عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-15-2015, 01:43 PM
ليلى الحاج غير متواجد حالياً
Algeria     Female
اوسمتي
أجمل قصة المركز الثاني وسام فعالية الألوان المركز الأول 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل : Sep 2015
 فترة الأقامة : 3208 يوم
 أخر زيارة : 02-13-2022 (07:34 PM)
 الإقامة : في قلب أمي
 المشاركات : 19,716 [ + ]
 التقييم : 94727
 معدل التقييم : ليلى الحاج has a reputation beyond reputeليلى الحاج has a reputation beyond reputeليلى الحاج has a reputation beyond reputeليلى الحاج has a reputation beyond reputeليلى الحاج has a reputation beyond reputeليلى الحاج has a reputation beyond reputeليلى الحاج has a reputation beyond reputeليلى الحاج has a reputation beyond reputeليلى الحاج has a reputation beyond reputeليلى الحاج has a reputation beyond reputeليلى الحاج has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

اوسمتي

047 إن لم تكن " أحمد بن حنبل" فكن " أبا الهيثم "





-





طابت أوقاتكم بما تشتهون




رحم الله أبا الهيثم



يَروي الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه صفة الصفوة
أنَّ عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل
قال: كنت كثيراً ما أسمع والدي يقول:
(رحم الله أبا الهيثم، غفر الله لأبي الهيثم، عفا الله عن أبي الهيثم)..

فقلت: يا أبه من أبو الهيثمِ هذا؟

فقال: لما أُخرجتُ للسياط، ومدت يداي للعقابين؛
إذا أنا بشاب يجذب ثوبي من ورائي، ويقول: تعرفني؟

قلت: لا، لا أعرفك.
قال: أنا أبو الهيثم العيَّار، اللص الطرَّار،
مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضُربت ثمانيةَ
عشرَ ألفَ سوط بالتفاريق وإني صبَـرت في ذلك على
طاعة الشيطان لأجل الدنيا، فاصبر
أنت يا أحمدُ في طاعة الرحمن لأجل الدين ..


عزيزي الطالب:
هل رأيت كيف كان هذا (اللص)، وهذا (الحرامي)،
رغم ذنوبه ومعاصيه، إيجابياً في لحظةٍ ما، كيف استطاع أن يُهديَ
الإمام أحمد كلمةً عظيمة في موقف عصيب،
ربما كان لها دورها البالغ في التأثير والتثبيت.


أخي الحبيب:
لا تستقلن نفسك، مهما طال بعدك أو زاد إعراضك،
ثق أنك قادر على العطاء، وأن عندك الكثير،
لا تجعل اليأس يسيطر عليك،
وظلام المعصية ينسيك أصلك الخيِّر، ومعدنك الصافي.

اهد الكلمة الجميلة، واللفظة الحسنة،
ارسم الابتسامة،
أحيي قلبك وقلوب من حولك بالأمل،
لا تحقرن معروفاً تقدمه مهما ظهر لك يسيراً
فقد يكون عظيماً عند غيرك،
انتق الأوقات الحساسة ووقع فيها موقفاً حساساً،
واعلم أن القليل الذي تقدمه يعظم مقداره في الظرف الذي تقدمه فيه.


عزيزي:
ومما نستفيده معاً من هذه القصة أن الإبداع ليس بمجرد
أن تقول الكلمة الصادقة لأصدقائك وأقربائك كلما لاقيتهم،
ولكن الإنجاز الحقيقي أن تقول كلمتك عندما يكونوا منك غاضبين
فتبادر أنت بحل الأزمة واحتواء الموقف وتحطيم
حظوظ النفس والمسابقة إلى الاعتذار بكلماتك الراقية.

ليس الإبداع أن تقف جوار صديقك حال رخائه ويسره،
حتى إذا انتابته أدنى نائبة جعلْتَ بينك وبينه بعد المشرقين
وكأنك لم تعرفه يوماً،
بل الوفاء الحقيقي والمساندة الصادقة أن تكون جوار أخيك حال رخائه،
وتكون جواره مرات ومرات حال شدته.

إنَّ هذه المواقف وهذه الكلمات هي التي لن ينسوها لك أبداً،
وستُنحت في ذاكرتهم بأحرف من ذهب لا يمحوها غبار السنين،
وستحفظها النفوس، وسيتذكرها تاريخهم، كيف أنك قلت الكلام الجميل،
ووقفت الموقف المشرف وفي الوقت الصعب،
تماماً كما حفظ لنا التاريخ مقولة أبي الهيثم والتي قالها للإمام أحمد في خضم الأزمة،
فجعلت من المحنة منحة، ومن الظلام نوراً،
ومن نار السياط برداً وسلاماً،
مما جعل الإمام يردد بقية حياته: غفر الله لأبي الهيثم، رحم الله أبا الهيثم.


أخيراً أخي:
ما أروعها من حياة تلك التي يملؤها البذل،
ويسودها العطاء، وتزينها الابتسامة، ولا تعيقها الصِعاب،
حقاً كم هي جميلةٌ حياة العامل الذي يحمل قيمةً يعيش من أجلها،
لا تفارقه حتى في أحلك الظروف.


ورحم الله شوقي وهو يقول:

فكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا
شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر

وَلا تَخلُ مِن عَمَلٍ فَوقَهُ
تَعِش غَيرَ عَبدٍ وَلا مُحتَقَر

وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ
يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر


مما تصفحت







 توقيع :

Hurt me with the truth
but
Never comfort me with a lie



إسعاد الناس غرس تزرعه لغيرك
فيثمر في قلبك

رد مع اقتباس