل أن أرتكبَ حماقةً معه .

نهضت و سرنا مبتعدتين عنه ، فلحق بنا قائلاً

- انتظراني ، فأنا لم أتناول طعامي بعد .

قلتُ لـ "سارة" استحثُ خطاها

- أسرعي لما أنتِ تبطئين في مشيك؟
- لستُ كذلك ، ثم دعي "ريكس" يرافقنا .

قلت قطعاً

- مستحيل !

و لكن "ريكس" أوقفني و هو يشدني من ساعدي قائلاً

- "آماندا" لا تغضبي مني أرجوكِ .

نظرتُ إليه قائلة بغضب

- أنتَ تزعجني كثيراً يا "ريكس"! ، كفَّ عن الوقاحة .
- صدقيني ، قلتُ ذلك فقط لتعودي إلى طبيعتك .

ثم أضاف قائلاً و هو ينظر لـ "سارة"

- و لقد نجحتُ في ذلك ، أ لستُ محقاً ؟

ضحكت "سارة" و قالت و هي تغمز له

- محق .

تنهدتُ بغضبٍ و أنا أرمقه بحقدٍ شديد ، فقال بمسكنة

- دعيني أرافقكما .

استدرتُ عنه و قلت

- لا اكترثُ لمجنونٍ مثلك .
- لم أفهمكِ ، لستِ غاضبةً مني ؟

ضحكتُ مع نفسي و أنا أسير وبيدي كف "سارة" أجذبها معي
نعم هو مجنون ، و لكن جنونه مثير .. مثيرٌ جداً .

=============

في السادسة مساءً ، بعد أن تناولت العشاء مع أخي "ألفريد" .. جلستُ معه نشاهد التلفاز ، كان الصداع قد عاودني من جديد منذ فترة ، و كان أشد ألماً من الصباح! ، فلم أكن أقوى على فتح عيني جيداً بسببه .

نظرتُ إلى "ريكس" و أنا مقطبة الجبين و قلت

- سأخلدُ إلى النوم ، عاودني الصداع لعله بعد نومي يزول .

نظر إليَّ "ألفريد" و قال وقد اتسعت عينيه

- وجهكِ محمرٌ جداً يا "آماندا"! ، هل حرارتكِ مرتفعه؟
- أشعر بحرارةٍ في وجهي ، لكن لا أعرف!

نهض من مكانه و اقتربَ مني ، وضعَ يده على جبيني لثانيتين ثم قال فزعاً

- حرارتكِ مرتفعة كثيراً !

لزمتُ الصمت و أنا أحدقُ فيه بحيرة ، فقال

- هيا انهضي لنذهب إلى المستشفى ، لا تبدين بخيرٍ أبداً !
- حسناً .

فذهبنا إلى المستشفى و دخلتُ العيادةَ على الطبيب ، كنتُ أعاني من حرارةٍ داخليه .. قام الطبيب باللازم معي و كتب العلاجات .. و كتبَ تقريراً لي عن حالتي لأتغيبَ غداً عن المعهد .
بعد ساعةٍ عدنا إلى منزلنا ، أخذتُ الدواء و ذهبتُ فوراً إلى فراشي .. كنتُ أشعرُ بإرهاقٍ شديد و الصداع ما زال مستبداً برأسي .

حينما غطيتُ نفسي فوق الفراش ، سرحتُ قليلاً .. لقد خطفتني أفكاري حيثُ "ريكس" ، ذلكَ المعتوه!
ابتسمتُ لنفسي حينما عدتُ بذاكرتي إليه ، كم هو لطيفٌ هذا الشاب كما تقول "سارة" دائماً .
أخذتُ نفساً عميقاً حينها ، و تلاشت ابتسامتي حينما تذكرتُ المعجب .. لماذا لم يرسل إلي يا ترى؟! ، لما تجاهل رسالتي؟! ، كم أحزنني تجاهله لي كثيراً .

نهضتُ من فراشي و ذهبتُ إلى هاتفي الذي كان موضوعاً على طاولتي ، و طلبتُ رقم "سارة" .. التي أجابتني بعد برهة

- مرحباً "آماندا" ، كيفَ حالكِ يا عزيزتي؟
- لستُ بخيرٍ يا "سارة" ، سأتغيبُ غداً عن المعهد وفقاً لأمرِ الطبيب .
- عزيزتي هل حالكِ سيءٌ جداً ؟!
- حرارةٌ داخلية ، أعتقدُ أن حالي سيء ، نعم .
- أرجو لكِ السلامة يا عزيزتي .

فقلتُ قبلَ أن أنسى

- "سارة" ، لو سمحتِ تفقدي غداً درج طاولتي ، ربما يجيبني غداً ذلك المعجب .

جاءني صوتها متضايقاً

- آهٍ منكِ ! ، أ لم تيأسي بعد!؟
- لا يا "سارة" ، لن أيأس الآن .. و إن لم تجديها ، تأكدي من "ريكس" .
- أتأكدُ منه من ماذا؟!
- ربما كذبَ علي و لم يوصل رسالتي للمعجب! ، أرجوكِ حاولي أن تتأكدي .
- لا أعتقدُ ذلك ، لكن سأفعلُ لأجلك .

ابتسمت بسرورٍ و قلتُ بامتنان

- ممتنة جداً يا عزيزتي ، شكراً لكِ .. و الآن إلى اللقاء سأخلد إلى النوم .
- تصبحين على خير .
- تصبحين على خير .

و أغلقت الخط و أعدتُ هاتفي في مكانه ، ثم استلقيت على فراشي باطمئنان .. لا أعرف لما ينتابني إحساسٌ من أن غداً سيكون خيراً ، و أنه سيأتي إليّ برسالةٍ من المعجب .. متحمسة لأجل الغد ، كثيراً !



 


رد مع اقتباس