عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2022, 06:34 PM   #672


رحال بصمت ... غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1339
 تاريخ التسجيل :  Aug 2019
 أخر زيارة : 01-17-2024 (02:43 PM)
 المشاركات : 916 [ + ]
 التقييم :  110
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي







.


يا رفاق ...
إن الصبر من أعظم خصال الخير
التي حث الله عليها في كتابه العظيم ...
في مائة وأربعة مواضع ...
وأمر بها رسوله الكريم في سنته المطهرة :
قال تعالى:
﴿... وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.

وفي الحديث الذي رواه مسلم َعَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن : إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ » .

يا رفاق ...
فرصة عظيمة جدًا لاكتساب هذه الصفة ...
فالذي يصوم رمضان وهو منضبط انضباطًا تامًا
شهرًا كاملًا لابد أن يخرج من هذا الشهر
وقد اكتسب صفة الصبر ...
فالذي صبر عن الحرام ...
وصبر عن الأكل والشرب ...
وجدَّ على صلاة التراويح والقيام ...
وصبر على كف اللسان والجوارح
عن ما نهى الله عنه ...
فقد اكتسب صفة الصبر والتي هي من
أخلاق الأنبياء والرسل ...
﴿... وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾

قال ابن رجب الحنبلي :
وأفضل أنواع الصبر : الصيام ...

وقسم العلماء الصبر إلى ثلاثة أقسام :
الصبر على الطاعة
الصبر عن المعصية
الصبر على القدر
وقد جمع الصيام جميع أنواع الصبر ...
فهو صبر على طاعة الله :
لأن الإنسان يصبر على هذه الطاعة ويفعلها ...

وصبر عن معصية الله سبحانه :
لأن العبد يترك شهواته لله
ونفسه تنازعه إليها ...

وصبر على أقدار الله تعالى :
لأن الصائم يصيبه ألم بالعطش
والجوع والكسل وضعف النفس ...

فلهذا كان الصوم من أعلى أنواع الصبر
لأنه جامع بين الأنواع الثلاثة ...
وقد قال الله تعالى :
﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.

نعم أحبتي ..
ان الصوم سبيل إلى اكتساب خلق الصبر
ذلك الخلق العظيم الذي أمر الله به
وأعلى منارة ...
فإذا تحلى الإنسان به كان جديرًا
بأن يفلح في حياته ...

فلنجعل الصبر ديدننا ولتهذيب غرائزنا
وليكن زادًا لنا في مشوار حياتنا ...
وليكن لنا منه أوفر الحظ والنصيب ...
ولعلنا ندرك بأخلاقنا مالم ندركه بأعمالنا ...


أسأل الله في علاه أن يجعلنا جميعًا
من الصابرين المتصبِّرين ...
وممن يوَفُّون أجورهم بغير حساب ...












 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس