قصيدة عن الموت
يأتي الموت فجأة من دون مقدّمات
حيث يسرق منّا الفرحة و السّعادة
و يقلب حياتنا رأساً على عقب
يخطف منّا أحبّتنا و يفرّق جمعنا
و يُخيّم على قلوبنا الأحزان
يأتي الموت فيصبح القمر بعد فقدان الأحبّة مُعتماً
و الشّمس مظلمة و تصبح حياتنا صحراء قاحلةً
بلا أزهار و لا ملامح و لا ألوان
عندما يرحل الأحبّة
لا نصدّق أنّهم لم يعودوا موجودين في عالمنا
لا نصدّق و لا نريد أن نصدّق
أنّهم رحلوا و تركونا نعاني مرارة
فقدانهم فكم هي مريرةٌ لوعة الأشواق إليهم
و كم هي باردة و كئيبة ليالي العمر
دون دفئهم وحنانهم الذي كان يغمرنا
الموت، تلك الكلمة التي تحمل في طيّاتها
الكثير من المعاني الحزينة
و الألم على فراق الأحبّة
فإنّ الموت لا يستأذن أحداً
و لا يجامل أحداً و ليس له إنذار مبكّر
فالعديد من الشّعراء لم يجدوا شيئاً
للتّعبير عن فقدان أحبّتهم إلا برثائهم
عن طريق قول الشّعر في ذكراهم
شعر عن الموت
على ابن أبى طالب
***************
النّفس تبكي على الدّنيا و قد علمت
أن السّعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلّا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه
و إن بناها بشرٍّ خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها
و دورنا لخراب الدّهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنةً
حتّى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائن في الآفاق قد بُنيت
أمست خراباً و أفنى الموت أهليها
لا تركننّ إلى الدّنيا و ما فيها
فالموت لا شكّ يفنينا و يفنيها
لكلّ نفس و إن كانت على وجل
من المنيّة آمال تقوّيها
المرء يبسطها و الدّهر يقبضها
و النّفس تنشرها و الموت يطويها
إنّما المكارم أخلاق مُطهّرة
الدّين أولّها و العقل ثانيها
و العلم ثالثها و الحلم رابعها
و الجود خامسها و الفضل سادسها
و البرّ سابعها و الشّكر ثامنها
و الصّبر تاسعها و الّلين باقيها
و النّفس تعلم أنّي لا أصادقها
و لست أرشد إلا حين أعصيها
و اعمل لدار غداً رضوان خازنها
و الجار أحمد و الرّحمن ناشيها
قصورها ذهب و المسك طينتها
و الزّعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبنٌ محمّضٌ و من عسل
و الخمر يجري رحيقاً في مجاريها
و الطّير تجري على الأغصان عاكفةً
تسبّحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدّار في الفردوس يعمرها
بركعةِ في ظلام الّليل يحييها