عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2022, 08:33 PM   #4


امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي




إن الدوام لله وحده سبحانه و الفناء لسواه ..
و لا يسلم من الموت أحد
لا نبي مرسل و لا ملك مبجل و لا فقير مذلل
قال سبحانه و تعالى لحبيبه و سيد أنبياءه
( إنك ميت و إنهم لميتون )
و قد تتعدد الأسباب لكن الموت قادم
لا يعرف السن فإنه ينال الصغير و الكبير
و لا يعرف المنزلة فإنه ينال الوزير و الفقير
و لا يعرف الحالة فإنه ينال الصحيح و السقيم
و لا يعرف المكان فإنه ينال أهل الشرق و الشمال
كما ينال أهل الغرب و الجنوب ..
و كل ذلك بتقدير الله و قضائه
و لا حول و لا قوة إلا بالله ..
قال سبحانه
( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )،
و لا ريب أن موت الأحبة و رحيلهم
يدمي و يؤلم القلوب و يدمع العيون
و يضعف النفوس .. فما لذة الحياة
إلا مع من نحب و من نرتاح لهم
أولئك الذين نسعد إذا حضروا
و نشتاق إذا رحلوا ..
لكن قد يسلبهم منا الموت
و يغيبهم عنا القبر بلا حس و لا صوت ..

فما العمل ؟ و ما الحل ؟ ..
أنعيدهم للحياة-أستغفر الله-فذلك لا لأحد إلا لله سبحانه
و قد حكم سبحانه أن الموتى لا يعودون إلا يوم القيامة
قال سبحانه
(كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون)..
أنتسخط من قضاء الله وقدره ؟-أستغفر الله-
فذلك لا يفعله إلا ضعيف الإيمان الذي أضله الشيطان،
ثم ما فائدة السخط؟..لا شيء سوى الألم المتكرر،
و اصابة الذنب بالسخط من قضاء الله ..
فما الحل إذا؟

الحل هو:
1-الرضا بقضاء الله
****************
نعم نرضى بقضاء الله و قدره،
فقد قضى الله سبحانه الموت لهذا الإنسان الذي أحببنا،
وكل إنسان و هو في بطن أمه كما ثبت في صحيح مسلم
عن رسولنا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
يأمر الله سبحانه الملك الموكل به أن يكتب له رزقه و أجله ،
أي مدة عمره متى يولد و متى يموت..
فهذا أمر الله قد حل بهذا الإنسان فيجب الرضا به ،
فما نحن إلا عبيده , والعبد يرضا دوما بما يكتبه مولاه عليه.
فالرضا الرضا بما قضاه الله و اختاره، لينالكم الأجر،
و يغفر لكم الوزر..وإياكم والسخط فإنه لن يعيد الغائب
و لن يزيد الناقص و لن يجلب إلا التعب.

2-الصبر على المصيبة
******************
قال سبحانه
( و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع
و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات
و بشر الصابرين)
¤البقرة /١٥٥¤
و قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
( الصبر ضياء ).
ألا تعلمون أن الذي يفقد حبيبه
و صفيه من الدنيا ثم يصبر
يجزل الله سبحانه ثوابه دنيا و آخرة ..
قال صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم
(يقول الله تعالى :
ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت
صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة)
رواه البخاري
فليتذكّر العبد ثواب الصبر
و أنّه سببٌ في تكفير الذنوب و السيئات .


3-الإحتســاب
***********
أي إحتساب ما أصابكم عند الله
و أن تنالوا الأجر عليه
و كذلك يناله بإذن الله ميتكم -رحمه الله -
و قد أرسلت إحدى بنات رسولنا الحبيب صلى الله
عليه و آله وصحبه و سلم
تطلبه لأن إبنها يحتضر أي في ساعة
الموت فكان من ما أرسل إليها ..
(فلتصبر و لتحتسب) متفق عليه

4- الإيمان بالإبتلاء
***************
فالله سبحانه جعل البلاء
مكفرا لذنوب عباده
و مقويا لهم على الصدمات
و دافعا لهم على تحمل مشقات الدنيا ..
و أشد الناس بلآءا
هم أنبياء الله عليهم الصلاة و السلام
فكيف بنا نحن ؟! فاعلموا أن هذه المصيبة
هي إبتلاء و إختبار من الله
فيها إن شاء الله كفارة لميتكم و لكم ..
فابشروا بالخير و أحسنوا التعامل
مع هذه البلية بالصبر و الرضا و الإحتساب ..


5-الإيمان بقدر الله خيره و شره
*************************
الإيمان بقدر الله خيره و شره
و من الإيمان بذلك الإيمان أن ما أصابكم
كان لابد من حدوثه و لا مفر من وقوعه
و يلزم الصبر عليه و إحتسابه ..
و اعلموا أن الإيمان بالقدر
ركن من أركان الإيمان الستة
التي لا يقوم الدين إلا بها و في الحديث :
( أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله
و اليوم الآخر و القدر خيره و شره)
رواه مسلم ..
فما أصابكم من قدر الله
فآمنوا به بالرضا و الصبر و الإحتساب .


6- الإيمان باليوم الآخر
******************
أي يوم القيامة الذي هو ركن من أركان الإيمان ..
و في يوم القيامة يجزي سبحانه عباده الصابرين
و يجمعهم بأحبابهم في جنات النعيم حسب أعمالهم
فاعلموا أن فقيدكم لابد أن تلقوه
و أن بعد الموت حياة فيها سعادة
لمن أطاع الله ..


7- تذكر المصيبة العظمى بموت
رسول الله صلى الله عليه وسلم
************************
فكل مصيبةٍ دون مصيبتنا
بموته صلى الله عليه و سلم تهون
و فيه غاية التسلية عن كل مصيبةٍ
تصيب العبد أو تحل بأمة الإسلام جمعاء
فها هو صلى الله عليه و سلم يطلب منا
أن نذكر بمصائبنا موته و فراقه
و بذلك تهون علينا المصائب و الخطوب
فيقول صلى الله عليه و سلم في الحديث
الذي صححه الألباني في السلسة :
( إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر
مصيبته بي فإنها أعظم المصائب ).
إي و الله ! ما من عزيز أو حبيب أو قريب أو صديق
فقدناه إلا و ذاق القلب من لوعة فراقه و حرقة و داعه
ما الله به عليم فهل شعرنا بهذا و نحن نستشعر
موت النبي صلى الله عليه و سلم ؟


فهكذا ينبغي أن نعزي أنفسنا
كلما أصابتنا المصائب
بذكر موت النبي صلى الله عليه و سلم
فهو أعظم المصائب
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم
و الذي ما من مسلم إلا وأصيب بموته و فراقه
و يتمنى أن يفتدي رؤيته بالدنيا جميعها
يخاطبنا فيقول كما في صحيح سنن ابن ماجه :
( يا أيها الناس
أيما أحد من الناس – أو من المؤمنين -
أصيب بمصيبة فليتعزى بمصيبته بي
عن المصيبة التي تصيبه بغيري
فإن أحداً من أمتي لن يُصاب بمصيبة بعدي
أشد عليه من مصيبتي ).
و لو تأملنا كلمة " فليتعزى "
لوجدنا فيها العلاج والدواء
إنها حروف يستطب بها الفؤاد
و تربّ بها الأكباد .

فاصبر لكل مصيبةٍ و تجلّد
و اعلم بأن المرء غير مخلّدِ
و اصبر كما صبر الكرام فإنها
نوبٌ تنوب اليوم تُ*** في غدِ
أو ما ترى أن المصائب جمة ؟
و ترى المنية للعباد بمرصدِ
من لم يُصب ممن ترى بمصيبةٍ ؟
هذا سبيلٌ لست عنه بأوحدِ
فإذا ذكرت مصيبةً ومصابها
اذكر مصابك بالنبي محمدِ


و أخيرا ..
*******
لا بأس بإظهار الحزن على فقد الأحبة
و لا بأس بالبكاء دون صراخ و شق ثياب و نواح
و قد سالت الدموع من عينه
صلوات ربي و سلامه عليه
و على آله و صحبه و سلم على موت ابنه
لكنه قال :
( ولا نقول إلا ما يرضي ربنا )..
فلا تعيشوا في الحزن دائما
و لا تنظروا إلى الأمر بنظرة سوداوية
مليئة بالتشاؤم و التعب
فما هو آت خير إن شاء الله
مع الرضا بقضاء الله و الصبر عليه
و إحتساب ما أصابكم عند الله
و الإيمان أنه مقدر لا مفر منه
و أن يوم القيامة ستجزون عليه بإذن الله
و من رحمته أحسن الجزاء

يتبع



 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس